هايس الشمري
24-05-2007, 22:38
"فريق الشعراء ومهنة المتاعب"
( الإنحرافات الفكرية والسلوكية في الوطن العربي ) هو موضوع المقال في مسابقة لإبداع الخيال ، لذا فقد إتفقنا نحن أعضاء فريق الشعراء على إمتهان الصحافة، لسويعات من أجل أبا جاسم ومضافه .. توجهنا وبإهتمام الى السجن العام ،كلُ وما تكفّل به من عنابر سار مثابر .. نعم سنلتقي بأنواع من المنحرفين ولكن مايريحنا أنهم تائبين لربهم آيبين ، فهم أحباب الله أما قال تعالى { ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } ؟ ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( إجلسوا الى التوّابين فإنهم أرقّ أفئدة ) .
حملنا معنا بطاقات نهديها على من سنقابل هناك وكتبنا فيها :
ألا فإستقم في كل أمرك واقتصد=فذلك نهج للصراط قويم
ولا تكُ فيه مفرطاً أو مُفرِّطاً =كِلا طرفى كل الأمور ذميم
فالحمد لله على نعمة الإسلام دين الوسطيّة .
أما أنا فقد ذهبت الى عنبر الارهابيين، فوجدت منهم التائبين، و وجدت من تمسك بنهج الضالين. سألت المسؤول عنهم، عن احد التائبين منهم. فقادني حتى قابلت شيخا جليلا انضم للجنة مناصحتهم.ثم سلمت، فجلست. و قلت: أود أن اعرف منك اهم اسباب هذا الانحراف. و كيف لإنسان مسلم ان يرفع السلاح على اخوانه المسلمين. و قد قال بعد ان بدا على محياه ملامح الحسرة :
إن من اهم اسباب الإرهاب الجهل بقواعد الشريعة. و أن يتكلم في الدين الإسلامي من ليس بعالم و لا فقيه. فيحلل الحرام، و يحرم الحلال، وفقا لشهواته. و هذه من علامات الساعة أن يتكلم الرويبضة في القضايا الهامة. و لعل أهم أسبابها جهل الناس فهم ينساقون وراء هذا المتحدث لعدم علمهم. قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (كن عالم أو متعلما أو مجالسا ولا تكن الرابعة، فتهلك). و يعني بالرابعة الجهل.و قول الرسول صلى الله عليه و سلم ( الا سألوا اذا لم يعلموا فان داء العيّ السؤال ) و ذلك أن الجاهل يريد الإحسان فيسلك الطريق السيء مريدا الحسنة فيترتب على ذلك مفاسد عظيمة. و من المسببات أيضا عدم فهم مقاصد الشريعة. فيأول القرآن بتآويل لم تكن مقصودة به وبلا تدبّر . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم) .وقد وقع لابن عباس تفسير ذلك ، فروى البيهقي في شعب الإيمان عن إبراهيم التيمي قال:خلا عمر رضي الله عنه ذات يوم ، فجعل يحدث نفسه : كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد؟ فأرسل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد وقبلتها واحدة - زاد سعيد : وكتابها واحد ؟ - قال : فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين: إنما أنزل علينا القرآن فقرأناه ، وعلمنا فيما أنزل ، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن ولا يدرون فيما نزل ،فيكون لكل قوم فيه رأي ، فإذا كان كذلك اختلفوا .
و من المسببات أيضا الغلو في التفكير و قد نهانا ديننا عن الغلو حتى لو كان في العبادات قال صلى الله عليه و سلم(اياكم و الغلو). و هذا يقود الى الغلو في فهم النصوص و تطبيقها دون الذهاب الى تفاصيلها. فيضيقون و يشددون في التحريم قال تعالى: ( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ). و كذلك تقصير بعض العلماء في شرح النصوص و تثقيف الناس فهذه مسؤولية حمّلها الله إياهم. قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) . فهذه مسؤوليتهم ،كذلك هم المسؤولون في توجيه الشباب بدل ان يعتمدون على بعضهم في تفسير النصوص دون الرجوع الى العلماء يقول ابن مسعود رضي الله عنه "لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوه عن صغارهم وشرارهم هلكوا".
و من المسببات أيضا تفكك المجتمع و عدم ترابطه فالفرد في هذا المجتمع لا يشعر بمسؤولية تجاه وطنه و لا يهتم به. لذلك يقدم على ما يقدم غير مهتم به. ومن المسببات أيضا الفراغ الذي قد تسببه البطالة التي تناولتموها في مقالتكم السابقه ، يقول الشاعر :
إن الفراغ والشباب والجدَه =مفسدة للمرء أي مفسده
فعلى الناس العودة للشريعة الاسلامية المعتدلة و بناء النشء بناءا صحيحا قائماً على شريعة الاسلام ، و ذلك بنشر الوعي الديني عن طريق جميع الوسائل و ان يبذل جميع العلماء جهدهم لتوعية الناس بدينهم .
أهذا يكفي أخي هايس ؟- فهززت له رأسي وشكرته ثم لملمت أوراقي وخرجت .
