ابو عمار000
05-12-2007, 12:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخواني الاعزاء لقد استمعت للقصة التالية في احد برامج قناة الاردن وكان يحكيها اجد شيوخ الدروز مما جعلني ابحث عنها الى ان وجدتهافي احد المواقع واحببت ان انقلها لكم للفائدة مع ذكر الرابط في اخر المقال وارجو منكم التكرم بالتعليق عليها بما هو مفيد لنا ولكم . والان اترككم مع المقال كما نسخته ............ الشيخ واكد زهر الدين وسلطان ابن الرشيد
التاريخ: Saturday, April 15
بقلم : SyriaSpace
عام 1904 استجار سلطان بن الرشيد أحد أمراء حايل بدار الشيخ واكد زهر الدين شيخ قرية الصورة الكبيرة في جبل العرب وذلك بعد هربه دمشق من قبضة لأتراك(العثمانيين) الذين أرادو نقله إلى الآستانة لإعدامه، و قد هرب بمساعدة من بعض الوطنيين في دمشق.
حين وصل الأمير إلى قرية الصورة الكبيرة(أولى قرى الجبل من ج هة دمشق) إلى دار الشيخ واكد، لم يجده في الدار فانتظره في المضافة حتى عودته، و كان الأمير قلقاً لرؤيته أن القرية صغيرة مما زاد في شكه في عدم و جود القوة الكافية لحمايته من بطش الأتراك و حين وصول الشيخ واكد الذي علم بدوره من الضيف ماهية مشكلته فقام بطمأنته و وعده خيراً.
أرسل الأتراك إلى الصورة ( فرقتين صواري=60 خيال لالقاء القبض على الأمير و نقله لدمشق.
لدى وصول الخيالة إلى الصورة قاموا بتطويق القرية و دخل القائد مع بعض أعوانه مضافة واكد زهر الدين و قال الضابط للشيخ واكد : ضيفك هذا مطلوب من قبل الوالي بدمشق حياً أو ميتا و القرية مطوقة (محاصرة) إذا فكر بالهرب.
فاجابه الشيخ واكد: لا نريد أي شيء و هذا المطلوب أمامكم و ستأخذونه معكم بعد الغداء مباشرة
لأنكم ضيوفنا أيضاً، وكان قد طلب الشيخ واكد من الأمير سلطان- قبل دخولهم المضافة- عدم الوقوف حين دخول الضباط الأتراك للمضافة و هكذا فعل الأمير مما أكد للشيخ رواية سلطان ابن الرشيد و بأنه أمير حقاً(تفصيل يتبع).
طلب الشيخ من النساء أن يؤخرن الغداء و أطلق الخيل من الحظيرة و طلب من أبنائه أن يخترقوا القوات التركية المحاصرة بحجة إعادة الخيل و أن يقوموا بعدها بطلب معونة القرى القريبة من الصورة(أرسل قصيدة المفزاع) و بعد زمن (عدة ساعات) عاد الشبان و أخبروا والدهم بأن بيارق القرى القريبة قد طوقت القوات التركية.
دخل الشيخ واكد وأكد للضباط العثمانيين بنيته عدم تسليم الضيف فغضبوا و هددوه بمهاجمة القرية فطلب منهم التروي والتأكد من أن قواتهم قد حوصرت و سوف تباد بكاملها إن هم أقدموا على أي تحرك و حينها عرض عليه الضباط مكافأة"2000 ليرة ذهبية" لكنه رفض عرضهم ،فتوعدوا بالانتقام فأجابهم بأن لكل حادثة حديث و هذا الرجل دخيلنا و بحمايتنا، فغادروه خائبين.
