محمد سنجر
25-05-2007, 22:23
برفق حاولت فتح الباب الأبيض
حاولت التسلل إلى داخل الغرفة
أكاد أسير على أطراف أصابعي مخافة إيقاظه
رقص قلبي طربا على صوت غطيطه
أخيرا سينعم بشيء من الراحة
نظرت إليه ، بالكاد أستبين وجهه على ضوء المصباح الشاحب
الأبيض يكفن الأشياء من حوله
حاولت احتباس الدموع ، كبت التأوهات بصدري
وجدتني ارتج حزنا على ما صار إليه
تمر أمام عيني خيالات الطفولة
أول أيام الدراسة
تشاجر مع أولاد القرية دفاعا عني
يومها أدخلني دارهم خلسة ليخيط لي ثيابي الممزقة
لم يتركني يومها خوفا من بطشهم
رافقني إلى محطة القطار
أتذكر يوم قفز بزيه المدرسي من فوق الجسر لينقذني من الغرق
اختبأنا لساعات بين حقول الذرة انتظارا لجفاف الملابس
أتذكر يوم انتخابات اتحاد الطلاب
كانت النتيجة الفوز بنسبة 99,9 %
لم يكن هناك من المرشحين سواي
طرحني الضحك أرضا عندما أخبرني باحتباسه للمنافسين بدارهم
و رغم اختلاف دراستنا الجامعية استمرت علاقتنا
لم أنس أبدا هذا المعطف الأبيض الذي أهداني إياه يوم صرت طبيبا
كل هذه الذكريات مرت أمامي في ثوان
فجأة ارتجت أركان الغرفة لصرخته المدوية )
: آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ ه
( جحظت عيناه ذهولا
حلق بمقلتيه في أركان الغرفة
و عندما التقت عينانا
تسللت التوسلات إلى عينيه
حاول جاهدا الحديث من خلف كمامة التنفس الاصطناعي
و عندما رفعتها عن وجهه
تسللت إلى مسامعي همساته )
: أرجوك يا علي ، أرجوك
( حاولت تهدئته )
: اهدأ يا يوسف، اهدأ ، لا ترهق نفسك بالكلام ، الكلام خطر على حياتك
( ترقرقت الدموع في عينيه )
: أرجوك يا علي ، أتوسل إليك
: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
( انتفض جسده الهزيل من شدة الألم ، صرخ صرخة مدويه )
: آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ ه
( تبعتها آهـــــات و آهـــــــــات و آهــــــــــــــــــــــات
انتفض جسده كالذبيح ، أخذ يسعل و يسعل
حاولت الهروب من نظرات التوسل التي فاضت من عينيه
لاحقني صوته المتحشرج )
: أرجوك ،
( جذب يدي يقبلها ، أحسست سخونة دموعه على كفي
سحبت يدي عنوة )
: استغفر الله العظيم ، استغفر الله العظيم
: علي ، أرجوك ، لم أطلب منك شيئا يوما ما ، لكنني الآن أطلبها منك ، أعلم أنك لن تردني ، أرجوك ، لن يعلم بهذا الأمر سوانا
: و رب العالمين يا يوسف ؟
: لو تعلم مدى الألم الذي أعانيه ؟ صدقني ما ستفعله لوجه رب العالمين
: حرام عليك يا يوسف ، افهمني هذا قتل ، قتل
: إنما هي الرحمة التي أمر بها الرحمن الرحيم ، أتذكر ؟ ألم تكن دائما ما تقول لي ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ؟
: كفاك يا يوسف ، بالله عليك كفى ، حرام عليك ما تفعله بي
: حرام عليك أنت أن تتركني في هذه المعاناة
: اصبر ، و لنجرب المخدر مرة أخرى
( صرخ بوجهي )
: لا حاجة لي بمخدرك هذا
أنت تعلم دوائي الوحيد لإنهاء هذه الآلام
: لا أستطيع يا أخي، لا أستطيع
( حاولت الوقوف للخروج فارا بنفسي من توسلاته المضنية
تشبث بملابسي )
: علــــــــــــــــــــــــي
( حاولت التخلص من قبضته ، أحاول فك مخالبه التي كبلتني إصبعا إصبع
لا أدري من أين أتي بكل هذه القوة ، عندما ظننت أنني تحررت من قبضته قال صارخا )
: لن أتركك ترحل و تتركني وحدي مع الألم ، نعم لن ترحل
( وبينما وقفت ملتفتا بجسدي محاولا الإفلات ، لاحقني بيده الأخرى
صم أذني صوت ارتطام جسده الهزيل بالأرض
مختلطا بصوت تحطم زجاجات الدواء ، بصوت تمزق معطفي الأبيض
صرخ صرخة مدوية )
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
