راعي الوقيد
12-10-2007, 03:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وانتم بخير
بمناسبة العيد السعيد اعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات
هذا مضيف القصة والقصيدة يعايدكم بهذا الموضوع الذي نتمنى ان ينال إعجابكم والرضى:)
الرؤية الأولى: (فلسفة)
قال الشاعر بندر بن سرور رحمه الله:-
وترى أبرك الحزات يوم صدف عيد ** وجمعة أسبوع صادفت يوم عيده
هذا الشاعر يتحدث بفلسفة الصحراء في إثبات أسعد الأوقات وأفضلها بالنسبة إليه بل بالنسبة لمحيطه، فالعيد يكون تعبيراً عن السعادة، فحين يأتيه ضيف عزيز فهو يقول مرحباً ومعبراً عن فرحه:
"بالسنة عيدين وهذا الثالث"
بل إن الشعراء في مدائحهم كثيراً ما يصفون الممدوح بلفظ (عيد الركاب) كناية عن الكرم فابن الصحراء جعل كل امر يبعث الفرح في نفسه عيداً بغض النظر عن المفهوم الديني للعيد عند المسلمين، فالعيد إذن يعني السعادة والفرح والسرور والحبور.
الرؤية الثانية: (مواساة)
يأتينا الشاعر الكبير صقر النصافي رحمه الله بوجهة نظر مختلفة نحو العيد قائلاً:-
يا علي خل العيد لام الدناديش=اللي تنظف كل يوم جسدها
تبغي تماري ناقضات العكاريش=في كل ملفاح تنفض جعدها
العيد عيد الله ولو فات حتيش=من حسبه أيام يمرك عددها
نبي نعلمك المساري على الجيش=تمشي ذلولك لين يفتر جهدها
خابرك مانت بضاري للمطاريش=نبيك تونس حلوها من نكدها
إن لهذا الشاعر نظرة خاصة للعيد فهو من حظ النساء اللاتي يستبشرن بقدومه فيكنّ في غاية الزينة والاستعداد لما يصحب العيد من مظاهر الفرح والسرور كعادة الرقص التي كانت سائدة عند النساء في أيام الأعياد فكل فتاة تفاخر بجمالها وزينتها وتلفح برأسها في مجتمعات النساء حين كان الشعر الطويل من سمات جمال الفتاة العربية الأصيلة وهو بهذا يصور لنا احد العادات الاجتماعية في العيد.!!
إذن تتركز رؤية صقر النصافي للعيد (كرجل):-
العيد عيد الله ولو فات حتيش ** من حسبة أيام يمرك عددها
فكأنه بهذه القصيدة يواسي (علي) لفوات العيد وهم بعيد عن أهليهم في مجاهل الصحراء بل هو يؤكد لعلي أن الأهم للرجل هو اكتساب الرجل في كل جولة من جولات الزمن فلا يندم على فوات احد الأيام السعيدة التي إنما تتأسف عليها النساء لقصور همهن وقرب نظرهن:)
الرؤية الثالثة: (معاناة)
للشاعرة بخوت حيث قالت:-
ول عود لاش رحمه ولا قلب يلين=جعل ذودك في نحا القوم وأنت تشوفها
عيدوا بي فالخلا والفريق معيدين=وكل عذرا انقشت بالخضاب كفوفها
فرغم رؤية النصافي بخصوصية العيد للنساء فإن هذا الأمر لا يتحقق لكل النساء فهذه بخوت تشكي معاناتها المتمثلة في حرمانها من قضاء العيد مع الناس بالاستمتاع بالزينة والاجتماع والرقص وتقضيه وحيدة في الخلاء لا يؤنس وحدتها الا ابل ابيها ورغم ذلك فهي تدعي على هذا الذود الذي كان سببا في حرمانها من قضاء العيد بشكل مختلف، وبهذا نرى أن بخوت قد تساوت مع (علي) في قضاء العيد بعيداً في الصحراء ولكنها لم تجد من يخفف عنها أو يهون عليها مأساتها رغم أنها قد حرمت حقاً من حقوقها كما يراها النصافي ولذا فإن معاناة بخوت كانت في غاية الألم كيف لا وهي تقول:-
يا جماعة وان عزمتوا على انكم راحلين ** غمغموني عن مظاهيركم لا اشوفها
الرؤية الرابعة: (افتخار)
قال الشاعر عبيد الرشيد:-
العيد عيدناه بايسر صعافيق ** والعيد الآخر بالحفر والدجاني
ندز عيرات النضا بالمساويق ** وكثيرها من كثر الأدلاج واني
فهو ولا شك يؤيد نظرة النصافي في كون قضاء العيد بعيداً عن الأهل والأصحاب هو غاية لصناديد الرجال وشجعانهم ولكن الرشيد يختلف عن النصافي فهو وان كان يفتخر بهذا الوضع لكنه يتمنى عكسه تماماً فهو يريد مفارقة حالته غير المستقرة التي تتراوح بين السفر والحرب وما يصاحبها من متاعب باسرع وقت ممكن:-
متى يعود الله علينا بتفريق ** بيني وبين مقطعين المعاني
بل هو يتلهف لدياره ولقاء احبابه اذ يقول:-
ومتى يغرب جيشنا عقب تشريق ** ومتى نطالع ساق خشم واباني
ثم ينتقل إلى أمانيه الحقيقية:-
وش عيشتي لولا رجا ذابل الريق ** لولا رجا لاما زريف المثاني
فرؤية عبيد هنا تؤكد أنه ليس للعيد طعم إذا كان بعيداً عن أهله وأحبائه فلقاؤهم هو العيد الحقيقي رغم ان رحلته انما كانت لاكتساب المجد ورقي المعالي.
