المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرض العروبه والهدى



محب البداوة
26-10-2007, 13:59
قصيدة شعرية ومعلقة من المعلقات في هذا الزمن التي يندر ان تجد مثلها
للشاعر العربي سيمر العمري عجبت بها وحبيت ان انقلها لكم







بِنَجْمِكِ مِـنْ بَيـن الكَوَاكِـبِ يُهْتَـدَى=وَنَهْجِكِ مِـنْ بَيـن المَذَاهِـبِ يُقْتَـدَى
وَدَرْبُكِ فِي الأَيَّـامِ فِـي رِحْلَـةِ العُـلا=أَقَـامَ جَـدَا الأَمْجَـادِ فِيهَـا وَأَقْـعَـدَا
تَبَارَكْتِ أَرْضًـا ضَمَّـتِ البَيْـتَ قِبْلَـةً=وَضَمَّـتْ حَنَايَاهَـا النَّـبِـيَّ مُحَـمَّـدَا
أَقَامَ لَكِ التَّارِيـخُ فِـي الدَّهْـرِ رِفْعَـةً=تَزِيـدُ مَـعِ الأَيَّـامِ عِـزًّا وَسُــؤْدُدَا
فَمَجْدُكِ يَا شِبْةَ الجَزِيـرَةِ فِـي الـوَرَى=هِلالٌ بِنُـورِ اللهِ يَسْطَـعُ فِـي المَـدَى
تَفَـرَّدْتِ فِـي البُلْـدَانِ قَـدْرًا وَقُـدْرَةً=كَـأَنَّ بِـلادَ الأَرْضِ تَخْشَـى التَّفَـرُّدَا
وَسِرْتِ عَلَى الرَّمْضَاءِ وَالكَـوْنُ مُظْلِـمٌ=وَصِرْتِ إِلَى العَلْيَاءِ وَالنُّـورُ قَـدْ بَـدَا
عَلَـوتِ عَـنِ الأَقْـوَامِ غَيـرَ بَعِيـدَةٍ=فَسُبْحَـانَ مَـنْ أَدْنَـاكِ مِنْهُـمْ وَأَبْعَـدَا
بِـلادًا رَعَـاهَـا اللهُ لِلـدِّيـنِ قِبْـلَـةً=وَدَارًا لِمَـنْ صَلَّـى وَزَكَّـى وَوَحَّـدَا
أَمَـا وَالـذِي أَعْلَـى مَقَامَـكِ إِنَّـنِـي=أُحِبُّـكِ يَـا أَرْضَ العُرُوبَـةِ وَالهُـدَى
إِذَا أَتْهَـمَ الأَحْبَـابُ يَمَّمْـتُ مُتْهِـمًـا=وَإِنْ أَنْجَـدَ الأَحْبَـابُ يَمَّمْـتُ مُنْجِـدَا
وَإِنْ زَارَنِي طَيفٌ مِن الشَّـوقِ بَارِقًـا=ضَرَبْتُ لِقَلْبِـي فِـي سَحَابِـكِ مَوْعِـدَا
وَأَرْضُكِ لَـو مَـسَّ الحَسُـودُ جَلالَهَـا=لَكُنْتُ لَكِ الصَّوتَ المُنَافِـحَ وَالصَّـدَى
وَرُبَّ يَـرَاعٍ فِـي أَنَـامِـلِ صَــادِقٍ=يَبُزُّ حُسَامًا فِـي أَكُـفِّ مَـنِ اجْتَـدَى
أَنَا إِبْنُ هَـذَا القَـومِ مِـنْ آلِ يَعْـرُبٍ=تَعَمَّـمَ فَخْـرًا بِالمَـكَـارِمِ وَارْتَــدَى
فَأَهْلُـكِ أَهْلِـي إِنْ أَقَالُـوا وَإِنْ قَـلَـوا=وَأَصْلُكِ أَصْلِـي إِنْ أَعَـادَ أَوِ اعْتَـدَى
فُرُوعِي تَعِيشُ القُدْسَ مِنْ نَسْـلِ فَاتِـحٍ=وَجَذْرِي إِلَـى قَومِـي قُرَيْـشٍ تَمَـدَّدَا
وَلَـو أَنَّنِـي خُيِّـرْتُ حَـيًّـا وَمَيِّـتًـا=لَمَا اخْتَرْتُ إِلا أَرْضَ يَثْـرِبَ مَقْصِـدَا
فَسِيرِي نِيَاقَ الشَّوقِ بِالرَّكْـبِ نَحْوَهُـمْ=أَسُوقُ لَهُـمْ وفْـدِي وَأُبْـدِي التَّـوَدُّدَا
إِلَى حَائِـلٍ أَشْتَـمُّ مِـنْ رِيـحِ حَاتِـمٍ=مَكَـارِمَ أَبْدَاهَـا الـزَّمَـانُ وَخَـلَّـدَا
