شام
18-09-2007, 17:36
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
نبينا وشفيعنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
فإنه لا يشك مسلم في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفارق الدنيا ويلتحق بالرفيق الأعلى إلا بعد أن أكمل الله هذا الدين الحنيف ، قال تعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً }1، وجعل رسوله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، قال تعالى :{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }2 . وأن هذا الدين المؤسس على كتاب الله الكريم ، وسنة نبيه عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم ،صالح لكل زمان ومكان ، كفيل بكل ما يحتاجه البشر ، ولذلك أمرنا الله باتباعه فقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}3.
وأمرنا أن نطيع رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}4.وأمرنا برد كل ما يقع فيه النزاع إليه سبحانه وتعالى وإلى رسول صلى الله عليه وسلم ، فقال عز وجل : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}5.
فما دام أن الدين كامل ، وليس في حاجة إلى زيادة ، فلا حاجة إذن لإحداث البدع في الدين ، والتقُّرب بذلك إلى رب العالمين ، ومن أحدث بدعة واستحسنها فقد أتى بشرع زائد ،واتهم الشريعة بالنقص ،وكأنه استدرك على الله- سبحانه وتعالى - وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكفى بذلك قبحاً .ولكن أعداء الإسلام، ومن يغيظهم انتشاره،حسَّنُوا لبعض الناس البدع، وأظهروها بمظاهر براقة خادعة ، وكسوها بمظهر الزهد،والتقرب إلى الله ،ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقصدهم كله إفساد دينهم ، ومزاحمة المشروع بالمبتدع ، حتى تكون السنن مستغربة ، والبدع تقوم مقامها !.
وقد روَّج لهذه البدع بعضُ علماء السوء ، وأرباب الطرق6 الذين جعلوا من ذلك سبيلاً إلى رئاسة الناس ،وكسب الأموال، حتى انتشرت في العالم الإسلامي انتشار النار في الهشيم ، وصار عامة الناس يعدونها أموراً مشروعة يجب المحافظة عليها ، مع تركهم لكثير من السنن المشروعة !.
ولزوم السنة ومحاربة البدعة من الأمور التي تجب على عامة المسلمين ، وعلى العلماء وطلاب العلم خاصة.
والبدع من المنكرات التي يجب تغييرها على حسب القدرة : إما باليد ، أو باللسان ، أو بالقلب .
ومن هذا المنطلق ، فقد اخترت الكتابة في هذا الموضوع وهو [ البدع الحولية ] – والمراد بها : البدع التي تتكرر كل حول في وقت معين منه – أداءً لهذا الواجب على حسب قدرتي واطلاعي المحدود ، لاسيما وأن كثيراً من البدع قد تفشى في كثير من البلدان الإسلامية في الوقت الحاضر .
والحمد لله الذي حفظ هذه البلاد من كثير من البدع والضلالات بفضله سبحانه وتعالى،ثم بفضل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى – الذي كان لدعوته كبير الأثر في محاربة البدع ، ورجوع الناس إلى العقيدة الصحيحة .
أسباب اختيار الموضوع :
بما أني أحد الدارسين بكلية أصول الدين بالرياض ، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة ، وكان نظام الدراسات العليا في هذه الكلية ينص على أن الطالب يدرس سنة تمهيدية يقدم بعدها بحثاً علمياً يتناول جانباً من جوانب الحياة في مجال تخصصه ، فقد بذلت جهدي في العثور على موضوع يكون ذا فائدة علمية ، فوقع اختياري على موضوع (البدع الحولية ) . وعلى الرغم مما وجدته من صعوبة في البحث عن هذه البدع ولم شتاتها ، فقد اخترت هذا الموضوع لعدة أسباب ، منها :
1. انتشار كثير من البدع في البلاد الإسلامية ، بل إن بعض الناس في تلك البلدان اعتبر بعض البدع سنناً يجب المحافظة عليها ، كاحتفالهم بالمولد النبوي ونحوه .
2. أن من أهم أسباب انتشار البدع هو سكوت العلماء وطلاب العلم عن إنكار هذه البدع ، واختياري الكتابة في هذا البحث من باب المشاركة في إنكار هذه المنكرات .
3. ولما كانت هذه البدع منتشرة ومتفرقة في بطون الكتب ، أحببت جمعها وتحقيقها ، وتقريبها لذهن القارئ ، مسلسلة حسب أزمانها ، والاستشهاد بكلام العلماء في حكمهم على هذه الأمور المحدثة بأنها بدع منكرة .
وكذلك تحقيق الخلاف في بعض الأمور التي اختلف العلماء في حكمها : كعتيرة رجب،والتعريف يوم عرفة ،ونحو ذلك .
4. الإشارة إلى بعض الاحتفالات المبتدعة ، والتي صار لها رواج بين المسلمين ،إلا من عصم الله ، ولم يذكرها أغلب العلماء ممن صنفوا في هذا المجال ، كالاحتفال بأعياد الميلاد ، ورأس السنة الهجرية ، وغير ذلك من الاحتفالات المحدثة .
5. الرغبة في الإلمام قدر الاستطاعة بما صنفه العلماء حول هذا الموضوع .
للتحميل يرجى الضغط على الرابط ...
البدع الحولية (http://www.gulfup.com/up/download.php?file=aIx24211.zip)
و الله من وراء القصد ...
