متركيةعند المشب
14-06-2007, 14:52
فن المقامة من فنون الأدب المعروفة : وهو عبارة عن كتابة مسجوعة ، لا تهتم بمعنى الكلام بقدر اهتمامها بمبناه وألفاظه ومحسناته البديعية، تدور على رواية لطيفة مختلقة تُنسب إلى بعض الرواة.
مبتدعه بديع الزمان الهمذاني . وأشهر من ألّف فيه الحريرى . فن قديم ظريف . على النفس خفيف . عظيم الفائدة لطيف . يكسب كاتبه وقارئه ملكة لغوية عظيمة . ومنفعة عميمة . ونكت جليلة . من أحب فنون الأدب إلى قلبي ؛ لذا حاولت محاكاة سيد المقامات المتوج . وملكها الممجد . الحريري الحرّاميّ . و أنى لى ذلك . فبذلت جهدى لأصنع . واستنفرت جدي لأصوغ . فخرجت باكورة محاولاتي . لكنها جهد المقل . وكفى به لى عذر . و سميتها تجاوزا المقامة الحائلية . أو إن شئت الشمرية ؛ لأني حاولت كتابتها بالألفاظ الشمرية . واللكنة النجدية الحائلية . لأنها هى مبلغ علمي . ولستُ على غيرها من لكنات شمر بمطلعة . و رمتُ قصرها على الفصيحة . لتكن نقطة فى بحر الشواهد على فصاحة كثير إن لم نقل جل الألفاظ الشمرية وإن كان بعضها منسوب إلى الغريب – وهو على ما أظن أمر نسبي - .
وإليكم المقامة يا أصحاب العزة و القامة
حدث سعدان بن شقيان . أو ليكن شقيان بن سعدان . فكلاهما وصف لإنسان . فإنه إما سعيد طروب . أو شقي مكروب قال : كان لى ابن عم طغامة . كثير الطلابة . عظيم الفهاهة . مارج الأخلاق . بالسيئ من الكلام يزعق . وبالبذيئ من الأفعال يرشق. وجهه من شرب الرويب يبرق . لكنه خروع القلب مرتج . مهلاس دوّاج . كثير الجمخ . عظيم النذخ . كبير الهامة كالذيخ . طميم عميم .
فأردت أن أأدبه . ولأبيه أسنعه . فعزمت على تثوير همته . و تسنيع سحنته . فذهبت أطلبه . ففت حيل طلبه . ثم وجدته على المركى منجعف . ماغطا ظهره . ماداً رجله . وحيد بلا ونيس و لا أنيس . فقلت :ألا أدلك على خير من هذا الهرف و السرف ؟! . قال :وهل هناك خير من الراحة و الربادة ؟؟!! . والنعمة و الهياتة . فقلت اسمع : إني عمدت إلى الزهاب فأعددت . وإلى الزبيل فحشيت . وإلى المقلاع فولمت . وإلى المركب فقربت . و هذا أوان الصفري أزف . وأنا حيلي ضعف . فدعنا نروّح عن أنفسنا . وننصى الحوطة . فتمنّع وألححت عليه ، فقال بعد تغلى : سآتيك مع بزغت الشمس . فقلت : أعطنى الوكاد . فقال : هو الركاد.
فلما عزمنا على الذهاب مع الجهمة . وَعَيْتُ من الغبشة. فما أتاني إلا الصفرة . فأثار عليّ المراغة . فقلت لعلك النجلة . والله يأخذ الخشة . فقال لى :ألا بعد فرّة . ورماني بالبقشة . فضربته بالقفة . ثم أجلسته بالسقيفة . فأدلى على السحة . وغمسها بالقشدة . ثم لط التمرة . وفهق الملقاط . وسحب الجمرية . فقطّعها بالخدامة . وصب عليها من العكة . فأكل منها برهة . ثم نظر فلدى على العكة . فمطخ من السمنة مطخة . ثم أدلى على الصرة . فلخف من الدبس لخفة . ثم قرب لبن اللقحة . فجغم منه جغمة . فخرشته . فتمطق . ولأصابعه فرقع . فظننته قد عافه . فما لبثت إلا أن هالنى كرعه من الطاسة . فقلت :آآلله من الشفاحة . فسفهنى وقرب البقشة . فعرعر بها ساعة . ثم فتحها و أجحر يده . فقلّب بها هنية . ثم أخذ فتخة حمراء كان قد ألغفها فى مخباته فأدخلها فى خنصره . وراع لى فراعني . ثم تهيأ للانجضاع . و أخذ ينود . كأن فى عينه دود . فمال فصلق الغضارة .
