مشاهدة النسخة كاملة : استلم الفوائد البنكية
منذ زمن كنت اتابع الشيخ علي الطنطاوي(رحمه الله) في احد برامجه الافتائية في القناة السعودية .. اتصل رجل مستفتيا عما فعل في ارباح امواله لدى بنك سويسري حيث عندما قدموا له كشف الحساب وجد ارباح امواله مضافة.. فراسا طلب من البنك سحب تلك الارباح من حسابه مبررا ان المسلمين لا ياخذوا ارباح لاموالهم .. فعلم ذلك الرجل بعد ذلك ان تلك الارباح التي رفضها منحت لجمعية تنصيرية .. فثارت ثائرة الشيخ رحمه الله قائلا له لماذا لم تاخذ تلك الارباح وتتبرع بها لجمعية خيرية بدلا من ابقائها لدى المرابي الذي تزيده قوتا على رباه (ويكون ذلك بمثابة حسنة في تقليص قوة المرابي وليس صدقة ! )
وانا اقول لماذا العلماء لدينا لم يشرعوا تلك الفتوة بدلا من السذاجة التي نحن عليها حيث نحرم الجمعيات منها وابقائها لدى المرابي او البنك (الذي الف وراق له ذلك التحريم السائد لما يدر عليهم من ارباح طائلة) ويعتقدون ان لا يكون لهم في الموضوع حرمة ولا يسألون الى اين تذهب اموال الارباح تلك من ايدي المرابي وهكذا .. فالاموال شاركت المرابي فاقوم ايضا بمنحة الارباح وتقويته عجبا !!
سلام وتحية
صلفيق ابو قناة
05-08-2007, 08:36
رحم الله الطنطاوي كم أحببت ذلك الشيخ الجليل والأديب البارع
ورأيه مصيب في هذه المسئلة وكذلك بمسائل أخرى لا أريد فتح باب الجدل حولها ولكن هو كان بعيد النظر ومفكر حر وجريء لا يتردد عن مخالفة أقرب أساتذته وشيوخه ان رأى الصواب في مخالفتهم
شكرا يا أبو طاهر بتذكيرنا به رحمه الله فذكره يعطر المتصفح
خالد الشمري
05-08-2007, 08:47
^
^
^
^
^
هذا منين طلع :a:
حبيت اسلم عليك يابو قناه
وش علومك وش اخبارك وين هالغيبات
ورحم الله شيخنا الطنطاوي فقد قال الحق في
زمن مضى عجز الالاف من شيوخ السلاطين ان
يحجبو قوله
لاتحرمنا تعليقاتك على المواضيع فانت :thumb:
الشاهري العبيدي
05-08-2007, 09:04
الاصل حرمة الربا
وان الاموال المترتبه منها هى اوساخ
فان حدث هذا واتت اموال محرمه بدون العلم ولا النيه فالاصل هو التخلص منها مثال في تبرع يقبلها والتوبه لله من هذا العمل نهائيا
اما تشريع الربا فهذا امر خطير
شكرا لك ابو طاهر
مـنــــــاااال
05-08-2007, 09:46
لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، فقد جعل الله للناس سعة من أمرهم ، فلم يكلفهم بما لا يطيقون ، حتى لا يظن من انغمس في هذه المصيبة أن ترك الربا شيء لا يمكن حدوثه في العصر الحديث ، ثم بعد ذلك يحاول أن يجعله من الضرورات التي لا يمكن الإستغناء عنها .
إن الله قد هدانا وأرشدنا إلى سبيل الحق ، ثم الناس بعد ذلك إما شاكراً وإما جاحداً ،
" إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً " ،
فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ومن اتق الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " فيجب على المؤمن تحري الحلال وترك الحرام ، وحريٌ به أن يتورع عما اختلف فيه من المشتبهات حفظاً لدينه وعرضه .
أما عن الشيخ الطنطاوي رحمه الله
كان الشيخ الطنطاوي قوة فكرية من قوى الأمة الإسلامية ، ونبعاً نهل منه طالبو العلم ، والأدب في كل مكان ، كان قلمه مسلطا كالسيف سيالاً كأعذب الأنهار وأصفاها ، رائعة صورته ، مشرقاً بيانه ، وفي ذلك يقول عن نفسه ((أنا من "جمعية المحاربين القدماء" هل سمعتم بها ؟ كان لي سلاح أخوض به المعامع ، وأطاعن به الفرسان ، وسلاحي قلمي ، حملته سنين طوالاً ، أقابل به الرجال ، وأقاتل به الأبطال ، فأعود مرة ومعي غار النصر وأرجع مرة أمسح عن وجهي غبار الفشل . قلم إن أردته هدية نبت من شقه الزهر ، وقطر منه العطر وإن أردته رزية حطمت به الصخر ، وأحرقت به الحجر ، قلم كان عذباً عند قوم ، وعذاباً لقوم آخرين)).ـ
من باب الفائدة كتاباته في شبابه أقوى وأجمل أما بعد أن تولى القضاء
وأنشغل تغيرت كتابته الشي الكثير
أخي الفاضل
أبو طاهر .. طرحٌ هادف ومسألة ينبغي الحذر منها .. فقد أفدتنا جزاك الله عنا كُلِ خير
دمــتـــ بخير
تقديري وإحترامي
اخي صلفيك ابو قناة .. اشكرك على تعليقك الكريم .. وترحمك على علم من اعلام العلم .. والعلم الشرعي
سلام وتحية
هذا منين طلع .. طلع من جحر جرابيع شاهرا سيفه مقتادا الجرابيع المساكين خلف بعض !