كلمة شكر لكل من قام على انجاز هذا العمل الكبير و لمن أرسله لي بالبريد الالكتروني
جزاكم الله خيراً
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
نبينا وشفيعنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
فإنه لا يشك مسلم في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفارق الدنيا ويلتحق بالرفيق الأعلى إلا بعد أن أكمل الله هذا الدين الحنيف ، قال تعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً }1، وجعل رسوله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، قال تعالى :{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }2 . وأن هذا الدين المؤسس على كتاب الله الكريم ، وسنة نبيه عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم ،صالح لكل زمان ومكان ، كفيل بكل ما يحتاجه البشر ، ولذلك أمرنا الله باتباعه فقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}3.
وأمرنا أن نطيع رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}4.وأمرنا برد كل ما يقع فيه النزاع إليه سبحانه وتعالى وإلى رسول صلى الله عليه وسلم ، فقال عز وجل : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}5.
فما دام أن الدين كامل ، وليس في حاجة إلى زيادة ، فلا حاجة إذن لإحداث البدع في الدين ، والتقُّرب بذلك إلى رب العالمين ، ومن أحدث بدعة واستحسنها فقد أتى بشرع زائد ،واتهم الشريعة بالنقص ،وكأنه استدرك على الله- سبحانه وتعالى - وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكفى بذلك قبحاً .ولكن أعداء الإسلام، ومن يغيظهم انتشاره،حسَّنُوا لبعض الناس البدع، وأظهروها بمظاهر براقة خادعة ، وكسوها بمظهر الزهد،والتقرب إلى الله ،ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقصدهم كله إفساد دينهم ، ومزاحمة المشروع بالمبتدع ، حتى تكون السنن مستغربة ، والبدع تقوم مقامها !.
وقد روَّج لهذه البدع بعضُ علماء السوء ، وأرباب الطرق6 الذين جعلوا من ذلك سبيلاً إلى رئاسة الناس ،وكسب الأموال، حتى انتشرت في العالم الإسلامي انتشار النار في الهشيم ، وصار عامة الناس يعدونها أموراً مشروعة يجب المحافظة عليها ، مع تركهم لكثير من السنن المشروعة !.
ولزوم السنة ومحاربة البدعة من الأمور التي تجب على عامة المسلمين ، وعلى العلماء وطلاب العلم خاصة.
والبدع من المنكرات التي يجب تغييرها على حسب القدرة : إما باليد ، أو باللسان ، أو بالقلب .
ومن هذا المنطلق ، فقد اخترت الكتابة في هذا الموضوع وهو [ البدع الحولية ] – والمراد بها : البدع التي تتكرر كل حول في وقت معين منه – أداءً لهذا الواجب على حسب قدرتي واطلاعي المحدود ، لاسيما وأن كثيراً من البدع قد تفشى في كثير من البلدان الإسلامية في الوقت الحاضر .
والحمد لله الذي حفظ هذه البلاد من كثير من البدع والضلالات بفضله سبحانه وتعالى،ثم بفضل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى – الذي كان لدعوته كبير الأثر في محاربة البدع ، ورجوع الناس إلى العقيدة الصحيحة .
أسباب اختيار الموضوع :
بما أني أحد الدارسين بكلية أصول الدين بالرياض ، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة ، وكان نظام الدراسات العليا في هذه الكلية ينص على أن الطالب يدرس سنة تمهيدية يقدم بعدها بحثاً علمياً يتناول جانباً من جوانب الحياة في مجال تخصصه ، فقد بذلت جهدي في العثور على موضوع يكون ذا فائدة علمية ، فوقع اختياري على موضوع (البدع الحولية ) . وعلى الرغم مما وجدته من صعوبة في البحث عن هذه البدع ولم شتاتها ، فقد اخترت هذا الموضوع لعدة أسباب ، منها :
1. انتشار كثير من البدع في البلاد الإسلامية ، بل إن بعض الناس في تلك البلدان اعتبر بعض البدع سنناً يجب المحافظة عليها ، كاحتفالهم بالمولد النبوي ونحوه .
2. أن من أهم أسباب انتشار البدع هو سكوت العلماء وطلاب العلم عن إنكار هذه البدع ، واختياري الكتابة في هذا البحث من باب المشاركة في إنكار هذه المنكرات .
3. ولما كانت هذه البدع منتشرة ومتفرقة في بطون الكتب ، أحببت جمعها وتحقيقها ، وتقريبها لذهن القارئ ، مسلسلة حسب أزمانها ، والاستشهاد بكلام العلماء في حكمهم على هذه الأمور المحدثة بأنها بدع منكرة .
وكذلك تحقيق الخلاف في بعض الأمور التي اختلف العلماء في حكمها : كعتيرة رجب،والتعريف يوم عرفة ،ونحو ذلك .
4. الإشارة إلى بعض الاحتفالات المبتدعة ، والتي صار لها رواج بين المسلمين ،إلا من عصم الله ، ولم يذكرها أغلب العلماء ممن صنفوا في هذا المجال ، كالاحتفال بأعياد الميلاد ، ورأس السنة الهجرية ، وغير ذلك من الاحتفالات المحدثة .
5. الرغبة في الإلمام قدر الاستطاعة بما صنفه العلماء حول هذا الموضوع .
للتحميل يرجى الضغط على الرابط ...
البدع الحولية (http://www.gulfup.com/up/download.php?file=aIx24211.zip)
و الله من وراء القصد ...
كلمة شكر لكل من قام على انجاز هذا العمل الكبير و لمن أرسله لي بالبريد الالكتروني
جزاكم الله خيراً