مشاهدة النسخة كاملة : نسب ونشأة قبيلة عدوان
نسب ونشأة قبيلة عدوان
عدوان وهو الحارث بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
وسمي بعدوان لأنه اعتدى على أخيه فقتله، وقيل فقأ عينه، هكذا قال النسابون الأولون. وقد غلب عليه ذلك فحل
اسم عدوان محل الحارث وبه عُرف هو و بنوه.بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
وأمه جديلة بنت مدركة بن إلياس.
وعَدْوان في اللغة من (ع د و) وزن فعلان بمعنى عدا عليه أي ظلمه وتجاوز حده، يقال: عدا عليه من العدوان يعدوعدواً وعُدو أو عدوانا إذا جار عليه.
أنجب عدوان بن عمرو بن قيس عيلان أربعة من الأبناء ثلاثة من الولد وبنتا واحدة وهم:
زيد.
يشكر.
دوس.
عاتكة.
وأمهم ماوية بنت سويد بن الغطريف الأزدية.
وفي بني عدوان يقول عامر بن الظرب العدواني مفتخراً فيهم ومادحاً لهم:
أولئك قوم شيد اللـه فخرهم- فما فوقه فخر وإن عظم الفخر
أناس إذا ما الدهر أظلم وجهه - فأيديهم بيض و أوجههم زهر
يصونون أحسابا و مجدا مؤثلا - ببذل أكف دونها المزن و البحر
سموا في المعالي رتبة فوق رتبة - أحلتهم حيث النعائـم و النسر
أضاءت أحسابـهم فتضاءلت - لنـورهم الشمس المنيرة والبدر
ذرية زيد بن عدوان:
أنجب زيد بن عدوان وابشا وغالبا وعامرا وهو عيابة.
فأنجب وابش كبلا والحارث وعبسا.
فأنجب الحارث بن وابش معاوية وسعدا وربيعة.
وأنجب معاوية بن الحارث نميرا وغزية.
وأنجب نمير بن معاوية جابرا ورؤبة.
وأنجب سعد بن الحارث خالدا.
أما عبس بن وابش فأنجب نوصا.
فولد نوص ظالما وكاهلا وعامرا والوارم وحسيلا وأحمر والمستدر ولزمهم، يقال لهم الحلام.
ذرية يشكر بن عدوان:
أنجب يشكر بن عدوان عياذا وناجا وبكرا.
فأنجب عياذ عمرا.
فأنجب عمرو بن عياذ ريابا وظربا ومالكا ووائلة وحجرا وملكان ولـهبا.
فأنجب ظرب بن عمرو عامرا وثعلبة وسعدا وعمرا وصعصعة ووائلة والحارث.
فأنجب الحارث عامرا.
وأنجب ثعلبة وهبا.
فأنجب وهب ربيعة.
وأنجب وائلة الحارث.
فأنجب الحارث عبدالله.
وأنجب سعد عوفا.
فأنجب عوف دهمان ومالكا وكثيرا.
أما ناج بن يشكر فقد انجب ودا وعمرا وعبسا ورهما.
فولد عمرو وائله.
فأنجب وائلة مالكا.
فأنجب مالك عائذا.
فأنجب عائذ حبيبا.
وأنجب رهم عليا وثعلبة وجذيمة.
فأنجب ثعلبة الدرعاء والحارث وعوفا.
وأنجب علي بن رهم سعدا.
فأنجب سعد عمرا وعائشا وأنسا وعديا.
فأنجب عمرو ناصرة.
أما بكر بن يشكر بن عدوان فأنجب عوفا وخارجة ويثيعا.
فأنجب عوف وشقة وسحيما وعادية وعديا.
فأنجب عدي سنانا.
فأنجب سنان حبيبا.
فأنجب حبيب أسعد.
ذرية دوس بن عدوان:
لم يذكر النسابون المتقدمون من ذرية دوس بن عدوان وبطونها أحدا، ويبدو أنهم أنقطعوا عن عدوان منذ عصور متقدمة.
فروع وبطون عدوان المتقدمة
أورد الإخباريون الأولون أن أول من كثر من العرب أياد، ثم مضر، وأول من كثر من مضر بنو عمرو بن قيس
حتى سادت عدوان وفهم في مضر وتزعموا قبائلها.
قال ابن حبيب: (( 000 ثم إن مضر ربلت ( بمعنى زادت وكثرت) بعد أياد، فكان أول من ربل منها عدوان وفهم)).
يقول البلعاء بن قيس الليثي الكناني:
لعمرك ما لـيث وإن كنت مـنهم ..... بتـاركة ليث خلافـي وعصياني
وهم أسلموني يوم ذي الرمث والفضا ..... وهم تركـوني بين هـرش و ودان
وهم أخرجوا من كل بيتـين سـيداً ..... كما كثرت سـاداتها قبل عدوان
أما بطون عدوان القديمة فمنهم:
بنو خارجة وبنو وائلة وبنو وابش وبنو ناج وبنو حجر وبنو عبس وبنو ناصرة
وبنو الدرعاء وبنو لهب وبنو عوف وبنو حارثة وبنو كنه وبنو عيابة وبنو وشقة وبنو رهم وبنوسعد وبنو وهدان وبنو
زيد وبنوثعلبة بن رهم بن ناج بن يشكر بن عدوان
فنيت عدوان فرثاها ذي الإصبع العدواني
فقال ذو الإصبع:
غدير الحي من عدوان ........ كانوا حية الأرضي
بغى بعضهم بعضا ........ فلم يبقوا على بعض
فقد صاروا على بعض ........ برفع القول والخفض
ومنهم من كانوا السادات ........ والموفون بالقرض
ومنهم من يجيز الناس ......... بالســـــنة والفرض
ومنهم حكم يقضي ........ فلا ينقض ما يقضي .
وأما بالبيت القائل : (( ومنهم حكم يقضي )) فيقصد به " عامر بن الظرب العدواني " حكيم العرب .. حيث كانت العرب تحتكم إليه
وقال ذو الاصع ايضا هذه القصيده
هي تعتبر من أشهر قصائد المدح بعدوان .. و ذكرت بأكثر كتب التاريخ والقصص .. وكان عبدالملك بن مروان طلب سماعها عندما قدم عليه وفد من عدوان عليه .. وذلك لما قدم الكوفة بعد قتله مصعب بن الزبير جلس لعرض أحياء العرب
والقصيدة هنا كاملة كما قيلت وقد وجدتها في بعض الكتب ناقصة إلا من كتاب أبو فرج الأصبهاني في كتابة المشهور الذائع الصيت(( الأغاني ))
وقالها لعبدالملك بن مروان .. معبد بن خالد الجدلي العدواني
القصــيدة :
وليس المرء في شيءٍ
من الإبرام والنقص
إذا أبرم أمراً خاله
يقضي وما يقضي
يقول اليوم أمضي
ولا يملك ما يمضي
عذير الحي من عدوان
كانوا حية الأرض
بغى بعضهم بعضاً
فلم يبقوا على بعض
فقد صاروا أحاديث
برفع القول والخفض
ومنهم كانت السادات
والموفون بالقرض
ومنهم حكم يقضي
فلا ينقض ما يقضي
ومنهم من يجيز الناس
بالسنة والفرض
وهم من ولدوا أشبوا
بسر الحسب المحض
ولدوا عام رذو
الطول وذو العرض
وهم بووا ثقيفاً دار
لاذل ولاخفض
فقال ذو الإصبع في ذلك:
ويابؤس للأيام والدهـر هالكـا
وصرف الليالي يختلفـن كذلكـا
أبعد بني نـاجٍ وسعيـك فيهـم
فلاتتبعن عينيك ما كـان هالكـا
إذا قلت معروفاً لأصلـح بينهـم
يقـول مريـر لاأحـاول ذلكـا
فأضحوا كظهر العود جب سنامه
تحوم عليه الطير أحدب باركـا
فإن تك عدوان بن عمرو تفرقت
فقد غنيت دهراً ملوكـاً هنالكـا
ومن الاشعار الشهيره التي قيلت بعدوان
وفيهم رباط الاعوجيات والقنا @@@@ واسيافهم فيها القضاء المجرب
وهم جمرات الحرب لم يلف مثلهم @@@@ اذا لم يكن لناس في الامر مذهب
وجوههم تندى وتندى اكفهم @@@@ اذا لاح برق للمخيليين خلب
سليم وعدوان وفهم تناولوا @@@@ مفاخر عز لم تنلهن يعرب
رثاء أمامة بنت ذي الإصبع لقومها /قال أبو عمرو قالت أمامة بنت ذي الإصبع وكانت شاعرة ترثي قومها عدوان
كم من فتى كانت له ميعة أبلج مثل القمر الزاهر
قد مرت الخيل بحافاته كمر غيث لجب ماطر
قد لقيت فهم وعدوانها قتلا وهلكا آخرالغابر
كانوا ملوكا سادة في الذرى دهرا لها الفخر على الفاخر
حتى تساقوا كأسهم بينهم بغيا فيا للشارب الخاسر
بادوا فمن يحلل بأوطانهم يحلل برسم مقفر داثر
قصيده الامير عثمان المضايفي العدواني (:: يــقـــولــه العـــدوانــــي ليــــــا غــنــــى :
يــقـــولــه العـــدوانــــي ليــــــا غــنــــى
فـي قنـــةٍ مـــاحـــولــي إلا صقــورهــــا
أخيــلـهـا باللــي تخلـط الــدمـع بالدمــى
كــن المــلايا تطـــرد فــي حجـــورهـــــا
على بني عمي اللي كل ماجــات سربــه
للســربـــه الأخـــرى تـبـنــى قبــورهـــا
تحــلــوتهــم الدنيــا وتنـقـى في خيارهـم
كمـا ننــقى مـن المعــاوش برورهـــــــا
وحــنـــا كـــم أهــل ديـــــرةٍ نــجـــيــهـــم
نهــــدهـــم مبـــانيــهــا وناخــذ نشـورها
إمــا ركـبـتـهــم المنــايــا لنــا تـقــودهـم
وإلا أركــبــنـــاهـــا المـنــايــا نقــــودها
مقتبس من كتاب انساب بني عدوان واخبارهم في الجاهلية والاسلام
منازل وديار قبيلة عدوان القديمة
كانت ديار قيس في الحجاز،وكانت عدوان بن عمرو قد نزلت الطائف بعد أن أجلت عنها أياد، وامتدت أراضيها إلى مناطق مجاورة للطائف وتوزعت بطونها في أودية الحجاز وتهامة وأطراف نجد الغربية.
وحتى أوائل القرن الخامس هجري كانت عدوان تقطن تلك الجهة إلا أن بلادها تقلصت بعد أن ضعفت سيطرتها، قال ابن حزم: (( وأرض عدوان وفهم على مقطع البرام بقرب مكة، على طريق نجد))
كما أطلق العرب قديما على إحدى سروات الحجاز سراة عدوان، حيث كانت تقطن قبيلة عدوان، والسراة هي أعالي جبال الحجاز. قال الهمداني (( وسراة هو ما استوسق واستطال في الأرض من جبال هذه الجزيرة)). قال ابن منظور في لسان العرب( السراة جبل بناحية الطائف،... قال السكيت: السراة فأوله سراة ثقيف، ثم سراة فهم وعدوان ثم الأزد)).
قال العلامة حمد الجاسر رحمه الله:
(( سراة عدوان هي التي تلي سراة الطائف جنوبا. وكانوا مختلطين مع شبابة في سكنى أعلاها، ثم تنحدر بلادهم مشرقة)).
وسطر الهمداني في صفة جزيرة العرب جملة من أراضي عدوان، كما حوت قصائد ذي الإصبع العدواني العديد منها فمن]أراضي ومنازل عدوان قديماً ما يلي
العمر، السرين، العرض، أسلع، محازة الحزن، نخلة،الداءة، الحوارة، الحمض، الخرماء، بقران، بطن قطن،البيداء،الجرِيب،السوار، مرهب، صعر، مغرب،معور،وخدة، المرار، مركوب، يلملم، الليث، مطار، يصاع، معدن البرام، الفرع، النجار، ركبة، مُرامُر ، وج
سوق عكاظ:
يعتقد العديد من الباحثين والمهتمين الجغرافيين والتاريخيين، أن سوق عكاظ يقع ضمن أراضي قبيلة عدوان قديما أو بالقرب منها، ومن تلك الدلائل:
ذكر علامة الجزيرة حمد الجاسر عند حديثه في تحديد موقع سوق عكاظ بعدما استعرض الشواهد الجغرافية ما نصه (( ... ان جميع الاوصاف المتقدمة، تنطبق إنطباقا تاما على الأرض الواسعة الواقعة شرق الطائف خارج سلسلة الجبال المطيفة به وتبعد تلك الأرض عن الطائف مسافة 35 كيلومتر تقريبا، ويحدها غربا جبال بلاد عدوان ( العقرب، شرب، العبيلاء) وجنوبا أبرق العبيلاء، وضلع الخلص، وشرقا صحراء ركبة، وشمالا طرف ركبة والجبال الواقعة شرق وادي قران. وتشمل هذه الأرض وادي الأخيضر ( وهو المعروف في العهد القديم بإسم وادي عكاظ) ووادي شرب حينما يفيضان في الصحراء، ويخرجان من الجبال، ومابينهما من الأرض وما إتصل بهما من طرف ركبة)).
قال الإستاذ عبدالله بن خميس في متسع من الأرض يحده من الجنوب ملتقى وادي شرب بوادي العرج الأخيضر والعبيلاء، ومن الغرب جبال الصالح وجبال مدسوس ومدفع وادي المهيد، ومن الشمال الشظفا والخلص ومشرفة وماءة المبعوث ومن الشرق الدار السوداء والحرة …)). ثم يعدد الخميس سكان تلك الأمكنة في الوقت الحالي وهم الجثمة وعدوان والعصمة وثقيف.
هجرة عدوان وانتشارها
قبيلة عدوان القيسية كغيرها من القبائل العربية تعرضت للعديد من الهجرات، وانتشرت في بقاع الأرض شمالاً وجنوبا شرقا وغربا، وتلك الهجرات حدثت خلال عصور مختلفة، ولدواعي متعددة قد نجهل أسبابها ووجهاتها.ولم تكن تلك الهجرات كاملة، بمعنى أنه بقى فروع من عدوان في الحجاز، حتى وقتنا هذا. ومن الهجرات التي تعرضت لها قبيلة عدوان قديما:
أولاً: الهجرة إلى بلاد الأزد وتهامة
أدت الحروب التي نشأت بين بطون عدوان نفسها وبين عدوان وغيرها من القبائل في العصر الجاهلي إلى نزوح فروع منها إلى البلاد المجاورة، كبلاد الأزد وتهامة والغور بالاردن
ومن امر الاحداث واشرها التي مرت على قبيله عدوان
هو سنة ((صلهام))
(سنة القحط) مما أدى إلى هجرة الكثير من عدوان إلى نجد و الشام و شمال أفريقيا
يقول عامر بن الظرب العدواني
قضاعـة أجلينا من الغور كلـه ..... إلى فلجات الشام تُـزجى المواشيا
لعمري لئن صارت شطيرا ديارها ..... لقد تـأصِرُ الأرحامُ من كان نائيا
و ما عـن تقالٍ كان إخراجُنا لهم ..... و لكن عُقوقاً منهـم كان بـاديا
بمـا قـدّم النّهـديُّ لا در درُّهُ ..... غداة تـمنّى بالحِـرارِ الأمـانيا
وتدلُ الأبيات أيضاً إلى أنَ قبيلة عدوان طردت قبيلة قضاعة من غور
تهامه وشتتها في بلاد الشام. ويقول بأن ديارها اصبحت مقسمة وأنَ أفرادها تباعدوا في الأرض حتى
فقدوا الصلة بينهم وتقطعت أرحامهم.