هلابك اخ خالد الشمري نورت وشرفت المقال
سلام وتحية
هلا باخي الشاهري العبيدي .. صدقني انا نقلت معنى الحوار والذي اثار الشيخ .. التنصل من التفكير والتدبير .. فهل ما فعل ذلك المستفتي صوابا وهل من الصواب ترك الاموال الربحية للبنك بينما هناك حجات يبحثن لقمة العيش في القمائم وانتم بكرامة بل ايضا هناك من لا يجد قمامة ليأكل منها في العالم الاسلامي .. ونترك تلك الاموال للبنوك ونحرم منها من يموتون جوعا ؟ هل هذا هو الاسلام ؟
سلام وتحية
أما عن الشيخ الطنطاوي رحمه الله
كان الشيخ الطنطاوي قوة فكرية من قوى الأمة الإسلامية ، ونبعاً نهل منه طالبو العلم ، والأدب في كل مكان ، كان قلمه مسلطا كالسيف سيالاً كأعذب الأنهار وأصفاها ، رائعة صورته ، مشرقاً بيانه ، وفي ذلك يقول عن نفسه ((أنا من "جمعية المحاربين القدماء" هل سمعتم بها ؟ كان لي سلاح أخوض به المعامع ، وأطاعن به الفرسان ، وسلاحي قلمي ، حملته سنين طوالاً ، أقابل به الرجال ، وأقاتل به الأبطال ، فأعود مرة ومعي غار النصر وأرجع مرة أمسح عن وجهي غبار الفشل . قلم إن أردته هدية نبت من شقه الزهر ، وقطر منه العطر وإن أردته رزية حطمت به الصخر ، وأحرقت به الحجر ، قلم كان عذباً عند قوم ، وعذاباً لقوم آخرين)).ـ
اشكرك اخت منال وجزاك الله كل خير على هذه المعلومات عن الشيخ الجليل رحمه تعالى ... وانا والله اختي الكريمة نقلت ما سمعت وشاهدت ..
ومطالبا ان نكون اكثر نورا وحكمة في التعامل مع هذا العالم المالي الجديد الذي كما قلتي لا مناص من التعامل معه .. طبعا بحكمة الحكماء المسلمين كما فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى
سلام وتحية
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة
الربا وتدمير الأمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
ـ أما بعد ـ
إخوتاه
من أشراط الساعة ظهور الربا وفشوها .
فعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بين يدي الساعة يظهر الربا والزنى والخمر ". [ قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح ]
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب ، بل إن الذي لا يتعامل بها لابد أن يجد شيئا من غبارها .
ففي مستدرك الحاكم وسنن أبي داود وابن ماجه والنسائي وغيرهم عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليأتين على الناس زمان لا يبقى فيه أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه من غباره "
[ قال الحاكم : وقد اختلف أئمتنا في سماع الحسن عن أبي هريرة فإن صح سماعه منه فهذا حديث صحيح ] .
وقبل أن نخوض في هذه البلية الخطيرة ، نذكر أولا بأمور :
أولا : إن الله غيور ، يغار أن تنتهك محارمه ، فاتق غيرة الله .
ثانيا : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، فقد جعل الله للناس سعة من أمرهم ، فلم يكلفهم بما لا يطيقون ، حتى لا يظن من انغمس في هذه المصيبة أن ترك الربا شيء لا يمكن حدوثه في العصر الحديث ، ثم بعد ذلك يحاول أن يجعله من الضرورات التي لا يمكن الاستغناء عنها .
ثالثا : إن الله قد هدانا وأرشدنا إلى سبيل الحق ، ثم الناس بعد ذلك إما شاكرا وإما جاحدا ، " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " ، " فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ومن اتق الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " فيجب على المؤمن تحري الحلال وترك الحرام ، وحري به أن يتورع عما اختلف فيه من المشتبهات حفظا لدينه وعرضه .
رابعا : أساس شريعة الله قائم على تحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم ، ولا يمكن بحال أن يجعل الله العز والمنعة والتقدم والحضارة لقوم بمعصيته جل وعلا، فما عند الله لا ينال إلا بطاعته .
خامسا : أن سبيل النجاة واضح جلي لمن أراد الله والدار الآخرة ، ولا يظنن ظان أن في اتباعه لسبيل الله جل وعلا العنت والمشقة ، فالله رفع عن الناس الحرج ، وقد أرشدهم لنجاتهم بأن يحصنوا أنفسهم ويبتعدوا عن المهالك ومواطن الشبهات ، ويتحصنوا بسترة من الحلال تكفيهم مغبة الوقوع في الحرام .
• عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال " [ صححه الشيخ الألباني ]
سادسا : المعصوم من عصمه الله ، ومن وجد الله كافيه مثل هذه البلايا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ، ألا ترى هذه الصيحات التي تعلو بين حين وآخر طالبة النجاة من وحل هذه البلية ، لكن هيهات بعد أن تستحكم الأمور وتبدو الأمور على صورتها الحقيقية ، ويتبين للناس أن شرع الله هو الحق وأن ما دونه هو الباطل ولابد ، ولكن الناس لا يوقنون .
لأجل ذلك ينبغي أن نعلم أن طلب الحلال أمر لازم وفريضة من أعظم الفرائض، وأن ذلك هو الحصن الحقيقي من شرور هذه البلايا والفتن .
تحري الحلال
قال الله تعالى " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم" .
قال القرطبي : سوى الله تعالى بين النبيين والمؤمنين في الخطاب بوجوب أكل الحلال وتجنب الحرام ، ثم شمل الكل في الوعيد الذي تضمنه قوله تعالى: "إني بما تعملون عليم" صلى الله على رسله وأنبيائه. وإذا كان هذا معهم فما ظن كل الناس بأنفسهم .