هذه القصيدة أرسلها الشيخ واكد مع أبنائه لتفزيع(لطلب المعونة) القرى المجاورة و تدعى قصيدة المفزاع:
قُم يا ُرســــل و انقلْ عجول الأخبــــارِ للابـــــــةِ الّلي يزيّنــــــــوا كل ملهوفْ (1)
الضيغمي تَوّوا بحمــــانا استـــــــــجارِ هاها النشّــــاما بلّــــغوا عيال معروفْ (2)
متـــعقبيـنـة ِفرقتـيـــــــن صـــــــواري بضّباطهم و جنودهم زيّ ما تشــــــوفْ (3)
يبـــغوا نقايض ضيفَنا بالبــــــــــزاري و ِحنّا الّدخيل نقايضَــــه خيلْ و سـيوفْ (4)
واليا حضْـــر بالسـوق بايع و شــــاري ِنرمي العـشـا من اللي من الطيْر معيوفْ (5)
هاها النشـــاما ســـلاحكم و المهــــاري دون الدخيل المـــــــــال و العُمـرْ متلوفْ
حُمــر البــيارق جــردوها جهـــــــاري وما حنا بحـــال الترك لو جَمعَها ألــــوفْ (6)
الصـــقر ما يخشى رفوف الحبــــــاري و اليا خَوى ُيودِعْ ِبها الريــــشْ منتــوفْ (7)
حنّا إن سـَرينــا مبعـدين الَمسَــــــــاري واليا ِنزلـــــــنا نِـنْـَزلْ بـــديـــرةِ الخوفْ
عَلّـــمْ الـوالي علمــاً ما بــه انــــــكاري مَنْ يُزبن ســـيوف الجبل يبعــــد الخوفْ (8)
والله يا لومــتا أحمرْ الـدم جَــــــــــارِي يــــا غير يوصلْ ضيفنا ديــرةَ الـــجوفْ
وما قدّر الله على طــــول جــــــــــاري المـــــالْ يذهبْ و الضَــــنَا َبعــدْ مخلوفْ (9)
مار الكرامـــة ماشْ ُدوَنه عــــــذاري كاس الردى و لا يلــحق الضيم بضيـوفْ(10)
غنّـــــــوا ِبها يـــا ناقلين الأشعـــــــــارِ من الشــــــــــام للبلقـــــــا لبغــداد للجوفْ
(1) اللابة: الربع(الرفاق)- يزينوا: ينجدوا
(2) الضيغمي : (الاسد) اشارة لابن الرشيد، تووا: بالكاد الآن، هاها: بسرعة
(3) صواري:خيالة.
(4) البزاري: السوق(المساومة)
(5) اليا: الذي، البايع و الشاري: فرسان المعركة بين الطعان، من الطير معيوف: اشارة للحم القتلى.
(6) جهاري: جهاراً/جردوا البيارق حمراً جهاراً فلا يؤثر(يهمنا) علينا الأتراك و لو كانوا ألوفاً.
(7) الحباري: طائر الحَبَار الذي يصطاده الصقر، خوى: انقض
(8) يزبن: يعامل(يلجأ إلى)
(9) جاري: حاصل، الضنا : الأبناء
(10) مار الكرامة: موقف الشرف لا عذر دونه فليكن الموت و لا يطال الضيم ضيفنا.
عندما دخل الضباط الأتراك ولم يقف ابن الرشيد لهم اقترب منه الشيخ واكد قائلاً:( أبشر يا ابن الرشيد ..سلمت و خاب طالبك) و بعد حين(عندما تأكدت سلامة الضيف) ارتجل هذه القصيدة و تدعى كل الجبل يفداك صرح و مظاهير :
عينـيـك يا ســـــلطان ابن الرشـــــيدي جـــوك النشـــــاما فوق حُمر النواظيرْ (1)
جـــــوك و تنـاخوا من قريب و بعيدي و الكُلِّ منهم ســـــــاحب السيفْ و مغيْر
انظـــــْر بعينيك الَرَمـــــكْ و الجريدي و اسمعْ زغـــــاريد البنات المبـــــــاكيرْ (2)
بســــيوفٍ تحطمْ كلِّ طَاغــي و عنيــدِ و عيال عـــــــــمٍ للــــــوازم حواضيــــرْ (3)
أَفلحْ على دســـــم القِرَى والـــــــثريدِ و سكّنْ الُروع ولا تُهوجِـــس من الضيرْ (4)
و ابشــــــرْ ِبيُمنٍ ما عليه بمــــزيــدي كِل الجبلْ يفـــــــداك صرح و مظــــاهيرْ (5)
دخيــــلنا بالجيـــــدْ عـــــقدٍ فريـــــدي و ما احنا بحـــال التُـــرك لو هُم طـو ابيرْ(6)
متــجودٍ ِمنّــــا بحبــــل الــــــوريــدي نِرَفـــــــاه مثلْ العــــش مــا يــرفاه الطـيرْ (7)
دخي ـــــلنا ما ينْـــــشَرى بالمــــــجيدي يـــا غيــرْ ِمنْ دَمْ النـــــــــشاما معــــــاييرْ (8)
وان كــــان ما يــدراه عبد الحمـــيدي كزلـــــوا عــــلومي يا ُرســــلْ بالتحـــاريرْ (9)