فغمني كسله . وغبنتني شفاحته . وغمضتني لكاعته . و فرستني دفاشته وربادته . فقمت عليه و نزعت منه خاتمه . فزعل و طني . و قال لى : الخاتم طشه . فقلت : بل ما دفقت مشه . فنويت دبه . وعزمت دقه . فتحاميت عليه فدبغته . فدفرني و نظر إلى الدروب . محاول الهروب . فأردت إمساكه . فهالني دمه لما طشر . فصاح وجعر . وناقز فطمر . فلحقته فتكسفت . وأسرعت خلفه فتليشت . وما رجعت إلا وقد أمشقت . فمسكته ونفضته . وصحت عليه وزقرته . ثم سحبته و جرَرْته . و الروشن أكفته . و قلت له : هنا إلبد . و اجغم من هذه المنقوعة . وأجفيت عليه الباب . وأسرعت لآتي بما أضمد به جرحه . وامحش عن وجهه دمه . فجلبت عدتي . وقربت قربتي . و انحنيت لأخذ المخاط . لأخيط جلده . و أطم جرحه . فلما رأني دلبحت قال : ما تريد .فأشرت له على جرحه . وأومأت له بالمخاط . فأصابته الخرعة . و مغصته الذلة . فقال لى : أذلف . فأقدمت . و عن قوله طنشت . فزل عقله . وانصفق وجهه . ورفع شليل ثوبه فرثع . فزقرته فما سمع. وأثار الغبار . فعم فى الجو الكتام ..
فحدّته الغريسة .فصد عنها . فمالت به رجله . و تكرفت بهوادى كنت قد صففتها . و على السري رصصتها . وسقط على وجهه . فاندقمت أسنانه . و انشق برطمه . و انكسر منخره . وأكمل عليه القاروص . فصفر وجهه وعصفر . ظنا منه أنني المتسبب بما حدث . فقضب الباب و صاح : تبت ورب الكعبة عن الهياتة . ولا أعود للشفاحة والملاعة .
فقمت أشكر الرحمن . فمالى بهدايته يد ولا لسان.
مبتدعه بديع الزمان الهمذاني . وأشهر من ألّف فيه الحريرى . فن قديم ظريف . على النفس خفيف . عظيم الفائدة لطيف . يكسب كاتبه وقارئه ملكة لغوية عظيمة . ومنفعة عميمة . ونكت جليلة . من أحب فنون الأدب إلى قلبي ؛ لذا حاولت محاكاة سيد المقامات المتوج . وملكها الممجد . الحريري الحرّاميّ . و أنى لى ذلك . فبذلت جهدى لأصنع . واستنفرت جدي لأصوغ . فخرجت باكورة محاولاتي . لكنها جهد المقل . وكفى به لى عذر . و سميتها تجاوزا المقامة الحائلية . أو إن شئت الشمرية ؛ لأني حاولت كتابتها بالألفاظ الشمرية . واللكنة النجدية الحائلية . لأنها هى مبلغ علمي . ولستُ على غيرها من لكنات شمر بمطلعة . و رمتُ قصرها على الفصيحة . لتكن نقطة فى بحر الشواهد على فصاحة كثير إن لم نقل جل الألفاظ الشمرية وإن كان بعضها منسوب إلى الغريب – وهو على ما أظن أمر نسبي - .
وإليكم المقامة يا أصحاب العزة و القامة
حدث سعدان بن شقيان . أو ليكن شقيان بن سعدان . فكلاهما وصف لإنسان . فإنه إما سعيد طروب . أو شقي مكروب قال : كان لى ابن عم طغامة . كثير الطلابة . عظيم الفهاهة . مارج الأخلاق . بالسيئ من الكلام يزعق . وبالبذيئ من الأفعال يرشق. وجهه من شرب الرويب يبرق . لكنه خروع القلب مرتج . مهلاس دوّاج . كثير الجمخ . عظيم النذخ . كبير الهامة كالذيخ . طميم عميم .