وقد حثنا الشرع الحنيف إلى طلب الحلال وترك الحرام
• عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " طلب الحلال واجب على كل مسلم " [ قال الهيثمي في المجمع : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن ]
فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين يزرق من يشاء بغير حساب وهو أعلم بالشاكرين
• أخرج الحاكم في المستدرك وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع " لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه آخر رزق هو له، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام "
وفي تحري الحلال وترك الحرام فوائد عظام :
1. أكل الحلال صلاح للقلوب ، وأكل الحرام من أخطر مهلكات القلوب ومبددات الإيمان .
أما ترى رسول الله حين قال " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات …….. عقب ذلك بقوله " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "
قال المناوي : فهو ملك والأعضاء رعيته ، وهي تصلح بصلاح الملك ، وتفسد بفساده وأوقع هذا عقب قوله " الحلال بين " إشعاراً بأن أكل الحلال ينوره ويصلحه والشُّبه تقسيه .
2. أكل الحلال نجاة من الهلاك .
ومن وقع في الحرام فهو داخل في قوله تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " إذ هو في مظنة الهلكة إلا أن يتغمده الله برحمته فيتوب عليه .
قال سهل بن عبد الله : النجاة في ثلاثة : أكل الحلال، وأداء الفرائض، والاقتداء بالنبي صلى اللّه عليه وسلم .
وقال : ولا يصح أكل الحلال إلا بالعلم ، ولا يكون المال حلالا حتى يصفو من ست خصال : الربا والحرام والسحت والغلول والمكروه والشبهة .
3. ومن أكل الحرام حرم لذة الإيمان فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا
قيل : من أكل الحلال أربعين يوما نور الله قلبه وأجرى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه .
قال بعضهم : من غض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، وعمر باطنه بالمراقبة وتعود أكل الحلال لم تخطئ فراسته .
4. ما نبت من حرام فالنار أولى به
عن كعب بن عجرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي ، فمن غَشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، ولا يرد علي الحوض ، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض .
يا كعب بن عجرة : الصلاة برهان ، والصوم جنة حصينة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.
يا كعب بن عجرة : إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به .
[ قال الترمذي :حديث حسن غريب وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي (501) ]
فشو الحرام
إذا علمت هذا فاعلم أن النبي أخبرنا أن الحرام سيطغى في آخر الزمان ، حتى لا يتبين الناس ولا يستوثقون من حل وحرمة أموالهم .
ففي البخاري ومسند الإمام أحمد قال صلى الله عليه وسلم " ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال ، أمن حلال أم من حرام " .
وفي لفظ عند النسائي " يأتي الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام " .
أما ترى أن هذا هو زماننا ورب العزة ، أما ترى تكالب الناس من أجل تحصيل مغريات الدنيا التي تتفتح عليها أعينهم ليل نهار ، فلا يبالون بشيء سوى جمع المال من أي وجه ، حلال أو حرام لا يهم ، المهم هو جمع المال للحصول على المحمول والدش والسيارات الفارهة وقضاء الأوقات في ديار الفجور والعربدة و…….و…….و,,,,, الخ
من أجل ذلك تعقدت الأمور ، وصار الناس في حيرة من أمرهم ، فما يمر يوم إلا وتجد من يسألك عن هذا الذي يبيع الدخان أو الخمور أو يعمل في شركة سياحة أو يعمل في بنك ربوي أو يتعامل بالربا ، أو الذي بنى ثروته من البداية بتجارة المخدرات ويريد أن يتوب ولا يعلم ماذا يصنع في ماله ، وذاك الذي يعمل كوافيرا أو يبيع ملابس النساء العارية التي يعلم أن التي ستلبسها ستفتن بها شباب المسلمين في الشوارع ، وهذا الذي يعمل في السينمات والمسارح والكباريهات و … و … الخ رب سلم سلم
ومن المؤسف والمخجل أنك تستمع للأولاد وهم لا يدرون كيف يأكلون من مال أبيهم وهم يعلمون أنه حرام ، وتجدك في كل مرة تبحث لهؤلاء عن مخرج وقد ضيق الناس على أنفسهم سبل الخير والحلال ، ومن هنا شاعت الفتاوى عن المال المختلط وأحكامه وغيرها مما هو على هذه الشاكلة .
أما كان السبيل رحبا واسعا فضيقتموه باتباع الهوى واللهث وراء المال من غير وجه حله ، " أما يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين "
أنواع من البيوع الفاسدة
ولعلنا هنا مضطرون أن نتكلم سريعا عن بعض المعاملات المالية الفاسدة التي شاعت بين الناس ، ولا ينتبه إليها أحد . لكن على وجه الإجمال دون التوسع والإلمام بطرف ليناسب ما نحن بصدده .
فمن ذلك :
1) ما يسمى شرعا ببيع النجش .
وهو أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها ليخدع غيره ، ويجره إلى الزيادة في السعر .
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تناجشوا " إذ هذا نوع من الخداع ولا شك ، وقد قال صلى الله عليه وسلم " المكر والخديعة في النار " وأنت تجد هذه الصورة متكررة في المزادات ، ومعارض بيع السيارات ، وبعض المحال التجارية وهذا كسب خبيث لو يعلمون .
2) ما يسمى ببيع الغرر
ومثاله أن يبيع المجهول كاللبن في الضرع ، والسمك في البحر ، والمحصول قبل جنيه ، أو ما يسمى ببيع الثُنَيَّا كأن يقول لك : خذ هذا البستان إلا بعض الزرع من غير تحديد فهذا المستثنى مجهول ، أما إذا كان معروفا فلا حرج .