حريـــــبنا ينّـــــاط لّو هـــــو بعيــــدي نــاتيــــه فــــــوق معســـــــكرات المساميرْ (10)
ُقـــلْ للذي كَزّ الــــنذر والـــــــوعيدي مـــــا احنـــا لكم يـــــاتراك يُتمٍ قـــــــواصيرْ (11)
عند الَلقـــــا نســـــقي المعادي الصـديدِ و اضـــــــحى النقا بمصـــلهمات المشـــاطيرْ(12)
و أيّا الجســــــارة بــــعد رأي ســـــديد ما نعيلْ نحــــــــنا و لا نعتدي على الغــــــيرْ(13)
و لا صـــــار ما نُحقل على ما نريـدي بروسْ الهضــــــاب ِنشّـــــبْ نارَه ســــواعيرْ(14)
كيّـــــادة للضــــد عـا كل كيـــــــــــدي نطّـــــــــــاحة لـلشّـــــــر عنــد المعاســـــــــيرْ (15)
هـــذي عـــــوايدنا قــــديم و جـــــــديدِ زوداً عــــلى عجــــــل الِقـــــرى للخطـــــاطيرْ (16)
يا الله يا مح صــــي نفــــاس العبـــيــــدِ عَنّــــــــــــا تــــكــــفر كُل خـــطلٍ و تقـصــــيرْ(17)
(1) النواظير: الخيول
(2) الرمك و الجريدي: الفرسان و المشاة، المباكير: البكارى
(3) للوازم حواضير: جاهزون عند الضرورة
(4) أفلح: تفضل، القرى و الثريد الطعام، الضير : الظلم
(5) يمن: أمان
(6) الجيد :العنق، طوابير: جيوش ****ة
(7) متجوّد: متمسك، حبل الوريد: الوريد، نرفاه نصونه
(8) دخيلنا لايُشترى بالليرات بل بدماء الرجال الأشاوس نحميه
(9) عبد الحميد :السلطان العثماني، كزلوا : ارسل له
(10)حريبنا : من يحاربنا، ينّاط: ينطال، معسكرات المسامير: الخيول المحذية
(11)كز النذر: أرسل الانذارات، يتم قواصير :ايتام قاصرون.
(12) الصديد: القبح /الكريه/، مصلهمات المشاطير: نصل السيوف
(13)نعيل: نجور
(14) نحقل: نحصل، نشب: نشعل
(15)كاد: دحر، نطح الش ر: التصدي له
(16) الخطاطير: الضيوف
(17) خطل : خطأ
بعد انسحاب الجنود الأتراك من الصورة قام فرسان و مشاة بني معروف بعرض أمام ابن الرشيد يمرون أمامه بالأغاني و الأهازيج و النخوات، فلاحظ الشيخ واكد بأنه يرد التحية للعراضات و هو يبكي فسأله: لماذا تبكي و قد انسحب الجنود و أصبحت في مأمن؟ فأجاب ابن الرشيد قائلا: أنا لا أبكي على نفسي بل على المستقبل الذي يستحيل أن ينتج مثل هذا الشباب وهذه النخوة الملتهبة و الكرامة.
بعد أيام من انسحاب الأتراك من الصورة اجتمع زعماء الجبل و قرروا أن تكون إقامة الأمير سلطان بن الرشيد في قرية امتان كي لا تتمكن القوات العثمانية من الوصول إليه، رحب به أهالي امتان و على رأسهم الأمير مصطفى الأطرش و باعه نصف أملاكه بحجة بيع رسمية و أخذ ثمنها مجيدة واحدة لكي يُشعر الأمير سلطان بأنه في ملكه و ليس لأحد فضل عليه، و بقي في امتان ثلاثة اشهر عاد بعدها معززا مكرما إلى حائل و بعد عودته أرسل هذه القصيدة:
قُم يا رســـل وَّلِمْ ســـــلايل وضيــــحان ربــــدٍ مـــن الــــــــذروات عجلٍ جفيله(1)
اليـــا ســـــوهــجن ريلٍ بليات دخـــــان خطّـــــات ريمٍ شَـــــــافْ بالـــــدوِّ زيـله(2)
دَنّي الـــــركاب و مـــدمن قصر برزان يمّـــــــوم ضـــــلع عالنـــوايف طـــويله(3)
ضـــــلعٍ ِتشـــــامخ مع مشاريق حوران هــــو َمنــــوةِ المــــــضيوم عــــزِّّ نزيله(4)
عمّ الســـلام و خــص لي صـــربة متان و ابو عــــلي حمّــــــــال درك الــــدبيله(5)
و ســــــيوف واكد مــن بيارق و فرسان نعميــــــن ربــــــعٍ معـــــذيين دخيـــــله(6)
أنا اشهد إن ساســــكم ســــاس قحطـــان و أنا اشـــــــهد إنكم من ذوّاد القبيـــــــله(7)
