فواز الغسلان
17-01-2008, 07:29
الاعتقاد وهو جزم القلب وايمانه بشي معين يكون خطرا على الشخص نفسه وعلى مجتمعه
بشكل عام ان انحرف عن الطريق السليم والنهج السليم لدرجة ان الشخص قد يستحل دم اخيه
من امه وابيه 0 ولو نظرنا مثلا الى من ظن ان الزكاة تدفع للنبي صلى الله عليه وسلم فقط ومنع
دفعها لابي بكر الصديق رضي الله عنه بل انه كان ينافح عن اعتقاده الباطل جازما بصوابه حتى
قال شاعرهم:
اطـعـنـا رسول الله ماكان بيننا=فيا لـعـبـاد الله مالابي بكر
ايورثها بكـرا اذا مـات بـعـده=وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
بل ان قاتل الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالرغم من انه قتل ابن عم النبي وزوج ابنته ووالد الحسن
والحسين ومن المبشرين بالجنه وخليفة المسلمين ومع ذلك يمدحه عمران بن حطان قائلا:
ياطعنة من تقي مااراد بها=الا ليبلغ عند الله رضوانا
اني لاذكره دوما واحسبه=اوفى البرية عند الله ميزانا
فرد عليه احد شعراء عصره قائلا:
ياطعنة من شقي مااراد بها=الا لـيـبـلغ عند الله نيرانا
اني لاذكره دوما وألعنه=وألعن النذل عمران بن حطـانا
فلاحظوا ماذا فعلت العقيده الضاله والتي جعلته يطلب مغفرة الله ورضاه في قتل صحابي جليل نسأل الله العافيه00
بل ان التابعي العابد الزاهد عبدالله بن طلحه بن عبيدالله خرج يوم الجمل تلك المعركه التي نشبت في زمن الفتنه
ولم يكن مسلحا لانه خرج طاعة لوالده الصحابي الجليل طلحه بن عبيدالله فقط وكان يحمل مصحفا بدلا من السلاح
فأقبل عليه احد الخوارج بالرمح وهو جالس يقرأ القرآن فرفع عبدالله المصحف له وقال بيننا الحواميم من القرآن
ومع ذلك طعنه بالرمح في صدره الطاهر بالرغم من كونه اعزلا بلا سلاح فذهب الخارجي وهو ينشد قائلا:
وأشعث قوام بأيات ربه=قليل الاذى فيما ترى العين مـسـلـم
شققت له بالرمح صدر قميصه=فطاح صريعا للـيدين وللـفـم
يذكرني حامـيـم والرمح شاجر=فهلا تـلـى حامـيـم قبل التقدم
يفتخر بقتله شخص هو نفسه اعترف انه( اشعث قوام بأيات ربه )وهكذا ماتفعله العقيدة الباطله في صدور الناس
وكيف تنخر قواعد واركان المجتمع عند انحراف العقيده فيه00
وقد اتى احد الخوارج الى علي بن ابي طالب قائلا لاخير فيمن اسمي (ابوتراب)وهي كنية علي بن ابي طالب وقد كناه
بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان الخارجي يعتقد انها مسبه وعيب لعلي رضي الله عنه الذي ضحك ثم قال
(وتلك شكاة ظاهر عنك عارها)وهو شطر لابي ذؤيب الهذلي اصبح مثلا عند الناس لمن عيرك بشي لاعيب فيه
بل هو فخر لك 0 وهو من قصيدة ابي ذؤيب الهذلي ومطلعها:
هـل الـدهـر الا ليلة ونهارها=والا طـلوع الشمس ثـم غيارها
ابى القلب الا ام عمرو واصبحت=تحرق ناري بالشكاة ونارها
وعـيـرهـا الواشون اني احبها=وتلك شكاة ظـاهر عنك عارها
فلا يهنأ الواشين ان قــد هجرتها=واظـلـم دوني ليلها ونهارها