3) بيع المحرم والنجس
ومثال ذلك : بيع الخمور والمخدرات ، وبيع أشرطة الأغاني ، بيع المجلات الفاسدة المروجة للأفكار الخبيثة والصور الخليعة والعارية
ويدخل في ذلك ـ مثلا ـ من يبيع السلاح في وقت الفتنة ، أو من يبيع العنب لمن يستخدمه في صناعة الخمور ، وهكذا خذها قاعدة هنا كل ما أدى إلى حرام فهو حرام ، وقد قال الله تعالى " وتعاونوا إلى البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " وقال العلماء : الوسائل تأخذ حكم المقاصد فتنبه ، لأن المقولة الشائعة الآن أن يقال لك : ما لي أنا ، أنا أعطيتها الفستان ولا أدري هل ستستخدمه في الحلال لزوجها أو تتكشف به في الشوارع ، والمرأة أمامه متبرجة وهو يدري تماما أن ما هذا إلا لمعصية الله " بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره " أو هذا الذي في البنك يقول : وأنا مالي أ أنا الذي تعاملت بالربا ، أنا فقط مضطر لأن أعمل في البنك لأطلب الرزق .
والكل يتنصل من المعصية ، وكأنه لا دور له في إيقاعها فلو تعاون الناس على فعل الخيرات وترك المنكرات لما وصل الحال إلى ما نحن فيه الآن ، فالكل مشترك في المعصية فليتأمل مثل ذلك .
4) بيع المسلم على بيع أخيه ، أو سومه على سوم أخيه
مثاله : أن يذهب الرجل للبائع فيقول له : رد هذه المال على صاحبه وأنا سأشتري منك هذه السلعة بأزيد من سعرها ، أو العكس يذهب للمشتري ويقول له بكم اشتريتها ؟ فيقول له : بكذا ، فيقول له : ردها عليه وأنا أعطيك إياها بأقل من ثمنها .
أو يزايد ويساوم أخاه في سلعة لم توضع للمزايدة والمساومة بعد .
وأظن أن هذه الصورة منتشرة بشكل واسع وقد قال صلى الله عليه وسلم " لا يبع الرجل على بيع أخيه " [ متفق عليه] [1]
5) بيع العربون
وهو أن يدفع المشتري من ثمن السلعة التي يريدها جزءا على ألا يرد عند الفسخ . بمعنى أنك تذهب للبائع وتعطيه جزءا من المال فإن كان من ثمن السلعة فلك أحقية رده عند الفسخ وهذه الصورة لا شيء فيها ، وإنما الصورة الممنوعة أن يكون هذا العربون غير قابل للرد .
5) بيع العينة
مثل أن يبيع سلعة بأجل ، ثم يقوم هو بشرائها نقدا أو أحد عماله احتيالا ليأخذها بأقل من ثمنها .
صورتها : أن تبيع ثلاجة مثلا بألف جنيه تدفع بعد سنة ، فتذهب أنت أو أحد أعوانك المهم تعود لتشتري نفس الثلاجة بأقل من ثمنها نقدا وفي الحال فتشتريها بـ 800 جنيه مثلا . فهذه الصورة حرام لا تجوز .
6) البيع عند النداء الأخير لصلاة الجمعة
هذا البيع حرام وهو منتشر للأسف لا سيما في الأسواق ، وقد قال الله تعالى " إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " .
7) بيع السلعة قبل قبضها
مثاله : إذا اشترى إنسان سلعة من مخزن أو دكان مثلا وجاء صاحب المخزن أو الدكان وبين له السلعة بعينها واتفقا ، فلا يجوز للمشتري أن يبيعها في محلها بمجرد هذا البيان والاتفاق ، ولا يعتبر ذلك تسلما ، بل لابد لجواز بيع المشتري لها من حوزه للسلعة إلى محل آخر
روى الإمام أحمد عن حكيم بن حزام أنه قال : قلت : يا رسول الله إني أشتري بيوعا ما يحل لي منها وما يحرم علي .
قال : إذا اشتريت شيئا فلا تبعه حتى تقبضه .
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم .
ولما رواه أحمد ومسلم عن جابر رضي الله عنه أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا ابتعت طعاما فلا تبعه حتى تستوفيه " .
وفي رواية لمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من ابتاع طعاما فلا يبيعه حتى يكتاله .
من المعاملات المالية المحرمة المنتشرة أيضاً :
8) التأمين
وقد صدرت الفتاوى الشرعية من المجامع الفقهية المختلفة لتؤكد عدم جواز التأمين التجاري بكل صوره ، لأنها عقوده مشتملة على الضرر والجهالة والربا والمقامرة وما كان كذلك فهو حرام بلا شك .
ومن ذلك شهادات الاستثمار وصناديق التوفير وفوائد القروض الربوية والتي سيأتي الحديث عنها في موضوع الربا .
وهاكم بيان لحقيقة الربا وخطورتها ، وما توعد الله به من يقع في مثل هذه المعاملات .
الربا من أخطر البلايا التي تهدد المجتمع المسلم
قال الله تعالى " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {275} يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ {276} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {277} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {278} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ {279} وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {280} وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {281}
ما الربا ؟
الربا في اللغة : الزيادة مطلقا .
قال القرطبي : ثم إن الشرع قد تصرف في هذا الإطلاق فقصره على بعض موارده .
فمرة : أطلقه على كسب الحرام .كما قال الله تعالى في اليهود : "وأخذهم الربا وقد نهوا عنه" [النساء: 161]. ولم يرد به الربا الشرعي الذي حكم بتحريمه علينا وإنما أراد المال الحرام ، كما قال تعالى: "سماعون للكذب أكالون للسحت" [المائدة: 42] يعني به المال الحرام من الرشا، وما استحلوه من أموال الأميين حيث قالوا : " ليس علينا في الأميين سبيل " [آل عمران: 75]. وعلى هذا فيدخل فيه النهي عن كل مال حرام بأي وجه اكتسب.
والربا الذي عليه عرف الشرع : الزيادة في أشياء مخصوصة ( يعنون بذلك الأموال الربوية كما سيأتي) .
