منصور الغايب
12-10-2007, 19:10
ذات ليلة ....
رفضت عيناي أن تنصاع للأوامر التي أرسلها جهاز التحكم في دماغي
وأبت أن تسدل عليها جفناي حتى أنعم بقليل من الراحة ...
فقلت في نفسي دعني أراقب نجوم السماء ....
وأتأمل في هذا الكون الفسيح ....
لعلي أتذكر عظمة خالقي ....
فأرجع إليه تائبا آيبا ......
وإذا بصوت ينادي .....
منصور .... منصور ....
فالتفت ....
فإذا برجل واقف ....
قلت من أنت ؟!
قال أنا ايليا أبو ماضي ألا تعرفني ....
فقلت له ما أظنك إلا عملي السئ أتيت لتجالسني ....
على كل حال .....
اقترب دعنا نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث ...
ها ... ماذا وراءك ..... ؟!
فقال لي : هل سمعت ماذا جرى لتلك التينة ....
فقلت له : أي تينة تقصد ؟!
فقال لي : التينة الحمقاء ..... يبدو أنك لا تقرأ صفحة الوفيات في الجريدة !!!
فقلت له : أنا لا أقرأ الا الصفحة الأولى فيضيق صدري ومن ثم أرمي بالجريدة ....
ولكن أخبرني عن تلك التينة ....
فقال :
وتينة غضة الأفنان باسقـــــة = قالت لأترابها والصيف يحتضر
فقلت له ماذا قالت تلك التينة :
فقال :
بئس القضاء الـــذي في الأرض أوجدني = عندي الجمال وغيري عنده النظر
فقلت له بغضب : خسئت تلك التينة ، أتعترض على قدر الله ؟!
فقال : وقالت أيضا :
لأحبسن على نفسي عوارفهـا = فلا يبين لها في غيرها أثر
كم ذا أكلف نفسي فوق طاقتها = وليس لي بل لغيري الظل والثمر
لذي الجناح وذي الأظفار بي وطر = وليس في العيش لي فيما أرى وطر
إني مفصلة ظلي على جسدي = فلا يكون به طول ولا قصر
ولست مثمرة إلا على ثقــــة = أن ليس يطرقني طير ولا بشر
فقلت له : ما أسوأه من قرار .......
أترى ذلك نفعها يا ايليا ؟!
فقال : كلا يا منصور ولكن ....
جاء الربيع إلى الدنيا بموكبه = فازيّنت واكتست بالسندس الشجر
فقلت له : وماذا جرى لتلك التينة ؟!
فقال :
وظلت التينة الحمقاء عارية = كأنها وتد في الأرض أو حجر
فقلت له : عارية في الربيع انها اذن مصممة على فعل ما نوت !!
ولكن ما كان نتيجة فعلها ذلك .... ؟!
فقال :
فلم يطق صاحب البستان رؤيتها = فاجتثها ، فهوت في النار تستعر
فقلت له : لا حول ولاقوة إلا بالله ........
ما سبب ذلك في نظرك .... ؟!
فقال بعد أن أعطاني ظهره فقد شارف النهار على المجئ ...
من ليس يسخو بما تسخو الحياة به = فإنه أحمق بالحرص ينتحر
حينها أطرقت رأسي وتفكرت فيما قال فرأيت أنه محق فصحت بأعلى صوتي ...
صدقت وأنت كذوب ........
كتبه
منصور الغايب
12/10/2007
رفضت عيناي أن تنصاع للأوامر التي أرسلها جهاز التحكم في دماغي
وأبت أن تسدل عليها جفناي حتى أنعم بقليل من الراحة ...
فقلت في نفسي دعني أراقب نجوم السماء ....
وأتأمل في هذا الكون الفسيح ....
لعلي أتذكر عظمة خالقي ....
فأرجع إليه تائبا آيبا ......
وإذا بصوت ينادي .....
منصور .... منصور ....
فالتفت ....
فإذا برجل واقف ....
قلت من أنت ؟!
قال أنا ايليا أبو ماضي ألا تعرفني ....
فقلت له ما أظنك إلا عملي السئ أتيت لتجالسني ....
على كل حال .....
اقترب دعنا نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث ...
ها ... ماذا وراءك ..... ؟!
فقال لي : هل سمعت ماذا جرى لتلك التينة ....
فقلت له : أي تينة تقصد ؟!
فقال لي : التينة الحمقاء ..... يبدو أنك لا تقرأ صفحة الوفيات في الجريدة !!!
فقلت له : أنا لا أقرأ الا الصفحة الأولى فيضيق صدري ومن ثم أرمي بالجريدة ....
ولكن أخبرني عن تلك التينة ....
فقال :
وتينة غضة الأفنان باسقـــــة = قالت لأترابها والصيف يحتضر
فقلت له ماذا قالت تلك التينة :
فقال :
بئس القضاء الـــذي في الأرض أوجدني = عندي الجمال وغيري عنده النظر
فقلت له بغضب : خسئت تلك التينة ، أتعترض على قدر الله ؟!
فقال : وقالت أيضا :
لأحبسن على نفسي عوارفهـا = فلا يبين لها في غيرها أثر
كم ذا أكلف نفسي فوق طاقتها = وليس لي بل لغيري الظل والثمر
لذي الجناح وذي الأظفار بي وطر = وليس في العيش لي فيما أرى وطر
إني مفصلة ظلي على جسدي = فلا يكون به طول ولا قصر
ولست مثمرة إلا على ثقــــة = أن ليس يطرقني طير ولا بشر
فقلت له : ما أسوأه من قرار .......
أترى ذلك نفعها يا ايليا ؟!
فقال : كلا يا منصور ولكن ....
جاء الربيع إلى الدنيا بموكبه = فازيّنت واكتست بالسندس الشجر
فقلت له : وماذا جرى لتلك التينة ؟!
فقال :
وظلت التينة الحمقاء عارية = كأنها وتد في الأرض أو حجر
فقلت له : عارية في الربيع انها اذن مصممة على فعل ما نوت !!
ولكن ما كان نتيجة فعلها ذلك .... ؟!
فقال :
فلم يطق صاحب البستان رؤيتها = فاجتثها ، فهوت في النار تستعر
فقلت له : لا حول ولاقوة إلا بالله ........
ما سبب ذلك في نظرك .... ؟!
فقال بعد أن أعطاني ظهره فقد شارف النهار على المجئ ...
من ليس يسخو بما تسخو الحياة به = فإنه أحمق بالحرص ينتحر
حينها أطرقت رأسي وتفكرت فيما قال فرأيت أنه محق فصحت بأعلى صوتي ...
صدقت وأنت كذوب ........
كتبه
منصور الغايب
12/10/2007