النابغة الطائي
24-04-2002, 15:59
@ الأرض @
(وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)[يوسف/56 ، 57]
لما فوَّض الملك أمر مصر إلى يوسف ـ عليه السلام ـ تلطف بالناس وجعل يدعوهم إلى الإسلام حتى آمنوا به ، وأقام فيهم العدل، فأحبه الرجال وانساء .
ثم دخلت السنون المخصبة ، فأمر بإصلاح المزارع ، وأمرهم أن يتوسعوا في الزراعة ، فلما أدركت الغلّة أمر بها فجُمعت ، ثم بني لها الأهْرَاء ( الهُرْي : بيت ضخم يُجمع فيه طعام السلطان ، والجمع أهراء ) فجمعت فيها في تلك السنة غلة ضاقت عنها المخازن لكثرتها ، ثم جمع عليه غلة كل سنة كذلك ، حتى إذا انقطعت السبع المخصبة وجاءت السنون المجدبة ، نادى فيهم يوسف ـ عليه السلام ـ ألا يزرع أحد زرعـًا حتى لا يضيع البذر ولا يطلع شيء ، وجاءت تلك السنون بهول عظيم لا يوصف ، ففي أول سنة من سني القحط هلك كل شيء أعده ف السنين المخصبة ، فجعل أهل مصر يبتاعون الطعان من يوسف ـ عليه السلام ـ فباعهم أول سنة بالنقود ، حتى لم يبق بمصر دينار ولا درهم إلا قبضه ؛ وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر ، حتى لم يبق في أيدي الناس منها شيء ؛ وباعهم في السنة الثالثة بالمواشي والدواب ، حتى احتوى عليها أجمع ، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء ، حتى احتوى على الكل ؛ وباعهم في السنة الخامسة بالعقار والضياع ، حتى ملكها كلها ؛ وباعهم في السنة السادسة بأولادهم ونسائهم فاسترقهم جميعـًا ، وباعهم في السنة السابعة برقابهم ، حتى لم يبق فيالسنة السابعة بمصر حر ولا عبد إلا صار عبدًا له؛ فقال الناس : والله ما رأينا ملكـًا أجل ولا أعظم من هذا ؛ فقال يوسف لملك مصر : كيف رأيت صنيع ربي فيما خوَّلني ! والآن كل هذا لك ، فما ترى فيه ؟ فقال : فوضت إليك الأمر فامنن ما شئت ، فقال يوسف ـ عليه السلام ـ : إني لم أعتقهم من الجوع لأستعبدهم ، ولم أجرهم من البلاء لأكون عليهم بلاء ؛ وإني أشهد الله وأشهدك أني أعتقت أهل مصر عن آخرهم ، ورددت عليهم أموالهم وأملاكهم ، ورددت عليك ملك بشرط أن تستن بسنتي.
وهكذا أناب الله يوسف ـ عليه السلام ـ رحمة وإحسانـًا لقء صبره في الجب وفي الرق وفي السجن ، وصبره عن محارم الله لما دعته إليه امرأة العزيز ، وما يعطيه في الآخرة خير وأكثر مما أعطاه في الدنيا .
ولأن الله لا يضيع أجر المحسنين الصابرين ، فلم يضع صبر يوسف ، وأعقبه النصر والتأييد ، وما ادخره الله له في الدار الآخرة أعظم وأجلّ مما خوله من التصرف والنفوذ في الدنيا ، حيث ولاه مَلكُ مصر الريانُ بن الوليد الوزارة في بلاد مصر مكان الذي اشتراه من مصر زوج التي راودته ، وقد أسلم الملك على يدي يوسف ـ عليه السلام ـ .
(وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)[يوسف/56 ، 57]
لما فوَّض الملك أمر مصر إلى يوسف ـ عليه السلام ـ تلطف بالناس وجعل يدعوهم إلى الإسلام حتى آمنوا به ، وأقام فيهم العدل، فأحبه الرجال وانساء .
ثم دخلت السنون المخصبة ، فأمر بإصلاح المزارع ، وأمرهم أن يتوسعوا في الزراعة ، فلما أدركت الغلّة أمر بها فجُمعت ، ثم بني لها الأهْرَاء ( الهُرْي : بيت ضخم يُجمع فيه طعام السلطان ، والجمع أهراء ) فجمعت فيها في تلك السنة غلة ضاقت عنها المخازن لكثرتها ، ثم جمع عليه غلة كل سنة كذلك ، حتى إذا انقطعت السبع المخصبة وجاءت السنون المجدبة ، نادى فيهم يوسف ـ عليه السلام ـ ألا يزرع أحد زرعـًا حتى لا يضيع البذر ولا يطلع شيء ، وجاءت تلك السنون بهول عظيم لا يوصف ، ففي أول سنة من سني القحط هلك كل شيء أعده ف السنين المخصبة ، فجعل أهل مصر يبتاعون الطعان من يوسف ـ عليه السلام ـ فباعهم أول سنة بالنقود ، حتى لم يبق بمصر دينار ولا درهم إلا قبضه ؛ وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر ، حتى لم يبق في أيدي الناس منها شيء ؛ وباعهم في السنة الثالثة بالمواشي والدواب ، حتى احتوى عليها أجمع ، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء ، حتى احتوى على الكل ؛ وباعهم في السنة الخامسة بالعقار والضياع ، حتى ملكها كلها ؛ وباعهم في السنة السادسة بأولادهم ونسائهم فاسترقهم جميعـًا ، وباعهم في السنة السابعة برقابهم ، حتى لم يبق فيالسنة السابعة بمصر حر ولا عبد إلا صار عبدًا له؛ فقال الناس : والله ما رأينا ملكـًا أجل ولا أعظم من هذا ؛ فقال يوسف لملك مصر : كيف رأيت صنيع ربي فيما خوَّلني ! والآن كل هذا لك ، فما ترى فيه ؟ فقال : فوضت إليك الأمر فامنن ما شئت ، فقال يوسف ـ عليه السلام ـ : إني لم أعتقهم من الجوع لأستعبدهم ، ولم أجرهم من البلاء لأكون عليهم بلاء ؛ وإني أشهد الله وأشهدك أني أعتقت أهل مصر عن آخرهم ، ورددت عليهم أموالهم وأملاكهم ، ورددت عليك ملك بشرط أن تستن بسنتي.
وهكذا أناب الله يوسف ـ عليه السلام ـ رحمة وإحسانـًا لقء صبره في الجب وفي الرق وفي السجن ، وصبره عن محارم الله لما دعته إليه امرأة العزيز ، وما يعطيه في الآخرة خير وأكثر مما أعطاه في الدنيا .
ولأن الله لا يضيع أجر المحسنين الصابرين ، فلم يضع صبر يوسف ، وأعقبه النصر والتأييد ، وما ادخره الله له في الدار الآخرة أعظم وأجلّ مما خوله من التصرف والنفوذ في الدنيا ، حيث ولاه مَلكُ مصر الريانُ بن الوليد الوزارة في بلاد مصر مكان الذي اشتراه من مصر زوج التي راودته ، وقد أسلم الملك على يدي يوسف ـ عليه السلام ـ .