المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تـقــــل أبـــدًا ...أنــي فـاشـــل



شمامرة
03-01-2008, 21:36
لا تقل أبداً .. أنا فاشل ..


" الفشل " .. لفظة لا وجود لها في قاموس حياتي ، لأني لا أعترف بها ، واستبدلتها بجملة
" أنا لم أوفق "

لا تستعجلوا وتحكموا علي من يقول هذا بأنه محظوظ ، وأن حياته مليئة بالمسرّات ، وأنه حاز كل ما يتمناه !

لا تقيّّموا شخصاً ما أنه إنسان ٌ " فاشل " أو " ناجح " ..
لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحقق الإيمان بأحد أركانه
وهو الإيمان بالقدر خيره وشره

" الفشل " مظهر خارجي للعمل ، يدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج السعي ، فإن كانت النتيجة هي ما تعارف عليها الجميع أنها رديئة فهو في عرفهم " فشل"

وما تعارفوا أنه جيد وحسن ، فهو إذاً " نجاح " .

ولكن ..
أين ما وراء الظواهر ؟

أين علم الغيب مما يحدث من واقع السعي ؟

فقد يكون من نحكم عليه بأنه " ناجح " ،
هو في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن النجاح
ومن نرثي اليوم لفشله
قد يكون في قمة النجاح وهو أو نحن لا ندرك هذا
عندما كنت أقرأ في سيرة الصحابي " زيد بن حارثة " حِـب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تعلمت كيف لا أصدر حكمي على الأمور بظاهرها ، أو أجعلها مقياساً لتحديد النجاح والفشل في حياتي .

عندما أراد الصحابي زيد – رضي الله عنه - الزواج ، ولما كانت منزلته الكبيرة عند النبي – صلى الله عليه وسلم - يشهد لها الجميع ، فقد خطب له النبي – صلى الله عليه وسلم - ابنة عمته زينب – رضي الله عنها وأرضاها – فقبلت به لأنها تعلم تلك المنزلة ، رغم فارق النسبين .. فقلت في نفسي :

إنهما مثالا لأنجح زوجين ، فهو ربيب النبي – عليه صلوات ربي وسلامه - ويملك ما يجعله مثال الزوج الصالح في نظر أي امرأة ..
وهي إبنة الحسب والنسب العفيفة الشريفة ذات الأخلاق الكريمة – ولست أهلاً لأزيد من الثناء عليها رضي الله عنها .ومع ذلك ، انفرط عقد زواجهما ، وانفصلا بالطلاق !
فهل يمكنني أن أصف زيداً بأنه " فاشل " ؟
وهل يمكنني أن أصف زينب بأنها " فاشلة " ؟

أليس الطلاق بين الزوجين علامة لفشلهما في تحقيق الاستقرار الأسري ؟

إذاً حسب المقاييس التي اتفق الجميع عليها ، هما " فاشلان " – وحاشا لله أن يكونا كذلك .

فقد قدّر رب العالمين أن تنتهي رابطة الزواج بالإنفصام
.. ليبدأ بعدها رباط أقوى وأسمي لكل منهما .

فقد كان أمر الزواج والطلاق بعد ذلك لحكمة خفيت على الجميع ، وهي إبطال التبني ، ونحن نعلم أن زيداً كان في البدء يُنسب لسيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – بحكم تبنيه له . .وكان يُدعى " زيد بن محمد " .

ولأن الله أنزل تشريع الأحكام متدرجة بما يتناسب مع المجتمع حينها ، وقد تعارف الجميع على جواز التبني ، وجواز أن يرث الرجل إحدى نساء أبيه بعد موته .
طلق زيدٌ زينب ... فأمر الله – تبارك وتعالى – نبيه أن يتزوجها ..

. فأدرك المسلمون أن التبني محرم ، والدليل زواج نبيهم بطليقة من نسبه إليه

الله أكبر !

وها هي زينب قد تحولت في نظر النساء – وأنا منهن – ! إلى امرأة محظوظة " ناجحة " !

وتزوج زيدٌ من امرأة أخرى ، وأنجبت منه " أسامة بن زيد بن حارثة " – حب ِ ابن حبِ رسول الله صل! ى الله عليه وسلم .. ونجح في تربية " أسامة " الصحابي القائد لجيش يضم كبار الصحابة ، وهو في الخامسة عشرة من عمره !! .

فأين تقييم " الفشل " و " النجاح " في ما حدث ؟!