فأن اعـتـذر منها فأني مكـذب=وان تعتذر يردد عليها اعتذارها
وهو معنى جميل وبديع في الادب ومثله قول ابي فراس الحمداني في قصيدته الغزليه الشهيره والتي اعتبرها
اجمل ماقيل في الغزل والفخر على حد سواء لما فيها من معاني حسنه وفخر مستحق لقائلها وهي(اراك عصي الدمع)
فهو قد مزج بين الحب الجامح والفخر الراسي الثقيل وجعل الحب الذي يدفعه للطيران خلف حبيبته يتقاتل مع الفخر
الذي يدفعه للهدوء والثقل فتجده يعترف بخروج دموعه حزنا وشوقا ولكنه في نفس الوقت يخفي ذلك وحيدا في ظلام
الليل لكي لايراه احد فيقول:
بـلـى انـا مـشـتـاق وفـيـنـي لـوعـة=ولكن مـثـلـي لايـذاع له سـر
اذا الليل اضواني بسـطت يـد الهوى=وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
ثم يعرج الى عديد من المعاني الشعريه الانيقه والتصوير البديع فيقول:
مـعـللتي بالوصل والـمـوت دونه=اذا مـت ظـمـئآنا فلا نزل القطر
بـدوت واهـلي حـاضـرون لانني=ارى ان دارا لست من اهلها قفر
وحاربت اهـلـي فـي هواك وانهم=واياي لولا حـبـك الـمـاء والخمر
ثم يشعر انه بالغ في اظهار حبه وشوقه وهو شي يتنافى مع فخره لذلك يعود مسرعا
ليظهر فخره في ابيات لامثيل لها في الادب عموما وذلك من وجهة نظري الشخصيه فتجده يقول:
تسائلني من انت وهـي عـلـيـمة=وهل بفـتـى مـثـلي على حاله نكر
فيارب دار في الظـلام مـنـيـعة=وثـبـت عـلـى اسوارها انا والفجر
وماعاد يطـغـيني بأثوابه الغنى=ولا سوف يـثـنـيني عن الكرم الفقر
سلـيـل انـاس لاتوسـط بـيـنـنـا=لنا الصدر دون العالـمـين او القبر
سيذكرني قومي اذا جـد جـدهــم=وفي الليلة الظـلـمـاء يفـتـقـد البدر
لااعتقد ان هناك روعه وسحر بلاغي ادبي كما في هذه الابيات الساحره فهو ولكونه اميرا غنيا
يقول ان الغنى لم يدفعني للتكبر ولو اصبحت فقيرا فلن يمنعني ذلك من الكرم ويدخلني في نفق البخل
وكذلك العديد من ذلك عند اطلاعكم عليها كامله لذلك اترككم بحفظ الله مع القصيده كامله:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبـر=أما للهـوى نهـي عليك ولا أمـر
بلـى أنا مشتـاق وعندي لوعـة=ولكـن مثلـي لايـذاع له سـر
إذا الليل أضواني بسطت يد الـهوى=وأذللـت دمعا من خلائقـه الكبـر
تكاد تضـيء النـار بين جوانـحي=إذا هي أذكتهـا الصبـابة والفكـر
معللتـي بالوصل والـموت دونـه=إذا مـت ظمـآنا فلا نزل القطـر
حفظـت وضيعـت المـودة بيننـا=وأحسن من بعض الوفاء لك العـذر
ومـا هـذه الأيـام إلاّ صحائـف=لأحرفهـا من كف كاتبهـا بشـر
بنفسـي من الغادين في الحي غـادة=هـواي لها ذنب وبـهجتها عـذر
تـروغ إلى الواشيـن في وإن لـي=لأذنا بـها عن كل واشيـة وقـر
بـدوت وأهلـي حاضرون لأننـي=أرى أن دارا لست من أهلها قفـر
وحاربت قومـي في هـواك وإنـهم=وإياي لولا حبك الـماء والـخمر
فان يك ماقال الوشـاة ولم يكـن=فقد يهدم الإيـمان ماشيد الكفـر
وفيـت وفي بعض الوفـاء مذلـة=لإنسـانة في الحي شيمتهـا الغـدر