وفي آخر بيت يذكر السبب من غزو قبيلة عدوان في غور تهامه
لقبيلة (قضاعة) والسكنى في أماكنها
فيقول بأن السبب هو رجل اسمه (النهدي) من
قضاعة، وهو رجل شرير غدار كان يكمن
للحرائر من
سيدات قبيلة عدوان.
بعض الابيات القديمه
ويقول السمع بن جابر الفهمي منشدا
بأعلى ذى جماجم أهل دارٍ ..... إذا ظعنت عشيرتـهم أقاموا
طرقتُـهم بفتيـان كـرامٍ ..... مسـاعيرٍ إذا حمي الـمُقام
متى ما أدعُ من فهم تُجبني ..... وعدوان الحماة لهم نـظام
فقال نصر العدواني
إن الخنا منكم وقول المنكر ..... جئناكم بالزحف في المنسور
فقال نصر ابن الأحت العدواني
تركنا بها عوفا وعيدا وأقرما ..... وغبشان سُؤرا للنسور القشاعم
مقتبس من كتاب انساب بني عدوان واخبارهم في الجاهلية والاسلام
الباحث المؤلف عبدالله بن عوض النزهان
((عدوان أعرق قبائل الحجاز و أشرفها و أبعدها ذكرا في كتب التاريخ))
تشير المصادر التاريخية إلى أن القبائل العربية التي كانت تسكن الحجاز في صدر الإسلام هي :
قريش
خزاعة
الأوس
الخزرج
سليم
هوازن
ثقيف
عدوان
فهم
هذيل
خثعم
جهينة
بلي
قال البكري (1) : (( و جاء الله عز و جل بالإسلام و قد نزل الحجاز من العرب أسد و عبس و غطفان و فزارة و مزينة و فهم و عدوان و هذيل و خثعم و سلول و هلال)) .
أورد المؤرخ أبو فراس بن دعثم في السيرة المنصورية أسماء القبائل التي كانت تستوطن الحجاز في أواخر القرن السادس الهجري إبان حكم الشريف قتادة بن إدريس الحسني في معرض حديثه عن جمع الزكاة لصاحب اليمن حمزة بن منصور ، فقال : (( و قبضت الحقوق الواجبة من قبائل الحجاز من بلي و عدوان و جهينة و مزينة و هذيل و سليم و حرب .... )) (2)
و ذكر العمري عند حديثه عن آل مرا من ربيعة ملوك البر و أمراء الشام و العراق و الحجاز في عصر المماليك في القرن الثامن الهجري القبائل الموالية لهم من برية الحجاز و هم (3) :
الظفير ، المفارجة ، السلطان ، البرجس ، الخرسان ، المغيرة ، آل أبي فضيل ، الزراق ، بنو حسين الشرفاء ، مطير ، خثعم ، عدوان ، عنزة
و مثل ذلك نقل القلقشندي عن الحمداني أسماء قبائل برية الحجاز فذكر (4) :
بنو خالد ، عدوان ، مغيرة ، غزية ، بنو حسين ، الظفير ، عنزة ، المفارجة ، السلطان ، البرجس ، الخرسان ، خثعم ، المساعيد ، البرجان ، العقفان
و عدد الشاعر الأديب الحسين بن محمد بن العليف بعض القبائل ذات الصلة بأمير مكة الشريف حسن بن عجلان الحسني المتوفي في الثلث الأول من القرن التاسع الهجري و هي : سبيع و مطير و عدوان و زعب و بنو لام و غامد ، وقال في رثائه (5) :
تبكي سبيع بل مطير بعدها = و الغامدي يبكيك و العدواني
تبكيك طي ثم زعب بعدها = تبكي بنو لام بدمع قان
يقول بوركهارت (6) : (( كانت عدوان في الماضي قبيلة عريقة و نبيلة لا نظير لها في الحجاز بفضل الشجاعة و كرم الضيافة ، و احتلت المكانة الأولى من حيث الهيبة و ظلت على صداقة مع أشراف مكة ))
يقول يحيى الهاشمي في أرجوزته ذاكرا أتباع الشريف فيما وقع بين أمير مكة الشريف حسن بن عجلان و خصمه بيسق أمير الركب المصري عام 812 هــ (7)
فجمع الجموع و الخيولا = من كل فج قد أتو سيولا
ما طبق الأرض و سد الأفقا = و ملأ السهل و عم الطرقا
إلى أن قال
أما مطير مع عدوان فقد = جاءوا كمثل السيل يرمي بالزبد
و في الموروث أن قبيلة عدوان لا تسمح بزواج نسائها من غير عدواني إلا إذا كان هاشميا ، وذكر البلادي في الرحلة النجدية ذلك الموروث فقال (8) : (( و عدوان لا يزوجون بناتهم إلا لبني هاشم))
كما كان من عادة أشراف مكة أنه إذا ولد لهم مولود أرسلوه إلى بادية عدوان ليسترضعوه حتى يشب فيرجع إليهم و قد تعلم الفروسية و فنون القتال و لهجة الأعراب و عاداتهم في السلم و الحرب
يقول بوركهارت (9) (( اعتاد الشريف القائم بالحكم ، و كل عائلات الأشراف الأخرى إرسال أطفالهم ليتربوا وسط البدو و خاصة بين أبناء قبيلة عدوان ، و كان الأطفال يمكثون معهم حتى يتعلموا ركوب الخيل بكل براعة ))
و يقول بوركهارت أيضا (10) : (( و أبناء أسرة الشريف الحاكم كانوا عادة ما يتعلمون بين قبيلة عدوان لشهرة أفرادها بالشجاعة و الكرم ))
و يقول المؤرخ التركي صبري أيوب باشا (11) : (( و أعراب قبيلة عدوان ، هم أشهر قبائل العرب كرما و شجاعة ، و قد نالوا شرف مصادقة أشراف مكة المكرمة الكرام ...... ))
ثم قال في موضع آخر (12) : (( و قد اتبع كرام مكة إلى عهد قريب هذه السنة السنية حيث كانوا يرسلون أولادهم الذكور إلى سيدات هذه القبيلة المذكورة (عدوان) لكي يرضعوهن و يتولين تربيتهن منذ الصغر ))
و يقول العلامة محمد سعيد كمال في حديثه عن قبيلة عدوان (13) : (( و لحسن موقع أرضهم و صادق لهجتهم و شهامتهم و شجاعتهم و إفراط غيرتهم كان كثير من الأشراف يختارون مراضع أبناءهم فيهم و تنشئتهم بينهم ))
و لكن هذه العلاقة أخذت إلى التغير بعد انضمام قبيلة عدوان إلى الدولة السعودية الأولة و مناصرتها للدعوة السلفية ،، و في ذلك يقول المؤرخ التركي صبري أيوب باشا (14) : (( و قد كانت هذه القبيلة من أوائل القبائل التي أيدت الدعوة السلفية منذ بداية ظهورها ، وربما يكون هذا السبب الذي دفع بكرام مكة أن يوقفوا هذه العادة في فترة النزاع بين الحجازيين و السلفيين و ظلت متوقفة إلا في النادر اليسير ))
و تؤكد المصادر التاريخية أن أراضي قبيلة عدوان و ما جاورها من بلاد عتيبة و سبيع و عالية نجد شهدت معارك طاحنة بين قوات محمد علي باشا و آل سعود و القبائل الموالية لهم و على رأس هذه القبائل قبيلة عدوان كوقعة بسل و الحناكية و رنية و الشعراء
و يذكر الرحالة بوركهارت حال قبيلة عدوان بعد تلك الأحداث فيقول (15) : (( كانت عدوان قبيلة كبيرة منذ 40 عاما مضت ، تحشد ألف رجل مسلح بالبنادق ، قللت الحروب المستمرة مع كل الجيران من عدد عدوان حتى بلغت أقل من مئة أسرة ، أبادهم محمد علي تقريبا مؤخرا ))
و يقول الفرنسي موريس تاميزييه عند خروجه من مكة و مروره بالطائف في عام 1234 هـ أنه التقى بشيخ عدواني عايش تلك الأحداث و أكد له بأنه كان باستطاعة قبيلة عدوان أيام عنفوانها و قوتها أن تحشد 1200 محارب ثم تضاءلت قوتهم بعد هزيمتهم من قبل العثمانيين في معركة بسل إلى 300 محارب ، حيث تم إجلاء القبيلة عن أراضيها بمسافة أيام ، يقول موريس (16) : (( فلقد كانت عدوان آنذاك كثيرة في عددها و تتمتع بقوة شديدة ، ........ ، لقد صارت عظامهم متناثرة في سهول بسل ، ولم يسمح لهم بأبسط الحقوق في أن تتم مواراة أجسادهم الثرى بالطريقة العادية المتعارف عليها ))
لقد أدى ذلك إلى نزوح العديد من بطون عدوان خوفا من انتقام الدولة العثمانية الحانقة على قبيلة عدوان و الشيخ عثمان المضايفي العدواني أحد أشهر الزعماء المناصرين للدعوة السلفية و السعوديين و أميرالطائف و الحجاز في عهد الدولة السعودية الأولى الذي اعدم في الاستانة مع بعض شيوخ القبائل العربية و أعدم فرسان عدوان الذين أسروا معه في مصر .
يقول عبدالله ابن بسام (17) : (( كانت قبيلة عدوان إلى مطلع القرن الثالث عشر الهجري ثمانية عشر بطنا ، فلما وقعت الفتنة بين زعيمهم عثمان بن عبدالرحمن العدواني الملقب بالمضايفي و بين أشراف مكة بسبب انضمام عثمان إلى دولة آل سعود الأولى تفرقت بطون عدوان فلم يبقى منهم الآن في مساكنهم شرقي الطائف بنحو خمسة و ثلاثين كيلومترا سوى أربعة بطون ))
و كان بوركهارت قد أشار إلى أن هناك فروعا قليلة من قبيلة عدوان في نجد ، و أن وضع القبيلة قد تدهور بعد المضايفي و أنا بقايا قبيلة عدوان قد دخلت في معية قبيلة عتيبة (18)
------ المصارد ------
1) البكري ، معجم ما استعجم من البلاد و المواضع ، ج1 ، ص90
2) بن دعثم ، السيرة المنصورية ، ج2 ، ص62
3) العمري ، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ، السفر الرابع ، ص337
4) القلقشندي ، نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب
5) الشريف محمد علي ، العقود اللؤلؤية ، ص172
6) بوركهارت ، رحلات في شبه جزيرة العرب ، ص210
7) ابن فهد عمر ، إتحاف الورى بأخبار أم القرى ، ج3 ، ص475
8) البلادي ، الرحلة النجدية ، ص132
9) بوركهارت ، البدو و الوهابية ، ص179
10) بوركهارت ، رحلات في شبه جزيرة العرب ، ص210
11) أيوب صبري ، مرآة جزيرة العرب ، ص216
12) المصدر السابق
13) الكمال ، الطائف جغرافيته ، تاريخه ، أنساب قبائله ، ص49
14) أيوب صبري ، مرآة جزيرة العرب ، ص216
15) بوركهارت ، البدو و الوهابية ، ص179
16) موريس ، رحلة في بلاد العرب ، ص242
17) عبدالله بن بسام ، علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ص383
18) بوركهارت ، البدو و الوهابية ، ص179
تاريخ وصول عدوان الي الاردن
نبذه عن موطنها ومكانها منذ مطلع القرن التاسع عشر.
انتشرت مضارب قبيله عدوان الاردن علي بقعه جغرافيه واسعه ، امتدت من نهر الاردن غربا" الي ديار بني صخر شرقا" التي شاطرتها في سيطره علي الجزء الشرقي من البلقاء وتكون بذالك قد سيطرت علي معظم مصادر الماء في المنطقه كعين حسبان ، وسيل حسبان، وسيل عمان.
واذا مارجعنا الي كتاب ( نهايه الارب في معرفه انساب العرب) للقلقشندي فاننا نجد يرجع نسب عدوان الي احد بطون قيس عيلان من العرب العدنانيه ويقول عن هم .
بانهم بطن متسع وكانت منازلها بالطائف من ارض الحجاز ومن احلاف ال الفضل وخرجو منها الي تهامه وينقل القلقشندي عن الحمداني قوله بان عدوان من عرب بريه الحجاز من احلاف ال الفضل من عرب الشام وهذه ما أكده عليه البغدادي في كتابه ( سبائك الذهب) من معرفة قبائل العرب الذي اضاف الي ان العدوان بفتح العين وسكون الدال سمو كذالك لان عدوان عدي علي أخيه.
وصول عدوان الي الاردن.
جاء الي شرق الاردن في حوالي 1620م من الجزيره العربيه من قبيله الظفير بعدما كانو قطنون عندهم عدت سنوات من الحروب والقحط في الجزيره .
وبرز في وصولهم الي الاردن الأخوين ( فايز وفوزان ) وقطنو عند الشيخ ( ابو حيدر) شيخ عشائر كنده العربيه ويرجع نسب الشيخ ( ابو حيدر ) الي الامير شبيب التبع اليماني الاصل وذالك في منطقه الزرقاء الحاليه ولازال قصر الامير شبيب موجود حتي الان .
توفي ( فوزان ) ولم يتزوج .
وتزوج ( فايز) من ابنت الشيخ ( ابوحيدر) شيخ مشايخ كنده
وانجب فايز ثلاث اولاد وهم.
صبح............حمدان.............شديد
أعلام عدوان في الجاهلية والإسلام
عامر بن الظرب العدواني
ونسبه عامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان، حكيم العرب في الجاهلية وقاضي سوق عكاظ، فما تكون من مشكلة أو معضلة عند العرب إلا ردوها إليه، وهو من المعمرين ويدعونه بذي الحلم، حكم عدل وخطيب مفوه وحكيم قومه ، حرم على نفسه الخمر في الجاهلية، وهو أول من حكم بالدية بمائة من الإبل ، وأول من حكم في الخنثى يورث من حيث يبول ((وحكم بذلك الإسلام)) .
وهو من ال****ين من مضر، ولم يكن الرجل ****ا حتى يرأس ألفا، وهو قائد معد يوم البيداء حين تمذحجت مذحج وسارت إلى تهامة، وهي أول وقعة بين تهامة واليمن ، وتوفي ابن الظرب عام 87 قبل الهجرة (535م).
