المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات ((علي سليم))



علي سليم
20-08-2007, 19:03
ذكريات علي سليم (المجموعة الاولى)

------------------------------------------------------------ --------------------



ذكريات
علي سليم





المجموعة الأولى (1)
من1الى5
















- 2-









بسم الله الرحمن الرحيم...
فهذه هي المجموعة الأولى لذكريات الصبا و مرارة الأسى أسوقها لإخواني القرّاء للاتّعاظ و العبرة ....
ففي مثل هذه الذكريات لا تكاد تخلو من فائدة مرجوة و ثمرة محبوبة ففيها النعم و العبر ...


تاريخ الولادة: 8\2\1394ه

ترعرعت في بيئة نصرانية بحتة متعصبة لفئة دمها(+) تعصب الأعمى الضال[2] و الابن البار بينما كانت المعارك على اوجّه لهيبها و أقصى شرارها بين مسلمي و نصارى لبنان[3] فقطعت الحدود ووضعت السدود و انفصل الشمال عن الجنوب و انقسمت العاصمة بيروت إلى قسمين فقسم للمسلمين و قسم للنصارى...

و الداخل في كلا القسمين يمنع منعا باتا من الخروج و مصيره الموت أو التنكيل و التعذيب...

فلجأ أبواي( و كانا بعيدا عهد عن الإسلام و لا يفقهون منه شيئا فلا حلّلوا حلاله و لا حرّموا حرامه)(و الآن و الحمد لله فهما من الدعاة)...

فقام والدي و بموافقة أمي بتبديل ديني و الذّهاب بي إلى كنائس النصارى ليتمّ ذلك على أيدي أهل النجاسة( وكنت يومها وحيدا بين ابنتان) فظنّا أبواي أن هذا التبديل سوف ينجيني و يجعلني في مأمن من القتل و الفتك عندما يعلن قائدهم بإبادة المسلمين...

فغيّروا اسمي إلى اسم نصراني و عمّدوني و أطعموني خبز النّصارى و التي يقال عنها انّها من دم المسيح ( ظلما و زورا)...


فلقد مرت تلك المحنة بسلام و فرّ أبواي من هنا إلى هناك و من هناك إلى هنا لينجوا بي و ببقية الرعية و حصل ذلك بمشيئة الله تعالى....




- 3-



و ما إن هدأت تلك الموجة العارمة و العاصفة الجارفة فاتّخذا ّ والداي من مدينة جبيل[4] مقرّا و

سكنا" ذات الأغلبية النصرانية...

و عندما استويت و بلغت اشدّي و أحسنت النطق قام والدي و أدخلني إلى إحدى مدارسهم و ما زلت اذكر اسمها و من اسمها يعرف مضمونها( الوردية المارونية)
و كانت تلك المدرسة اتخذت على نفسها شعارا جبريا يدعوا الطلبة لإنشاد تلك التّراتيل الكفرية و الشركية قبل ولوج الصفوف و اذكر بعضا منها(أبانا الذي في السماء و أمنا البتول....استغفر الله)

و أضف إلى ذلك ذهابهم و إيابهم إلى دور العبادة ( الشرك) و الحمد لله كان مدير المدرسة قد افصح قائلا بقوله و فعله( الذهاب للكنيسة من الأمور الاختيارية فمن أراد الذهاب فله ذلك و من أراد البقاء فلا حرج)

و مرت الأيام تلو الأيام و تعلمت الصلاة و تعاليم الإسلام من خلال ذهابنا إلى شمال لبنان لزيارة ذوينا في قرية القلمون و هنالك أتقنت الصلاة و اشربت حبّها وحصلت على جزء عم (الجزء الأخير من المصحف) و فرحت به ايّ فرح و عزمت على حفظه و بعض الأحاديث التي حصلت عليها وقتئذ من كتاب التربية الإسلامية....

و باشرت الصلاة بين والداي و اخوتي الذين كانوا لا يصلون....
و كنت يومها لا افقه من الصلاة إلا رسمها و لا من الصيام إلا شكله فربما كنت اصلي صلاة ناقصة و أصوم صوما باطلا....

فأصوم عن الحلال و افطر على الحرام وذلك إما على شربة خمر أو لحم خنزير أو ما شابه ذلك[5]...



و من العجب العجاب و أغرب الغرائب أنني جمعت بين نقيضين : الصلاة في الكنيسة و الصلاة في المسجد!!!
و عندما كبرت شيئا فشيئا وقاربت سنّ الرشد اتّجه والدي ليختار لي مدرسة افضل من تلك من حيث العلم و التخصص فأدخلني مدرسة مديرها راهب نصراني..