( اختلط بكائه بهذيانه ، انهالت قبلاته الهستيرية على قدمي )
: أرجوك خلصني من عذابي يا علي ، أرجوك ، أتوسل إليك
( صرخت في وجهه )
: و الله العظيم حراااااااااااام ، حرام عليك يا شيخ ، حراااااااااااااااااام
ألا تتعب من توسلاتك هذه ؟
( أخذ صدره ينتفض ، طفلا ينتحب
وجدتني أنزل إلى جواره ، احتضنته ، أربت على ظهره )
: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، لا حول و لا قوة إلا بالله
( اختلط بكائي ببكائه )
: اعذرني يا يوسف ، أرجوك سامحني
( حملته بين يدي ، رفعته إلى سريره ، وضعته برفق
نظرة أمل أطلت من خلال عينيه ، فجأة ، ارتفع بصره لأعلى
و كأنه يحدث شخصا ما )
: خلاص ؟
( ارتسمت على وجهه ابتسامة رضا )
: يا رحمن يا رحيم
( أغمض عينيه مسترخيا
تواصل صفير جهاز النبض )
: إنا لله و إنا إليه راجعون ، إنا لله و إنا إليه راجعون
( تتراءى بعيني صورته صحيحا معافى منذ شهور
جاءني يطلب مني إيجاد حل لمشكلة عدم الإنجاب
و عندما فشلت محاولاتنا
لم ينقطع الأمل لديه للحظة ، أخذ يجتهد باحثا عن حل
كان وقتها سليما معافى
حاصره بائعي الوهم ، حذرته أكثر من مرة )
: يوسف ، لا يغرنك ما يقوله هؤلاء المرتزقة
من يتاجرون بأحلام البشر
( سد أذنيه أمام كلماتي
إعلاناتهم المسمومة ملأت الفضاء دون رقابة أو رادع
: الأعشاب السحرية لمرضى السكر ـ اتصل قبل نفاذ الكمية
أعشاب تعيد إليك شبابك خلال ساعات ـ لا تتردد في الاتصال
أعشاب سحرية للإنجاب خلال أيام معدودة ـ اتصل الآن
لماذا تعالج مرضا واحدا ، طالما تستطيع معالجة اثنين ؟
أعشاب و لا أروع لعلاج السرطان و الإيدز دفعة واحدة
ركض هو وآلاف الباحثين عن بارقة أمل
يلهثون خلف السراب
استغل شياطين الإنس طيبة و صدق قلوبهم
حسبي الله و نعم الوكيـل
حسبي الله و نعم الوكيـــــــل
حسبي الله و نعم الوكيـــــــــــــــــــل
حاولت التسلل إلى داخل الغرفة
أكاد أسير على أطراف أصابعي مخافة إيقاظه
رقص قلبي طربا على صوت غطيطه
أخيرا سينعم بشيء من الراحة
نظرت إليه ، بالكاد أستبين وجهه على ضوء المصباح الشاحب
الأبيض يكفن الأشياء من حوله
حاولت احتباس الدموع ، كبت التأوهات بصدري
وجدتني ارتج حزنا على ما صار إليه
تمر أمام عيني خيالات الطفولة
أول أيام الدراسة
تشاجر مع أولاد القرية دفاعا عني
يومها أدخلني دارهم خلسة ليخيط لي ثيابي الممزقة
لم يتركني يومها خوفا من بطشهم
رافقني إلى محطة القطار
أتذكر يوم قفز بزيه المدرسي من فوق الجسر لينقذني من الغرق
اختبأنا لساعات بين حقول الذرة انتظارا لجفاف الملابس
أتذكر يوم انتخابات اتحاد الطلاب
كانت النتيجة الفوز بنسبة 99,9 %
لم يكن هناك من المرشحين سواي
طرحني الضحك أرضا عندما أخبرني باحتباسه للمنافسين بدارهم
و رغم اختلاف دراستنا الجامعية استمرت علاقتنا
لم أنس أبدا هذا المعطف الأبيض الذي أهداني إياه يوم صرت طبيبا
كل هذه الذكريات مرت أمامي في ثوان
فجأة ارتجت أركان الغرفة لصرخته المدوية )
: آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ ه
( جحظت عيناه ذهولا
حلق بمقلتيه في أركان الغرفة
و عندما التقت عينانا
تسللت التوسلات إلى عينيه
حاول جاهدا الحديث من خلف كمامة التنفس الاصطناعي
و عندما رفعتها عن وجهه
تسللت إلى مسامعي همساته )
: أرجوك يا علي ، أرجوك
( حاولت تهدئته )
: اهدأ يا يوسف، اهدأ ، لا ترهق نفسك بالكلام ، الكلام خطر على حياتك
( ترقرقت الدموع في عينيه )
: أرجوك يا علي ، أتوسل إليك
: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
( انتفض جسده الهزيل من شدة الألم ، صرخ صرخة مدويه )
: آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ ه