الرؤية الخامسة: (ذكرى)
وأما الشاعر زيد الشريف فله وجهة نظر نحو العيد حيث قال:-
خانت الدنيا وتاليها نكد =فرقت ما بين حامد مع حباب
في نهار العيد ناقصنا عدد=افتراق بعيد بعد الاقتراب
عارف الموت يافي بالوعد=ما عنه مهزوم ولاعنه اجتناب
إن العيد ذكر هذا الشاعر الفراق والموت حيث أن فرحة العيد لديه قد اطفأها فقدان اخيه فبعد ان كان يقضي العيد برفقته ويسعد بلقائه فقده في هذا العيد الذي أصبح لديه كئيباً حزينا يذكره بالفراق ويؤكد له مصائب الدنيا التي لا تظل على حال فبدلا من ارتباط العيد بالفرح انقلب الى ارتباط نقيض حيث الحزن وذكرى الأحباب الذين لن يعودوا وهو بهذا يثبت ما قاله ابن عباد:-
قد كنت فيما مضى بالعيد مسروراً ** فساءك العيد في أغات مسروراً
الرؤية السادسة: (معايدة)
قال الشاعر سعد بن جدلان :-
عيد الله عليك يعود بالمستكا والعود ** أهنيك جعل الله بشوفك يهنيني
يرسل ابن جدلان تحيات المعايدة لمحبوبة معبقة بالروائح الزكية ولكنه لم ينس ان يرفقها بأمنياته القلبية المتشوقة للقاء الحبيب في العيد.
كتبه/ قاسم الرويس
ولكم التحية
وكل عام وانتم بخير
بمناسبة العيد السعيد اعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات
هذا مضيف القصة والقصيدة يعايدكم بهذا الموضوع الذي نتمنى ان ينال إعجابكم والرضى:)
الرؤية الأولى: (فلسفة)
قال الشاعر بندر بن سرور رحمه الله:-
وترى أبرك الحزات يوم صدف عيد ** وجمعة أسبوع صادفت يوم عيده
هذا الشاعر يتحدث بفلسفة الصحراء في إثبات أسعد الأوقات وأفضلها بالنسبة إليه بل بالنسبة لمحيطه، فالعيد يكون تعبيراً عن السعادة، فحين يأتيه ضيف عزيز فهو يقول مرحباً ومعبراً عن فرحه:
"بالسنة عيدين وهذا الثالث"
بل إن الشعراء في مدائحهم كثيراً ما يصفون الممدوح بلفظ (عيد الركاب) كناية عن الكرم فابن الصحراء جعل كل امر يبعث الفرح في نفسه عيداً بغض النظر عن المفهوم الديني للعيد عند المسلمين، فالعيد إذن يعني السعادة والفرح والسرور والحبور.
الرؤية الثانية: (مواساة)
يأتينا الشاعر الكبير صقر النصافي رحمه الله بوجهة نظر مختلفة نحو العيد قائلاً:-
يا علي خل العيد لام الدناديش=اللي تنظف كل يوم جسدها
تبغي تماري ناقضات العكاريش=في كل ملفاح تنفض جعدها
العيد عيد الله ولو فات حتيش=من حسبه أيام يمرك عددها
نبي نعلمك المساري على الجيش=تمشي ذلولك لين يفتر جهدها
خابرك مانت بضاري للمطاريش=نبيك تونس حلوها من نكدها
إن لهذا الشاعر نظرة خاصة للعيد فهو من حظ النساء اللاتي يستبشرن بقدومه فيكنّ في غاية الزينة والاستعداد لما يصحب العيد من مظاهر الفرح والسرور كعادة الرقص التي كانت سائدة عند النساء في أيام الأعياد فكل فتاة تفاخر بجمالها وزينتها وتلفح برأسها في مجتمعات النساء حين كان الشعر الطويل من سمات جمال الفتاة العربية الأصيلة وهو بهذا يصور لنا احد العادات الاجتماعية في العيد.!!