وقـور وريعـان الصبا يستفـزها=فتـأرن أحيـانا كما أرن الـمهر
تسائلنـي من أنت وهـي عليمـة=وهل بفتـى مثلي على حاله نكـر
فقلت كما شاءت وشاء لها الـهوى=قتيـلك قالـت أيهـم فهم كثـر
فقلـت لهـا لو شئـت لم تتعنتـي=ولم تسألـي عني وعندك بي خبـر
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنـا=فقلـت معاذ الله بل أنت لا الدهـر
وما كان للأحـزان لولاك مسـلك=إلى القلب لكن الهوى للبلى جسـر
وتـهلك بين الهزل والجد مهجة=إذا ماعـداها البيـن عذبها الهجـر
فأيقنـت أن لاعز بعـدي لعاشـق=وأن يـدي مـما علقت به صفـر
وقلبـت أمري لا أرى لي راحـة=إذا البيـن أنسانـي ألح بي الهجـر
فعدت إلى حكم الزمان وحكمهـا=لهـا الذنب لاتجزى به ولي العـذر
كأنـي أنادي دون ميثـاء ظبيـة=على شرف ظميـاء جللها الذعـر
تـجفل حينا ثـم ترنـو كأنـها=تنـادي طلا بالواد أعجزه الخضـر
فـلا تنكرينـي يا ابنة العـم إنـه=ليعـرف من أنكرته البدو والحضـر
ولا تنكرينـي إننـي غيـر منكـر=إذا زلت الأقدام واستنـزل النصـر
وإنـي لـجـرار لكـل كتيبــة=معـودة أن لايـخل بـها النصـر
وإنـي لنـزال بكـل مـخوفـة=كثيـر إلى نزالهـا النظـر الشـزر
فأظمأ حتـى ترتوي البيض والقنـا=وأسغب حتـى يشبع الذئب والنسر
ولا أصبح الـحي الخلوف بغـارة=ولا الجيش مالـم تأته قبلي النـذر
ويـارب دار لم تـخفنـي منيعـة=طلعـت عليها بالردى أنا والفجـر
وحـي رددت الخيل حتى ملكتـه=هزيـما وردتنـي البراقع والخمـر
وساحـبة الأذيـال نحوي لقيتهـا=فلم يلقها جافـي اللقاء ولا وعـر
وهبت لها ما حـازه الجيش كلـه=ورحت ولم يكشف لأبياتـها ستر
ولا راح يطغينـي بأثوابـه الغنـى=ولا بات يثنينـي عن الكرم الفقـر
وما حاجتي بالـمال أبغي وفـوره=إذا لم أفر عرضي فلا وفـر الوفـر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى=ولا فرسـي مهـر ولا ربه غمـر
ولكن إذا حم القضاء على امـرئ=فليـس له بـر يقيـه ولا بـحر
وقال أصيحـابي الفرار أو الـردى=فقلت هـما أمران أحلاهـما مـر
ولكننـي أمضي لـما لايعيبنـي=وحسبك من أمرين خيرهما الأسـر
يقولون لي بعت السـلامة بالردى=فقلـت أما والله مانالنـي خسـر
وهل يتجافى عني الـموت ساعـة=إذا ماتـجافى عني الأسر والضـر
هو الموت فاختر ماعلا لك ذكـره=فلم يمت الإنسان ماحيي الذكـر
ولا خيـر في دفع الردى بـمذلة=كما ردها يوما بسـوءته عمـرو
يـمنون أن خلـوا ثيابي وانـما=علي ثيـاب من دمائهـم حـمر
وقائم سيـف فيهم أندق نصلـه=وأعقاب رمح فيهم حطم الصـدر
سيذكـرني قومي إذا جد جدهـم=وفي الليلة الظلماء يفتقـد البـدر
فإن عشت فالطعن الذي يعرفـونه=وتلك القنا والبيض والضمر الشقر
وإن مـت فالإنسان لابد ميـت=وإن طالت الأيام وانفسح العمـر
ولو سد غيري ماسددت اكتفوا به=وما كان يغلو التبر لو نفق الصفـر
ونحن أنـاس لا توسـط عندنـا=لنا الصدر دون العالـمين أو القبر