وهو المقصود في قول ذي الإصبع العدواني:
ومـنهم حـكم يقضي @@ فلا يـنـقض مايقضي
قال أبو منذر: (( لم تجتمع معد كلها إلا على ثلاثة رهط من رؤساء العرب وهم عامر ( بن الظرب العدواني ) وربيعة وكليب)) .
وهو أول من قرعت له العصى وذلك أنه لما كبر قال له ولده: إنك ربما أخطأت في الحكم فيحمل عنك، فقال: فاجعلوا لي أمارة أعرفها فإذا زغت فسمعتها رجعت إلى الحكم والصواب، فكان يجلس أمام بيته ويقعد أبنه في البيت ومعه العصا، فإذا زاغ أو هفا قرع له الجفنة فرجع إلى الصواب وفي ذلك يقول المتلمس:
لذي الحِلم قبل اليومِ ماتُقرعُ العصا @@وما عُلِّـم الإنسـانُ إلا ليعلـما
وكان عامر بن الظرب يقول الشعر وله في الموت الأبيات التالية:
أرى الدهر سيفاً قاطعا كل ساعة @@ يقـدم منا ماجدا بعـد ماجـد
وأن المنـايا قد ترِيشُ سهـامها @@ عـلى كل مـولود صغـيرٍ ووالدِ
وكل بـني أُم سيمسـون ليلـة @@ ولم يبق من أعيانهم غيـر واحد
وله في الخمر وقد حرمها على نفسه:
سالـبة للفـتى مـا ليس فـي يده @@ ذهـابـة بعقول القـوم والمـال
مـورثة القـوم أضغـانا بلا إحن @@ مـزرية بالفـتى ذي النجدة الحال
وله في الكبر:
لعمري لقد ذهـب الاطـيبان @@ شبـابي ولهـوي فـعدوا الملاما
ألـم تـر أني إذا ما مشـيت @@ أخطرف خطـوي وأمشي اماما
وأكـره شـيء إلى مهجـتي @@ إذا ما جلـست أريـد القـياما
وأسهـر ليـلـي عـلى أنـني @@ أراعـي الدجىما أذوق المنـاما
وأرمي بطـرفي إذا ما نـظرت @@ كأن على الطـرف مني غمـاما
عـدو النسـاء قليـل العـزاء @@ كثير الأسـى ما ألـذ طعاما
أرى شـعرات عـلىحـاجبي @@ بيـضا رقاقا طـوالا قـياما
أظـل أهـاهي بـهن الكـلا @@ ب أحسبهن صـوارا قـياما
أظـل أراعـي بـهن النجـوم @@ أراها هـلالا عـلا فاستـقاما
وأحسـب أنـفي إذا ما مشيـ @@ ـت شخصا أمامي رآني فقاما
أرجي الحـياة و طـول البـقاء @@ وعفـو السلامـة عـاما فعاما
وهيهات هيهات هـذا الـردى @@ يريد صروفـا ليقـضي حمـاما
ولا بد لي من بـلوغ الـمدى @@ وألحق عـادا ونوحـا وسـاما
عمرو بن كدام الجدلي
قائد عدوان وفهم في حرب الفجار الثاني.
عمار الوابشي
وكان حليفاً لبني صاهلة الهذليين، قاتل معهم بنو لحيان في يوم الأحث فقتله أبو قلابة اللحياني وفيه يقول:
يا ويك عمار لِم تدعو لتقتلني @@ وقد أجيب إذا يدعون أقراني
ذو الإصبع العدواني
واسمه حرثان بن محرث بن الحارث بن شباه بن ربيعة بن وهب بن ثعلبة بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان ، وهو أحد أبرز شعراء العصر الجاهلي، كان فارسا شجاعاً له وقائع مشهورة وغارات كثيرة، عمر طويلا ومات في سنة 22 قبل الهجرة (600م)، وعمره حينئذ 170 عاما لقب، بذي الإصبع وذلك أن حية نهشت ابهام قدمه، وقيل لأن له إصبعا زائدا في قدمه، شعره مليء بالحكمة والعظة والفخر.
وهو القائل مادحاً نفسه:
السيـف والـرمح و الكنـانة قد @@ أكمـلت فيهـا معابـلا صنـعا
والمهـر صـافي الأديـم أصنـعه @@ يطـيـر عـنه عفـاؤه قـزعـا
وله أيضاً:
وإنّنـي سـوف أبتـدي بندّى @@ يـا صاحـبيّ الغـداة فآستمـعا
ثـم سلا جـارتـي وكنّتهـا @@ هل كنت فيمن أُراب أو خدعـا
أو دعتـاني فلم أُجِـب ، ولقد @@ تأمـن منّـي حليلتي الفجـعا
آبـى فـلا أقـرب الخِبـاء إذا @@ ما ربُّـه بعـد هـدأة هجـعا
و لا أرُوم الـفـتـاة زوْرتهـا @@ إن نـام عنها الحليل أو شسـعا
ويقول في قصيدة طويله يعاتب ابن عم له:
ياعمرو إن لم تدع شتمي ومنقصتي @@ أضربك حتى تقول الهـامه أسقوني
كل امرىء صائراً يـوما لشـيمته @@ و إن تـخلق أخـلاقا إلى حـين
إني لعمـرك مابـابي بذي غلـق @@ عن الصديق و لا خـيري بممنـون
و لا لساني عـلى الأدنى بمنـطلق@@ بالمنـكرات و لا فتكي بمأمــون
لا يخـرج القسر مني غـير مغضبة @@ و لا ألِـين لمـن لا يبتغـي لينـي
حتى يقول:
يـارُبّ ثوب حواشـيه كأوسطه @@ لا عيب في الثوب من حُسن ومن لين
عاش ذو الإصبع فترة اختلاف عدوان وتفرق أمرها، وحاول مراراً أن يصلح بين الفرقاء من قبيلته ويوحد شملهم إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وانعكس ألمه وحسرته في ما آلت إليه عدوان من فرقة وضعف بعد قوة ومنعة في شعره. ولما احتضر ذو الإصبع قال لإبنه ينصحه: يابني، إن أباك قد فنى وهو حي وعاش حتى سئم العيش، وإني موصيك بما إن حفظته بلغت في قومك مابلغته، فاحفظ عني: ألِن جانبك لقومك يحبوك، وتواضع لهم يرفعوك وابسط لهم وجهك يطيعوك، ولا تستأثر عليهم بشيء يُسوّدوك، وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم ويكبر على مودتك صغارهم، واسمح بمالك، وأحم حريمك، وأعزز جارك، وأعن من استعان بك، وأكرم ضيفك، وأسرع النهضة في الصريخ فإن لك أجلا لا يعدوك، وصن وجهك عن مسألة أحد شيئاً فبذلك يتم سؤددك ثم أنشأ يقول:
أأسيـد إن مـال مـلكـ @@ـت فسر به سيراً جميـلا
آخ الكـرام إن استـطعـ @@ ـت إلى إخـائهم سبيـلا
وأشـرب بكأسهـم وإن @@ شربـوا به السم الثمـيلا
أهـن اللئـام ولا تـكـن @@لإخـائهم جمـلا ذلـولا
إن الكــرام إذ تـــوا @@خيهم وجدت لهم فضـولا
ودع الـذي يعـد العشيـ @@ ـرة أن يسيلو ولن يسيـلا
أبنـــي إن الــمال لا @@يبكي إذا فقـد البخـيلا
أأسـيد إن أزمعـت مـن @@ بلـد إلـى بلـد رحـيلا
فاحفظ وإن شحط الـمزا @@ ر أخا أخيـك او الـزميلا
واركب بنفـسك إن هممـ @@ ـت بها الحزونة و السهولا
وصـل الكـرام وكن لمن @@ ترجـو مـودته و صـولا
ودع التـواني في الأمـو @@ ر وكن لها سلـسا ذلـولا
وابسـط يمـينك بالنـدى @@ وامـدد لها بـاعا طويـلا
وابسـط يديـك بما ملكـ @@ ـت وشيد الحسب الأثيلا
واعـزم إذا حـاولت امـ @@ ــرا يفرج الهم الدخـيلا
وابذل لضيفك ذات رحـ @@ ـلك مكرما حتى يـزولا
و احلل على الأيفـاع للـ @@ ـعافين و اجتنب المسـيلا
وإذا القـروم تخـاطـرت @@ يوما و أرعدت الخصـيلا
فاهصر كهصر الليث خضـ @@ ـب من فريسـته التلـيلا
وانـزل إلى الهيـجـا إذا @@ أبطـالها كـرهوا النـزولا
وإذا دعيـت إلـى المهـ @@ ـم فكن لفادحه حمولا
وهبان بن المقلوص العدواني
جاهلي وهو القائل في رثاء عمرو بن أبي لدم العدواني لما قتلته بنو سليم:
وأهلي فداء يوم بطن معولـة @@ على أن تراه القوم لابن أبي لدم
نشد على الأولى وفي كل شدة @@ يزيدونه كلما ويصدر عن لحم
خارجة بن بكر العدواني
هو القائل لأمه خارجة وقد تزوجت كثيرا وأنجبت العديد من الأبناء:
إذا ولدت عامرا وعامرا @@ فقد ولدت العدد الجماهرا
ثم فضلت الخرّد الحرائر
الحارث بن زهرة العدواني
رثاه ذو الإصبع فقال فيه:
لعمري لقد أعلن الناعيات@@ بالحارث الهـالك المنفس
بسمح الخليقة طلق اليدين @@زيـن العشـيرة والمجلس
أُمامة بنت حرثان العدواني
هي بنت ذي الإصبع شاعرة جاهلية ورثت الشعر عن أبيها، ولها في رثاء قومها الأبيات التالية:
كـم من فتى كانت له مـيعة @@ أبلـج مثل القمـر الـزاهر
قـد مـرت الخيل بحـافاتـه @@ كمـر غيث لـجب ماطر
قـد لقيت فهـم و عـدوانها @@ قتـلا وهلكا آخـر الغابـر
كانوا ملوكا سادة في الـذرا @@ دهرا لها الفخر على الفاخـر
حتى تسـاقوا كأسـهم بينهم @@ بغيا فيا للشـارب الخاسـر
بادوا فمـن يحـلل باوطانهـم @@ يـحلل برسم مقفـر داثر
جنادة بن عامر العدواني
من الدرعاء من بني ناج من عدوان حلفاء بني سهم بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل، شاعر جاهلي. وهو القائل:
لعمـرك ما ونـى ابن أبي قُبيسٍ @@وما خـام القتال و ما أضـاعا
رمـى بِظـباتها حتـى إذا مـا @@ أتـاه قُرِنـُه بـذل المـِصاعا
بـمطّـردٍ تخـال الأثـر فـيه @@ مدبّ غرانِقٍ خاضـت نقـاعا
إذا مـس الضـريبة شفـرتاه @@ كفاك من الضّريبة ما استطـاعا
تنحـى سـالم من بعد غـم @@ وقـد كلم الذّؤابـة والـذرعا
ولو سلمت لـه يمـنى يديـه @@ لعـمر أبيك اطعمك السّبـاعا
كأن مـُحرّبا من أُسـدِ تـرجٍ @@ يُسافِـعُ فـارسي عبدٍ سـفاعا
وإن أكُ نـائيا عـنه فـإنّـي @@ فرِحتُ بأنّـه غبـن البـياعا
عوف بن الغامدية العدواني
أمه من غامد من الأزد وإليها ينسب، شاعر جاهلي يقول في دوس لما قتلت الحكم بن جلا العدواني غدراً:
إن دوسـا شـرُّ عـاد وإرم @@ رُسـحُ أدبـار كأعجاز القزم
بُقع أحساب كأجناح الرّخم @@ عين فأبكى حكما غير حكم
كرب بن جبله العدواني
أحد سادة عدوان في الجاهلية وهو القائل:
و صك بهـا بحر الظهيرة عابرا @@ عمي ولم ينعلن إلا ضـلالها
وجئن على ذات الصفاح كأنها @@ نعـام تبغي بالفلاة رئالـها
فطوفن بالبيت الحرام و قضيت @@ منـاسكها ولم يحل عقـالها
أبو الشعشاع الناجي
أحد بني عبس من بني ناج من عدوان.
وهو القائل:
يارب وجنـاء حـلال عنس @@ ومجمـر الخف جلال جلس
منيته قبـل طلـوع الشمس @@ أجبال رمـل وجبال طلس
حتى ترى الخرماء أرض عبس @@ أهل الملاء البـيض والقلنس
ربيعة أبو جعاد العدواني
من المعمرين توفي وعمره 170 سنة.
نصر ابن الأحت العدواني
شاعر جاهلي، له شعر في حرب قيس وخزاعة قد مضى ذكر شيء منه.
خصيلة بنت عامر العدواني
إحدى حكيمات العرب، جاوزت في ذلك مقدار صحر بنت لقمان وهند بنت الحسن وجمعة بنت حابس .
أُسيد بن حرثان العدواني
هو ابن ذي الإصبع، وهو القائل قي الحنطة:
صفراء مثل عقب الأوتار @@ جاءت بها ساقطة التجار
نعم طعام التاجر الممتار
عمير بن مالك العدواني
جاهلي، سيد بني عوف أحد بطون عدوان.
عميلة بن الأعزل العدواني
كنيته أبوسيارة، من بني وابش بن زيد بن عدوان ، وكان يجيز الناس في الحج من منى إلى المزدلفة في الجاهليه.
فضالة بن زيد العدواني
شاعر وجيه من المعمرين، أدرك خلافة معاوية بن أبي سفيان وعمره حينئذ 120 سنة. وهو القائل:
و ما العيش إلا المال فأحمد فضوله @@ ولا تـهلكنه في الضـلال فتـندم
إذا جل خطب صلت بالمال حيثما @@ توجهت من الأرض فصيح واعجم
وهابك اقـوام وان لم تصـبهم @@ ينفع و من يستـغن بحمد ويـكرم
وفي الفقر ذل للرقاب وطالـما @@ رأيت فقـيرا غير نكـس يذمـم
يلام وإن كان الصواب بكفـه @@ وتحمـد ألاء البـخيل الـمدرهم
كذلك هذا الدهر يرفع ذا الفتى @@ بـلا كـرم مـنه و لا بتحلم
عمارة بن عوف العدواني
أحد بني وابش بن زيد بن عدوان، وكان كاهناً من المعمرين، أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو شيخ كبير فسأله أن يخبره عن جاهليته، فقال: أما جاهليتي فما نادمت فيه غير لمة ولا هممت فيها بأمة ولا خمت فيها عن بهمه ولا رآني راء إلا في ناد أو عشيرة أو حمل جريرة أو خيل مغيرة.