فأردت أن أأدبه . ولأبيه أسنعه . فعزمت على تثوير همته . و تسنيع سحنته . فذهبت أطلبه . ففت حيل طلبه . ثم وجدته على المركى منجعف . ماغطا ظهره . ماداً رجله . وحيد بلا ونيس و لا أنيس . فقلت :ألا أدلك على خير من هذا الهرف و السرف ؟! . قال :وهل هناك خير من الراحة و الربادة ؟؟!! . والنعمة و الهياتة . فقلت اسمع : إني عمدت إلى الزهاب فأعددت . وإلى الزبيل فحشيت . وإلى المقلاع فولمت . وإلى المركب فقربت . و هذا أوان الصفري أزف . وأنا حيلي ضعف . فدعنا نروّح عن أنفسنا . وننصى الحوطة . فتمنّع وألححت عليه ، فقال بعد تغلى : سآتيك مع بزغت الشمس . فقلت : أعطنى الوكاد . فقال : هو الركاد.
فلما عزمنا على الذهاب مع الجهمة . وَعَيْتُ من الغبشة. فما أتاني إلا الصفرة . فأثار عليّ المراغة . فقلت لعلك النجلة . والله يأخذ الخشة . فقال لى :ألا بعد فرّة . ورماني بالبقشة . فضربته بالقفة . ثم أجلسته بالسقيفة . فأدلى على السحة . وغمسها بالقشدة . ثم لط التمرة . وفهق الملقاط . وسحب الجمرية . فقطّعها بالخدامة . وصب عليها من العكة . فأكل منها برهة . ثم نظر فلدى على العكة . فمطخ من السمنة مطخة . ثم أدلى على الصرة . فلخف من الدبس لخفة . ثم قرب لبن اللقحة . فجغم منه جغمة . فخرشته . فتمطق . ولأصابعه فرقع . فظننته قد عافه . فما لبثت إلا أن هالنى كرعه من الطاسة . فقلت :آآلله من الشفاحة . فسفهنى وقرب البقشة . فعرعر بها ساعة . ثم فتحها و أجحر يده . فقلّب بها هنية . ثم أخذ فتخة حمراء كان قد ألغفها فى مخباته فأدخلها فى خنصره . وراع لى فراعني . ثم تهيأ للانجضاع . و أخذ ينود . كأن فى عينه دود . فمال فصلق الغضارة .
فغمني كسله . وغبنتني شفاحته . وغمضتني لكاعته . و فرستني دفاشته وربادته . فقمت عليه و نزعت منه خاتمه . فزعل و طني . و قال لى : الخاتم طشه . فقلت : بل ما دفقت مشه . فنويت دبه . وعزمت دقه . فتحاميت عليه فدبغته . فدفرني و نظر إلى الدروب . محاول الهروب . فأردت إمساكه . فهالني دمه لما طشر . فصاح وجعر . وناقز فطمر . فلحقته فتكسفت . وأسرعت خلفه فتليشت . وما رجعت إلا وقد أمشقت . فمسكته ونفضته . وصحت عليه وزقرته . ثم سحبته و جرَرْته . و الروشن أكفته . و قلت له : هنا إلبد . و اجغم من هذه المنقوعة . وأجفيت عليه الباب . وأسرعت لآتي بما أضمد به جرحه . وامحش عن وجهه دمه . فجلبت عدتي . وقربت قربتي . و انحنيت لأخذ المخاط . لأخيط جلده . و أطم جرحه . فلما رأني دلبحت قال : ما تريد .فأشرت له على جرحه . وأومأت له بالمخاط . فأصابته الخرعة . و مغصته الذلة . فقال لى : أذلف . فأقدمت . و عن قوله طنشت . فزل عقله . وانصفق وجهه . ورفع شليل ثوبه فرثع . فزقرته فما سمع. وأثار الغبار . فعم فى الجو الكتام ..
فحدّته الغريسة .فصد عنها . فمالت به رجله . و تكرفت بهوادى كنت قد صففتها . و على السري رصصتها . وسقط على وجهه . فاندقمت أسنانه . و انشق برطمه . و انكسر منخره . وأكمل عليه القاروص . فصفر وجهه وعصفر . ظنا منه أنني المتسبب بما حدث . فقضب الباب و صاح : تبت ورب الكعبة عن الهياتة . ولا أعود للشفاحة والملاعة .
فقمت أشكر الرحمن . فمالى بهدايته يد ولا لسان.