ما للــــــــوازم بعـــدكم كايـــنن كــــــان و لا للــــــكرامــــة كل صــــرحٍ ظليــله(8)
يومٍ علينا حوضـــبت الأربع أركـــــــان و أتقطــــعت َوْذمِ العُرى من ِمشــــــــيله(9)
جونـــــــا ســــــرايا الكيد من آل عثمـان وبعيــــونهم تِقـــــرا الغــــدر و الدِغيــله(10)
حاطــــوا بنا ما يحوط خَمسَـــك بفنجــان و باتْ الفرج عُســـــراً على كل حيـــــله(11)
نَحّرت عــــــاني لابةً من هَلَ الشــــــــان بيـــــض العمـــــــايم كاســـبين النفيــــله(12)
عاداتهم حَمي المغــــــــاتير و ضـــــعان يا لــــين قـــبت كل قبـــــــــة شـــــليـــله(13)
نطّــــــاحة الكايــــــد على كل ميــــــحان حِــــملْ التــــرك ما من ســــواهم يشيــله(14)
تطـــــــابقوا عندي على المــــوت عقبـان ولا هم بهاجــــــــس من كثيرِ و قليــــــله(15)
يا زينـــــهم يومٍ إن تنـــــاخوا المـــــردان و بيــــدينهم تــــــــلمع رهــــاف النصيله(16)
لمـــــا لفــــوا و الجو عجـــــــاً و دخـــان يا شـــــــــوفهم يبري الكــــــــبود العليـله(17)
راحــــت على حُمر الطــــرابيش شردان و اقفــــــوا يجــــرّون الخـــزي و الفشيله(18)
فرّجــــــت هماً مــــــالي الصدر باحـزان عدّي غديـــــت بــــــراس رعلـــه طويـله(19)
لا القــــــوّ فــــــــاد و لا نفع بعد رنّــــان يا وســــــــع جودك يا منـــــتشي المخيله(20)
هُم حقــــــلتي نقّالــــــة الســـيف و سنان و المــــير بيــــهم بالســــنين المحيـــــــله(21)
تســـــــعين ليله بين مقعـــــد و فنجــــــان دســــــــم القــــرى يقــــلط علــى كل ليله(22)
ينطـــــــح ثرى الجـــــوزاخشم ام حوران ولا قُلــــــــت إلاّ للتــــــجارب حصــــيله (23)
غنّوا بها ياللي مع الــــــدّو ركبــــــــــــ ان مـــــــا قال أخــــو نــــوره كـــلاماً هبيله(24)
(1) وَلِّمْ: هيىء، وضيحان: الحصان أو الذلول الابيض، ربد: لون رمادي، عجل: سريع،
جفيله: تتخوف/ينقز/ من شدة الحذر.
(2) اليا: اذا، سوهجن: مشوا باتزان، الريل القطار/بالانكليزية/ ،بليات: بدون، الدوّ: القفر، زيله : زواله/خيال/.
(3) دنّي: هيىء، قصر برزان: قصر في حايل، يمّوم: يمّ نحوه، الضلع: الطرف البارز من الجبل.
(4) منوة: منى، المضيوم: المظلوم/المتألم/.
(5) صربة: قوم أو جماعة، أبو علي: الأمير مصطفى، درك الدبيله: أشد المصاعب.
(6) معذيين: منجدين /منقذين/.
(7) ذوّاد القبيلة: وجوه و حماة العشيرة.
(8) اللوازم: الضرورات، كاينن: كائن من يكون.
(9) حوضبت: انسدت/طربقت/، وذم العرى: الأربطة.
(10) الدغيله: الخيانة
(11) ; خمسك : أصابع اليد.
(12) هل: أهل ، عاني: قاصد، لابة : جماعة،النفيله: الشرف
(13) حمي: حماية، المغاتير: النوق، الضعن: الركب،قبت شليله: اشارت بثوبها تستغيث،لينا: النخله قبل أن تثمر
(14) الكايد: الظالم، الميحان: الضعيف/يقهرون الظالم دفاعاً عن الضعيف/.
(15) الهاجس: فكرة أو قلق/ إشارة عن عد م طمعهم في شيء مقابل صنيعهم.
(16) المردان: مفردها أمرد و هو الشاب بدون شعر الوجه، رهاف النصيله : السيوف
(17) لفوا: قدموا، العج: الغبار الكثيف الذي تثيره الخيل، يبري : يداوي.
(18) حمر الطرابيش: كناية عن الأتراك، شردان: مشردون،الفشيله: الفشل.
(19) كرب: همّ،عّدي: كأنني، رعله: مرتفع بارز،
(20) القوّ: القوة، رنّان: إشارة الى ألفي ليرة ذهبية قدمت للشيخ واكد لاستلام ابن الرشيد.
(21) حقلتي: أملي، نقالة: حمالة، سنان: رمح، المحيله: المحل و القحط
(22) يقلط: يتقدم
(23) خشم ام حوران: كناية عن الجبل.