ولما كبر ذهب بصره وخرف، وكان يهذي قائلاً: أقروا ضيفكم، وهو القائل في كبره:
تقـول لـي عمـرة ماذا الـذي @@ تـهذي بـه في السـر والجهـر
قلت لها، و الجـود من شيمـتي @@ آمـركم فـي العـسر واليسـر
بضـيفكـم ان لـه حـرمـة @@ فأقـروا ضيـوفي قـحد الجـزر
و ارعوا لجار البيت ما قـد رعى @@ قبـلكـم ذاك بنـو عمــرو
قوموا لضيف جـاءكم طـارقاً @@ وجـاركـم بالـنـي و الخمـر
وذببـوا مـن رام جـيرانكـم @@ بالسـوء بـالبتـر وبالسـمـر
واخشوشنوا في الحرب إن أوقدت @@ بـكـل خـطـى وذي اثـر
ولا تـهروا الـموت إن أقبـلت @@ خيـل تعـادي سنـن الدبـر
فرب يـوم قد شهدت الوغـى @@ بسـابـح ينـقـض كالصقـر
أقـدم قــومـا سـادة ذادة @@ بيضـاً يحـامون عـن الفخـر
لـما احتـووهُ جـالدوا دونـه @@ و طـار أقـوام مـن الـذعـر
فـذاك دهــر، ومحـارُ الفـتى @@ فـي غـير شك مُظلِـمُ القعـرِ
أو طـعنـة تـأتي على نفـسه @@ فهَـاقة تـأبـى علـى السـبرِ
عمـرت دهـراً ثم دهـرا وقـد @@ آمُـلُ أن آتـي علـى دهــرِ
فـإن أمت فالـموت لي خيرة @@ من قبـل أن أهـذي و لا أدري
خمسـون لي قد أكـملت بعدما @@ ساعـدني قـرنان من عمـري
المدلاج بن عمرو العدواني
صحابي، شهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومات سنة خمسين للهجرة .
سمرة بن ربيعة العدواني
صحابي، سمع عن النبي صلى الله عليه وسلم . وروى عنه أنه قال: (( ما شيء أكرم عند الله من عبد مؤمن لو أقسم على الله لأبره)) .
ثقيف بن عمرو العدواني
صحابي من بني حجر بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان، من المهاجرين الأولين، شهد بدرا، وذكره الواقدي بإسم ثقف بن عمرو بن شميط وأنه شهد بدراً وأُحداً، والخندق، والحديبية، وخيبر، وقتل شهيداً بخيبر سنة سبع وسبعين .
صفوان بن عمرو العدواني
صحابي، شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم .
خالد بن أبي جبل العدواني
صحابي ممن بايع تحت الشجرة، روي عن عبيدالله بن موسى عن يحيى بن معين عن مروان بن معاوية عن عبدالله بن أبي عبدالرحمن الطائفي عن عبدالرحمن بن خالد بن أبي جبل عن أبيه: (( أنه أبصر النبي صلى الله عليه وسلم في مشرق ثقيف قائما على قوس وهو يقرأ والسماء والطارق حتى ختمها، فوعيتها في الجاهلية وأنا مشرك، قال: فدعتني ثقيف فقالوا: ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم، فقال من معهم من قريش نحن أعلم بصاحبنا لو كان حقا مايقول لاتبعناه)) .
مالك بن عمرو العدواني
صحابي، شهد بدراً و أُحداً وجميع المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، واستشهد باليمامة سنة اثنتي عشرة للهجرة .
سعيد بن جنادة العوفي
صحابي من بني عوف روى عن يونس ابن بقي، قال: (( كنت أول من أتى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف فأسلمت)) .
ربيعة بن قيس العدواني
صحابي، شهد صفين مع جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
سلامة بنت معقل العدواني
صحابية، ذكرها ابن حبان في الثقات .
سعد بن جنادة العوفي
صحابي، من بني عوف بن سعد بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان، وقد نزل الكوفة.
خالد بن ربيعة العدواني
كنيته أبو معبد من بني ناصرة من ناج، شهد فتح مدينة العذراء ومدينة دمشق، وجاء في الخبر أنه أول من كان على باب مدينة العذراء بالشام عندما فتحها المسلمون، حدث عن أبيه وجابر بن سمرة وقيل أن له صحبة .
عامر بن هلال الخارجي
صحابي، من بني عبس بن حبيب من خارجة عدوان.
زبان العدواني
وهو القائل:
أبعد بني أُمّي أنيـسة ابتغي@@ ندامى كراما او اظل اشاوف
عبد الرحمن بن عبد الجدلي
يكنى أبا عبدالله، من بني ناج من سكان الكوفة، صحب محمد بن الحنفية، وروى عن خزيمة بن ثابت وسلمان الفارسي وعائشة وأم سلمه رضي الله عنهما. بعثه المختار بن أبي عبيدة الثقفي من الكوفة مع الجند ليفك الحصار عن محمد ابن الحنفيه وأهل بيته وسبعة عشر من أتباعه حبسهم عبدالله بن الزبير في مكة سنة 66 للهجرة ، وهو القائل عندما سير مصعب بن الزبير أهله:
فإن يك سيرهـا مصعب @@ فإنـي إلى مصعبٍ مُتعبُ
أقـودُ الكتـيبة مستلئما @@ كـأني ذو عـُرةٍ أجربُ
جنيد بن عمرو العدواني
كنيته أبو عمرو المكي المقرىء، روى عن حمد بن قيس .
عباس بن جعدة الجدلي
من أهل الكوفة، فارس وقائد، بعثه المختار والي الكوفة إلى مكة لمقاتلة ابن الزبير سنة 66 للهجرة .
معبد بن خالد العدواني
كنيته أبو القاسم من بني ناج، من التابعين ناسك من أهل الشام، ثم الكوفة روى عن أبيه، وكان فصيحاً، يقرأ ثلث القرأن في كل ليلة، وكان يقول: ماقمت ليلة إلا صليت حتى أصبح.
جعله عبدالملك بن مروان على قطع الميرة ( يعني قطع المؤنة من الطعام والشراب) عن ابن الزبير وأهل مكة وسمي بذلك معبد الطرق توفي في عام 118 للهجره (736م). وهو المعني في قول الشاعر:
أذهب إليك فإني من بني أسد ومن جديلة قيس معبد الطرق .
يحيى بن يعمر العدواني
يكنى أبا سليمان وقيل أبا عدي من بني وشقة بن عوف بن بكر بن يشكر بن عدوان من علماء التابعين، محدث روى عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما وعن قتادة واسحاق بن سويد العدوي، وغيرهم من العلماء.
وهو أول من نقط المصحف، وكان فصيحاً بليغاً عالما ًبالغريب من القراء من أهل البصرة، روي عن خالد الحذاء قال: كان لابن سيرين مصحف منقوط، نقطه يحي بن يعمر، وفي المعارف: ((وكان عطاء (ابن ابي الأسود الدؤلي) ويحيى بن يعمر العدواني بعجا العربية بعد أبي الأسود)) بمعنى أوغلا فيها بحثاً، وفي الإشتقاق ((كان افصح الناس وأعلمهم بالعربية، أدرك الحجاج، وكان قاضياً بخراسان)) .
بعثه الحجاج الثقفي والي العراق إلى يزيد بن المهلب في خراسان، وولي القضاء فيها ثم عُزل وتوفي سنة 129للهجرة، وله مواقف مع الحجاج الثقفي، دعاه ذات مره فسأله: أتسمعني أُلحن على المنبر؟ قال: الأمير أفصح من ذلك، فألح عليه، فقال: حرفا، قال: ايا ً؟ فقال: في القرآن، قال: ذلك أشنع له فما هو؟ قال: تقول: ﴿ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم… أحبُّ﴾ بالرفع، والوجه أن تقرأ بالنصب، على خبر كان، قال: لا جرم لا تسمع لي لحنا أبدا، فألحقه بخراسان، وعليها يزيد بن المهلب.
فكتب ذات مره المهلب إلى الحجاج: إنا لقينا العدو، فمنحنا الله أكتافهم، فأسرنا طائفة، وقتلنا طائفة، واضطررناهم إلى عرعرة الجبال، وأثناء النهار... فلما قرأ الحجاج كتاب المهلب قال: ما لابن المهلب ولهذا الكلام ! حسدا له، فقيل له : أن ابن يعمر هناك، قال: فذاك إذا.
وبعث إليه الحجاج ذات مرة فقال: أنت الذي تقول: إن الحسين بن علي ابن رسول الله ؟ والله لتأتين بالمخرج أو لأضربن عنقك، فقال له: فإن أتيت فأنا آمن؟ قال: نعم، قال: اقرأ ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه، نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم، ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين ) فمن أقرب: عيسى إلى إبراهيم، وإنما هو ابن بنت بنيه، أو الحسين إلى محمد؟ فقال الحجاج: فوالله لكأني ما قرأت هذه الأية قط! وولاه قضاء بلده .
وهو القائل:
أبى الأقـوامُ إلا بغـض قيـس @@ قديـماً أبغـض الناس المهـيبا
عبدالرحمن بن خالد العدواني
محدث، روى عن أبيه، وروى عنه عبدالله بن أبي عبدالرحمن الطائفي .
النجار بن أوس العدواني
من أهل النسب أخذ منه النسابة الكبير محمد ال***ي نسب معد وعدنان، قال هشام ال***ي: ((قال لي أبي: أخذت نسب قريش عن أبي…وأخذت عن النجار بن أوس العدواني نسب معد وعدنان وكان أحفظ الناس مما رأيت)) .
جندب بن عبدالله العدواني
محدث، من أهل مصر روى عن سفيان بن عوف.
اسحاق العدواني
كنيته أبو يحيى، كان مع جيش محمد بن القاسم في فتوحاته.
عطية بن سعد العوفي
كنيته أبو الحسن، فقيه محدث، حدث عن ابن عباس وعن أبي سعيد الخدري، ولد بالكوفة في زمن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فأتى به أبوه إليه فقال: يا أمير المؤمنين ولد لي غلام فسمه، قال: هذا عطية الله فسُمي عطية. وأدرك عطية الحجاج بن يوسف الثقفي وكان قد خرج مع ابن الأشعث، فلما انهزم خرج إلى فارس ثم نزل خراسان في ولاية قتيبة بن مسلم الباهلي، ثم عاد إلى الكوفة في زمن عمر بن هبيرة، وثقه ابن سعد في الطبقات الكبرى، وتوفي سنة 111هجري وله من الولد: عبدالله وعمر والحسن والحسين ومحمد .
الفضيل بن بزوان العدواني
فاضلاً خيراً من أهل الكوفة، بعث إليه الحجاج بن يوسف الثقفي ليوليه أمر الكوفة فأبى وقال: أو تعفيني أيها الأمير، فأبى أن يعفيه وكتب إليه عهده فرمى بالعهد وهرب، فطلبه الحجاج فأتو به فقال له الحجاج: يا عدو الله. فقال: لست بعدو لله ولا للأمير بعدو. فقال: ألم أكرمك، قال: بل أردت أن تهينني، قال: ألم أستعملك قال: أردت أن تستعبدني. فأمر الحجاج بقتله .
محمد بن عيسى الوابشي
من أهل الكوفة، محدث روى عن شريك وأبيه وعبثر بن القاسم وروى عنه يزيد بن عبدالرحمن بن مصعب وعلي بن جعفر الأحمر وشهاب بن عباد وأحمد بن ابراهيم الدورقي، ووثقه يحيى بن معين .
عبدالصمد بن ثابت العدواني
شريفاً سيداً، ووالياً على الري ( والري من بلاد فارس فتحت سنة 19 للهجرة في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
حارثة بن بدر العدواني
وهو القائل:
لقد عجبت وكان الشيء يعجبني @@ مـما تناهك من أعراضنا الخلج
الحسن بن عطية العوفي
محدث، روى عن أبيه، وروى عنه أبنه القاضي الحسين العوفي .
أحمد بن طارق الوابشي
حدث عن عمرو بن عطية وعمرو بن ثابت وأحمد بن بشر وروى عنه محمد بن عثمان بن أبي شيبة .
شجرة العدواني
فارساً سيداً عاش في زمن معاوية بن أبي سفيان، قال البلاذري: ((هو صاحب قزوين )) .
قيس ابن مسلم العدواني
يكنى أبا عمرو من مشايخ الكوفة، محدث روى عن إبراهيم البجلي والحسن بن محمد ابن الحنفية وسعيد ابن جبير وطارق بن شهاب الأحمسي وعبدالرحمن بن أبي ليلى ومجاهد، وروى عنه الأعمش ومسعر وسفيان الثوري وشعبة وسعيد بن جبير وأبو حنيفة، قال ابن سعد: ((كان ثقة ثبتاً له حديث صالح ))، ووثقه النسائي وأبو حاتم. وكانوا يقولون: ما رفع قيس بن مسلم رأسه إلى السماء مذ كذا وكذا تعظيما لله، وكانت وفاته في الكوفة عام 120 للهجرة .
الحسين بن الحارث الجدلي
كنيته أبو القاسم من جديلة قيس، محدث من أهل الكوفة، روى عن ابن عمر وعبدالرحمن بن زيد بن الخطاب وابنه عبدالحميد وعبدالرحمن بن عمر بن الخطاب والنعمان بن بشير وغيرهم، وروى عنه أبومالك الأشجعي وعطاء بن السائب وشعبة وغيرهم ووثقه ابن حبان .
محمد بن الحسن العوفي
محدث، روى عن أبيه .
الحسين بن الحسن العوفي
يكنى أبا عبدالله، تولى قضاء الشرقية ثم تولى قضاء عسكر المهدي في بغداد في زمن هارون الرشيد ثم عزل، وتوفي سنة 202 للهجرة .
محمد بن أحمد الجدلي
كنيته أبو بكر إمام جامع دمشق وابن إمامه، حدث عن هاشم بن عمار ومحمد بن رمح وروى عنه أبو علي بن شعيب وأبو أحمد عبدالله الناصح .
عبد ربه العدواني
وهو القائل يرد على الفرزدق:
لعمرك إن القين قين مجاشع@@ يعيّـره أيّامـه ومعائـبه
حفص بن عاصم الجدلي
روى الحديث عن عبدالله بن عمر .
مضرّسُ بن عبدالله الوابشي
كنيته أبو الصهباء محدث من أهل مصر، روى عن الشعبي والضحاك، وروى عنه أبو نعيم، ووثقه يحيى بن معين .
سعد بن محمد العوفي
غير الصحابي السابق ذكره، محدث روى عن عمرو والحسن والحسين عن أبيهم عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري .
عمرو ابن حرثان العدواني
هو ابن أبي ذي الإصبع شاعر فارس نزل خراسان زمن عبدالملك بن مروان، وأقام عليه أمية بن عبدالله بن خالد بن أسيد الحد فهجاه، وقال فيه:
أضـاع أميـر المؤمنين ثغورنا @@ واطمع فينا المشركين ابن خالد
وبات على خُور الحشايا منعّماً @@ يُلاعب أمثال المها في المجاسد
وبتنا جلوسا في الحديد و تارةً @@ قِياماً نـناجي ربنا في المساجد
إذا هتف العصفور طار فُؤاده @@ وليثُ حديدُ النّابِ عند الثرائد
أحمد بن إبراهيم العوفي
محدث من أهل مصر روى عنه محمد بن ربان المصري .