أنواع الربا
1) ربا الفضل :
وهو البيع مع زيادة أحد العوضين المتفقي الجنس على الآخر .
• فالأصل أن الشيئين ( العوضين) إذا كانا من جنس واحد واتفقا في العلة [ كانا موزونين أو مكيلين ] لابد لذلك من شرطين :
أ) التساوي وعلم المتعاقدين يقينا بذلك .
ب) التقابض قبل التفرق .
• وإذا كانا مختلفين في الجنس ومتحدين في العلة كبيع قمح بشعير مثلا فلا يشترط إلا التقابض وتجوز المفاضلة .
• أما إذا اختلفا في الجنس والعلة كأن تبيع قمحا بذهب أو فضة فلا يشترط فيه شيء من ذلك .
عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الذهب بالذهب. والفضة بالفضة. والبر بالبر. والشعير بالشعير. والتمر بالتمر. والملح بالملح. مثلا بمثل. سواء بسواء. يدا بيد. فإذا اختلفت هذه الأصناف، فبيعوا كيف شئتم، إذا كان يدا بيد ".[ أخرجه مسلم (1587) ك المساقاة ، باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا ]
2) أما ربا النسيئة : فهو زيادة الدين في نظير الأجل ، وهو ربا الجاهلية الذي كانوا يتعاملون به ، فكان الرجل إذا أقرض آخر على أجل محدد ، فإذا جاء الأجل ولم يستطع الأداء قال له : تدفع أو ترابي فيزيده في نظير زيادة الأجل.
خطورة الربا
1) أكل الربا يعرض صاحبه لحرب الله ورسوله ، فيصير عدوا لله وسوله
قال الله تعالى " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون " .
قيل المعنى :إن لم تنتهوا فأنتم حرب لله ولرسوله ، أي أعداء.
فهي الحرب بكل صورها النفسية والجسدية ، وما الناس فيه الآن من قلق واكتئاب وغم وحزن إلا من نتاج هذه الحرب المعلنة لكل من خالف أمر الله وأكل بالربا أو ساعد عليها ، فليعد سلاحه إن استطاع ، وليعلم أن عقاب الله آت لا محالة إن آجلا أو عاجلا ، وما عهدك بمن جعله الله عدوا له وأعلن الحرب عليه رب سلم سلم .
2) آكل الربا وكل من أعان عليه ملعون .
قال صلى الله عليه وسلم " آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهداه ، إذا لمسوا ذلك ، والواشمة، والموشومة للحسن ، ولاوي الصدقة ، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة، ملعونون على لسان محمد يوم القيامة "[2] واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى .
3) أكل الربا من الموبقات
قال الله تعالى : " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس "
قال ابن عباس في قوله : " الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش " قال : أكبر الكبائر الإشراك بالله عز وجل ، قال الله عز وجل " ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة " ثم قال : وأكل الربا لأن الله عز وجل يقول " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " [ قال الهيثمي في المجمع : رواه الطبرانى وإسناده حسن ] .
وحقيقة الكبيرة أنها كل ذنب ورد فيه وعيد شديد ، وقد جاء مصرحا بهذا في الصحيحين وغيرهما فعد رسول الله أكل الربا من السبع الموبقات . قال صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله ، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " [3]
4) عقوبة آكل الربا أنه يسبح في نهر دم ويلقم في فيه بالحجارة
وعن سمرة بن جندب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال من رأى منكم الليلة رؤيا قال فإن رأى أحد قصها فيقول ما شاء الله فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم رؤيا قلنا لا قال لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة وفي سياق القصة قال ـ صلى الله عليه الصلاة والسلام ـ : " فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان ثم فسر له هؤلاء بأنهم آكلوا الربا " . [ رواه البخاري ] .
5) ظهور الربا سبب لإهلاك القرى ونزول مقت الله
قال صلى الله عليه وسلم " إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " [ أخرجه الطبراني في الكبير الحاكم في المستدرك عن ابن عباس ، صححه الألباني في صحيح الجامع [679] ] .
6) مآل الربا إلى قلة وخسران .
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة " [ رواه ابن ماجه والإمام أحمد وصححه الشيخ الألباني ] .
7) أكل الربا من أسباب المسخ .
وفي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن غنم وأبي أمامة وابن عباس " والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير" [ رواه عبد الله بن الإمام أحمد في المسند وكذا ابن أبي الدنيا كما ذكره ابن القيم في إغاثة اللهفان ]
الربا شقيقة الشرك .
" الربا سبعون بابا، والشرك مثل ذلك " وفي رواية لابن ماجه " الربا ثلاثة وسبعون بابا " [ أخرجه البزار عن ابن مسعود وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (3538) ، (3540) ]
8) الربا أشد من ستة وثلاثين زنية
• قال صلى الله عليه وسلم " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية " [أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن عبد الله بن حنظلة وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (3375) ]
• وفي لفظ عند البيهقي من حديث ابن عباس " درهم ربا أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به " .
• وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أنس قال: " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الربا وعظم شأنه، فقال: إن الرجل يصيب درهما من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم " .
9) أدنى الربا ذنبا كمثل من زنا بأمه .
عن ابن مسعود قال : قال صلى الله عليه وسلم : " الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم "
[أخرجه الحاكم في المستدرك وصحح الحافظ العراقي في تخريج الإحياء إسناده وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (3539) ]
وعن البراء بن عازب مرفوعا " الربا اثنان وسبعون بابا ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه "
[ أخرجه الطبراني في الأوسط وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع “3537” ]
قال الطيبي : المراد إثم الربا ، ولا بد من هذا التقدير ليطابق قوله أن ينكح " ثلاثة وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم " .
قال الطيبي : إنما كان الربا أشد من الزنا لأن فاعله حاول محاربة الشارع بفعله بعقله قال تعالى " فأذنوا بحرب من اللّه ورسوله " أي بحرب عظيم فتحريمه محض تعبد وأما قبيح الزنا فظاهر عقلاً وشرعاً وله روادع وزواجر سوى الشرع فآكل الربا يهتك حرمة اللّه ، والزاني يخرق جلباب الحياء .
بيان حكم الشرع في بعض المعاملات الشائعة
أولا : الفوائد المصرفية
صدرت الفتاوى المتتابعة من علماء العصر والصادرة عن المجامع الفقهية بحرمة أخذ فوائد البنوك .
1) فمن ذلك فتوى الشيخ بكري الصدفي مفتي الديار المصرية (سنة 1325هـ 1907م ) عن دار الافتاء المصرية .
2) وكذا الشيخ عبد المجيد سليم (سنة 1348هـ 1930م ) بتحريم استثمار المال المودع بفائدة البتة ، والفتوى الصادرة عنه (سنة 1362هـ 1943م ) بأن أخذ الفوائد عن الأموال المودعة حرام ولا يجوز التصدق بها ، ( وسنة 1364هـ 1945م ) بأنه يحرم استثمار المال المودع في البنك بفائدة ، وأن في الطرق الشرعية لاستثمار المال متسع للاستثمار .
3) وأصدر الشيخ الدكتور / عبد الله دراز بحثه (سنة 1951م) بأن الإسلام لم يفرق بين الربا الفاحش وغيره في التحريم . [ محاضرة ألقاها في مؤتمر القانون الإسلامي بباريس وهي مطبوعة باسم الربا في نظر القانون الإسلامي ]
4) كما أفتى الشيخ / محمد أبو زهرة (1390هـ 1970) بأن الربا زيادة الدين في نظير الأجل وأن ربا المصارف هو ربا القرآن وهو حرام ولا شك فيه ، وأن تحريم الربا يشمل الاستثماري والاستهلاكي في رد دامغ للذين يرددون أن الضرورة تلجئ إلى الربا [ بحوث في الربا ، ط دار البحوث العلمية 1970م ].
5) وأفتى الشيخ / جاد الحق علي جاد الحق مفتي الديار المصرية (سنة 1399هـ 1976م ) بأن سندات التنمية وأذون الخزانة ذات العائد الثابت تعتبر من المعاملات الربوية المحرمة ، وأن إيداع المال بالبنوك بفائدة ربا محرم سواء كانت هذه المصارف تابعة للحكومة أو لغيرها .
6) كما صدر عن المؤتمر الثاني للمصرف الإسلامي بالكويت (سنة 1403هـ 1983 م ) بحضور كوكبة من أبرز العلماء والاقتصاديين بيانا بأن ما يسمى بالفائدة في اصطلاح الاقتصاديين هو من الربا المحرم .
7) ناهيك عن الفتاوى الصادرة عن المجمع الفقهي بمكة المكرمة ، واللجنة الدائمة للإفتاء والإرشاد بالمملكة العربية السعودية .
ثانيا: شهادات الاستثمار وصناديق التوفير
صدرت عن مفتي الديار المصرية فضيلة الشيخ / جاد الحق علي جاد الحق (سنة 1400هـ 1979 م ) الفتوى بأن فوائد شهادات الاستثمار وشهادات التوفير من الربا المحرم ، وأنها لا تعد من قبيل المكافأة أو الوعد بجائزة .
و(سنة 1401هـ 1981م) بأن شهادات الاستثمار (أ ، ب ) ذات الفائدة المحددة المشروطة مقدما زمنا ومقدارا داخلة في ربا الزيادة المحرم .
و(سنة 1980 م) بأن الفائدة المحددة على المبالغ المدخرة بصناديق التوفير بواقع كذا في المائة ، فهي محرمة لأنها من باب الربا (الزيادة المحرمة شرعا ) .
ومن أراد أن يتثبت من هذا كله فليراجع فتاوى دار الإفتاء المصرية كل في سنته وتاريخه .