وَخُذْنِي إِلَى الأَحْسَـاء فَالتَّمْـرُ نَاضِـجٌ=وَمِنْهَـا إِلَـى الدَّمَّـامِ فَالزَّيـتُ جَـوَّدَا
وَعَرِّجْ عَلَى صَرْحِ الحَضَـارَةِ وَالعُـلا=دَلِيـلًا عَلَـى فَـنِّ العَـمَـارَةِ شُـيِّـدَا
وَأَعْنِي الرِّيَاضَ المُسْتَقِرَّةَ فِـي الـذُّرَى=بَنَى الجُهْدُ فِيهَا المَجْدَ صَرْحًـا مُمَـرَّدَا
وَطِرْ بِي إِلَى نَجْرَان أَرْتَـادُ رَوْضَهَـا=وَسِرْ بِي إِلَى جِيـزَان أَشْـدُو مُغَـرِّدَا
وَطُفْ بِي عَلَى الأَنْحَاء فِي حِضْنِ طَائِفٍ=تَطِيـبُ بِهَـا الآلاءُ شَهْـدًا وَمَشْـهَـدَا
وَإِنِّـي إِلَـى دَارِ الـجُـدُودِ بِمَـكَّـةٍ=أَكَـادُ مِـن الأَشْــوَاقِ أَنْ أَتَشَـهَّـدَا
هُنَالِكَ فِي البَيتِ العَتِيـقِ وَقَـدْ رَنَـتْ=جَمِيـعُ القُلُـوبِ الوَالِـهَـاتِ تَعَـبُّـدَا
تَحُـجُّ وَمِنْـهَـا القَـلْـبُ للهِ خَـاشِـعٌ=وَتَدْعُو وَدَمْـعُ العَيـنِ يَدْعُـو مُـرَدِّدَا
وَفِـي جُـدَّةِ الأَفْـرَاحِ بِالحُـبِّ نَلْتَقِـى=كَمَا تَلْتَقِى فِيهَا الثَّقَافَـاتُ فِـي المَـدَى
وَسِرْ بِي طَرِيقًا نَحْـوَ يَثْـرِب سَارَهَـا=رَسُولُ الهُـدَى أَقْفُـو خُطَـاهُ فَأَسْعَـدَا
فَقَدْ شَاقَنِي مِـنْ رَوْضِ طيبَـةَ هَاتِـفٌ=تَرُدُّ عَلَيهِ الـرُّوحُ: نَفْسِـي لَـهُ الفِـدَا
أَيَا مَوْطِنًا لِلصِّيدِ مِنْ نَسْلِ مَـنْ عَلَـوا=غَطَارِيفَ طَابَتْ فِـي القَبَائِـلِ مَحْتِـدَا
تَسَامَـتْ فَلَـمْ تَـرْضَ الدَنَايَـا خَلِيقَـةً=وَعَـزَّتْ فَلَـمْ تَـرْضَ الدَّنِيَّـةَ مَقْعَـدَا
رِجَـالٌ لَهُـمْ نَحْـوَ المُـرُوءَةِ وَثْبَـةٌ=وَلِلـرَّأْيِ عِـلْـمٌ وَحِـلْـمٌ وَمُنْـتَـدَى
وَمِنْ كُلِّ حُـرٍّ يَحْفَـظُ العَهْـدَ شَامِخًـا=مَتَـى رَاوَدُوهُ الـذُّلَّ يَـأْبَـاهُ سَـيِّـدَا
فَإِنْ كَـانَ عَصْـرُ الجَاهِلِيَّـةِ مُشْرِكًـا=فَمَا عَـدِمَ الأَخْـلَاقَ وَالفَخْـرَ وَالنَّـدَى
وَلَمَّـا أَتَـى الإِسْـلامُ لِلحَـقِّ هَـادِيًـا=تَنَادَوا إِلَـى الإِيمَـانِ وَالبِـرِّ وَالهُـدَى
وَسَارُوا بِنُورِ اللهِ فِـي الكَـونِ دَعْـوَةً=تُحِيلُ تُرَابَ النَّفْسِ فِي النَّـاسِ عَسْجَـدَا
أَقَامُـوا عَلَـى الأَجْيَـالِ دَارًا مَنِيعَـةً=لَهَـا هَيْبَـةٌ تُخْشَـى وَقَـدْرٌ تَسَـيَّـدَا
إِذَا هَبَّتِ النَّكْبَـاءُ هَبُّـوا إِلَـى الوَغَـى=لُيُوثًـا تُذِيـقُ البَغْـيَ سَيفًـا مُهَـنَّـدَا
وَإِنْ عَمَّتِ السَّرَّاءُ لَـمْ يَتْبَعُـوا الهَـوَى=وَلَمْ يَهْجُرُوا عِلْمًـا وَحُكْمًـا وَمَسْجِـدَا
فَلَمَّـا عَلَـى الأَيَّـامِ هَانُـوا تَهَاوَنُـوا=وَأَصْبَـحَ حُـرُّ المَجْـدِ عَبْـدًا مُقَيَّـدَا
حِجَـازٌ وَنَجْـدٌ فَـرَّقَ الدَّهْـرُ بَيْنَهَـا=وَقَـدْ جَاءَهَـا عَبْـدُ العَزِيـزِ فَوَحَّـدَا
هُـوَ الفَتْـحُ أَحْيَاهَـا بِـلادًا وَأُمَّــةً=تُفَاخِـرُ بِالإِنْجَـازِ أَرْضًـا وَفَـرْقَـدَا
عَجِبْـتُ لَـهُ عَزْمًـا أَجَـدَّ وَدُونَــهُ=مَهَامِهَ لَمْ يَعْرِفُ بِهَـا الإِنْـسُ مَعْهَـدَا
وَأَتْبَعَـهُ نَسْـلٌ عَلَـى العَهْـدِ سَـائِـرٌ=فَيَا فَيْصَلٌ لَـو عُـدْتَ نَبْتَـدِرُ العِـدَى
وَهَـا جَـاءَ عَبْـدُ اللهِ خَيـرَ خَلِيـفَـةٍ=وَسُلْطَانُـهُ أَمْسَـى قَـرِيـرًا مُـؤَيَّـدَا
إِمَامَ الهُدَى المَرْجُوَّ فِـي كُـلِّ حَـادِثٍ=أَبَــى اللهُ إِلا أَنْ تُـعَـزَّ وَتُحْـمَـدَا
تَقَلَّـدْتَ عِـزَّ المُلْـكِ فِـي دَارِ عِـزَّةٍ=وَمِثْلُـكَ أَحْــرَى فِـيـهِ أَنْ يَتَقَـلَّـدَا
وَمَا زِلْتَ تُولِـي بِالمَكَـارِمِ مَـنْ أَتَـى=وَتَهْدِي إِلَـى قَصْـدِ السَّبِيـلِ فَتُرْشِـدَا
فَيَـا خَـادِمَ البَيْتَيـنِ مَـا زَالَ ثَالِـثٌ=يَئِـنُّ وَرِجْـسُ القَيْـدِ أَكْـدَى وَأَكْمَـدَا
يُنَادِي عَلَى الأَحْـرَارِ مِـنْ آلِ يَعْـرُبٍ=وَإِنَّكَ أَوفَـى مَـنْ يُجِيـبُ لَـهُ النِّـدَا
وَقَـومٌ سَقَـاهُ القَهْـرُ كَـأْسَ تَـشَـرُّدٍ=أَتَرْضَى لَـهُ فِـي الأَرْضِ أَنْ يَتَشَـرَّدَا
وَقَومٌ بِشِعْـبِ الغَـدْرِ طَـالَ حِصَـارُهُ=فَهَـلْ ثَــمَّ بَـعْـدَ اللهِ إِلاكَ مُنْـجِـدَا
فَخُذْهَا رَعَـاكَ اللهُ مِـنْ قَـوْلِ شَاعِـرٍ=وَعُذْهَا رَعَاكَ اللهُ مِـنْ قَوْلِهَـا سُـدَى
إِذَا لَـمْ يَقُـمْ لِلنَّصْـرِ مِثْلُـكَ فَارِسًـا=تَسَاقَى كُؤُوسَ النَّصْرِ فِي الأُمَّةِ الـرَّدَى
وَأَنْتَ عَلَـى أَنْ تَنْصُـرَ الحَـقَّ قَـادِرٌ=يَعُزُّ بِـكَ الإِسْـلامُ فَامْـدُدْ لَـهُ اليَـدَا
أَقِيلُـوا عِثَـارِي يَـا أَحِـبَّـةُ إِنَّـنِـي=أَغَارُ عَلَى الأَوْطَانِ مِنْ جَوْرِ مَنْ عَـدَا
أَرَى المَوتَ عَمَّ الخَلْقَ فِي كُـلِّ سَاحَـةٍ=وَأَخْشَـى عَلَـى الإِحْسَـاسِ أَنْ يَتَبَلَّـدَا
وَأُشْفِقُ أَنْ تَفْنَى المُرُوءَةُ فِـي الـوَرَى=وَتَبْقَى دَعَـاوَى الخَيـرِ قَـولًا مُجَـرَّدَا
أَرَى فِي قِبْلَـةِ الإِسْـلامِ نَهْـجَ تَوَحُّـدٍ=فَهَيَّـا بَنِـي الإِسْـلامِ نَحْيَـا التَّوَحُـدَّا
وَكُونُوا كَمَـنْ يَحْيَـا الوُجُـودَ مُخَلِّـدًا=وَلَيـسَ كَمَـنْ يَحْيَـا الوُجُـودَ مُخَلَّـدَا
وَعُـودُوا لِحَبْـلِ اللهِ وَاعْتَصِمُـوا بِـهِ=نَعِـزُّ بِـإذْنِ القَـادِرِ اليَـوْمَ أَو غَـدَا