ولأضرب لكم مثلاً من عصرنا الحاضر :

يتقدم طالبان لامتحان القبول لمعهد العلوم المصرفية ينجح الأول في امتحان القبول وبتفوق ، ويعود لأهله يُبشرهم بهذا " النجاح " ،
بينما لم يحقق الثاني درجة القبول ، فيرجع لأهله ليلقى اللوم والتقريع على تقصيره في الاستعداد للإمتحان بمزيد من الدراسة والمذاكرة ، رغم أنه بذل أقصى ما بوسعه

ولأنه في نظر من حوله ، ونظره هو أيضاً " فاشل "
فقد إصيب بالإحباط ، وانزوى في بيته يتجرع كؤوس الندم
الأول يصبح رئيس بنك ربوي عظيم ذو شأن .. بمرتب كبير ، مكنه من اختيار زوجة جميلة من أسرة عصرية، وعاش حياة مرفهة

وأما الثاني فما وجد أمامه سوى أن يتعلم مهنة بسيطة عند أحد الصناع .. فاكتسب منه خبرة ومهارة أهلته ليفتح ورشة منفصلة بعد سنوات حقق منها دخلاً مناسباً ليبني أسرة ناجحة .. وعاش حياته برضى وقناعة .. ومع مرور السنوات أصبح مالكاً لأكبر الشركات التجارية والمقاولات الإنشائيةفي رأيكم .. من هو " الفاشل " و من هو " الناجح " !؟

هل هو الأول ، الذي جنى أموالاً ربوية كنزها و سيحاسب عن مدخله ومخرجها ؟

أم هو الثاني ، الذي رُزق رزقاً حلالاً طيباً من كدّه وعرقه ، وصرفها في إسعاد أهل بيته ؟!

لو كنت مكان الأول ، لتمنيت لو أني لم أنجح في امتحان القبول ..
و لو كنت مكان الثاني " الفاشل " لحمدت ربي على عدم توفيقي في الإمتحان ، .. " فشلي "
إن ما يحدث لنا ، إنما هو ابتلاءات من الله ، أو استدراج لمن اختار طريق الغواية ودروب الشيطان

قد يحدث أن تسير على طريق شائك حافي القدمين ، وبدون انتباه تدخل شوكة في باطن قدمك ، قل الحمد لله
فما أصابك من ألم ٍ فيه خير لك ، فقد كفـّر الله بها خطاياك ، وأثابك على ألم الشوكة ... أفلا تقول الحمد لله ؟

تتقدم لطلب وظيفة فتـُرفض ويُـقبل غيرك رغم استحقاقك لها ، قل الحمد لله ..
فعمل ٌ أفضل منه ينتظرك ، وهو أصلح لك من الأول . وقد يكون رئيسك فيه أطيب خلقاً ، أو تجد فيه صحبة طيبة ، أو يكون محل العمل أكثر قرباً لمسكنك فتكسب الوقت لقضاء عبادة تنفعك في الآخرة ... أفلا تقول الحمد لله ؟

تتقدم لخطبة إحدى النساء اللواتي تحلم بالزواج منها ، فتعترض أمورك عوائق ، قل الحمد لله ..
فزوجتك الصالحة تتنظرك ، لتلد لك أبناءاً أصحاء ، ربما ما كانت الأولى ستلد لك مثلهم ! ... أفلا تقول الحمد لله ؟

تعزم على السفر لقضاء مهام أو عقد صفقة تجلب لك المال والسمعة والوجاهة ، ولكنك تفوّت موعد الطائرة ، فتـفقد صفقتك .. قل الحمد لله فربما خسرت صفقة تجلب لك مالاً ، ولكن ربما كسبت مقابلها فرضاً للصلاة صليته في مسجدك وخشعت له جوارحك وبكت له عيناك ، فكسبت مغفرة ورحمة من الله تضفي عليك سعادة لم يذقها أحد ٌ من قبلك من ذوي الص! فقات اللاهثين خلف جمع المال ! .. أفلا تقول الحمد لله ؟
لا تقل " فشلت " .. بل قل .. " لم يوفقني الله " .
. والحمد لله على كل حال

لا تقل " أنا فاشل " .. بل قل .. " أنا متوكل " .. وخذ بالأسباب .. وقل الحمد لله على ما قدّر لي مسبّب الأسباب

لا تقل " أنا لاأملك شيئاً " .. بل قل .. " الله ربي ادخر لي من الخير ما لا أعلمه "
.. والحمد لله يرزق من يشاء بغير حساب

لا تقل " أنا لاشيئ " بل .. أنت شيئ .. كما أنا شيئ .. والآخر شيئفاطلب ربك أن يدخلك في رحمته التي وسعت كل شيئ .وأنت شيئ .. أنت في نظري كل شيئ

يا عاقد الحاجبين
ابتسم من فضلك ، ولا تحزن
وعاود الكرة .. واستخر ربك في كل خطوة تخطوها .. وارض بما قسمه الله لك من نتيجة أمرك

ولا تقل بعد اليوم " أنا فاشل " .. بل قل

" أنا ناجح " بإيماني

" أنا ناجح " بطموحي لإرضاء ربي

" أنا ناجح " لحبي لنبيي

" أنا ناجح " لأني مسلم .. وهذا يكفيني

لوليتا
04-01-2008, 03:41
((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون )) البقرة(216)




اختى شمامرة



موضوع جميل


واسلوبك واستشهاداتك اعطته قيمة


وبالفعل ليس هناك ما يسمى بالفشل هناك ما يسمى بالاخفاق


فى تجربة فى عمل , فى فكرة ,وعلينا المحاولة فى طريق اخر للوصول الى الهدف


وما يقدره الله سيكون بالنهاية ولا يرد الله بالانسان الا الخير



اشكرك اختى على الموضوع


تحياااتى


roooose

المشرف العام
04-01-2008, 10:18
" الفشل " .. لفظة لا وجود لها في قاموس حياتي ، لأني لا أعترف بها

لا اتفق معكِ هنا . .