------------------
[1] أخرجه البخارى (5142) ك النكاح ، باب لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع ، ومسلم (1412) ك البيوع ، باب تحريم بيع الرجل على بيع الرجل وسومه على سوم أخيه – واللفظ له -
[2] أخرجه النسائي عن ابن مسعود ، و صححه السيوطي والألباني “صحيح الجامع [5] “ ، “ تخريج الترغيب 3/49 “ }
[3] متفق عليه أبو داود النسائي عن أبي هريرة ، وهو في صحيح الجامع [144] ، “ الإرواء/ 1202 ، 1335 ، 2365 “ }
وكتبه
محمد بن حسين يعقوب
الصفحة الرئيسة:surprised
الربا في الشريعة الإسلامية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح, بحث
الربا في اللغة هو الزيادة ، وفي الشرع عبارة عن عقد فاسد بصفة سواء كان هناك زيادة ، أو لا ألا ترى أن بيع الدراهم بالدراهم نسيئة ربا وليس فيه زيادة والربا حرام بالكتاب والسنة ، أما الكتاب فقوله : تعالى وحرم الربا ، وأما السنة فقوله : صلى الله عليه وسلم أكل درهم واحد من الربا أشد من ثلاث وثلاثين زنية يزنيها الرجل ومن نبت لحمه من حرام فالنار أولى به وقال ابن مسعود آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده إذا علموا به ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة كذا في النهاية . قال رحمه الله : ( الربا محرم في كل مكيل وموزون إذا بيع بجنسه متفاضلا ) سواء كان مأكولا ، أو غير مأكول . قوله : ( فالعلة فيه الكيل مع الجنس ، أو الوزن مع الجنس ) ويقال : القدر مع الجنس وهو أشمل ; لأنه يتناول الكيل ، والوزن معا بخلاف لفظ الكيل فإنه لا يتناول الوزن ولفظ الوزن لا يتناول الكيل ، وأما لفظ القدر فيشملهما معا . وقال الشافعي العلة الطعم مع الجنس في المطعومات والثمنية في الأثمان وقال مالك العلة الاقتيات والادخار مع الجنس وفائدته فيمن باع قفيز نورة بقفيزي نورة لا يجوز عندنا لوجود الكيل مع الجنس وعند الشافعي يجوز لعدم الطعم وكذا يجوز بيع بطيخة ببطيختين وبيضة ببيضتين وحفنة بحفنتين عندنا لعدم الكيل ولا يجوز عنده لوجود الطعم قال في الهداية وما دون نصف صاع في حكم الحفنة ; لأنه لا تقدير في الشرع بما دونه حتى لو باع خمس حفنات من الحنطة بست حفنات منها وهما لا يبلغان حد نصف صاع جاز البيع ولو باع حفنة بقفيز لا يجوز كذا في النهاية قال : لأنه إذا كان أحد البدلين لا يبلغ حد نصف صاع ، والآخر يبلغه ، أو يزيد عليه فبيع أحدهما بالآخر لا يجوز وكذا ما يدخل تحت الوزن كالحديد والرصاص فإن الربا يثبت فيه عندنا لوجود القدر وهو الوزن والجنس وعنده لا يثبت فيه لعدم الطعم والثمنية والجنس بانفراده يحرم النساء عندنا . وقال الشافعي رحمه الله تعالى لا يحرم النساء بيانه إذا باع هرويا بهروي ، أو مرويا بمروي نسيئة لا يجوز عندنا وعنده يجوز وكذا إذا باع شاة بشاة نسيئة لا يجوز عندنا وعنده يجوز وكذا إذا باع عبدا بعبد إلى أجل لا يجوز لوجود الجنسية وهي بانفرادها تحرم النساء وأجمعوا على أن التفاضل يحل .
اشكرك اخي محارب على هذه الكتب (وليس التعليق) اخي بارك الله فيك ماذا استفاد المسلمين من تلك الفتاوى ؟ هل انتهت المجاعات والفقر في العالم الاسلامي ؟ لقد تأخرت في الرد محتارا فيما اعلق لتلك الكتب التي سردت ؟
لكن ليس انت الملام بل الآخرين الذين تجاهلوا قول الحق في موضوع معاصر يهم المسلمين !
لذا اطالب الادارة بتثبيت الموضوع حتى يأتي الجواب الشافي ممن يدافع عن بعض العلماء رغم احباطهم في نشر هذه التوعية وتشريعها بين المسلمين .. كي لا يستفيد المرابين .. بل يستفيد منها المسلمين بما ان الفائدة حق لصاحب الحساب الذي سوف يسأل بين يدي الله عز وجل عن مصير تلك الارباح كون المستطيع الوحيد في اخذها من البنك هو صاحب الحساب طبعا والذي اعطي الاحقية للبنك بدلا من الجمعيات الخيرية في اخذها !!
سلام وتحية
اعدت الموضوع للصدارة لكون اخي فتى البيداء الذي يقلل من مكانة الشيخ الجليل العلامة محمد علي الطنطاوي رحمه الله
فاطلب منه مشكورا مناقشة الامر هنا في هذا المقال عن وجوب اخذ الفوائد البنكية ومنحها لضعاف المسلمين ليرى الردود كلها ممكن تخدم رؤيته !
سلام وتحية
منذ زمن كنت اتابع الشيخ علي الطنطاوي(رحمه الله) في احد برامجه الافتائية في القناة السعودية .. اتصل رجل مستفتيا عما فعل في ارباح امواله لدى بنك سويسري حيث عندما قدموا له كشف الحساب وجد ارباح امواله مضافة.. فراسا طلب من البنك سحب تلك الارباح من حسابه مبررا ان المسلمين لا ياخذوا ارباح لاموالهم .. فعلم ذلك الرجل بعد ذلك ان تلك الارباح التي رفضها منحت لجمعية تنصيرية .. فثارت ثائرة الشيخ رحمه الله قائلا له لماذا لم تاخذ تلك الارباح وتتبرع بها لجمعية خيرية بدلا من ابقائها لدى المرابي الذي تزيده قوتا على رباه (ويكون ذلك بمثابة حسنة في تقليص قوة المرابي وليس صدقة ! )
وانا اقول لماذا العلماء لدينا لم يشرعوا تلك الفتوة بدلا من السذاجة التي نحن عليها حيث نحرم الجمعيات منها وابقائها لدى المرابي او البنك (الذي الف وراق له ذلك التحريم السائد لما يدر عليهم من ارباح طائلة) ويعتقدون ان لا يكون لهم في الموضوع حرمة ولا يسألون الى اين تذهب اموال الارباح تلك من ايدي المرابي وهكذا .. فالاموال شاركت المرابي فاقوم ايضا بمنحة الارباح وتقويته عجبا !!
سلام وتحية
أثرت بعد تعليقي الآتي للاخ منصور الغائب والآخرين ان يعلقوا عليه كلا التزم السكون .. لذا احببت ان اضيفه هنا عسى ولعل احد يجرؤ على التعليق من الزوار الكرام وايضا عسى ان يفيقوا اولائك الذين على كف عغريت (او كالذي طار بالطائرة بقراءة التعليمات ولم يجد تعليمات الهبوط كونهم لا يعيشون الا بالتعليمات وكأنهم لا حكمة لهم الا بها وبالحفظ او ما يأتيهم من حكم الغير او يبقون في الهواء معلقين او على كف عفريت !!) وياخذوا ارباحهم من البنوك الربوية(المرابي)ومنحها للذين يموتون جوعا عسى الله ان يغفر لهم ما تأخر من ذنبهم خصوصا ونحن على ابواب الخير في رمضان ... وهنا التعليق حيث يجب ان يكون !