(24) الدوّ: القفر/الفلا/، ركبان: سائرون، أخو نوره : كناية عن الأمير سلطان ابن الرشيد/الشاعر/
عنوان الرابط لهذه المشاركة هو:
http://www.SwaidaNet.com/modules.php?name=News&file=article&sid=273
التاريخ: Saturday, April 15
بقلم : SyriaSpace
عام 1904 استجار سلطان بن الرشيد أحد أمراء حايل بدار الشيخ واكد زهر الدين شيخ قرية الصورة الكبيرة في جبل العرب وذلك بعد هربه دمشق من قبضة لأتراك(العثمانيين) الذين أرادو نقله إلى الآستانة لإعدامه، و قد هرب بمساعدة من بعض الوطنيين في دمشق.
حين وصل الأمير إلى قرية الصورة الكبيرة(أولى قرى الجبل من ج هة دمشق) إلى دار الشيخ واكد، لم يجده في الدار فانتظره في المضافة حتى عودته، و كان الأمير قلقاً لرؤيته أن القرية صغيرة مما زاد في شكه في عدم و جود القوة الكافية لحمايته من بطش الأتراك و حين وصول الشيخ واكد الذي علم بدوره من الضيف ماهية مشكلته فقام بطمأنته و وعده خيراً.
أرسل الأتراك إلى الصورة ( فرقتين صواري=60 خيال لالقاء القبض على الأمير و نقله لدمشق.
لدى وصول الخيالة إلى الصورة قاموا بتطويق القرية و دخل القائد مع بعض أعوانه مضافة واكد زهر الدين و قال الضابط للشيخ واكد : ضيفك هذا مطلوب من قبل الوالي بدمشق حياً أو ميتا و القرية مطوقة (محاصرة) إذا فكر بالهرب.
فاجابه الشيخ واكد: لا نريد أي شيء و هذا المطلوب أمامكم و ستأخذونه معكم بعد الغداء مباشرة
لأنكم ضيوفنا أيضاً، وكان قد طلب الشيخ واكد من الأمير سلطان- قبل دخولهم المضافة- عدم الوقوف حين دخول الضباط الأتراك للمضافة و هكذا فعل الأمير مما أكد للشيخ رواية سلطان ابن الرشيد و بأنه أمير حقاً(تفصيل يتبع).
طلب الشيخ من النساء أن يؤخرن الغداء و أطلق الخيل من الحظيرة و طلب من أبنائه أن يخترقوا القوات التركية المحاصرة بحجة إعادة الخيل و أن يقوموا بعدها بطلب معونة القرى القريبة من الصورة(أرسل قصيدة المفزاع) و بعد زمن (عدة ساعات) عاد الشبان و أخبروا والدهم بأن بيارق القرى القريبة قد طوقت القوات التركية.
دخل الشيخ واكد وأكد للضباط العثمانيين بنيته عدم تسليم الضيف فغضبوا و هددوه بمهاجمة القرية فطلب منهم التروي والتأكد من أن قواتهم قد حوصرت و سوف تباد بكاملها إن هم أقدموا على أي تحرك و حينها عرض عليه الضباط مكافأة"2000 ليرة ذهبية" لكنه رفض عرضهم ،فتوعدوا بالانتقام فأجابهم بأن لكل حادثة حديث و هذا الرجل دخيلنا و بحمايتنا، فغادروه خائبين.
هذه القصيدة أرسلها الشيخ واكد مع أبنائه لتفزيع(لطلب المعونة) القرى المجاورة و تدعى قصيدة المفزاع:
قُم يا ُرســــل و انقلْ عجول الأخبــــارِ للابـــــــةِ الّلي يزيّنــــــــوا كل ملهوفْ (1)
الضيغمي تَوّوا بحمــــانا استـــــــــجارِ هاها النشّــــاما بلّــــغوا عيال معروفْ (2)
متـــعقبيـنـة ِفرقتـيـــــــن صـــــــواري بضّباطهم و جنودهم زيّ ما تشــــــوفْ (3)
يبـــغوا نقايض ضيفَنا بالبــــــــــزاري و ِحنّا الّدخيل نقايضَــــه خيلْ و سـيوفْ (4)
واليا حضْـــر بالسـوق بايع و شــــاري ِنرمي العـشـا من اللي من الطيْر معيوفْ (5)
هاها النشـــاما ســـلاحكم و المهــــاري دون الدخيل المـــــــــال و العُمـرْ متلوفْ
حُمــر البــيارق جــردوها جهـــــــاري وما حنا بحـــال الترك لو جَمعَها ألــــوفْ (6)
الصـــقر ما يخشى رفوف الحبــــــاري و اليا خَوى ُيودِعْ ِبها الريــــشْ منتــوفْ (7)
حنّا إن سـَرينــا مبعـدين الَمسَــــــــاري واليا ِنزلـــــــنا نِـنْـَزلْ بـــديـــرةِ الخوفْ
عَلّـــمْ الـوالي علمــاً ما بــه انــــــكاري مَنْ يُزبن ســـيوف الجبل يبعــــد الخوفْ (8)
والله يا لومــتا أحمرْ الـدم جَــــــــــارِي يــــا غير يوصلْ ضيفنا ديــرةَ الـــجوفْ
وما قدّر الله على طــــول جــــــــــاري المـــــالْ يذهبْ و الضَــــنَا َبعــدْ مخلوفْ (9)
مار الكرامـــة ماشْ ُدوَنه عــــــذاري كاس الردى و لا يلــحق الضيم بضيـوفْ(10)
غنّـــــــوا ِبها يـــا ناقلين الأشعـــــــــارِ من الشــــــــــام للبلقـــــــا لبغــداد للجوفْ
(1) اللابة: الربع(الرفاق)- يزينوا: ينجدوا
(2) الضيغمي : (الاسد) اشارة لابن الرشيد، تووا: بالكاد الآن، هاها: بسرعة
(3) صواري:خيالة.