ففرح بي اشدّ الفرح و كيف لا يفرح و أنا أواظب على دخول كنائسهم أشارك أفراحهم و اتراحهم و ابتهج بذكرهم و استأنس بأنسهم ّ!!!...


- 4-





فكنت أثناءها أواظب على الصلاة في الكنيسة في وقتها و اقضي ما فاتني من صلاة الظهر و أحيانا العصر في بيتي و عند عودتي من المدرسة...

و جاء ذلك اليوم و دخل ذاك الراهب ليدرسنا مادة ما و كأنه ذكر المسلمين بشيء و كان من بين الطلاب طالب شيعي اسمه هلال فانتفض هذا الشيعي قائلا( الله اكبر)

و كان صغير القامة بحيث إن وقف اختفى عن الأنظار لشدة قصره و كان الفتية يتجمعون عليه للنيل منه...
المهم اخذ هلال يدافع عن الإسلام و أهله و يزيّن الصورة المشوهة من قبل الكفار و ختم كلامه فنال إعجاب الحاضرين و أمطر صواعقه الحارقة على ذاك الراهب اللعين...
و أكملت عامي الدراسي و جاءت فرصة عيد الميلاد المزعوم و اخذ الراهب المدير يعرض بضاعته المزجاة بأغلى السلع و إنما هي دراهم معدودة ...

فقام بتوزيع بعض الكتب الماجنة الهابطة عقائديا بغية إيصال الفكرة إلى الطلبة أثناء العطلة الميلادية....
و امتنعت عن اخذ تلك الكتب و استبدلتها من مكتبة الراهب بكتب فقاهية و بالرغم من ذلك كانت تلك الكتب يعتريها الحيّز الديني الواضح لدى القارئ الناضج...

و مرت الأيام و الشهور بله السنين و تبادلت الزيارات بين والدي و ذاك الراهب فعرض خدماته الإنسانية و قال لوالدي:
حبذا لو تأتي بابنك لنعلّمه مادة الحساب[6] ( و كل هذا من دون مقابل) اللهم الاّ استدراجي شيئا فشيئا"..



و اخذ والدي يحثّني على التعليم و المداومة عليه حتى أصبحت أشاهد الراهب صباحا مساء في المدرسة و في المنزل و الله المستعان.
و كم كان يراودني ذاك الشعور الغريب من ذاك الراهب أثناء شرحه الممل و عرضه المخلّ و قدّر الله أن أتتلمذ على يديه ....



و جاء ذلك اليوم ليعلن والدي الهجرة[7] من تلك المحلّة إلى شمال لبنان فذهب للراهب و اخبره بالخبر و قطع عليه الأمل فانتفض كالعصفور المبلول و انقطعت عنه الحلول و قال و بأعلى صوته (لا) لا...لا
و انقلب الراهب إلى والد قريب و الوالد إلى رجل غريب....
الراهب يمنع و الوالد يسمع....



و عندما رأى الراهب إصرار والدي على الهجرة قام يعرض بضاعته الباخسة و اغراءاته المائعة قائلا:
فالمنزل مؤمّن و المبيت مؤكّد و النزيل معزّز و الضيف مكرّم....و كان الحوار التالي:

أبى: لا أستطيع



- 5-





الراهب: إن ابنك (شاطر[8]) لا تضيّع علمه و موهبته...
أبى: لن اتركه هنا...
الراهب: طيب وجدت حلا"..
أبي:و ما هو؟
الراهب: سوف أؤمن لابنك سيارة نقل تقلّه يوميا إلى الشمال و ذلك بعد انتهاء دوام الدراسة..
أبي: لا لن اقبل.
الراهب: طيب اقلّه أنا بنفسي..
أبي:سوف اذهب بابني...
و عندها كشّر ذلك الراهب عن أنيابه و نقلب الهر النبيل إلى فهد شرّير و نجّاني الله تعالى منه و من كيده و مكره...

و قبل ذلك بقليل رأيت رؤية أثرت على حياتي و أرقت عيني وانقضت مضجعي...
رأيت فيما يرى النائم و كأن يوم القيامة اشرف والناس في هوسة و طوشة فهذا يتجه نحو اليمين و ذاك نحو الشمال و كنت أنا و امرأة( لم اعد أتذكر من هي) و ثلاثة رجال لا اعرفهم متخفّين وراء صخرة كبيرة نراقب الناس عن كثب و إذا بالناس يدخلون مسجدا كبيرا و إذا بشخص واقف بجانبنا فمن شدة طوله لم نستطع إدراكه بأبصارنا وحدّثتني نفسي انه الله تعالى(سبحانه و تعالى علوا كبيرا)
ثم قال لي.....



و سنكمل إن شاء الله في المجموعة الثانية....









