mars
30-09-2007, 22:48
يوم الأرض
كان يحمله بين يديه و يقبل وجهه الصغير و يصرخ " الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر "
تسابق دموعه كلماته وهو يقول " الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر "
حمله بين يديه و قد تسربل بالدماء القانية بعد أن مزقت جسده الغض الصغير بضع رصاصات زرعها ذلك القناص
الرابض هناك خلف ضحكته الصفراء بين عينيه وفي قلبه و صدره ...
إنه احمد الذي لم تشفع له سنواته السبع عند شياطين الموت الأسود و قناصته
ككل طفل فب تلك البقعة المقدسه من أرض الله كان أحمد يعيش أيامه تحت قسوة الاحتلال و ظلمه يحلم بأن يلعب كأي طفل يشاهدته على ذلك الجهاز الضغير الموجود في المنزل الذي يسمى تلفاز ...
لكنه تعلم أن يكون رجلاً منذ خطواته الأولى .... تعلم عشق الوطن منذ كلماته الأولى ...
وصل ربيع امام دار أم أحمد ومن خلفه و حوله تتعالى صرخات غاضبة تنادي "الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر"
لا إلاه الا الله و الشهيد حبيب الله ...
على أصوات الصراخ و التكبير خرج كل من في الدار أم أحمد ... وفاء .... سعاد ... و الصغيرة هند
وقف ربيع أمام أم أحمد و دموعه تختلط بكلماته المخنوقه التي تتساقط من لسانه وكأنها تحاول أن تكون صامته
نظرت أم أحمد إلى الجسد الطتهر المسجى بين يدي ربيع و مدّت يدها المرتجفه إلى وجهه و مسته بيدها
قائلة : يمه أحمد ... يمه يا أحمد ... رد عليّ يا حبيبي ... رد عليّ يا عيوني ... رد يا يمه
نزلت منها دمعة و تدحرجت الى خدها الذي رسمت عليه السنون قصة حزن و ألم و فراق أخوتها الثلاثة و زوجها الذين قضوا برصاص زبانية الشيطان و قتله النبياء .... حتى هي لم يعفها كونها إمرأة من دخول زنازينهم العفنه أكثر من مرة بتهمة الاشتراك فيالمظاهرات و التحريض ضد الإحتلال ... أو بتهمة إيواء إرهابيين كما كانوا يدعون عندما يحضرون لإقتيادها إلى السجن .....
تصرخ وفاء بكل صوتها أحمد وينك يا خيّ .... قتلوك الكلاب ... الله ياخذهم و يريحنا منهم ... الله على الظالم الله على الظالم ... و تسقط على الأرض مغشياً عليها من كثرة البكاء الذي خنق حنجرتها
أما سعاد فتجلس على الأرض وهي تنوح و تمزق غطاء رأسها و تقوم بذر التراب على رأسها وهي تصرخ الله على الظالم .... الله على الظالم ... قتلوك يا خيّ يا حبيبي ...
وحدها الصغيرة هند التي لم تكن تعي ما يحدث من حولها بل نظرت الى امها و قالت : يمه مالو أحمد هيك ساكت ... و امسكت بيده المتدلية من بين يدي ربيع يغطيها النجيع القاني و راحت تهزها و هي تقول له يلا يا أحمد بدي ألعب بالمرجوحة تعال مرجحني ....
تنتبه أم أحمد الى دمعتها التي تحاول التسلسل من بين جفونها و تمسكها و تتنشق الهواء و تطلق زغرودة عاليه ومن ثم زغرودة أخرى و تمسك أحمد بين يديها وهي تقول تعال يا بنيّ لحضن أمك تعال يا حبيبي إنت
و تلتفت الى بناتها مخاطبه إياهن خلاص يا بنات بيكفي أحمد اليوم عريس أحمد اليوم عريسك يا فلسطين افتحي صدرك و ضميه بحنانك
يا أبو أحمد هاي أحمد إجاك استقبلوا و دير بالك عليه أنا عملت متل ما وصيتني علمتو حب فلسطين و عشق فلسطين و اليوم الزفه يا أبو أحمد ...
و انتو يا محمدو و ياسر و علاء هاء احمد جاكم اليوم ديروا بالكم عليه كان دايم يسأل عنكم و يقول بدي صير متل خوالي بطل ....
تنحنى على وجهه الملائكي الذي فارق الحياه ليصعد الى السماء مرفرفاً مع الملائكة ينشد السلام لأرض السلام ..... و تبدء بتقبيله .