(4) البزاري: السوق(المساومة)
(5) اليا: الذي، البايع و الشاري: فرسان المعركة بين الطعان، من الطير معيوف: اشارة للحم القتلى.
(6) جهاري: جهاراً/جردوا البيارق حمراً جهاراً فلا يؤثر(يهمنا) علينا الأتراك و لو كانوا ألوفاً.
(7) الحباري: طائر الحَبَار الذي يصطاده الصقر، خوى: انقض
(8) يزبن: يعامل(يلجأ إلى)
(9) جاري: حاصل، الضنا : الأبناء
(10) مار الكرامة: موقف الشرف لا عذر دونه فليكن الموت و لا يطال الضيم ضيفنا.
عندما دخل الضباط الأتراك ولم يقف ابن الرشيد لهم اقترب منه الشيخ واكد قائلاً:( أبشر يا ابن الرشيد ..سلمت و خاب طالبك) و بعد حين(عندما تأكدت سلامة الضيف) ارتجل هذه القصيدة و تدعى كل الجبل يفداك صرح و مظاهير :
عينـيـك يا ســـــلطان ابن الرشـــــيدي جـــوك النشـــــاما فوق حُمر النواظيرْ (1)
جـــــوك و تنـاخوا من قريب و بعيدي و الكُلِّ منهم ســـــــاحب السيفْ و مغيْر
انظـــــْر بعينيك الَرَمـــــكْ و الجريدي و اسمعْ زغـــــاريد البنات المبـــــــاكيرْ (2)
بســــيوفٍ تحطمْ كلِّ طَاغــي و عنيــدِ و عيال عـــــــــمٍ للــــــوازم حواضيــــرْ (3)
أَفلحْ على دســـــم القِرَى والـــــــثريدِ و سكّنْ الُروع ولا تُهوجِـــس من الضيرْ (4)
و ابشــــــرْ ِبيُمنٍ ما عليه بمــــزيــدي كِل الجبلْ يفـــــــداك صرح و مظــــاهيرْ (5)
دخيــــلنا بالجيـــــدْ عـــــقدٍ فريـــــدي و ما احنا بحـــال التُـــرك لو هُم طـو ابيرْ(6)
متــجودٍ ِمنّــــا بحبــــل الــــــوريــدي نِرَفـــــــاه مثلْ العــــش مــا يــرفاه الطـيرْ (7)
دخي ـــــلنا ما ينْـــــشَرى بالمــــــجيدي يـــا غيــرْ ِمنْ دَمْ النـــــــــشاما معــــــاييرْ (8)
وان كــــان ما يــدراه عبد الحمـــيدي كزلـــــوا عــــلومي يا ُرســــلْ بالتحـــاريرْ (9)
حريـــــبنا ينّـــــاط لّو هـــــو بعيــــدي نــاتيــــه فــــــوق معســـــــكرات المساميرْ (10)
ُقـــلْ للذي كَزّ الــــنذر والـــــــوعيدي مـــــا احنـــا لكم يـــــاتراك يُتمٍ قـــــــواصيرْ (11)
عند الَلقـــــا نســـــقي المعادي الصـديدِ و اضـــــــحى النقا بمصـــلهمات المشـــاطيرْ(12)
و أيّا الجســــــارة بــــعد رأي ســـــديد ما نعيلْ نحــــــــنا و لا نعتدي على الغــــــيرْ(13)
و لا صـــــار ما نُحقل على ما نريـدي بروسْ الهضــــــاب ِنشّـــــبْ نارَه ســــواعيرْ(14)
كيّـــــادة للضــــد عـا كل كيـــــــــــدي نطّـــــــــــاحة لـلشّـــــــر عنــد المعاســـــــــيرْ (15)
هـــذي عـــــوايدنا قــــديم و جـــــــديدِ زوداً عــــلى عجــــــل الِقـــــرى للخطـــــاطيرْ (16)
يا الله يا مح صــــي نفــــاس العبـــيــــدِ عَنّــــــــــــا تــــكــــفر كُل خـــطلٍ و تقـصــــيرْ(17)
(1) النواظير: الخيول
(2) الرمك و الجريدي: الفرسان و المشاة، المباكير: البكارى
(3) للوازم حواضير: جاهزون عند الضرورة
(4) أفلح: تفضل، القرى و الثريد الطعام، الضير : الظلم
(5) يمن: أمان
(6) الجيد :العنق، طوابير: جيوش ****ة