------------------------------------------------------------ --------------------

[1] ذهبت ردود الاخوة الأفاضل و استفساراتهم عن حياتي الشخصية وأجوبتي على ذلك و هي كلها من الذكريات

[2] فهذا التعصب أبي بعض المسلمين أن يأخذوه بمأخذ الجد فكان الودّ و الحبّ و بالمقابل البعد عن الإيمان و العمل بمقتضاه.

[3] و هي و ما زالت حتى الآن ينتهز أهلها الفرص تلو الفرص ليشعلوا فتيل الحرب و المسلمون في سباتهم و نومهم العميق!!!

[4] و هي من المدن ذات الأغلبية النصرانية باستثناء بيوت قليلة من السنة و الشيعة

[5] ملاحظة: فربما قائل يقول إن ذكر مثل هذه الأشياء يدخل تحت باب المجاهرة بالمعاصي و لذا أقول:
فمن ذكر المعصية و هو تائب منها و ليتذكر فضل الله عليه ليس كمن ذكرها و هو متلبس بها مباه لها فتنبّه.

[6] و كنت وقتها لا احسن هذه المادة فكانت عثرة في طريقي...

[7] فلنعم الهجرة هذه...

[8] و هذه اللفظة ممّا بتداولها الكثير من المسلمين جاهلين معناها الصحيح و الاّ لعدلوا عنها إلى ما هو انسب...

و إنما معناها كما قال أهل اللغة قاطع الطريق أي مختلس الأموال و قاتل الناس...

علي سليم
22-08-2007, 17:55
المجموعة الثانية(2) من6الى10

-7-


بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين و على آله و صحبه أجمعين ثم أما بعد:

فهذه هي المجموعة الثانية تخرج اثر اختها الاولى عسى الله تعالى ان يشرح بها صدورا مغلقة و نفوسا مهملة....

و اتماما منّا للعهد الذي أخذناه و الوعد الذي أبرمناه نردف الاخرى تلو الاخرى بعون الله تعالى و تأيده...

و الى الرسالة:

فقال لي:
لا تقص رؤياك هذه الا على اربعة اشخاص (او نحو هذه العبارة) و لعدم انتباه و لغفلة ولهان.. رأيت العدد قد تجاوز الاربعة بل الى العشرات...

و لم ادر الحكمة من حصر هذا العدد بالقيد المذكور!!!

نعم قد قضيت اصعب المراحل هي تلك المراحل الجاهلية و كان عمري وقتئذ لم يتجاوز العاشرة و في هذه السن المبكرة تعلمت كل شيء غير مألوف لدى الطبائع البشرية كما اسلفت بالحديث عن بعض منها...

و كان لدي رفقة سوء لا يعادلها في السوء سوءا" ...فعلّموني كل شيء حتى السرقة(سرقة الاشياء التافهة التي لا قيمة لها) و لكنهاّ بداية الطريق...


و كنت وقتها اتقنت فنّ الرسم بحيث استطيع رسم ايّ شخص[1] بمجرد ان يجلس امامي... و طار اسمي و علا شأني و بتّ الرّسام الفنّان...
و كل هذا و الحمد لله انطمست معالمه و اندثرت قواعده عند اول وضع قدمي في طريق الهداية و الحمد لله اولا" و آخرا"...

المهم انني عانيت مرارة البعد عن الله تعالى بشتّى انواعه و مختلف الوانه الى ان منّ الله عليّ بهذه الهجرة المباركة[2] و لولاها لتهت كما تاه غيري...
و بعد ذلك ذهب والدي و ادخلني مدرسة داخلية و هناك كانت بداية الصحيحة للهداية و النهاية السليمة للبداية السقيمة..

فتعرفت الى اشخاص ذات صلة مع الله تعالى وعلى منهج سلفنا الصالح و وقتها كانت فتنة تدور رحاها و نار يتأججّ لهيبها بقيادة تلك الفرقة الضالة المضلة المسمّاة نفسها بالاحباش اتباع عبد الله الهرري عاقبهم الله عاجلا و آجلا"...
فكانوا لا يرحمون صغيرا و لا يوقّرون كبيرا ...فكل من اعتقد بمعتقد اهل السنة و الجماعة فهو كافر حلال الدّم و العرض و المال باستثناء من دنّس سريرته الطاهرة و فطرته السليمة بمعتقد شيخهم المحدّث[3] الجاهل....
و كنت اجهل مثل هذه الامور و علّمني ذاك الشاب العقيدة الصحيحة و اخذ ينوّرني بنور الهداية و حذّرني من هذه الفرقة و قال لي بالحرف الواحد:
(ايّاك ان تجهر بأن الله في السماء[4]) و كان من بين الطلبة ممن ينتسبون الى هذه الفرقة الظالمة


فرفعت صوتي و جهرت بمعتقدي و قلت : انّ الله في السماء
و اخذ صاحبي يستر فمي بيديه...و مرّت هذه الازمة على خير....