تضيع ام أحمد مع الذكريات و ترجع الى ساعات قليلة مضت وهي توقظ احمد من اجل الذهاب الى المدرسة تدخل غرفته لاتجده في السرير يخفق قلبها خوفاً ووجلاً و تقول في قرارة نفسها اللهم اجعله خير
تسمع صوت أحمد قادم من الحمام وهو يدندن بأغنية تقول كلماتها " طالعلك يا عدوي طالع .. من كل بيت و حارة و شارع ..... "
خوفتني عليك يمه وين كنت ... و كيف اليوم تصاحي بكير فش بالعادة
اليوم يوم الأرض يمه ... ولازم كون بكير مع صحابي عند الحاجز الاسرائيلي مشان نخليهم يعرفوا انو هاي أرضنا مش أرضهم
طيب يمه و المدرسه بدكش تروح يعني ..
فش مدرسة اليوم يمه .. عطله
طيب يا حبيبي بس دير بالك على حالك يا عيوني
لاتخافي يمه يلي كاتبو الله بدو يصير
و النعم بالله يمه ... ربي يحميك يا بنيّ
يخرج أحمد من البيت كشبل صغير يغادر عرين الأسد
تدخل ام أحمد الى البيت و في يدها فلذه كبدها مسجى بين يديها مضرج بدمائه الطاهرة التي روى بها أرض الوطن كما فعل أبوه من قبله
تسجي الجثمان على أرض الغرفة و تطلب من ابنتها وفاء أنتحضر لها العلم المعلق على جدار غرفة أحمد كي تقوم بتكفينه به وهي تتذكر كلماته يوم احضر هذا العلم معه ووضعه على جدار الغرفة سألته يومها :
يمه أيش هاد العلم كثير كبير يمه
معلش يمه هاد كفني
بعيد الشر عنك يا عمري
تحضر وفاء العلم و تقوم ام أحمد بمده على الأرض ثم تحمل الجسد المسجى بقربها بيدها و تضعه فوق العلم و تطبع قبله على جبينه و تلف الجسد بذلك العلم و تترك فقط ذلك الوجه الملائكي الذي يشع نوراً
تنهي أم أحمد تكفين ولدها ثم تنادي على ربيع قائلة
ربيع يا عمتي العريس صار جاهز للزفه
يدخل ربيع ومعه بعض الشباب يضعون احمد على أكتافهم و يخرجون من البيت و خلفهم زغاريد ام احمد و نساء الحي اللواتي اجتمعن في بيت أم أحمد ...
و صوت التكبير يملء الأجواء الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر
وفي السماء كانت الملائكة ترفرف فوق الجسد الطاهر وهي تحمل معها روحة العطرة التي منحها لأرضه ووطنه
الروح التي منحها لأرض السلام ...... في يوم عيدها ...
30/9/2007
كان يحمله بين يديه و يقبل وجهه الصغير و يصرخ " الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر "
تسابق دموعه كلماته وهو يقول " الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر "
حمله بين يديه و قد تسربل بالدماء القانية بعد أن مزقت جسده الغض الصغير بضع رصاصات زرعها ذلك القناص
الرابض هناك خلف ضحكته الصفراء بين عينيه وفي قلبه و صدره ...
إنه احمد الذي لم تشفع له سنواته السبع عند شياطين الموت الأسود و قناصته
ككل طفل فب تلك البقعة المقدسه من أرض الله كان أحمد يعيش أيامه تحت قسوة الاحتلال و ظلمه يحلم بأن يلعب كأي طفل يشاهدته على ذلك الجهاز الضغير الموجود في المنزل الذي يسمى تلفاز ...
لكنه تعلم أن يكون رجلاً منذ خطواته الأولى .... تعلم عشق الوطن منذ كلماته الأولى ...
وصل ربيع امام دار أم أحمد ومن خلفه و حوله تتعالى صرخات غاضبة تنادي "الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر"
لا إلاه الا الله و الشهيد حبيب الله ...
على أصوات الصراخ و التكبير خرج كل من في الدار أم أحمد ... وفاء .... سعاد ... و الصغيرة هند
وقف ربيع أمام أم أحمد و دموعه تختلط بكلماته المخنوقه التي تتساقط من لسانه وكأنها تحاول أن تكون صامته
نظرت أم أحمد إلى الجسد الطتهر المسجى بين يدي ربيع و مدّت يدها المرتجفه إلى وجهه و مسته بيدها
قائلة : يمه أحمد ... يمه يا أحمد ... رد عليّ يا حبيبي ... رد عليّ يا عيوني ... رد يا يمه
نزلت منها دمعة و تدحرجت الى خدها الذي رسمت عليه السنون قصة حزن و ألم و فراق أخوتها الثلاثة و زوجها الذين قضوا برصاص زبانية الشيطان و قتله النبياء .... حتى هي لم يعفها كونها إمرأة من دخول زنازينهم العفنه أكثر من مرة بتهمة الاشتراك فيالمظاهرات و التحريض ضد الإحتلال ... أو بتهمة إيواء إرهابيين كما كانوا يدعون عندما يحضرون لإقتيادها إلى السجن .....
تصرخ وفاء بكل صوتها أحمد وينك يا خيّ .... قتلوك الكلاب ... الله ياخذهم و يريحنا منهم ... الله على الظالم الله على الظالم ... و تسقط على الأرض مغشياً عليها من كثرة البكاء الذي خنق حنجرتها
أما سعاد فتجلس على الأرض وهي تنوح و تمزق غطاء رأسها و تقوم بذر التراب على رأسها وهي تصرخ الله على الظالم .... الله على الظالم ... قتلوك يا خيّ يا حبيبي ...
وحدها الصغيرة هند التي لم تكن تعي ما يحدث من حولها بل نظرت الى امها و قالت : يمه مالو أحمد هيك ساكت ... و امسكت بيده المتدلية من بين يدي ربيع يغطيها النجيع القاني و راحت تهزها و هي تقول له يلا يا أحمد بدي ألعب بالمرجوحة تعال مرجحني ....
تنتبه أم أحمد الى دمعتها التي تحاول التسلسل من بين جفونها و تمسكها و تتنشق الهواء و تطلق زغرودة عاليه ومن ثم زغرودة أخرى و تمسك أحمد بين يديها وهي تقول تعال يا بنيّ لحضن أمك تعال يا حبيبي إنت
و تلتفت الى بناتها مخاطبه إياهن خلاص يا بنات بيكفي أحمد اليوم عريس أحمد اليوم عريسك يا فلسطين افتحي صدرك و ضميه بحنانك
يا أبو أحمد هاي أحمد إجاك استقبلوا و دير بالك عليه أنا عملت متل ما وصيتني علمتو حب فلسطين و عشق فلسطين و اليوم الزفه يا أبو أحمد ...
و انتو يا محمدو و ياسر و علاء هاء احمد جاكم اليوم ديروا بالكم عليه كان دايم يسأل عنكم و يقول بدي صير متل خوالي بطل ....
تنحنى على وجهه الملائكي الذي فارق الحياه ليصعد الى السماء مرفرفاً مع الملائكة ينشد السلام لأرض السلام ..... و تبدء بتقبيله .
تضيع ام أحمد مع الذكريات و ترجع الى ساعات قليلة مضت وهي توقظ احمد من اجل الذهاب الى المدرسة تدخل غرفته لاتجده في السرير يخفق قلبها خوفاً ووجلاً و تقول في قرارة نفسها اللهم اجعله خير
تسمع صوت أحمد قادم من الحمام وهو يدندن بأغنية تقول كلماتها " طالعلك يا عدوي طالع .. من كل بيت و حارة و شارع ..... "
خوفتني عليك يمه وين كنت ... و كيف اليوم تصاحي بكير فش بالعادة
اليوم يوم الأرض يمه ... ولازم كون بكير مع صحابي عند الحاجز الاسرائيلي مشان نخليهم يعرفوا انو هاي أرضنا مش أرضهم
طيب يمه و المدرسه بدكش تروح يعني ..
فش مدرسة اليوم يمه .. عطله
طيب يا حبيبي بس دير بالك على حالك يا عيوني
لاتخافي يمه يلي كاتبو الله بدو يصير
و النعم بالله يمه ... ربي يحميك يا بنيّ
يخرج أحمد من البيت كشبل صغير يغادر عرين الأسد
تدخل ام أحمد الى البيت و في يدها فلذه كبدها مسجى بين يديها مضرج بدمائه الطاهرة التي روى بها أرض الوطن كما فعل أبوه من قبله
تسجي الجثمان على أرض الغرفة و تطلب من ابنتها وفاء أنتحضر لها العلم المعلق على جدار غرفة أحمد كي تقوم بتكفينه به وهي تتذكر كلماته يوم احضر هذا العلم معه ووضعه على جدار الغرفة سألته يومها :
يمه أيش هاد العلم كثير كبير يمه
معلش يمه هاد كفني
بعيد الشر عنك يا عمري
تحضر وفاء العلم و تقوم ام أحمد بمده على الأرض ثم تحمل الجسد المسجى بقربها بيدها و تضعه فوق العلم و تطبع قبله على جبينه و تلف الجسد بذلك العلم و تترك فقط ذلك الوجه الملائكي الذي يشع نوراً
تنهي أم أحمد تكفين ولدها ثم تنادي على ربيع قائلة
ربيع يا عمتي العريس صار جاهز للزفه
يدخل ربيع ومعه بعض الشباب يضعون احمد على أكتافهم و يخرجون من البيت و خلفهم زغاريد ام احمد و نساء الحي اللواتي اجتمعن في بيت أم أحمد ...
و صوت التكبير يملء الأجواء الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر
وفي السماء كانت الملائكة ترفرف فوق الجسد الطاهر وهي تحمل معها روحة العطرة التي منحها لأرضه ووطنه
الروح التي منحها لأرض السلام ...... في يوم عيدها ...
30/9/2007