حكيم بن المسيب الجدلي
من جديلة قيس، وقد مات في حرب وقعت بين الأمويين بقيادة ابن هبيرة والعباسيين بقيادة الحسن بن قحطبة في سنة 132 للهجرة في واسط من بلاد العراق .
أحمد بن الضحاك الجدلي
كنيته أبو عبدالله، من جديلة قيس إمام جامع دمشق .
حجار بن مسلم الوابشي
محدث روى عن محمد بن الحسن بن عطيه العوفي .
أبو الموت الجدلي
غير معروف الإسم، وأبو الموت كنيته من جديلة قيس، قتل بهلولا بن بشر الخارجي أيام هشام بن عبدالملك، فقال الفرزدق فيه:
والخيـل تعلـم في جديلـة أنها تردي بكل سميـدع بهلـول
عمرو بن أبي عبدالله الجدلي
وإبناه محمد وأبان .
النابغة العدواني
وهو نابغة قيس، وقيل النابغة الوابشي، من بني وابش من عدوان شاعر، هجا الفرزدق ولم يجبه , وقال:
نبغت و أشعاري لقيس دعامة @@ وإني الذي أفرى حرام الفرزدق
وله أيضا في هجاء عنبسة بن يحيى بن يزيد بن العاص :
إذا ما جئت عنبسة بن يحـيى @@ رجعـت مقلّـداً خفـيّ حنين
فـما هو بالمـؤمل من قريش @@ ولا هـو من بـني العاصي بزين
الخصيب بن عقبة الوابشي
من أصحاب زيد بن على، ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء وغيره .
بشر بن أزهر الجدلي
وهو من الأبطال حارب مع أبي الهيذام عامر بن عمارة المري الغطفاني، وقد عقد له بنو نمير لما وقعت الفتنة بين مضر واليمن في الشام سنة 177 للهجرة أيام هارون الرشيد. والتي قال فيها أبو الهيذام:
لما رأيت حمـاة القوم قد دلفـوا @@ وقدموا رآيتـي عنس و خولانا
وجالت الخيل أم كادت تجول بنا@@ ناديت مستنجدا ياقـيس عيلانا
فـبات جمعـهم حـولي كأنهم @@ غلب الأسـود التي تعدو بخفانا
عتاب اللغوة العدواني
شاعر عاش زمن عبدالملك بن مروان، يقول في أمية بن عبدالله بن خالد بن أسيد أيام تقلده خراسان:
إن الـحواض تلقـاها مجففـة @@ غُلب الرقـاب على المنسوبة النُّجُب
تركت أمرك من جبن ومن خور @@ وجـئتـنا جعما يـا ألام العرب
لما رأيت جبـال السعد معرضة @@ ولّيـت موسى و نوحا عُلوة الذنب
و جئت ذيـخا مُغِذا ًما تُكلمنا @@ وطرت من سعف البحرين كالجرب
أراد هُدبة بن أبي فديك الخارج على عبدالملك بن مروان عام 72 للهجرة:
أوعد وعيدك اني سوف تعرفني @@ تحت الخوافق دون العارض اللّجبِ
أقـود مستشرفا عـار نواهقه @@ يغشى الكتيبة بين العـدو والخببِ
محمد بن بشير الخارجي
يكنى بأبي سليمان وهو من خارجة عدوان ، سكن الروحاء بين يثرب والصفراء، وكان شاعراً فصيحاً من شعراء الدولة الأموية، توفي سنة 120 للهجرة، وله قصائد عديدة في الغزل وكان منقطعا وله في رثاء أحد أصحابه:
نعم الفتى فجعت به إخـوانه @@ يوم البقيع حـوادث الأيام
سهل الفناء إذ حللت بـداره @@ طلق اليدين مهـذب الخام
وإذا رأيت شقيقه وصديقـه @@ لم تدر أيهما ذوو الأرحام
وقال يمدح زيدا بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
إذا نزل ابنُ المصطفى بطن تلعة @@ نفى جدبها واخضر بالنبت عودها
و زيد ربيع الناس في كل شتوةٍ @@ إذا أخلفت أنـواؤها ورعـودها
حمول لأشتات الديات كـأنه @@ سراج الدجا إذ قارنته سعـودها
الضحاك بن عمارة العدواني
شاعر إسلامي وفارس .
أبو عبيدة الناجي
من أصحاب الحسن بن أبي الحسن البصري.
الشماخ أبو شداد العيابي
شاعر من بني عيابة من عدوان من سكان دمشق، وهو القائل:
أشربت لـون صـفرة في بيـاض @@ فهي فـي ذاك طـفلة غيـداء
ما أرى الشمس تأخذ النصف منها @@ حسـن يوم وزينتـها النسـاء
يـوم لـبستـها إزاراً و إتـبـا @@ وعليـها مـن الجمـال رداء
وقد قطع هشام بن عبدالملك لسانه لشعر قاله يحرض فيه ملك الخرز على الجراح بن عبدالله الحكمي حاكم أرمينيه يقول في مطلعها:
ألا مـن مبـلغ خـاقان عني @@ فأقبـل حيـن ينصـرم الشتاء
لنجـعل في حـالك من صغير @@ وكـهل قـد أضـربه الغـناء
علي بن حسان الجدلي
كنيته أبو الحسن ولد قبل عام 285 هجري في قرية دمما على الفرات دون الأنبار في أرض العراق، قدم بغداد وحدث بها وتوفي سنة 383 هجري .
أحمد بن المؤمل العدواني
كنيته أبو العباس، شاعر بغدادي، أديبا فاضلا له نثر جيد ونظم مليح، سمع عن عبدالوهاب الأنماطي وأبي محمد سبط الخياط، وتوفي بواسط سنة 598 هجري. وهو القائل:
وقـائلـة أراك أخـا هـموم @@ فقـل لي مـا دهـاك من الـبلاء
فقلت لـها دهانـي فانـدبيني @@ وقـوفي وسـط معـترك المـنايا
وله:
قد كان للنـاس أبوابا مفتحـة @@ تفشي ويطلب منها الفضل والجود
فاصبحت كلها بـابا وقد منعت @@ منه الـحوائج فالمفتوح مسدود
مساور بن سوار بن عبدالحميد
مولى خويلد العدواني، من أصحاب الحديث ورواته، من أهل الكوفة، توفي سنة 150للهجره على وجه التقريب، وله أبيات في النصح والإرشاد، منها:
أراك تشـير بأهل الصلاح @@ فهل لك في الشاعـر المُسلمِ
كثير العيـال قليل السـؤا @@ ل عفّ مطاعِـمُه مُـعـدِم
يقيم الصـلاة ويؤتي الزكاة @@ وقـد حلق العـام بالموسمِ
وأصبح واللـه في قومـه @@ وأمسـى وليس بذي درهمِ
فرقد بن عبدالله العدواني
زاهدا عالما عابدا، أقام بقرطبة وإليه تنسب عين فرقد في شرق مدينة قرطبة من بلاد الأندلس .
محمد بن فرقد العدواني
محدث سرقسطي أندلسي توفي في زمن الأمير هشام بن عبدالرحمن.
زكي الدين عبدالعظيم العدواني
كنيته أبو محمد ابن أبي ذي الإصبع العدواني المصري، شاعر وأديب وله تصانيف عديد منها: بدائع القرآن والكواكب الدرية في نظم القواعد الدينية وتحرير التحبير في البديع والخواطر السوائح في أسرار الفواتح، ولد عام 589 هـ (1193م)، وتوفي عام 654هـ (1256م). ومن شعره:
مـن يـذم الدنيـا بظلم فإني @@ بطـريق الإنصـاف أثنـي عليها
وعظتنا بـكل شيء لـو أنّـا @@ حين جادت بالوعظ من مصطفيها
نصحتنا فلم نر النصح نصـحا @@ حيـن أبـدت لأهلها مـا لديها
وله أيضاً :
أنتخـب للقريب لفـظا رقيقا @@ كنسيم الريـاض في الأسحـار
فإذا اللفظ رق شفت عن المعـ @@ ـنى فأبداه مثل ضـوء النهـار
مثلما شفت الزجاجـة جسما @@فـاختفى لونها بلـون القـار
ومن أجود شعره وأبلغه قصيدته في مدح الملك المصري الأشرف موسى والتي يقول في مطلعها:
فضحت الحيا والبحر جودا فقد بكى الـ
ـحياء من حيائـك والتطم البـحر
عيـون معانيها صحاح وأعـين الـملا
ح مـراض فـي لواحظـها كـسر
ذرية عاتكة بنت عدوان :
وتسمى عكرشة الحصان بنت عدوان، وهي إحدى عواتك جدات الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد تزوجت عكرشة العدوانية النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن خندف، وأنجبت: مالكا ويخلد والصلت، وتزوج مالك جندلة بنت الحارث الجرهمي فأنجبت فهرا، وفهر هو قريش كما قالت العرب، وقيل النضر هو قريش فمن كان من ولده فهو قريشي، ومن لم يكن من ولده فليس بقريش .
صفحات من كتاب الأمير عثمان بن عبد الرحمن المضايفي العدواني أمير الطائف والحجاز في الدولة السعودية الأولى
"عثمان بن عبدالرحمن المضايفي أمير الطائف والحجاز في الدوله السعوديه الأولى"
المؤلف:
الأستاذ الدكتور/ ابراهيم بن محمد الزيد
أستاذ في قسم التاريخ
كلية الآداب والعلوم الانسانية
جامعة الملك عبدالعزيز - جدة
اصدار:
لجنة المطبوعات في التنشيط السياحي بالطائف
محافظة الطائف
1997 م / 1418 هـ
يقع الكتاب في 60 صفحة
نبذه مختصره عن المؤلف:
* تخرج من كلية الشريعة والتربية بمكه المكرمة في عام 1382 هـ
* عمل في ادارة التعليم بالطائف مشرفا على الثقافة الشعبية و مديرا لرعاية الشباب
* عمل ريئسا لديوان امارة عسيرلمدة عامين
* حصل على الدكتوراه من جامعة إكستر في بريطانيا عام 1400 هـ
* عمل استاذا مساعدا في قسم التاريخ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
* عمل وكيلا لإمارة الباحة منذ عام 1405 هـ إلى عام 1409 هـ . كما عمل أميرا لمنطقة الباحة بالنيابة
* يعمل الآن أستاذا في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة
المقدمة:
مضت سنوات وكلما مررت على ذكر عثمان بن عبدالرحمن المضايفي ، ريئس قبيلة عدوان اشرأبت نفسي إلى معرفة المزيد عن هذا العلم الذي ينتمي إلى قبيلة تعتبر من أشرف القبائل . فإذا بي أتذكر القبيلة و رجالها ذي الإصبع العدواني ، و عامر بن الظرب خطيب العرب الذي لا يعدلون بفهمه ولا بحكمه حكما ، و أبو سيارة عميلة بن الأعزل الذي يدفع بالناس في الجاهلية من عرفه . وإذا كانت القبيلة قد أحاط بها بعض الضعف و ابتليت بالتشتت نتيجة لخلافات داخل القبيلة ، فإن القبيلة قد تبوأت مكانة مرموقة في القرن الثالث عشر الهجري بعد أن نبغ فيها عثمان بن عبدالرحمن المضايفي و أصبح وزيرا يكلف بقيادة السرايا لدى شريف مكة ، وعندما انضم عثمان إلى الدولة السعودية الأولى تزايدت أهمية القبيلة خاصة وقد أصبح منها أمير الطائف والحجاز ، لقد أخلص الأمير عثمان لدولة التوحيد فأعطته الثقة الكاملة . فراح بحماس يقاتل و يناضل لمدة أحد عشر عاما كان رفيقه السيف لا يفارقه ولا يفك حزامه ، ولا يخرج من عجاج موقعه إلا و يسعى إلى غبار أخرى في حزم وصبر منقطع النظير ، تراه اليوم في موقعه في إمارة الطائف والحجاز إذا به في اليوم التالي يقود الجيش ليستولي على القنفذة على ساحل البحر الأحمر في غرب شبه الجزيرة العربية ، وينتقل بجيشه من ذلك الميدان إلى مر الظهران (وادي فاطمة) و إلى الزيما و إلى السويرقيه و إلى عشيرة ، ثم تستدعي الظروف السياسية والعسكرية فيتوجه إلى الدرعية ويعود ليحاصر جدة التي يلجأ إليها غالب بن مساعد أمير مكة عندما يختلف مع الدرعية . كما يتوجه لمحاصرة الحسينية في الجنوب الشرقي لمكة المكرمة ، وهي موقع حصين لغالب بن مساعد فيستولي عليها ، ثم يفاجؤك فيظهر في جنوب الجزيرة العربية ، فتراه في ميناء الشقيق في تهامة عسير . ويندفع أكثر إلى مور و اللحية والحديدة في اليمن ويخوض معارك هناك . ولما بدأ حمود أبو مسمار الشريف الحسني يفعل ما يفعله غالب بن مساعد من الخضوع للدرعية ظاهرا بينما يسر الخلاف والتمرد ، دخل في عراك مسلح إلى جانب عبدالوهاب أبو نقطة أمير عسير ضد أبو مسمار في تهامة عسير لاعادته إلى جادة الصواب . كل هذا جعل عثمان رمزا للنضال والصبر والاخلاص . وكلما مررت على نص تاريخي وهي مفرقة هنا وهناك ، عرفت أنني أمام قائد يتمتع بمزايا ومواهب قيادية وادارية مكنته من قيادة و توجيه آلاف الجنود ، بل إنه قائد يتمتع بقدرة على التنسيق مع القادة السعوديين الآخرين ، فكان يتفق معهم ولا يختلف . فقد كان في كل السنوات التي قضاها في إمارة الطائف و الحجاز ينسجم مع زملائه أمراء الولايات الأخرى . ومن أمثلة ذلك اتفاقه و انسجامه مع عبدالوهاب أبو نقطة أمير عسير ، وسالم بن شكبان أمير بيشة و هادي بن قرملة ، وربيع بن زيد رئيس الدواسر ، إذا المهم عنده ليس التفرد بالزعامة و قيادة الجيش ، و إنما بلوغ الهدف والانتشار السريع لدعوة التوحيد في كل مكان .
قبيلة عدوان
:
تنتمي القبيلة إلى عدوان و اسمه الحارث بن عمرو بن قيس عيلان بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وسمي عدوان لأته عدا على أخيه فهم فقتله . كانت منازلهم في الطائف نزلوها بعد اياد والعمالقة ثم غلبتهم عليها ثقيف . وسراتهم هي التي تلي جنوب الطائف وكانوا مختلطين مع شبابه في سكنى أعلاها ، ثم تنحدر بلادهم وهم مشرقة ومن بلادهم ، يصاع ، والثوار وبطن قطن ، والنجار وبقران و قد انحدرت عدوان إلى أمكنة ليست بعيدة عنها ، حيث تنتشر أودية الطائف قرب مغيضها بركبة في ضفاف وادي شرب و الأخيضر بعد أن أجلتهم ثقيف وهم أصهارهم . و ينبغي أن يقال أنه وقع بينهم وبين قبيلة خزاعه حروب أضعفت القبيلة ثم وقعت حرب بين فروع القبيلة نفسها ، فكادت تقضي عليها وهي التي سببت تفرقها .قال ابن خلدون (في القرن الثامن الهجري) " بعد غلبة ثقيف عليهم خرجوا إلى تهامة ، وبأفريقية لهذا العهد منهم أحياء بادية بالقفر يظعنون مع بني سليم تارة ومع رياح بني هلال بن عامر تارة أخرى" .وفي عدوان رهط في خليص و قديد محالفين زبيد ، ويظهر من جراء الحروب المشار إليها انضواء قسم من قبيلة عدوان في قبيلة زهران الكثيرة الفروع الحصينة البلاد. و قد استقرت قبيلة عدوان في بلادهم التي تحولوا إليها من مدينة الطائف في الشمالي الشرقي لمدينة الطائف بالقرب من سوق عكاظ التاريخي وعلى مقربة من مطار الحوية في الناحية الجنوبية الشرقية .
( أكتفي بهذا القدر من تاريخ عدوان في العصر الجاهلي وصدر الأسلام .. لوجود مواضيع كثيرة في المنتدى تحدثت باسهاب عن هذه الحقبة الزمنية )
قبيلة عدوان في الوقت الحاضر
:
قبيلة عدوان في الوقت الحاضر تتصل حدودهم بقبائل الطفحة من عتيبة ، والعصمة من عتيبة ، و الأشراف ، و أشهر قراهم على وادي ليه في الطائف أم الشرم ، والعبيلاء ، والمجنب الأعلى و الأسفل ، وصلبه ، والبارد وهي آخر مزرعة لهم على وادي لية ، وقراهم على وادي العرج : الفرايد ، والعقرب لآل عثمان المضايفي ويقدر عددهم اليوم بألفي نسمة تقريبا ، وكانت عدوان إلى مطلع القرن الثالث عشري الهجري ثمانية عشر بطنا ، فلما وقعت الفتنة بين زعيمهم عثمان المضايفي وبين أشراف مكة بسبب انضمام عثمان إلى دولة آل سعود تفرقت بطون عدوان مجددا فلم يبقى منهم في مساكنهم إلا البطون التالية :
أ) الجماهره ومن أفخاذهم : ذوو عبدالرحمن ، وذوو سليمان ، وذوو مسعود
ب) الحزاما ومن أفخاذهم : ذوو دخيل الله ، وذوو علي
ج) الخماميش ومن أفخاذهم : اللهامقه ويقال لهم ذوو سالم ، وذوو سنان ، وذوو مبارك ، وذوو هريس ، وذوو سعد وهؤلاء جميعا ينتسبون إلى جارالله بن حمود العدواني الملقب بالخماش ، وذوو مسيعيد والحرابيه وهم أبناء عم لعقب جارالله المذكور
د) ذوو بنيه
هـ) ذوو شعيل
و) ذوو ثنيان
ي) الجهنان
أما الشيخ سعد بن علي بن عبدالله بن عثمان المضايفي العدواني ، حفيد الأمير عثمان ، فقد ذكر أقسام قبيلة عدوان على النحو التالي:
الحزاما: ويسكنون قرية صلبه والبارده بوادي عدوان
الدراريج: وكانت لهم أملاك في وادي الأخيضر ، والسحامين منهم سحيم العدواني و الخضاربه ، وكانت لهم بلاد العريقين ، والثنايين كان يرأسهم علي بن ثنيان العدواني والجهنان ، ويسكنون تهامة في ضواحي مكة ، وذوو بنيه والخماميش وذوو مساعد بوادي شرب ، والصلابية ومنهم ذوو شعيل ، والرواضين ، وذوو شباب ، ومن مشاهير قبيلة عدوان الآن الشاعر المعروف ناصر بن محمد بن عبدالله بن عثمان بن عبدالرحمن المضايفي العدواني وهو شيخ قبيلة عدوان ، ومن آل جمهور القاضي سليمان بن محمد بن منصور بن جمهور العدواني ، نزل أهله جلاجل في سدير ، ثم سكن الرياض ، وهو قاضي تولى القضاء في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله في رنية ثم في هجرة العجمان الصرار ثم مستشارا شرعيا بمكة ثم في أبها.
نسب عثمان:
ينتمي الأمير عثمان بن عبدالرحمن المضايفي إلى فخذ الجماهره من قبيلة عدوان ، ولم تشر المصادر إلى شيء من حياته و طفولته و تاريخ ميلاده ومكان ذلك ، غير أن حفيده الشيخ سعد بن علي بن عبدالله بن عثمان المضايفي القاضي بالمحكمة الشرعية في الطائف أفادني فقال : لقد قيل أنه ولد في نجد في وقت غير معروف ، ووالده من وجهاء القبيلة ، أما والدته فهي من قبيلة العصمة من قبيلة عتيبة .
علاقة عثمان بأمير مكة المكرمة:
ذكرت المصادر التاريخية المختلفة أن عثمان بن عبدالرحمن المضايفي عمل مع أمير مكة المكرمة غالب بن مساعد الشريف (1231 هـ/ 1816م) ، وسمي بالمضايفي لأنه كان وزير الشؤون الخاصة لغالب ، وكان على درجة عالية من الكفاءة أقنعت الشريف غالب أن يتخذه وزيرا له و أن يكون صفيه وحميمه ، وقد تزوج المضايفي بأخت الأمير غالب بن مساعد وهذا عائد إلى مكانة الأمير عثمان في قبيلة عدوان وشرف قبيلته و كفاءة عثمان ، فقد عرف أن قبيلة عدوان لا يزوجون باقي القبائل اعتقادا منهم بعدم الكفاءة في النسب ، وخلال عمل المضايفي مع أمير مكة برزت كفاءة عثمان المضايفي القيادية و الإدارية ، الأمر الذي جعل أمير مكة غالب بن مساعد يعينه قائدا لحملة عسكرية وجهها ضد من دخلوا في طاعة ابن سعود ، ففي السادس والعشرين من ذي الحجة من عام 1208 هـ ترأس عثمان جمعا كثيرا من الفرسان من قبيلتي البقوم و عتيبة وغيرهما ، و غزا بهم فصبح جماعة ابن فيحان بن قحطان بموضع يقال له عقيلان ، وصارت بينهم ملحمة عظيمة ، وحصل على عثمان انكسار ، ذلم أنه بعد أن أخذ جميع إبل بن فيحان وطلع الفجر ، صال ابن فيحان على عثمان و أحاط به وهزمه ولكنه لم يستطع أن ينتزع منه ما أخذه من الإبل ، فامتنع منه حتى رجع إلى مكة.
سبب انضمام المضايفي إلى الدولة السعودية الأولى:
اختلفت المصادر في سبب انشقاق عثمان المضايفي عن صهره غالب بن مساعد أمير مكه ومن هذه الأقوال :
ما ارجعه مؤلف خلاصة الكلام إلى رغبة المضايفي في الحصول على الإمارة ، فقد ذكر أنه في سنة 1217 هـ ، أرسل الشريف غالب إلى الدرعيه رحيمه عثمان المضايفي ومعه من كبار الأشراف السيد عبدالمحسن الحارث وجماعة منهم ابن حميد شيخ المقطة ، لأجل تجديد الصلح و العهود وربط الأمر واحكامه ، فتوجهوا من الطائف ، فلما وصلوا الدرعية والتقوا بالإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، قدموا له المكاتيب ، فقابلهم بالبشاشة والترحيب فأول ما نطق به عثمان أن قال " بشرني يا عبدالعزيز بالإماره أبشرك بمكة تملكها ، وأطلب منك أن تخلي لي المجلس لأمور سأبديها ، فحدثه بكلام طاب له ، وأمره على الطائف وما حوله من العربان وكتب رسائل لمشائخ القبائل وأخبرهم فيها أنه أقام عثمان أميرا عليهم وسلمها بيده"
وفي رأيي ( راي الدكتور الزيد) أنه لا يمكن القبول بأن التلهف على الإمارة هو سبب انشقاق المضايفي ، لأن عثمان كان أميرا على قبيلته ، وعلى علاقة متينة بالشريف إذ تولى عنده مرتبة الوزارة ، كما جعله قائدا لغزواته .
* ويستطرد الكاتب بسرد عدة أراء وتصورات أخرى ، لكنه في النهاية يخلص إلى قوة و رجاحة عدد من الأقوال و الآراء كما يلي :
أ) أن الدافع الحقيقي وراء انضمام عثمان المضايفي إلى الدولة السعودية السلفية في الدرعية هو كما ذكره عبدالرحيم عبدالرحمن من أن بعض المصادر عزى ذلك إلى أن عثمان أعجب بالنظام السعودي و اقتنع بمباديء الدعوة أثناء وجوده بالدرعية موفدا من قبل الشريف غالب.
ب) بينما أورد الشيخ عبدالله البسام أن صدر عثمان انشرح للعقيدة السلفية فصار من أكبر أعوانها.
ج) ويعزو البهلكي سبب انجياز المضايفي إلى جانب الموحدين لأن قلبه خالطته بشاشة الدعوة النجدية بعد أن بعثه غالب في بعض المرات إلى عبدالعزيز رسولا من قبله.
د) كما قال سليمان باشا كمالي باشا حاكم عسير التركي سابقا :
"إن المضايفي كان مقتنعا بالوهابية خفية"
هـ) و أخيرا ذكر سعد بن علي بن عبدالله بن عثمان المضايفي حفيد الأمير عثمان ، القاضي بالمحكمة الشرعية بالطائف ، أن سبب تحول جده عن أمير مكة غالب بن مساعد ، أنه قد حضر بعض علماء الدعوة السلفية من الدرعية إلى علماء مكة ، وشرحوا لهم دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وأنها دعوة سلفية موافقة لما جاء في الكتاب و السنة ، فتيقن عثمان أنها دعوة صحيحة موافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فشرح الله صدره لها ، وكان من أنصارها ، وجاهد بماله ونفسه .
أثر انضمام المضايفي إلى السعوديين في نجد:
من أثر انضمام عثمان بن عبدالرحمن المضايفي يرحمه الله إلى دعوة التوحيد ، أن الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود يرحمه الله ، عين المضايفي أميرا للطائف و الحجاز و زوده برسائل إلى مشائخ القبائل يعلمهم بهذا التعيين ، و يطلب منهم طاعته و مساعدته واعطاء الولاء لآل سعود فأعطوه . كما ذكر عبدالرحيم أن لانشقاق عثمان أثر كبير في اضعاف كفة الأشراف ، فبعد إعلانه الإنشقاق و نزوله قرية العبيلاء ، انضمت إليه كثير من قبائل الحجاز و أعلنت خروجها على الأشراف ، وقد نظر أبو عليه إلى أثر انضمام المضايفي إلى الدرعية فقال :
" وكان لهذا أثر كبير لأن الكثيرين من مؤيدي المضايفي قد انسلخوا عن غالب" .
أما الدكتور عبدالله الصالح العثيمين فقال : ومهما كانت الأسباب وراء تغيير عثمان لموقفه من الشريف فإن ذلك الحدث كان كسبا عظيما للسعوديين ، لأن عثمان قريب من غالب وعلى علم بنقاط ضعفه العسكري
مغازي المضايفي و تحركاته العسكرية:
في جمادى الأولى من عام 1213 هــ
عقد صلح بين الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله وبين شريف مكه غالب بن مساعد بعد مكاتبات بينهما و جعلوا حدود القبائل التي أطاعت كلا منهما ، فكان ممن في حدود غالب ما حول مكة و المدينة والطائف وبنو سعد و ناصره و بجيله وغامد وزهران والمخواة و بارق ومحائل ، واتهم السعوديين بمخالفة الاتفاق ، حيث راحوا يكاتبون القبائل خفية ، ويرسلون من يفسدهم ، حتى انتقض الصلح بالرغم من المسالمة ووقف الحرب ، وقد سمح للسعوديين بالحج ، ومن بين من كاتبهم الإمام السعودي شيخ محائل و شيخ بارق ، وكانت هذه المراسلة سببا في دخول جميع قبائل الحجاز في دعوة التوحيد ، لذا قام غالب بن مساعد فأرسل وفدا إلى الدرعية برئاسة صهره ووزيره عثمان بن عبدالرحمن المضايفي ، ولما عاد المضايفي من الدرعية ، راح في الطريق يمدح الدعوة لمن معه من الوفد ويرغب في الدين إلى أن وصل إلى العبيلاء ، ولديه حصن منيع على جبل ، فدخله ونصب له بيرقا وأظهر الاماره ، وعزم على شن الغارات على المعارضين ، وكان بالطائف الشريف عبدالمعين بن مساعد وكيلا عن أخيه غالب ، فأرسل المضايفي له رسالة يأمره بالدخول في الطاعة ، و أول من أطاعه من القبائل الطفحه ثم النفعه والعصمه ،فغزا بهم على الزوران في ليه بالطائف ، فاستجابوا له بعد قتال ، ثم غزا بهم على عوف في أسفل وادي ليه ، وطال بينه وبينهم القتال ، فرجع إلى حصنه ، ثم خرج بمن معه إلى العرج، فأخذهم وعاد إلى حصنه في العبيلاء
وفي الثامن عشر من رمضان
عزم الشريف غالب أن يتوجه بنفسه ، فجمع الكثير من الجنود و الذخائر ، فقصد العبيلاء ومعه أخوه عبدالمعين ، فأحاطوا بالحصن من الجوانب الأربع ، ورموه بالمدفع ، فامتنع عليهم فتحه ، وأدركهم العيد في العبيلاء ، فعيد هناك ، ثم دخل الطائف وأقام بها أياما ، ثم رجع إلى العبيلاء مرة ثانيه وحاصرها ، ولم يتمكن من الاستيلاء عليها، فرجع إلى الطائف
وفي الخامس والعشرين من شوال من نفس السنه
أقبل عثمان المضايفي على الطائف لكي يرد على الشريف غالب اعتداءه ، وتعزز جانبه بمدد كثيف من أمير بيشه سالم بن شكبان ، فأحاطوا بالطائف ، ونشب القتال طول النهار ، فلما غربت الشمس تباعدوا عن السور بعد أن أثرت فيهم المدافع ، وفي اليوم الثاني تواصل القتال حتى جاء الليل فرجعوا إلى خيامهم . وفي الليل حدث أن عربان الشريف تفرقوا ودخلهم الفشل وطلب منهم العقود ويعطيهم ما أرادوا من المال ، فأبوا وظهر خلل كثير في السور و الأبراج ، مما دعا جملة من الأشراف منهم عبدالله بن سرور إلى الرحيل عن الطائف والتوجه لمكة ، وفي الصباح جاء من أخبر غالب أن عثمان المضايفي وسالم بن شكبان ومن معهم من العربان شوهدوا نازلين مع ريع التمارة إلى مكة ، فعزم أن يسبقهم غالب إلى مكة من الطريق الثاني ، فغادر قصره في حوايا ، ومر بالطائف وحرضهم على القتال وبذل المال للعسكر ومن بقي من البوادي وأعطى كل واحد عشرة مشاخصه (عملة ذهبية في القرن الثالث عشر) ، و نزل إلى مكة عن طريق المثناه ، ولما غاب عن الطائف ، دخل أهل البلد الفشل وذهلوا وتركوا الحصون و الأسوار ، وجاء دخيل الله بن حريب من أهل الطائف ، وأخبر جنود السعوديين برحيل غالب إلى مكة ، فاقبلوا على الطائف وتقدمهم عبدالله البويحث مع ابن حريب ليعرف مدى القوة الباقية في السور ، وجاء إلى بيت إبراهيم الزرعه وهو من الأعيان و الأغنياء ، فاتفق معه على مبلغ من المال يدفع لسلامة أهل البلاد ، فخرج البويحث ليأتي بالأمان من عثمان وسالم فرمي برصاصة من منارة فمات ، فلما علم الجيش السعودي حملوا على السور فلم يجدوا من يدافعهم ، فخرج من خرج هاربا ، وانزوى البعض في بيت الفتني وبيت الفعر وبيت عيسى ، ودخل الطائف في الطاعة وجمعوا من الطائف أموالا كثيرة ونقلوها إلى المخيم . ورحل سالم بن شكبان بينما بقي عثمان المضايفي أميرا على الطائف ، وأخبر سعود بن عبدالعزيز بما حدث ، فسر بذلك ، وكان في الدهناء غازيا نحو العراق على بعد سبعة أيام عن الدرعية ، فأسرع متوجها للحجاز ، وخيم سعود في عرفه يوم الترويه ، وكان ذلك في عام 1217 هـ .