و ابتليت وقتها بصديق كان همّه الوحيد ان يقف في طريق هدايتي بل جيّش جميع اهل بيته بمساندة قريب منّي...
و كان اول كتاب وقع تحت يدي ( الدعاء المستجاب[5]) فاخذته بلهفة و قمت بتدوينه ريثما انتهي لأرد الكتاب الى اهله...
فكنت كلما امعن في القراءة اشعر باحساس غريب و فرحة عجيبة و لذلك نويت حفظه و باشرت في ذلك...

ثم اخذت الامانة بيميني و عندها حضر عدو هدايتي و جذب الكتاب مني و صاح بوجهي ثم مزّقه اربا اربا و بالمقابل كان قلبي هو الممزّق...

و بعدها نصب لي العداوة و اغراني بجميع انواع الغواية و الله المستعان
و كلما اخرج من واحدة بسلامة يكون قد نصب الاخرى للايقاع بي و بمآزرة امه الماكرة....

ثم بعد ذلك تعلمت قراءة القرآن و كنت مولعا فيه للذّة التي كنت اشعر بها قراءته و حدّدت لكل يوم صفحة واحدة لا اتعدّاها بغية قراءته على مهل و خوفا من اكماله(فكان احب الى قلبي عدم اكماله لاتلذذ بما هو جديد بالنسبة لي)

و كان فهمي للايات فهما معوجّا فأخذت حلاله و حرمته و كذلك حرامه و اردت الزام اهل بيتي بما يخالف القرآن من باب اعماله( و اهل بيتنا كانوا من اشد الاعداء علي فوقفوا في طريق هدايتي وقفات مزعجة و سنذكر منها فيما بعد ان شاء الله)

و عندما وصلت الى قوله تعالى( ...و حرّم عليكم صيد البحر ما دمتم حرما...) الاية

فصحت بوجه كل صائد لحيوان البحر و تاليا" عليه الاية المذكورة فربما عجزوا عن فهمها الصحيح كما عجزت انا...

و عندما وصلت الى قوله تعالى(افرايتم ما تحرثون)(ءانتم تزرعونه ام نحن الزارعون) فصحت بوجه كل زارع الارض و نهيته عن الزرع و من هؤلاء والدي(حفظه الله) و كان قد اتخذ بقعة صغيرة و شكّلها من مختلف انواع الزرع و حرّمت على نفسي الاكل منها....و الله انها لمصيبة...و هذا هو البلاء الذي يحمله تارك الجلوس بين يدي العلماء ...


و زيد في بلائي و شدّد عليّ فترصد لي اعداء الدعوة فمن المدرسة الى مكان عملي و وظيقتي والى مقرّ سباتي و مضجعي....

و هنا و في هذه اللحظة و بين تلك الازمة نبتت لحية الفطرة و كانت شعيرات هنا و هناك و وقف والدي يتوعّدني بحلقها فعملت بقوله عليه الصلاة و السلام( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)
و ممّا زاد الطين بلّة كثرة القيل و القال من قريب و صديق و كأنهم اجتمعوا نهارا و بيّتوا الامر

-9-
ليلا" و لسان حالهم(نحن او انت يا علي)
فهذا يوسوس بوساوسه الشريرة و ذاك ينفث بخبثه ليخرج ما اضمرته السريرة و كان والدي-حفظه الله- قد سخّر سمعه لهذه النفوس و قلبه ليعي ارشادها و جوارحه لتعمل بمضمونها...
فجاء من يغار عليّ من الارهاب و يخاف على عقلي من الضياع ليقول لوالدي( لا تدع ابنك ملازما للقرآن حتى لا يجنّ) و ما شابه هذه الاقوال...


و الحمد لله قد تخطّيت هذه العقبات و تجاوزت تلك المطبّات و ذلك بفضل رب العباد...
و بينما كنت اتخبّط ببراكين الجهل و مستنقعات الوحل جاءني من يقول انّ الشيخ الفلاني يريد التعرف اليك...
فذهبت اليه و دار الحديث بينا و همّه معرفة منهجي و همّي معرفة حزبه و فرقته فقطعت عليه الطريق في بدايته و التفكير عند اعماله و قلت له:
فانا اقرأ كتب شيخ ناصر الالباني...
فسألني عن الكتب التي قرأتها للشيخ
فذكرت له جلّ ما قرأت و من جملتها(صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم)
ثم عرض نفسه و هدر وقته لولا طاعة ربه و واعدني باول درس...
فاخذت ابعثر اوراقي و افتح ملفاتي و لسان حالي( ما هو انتماء الشيخ؟)
فسألت زيدا و عمرا و جاء الجواب مطابقا للواقع لولا الطلاق البائن الذي احدثه الشيخ من فترة وجيزة و اقدامه الى منهج سلفنا الصالح...


نعم كان انتماء الشيخ الى مجموعة حسن البنا-رحمه الله-....
ثم ترك ذلك و ارتمى في احضان اهل السنة والجماعة -- السلفية الحقة و كان بالنسبة لي نصرا مبينا و فتحا عزيزا"....
و كنت في هذه الفترة افتي بفتاوى عجيبة ما انزل الله بها من سلطان بل خالفت الكتاب و السنة و أقوال الخلّة و آتاني الشيطان من قبل جهلي....
حتى اصبح يشار اليّ بالبنان وو يتّهمني الفتيان قبل الشيبان...
و من هذه الفتاوى التي انطلق بها لساني و بغير سلطان من الله قولي بتحريم مصافحة بعض محارمي كعمتي و جدتي....
و هذه الفتوة مما زادت الطين بلّة و الازمة تعقدا....فلا حول و لا قوة الا بالله...
و بعد فترة رأيت رؤيا صالحة باذن الله تعالى و هي:
بينما كنت اسير على قدمي و اذا افاجأ برجل طبع على الجمال فوجهه كالقمر في ليلة البدر عيناه كالشمس في ليلة القدر....
رأيته جالسا جلسة متواضعة و بين يديه كتاب الله تعالى الانجيل و على رأسه طرحة بيضاء جمال على جمال و زد على ذلك النور الذي كان يخرج من وجنتيه و جبينه....
نعم انه عيسى عليه السلام( و الشيطان لا يتمثّل بالانبياء) فصفاته هي صفات عيسى كما هو معلوم في كتب المناقب...
فنظر اليّ و برق لمعان ساطع من عينيه مع قطرة ماء من خشية الله....لا اله الا الله
فبادرته سائلا: قل لي ..هل ربي راض عنّي؟
فلم اعد اذكر جوابه من بين جوابين:
اما ان قال لي (نعم) و اما انه اعرض عن جوابي....المهم انه لم يقل (لا...)

و رؤيا اخرى كلما اتذكرها اشعر بحلاوتها اعاد الله عليّ تلك الايام...

__________________



و لا يفوتني ان اذكر لكم معاناتي في الجاهلية...
حيث والدتي-حفظها الله- نزرت لقسيس من القساوسة ذبح خروف مقابل ضمان سلامة حياتي و ذلك بعد ابلاغها من قبل الطبيب بالخطر الذي كان ائنذاك يجول حولي....
و كنت خلال هذه الفترة اغدو مع اهل بيتي الى اماكن الشرك من مارجريس الى مارشليطا....فكنا-غفر الله لنا-نقضي الساعات تلو الساعات سيرا على الاقدام نتحمّل كل هذا العناء و الشقاء في سبيل تحقيق مآراب الشيطان....
و اذكر جيدا عندما كنا ندخل مع الداخلين و ربما نضع بعض الاموال تقربا و نأخذ زيتا تبركا و نرسم على نواصينا صليبا تحفظا...فلا حول و لا قوة الا بالله-
و بالفعل اشترى والدى شاة و ذبحها في دير من الاديرة(مارمارون) و صلينا في ذلك الدير- اقصد و اشركنا-....

و اما الرؤيا التي وعدتكم بذكرها فهي التالية:
بينما كنت نائما و اذا بي اجد قوسا و رمحا بين يدي و كانت والدتي ترافقني في هذه النزهة...
و خطر في بالي ان اطلق الرمح بغية الوصول الى الجنة و الاكل من ثمارها...
و بالفعل قمت باطلاق الرمح و بعد قليل و اذا بالرمح يرجع ادارجه حاملا ثمر من ثمار الجنة...
و اظنّه ملوّنا" و صغيرا...
فأخذته و ناولت والدتي بعضا منه و اكلت الجزء الاخر منه...
فوجدت طعم حلاوة غريبة و اعجز عن وصفها و هي في الحقيقة(ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر...)
و عندما اسيقظت فحدث ما لم يكن بالحسبان و انقلبت الرؤيا الى حادثة عين...
و سوف نكمل ان شاء الله في المجموعة الثالثة – يسر الله ذلك

أبوطروق
22-08-2007, 18:31
مذكرات تحمل أسى وحكمه بإسلوب شيق وراقي
منتظرين بقية مذكراتك

شكرا أخ علي وبارك الله فيك

علي سليم
22-08-2007, 21:20
و فيك بارك الله و ستاتيك البقية باذن الله....

صلفيق ابو قناة
23-08-2007, 02:20
علي سليم قصتك عجيبه أكمل أكمل بارك الله فيك

! فدرِآليــه !
23-08-2007, 02:38
,




---> كنتْ .. هنآ
ولي عودهٌ .. أكيد .

علي سليم
23-08-2007, 06:30
بارك الله فيكما...و سنكمل اليوم ان شاء الله تعالى....

جابر الهاجري
23-08-2007, 16:36
بارك الله فيكما...و سنكمل اليوم ان شاء الله تعالى....


يعطيك العافيه

متابع وبعدين

علي سليم
24-08-2007, 05:56
بسم الله الرحمن الرحيم ...
و اليكم اخواني القرّاء المجموعة الثالثة و الله من وراء القصد.

كنت قد توقفت في المجموعة الثانية عند رؤياي عندما استيقظت من النوم...
و اليوم – ان شاء الله – اكمل فأقول :
عندما اسيقظت و اذا بأثر الطعام ما زال موجودا ملموسا و ظل ذلك بضعة ايام....

و كنت خلال هذه الفترة امرّ بمرحلة صعبة جدا"...
فقد عاداني القريب و البعيد وجفاني الصديق و الرفيق...
و كنت قد تهيّأت للعمل بغية الحصول على لقمة عيش و كان صاحب ذاك المحل رجلا نصرانيا معتدلا -كما يقال- و قد زرع المولى في قلبه حبّه لي- و الحمد لله-
و كان لا يرفض لي طلبا و لا يجهد عليّ عملا" فكنت اصلي الجمعة في المسجد...
و قدّر الله تعالى لهذا الرجل السفر الى بلاد الالمان فوكّل مكانه رجلا نصرانيا متشددا و معاديا للاسلام و اهله و زد على ذلك انه حزبي مقيت...
و اخذ يستعمل و يستخدم شتّى الوسائل للنيل مني و الكيد بي...
و تعاون مع انصاره و تكاتفوا تحت شعار واحد جمّعهم عليه شيطانهم اللعين ( نحن او انت)
و اخذوا يمطرون عليّ وابلا من الاغراءات و بمختلف اصنافها فعصمني الله تعالى منها جميعها...
و مما ساعدهم على ذلك قلة باعي و ضعف حيلتي...
و دعوني الى حوار مغلق حول اثباتية ان للكون خالقا و صانعا...
و كان من بين الحاضرين رجلا ملحدا لا يؤمن بوجود خالق...
و كان الحوار التالي:
سألني احدهم:
ما دليلك على ان للكون خالقا و صانعا؟...و اخذ يقهقه هو و الآخرين...
و هنا التفت و كأني اصبت بمقتلي...فالاعداء من امامي و من خلفي و عن يميني و عن يساري...
و سألوا ليضحكوا...فاستعنت بالله تعالى و قلت لهم سائلا":
و كان احدهم جالسا على كرسي خشبي...قلت من صنع هذا؟
قالوا و بلسان واحد( طبعا النجّار) و اردفوا ذلك بقهقة ازعجتني...
و عندها قلت( ما رأيكم لو قلت لكم ان هذا الكرسي صنع نفسه بنفسه)
فتقهقه الجميع و قالوا امجنون انت؟ و كيف يصنع الكرسي نفسه بنفسه؟
فقلت تأتي المطرقة و تختار ما شاء لها من مسامير و قبل ذلك الواح خشبية وتقوم بدقّ المسامير بتلك الالواح و هكذا ليصبح عندنا كرسيّا خشبيا"...

قالوا هذا جنون....
قلت: طيب ايعقل ان يكون هذا الكون و بما فيه من كواكب و نجوم و خلائق و وحوش و و و...
صنع نفسه بنفسه؟
و هنا سكت الجميع و استعانوا بابليس اللعين و جاء ليصدنّهم عن الصراط المستقيم و وسوس لهم ببعض الاقاويل ...
قالوا الكرسي صنعه النجار و شاهده الناس فيعني هذا ان الكرسي مصنوع...و اما خالقك هذا فمن يشهد معه على صنعه لهذا الكون...
-13-

فقلت فكفى بالله شهيدا...
فتعالت صيحاتهم و تعانقت قهقهاتهم....فتركتهم و شأنهم...