تـهون علينا في المعالي نفوسنـا=ومن خطب الحسناء لم يغله المهر
بشكل عام ان انحرف عن الطريق السليم والنهج السليم لدرجة ان الشخص قد يستحل دم اخيه
من امه وابيه 0 ولو نظرنا مثلا الى من ظن ان الزكاة تدفع للنبي صلى الله عليه وسلم فقط ومنع
دفعها لابي بكر الصديق رضي الله عنه بل انه كان ينافح عن اعتقاده الباطل جازما بصوابه حتى
قال شاعرهم:
اطـعـنـا رسول الله ماكان بيننا=فيا لـعـبـاد الله مالابي بكر
ايورثها بكـرا اذا مـات بـعـده=وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
بل ان قاتل الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالرغم من انه قتل ابن عم النبي وزوج ابنته ووالد الحسن
والحسين ومن المبشرين بالجنه وخليفة المسلمين ومع ذلك يمدحه عمران بن حطان قائلا:
ياطعنة من تقي مااراد بها=الا ليبلغ عند الله رضوانا
اني لاذكره دوما واحسبه=اوفى البرية عند الله ميزانا
فرد عليه احد شعراء عصره قائلا:
ياطعنة من شقي مااراد بها=الا لـيـبـلغ عند الله نيرانا
اني لاذكره دوما وألعنه=وألعن النذل عمران بن حطـانا
فلاحظوا ماذا فعلت العقيده الضاله والتي جعلته يطلب مغفرة الله ورضاه في قتل صحابي جليل نسأل الله العافيه00
بل ان التابعي العابد الزاهد عبدالله بن طلحه بن عبيدالله خرج يوم الجمل تلك المعركه التي نشبت في زمن الفتنه
ولم يكن مسلحا لانه خرج طاعة لوالده الصحابي الجليل طلحه بن عبيدالله فقط وكان يحمل مصحفا بدلا من السلاح
فأقبل عليه احد الخوارج بالرمح وهو جالس يقرأ القرآن فرفع عبدالله المصحف له وقال بيننا الحواميم من القرآن
ومع ذلك طعنه بالرمح في صدره الطاهر بالرغم من كونه اعزلا بلا سلاح فذهب الخارجي وهو ينشد قائلا:
وأشعث قوام بأيات ربه=قليل الاذى فيما ترى العين مـسـلـم
شققت له بالرمح صدر قميصه=فطاح صريعا للـيدين وللـفـم
يذكرني حامـيـم والرمح شاجر=فهلا تـلـى حامـيـم قبل التقدم
يفتخر بقتله شخص هو نفسه اعترف انه( اشعث قوام بأيات ربه )وهكذا ماتفعله العقيدة الباطله في صدور الناس
وكيف تنخر قواعد واركان المجتمع عند انحراف العقيده فيه00
وقد اتى احد الخوارج الى علي بن ابي طالب قائلا لاخير فيمن اسمي (ابوتراب)وهي كنية علي بن ابي طالب وقد كناه
بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان الخارجي يعتقد انها مسبه وعيب لعلي رضي الله عنه الذي ضحك ثم قال
(وتلك شكاة ظاهر عنك عارها)وهو شطر لابي ذؤيب الهذلي اصبح مثلا عند الناس لمن عيرك بشي لاعيب فيه
بل هو فخر لك 0 وهو من قصيدة ابي ذؤيب الهذلي ومطلعها:
هـل الـدهـر الا ليلة ونهارها=والا طـلوع الشمس ثـم غيارها
ابى القلب الا ام عمرو واصبحت=تحرق ناري بالشكاة ونارها
وعـيـرهـا الواشون اني احبها=وتلك شكاة ظـاهر عنك عارها
فلا يهنأ الواشين ان قــد هجرتها=واظـلـم دوني ليلها ونهارها
فأن اعـتـذر منها فأني مكـذب=وان تعتذر يردد عليها اعتذارها