ومن ذلك الوقت أخذ عثمان يغزو ويجاهد تحت راية دعوة التوحيد السلفية وصار من أكبر الأعوان ، وأبلى بلاءا عظيما في الحروب ضد محمد علي باشا إلى جانب الدولة السعودية ، وفي سنة الاستيلاء على الطائف ، تمكن الأمير عثمان المضايفي من الاستيلاء على ميناء القنفذه جنوبي مكة وكان تابعا لغالب أمير مكة ، وفي السنة نفسها وصل سعود بن عبدالعزيز إلى الطائف وانضم إليه جيش عثمان وساروا إلى عشيره ، وعسكر في العقيق الوادي المعروف بالقرب من الريعان على بعد ثلاث مراحل من مكة إلى أن قضى الحجاج مناسكهم ، فغادر غالب مكة وتركها لأخيه عبدالمعين بن مساعد بعد أن شعر بعدم القدرة على مقابلة هذا الجيش ، وانسحب إلى جدة وترك مكة ، فأعلن عبدالمعين استعداده لتسليم مكة على أن يبقى في شرافتها فقبل سعود ، وقد تولى سعود الإمامه بعد مقتل أبيه الإمام عبدالعزيز في الدرعية في 22 رجب 1218 هـ
وفي يوم السبت الثامن من محرم من عام 1218 هـ
دخل الإمام سعود مكة ، وأرسل كتابا لأهل جده مع علي بن عبدالرحمن المضايفي ، أخي عثمان المضايفي يطلب منهم الدخول في طاعته فلم يستجيبوا ، وحاصرهم ولكنه ترك حصار جده عندما وجدها محاطة بالخنادق ومسلحة بالمدافع . و لم يفت هذا عضد المضايفي بل حاول في نفس العام دخول جده وحاصرها بعربة الخاصين دون اذن رسمي من الإمام ، فاستولى على آبار مياهها ، ولما رأى تسلح السكان بما فيهم الأجانب تخلى عن ذلك . وفي السنة نفسها دخلت قبيلة ثقيف المحيطة بالطائف في طاعة عثمان المضايفي أمير الطائف والحجاز. وفي هذا العام وصل حاج اليمن الطائف فحال عثمان بينهم وبين مكة فعاد بعضهم بينما تسلل بعضهم إلى مكة من فجاج بعيدة. و علق الشيخ حمد الجاسر على هذه الحادثه فقال : " قد يكون المضايفي بلغه ما كان منتشرا في ذلك العهد من الأمور المحرمة كالتوسل بالأموات والبدع فأراد استتابتهم فامتنعوا ، وليس من المعقول أن يرمى أحد بالشرك دون بينه أو أن يمنعه من الحج".
ولما عاد الإمام سعود بن عبدالعزيز للدرعية ، خرج غالب بن مساعد من جده ودخل مكة دون معارضة من أخيه عبدالمعين المعين في إمارة مكة من قبل سعود بن عبدالعزيز ، وقام بغزو الطائف فأحاط بالمضايفي أكثر من شهر ، فأمده الإمام سعود بالجنود عليهم سعد بن قرملة ، فلما رأى أمير الغزو هذا الجند ارتحل إلى قرن المنازل ومنها عاد إلى مكة.
وفي شهر محرم من سنة 1219 هـ
أقبل سالم بن شكبان أمير بيشه وعثمان المضايفي باثني عشر ألفا يريدون محاصرة جده وأخذها ، فأخذ في تحصين مكة لأنه علم أن جده لا يمكن أخذها و أعلن النفير العام ، وبعد ثلاثة أيام رجع عثمان من جدة و أخذ طريقا خلاف طريق وادي فاطمة ومعه كثير من قبيلة ثقيف وغيرهم وتمكنوا من أخذ إبل الشريف غالب.
وفي ربيع الأول من نفس السنه ، ورد الخبر بأن سالم بن شكبان حل بالطائف ومعه خمسمائة من قومه ، واستقبله عثمان المضايفي بمن معه من قومه ، وخيموا بالقرب من جبال بني سفيان في الطائف ، وطلبوا منهم الدخول في الطاعة فأجابوا ، وفي نفس السنه بنى عثمان المضايفي حصنا بقرية المعده وأنزل فيه مجموعة من قومه وأمر عليهم ابن حجي من قبيلة عدوان ، وارتحل بعدها ابن شكبان أمير بيشه وقد بايعهم أكثر العربان أكثر العربان بأطراف مكة كالمطارفة و قريش وبعض هذيل و الجحادلة ولحيان . ولهذا جهز غالب بن مساعد غزوا في نفس السنه وجهه لقبيلة لحيان اللذين دخلوا في طاعة عثمان المضايفي بشعب من وادي الطرفا ويسمى شعب الذئب ، فأغار عليهم ، كما غزا المناعمه و المطارفه . وفي السنة نفسها علم المضايفي بتوجيه جيش من قبل غالب وفيه من فيه من شباب مكة ومعهم مدفع إلى المدرة ، فقام عثمان و أمد المحاصرين بثلاثة آلاف وخيلهم نحو المائتين ، وهناك نشبت معركة بين قوات عثمان وغالب بن مساعد ووقع القتل في الفريقين ، ثم عاد جيش غالب إلى مكة ، وفيها أيضا جهز غالب بن مساعد غزوا اشترك فيه كثير من الأشراف و الأتراك ونحو مائتين وخمسين فارسا وكثير من الرماة المشاة للإقامة في قرية المدرة لمنع الجانب الآخر من الوصول إليها ولتطمين أهل الوادي فاعترى الأروام مرض و سقام ومكثوا ثلاثة أشهر ورجعوا لمكة
وفي الخامس عشر من شوال من العام نفسه
وصل الأمير عثمان المضايفي أمير الطائف و الحجاز إلى الزيما بجنود كثيرة وانتقلوا إلى عرفه وابن شكبان ودخل في الدهوة قريش وهذيل ، ثم انتقلوا إلى وادي مر. وفي العاشر من ذي القعده استمر حصار العرب لمكة ، ورفض أمير الحج الشامي أن يخرج مع غالب لقتال السعوديين ، وارتبط حبل المودة بين إبراهيم باشا أمير الحج الشامي وبين المضايفي . وفي آخر ذي الحجه كاتب بعض الأشراف عثمان المضايفي وانساب من في جند غالب من الأمراء و الجنود انسياب السيل ، وهروبا في جنح الظلام ، وكذلك بعض شيوخ العبيد اللذين كانوا أمناء على القلعه ، ولما أشرف على مكاتبتهم سجن ابن أخيه مساعد بن مسعود وأحمد بن سرور وكثيرا من العسكر و العبيد ، وقتل بعضا من رؤساء العبيد ، ودخل في طاعة السعوديين كثير من الأشراف من ذوي بركات وذوي الحارث و المناعمه وقويت عزائم السعوديين واستمر خروج الناس من مكة.
وفي صفر من عام 1220 هـ
جمع المضايفي نحو أربعة آلاف مقاتل وهجم على عساكر الأتراك وبغتهم ، فولت الأعراب هربا من العساكر حتى وصلوا الزيما ، وخرج خلفهم أمير مكة ولم يستطع اللحاق بهم . وفي جمادى الأولى من السنة المذكورة ركب الشريف غالب ومعه الأتراك و العساكر إلى الطائف ، وأرسل العربان عن طريق جبل كرا برئاسة أحمد بن مثقال ، فحاصروا المضايفي وأقام عشرة أيام ولما لم يستطع دخول الطائف رجع إلى مكة .
ثم دعا الإمام سعود بن عبدالعزيز في شهر جمادى الأولى لقاءا عاما حضره الأمراء منهم عبدالوهاب أبو نقطه أمير عسير وسالم بن شكبان أمير بيشه وعثمان المضايفي أمير الطائف والحجاز وغير هؤلاء من الأمراء ، وأمرهم بمحاصرة غالب بن مساعد في مكة ، وقد عاد المضايفي في العشرين من جمادى الآخره ، فاستقبله خواصه في الطائف ، وفي الثامن عشر من شهر شعبان من العام نفسه أغار المضايفي على جده وقسم جنده ووزعهم على ثلاث جهات والتقوا عند سور البلد ومعهم السلالم و معاول الحديد ونقبوا السور وردتهم المدافع ، وكان مخيمه في موضع ناء عن الرصاص ، ثم عاد إلى قرية المدرة ، وجعل يراسل العربان فانثالوا عليه ، ويقوم بارسالهم إلى جده لمحاصرتها وابقى لمحاصرة جده وهس شيخ قبيلة زبيد ، فخيموا هناك يردون آبار غليل وامتنع الوصول إلى مكة وسد الطريق ، وأمر الجحادله وبعض هذيل أن يخيموا على الشرفيه وقطعوا كلما يرد عن طريق اليمن ، وقطع طريق الجهه الشرقية وأمر بالمخيم على وادي نعمان فتم له منع الأقوات من الثلاث جهات . وفي الثالث من رمضان أرسل عثمان جماعة من قومه فنهبوا إبل الشريف في العقيشية ، فحاول الشريف ارجاعها بالخيل فلم يتمكن ، وفي الخامس من رمضان من السنه المذكورة أمر عثمان أربعين من قبيلة هذيل الندوية ليمكثوا بين مكه والحسينيه ، فجلسوا عند الشرفه التي عند جبل ثور يقطعون من يمر عليهم .
وفي العاشر من شوال من تلك السنه رحل عثمان المضايفي من طريق جده وقصد الحسينيه ، فجهز الشريف غالب جماعة من الخيل و المشاة فالتقوا بالمضايفي عند بطحاء قريش باسفل مكة ، فوقع القتال بينهم ، وقتل الشريف فواز الحسيني أمير المدينة ، ثم رجع عثمان إلى الحسينية وحارب من فيها مدة يومين فملكها ، وهي موقع حصين ، ويقال أن وكيل الشريف سهل لهم ذلك ، فانثالت عليهم العربان من كل سهل وجبل ، وأرسل عثمان يبشر سعود بذلك . ثم وصل إلى الحسينيه ابن شكبان بما يزيد على خمسة آلاف من بيشه و شمران و غامد و زهران و قحطان ، كما وصل عبدالوهاب أبو نقطه بنحو عشرة آلاف من عسير وعربان اليمن ، فأصبح عددهم مع جند عثمان بالحسينيه ثلاثين ألفا. وفي العشرين من ذي القعده وصل من الحسينيه عبدالرحمن بن نامي أحد العلماء في نجد فاجتمع بغالب وتم الصلح على أن يأذن الشريف للسعوديين بالحج و الدخول في الطاعة ، ودخل عثمان المضايفي وسالم بن شكبان مكة وخيموا بالأبطح ، وفي اليوم الثامن توجهوا إلى عرفة .
وفي عام 1220 هــ كذلك ، انتقض الصلح بين غالب وسعود بن عبدالعزيز ، فسدت الطرق كلها إلى مكة جهة اليمن و تهامة و الحجاز و نجد لأنهم كلهم رعية الإمام سعود ، وأمر الإمام علي عبدالوهاب أبو نقطه ومن تبعه من تهامة وسالم بن شكبان و رعاياه من بيشة ونواحيها وعثمان المضايفي بجميع أهل الحجاز بالمسير إلى مكة ، فينزلون حولها ويضيقون على غالب ، فطلب غالب الصلح ومواجهة الإمام سعود ومبايعته ، فصالحوه و أمهلوه . ودخل عبدالوهاب وعثمان ومن معهم من الأمراء و الأتباع ثم انصرفوا إلى أوطانهم .
يبدو أن غالب كثير التبدل و التلون وعدم الثبات على الصلح وما جرى عليه الاتفاق ، لذا قرر الإمام سعود في فصل الخريف أن يشدد حملته على غالب ، فأصدر الأوامر لعبدالوهاب و ابن شكبان و المضايفي بأن يعدوا حملة هائلة جدا على مكة و ضواحيها ، والبقاء هناك حتى مجيء قائد الحج الشامي من الشام ، فيمنعونه من الدخول إن كان قد قدم بالأسلحة ، ولما رأى غالب هذه القوة ، طلب الصلح ، و أنه مستعد بعد الحج للتوجه للدرعية ليقدم الولاء ، ووافقه القاده السعوديون ، وحج عثمان و عبدالوهاب.
وفي الخامس والعشرين من جمادى الآخره من عام 1221 هـ
وقع بمكة قتال بين الأتراك و العبيد و الشريف ، وقتل فيها مائة وعشرون بين قتيل وجريح ، ودام القتال أربعة أيام ، فجاء الشريف غالب وانتقم من مدبريها بالقتل و الحبس و التسفير ، وقد اتخذ منها المضايفي مناسبة للقدح في غالب وعدم كفايته لضبط مكة ، فركب من الطائف للدرعية ليخبر سعودا بالقضية ، فكان توجهه في رجب ، ورجع بعد خمسة و ثلاثين يوما ، ولما رجع أمر العربان بقطع الطرق مشاقة لغالب ، لأن سعودا أعطاه إمارة العربان ، فغلت الأسعار بمكة فأرسل له سعود و منعه و زالت الشدة بعد ثمانية أيام. وفي نفس العام وصل الشريف عبدالله بن سرور من اسطنبول ، وطلب من الدرعية إمارة مكة فلم يقبل سعود ، ولما وصل مقبلا إلى مكة ووصل لأبي الدود ، أرسل لعمه يستأذنه في الدخول ، فلم يأذن له ، فلما سمع المضايفي أنه طلب من الدرعية إمارة الطائف وتكلم فيه عند سعود ، أرسل جماعة من عدوان و قبضوه وسجنه قريبا من ستة أشهر ثم أطلقه.