و اليوم قابلت شخصا شيعيا و دار بيننا الحوار التالي:
الشيعي: الا تجتمعون نساء و رجالا في مكان واحد؟
انا: لا ...لا يجوز..
الشيعي: و لما
انا: هذا اختلاط و اختلاط الجنسين محرم.
الشيعي: هم اقاربك...هم اولو الارحام...
انا:لا يجوز ذلك الا بشروط...
الشيعي: و ما هي تلك الشروط؟
انا:قال تعالى( و لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروفا)
و قال ايضا( و لا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن و توبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون...)
فنهى المولى نساء النبي عليه الصلاة و السلام عن ترقيق كلامهن اثناء التحدث مع الاجانب خشية الفتنة و يدخل ضمنا تحت هذا نساءنا...
و نهى تعالى المرأة بان تضرب بارجلها لتسمع رنين خلخالها و هو زينة بلا شك و اظهاره اشد كما يفهم هذا من نص الاية الكريمة...

الشيعي: نعم
انا: هل يحصل هذا في الجلسة التي تسألني عنها...الست تسمع الترقيق بله القهقهة..
الست ترى الزينة مكشوفة؟ و....
قال: نعم
قلت: فيكفي هذا دليلا على تحريم مثل هذه الجلسات...
فهزّ برأسه هزّة غوغائيّة...
فسألته: هل انت معي؟
فضحك و تبسم ابتسامة المنهزم
فعاودت تكرار السؤال على مسامعه و قلت له:
اما ان تكون قد وافقتني و اما فلا و اذ كانت عدم الموافقة هي ما اخترته لنفسك و ما توصلت اليه فناقشني لافنّد لك اقوالك...
فأجابني و نسّأ جوابه بعد استشارة فضل الله شيخهم

فقلت له هذه: حيدة...لا تحد....فغيّر الموضوع من اصله...

و اليوم سألته عدة اسئلة و اوقعته بفضل الله في وديان الغيّ و التيه...
فسألته عن كيفية وضوئه:
فأجابني قائلا":اني اتوضأ كما ذكر المولى في القرآن
قلت و ما ذكر المولى في القرآن؟
فأجابني بقوله تعالى: (......اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الى المرافق و امسحوا برؤسكم و ارجلكم الى الكعبين...)
فقلت له:هل تغسل رجليك ام تمسح عليهما؟
-14-

فقال: امسح عليهما..
قلت: اذا لم تتوضأ كما امر الله تعالى.
فعاد يكرر عليّ الاية مع علامات استفهاميّة تراكمت على وجهه.
فقال كيف ذلك؟
فقلت امرك الله بغسل رجليك كما في الاية.
فقال: بل امرني بالمسح كما في الاية.
فقلت: لو كان ذلك كما تدّعيه لقال و ارجلكم بكسر الام ليس بنصبها.
و لانه نصب الارجل فاصبحت معطوفة على المنصوب و لا منصوب
غير الوجه و اليد...
و المعطوف يأخذ حكم المعطوف عليه و يعمل عمله...
فقال:سوف اسأل الشيخ عن ذلك...
فقلت: اعرف جواب شيخك قبل ان تسأله و لدي لكم مخرج...و لن اقول لك عن هذا المخرج...
فازداد غيظا على غيظ...
و بادرني سائلا: من هم اهل بيت الرسول صلى الله عليه و سلم؟
فقلت له(تمشّيا معه و هذا احد اقوال اهل السنة و الجماعة) علي و فاطمة و الحسن و الحسين.
فتبسم ابتسامة المنتصر..
فقلت له رويدا" اريد ان اسألك سؤالا"...
فقال تفضل:
قلت:ان كان اخوك في النسب عاصيا لله تعالى بينما كان اخوك في الدين و لنفترض انا مطيعا لله تعالى فأيهما تحبه اكثر( و هذا الشيعي يحب اخاه حبا كثيرة و هو في بلاد الغربة)
فقال احب اخي القريب الذي هو من امي و ابي...
فقلت له هذا غير صحيح و جواب عليل...
فقلت استمع لقوله تعالى و هنا بدأ يرجف و كأنه اراد ان يغيّر كلامه فاعطيته الفرصة و عاودت السؤال عليه فبقي على اجابته الاولى..
فقلت قال تعالى( لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا ءاباءهم او ابناءهم او اخوانهم.....الاية)
و كانت هذه الاية بمثابة القارعة التي قرعت اذنه قبل قلبه و الحمد لله.