استخدمت كلمة سذاجة في كل من هو ساذج كوننا اذا كنا مسلمين حكماء وهذا ما جعلنا نتفوق في ماضي الازمان فاين الحكمة التي اتينا بها الان حين ننمي المرابي ونغذيه بترك ماهو حق ان يؤخذ(حسب التعاملات الدولية في البنوك) بينما فقراء المسلمين يموتون جوعا ؟ فلو وجدو اولائك المسلمين الميتة او الجيفة لاكلوها ويحل لهم ذلك فما بال بمال نقول فيه خبيث اونجس او حرام او ضال او ملحد فهو مال قيمته الدولية والمحلية كما المال الآخر .. اذن يؤخذ ويأكلون به اولائك الذين يموتون جوعا حلالا زلالا .
بدلا من الموت !!!!!
http://www.youtube.com/watch?v=VPl-s2rKRYM
http://www.youtube.com/watch?v=yzlHmR-wbzc
سلام وتحية
الاخ العزيز ابو طاهر
الله يجزاك خير وش هالهجوم على علماء هالبلد
ليه سخيفين ؟؟
علشانهم حرموا الربا
ليه فيه عندك شك ان الربا حلال ؟؟
الشيخ الطنطاوي رحمه الله كان له فوائد كبيره للامه الاسلامه
ولا احد ينكر ذلك
وليس معنى اني استمع للشيخ الطنطاوي اني اسب شيوخ وعلماء هذا البلد
يا اخي انت تكلمت في حالتين مختلفتين
الاولى
الشيخ الطنطاوي وبنوك سويسرا
هم اصلا كفر والربا عندهم حلال
والاخ السائل كان يتعامل معهم وجائته فوائد من بنوك الكفر
والثانيه
علمائنا الكرام وبنوك اسلاميه
صحيح فيها بنود ربويه ولكن لست مجبراً عليها
فلك الخيار ان كنت تريد الربا ان تذهب اليه
وان كنت لا تريده تذهب الى الطريقه الاسلاميه
اخي الكريم
الجمعيات الخيريه لا تقف عند الربا وما يأتي منه
لا تحلل الربا ولا تزينه بعيون غيرك
يا عزيزي اعرف انك تتكلم على علماء افاضل لهم مكانتهم
يا اخي اعرف انهم بشر وكل البشر معرضون للصواب والخطأ
عزيزي
اعلم ان اخراج الكلام هين
واعلم ايضاً انك محاسب على كل كلمه تقولها
ورب كلمة قالت لصاحبها دعني
عزيزي
اعلم انك تحاول ان تثير الاخوان ليشتد النقاش في مقالتك
لكن لا يكن على حساب اخرتك ....
وتقلد تحيتي
هلا اخي الشبث وبارك الله فيك على غيرتك على العلماء وكرمك بالتعليق على الموضوع .. اتعلم اني كنت رؤفا باطلاق كلمة سذاجة .. كان من المفروض استخدام كلمة اشد ضراوة وقسوة .. كونهم يغفلون عن شيء كهذا يتركه للبنوك او المرابي الاموال تلك بينما هناك من الناس يموتون جوعا .. رغم درجاتهم العالية العلمية فسكوتهم على البنوك او المرابي بالانفراد بالارباح كان اجدر اني استخدم كلمة خوف من رؤس الاموال التي تحط دولا وترفع اخرى وليس مفتيين اذا اقدموا على فتوى باخذ الارباح تساهم بخسارة تلك رؤس الاموال التي ستخسر الكثير هي وبنوكها فكيف يملكون الجرأة على فتوى كتلك ممكن تزيحهم من مناصبهم ؟! فالسكوت اجدى لهم في الدنيا !!
وتأكد اخي الشبث انا ليس بحاجة ان اكثر الردود على المقال بل بحاجة لنشر ماهو ممكن ان ينقذ اراوحا للمسلمين اذا كنا حكماء واخذنا من المرابي ما يغذيه ومنحناه لمن يبحث عن الحياة ولقمة العيش التي ستنقذه بامر الله من الموت .
سلام وتحية
مازلت انتظر ردك اخي الشبث اما الفلة فقد تيقنت ان من فيها لا يرجون من كتاباتهم الا شتيمة الاخرين والاستهزاء بهم لقلة علمهم وركاكة كتاباتهم بل واستخدام ادوات المنتدى لاغراضهم الخاصة حين يريدون الثأر ممن يخالفهم الرأي رغم انها امانة .. لذا اذا كان هناك ما تبديه ويبدوه الآخرون لهذه الفكرة التي تمس حياة الفقراء في هذا الموضوع ارجو ان لا تبخل بها والآخرون ايضا خصوصا ونحن في شهر كريم يحثنا على اللفتة للفقراء والمساكين في جميع الدول الاسلامية ..
سلام وتحية
ارجو من اخي الشاهري واخي قلم شمر تثبيت الموضوع لفضح الساكتين عن الحق وتواطؤهم مع البنوك الربوية وتغذيتها .. بينما اخوتنا من المسلمين يموتون جوعا .. لخوفهم على الكراسي اولائك الذين يسمون علماء .. لذا وجب شرعا فضحهم وفضح تواطؤهم مع المرابيين وبنوكهم .. عسى ولعل ان يثيبنا اجرا بقول الحق .. فالساكت عن الحق شيطانا اخرس .. اذن فليبقوا شياطين خرس لكن نحن وجب علينا ان لا نخرس مثلهم بل ونكون شياطين علاوة على الخرس !!
سلام وتحية
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir