المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلام مؤجلة ...!



أرسطو
28-11-2007, 15:30
أمام المرآة وخلف الزجاج

وقفت فاطمة أمام المرآة , و أخذت تتمعّن بتفاصيل وجهها التي بدأ الزمن ينقش فيه آثار السنين ,

و ثمّة أحلام , فاض بها خيالها الذي اعتاد , منذ مدة , أن يتقمّص أدوارا لن تأتي ,

ثم استدارت نحو النافذة التي توشّحت برداء ٍ ( نصف شفّاف ) ,

حيث تدلّ كثافته على وجود فصلين مختلفين بمكانين لا يفصل بينهما سوى لوح ٌ من الزجاج ,

مدّت فاطمة يدها باتجاه لوح الزجاج ورسمت بأصابعها بعض المنحنيات التي تتخطّى في دلالاتها

عقدة الطلاسم , فاتضحت الرؤية باتجاه الخارج بشكل شبيه بظلال تلك المنحنيات ,

ثم أطلقت العنان صوب الأفق , الذي تختصره خيوط المطر , متسائلة :

الى متى سيبقى ذلك الطيف رهين الغياب ؟

و هل سيقع عليه بصري حتى ولو بعدت حدود الأفق ؟



الحلم القادم : ليلى في حصّة الرّسم

يتبع ...

أرسطو
28-11-2007, 15:33
ليلى في حصّة الرّسم


فتحت ليلى ( دفتر الرسم ) و بدأت تنقل أجزاء الصورة المرسومة في خيالها ,


و لم تنتبه الى تخطّيها للتّفاصيل التي أوحت بها معلمة الرسم ,


و مع مرور الوقت بدأت معالم الصورة تتضح أكثر ,


فليلى لم ترق لها طريقة مزج الألوان ....!


فهي معتادة على الألوان الأساسية التي أنجبتها الطبيعة ,


و لذلك فقد ظهر الشّرخ واضحا ً بين ما أملاه عليها خيالها وما أعطته المعلمة من تعليمات ,


وما ان انتهت الحصة حتى قامت الطالبات بتسليم لوحاتهم التي تحمل تلك الصورة ,


ولكن كلّ حسب موهبته و بعد نظره وطريقته في مزج الألوان ,


و حين قامت ليلى بتسليم الصورة التي رسمتها الى المعلمة , تلقّت صفعة كلامية زادت في


احمرار وجهها الوردي ( بالفطرة ) و البريء ,


و لكن ليلى لم تنطق بحرف واحد , فهي على علم مسبق بهذه النتيجة ,


لكنّها أبت أن تغيّر في التفاصيل والألوان حتى ولو كلفها الأمر زخات متواصلة من الصفعات ,


و لازالت ليلى حتى الآن ترسم ما يمليها عليها خيالها الخصيب و البريء بعيدا ً عن متناول


آلة التجميل والزيف , رغم معرفتها بأنّ الألوان الطبيعية شبه مرفوضة في هذا الفصل ...!


و لكنها تأبى أن تعيش الا وفق فطرة تكوينها ,


و هذا ما كان يجعلها تحلم دائما ً بأن تعلّق لوحتها الطبيعية على جدران ٍ ثابتة


لكن مثل هذه الجدران لا تزال مجهولة العنوان ...!


/


/


/

يتبع ....


الحلم القادم : ليلى على شاطىء غير مهجور

أرسطو
28-11-2007, 15:48
ليلى عل شاطىء ٍ غير مهجور

اعتادت ليلى على احتساء اليأس منذ أن سلبتها الغربة فارس أحلامها ,

و مضى عام على حالتها هذه

فكان الشاطىء ملجأها في مثل هذه الحالات ,

كانت تجوب الشاطىء و تنقش على الرمال عبارات وفاء ٍ سرعان ما كانت تختفي .....!

أمّا الموج فقد كان يعرفها , و تعرفها كل النوارس ,

و تعرفها علامات البؤس التي طغت على وجهها ,

فقبل عام من هذا الوقت كان نفس هذا الشاطىء يحتضن تفاصيل قصة حبّها مع شادي,

كانا يلتقيان , فتبدأ الأشياء تتراقص على ايقاع طقوسهما ,

حتى النوارس , فقد تعلمت ان تغطيهما بظلالها ,

و أما الموج فقد كان يغار من جنونهما ,

لكن الرمال كانت تحتضن فضائح القلبين تحت صفحتها العليا ,

و اليوم أصبحت ليلى وحيدة ّ , وسط كل التفاصيل التي تنطق باسمهما ,

وحتى اليوم لم تذق ليلى ذلك الطعم منذ أن وصلتها رسالة موقعة باسم شادي ,

حيث لم تسعفه ذاكرته بشحنة ٍ من ذكريات ٍ جمعتهما ذات فصل ,

حيت كتب اليها طالبا منها أن لا تنتظره , لأن كل شيء نصيب ...!!!!

و كانه أراد ان يخبرها بأن ذلك الشادي قد ضاع ....!

و لازالت ليلى تحتضن عذاباتها و تذهب الى الشاطىء كلما سمحت لها الظروف ,

و ما من أحد يعرف سرّ تعلّق ليلى بذلك الشاطىء المهجور الا النوارس

والرمال والأمواج التي كانت تشكّل خريطة حب ليلى لهذا العالم

/

/

/

يتبع ....

الحلم القادم : العاشق الضرير

شام
28-11-2007, 17:26
roooose

قلم ينفت المداد في فضاءات الادب ...

فيتحول الى مباشرة الى أحرف

ذات كينونة و فكرة و مغزى

ومن الأحرف تتشكل الكلمات

و على شكل اقاصيص

مسترسلة و عذبة

أرسطو

فيض امتنان

شكراً للإشراق في سماء الفصيح

roooose

أرسطو
29-11-2007, 02:23
حلم : العاشق الضرير



أغلق أحمد حاسبه الشخصي وقرر أن يغلق نافذة التواصل الوحيدة

التي كانت تربطه بحبيبته المجهولة أمل ,

و لم يكن سهلا ً عليه اتخاذ مثل هذا القرار و وضعه حيز التطبيق ,

فقد تعلّق بها لدرجة أنها استطاعت أن تقتطع الكثير من القطع المتناثرة

من مساحات وقته المتشابكة مع امتداداته العاطفية ,

فقد أصبح _ مجلده الخاص _ متخما ً بالرسائل الخاصة التي تحكي قصة عشق ٍ

رسمتها الحروف الوجدانية التي كانت تعبر تلك النافذة بالاتجاهين ...!

والتي كانت تحمل بين طياتها تفاصيل غير مرئية للمكنونات التي كانت

تتعرّض للتقليم الشديد لكي تصبح أبعادها متناسبة مع مقاسات تلك الحروف ,

و هكذا , وجد أحمد نفسه و قد غاص كثيرا ً في خيالاته التي رفضها الواقع بشدة ,

و كأن مثل هذه الخيالات مستوردة من مدينة حب ٍ افلاطونية ,

فقد مرّ زمن طويل من التواصل عبر تلك القناة بلغة الحروف المكتوبة فقط ,

لأن أمل كانت ترفض دائما ً فتح النوافذ الاخرى ,

حتى و ان كانت الرؤية ( عبر بقية النوافذ ) ضبابية ...!

فهو بالتالي ( حتى هذه اللحظة ) لا يعرف اسمها الحقيقي

ولا لون شعرها ولا رائحة عطرها ,

بل ان اصرارها على عدم فتح النوافذ الأخرى قد أسقط عن نبضه

كل البراعم الآيلة للنضوج ,

بل وبدأ خياله يغير حمولته من حلم العاشق المفتون الى وهم ٍ ضالع ٍ في الزيف ,

و ثمة هواجس بدأت تقضّ مضاجع سريرته .....

فماذا لو كانت أمل محض دور مشبوه لكائن ٍ يعشق صناعة الصور ؟!!!

و ربما كانت امل في حالته هذه مجرّد انعكاس متعدد

لشخصية ما ذات أبعاد مشوهة ....!

بقي أحمد على هذه الحالة فترة من الزمن حيث كان الصراع سيّد ذاته ,

فهو الذي أحبها بجنون ....

لدرجة لم يستطع الغياب بها و لا المسافات أن يهزا شجيرة عشقهما ,

و لكنه من جهة اخرى بدأت الريبة تتغلغل في أوصاله ,

فكيف يمكنه تفسير رفضها لفتح بقية النوافذ رغم انه فتح لها كل نوافذ تكوينه المتعدد ؟

مع انه كان يعلم بأن الحرص و الحذر في هذه المسألة يوجد ما يبررهما في الاحوال العادية ,

ولكنه كان مقتنعا بأنهما ( من المفترض ) ان يكونا قد تجاوزا مثل هذه المسألة ,

و كثيرا ما كان يتسائل عن الفرق بينه و بين العاشق الضرير ....

فقد كانت محظورة عنه مهنة البصر في أسطورة قد غدت حمولتها زائدة على الحروف ...!

تغيرت كثيرا ً أحوال أحمد , و أصبح مزاجه على غير عادته ,

بل و أصبح يحب العزلة عن المحيط ,

فكان الشاطىء ملجأه الوحيد في مثل هذه الطقوس الرديئة ,

و مع مرور الوقت أيقن أحمد بأنه قد بدأ يستهلك الوقت والنفسية و....بلا نتيجة

فوصل الى قناعة متلائمة مع ما تتطلبه عودته و خروجه من هذا النفق بسلام ...!

فكتب رسالته الأخيرة الى أمل ....

و كانت آخر رسائله اليها ,

حيث قرر أن لا يفتح علبة بريده الوارد الا بعد انقضاء فترة العدّة اللازمة لعودته كما كان .

لوليتا
29-11-2007, 10:38
ارسطو





ابداع فى الافكار وتسلسل هادئ ورومانسى للاحداث



وكلمة رقيقة رغم حزنها وشجونها التى تسرى لتصل الى قلوبنا


بدات غزل خيوط الحكاية


وسابقى مع هذا الغزل المتناغم الى النهاية


فى الانتظار




تحيااااتى ايها الراقى



roooose

الجازي
01-12-2007, 18:09
أحلام مؤجلة

لماذا اخترت لها هذا العنوان بالذات

أرسطو

كاتب وقصصي موهوب

في انتظار بقية الأحلام

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

أرسطو
08-12-2007, 20:19
roooose

قلم ينفت المداد في فضاءات الادب ...

فيتحول الى مباشرة الى أحرف

ذات كينونة و فكرة و مغزى

ومن الأحرف تتشكل الكلمات

و على شكل اقاصيص

مسترسلة و عذبة

أرسطو

فيض امتنان

شكراً للإشراق في سماء الفصيح

roooose

..
.


شام : لمرورك مذاق مختلف

شاكرا لك مرورك النبيل من هنا

مودتي

المشرف العام
22-12-2007, 15:34
موهبه .. جميله

وتسلسل اجمل

بارك الله فيك اخي ارسطو

اخوك
ابو سلطان