مالك الحزين
20-01-2008, 16:38
الشخصية السلطوية
كثيرة هي العوامل التي تؤثر في مواقف الافراد حيال الآخرين،كأفراد او جماعات او مؤسسات او حول المواقف السياسية والاجتماعية.ولكن سأتطرق هنا الى نوع واحد من هذه العوامل وهو العوامل الشخصية المؤثرة في ذلك وبالتحديد عن نوع من الشخصيات يدعى [الشخصية السلطوية]
***
ولكن قبل ذلك اود التنبيه الى ان مفهوم النظام القائم او الوضع القائم ينصرف الى المفهوم الاجتماعي العام وليس السياسي حصرا وان كان الاخير هو في النهاية جزء من النظام الاجتماعي العام.
***
هناك مجموعة من الخصائص التي تكون الشخصية السلطوية اهمها:موقف سيطرة ازاء المرؤوسين، نظرة اعلاء الى الرؤساء، حساسية شديدة ازاء علاقات السلطة،دعم اية قيمة تقليدية في الوسط الاجتماعي الذي يحيط به. وتتميز الشخصية السلطوية كذلك بانصياع صارم وخضوع اعمى الى القيم التقليدية في المجتمع، والطاعة التامة للسلطات، وبنظرة مقتضبة الى العالم الاخلاقي والاجتماعي مقسمة اياه الى طائفتين منفصلتين تمام الانفصال: الخير والشر،الاسود والابيض،الاخيار والاشرار. وكل شيء في هذا العالم واضح المعالم، منظم ومحدد حيث يحق للاقوياء ان يقودوا لانهم الافضل ، ويستحق الضعفاء ان يكونوا في مركز التبعية دون اولئك.
ونموذج الشخصية السلطوية ينطوي على تذلل وخضوع نحو رؤسائه في الظاهر ولكنه في الوقت نفسه ينطوي على مشاعر سلبية شديدة ازاءهم، وهو يقمع كرهه لهم بأن يبذل جهودا كبيرة للسيطرة على نفسه، وهو يكيل المدح لرجال السلطة الاعلىمنه ويقمع نوازعه النقدية نحوهم ، ومن هذا القمع تتأتى عناصر اخرى في تكوين شخصيته، اذ تفتش النوازع المكبوته والعدائية عن منافذ للتنفيس فتتوجه بصورة طبيعية نحو اولئك الذين يحسب انهم ضعاف او اقل شأنا، أي الى مرؤوسيه عامة.
وعموما تتواجد هذه الشخصية لدى الافراد غير الواثقين من انفسهم والذين لم يفلحوا في تكوين شخصيتهم بصورة مستقلة، ولم يحققوا لها الاستقرار الذاتي وهم يشكّون في ((ذواتهم)) وفي هويتهم، لذلك فإنهم يتشبثون بالاطر الاجتماعية ـ السياسية، لانهم لا يملكون ما يتشبثون به في داخل نفوسهم. وهم يتمسكون باستقرار الوضع القائم لأنه يبدو لهم اساسا لاستقرار شخصياتهم التي تنهار اذا ما تغير الوضع الذي هم فيه. وعليه فدفاعهم عن الوضع القائم هو دفاع عن توازنهم النفسي.ومن هنا تنشأ عدوانيتهم وحقدهم على المعارضين ، على ((الآخرين))على ((المختلفين)) أي اولئك الذين يشكلون تحديا للوضع القائم الذي يشك ذو الشخصية السلطوية بالاساس الذي يقوم عليه، رغم كل المظاهر الخارجية التي يحاول ان يظهر بها. لذلك يكون محافظا جدا في الاوضاع الهادئة ،وعند تعرض الوضع القائم للخطر تزداد عدوانيتهم وقد يندفعون للحركات التي تأخذ بعض الخصائص الفاشية.
.
كثيرة هي العوامل التي تؤثر في مواقف الافراد حيال الآخرين،كأفراد او جماعات او مؤسسات او حول المواقف السياسية والاجتماعية.ولكن سأتطرق هنا الى نوع واحد من هذه العوامل وهو العوامل الشخصية المؤثرة في ذلك وبالتحديد عن نوع من الشخصيات يدعى [الشخصية السلطوية]
***
ولكن قبل ذلك اود التنبيه الى ان مفهوم النظام القائم او الوضع القائم ينصرف الى المفهوم الاجتماعي العام وليس السياسي حصرا وان كان الاخير هو في النهاية جزء من النظام الاجتماعي العام.
***
هناك مجموعة من الخصائص التي تكون الشخصية السلطوية اهمها:موقف سيطرة ازاء المرؤوسين، نظرة اعلاء الى الرؤساء، حساسية شديدة ازاء علاقات السلطة،دعم اية قيمة تقليدية في الوسط الاجتماعي الذي يحيط به. وتتميز الشخصية السلطوية كذلك بانصياع صارم وخضوع اعمى الى القيم التقليدية في المجتمع، والطاعة التامة للسلطات، وبنظرة مقتضبة الى العالم الاخلاقي والاجتماعي مقسمة اياه الى طائفتين منفصلتين تمام الانفصال: الخير والشر،الاسود والابيض،الاخيار والاشرار. وكل شيء في هذا العالم واضح المعالم، منظم ومحدد حيث يحق للاقوياء ان يقودوا لانهم الافضل ، ويستحق الضعفاء ان يكونوا في مركز التبعية دون اولئك.
ونموذج الشخصية السلطوية ينطوي على تذلل وخضوع نحو رؤسائه في الظاهر ولكنه في الوقت نفسه ينطوي على مشاعر سلبية شديدة ازاءهم، وهو يقمع كرهه لهم بأن يبذل جهودا كبيرة للسيطرة على نفسه، وهو يكيل المدح لرجال السلطة الاعلىمنه ويقمع نوازعه النقدية نحوهم ، ومن هذا القمع تتأتى عناصر اخرى في تكوين شخصيته، اذ تفتش النوازع المكبوته والعدائية عن منافذ للتنفيس فتتوجه بصورة طبيعية نحو اولئك الذين يحسب انهم ضعاف او اقل شأنا، أي الى مرؤوسيه عامة.
وعموما تتواجد هذه الشخصية لدى الافراد غير الواثقين من انفسهم والذين لم يفلحوا في تكوين شخصيتهم بصورة مستقلة، ولم يحققوا لها الاستقرار الذاتي وهم يشكّون في ((ذواتهم)) وفي هويتهم، لذلك فإنهم يتشبثون بالاطر الاجتماعية ـ السياسية، لانهم لا يملكون ما يتشبثون به في داخل نفوسهم. وهم يتمسكون باستقرار الوضع القائم لأنه يبدو لهم اساسا لاستقرار شخصياتهم التي تنهار اذا ما تغير الوضع الذي هم فيه. وعليه فدفاعهم عن الوضع القائم هو دفاع عن توازنهم النفسي.ومن هنا تنشأ عدوانيتهم وحقدهم على المعارضين ، على ((الآخرين))على ((المختلفين)) أي اولئك الذين يشكلون تحديا للوضع القائم الذي يشك ذو الشخصية السلطوية بالاساس الذي يقوم عليه، رغم كل المظاهر الخارجية التي يحاول ان يظهر بها. لذلك يكون محافظا جدا في الاوضاع الهادئة ،وعند تعرض الوضع القائم للخطر تزداد عدوانيتهم وقد يندفعون للحركات التي تأخذ بعض الخصائص الفاشية.
.