( تبعتها آهـــــات و آهـــــــــات و آهــــــــــــــــــــــات
انتفض جسده كالذبيح ، أخذ يسعل و يسعل
حاولت الهروب من نظرات التوسل التي فاضت من عينيه
لاحقني صوته المتحشرج )
: أرجوك ،
( جذب يدي يقبلها ، أحسست سخونة دموعه على كفي
سحبت يدي عنوة )
: استغفر الله العظيم ، استغفر الله العظيم
: علي ، أرجوك ، لم أطلب منك شيئا يوما ما ، لكنني الآن أطلبها منك ، أعلم أنك لن تردني ، أرجوك ، لن يعلم بهذا الأمر سوانا
: و رب العالمين يا يوسف ؟
: لو تعلم مدى الألم الذي أعانيه ؟ صدقني ما ستفعله لوجه رب العالمين
: حرام عليك يا يوسف ، افهمني هذا قتل ، قتل
: إنما هي الرحمة التي أمر بها الرحمن الرحيم ، أتذكر ؟ ألم تكن دائما ما تقول لي ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ؟
: كفاك يا يوسف ، بالله عليك كفى ، حرام عليك ما تفعله بي
: حرام عليك أنت أن تتركني في هذه المعاناة
: اصبر ، و لنجرب المخدر مرة أخرى
( صرخ بوجهي )
: لا حاجة لي بمخدرك هذا
أنت تعلم دوائي الوحيد لإنهاء هذه الآلام
: لا أستطيع يا أخي، لا أستطيع
( حاولت الوقوف للخروج فارا بنفسي من توسلاته المضنية
تشبث بملابسي )
: علــــــــــــــــــــــــي
( حاولت التخلص من قبضته ، أحاول فك مخالبه التي كبلتني إصبعا إصبع
لا أدري من أين أتي بكل هذه القوة ، عندما ظننت أنني تحررت من قبضته قال صارخا )
: لن أتركك ترحل و تتركني وحدي مع الألم ، نعم لن ترحل
( وبينما وقفت ملتفتا بجسدي محاولا الإفلات ، لاحقني بيده الأخرى
صم أذني صوت ارتطام جسده الهزيل بالأرض
مختلطا بصوت تحطم زجاجات الدواء ، بصوت تمزق معطفي الأبيض
صرخ صرخة مدوية )
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
( اختلط بكائه بهذيانه ، انهالت قبلاته الهستيرية على قدمي )
: أرجوك خلصني من عذابي يا علي ، أرجوك ، أتوسل إليك
( صرخت في وجهه )
: و الله العظيم حراااااااااااام ، حرام عليك يا شيخ ، حراااااااااااااااااام
ألا تتعب من توسلاتك هذه ؟
( أخذ صدره ينتفض ، طفلا ينتحب
وجدتني أنزل إلى جواره ، احتضنته ، أربت على ظهره )
: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، لا حول و لا قوة إلا بالله
( اختلط بكائي ببكائه )
: اعذرني يا يوسف ، أرجوك سامحني
( حملته بين يدي ، رفعته إلى سريره ، وضعته برفق
نظرة أمل أطلت من خلال عينيه ، فجأة ، ارتفع بصره لأعلى
و كأنه يحدث شخصا ما )
: خلاص ؟
( ارتسمت على وجهه ابتسامة رضا )
: يا رحمن يا رحيم
( أغمض عينيه مسترخيا
تواصل صفير جهاز النبض )
: إنا لله و إنا إليه راجعون ، إنا لله و إنا إليه راجعون
( تتراءى بعيني صورته صحيحا معافى منذ شهور
جاءني يطلب مني إيجاد حل لمشكلة عدم الإنجاب
و عندما فشلت محاولاتنا
لم ينقطع الأمل لديه للحظة ، أخذ يجتهد باحثا عن حل
كان وقتها سليما معافى
حاصره بائعي الوهم ، حذرته أكثر من مرة )
: يوسف ، لا يغرنك ما يقوله هؤلاء المرتزقة
من يتاجرون بأحلام البشر
( سد أذنيه أمام كلماتي
إعلاناتهم المسمومة ملأت الفضاء دون رقابة أو رادع
: الأعشاب السحرية لمرضى السكر ـ اتصل قبل نفاذ الكمية
أعشاب تعيد إليك شبابك خلال ساعات ـ لا تتردد في الاتصال
أعشاب سحرية للإنجاب خلال أيام معدودة ـ اتصل الآن
لماذا تعالج مرضا واحدا ، طالما تستطيع معالجة اثنين ؟
أعشاب و لا أروع لعلاج السرطان و الإيدز دفعة واحدة
ركض هو وآلاف الباحثين عن بارقة أمل
يلهثون خلف السراب
استغل شياطين الإنس طيبة و صدق قلوبهم
حسبي الله و نعم الوكيـل
حسبي الله و نعم الوكيـــــــل
حسبي الله و نعم الوكيـــــــــــــــــــل