وفي يوم الجمعه الثاني عشر من شوال ، عزم الإمام سعود على الحج للمرة الثالثة ، وسير أمامه قبل خروجه عبدالوهاب بن عامر أبو نقطه ورعاياه من عسير وألمع و غيرهم وفهاد بن سالم بن شكبان بأهل بيشه ونواحيها وعثمان المضايفي بأهل الطائف و نواحيه ، وواعدهم المدينة المنورة وذكر لهم منع حواج الشام و استنبول ونواحيهما وذلك لأن سعود خاف من غالب شريف مكة أن يحدث منه أو عليه حوادث بسبب دخول الحواج الشامية واتباعهم ، ثم رحل هؤلاء الأمراء من المدينة وقصدوا مكة ، فاجتمعوا فيها بسعود وحجوا واعتمروا في أحسن حال ، وبايعه الشريف ، وقد ذكر فلبي أن هذا الحشد كان بسبب مسلك غالب المبهم وخوفا من أن يقرر الباب العالي ارسال جيش من الأتراك لحماية قافلة الحج السورية ، وكانت الخطة التي وضعها سعود تقضي بحشد جيش كبير في المدينة يتكون من غزو عسير وبيشه ورنيه ويقابلهم عثمان المضايفي مع سكان الجبال من منطقة الطائف ، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الحجاز يضاف إليهم قوة القصيم تحت إمرة حجيلان بن حمد وقوات شمر بقيادة الأمير محمد بن عبدالمحسن بن علي وجنود الوشم ، وانضم إليهم في الطريق جيش كبير من قبيلة حرب بقيادة مسعود بن مضيان وجابر بن جبارة .
وفي جمادى الثانية من عام 1224 هـ
حدث من حمود بن محمد أبو مسمار صاحب أبي عريش ، وهو من نسل أحمد بن أبي نمي ، عداوة لعبدالوهاب أبو نقطة أمير عسير ، ولم يحصل بين ابنه و عبدالوهاب أمام الإمام سعود اتفاق وكتب له سعود بمحاربة أهل صنعاء فلم يفعل ، فأمر الإمام سعود أهل النواحي الحجازية و اليمنية ومن يليهم بالمسير لقتاله ، وبعث من الدرعية فرسانا انتقاهم ، وسار علي بن عبدالرحمن المضايفي أخو عثمان المضايفي من الطائف وقراه ومن بوادي الحجاز ، والتقى الجمعان بوادي بيش فقتل عبدالوهاب ، ثم كرت الجموع على حمود فهزموه وتراجع في هزيمته إلى حصنه ، فاستولى الجيش على الحصن صلحا ، واستعمل سعود على تهامة و السراة طامي بن شعيب ، ابن عم عبدالوهاب في شهر ربيع الأول .
وفي عام 1225 هـ
وصلت الأخبار بأن أمير حجاز مكه جميعه عثمان المضايفي خرج من بلده يريد اليمن ، وجمع من الجنود ما يقارب خمسة آلاف ، وانضم إليه في الشقيق طامي بن شعيب أمير عسير ومعه ثلاثة آلاف و ألفان من قبيلة شهران وغيرهم ونحو نحو الألف ، وتوجه إلى اليمن ، وكان طريقهم غربي أبي عريش بنحو فرسخين ، وهم الشريف حمود أبو مسمار باعتراضهم ويحول بينهم وبين اليمن ، فلم يبلغه خبر مضيهم إلا وقد نفذوا ، وبقي يترقب عودتهم وانتهوا مور ثم إلى مورد الماء الذي يرده أهل اللحية المسمى العيسية نسبة إلى رجل يسمى عيسى من أهل الجامعي ، وأخذوا ما وجد هناك من الأنعام ، وقتلوا رجالا يعملون في عمارة حصن بأمر حمود ، ثم عادوا ولم يتهيأ لهم دخول اللحية ، بينما يقول الفاخري أنهم دخلوا اللحية و الحديدة في نفس العام وربما يكون ذلك في غزوة أخرى ، ولما رجعوا من اليمن ، خرج أبو مسمار بنفسه ومعه الأجناد من بكيل و أبي عريش حتى وصل إلى غربي الوحلة ضاربا إلى جهة اليمن في موقع يسمى بربر جنوب قرية المضايا بنحو كيل ، ثم التفت إلى القوم فرأى سيلا ****ا وبحرا أمواجه العتاق الضمر ، فانبهر جند الشريف ، وصدم أبو مسمار ذلك الجيش ، فانكسر خيله وولوا على أدبارهم ، وقتل منهم عالم كثير وتعقبهم أهل الشام وإذا قوهم كأس الحمام وقتل سعود المضايفي ابن عم عثمان وهو أكبر رؤساء جيش عثمان ، منزلته كمنزلة طامي عند عبدالوهاب أبو نقطة.
وفي عام 1226 هـ
ارتحل الجيش المصري من الحصوة ونزلوا بركة الحج في التاسع من رمضان أو في الثالث عشر من ذي القعده ، ووقع القتال بين الفريقين ، وفي الخامس عشر من ذي الحجة وصل الهجانة للإخبار بوصول الجيش المصري إلى ينبع ، وقام الابن الثاني لمحمد علي طوسون وهو في السادسه عشر من عمره ، وقاد حملة قوامها ثمانية آلاف من المشاة وصلوا عن طريق البحر الأحمر ، وألفين من الفرسان عن طريق البر ، ولما انحاز لهم غالب بن مساعد أشار إليهم بالتوجه للمدينة ، فاحتل بدرا ، وتابع المسير للصفراء ، فالتقى بالقوة السعودية بإمرة عبدالله بن سعود ، ابن إمام الدرعية ومعه خمسة عشر ألفا ، وكل من أمير عسير طامي بن شعيب وعثمان المضايفي أمير الطائف ، وهزم طوسون.
وفي عام 1227 هـ
خرج أمير الطائف والحجاز عثمان المضايفي ونزل وادي الحمى وهو مكان في ديار قبيلة بني كبير من غامد ، ووقعت فيه معركة مع أبناء غامد وزهران ، إلا أنه قال أن ذلك في عام 1238 هـ ، ويبدو أن المعركة حدثت في العام الثامن عشر بعد المائتين و الألف ، لأن المضايفي قد أسر في عام 1228 هـ
وفي عام 1228 هـ
استوحش عثمان المضايفي بعد أن وقع من غالب بن مساعد أمير مكة ما أوحش عبدالله بن سعود ، فتراجع عبدالله للريعان بقرب السيل الكبير ثم للعبيلاء ، وأمر عثمان المضايفي أن يضبط الطائف ، وتوجه للخرمه . فلما دخل طوسون مكة بعد أن دعاهم غالب بن مساعد ، خاف المضايفي على نفسه وحرمه ، فخرج بعياله ونسائه وبعض خيله وما خف من أمواله ومتاعه ولحق بعبدالله بن سعود ، وكان ذلك في شهر محرم من عام 1228 هـ
وبذلك أصبح الطريق ممهدا للترك لاحتلال الطائف ، لذا سار مصطفى بك ، رئيس فرسان محمد علي وصهره وابن غالب إلى الطائف ودخلوه في ذلك العام
القبض على المضايفي واعدامه في استنبول (يرحمه الله)
أعد غالب بن مساعد جائزة قيمتها خمسة آلاف دولار لمن يقبض على الأمير المضايفي ، لأنه يعتقد أن كل متاعبه مع السعوديين كانت بسببه ، ولما خرج عثمان من الطائف لم يقف موقفا سلبيا من هذه القوات التي أبعدته من بلده و إمارته ، لذا كان يتجول مع فرسانه خفيفي الحركة في المنطقة من جهة إلى أخرى ، وغالبا ما قطع المواصلات مع مكة وكان يضايق حامية الطائف التركية بشكل كبير ، ويبدو أنه كان يختبر قوة دفاعات الترك وفي نيته استعادة الطائف ، لذا جمع طائفة من قبيلته عدوان وغيرهم من أهل الحجاز وملك بهم قصرين أو ثلاثة من أعمال بسل ، وفيها قلعة حصينة سبق أن بناها عثمان . ولما علم غالب بن مساعد نزوله في بسل ، سار إليه بعساكر كثيرة من الترك و غيرهم وحصره في ذلك الحصن وحاصر القصور التي حوله وأقام على ذلك أياما ، ولما أشعلوا النار في الحصن اندفع عثمان المضايفي مع ثلاثين رجلا إلى أفراد العدو فشقوا طريقهم بينهم ، لكن فرسه أصيبت ولم تقدر على حمله بعيدا فسار على قدميه ونجا ، فلما وصل مكانا يسمى الحزم ظفر به أناس من قبيلة عتيبة يقال لهم العصمه ، وساروا به إلى غالب فأمسكه أسيرا ، وقتل من قرابة عثمان و أتباعه نحو من خمسين رجلا وكان ذلك في شهر رمضان من عام 1228 هـ ، وسجن بقلعة الطائف ثم أحضر إلى جده ، ولا بد أن أمير مكة قد ارتاح بالقضاء على خصمه اللدود إلى جانب الاعتقاد أن ذلك سوف يعزز مكانة غالب لدى الأتراك ومحمد علي باشا ، وجاءت البشائر إلى محمد علي باشا بالقبض عليه في شهر شوال ، وبعثوه إلى مصر قبل وصول محمد علي إلى جده ، و عندما وصل محمد علي باشا إلى جده جاء له رسول من الإمام سعود بن عبدالعزيز يطلبون الإفراج عن عثمان المضايفي ويفتديه الإمام سعود بمائة ألف ريال فرنسي ، فرد على الوفد أن المضايفي قد توجه إلى السلطنه . وهذا يدل على وفاء وتقدير من القيادة السعودية لهذا القائد الذي عمل في خدمة دولة التوحيد بكل جد واخلاص وشجاعة.
ولما طلعت الشمس ضربوا المدافع من القلعة في مصر اعلاما وسرورا بوصول المضايفي و أسره ، وركب صالح بك السلحدار في عدة كبيرة وخرجوا لملاقاة عثمان ، و أركبوه هجينا ودخلوا به المدينة وطلعوا به القلعة وأدخل مجلس كتخذا وصحبته حسن باشا و طلعت باشا وباقي أعيانهم ونجيب أفندي ، فلم دخل عليهم عثمان أجلسوه معهم فحدثوه ساعة وهو يجيب من جنس كلامهم بأحسن خطاب و أفصح جواب وفيه سكون وتؤده في الخطاب وظاره عليه علامات الإماره والحشمه والنجابه ومعرفة مواقع الكلام ، حتى قال بعضهم لبعض ، يا أسفا على مثل هذا إذا ذهب إلى استنبول يقتلونه ، ولم يزل يتحدث معهم ، ثم حضر الطعام فواكلهم ، ثم أخذه كتخذا إلى منزله ، فأقام عنده ثلاثا ، حتى تمم نجيب أفندي اشغاله ، فأركبوه وتوجهوا به إلى بولاق ، وانزلوه في السفينة ، وانحدروا طالبين الديار الرومية ، وذلك في يوم الاثنين من شهر ذي القعده . وهناك قدم أصغر أبناء محمد على هذا الأسير النبيل إلى مولاه مع مفاتيح المدينتين المقدستين ، وقد قتل المضايفي فور وصوله هناك ، ففقد السعوديون بقتله أنشط و أجرأ موال لهم في الحجاز ..
- رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -
قلاع وحصون
لقد كان للدولة السعودية الأولى اهتمام ببناء القلاع وتشييدها داخل البلدان وخارجها ، تشحن بالجنود و الأسلحة و الذخائر و المؤن الغذائية وهدفها عسكري وأمني ، وقد تشيد من أجل التضييق على البلدان المحاصرة فيمنع عنها الصادر والوارد ، فتسرع إلى طلب الصلح و الدخول في الطاعة ، وتنسب للأمير عثمان المضايفي أمير الطائف والحجاز قلعة عاليه أقامها في باب الريع في غرب المدينة القديمة على تل رفيع وقد هدمت في عام 1389 هـ ، وكانت قلعة كبيرة محصنة قوية البنيان من الحجر ، وكانت مقرا للبوليس الحربي في الطائف في هذه الدوله ، وقد بنيت في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، كما شيد حصن بسل المشهور ، وحصونا في بلاد عدوان وفي مكة المكرمة و الشرائع و الزيمه ، وله حصون قوية خاصة به ، ومن أهم أملاكه حصنه الشامخ القوي بقرية العقرب ، وهو مكون من ثلاث طبقات ، ومن آثاره التي خلفها في قريته العقرب مسجده الذي كان يدرس فيه القرآن الكريم ، وتلقى فيه المواعظ ، وتقام فيه صلاة الجمعه ، وتلقى فيه بعض الدروس في التفسير والحديث ، وكان يحضر إليه بعض علماء الدرعية و أئمتهم ، وممن صلى في المسجد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود و الإمام عبدالله بن سعود (يرحمهم الله) ، ولعثمان كذلك قصر يسمى "مروان" الواقع بوادي العبل والعبيلاء ولم يبق منه إلا الشيء القليل وتحتاج كلها إلى عناية وترميم وقد هدمته القوات التركيه بمدفع أحضروه لهذه الغايه.
أقوال المؤرخين في عثمان المضايفي:
1) قال جوهان لودفيج بوركهارت 1236 هـ : كان أنشط و أجرأ موال للسعوديين في الحجاز.
2) قال عبدالرحمن الجبرتي 1240 هـ : كان أعظم أعوان السعوديين وهو الذي كان يحارب لهم ويقاتل ويجمع قبائل العربان ويدعوهم عدة سنين ويوجه السرايا على المخالفين ونما أمره وأشتهر لذلك ذكره في الأقطار.
3) قال عبدالرحمن بن أحمد البهكلي 1248 هـ : إن عثمان المضايفي هو أحد الأمراء الكبار مع سعود ربما قاد المائتين من الألوف في بعض المواقع.
4) قال ابراهيم بن أحمد الحسيل : عثمان بن عبدالرحمن المضايفي هو أحد القادة المشهورين بالولاء لآل سعود في الدور الأول.
5) قال محمد بن منصور بن هاشم آل عبدالله بن سرور : عثمان ابن عبدالرحمن العدواني المشهور بالمضايفي أحد قادة الإمام سعود بن عبدالعزيز وواحد من ذوي الرأي فيهم ، تولى إمارة الطائف في عهد سعود وعبدالله ، وظل مخلصا حتى قبض عليه محمد علي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir