المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القبلية.. المناطقية.. الوحدة الوطنية للدكتور خالد الهباس



جبل شمر
28-11-2007, 09:56
د. خالد نايف الهباس

القبلية.. المناطقية.. الوحدة الوطنية

تتعرض القبيلة، كأحد مكونات المجتمع السعودي لهجوم مستمر ومحموم في وسائل الإعلام تسبب فيه إقامة مسابقة مزاين الإبل. حيث نظر البعض إلى ذلك على أنه يغذي التعصب القبلي ويعيد المجتمع إلى الأزمان الغابرة، عندما كان التناحر والاقتتال عنوان المسرح السياسي في الجزيرة العربية.
في البداية، لعلي اسجل تحفظي على مثل هذا الاستنتاج من قبل بعض الكتّاب والإعلاميين لأن فيه الكثير من التهويل، مع تأكيدي على ضرورة نبذ التعصب أياً كان مصدره، قبلياً، دينياً أو فئوياً/ مناطقياً. فهو سلوك بغيض لا يخدم الوحدة الوطنية لأنه يعيق عملية الاندماج أو التكامل الاجتماعي. لكن النظر إلى وحدة المجتمع من خلال وحدة الإبل فيه تجنٍّ على عقلانية وهوية المجتمع السعودي. ورغم عدم أهمية هذه المسابقات إلا أنها لا تعني بالضرورة العودة إلى «النظام القبلي البائد»، كما وصفه البعض، أو أنه رمز «للعنصرية القبلية» وفقاً للبعض الآخر. الأسباب التي تدعوني لتبني فكر مخالف لهؤلاء ليس تأييدي لمثل هذه المسابقات فلست من أهلها، لكنه نابع من اعتقادي الجازم بأن محاربة هذه الظاهرة تجاوز الهدف منه وتعدى الحدود المعقولة، وأصبح بمثابة كلمة حق أريد بها باطل. وأنه يجب علينا احترام مكونات المجتمع أياً كان شكلها وطبيعتها.
القبيلة كمؤسسة اجتماعية لم تذهب حتى تعود مرة أخرى، ما حصل هو أنه تم تهميش دورها نتيجة عملية التطور والتنمية التي شهدها المجتمع، وأصبحت القبيلة مؤسسة تقليدية في البناء السياسي والاجتماعي الوطني، لكنها لا تزال أحد مكوناته. ويجب أن نفرق بين التعصب القبلي -وهو ممارسة وسلوك مرفوضان-، وبين القبلية التي هي انتماء عرقي غير مضر، وحقيقة اجتماعية لا يمكن إنكارها. محاربة القبلية بهذا الشكل البواح يحمل بذور فنائه لأنه تجاوز المنطق والموضوعية، مما جلب مزيدا من الاهتمام إلى موضوع الترابط والانتماء القبلي وأحدث ردة فعل عكسية تزيد من التمسك بالقبلية، وأنها مستهدفة بحد ذاتها بعيداً عن موضوع مزاين الإبل. كما أن وصفها بـ «النظام البائد» له مغزى بغيض، بهدف النيل منها. نحن اعتدنا على سماع مثل هذا النعت الجارح لوصف الأنظمة السياسية عند سقوطها لأن لذلك مدلولاً سياسياً، كما في الحديث من قبل الحكومة العراقية الحالية عن نظام البعث البائد في العراق، لأنهم على خلاف دامٍ مع حزب البعث. إذاً، هناك أهداف ظاهرة وباطنة لهذه الحملة الشعواء لا تخدم تماسك المجتمع.
كما لا يفوتني التنويه إلى أن التكريم وفق أسس عرقية قد يكون مقبولاً إذا كان في سياق معين وتحت ضوابط رسمية مقبولة. ففي الأسبوع المنصرم أقامت المؤسسة الأمريكية- الإيطالية الوطنية حفلة رسمية كرمت من خلالها نانسي بيلوسي، أول رئيسة لمجلس النواب الأمريكي، ورودلف جولياني، عمدة نيويورك السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية. ونحن نعرف أن كلاً من هاتين الشخصيتين تنحدر من أصول إيطالية، وبالتالي فالتكريم لهما على خدماتهما يحمل اعتبارات أثنية، لكن لم ينظر له على أنه تعصب عرقي. ماذا ستكون ردة الفعل لو أن قبائل المملكة أقامت تكريما لأبنائها المتميزين؟ هل سيتم تشجيع ذلك من قبل وسائل الإعلام؟ وما المانع من إقامة تكريم لجمال الأنعام طالما تم ذلك بموافقة رسمية؟
ان الضرر على الوحدة الوطنية يأتي في المقام الأول من الفئوية أو المناطقية، لأنها أشد ضرراً .
دعم الوحدة الوطنية لا يكون من خلال الهجوم على مكونات المجتمع المختلفة أياً كانت، بل من خلال احترامها ودمجها بشكل فعال في إطار أي مجتمع كان، لأن ذلك هو السبيل لدعم الوحدة الوطنية وتعزيزها

جبل شمر
28-11-2007, 10:04
الأخوة الذين طالبوا بإعادة نشر المقال أعلاه
أعتذر عن التأخير

الأخ منصور الغايب
لأهمية المقال في وقتنا الحاضر لوجود مغالطات كبيرة متعمدة تنشرها الصحف بأقلام فقدت المصداقبة أرجو ان يبقى المقال على العام لكثرة رواده والهدف هو الفائده وقد ترى مالا أراه

تحياتي للجميع

الأرجوازيه
28-11-2007, 15:06
مقال أكثر من رائع



مجتمعاتنا تقوم على أساس الهيكل القبلي


والهويه القبليه لايمكن أنكارها أو تهميشها مهما بلغت الأسر أعلى درجات العلم والحضارة






والحقيقه لايُطالب بألغاءها الا شخص حاقد ( فاقد لهذا الشي ) يحاول أن يجد له متنفساً ومبرراً وهؤلاء الزمره الفاسده لم يجدوا منفذ سوى ( مزايين الأبل ) لينفذوا من خلاله ويبثوا سمومهم وحقدهم على القبلي الأصيل .



وحتى أن حدث ماحدث في مزايين الأبل فما الضير في ذلك الرسول صلوات الله عليه وسلامه كان يفاخر بنسبه ويعتز بأصله


بأختصار


حينما ينظر مدعين الحضاره عديمين النسب والأصل الى ابناء القبائل نظره دونيه ويطلقون عليهم اسم ( البـــــــــــــــــــــدو )




أذن .. يحق لهولاء البدو أن يفخروا بأصلهم ويفاخروا بقبائلهم



ويبقى ( أن أكرمكم عند الله أتقاكم )


فالفروقات بيننا قائمة على أساس التقوى لكن أحياناً تكون هناك أشياء أكبر من البشر أنفسهم لايستطيعون تجاوزها مهما بلغوا من التعليم والحضاره

الا وهي




العادات المتوارثه (أب عن جد عن كابر )


مقال أكثر من رائع


سلمت يد الدكتور الهباس لقد كتب فأجاد وأبدع وسلمت يداك اخي جبل شمر
في نقلك لنا وأعادتك للموضوع




لك مني أطيب التحايا ودمت بالف خير

منصور الغايب
29-11-2007, 01:06
جبل شمر ...

ابشر ...

واحترم رؤيتك ...

تقبل الود ...

كحيل الحمداوي
29-11-2007, 02:43
سلمت يداك فعلا رائع صدق لايجب التهويل وفي نفس الوقت لايجب التهاون
لانه هناك توجه لذلك وهو جديد اما التعصب موجود في كل المجتمعات ولكن
بنسبة ضعيفة لان السواد الاعظم من الناس وعى خطورته ويخشى ان يتهم به
ولكن الاعلام الذي ( انفلت ) دون ما رقيب يستنهض هذة العنصرية بأسواء صورها
وكما ذكرت الاخت الارجوازية بخصوص الحسد او الضغينة التي لدى (الزمرة الفاسدة)
مكنوا من قبل الاعلام وبالذات الاعلام الخاص نشاهد يوميا انطلاق قنوات جديدة وعندما
تبحث عن مظمون لهذة القنوات تجدة فارغ لايبحث الا عن الربح المادي يستنهض قبيلة على
الاخرى بمقولة (افزعوا لولدكم) للتصويت لفلان على الارقام التالية وهكذا
وبرامج المزاين ومايحدث فيها مع احترامي لبعض هذة المسابقات التي لاتحدث بها مشاكل
انا اعتقد ان الناس تعي خطورتها الان على المجتمع وتركيبته ولكن بشكل غير مبالي لذلك
اتمنى من المفكرين الواعين والعقلاء امثال الدكتور ان لايدعوا الفرصة لهؤلاء (المستفيدين)
ليفككوا اجزاء المجتمع من اجل حقد او مكسب مادي ويفوتوا عليهم الفرصة لان النتائج اخطر.
تقبل مروري فائق احتراميroooose.

الاصمعي
29-11-2007, 13:35
تتعرض القبيلة، كأحد مكونات المجتمع السعودي لهجوم مستمر ومحموم في وسائل الإعلام تسبب فيه إقامة مسابقة مزاين الإبل. حيث نظر البعض إلى ذلك على أنه يغذي التعصب القبلي ويعيد المجتمع إلى الأزمان الغابرة، عندما كان التناحر والاقتتال عنوان المسرح السياسي في الجزيرة العربية.
في البداية، لعلي اسجل تحفظي على مثل هذا الاستنتاج من قبل بعض الكتّاب والإعلاميين لأن فيه الكثير من التهويل، مع تأكيدي على ضرورة نبذ التعصب أياً كان مصدره، قبلياً، دينياً أو فئوياً/ مناطقياً. فهو سلوك بغيض لا يخدم الوحدة الوطنية لأنه يعيق عملية الاندماج أو التكامل
:3ajebni:
سلمت يمينك يا دكتور خالد

أجد نفسي موافقٌ للدكتور تماماً هنا:goooood:

فمع تسليم الكثيرين بسلبيات هذه الاحتفالات وتغذيتها نوعاً ما للتعصب الذي صارت تغذيه للأسف كثير من المهرجانات الاعلامية الربحية كالمسابقات الشعرية الا أن لمبالغة والتهويل كما ذكر الدكتور خالد لا تصب في معالجة التعصب بل تغذيه وتدفع باتجاه أنواع أخرى من لتعصب كالتعصب المناطقي والتعصب الفئوي وغيرها ...

وقد استمعت منذ يومين للأمير ....... بن جلوي<<نسيت اسمه وهو يتحدث عن مبالغة الاعلام وتهويله لمسئلة التعصب القبلي الناتج عن مهرجانات مزايين الأبل وغضه النظر عن ايجابيات مثل هذه التجمعات.

ومع تقديري للجميع فإني أرى أن الاسراف والبذخ الظاهر لنجوم هذه التجمعات مما يغبن المواطن وخاصة المعوز ويثير حسده لهذه الفئات التي تدفع الملايين بلا حساب لأمور يراها (من همه معيشة أطفاله) تافهة وغيرها من قنوات الصرف أجدى وأنفع.

جزيل الشكر أخي جبل شمر على اتحافنا بمثل هذا المقال الرائع ونطمع أن نحظى بآراءك أنت وبصياغة قلمك المترع بكل ما هو مفيدٌ وجميل

تحياتي

مالك الحزين
03-12-2007, 15:59
اخي جبل شمر

ان القبيلة احد البنى الاجتماعية،ان لم تكن اهمها في المجتمع العربي المشرقي عموما والخليجي خصوصا، والكلام عن كونها (بائدة) اكثر سوءا من وصفها مغالطة بل هي مجافاة للحقيقة،المجتمعات الغربية التي يريد البعض التشبه بها باعتبارها متقدمة لها ايضا بناها الاجتماعية بما يلائمها فهي على الاكثر طبقية.اما مجتمعنا العربي المشرقي والخليجي على وجه الدقة مجتمع غير طبقي وان وجد فيه اغنياء وفقراء فلا يعني الاصطفاف الطائفي،وذلك لسببين:

الاول ان اختلاف المستويات المعاشية والاقتصادية لم تصل حد التناقضات في المجتمع العربي، اى حد التمايز الطبقي.

الثاني ان هذا اللتناقض لم يشعر به الكثير وبالتالي هو مقبول من اغلبيتهم ـ اي اننا مازلنا في مرحلة الوعي الميتافيزيقي(ان ذلك ارادة الله وليس فعل الاستغلال البشري للبشر).

ان الوحدات الاجتماعية ما زالت تقليدية(قبلية).فإذا اعتبرنا القبلية مؤسسة يجب قبرها ،فكيف تكون صورة الترابط الاجتماعي وما هي الوحدات البديلة ؟

هل هي الحارات المدينية ، وهي عندنا في جزء مهم منها لها جذور قبلية فنكون فسرنا الماء بالماء.

هل هي طبقية وليس لنا طبقات اجتماعية

هل هي حزبية وليس عندنا احزاب وان وجدت سنرى القبيلة داخلها.

هل هي حضارية دينية وكلنا لنا دين واحد.

هل هي طائفية وهنا الطامة الكبرى اي اننا حكمنا على مجتمعاتنا بالتفكك (العراق نموذج حي)



هل هي القبلية ،وهنا لها وجهان


الاول جاهلي ولا يحتاج مني الشرح لوضوحه

الثاني احتوائها على مضمون ديني واخلاقي،بعيدا عن التعصب الاعمى والعداءات القديمة التي اوجدتها ظروف اجتماعية واقتصادية زالت الان ،ولم يعد داعي لايقاضها،


فالقبلية فيها الايجابي الذي (((((لابد ))))))من الاحتفاظ به .والسلبي الذي ((((لابد))))من التخلص او التقليل من اثاره غير النافعة.


ان مزاين الابل

والمسابقات الشعرية(النبطية)

تصب في الاتجاة السلبي وعلى الاكثر من دون قصد

لكن المهم النتائج وليس النوايا


وشكرا لك على هذا الموضوع المفيد

الاصمعي
04-12-2007, 07:50
^
^
تعليق عن موضوع:goooood:

كم أتطلع الى قراءة المزيد لهذا القلم المبدع!

تحياتي