(7) متجوّد: متمسك، حبل الوريد: الوريد، نرفاه نصونه
(8) دخيلنا لايُشترى بالليرات بل بدماء الرجال الأشاوس نحميه
(9) عبد الحميد :السلطان العثماني، كزلوا : ارسل له
(10)حريبنا : من يحاربنا، ينّاط: ينطال، معسكرات المسامير: الخيول المحذية
(11)كز النذر: أرسل الانذارات، يتم قواصير :ايتام قاصرون.
(12) الصديد: القبح /الكريه/، مصلهمات المشاطير: نصل السيوف
(13)نعيل: نجور
(14) نحقل: نحصل، نشب: نشعل
(15)كاد: دحر، نطح الش ر: التصدي له
(16) الخطاطير: الضيوف
(17) خطل : خطأ
بعد انسحاب الجنود الأتراك من الصورة قام فرسان و مشاة بني معروف بعرض أمام ابن الرشيد يمرون أمامه بالأغاني و الأهازيج و النخوات، فلاحظ الشيخ واكد بأنه يرد التحية للعراضات و هو يبكي فسأله: لماذا تبكي و قد انسحب الجنود و أصبحت في مأمن؟ فأجاب ابن الرشيد قائلا: أنا لا أبكي على نفسي بل على المستقبل الذي يستحيل أن ينتج مثل هذا الشباب وهذه النخوة الملتهبة و الكرامة.
بعد أيام من انسحاب الأتراك من الصورة اجتمع زعماء الجبل و قرروا أن تكون إقامة الأمير سلطان بن الرشيد في قرية امتان كي لا تتمكن القوات العثمانية من الوصول إليه، رحب به أهالي امتان و على رأسهم الأمير مصطفى الأطرش و باعه نصف أملاكه بحجة بيع رسمية و أخذ ثمنها مجيدة واحدة لكي يُشعر الأمير سلطان بأنه في ملكه و ليس لأحد فضل عليه، و بقي في امتان ثلاثة اشهر عاد بعدها معززا مكرما إلى حائل و بعد عودته أرسل هذه القصيدة:
قُم يا رســـل وَّلِمْ ســـــلايل وضيــــحان ربــــدٍ مـــن الــــــــذروات عجلٍ جفيله(1)
اليـــا ســـــوهــجن ريلٍ بليات دخـــــان خطّـــــات ريمٍ شَـــــــافْ بالـــــدوِّ زيـله(2)
دَنّي الـــــركاب و مـــدمن قصر برزان يمّـــــــوم ضـــــلع عالنـــوايف طـــويله(3)
ضـــــلعٍ ِتشـــــامخ مع مشاريق حوران هــــو َمنــــوةِ المــــــضيوم عــــزِّّ نزيله(4)
عمّ الســـلام و خــص لي صـــربة متان و ابو عــــلي حمّــــــــال درك الــــدبيله(5)
و ســــــيوف واكد مــن بيارق و فرسان نعميــــــن ربــــــعٍ معـــــذيين دخيـــــله(6)
أنا اشهد إن ساســــكم ســــاس قحطـــان و أنا اشـــــــهد إنكم من ذوّاد القبيـــــــله(7)
ما للــــــــوازم بعـــدكم كايـــنن كــــــان و لا للــــــكرامــــة كل صــــرحٍ ظليــله(8)
يومٍ علينا حوضـــبت الأربع أركـــــــان و أتقطــــعت َوْذمِ العُرى من ِمشــــــــيله(9)
جونـــــــا ســــــرايا الكيد من آل عثمـان وبعيــــونهم تِقـــــرا الغــــدر و الدِغيــله(10)
حاطــــوا بنا ما يحوط خَمسَـــك بفنجــان و باتْ الفرج عُســـــراً على كل حيـــــله(11)
نَحّرت عــــــاني لابةً من هَلَ الشــــــــان بيـــــض العمـــــــايم كاســـبين النفيــــله(12)
عاداتهم حَمي المغــــــــاتير و ضـــــعان يا لــــين قـــبت كل قبـــــــــة شـــــليـــله(13)
نطّــــــاحة الكايــــــد على كل ميــــــحان حِــــملْ التــــرك ما من ســــواهم يشيــله(14)