و لنعد الى ذكريات الصبا فكنت كما اسلفت لا اميّز بين الصحيح و السقيم فآخذ الكلام من فيه الصوفي و السلفي و ,,,باستثناء الحبشي فاوقع الله في قلبي كرهم كرها شديدا"...
و اظنّ انه سيكون حتفي و موتي على ايديهم للرؤية التي رأيتها من فترة فعبرتها و عبّرها المعبرون فوافق تعبيري تعبيرهم فاسأل الله تعالى الثبات و التوفيق و سأقص عليكم في المرة القادمة رؤياي هذه...ان شاء الله تعالى.
و اكملت دراستي و عندما وصلت الى الصفّ البكالوريا و كان وقتها يلزمني الاقدام لنيل شهادة تخوّلني للعمل فيما بعد فعزمت عليها و اخذت احفظ من هذه العلوم الدنيوية و هي لا تضر بل تضر ان قصدها متعلّما للكيد بالمسلمين و تنفع ان كانت لنفع المسلمين و الامر يعود الى سريرة الطالب و نيّته...
و كانت عندنا مادة تدعى مادة الكترونيك و كلها تعتعمد على الحفظ ( اي الذي يحفظ و لا يفهم ربما يتفوق على صاحب الفهم) و حفظتها كلها رغم حجمها الكبير باستثناء اربعة مقاطع فكان عقلي اتّخذ حاجزا يمنعها من الدخول...
فقمت بكتابتها لكي اخون ( و هذه اول مرة ارتكب مثل هذه الفعلة) و هي لا تجوز...اللهم
-15-

غفرا...
و قدر الله تعالى ان تأتي هذه المقاطع الاربع في هذه الامتحانات و ما كان من هذا العبد الفقير الاّ ان يخرجها و ينسخها على ورقة الامتحانات و بالفعل بدأت بعميلة النسخ و من شدة خوفي اصابني مرض الرجف فتأثر بحركتي هذه الطاولة فاصدرت صوتا يوقظ النائم و ينبّه الغافل و اذا بالمفتّش يقترب مني و كان قبل قليل طرد احد زملائي عندما وجد معه صحيفة تحتوي على مقاطع في المادة المسؤؤلين عنها...
فرأيته و هو يقترب مني فاحمرّ وجهي و زاد خوفي و باشرني قائلا ترجّل...
و هنا حدث امر لم يكن بالحسبان و هو احد عجائب الدهر....و نكمل فيما بعد ان شاء الله



ففي الرابع و العشرين من رمضان لعام 1423 الموافق 29 تشرين الثاني
و بعد ان أديت صلاة الجمعة في احد مساجد طرابلس لبنان و اثناء مروري في احد شورعها و اذا برجل ذو بشرة بيضاء و شعر املس و هندام افرانجي ....
و اذا بهذا الرجل يرفع صوته معلنا الحرب على احد اخواننا الكرام بينما الوسيم يبادر اخونا بازكى انواع الشتائم و اخونا لا يزيد على تبسمه و هنا تدخل اخ لنا و بادره الوسيم بشتيمة تلو الشتيمة و يخلّل البسملة بين شتائمه قائلا( بسم الله عليك و على لحيتك)
و هنا تدخلت قائلا له( و ما علاقة اللحية بالموضوع) فقال هذا الامر لا يعنيك و بسم الله عليك انت ايضا و على لحيتك و اخذ يتكلم بكلام لا افهمه لانه خارج نطاق اللغة العربية فظننتها طلاسم فقلت:
اعوذ بالله منك فأظنه شتم لحيتي او ما شابه ذلك فأخذت باطراف قميصه و دفعته دفعا قويا و رفعت صوتي عليه و كدت ان ابتلى به...
و هنا زاد حشود الناس كناصرين للحق و اهله...
و اذا برجل يتغلغل بين الناس مستعملا يده لافساح الطريق له و صراخه ضاق به المكان و اذا هو على عكازة و برجل واحدة مقطوعة من الاعلى..
فوقف على رجله الصحيحة و انتزع عصاه و اردا ان يضرب بها ذاك الوسيم...
و تأزم الموقف و صار الكل ينال من المعتدي و بعد برهة من الزمن ذهب كل منا الى عمله و هرب الوسيم...
و الجميل في الذكر ان ذاك الوسيم كان لا يفتر عن قوله اللهم اني صائم...
ثم صافحني صاحب الرجل الواحدة و قال لي :
اتدري بماذا تفوّه هذا الخبيث؟
فاجبته بالنفي.
فقال: كان يتكلم بلغة سريانية او عبرية لم اعد اذكر و يشتم النبي صلى الله عليه و سلم...
فلا حول و لا قوة الا بالله.
و تمنيت لو نلت منه اكثر من ذلك و كان صاحبي هذا صاحب الرجل واحدة اراد قتله و اهدر دمه في نفسه كما صارحني في ذلك لولا تدخل الناس و ابعاده....

فهذه قصة من القصص المأساوية التي نعيشها في لبنان و مع شهر الله المبارك....
فاسأل الله تعالى الانتقام لدينه


يتبع ان شاء الله في المجموعة الرابعة