شام
26-10-2007, 15:08
رائعة بكل مافي الكلمة من معنى


و الأروع نشرها هنا


شكراً للجهد الطيب


و لـ الانتقاء الراقي


أخي محب البداوة


قوافل مــــن roooose

سيف الدولة
26-10-2007, 18:27
محب البداوة


أهلاااا بمحب الفصيح هنااا

أهلااا بمن ينتقي درره المميزه


فعلا نادرة ومميزه


شكراا منك إحياء هذا المضيف أعني الفصيح


شكراا على هذا ألإنتقاء والجلب الطيب


ولو أن محلها لطائف المنقول ..

سكون البحر
28-10-2007, 06:18
شكرا لك على هذا الشعر الجميل











رباح الغريري

محب البداوة
29-10-2007, 21:09
رائعة بكل مافي الكلمة من معنى


و الأروع نشرها هنا


شكراً للجهد الطيب


و لـ الانتقاء الراقي


أخي محب البداوة


قوافل مــــن roooose


هو شرف لنا أن تكون أول من يشرف هذه القصيدة الرائعة بردك الكريم.
وأحمد الله أن راقت القصيدة لذئقتك
تستثير هذه الملحمة الشعرية ثرى أرض الأصالة ومنبع الخير والسلام وتعانق من خلالها ثالث الحرمين ومسرى النبي العربي صاحب البيان وفصيح اللسان ووارث الجنان .. وتعانق بأبياتها جبال السروات وهضاب نجد ..
هكذا يكون الشعر وهكذا تكون البلاغة .. صورت بلاد الحرمين بريشة العاشق المحب .. فلله درك من شاعر وأديب ملك ناصية البيان ..
لك كل الود
من محبكم محب البداوة
ودمتم

الجازي
04-11-2007, 19:04
هي فعلاً رائعة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى

النظم والوصف والحرف كلها اجتمعت لتخرج كأجمل حلة

فلله درك على هذا النقل الفريد

مشاركة متميزة أشكرك عليها

محب البداوة
04-11-2007, 22:42
الاخت

الجازي

مرور كريم يشرفني

فشكر لك على هذا المرور العطر

ودمتي بود