إذن تتركز رؤية صقر النصافي للعيد (كرجل):-
العيد عيد الله ولو فات حتيش ** من حسبة أيام يمرك عددها
فكأنه بهذه القصيدة يواسي (علي) لفوات العيد وهم بعيد عن أهليهم في مجاهل الصحراء بل هو يؤكد لعلي أن الأهم للرجل هو اكتساب الرجل في كل جولة من جولات الزمن فلا يندم على فوات احد الأيام السعيدة التي إنما تتأسف عليها النساء لقصور همهن وقرب نظرهن:)
الرؤية الثالثة: (معاناة)
للشاعرة بخوت حيث قالت:-
ول عود لاش رحمه ولا قلب يلين=جعل ذودك في نحا القوم وأنت تشوفها
عيدوا بي فالخلا والفريق معيدين=وكل عذرا انقشت بالخضاب كفوفها
فرغم رؤية النصافي بخصوصية العيد للنساء فإن هذا الأمر لا يتحقق لكل النساء فهذه بخوت تشكي معاناتها المتمثلة في حرمانها من قضاء العيد مع الناس بالاستمتاع بالزينة والاجتماع والرقص وتقضيه وحيدة في الخلاء لا يؤنس وحدتها الا ابل ابيها ورغم ذلك فهي تدعي على هذا الذود الذي كان سببا في حرمانها من قضاء العيد بشكل مختلف، وبهذا نرى أن بخوت قد تساوت مع (علي) في قضاء العيد بعيداً في الصحراء ولكنها لم تجد من يخفف عنها أو يهون عليها مأساتها رغم أنها قد حرمت حقاً من حقوقها كما يراها النصافي ولذا فإن معاناة بخوت كانت في غاية الألم كيف لا وهي تقول:-
يا جماعة وان عزمتوا على انكم راحلين ** غمغموني عن مظاهيركم لا اشوفها
الرؤية الرابعة: (افتخار)
قال الشاعر عبيد الرشيد:-
العيد عيدناه بايسر صعافيق ** والعيد الآخر بالحفر والدجاني
ندز عيرات النضا بالمساويق ** وكثيرها من كثر الأدلاج واني
فهو ولا شك يؤيد نظرة النصافي في كون قضاء العيد بعيداً عن الأهل والأصحاب هو غاية لصناديد الرجال وشجعانهم ولكن الرشيد يختلف عن النصافي فهو وان كان يفتخر بهذا الوضع لكنه يتمنى عكسه تماماً فهو يريد مفارقة حالته غير المستقرة التي تتراوح بين السفر والحرب وما يصاحبها من متاعب باسرع وقت ممكن:-
متى يعود الله علينا بتفريق ** بيني وبين مقطعين المعاني
بل هو يتلهف لدياره ولقاء احبابه اذ يقول:-
ومتى يغرب جيشنا عقب تشريق ** ومتى نطالع ساق خشم واباني
ثم ينتقل إلى أمانيه الحقيقية:-
وش عيشتي لولا رجا ذابل الريق ** لولا رجا لاما زريف المثاني
فرؤية عبيد هنا تؤكد أنه ليس للعيد طعم إذا كان بعيداً عن أهله وأحبائه فلقاؤهم هو العيد الحقيقي رغم ان رحلته انما كانت لاكتساب المجد ورقي المعالي.
الرؤية الخامسة: (ذكرى)
وأما الشاعر زيد الشريف فله وجهة نظر نحو العيد حيث قال:-
خانت الدنيا وتاليها نكد =فرقت ما بين حامد مع حباب
في نهار العيد ناقصنا عدد=افتراق بعيد بعد الاقتراب
عارف الموت يافي بالوعد=ما عنه مهزوم ولاعنه اجتناب
إن العيد ذكر هذا الشاعر الفراق والموت حيث أن فرحة العيد لديه قد اطفأها فقدان اخيه فبعد ان كان يقضي العيد برفقته ويسعد بلقائه فقده في هذا العيد الذي أصبح لديه كئيباً حزينا يذكره بالفراق ويؤكد له مصائب الدنيا التي لا تظل على حال فبدلا من ارتباط العيد بالفرح انقلب الى ارتباط نقيض حيث الحزن وذكرى الأحباب الذين لن يعودوا وهو بهذا يثبت ما قاله ابن عباد:-
قد كنت فيما مضى بالعيد مسروراً ** فساءك العيد في أغات مسروراً
الرؤية السادسة: (معايدة)
قال الشاعر سعد بن جدلان :-
عيد الله عليك يعود بالمستكا والعود ** أهنيك جعل الله بشوفك يهنيني
يرسل ابن جدلان تحيات المعايدة لمحبوبة معبقة بالروائح الزكية ولكنه لم ينس ان يرفقها بأمنياته القلبية المتشوقة للقاء الحبيب في العيد.
كتبه/ قاسم الرويس
ولكم التحية