وهو معنى جميل وبديع في الادب ومثله قول ابي فراس الحمداني في قصيدته الغزليه الشهيره والتي اعتبرها
اجمل ماقيل في الغزل والفخر على حد سواء لما فيها من معاني حسنه وفخر مستحق لقائلها وهي(اراك عصي الدمع)
فهو قد مزج بين الحب الجامح والفخر الراسي الثقيل وجعل الحب الذي يدفعه للطيران خلف حبيبته يتقاتل مع الفخر
الذي يدفعه للهدوء والثقل فتجده يعترف بخروج دموعه حزنا وشوقا ولكنه في نفس الوقت يخفي ذلك وحيدا في ظلام
الليل لكي لايراه احد فيقول:
بـلـى انـا مـشـتـاق وفـيـنـي لـوعـة=ولكن مـثـلـي لايـذاع له سـر
اذا الليل اضواني بسـطت يـد الهوى=وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
ثم يعرج الى عديد من المعاني الشعريه الانيقه والتصوير البديع فيقول:
مـعـللتي بالوصل والـمـوت دونه=اذا مـت ظـمـئآنا فلا نزل القطر
بـدوت واهـلي حـاضـرون لانني=ارى ان دارا لست من اهلها قفر
وحاربت اهـلـي فـي هواك وانهم=واياي لولا حـبـك الـمـاء والخمر
ثم يشعر انه بالغ في اظهار حبه وشوقه وهو شي يتنافى مع فخره لذلك يعود مسرعا
ليظهر فخره في ابيات لامثيل لها في الادب عموما وذلك من وجهة نظري الشخصيه فتجده يقول:
تسائلني من انت وهـي عـلـيـمة=وهل بفـتـى مـثـلي على حاله نكر
فيارب دار في الظـلام مـنـيـعة=وثـبـت عـلـى اسوارها انا والفجر
وماعاد يطـغـيني بأثوابه الغنى=ولا سوف يـثـنـيني عن الكرم الفقر
سلـيـل انـاس لاتوسـط بـيـنـنـا=لنا الصدر دون العالـمـين او القبر
سيذكرني قومي اذا جـد جـدهــم=وفي الليلة الظـلـمـاء يفـتـقـد البدر
لااعتقد ان هناك روعه وسحر بلاغي ادبي كما في هذه الابيات الساحره فهو ولكونه اميرا غنيا
يقول ان الغنى لم يدفعني للتكبر ولو اصبحت فقيرا فلن يمنعني ذلك من الكرم ويدخلني في نفق البخل
وكذلك العديد من ذلك عند اطلاعكم عليها كامله لذلك اترككم بحفظ الله مع القصيده كامله:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبـر=أما للهـوى نهـي عليك ولا أمـر
بلـى أنا مشتـاق وعندي لوعـة=ولكـن مثلـي لايـذاع له سـر
إذا الليل أضواني بسطت يد الـهوى=وأذللـت دمعا من خلائقـه الكبـر
تكاد تضـيء النـار بين جوانـحي=إذا هي أذكتهـا الصبـابة والفكـر
معللتـي بالوصل والـموت دونـه=إذا مـت ظمـآنا فلا نزل القطـر
حفظـت وضيعـت المـودة بيننـا=وأحسن من بعض الوفاء لك العـذر
ومـا هـذه الأيـام إلاّ صحائـف=لأحرفهـا من كف كاتبهـا بشـر
بنفسـي من الغادين في الحي غـادة=هـواي لها ذنب وبـهجتها عـذر
تـروغ إلى الواشيـن في وإن لـي=لأذنا بـها عن كل واشيـة وقـر
بـدوت وأهلـي حاضرون لأننـي=أرى أن دارا لست من أهلها قفـر
وحاربت قومـي في هـواك وإنـهم=وإياي لولا حبك الـماء والـخمر
فان يك ماقال الوشـاة ولم يكـن=فقد يهدم الإيـمان ماشيد الكفـر
وفيـت وفي بعض الوفـاء مذلـة=لإنسـانة في الحي شيمتهـا الغـدر
وقـور وريعـان الصبا يستفـزها=فتـأرن أحيـانا كما أرن الـمهر
تسائلنـي من أنت وهـي عليمـة=وهل بفتـى مثلي على حاله نكـر
فقلت كما شاءت وشاء لها الـهوى=قتيـلك قالـت أيهـم فهم كثـر
فقلـت لهـا لو شئـت لم تتعنتـي=ولم تسألـي عني وعندك بي خبـر
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنـا=فقلـت معاذ الله بل أنت لا الدهـر
وما كان للأحـزان لولاك مسـلك=إلى القلب لكن الهوى للبلى جسـر
وتـهلك بين الهزل والجد مهجة=إذا ماعـداها البيـن عذبها الهجـر
فأيقنـت أن لاعز بعـدي لعاشـق=وأن يـدي مـما علقت به صفـر
وقلبـت أمري لا أرى لي راحـة=إذا البيـن أنسانـي ألح بي الهجـر
فعدت إلى حكم الزمان وحكمهـا=لهـا الذنب لاتجزى به ولي العـذر
كأنـي أنادي دون ميثـاء ظبيـة=على شرف ظميـاء جللها الذعـر
تـجفل حينا ثـم ترنـو كأنـها=تنـادي طلا بالواد أعجزه الخضـر
فـلا تنكرينـي يا ابنة العـم إنـه=ليعـرف من أنكرته البدو والحضـر
ولا تنكرينـي إننـي غيـر منكـر=إذا زلت الأقدام واستنـزل النصـر
وإنـي لـجـرار لكـل كتيبــة=معـودة أن لايـخل بـها النصـر
وإنـي لنـزال بكـل مـخوفـة=كثيـر إلى نزالهـا النظـر الشـزر
فأظمأ حتـى ترتوي البيض والقنـا=وأسغب حتـى يشبع الذئب والنسر
ولا أصبح الـحي الخلوف بغـارة=ولا الجيش مالـم تأته قبلي النـذر
ويـارب دار لم تـخفنـي منيعـة=طلعـت عليها بالردى أنا والفجـر
وحـي رددت الخيل حتى ملكتـه=هزيـما وردتنـي البراقع والخمـر
وساحـبة الأذيـال نحوي لقيتهـا=فلم يلقها جافـي اللقاء ولا وعـر
وهبت لها ما حـازه الجيش كلـه=ورحت ولم يكشف لأبياتـها ستر
ولا راح يطغينـي بأثوابـه الغنـى=ولا بات يثنينـي عن الكرم الفقـر
وما حاجتي بالـمال أبغي وفـوره=إذا لم أفر عرضي فلا وفـر الوفـر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى=ولا فرسـي مهـر ولا ربه غمـر
ولكن إذا حم القضاء على امـرئ=فليـس له بـر يقيـه ولا بـحر
وقال أصيحـابي الفرار أو الـردى=فقلت هـما أمران أحلاهـما مـر
ولكننـي أمضي لـما لايعيبنـي=وحسبك من أمرين خيرهما الأسـر
يقولون لي بعت السـلامة بالردى=فقلـت أما والله مانالنـي خسـر
وهل يتجافى عني الـموت ساعـة=إذا ماتـجافى عني الأسر والضـر
هو الموت فاختر ماعلا لك ذكـره=فلم يمت الإنسان ماحيي الذكـر
ولا خيـر في دفع الردى بـمذلة=كما ردها يوما بسـوءته عمـرو
يـمنون أن خلـوا ثيابي وانـما=علي ثيـاب من دمائهـم حـمر
وقائم سيـف فيهم أندق نصلـه=وأعقاب رمح فيهم حطم الصـدر
سيذكـرني قومي إذا جد جدهـم=وفي الليلة الظلماء يفتقـد البـدر
فإن عشت فالطعن الذي يعرفـونه=وتلك القنا والبيض والضمر الشقر
وإن مـت فالإنسان لابد ميـت=وإن طالت الأيام وانفسح العمـر
ولو سد غيري ماسددت اكتفوا به=وما كان يغلو التبر لو نفق الصفـر
ونحن أنـاس لا توسـط عندنـا=لنا الصدر دون العالـمين أو القبر
تـهون علينا في المعالي نفوسنـا=ومن خطب الحسناء لم يغله المهر