للفشل ابواب عديده وللنجاح باب واحد ، ومن السهل جدا ان نختلق الذرائع التي نعلّق عليها فشلنا ، ومن باب اولى معرفة اسباب الفشل والسعي لمعالجتها لتحقيق النجاح .. وحقيقة اسباب الفشل عديده وليس المجال هنا لسردها ولكن من ابرزها [ وعدم الثقة بالنفس/ ضعف الهمة / تعجُّل النتائج / قلة الخبرة/ نقص القدرات.. وغيرها ] ولبلوغ النجاح يجب تدريب النفس على تخطي تلك العوائق والاستفاده من الدروس والاخبرات التي حصل عليها في مواجهة الفشل لتكون سلاحا له لأعادة الكرّة مرّه اخرى وتحقيق النجاح


لا تقيّّموا شخصاً ما أنه إنسان ٌ " فاشل " أو " ناجح " ..
لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحقق الإيمان بأحد أركانه
وهو الإيمان بالقدر خيره وشره

الايمان بالقدر خيره وشره ، من أركان الايمان . الاستشهاد بها هنا بمسألة الفشل والنجاح ينقصه الكثير من الايضاح ، ففشل المسلم بتحقيق رضى والديه أو بحفظ كتاب الله او اي من العبادات ، اعتقد انه لايجوز له الاستشهاد بما استشهدتي به . فالعمل لتحقيق النجاح مطلوب وللانسان ماسعى


لا تقل " أنا فاشل " .. بل قل .. " أنا متوكل " .. وخذ بالأسباب .. وقل الحمد لله على ما قدّر لي مسبّب الأسباب


كان بودّي ايراد المناقض للتوكّل وهو التواكل

/
/

عذرا يا أخيّه ..

فلم آتي هنا منتقدا ، فينقصني الكثير والكثير لأكون كذلك ، ولكن قرأت موضوعك بعين القاريء لقتل شبح الفشل من عالمي ، فخرجت من موضوعك بانك لا تؤمنين بالفشل ولا حتى النجاح وان المسأله برمّتها مسأله إلاهيه لا يجب علي الانسان ان يحاول شيئا فهي مشيئة الرب جلّ جلاله

وعليه اختلفت معكِ ..

وبما انّ اغلب الامثله الوارده ترسخ مفهومك للفشل والنجاح من وجهه شرعيه فإليك مثال آخر على نمط استشهاداتك :
فسيرة السلف الصالح والسيرة النبوية تحوي العديد من التجارب التي حوّلت الفشل إلى نجاح : فـفي غـزوة حنين عندما قارب المسلمون على الهزيمة بعد أن غرّتهم كثرتهم [ لأن الغرور هو أحد بواعث الفشل ].
ثبت النبي صلى الله عليه وسلم. أمام أعداء الله، فنزل واحتمى به الصحابة، ودعا واستنصر وهو يقول‏:‏ ‏(‏أنا النبي لا كذب‏.‏ أنا ابن عبد المطلب‏.‏ اللهم نزّل نصرك‏)‏‏، فـثبت المسـلمون وحوّلوا الهزيـمة إلى نصر والفشل إلى نجاح، ويـذكر القرآن الكريم هذه القصة في سورة التوبة (‏‏لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين).


:

موضوع جميل جدا

بارك الله فيك ..

ريال الفسحه
04-01-2008, 10:25
شكرا على نقل الموضوع ..





تحيتي

المشرف العام
04-01-2008, 10:35
شكرا على نقل الموضوع ..








تحيتي


:3ajeeb:
ليتك ياسلمان راد قبلي :-(

كان ريحت نفسي شوي وشفت مواضيع غير منقوله من افكار كتابنا ساهمنا معهم بالتفاعل

يجب تذييل الموضوع المنقول بعبارة منقول لحفظ الحقوق الادبيه للناشر في المقام الاول
/
يوجد مضيف مخصص للمنقول

شمامرة
04-01-2008, 10:47
عندي مشاركات كثيرة كتبت فيها منقول
وبهذا الموضوع نسيت كتابة منقول فقط لاغير لم اكن متعمدا لذلك
و الكل يعلم كيف يمكن معرفة الموضوع المنقول !!!!!!!!!!!!!
هجوم لا استحقه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

منصور الغايب
04-01-2008, 11:03
رفع عن امتي الخطأ والنسيان ...


عذر مقبول اخي الفاضل ..

وشكرا على جهدك في النقل ...