تطـــــــابقوا عندي على المــــوت عقبـان ولا هم بهاجــــــــس من كثيرِ و قليــــــله(15)
يا زينـــــهم يومٍ إن تنـــــاخوا المـــــردان و بيــــدينهم تــــــــلمع رهــــاف النصيله(16)
لمـــــا لفــــوا و الجو عجـــــــاً و دخـــان يا شـــــــــوفهم يبري الكــــــــبود العليـله(17)
راحــــت على حُمر الطــــرابيش شردان و اقفــــــوا يجــــرّون الخـــزي و الفشيله(18)
فرّجــــــت هماً مــــــالي الصدر باحـزان عدّي غديـــــت بــــــراس رعلـــه طويـله(19)
لا القــــــوّ فــــــــاد و لا نفع بعد رنّــــان يا وســــــــع جودك يا منـــــتشي المخيله(20)
هُم حقــــــلتي نقّالــــــة الســـيف و سنان و المــــير بيــــهم بالســــنين المحيـــــــله(21)
تســـــــعين ليله بين مقعـــــد و فنجــــــان دســــــــم القــــرى يقــــلط علــى كل ليله(22)
ينطـــــــح ثرى الجـــــوزاخشم ام حوران ولا قُلــــــــت إلاّ للتــــــجارب حصــــيله (23)
غنّوا بها ياللي مع الــــــدّو ركبــــــــــــ ان مـــــــا قال أخــــو نــــوره كـــلاماً هبيله(24)
(1) وَلِّمْ: هيىء، وضيحان: الحصان أو الذلول الابيض، ربد: لون رمادي، عجل: سريع،
جفيله: تتخوف/ينقز/ من شدة الحذر.
(2) اليا: اذا، سوهجن: مشوا باتزان، الريل القطار/بالانكليزية/ ،بليات: بدون، الدوّ: القفر، زيله : زواله/خيال/.
(3) دنّي: هيىء، قصر برزان: قصر في حايل، يمّوم: يمّ نحوه، الضلع: الطرف البارز من الجبل.
(4) منوة: منى، المضيوم: المظلوم/المتألم/.
(5) صربة: قوم أو جماعة، أبو علي: الأمير مصطفى، درك الدبيله: أشد المصاعب.
(6) معذيين: منجدين /منقذين/.
(7) ذوّاد القبيلة: وجوه و حماة العشيرة.
(8) اللوازم: الضرورات، كاينن: كائن من يكون.
(9) حوضبت: انسدت/طربقت/، وذم العرى: الأربطة.
(10) الدغيله: الخيانة
(11) ; خمسك : أصابع اليد.
(12) هل: أهل ، عاني: قاصد، لابة : جماعة،النفيله: الشرف
(13) حمي: حماية، المغاتير: النوق، الضعن: الركب،قبت شليله: اشارت بثوبها تستغيث،لينا: النخله قبل أن تثمر
(14) الكايد: الظالم، الميحان: الضعيف/يقهرون الظالم دفاعاً عن الضعيف/.
(15) الهاجس: فكرة أو قلق/ إشارة عن عد م طمعهم في شيء مقابل صنيعهم.
(16) المردان: مفردها أمرد و هو الشاب بدون شعر الوجه، رهاف النصيله : السيوف
(17) لفوا: قدموا، العج: الغبار الكثيف الذي تثيره الخيل، يبري : يداوي.
(18) حمر الطرابيش: كناية عن الأتراك، شردان: مشردون،الفشيله: الفشل.
(19) كرب: همّ،عّدي: كأنني، رعله: مرتفع بارز،
(20) القوّ: القوة، رنّان: إشارة الى ألفي ليرة ذهبية قدمت للشيخ واكد لاستلام ابن الرشيد.
(21) حقلتي: أملي، نقالة: حمالة، سنان: رمح، المحيله: المحل و القحط
(22) يقلط: يتقدم
(23) خشم ام حوران: كناية عن الجبل.
(24) الدوّ: القفر/الفلا/، ركبان: سائرون، أخو نوره : كناية عن الأمير سلطان ابن الرشيد/الشاعر/
عنوان الرابط لهذه المشاركة هو:
http://www.SwaidaNet.com/modules.php?name=News&file=article&sid=273