إلى إصلاحية صلاح الدين دخل أبا طروق الفطين وإلتقى بالقاتل المحكوم قصاصاً أميـــن .. بادله السلام بإهتمام وسأله أن يوجز للقرّاء الحكايه من البداية للنهاية ، وبوجه التائب الوضّاء تحدث قائلاً بلا عناء : كان حالنا ميسوراً وبالخيرات بيتنا معمورا ، كنت أعيش بين أسرتي بلا مربّي أو رقيب ورفاق السوء كانوا ينادوني بالحبيب ..والدي كان مسفارا لاه عنّا ليلا نهارا ، فمؤسساته دوما بحاجة للإستقدام والإهتمام .. كنت ولأنني أكبر إخوتي مع غياب والدي ووفرة مواردي أفرض سلطتي على الباقين حتى لاأسمع سؤال أم أو متابعة خال أو عم . تزوج والدي بأجنبية صغيرة أحضرها معه ، ثارت أمي وأنهارت فلملمت حقائبها وطارت وبقيت أصلوا نار زوجة الأب وإخوة تهرب أعينهم إلى فتثير غضبي ليقل أدبي.. جعلت أتصيّد عليها الزلّه حتى رأيتها تحادث شخصا من بني جلدتها عند الباب فصمت ولم أوجه لها الملامة أو العتاب فرحا بصيدي لخيانتها ، وفي خلال سفر والدي دخلت البيت لأجدها تتضاحك مع ذلك الخائن في مجلس والدي ولم أفق إلا وأنا أسلّم نفسي للمسئولين بعد أن أصبحت قاتلاً .. وبعد التحقيق تبيّن أن الخائن لم يكن إلا شقيقا لها .. ولم أجني سوى انتظار إعدامي فلا تُكثر ياأبا طروق ملامي .. وتخيّر جارك وإهتم بصغارك وأمنحهم الرعاية والدفء الاسري فهما أهم من المال.
قال أبو طروق : لاعليك عزيزي فقد سُئل الإمام الشافعي رضي الله عنه أيهما أفضل الكافر إذا أسلم ؟ أو العاصي إذا تاب ؟ قال : العاصي إذا تاب لأنه إنتقل من درجة العلم إلى محبة الله أما الكافر فقد إنتقل من درجة الجهل إلى درجة العلم ..
إلى سجن النساء وبعناء دخلت أم نواف بقلبها الوجل الخوّاف ، وكلما تذكرت مسابقة المقال أسرعت في الحال . سألت عن سجينة تُدعى ( الراوية )؟ فأشاروا الى تلك الزاوية .. ألقت أم نواف السلام فردّت بمرارة ، سألتها عن الحال بحرارة ؟ فردت بدموع : ندم وحسرة وقلب زاد كسره .
كان والدي يتعرّض لأعراض الناس وبلا قياس يتلذذ بقذف المحصنات .. متناسيا تحذير الخالق حين قال تعالى { إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون } كان يغلق علينا الأبواب بشدّه ويمد علينا يده ، يشك بحركاتنا ويصنّت لهمساتنا .. متناسياً قوله صلى الله عليه وسلم [ هلك المتنطعون ] . ولبُعدي عن القرآن وتعرّفي على صديقة معسولة لسان حلوة بيان تبعتها بكل ماتفعل حتى وصلت الى هاتف وصوره مع أني بالبيت محشوره . تدبرت أمري حتى تعرفت على ذئب فذئاب فلم يمنعني قفل الباب. ولم أفق من زوبعتي إلا بعد أخذ مولودي منّي وإيداعي السجن. فأخبري أولياء الأمور ياأم نواف أن يغرسوا الثقة في نفوس بناتهم ويراقبوهن من بعيد بلا ترهيب أو تكذيب .. ليزرعوا بنشئهم الخشية من الله لا منهم .
قالت ام نواف : لاعليكِ عزيزتي فقد جمعك الله مع المؤمنات بقوله تعالى { مسلمات مؤمنات قانتات تائبات }.
أما أبو عارف وعنبر مروجي المخدرات من الشباب فقد عاد إلينا بقصيدة ( قصة مروّج ) كتبها وقد نقل لنا فيها معانات وآهات وندم أحدهم في ليلة تنفيذ حكم الإعدام بحقه ، حيث نقل لنا ابو عارف هذا الشهد الحزين في قصيدته فإيليكم إياها:
سمعت قصة واحد بالسجوني=يقول ذبـح السيـف يانـاس هايبـه
يقول أفضل بالرصاص إذبحوني=والعين ملفـوف عليهـا عصايبـه
لعل بعض الناس مايعرفوني=ودي لـو التنفيـذ والشمـس غايبـه
إنتم عرفتو قصتي وارحموني=أخشى علـى ابـوي تلحقـه عايبـه
لو يعرف إني مروج للفيوني=ولو يدري إنـي للمسلميـن جايبـه
ومدمن حشيش ومثقل بالديوني=يدعي علي ودعوة العـود صايبـه
ولاتخبرون اللي بطبعه حنونـي=الوالـده أخـاف تكثـر مصايبـه
أخاف يادريت يصيبه جنوني=وتصبح عليلـة عالـة علـى شايبـه
ياضاع عقله ماتفيد العيوني=العقـل مـن مـد الكريـم ووهايبـه
واللي جرح قلبي وزود طعوني=روحه على شوفي من العام ذايبـه
وجماعتي من سجنتي قاطعوني=كيف الفتى ينسى من اقرب قرايبـه
كله سبايب شلة دهوروني=المـوت حـان وقربـو لـي ركايبـه
يمه رفاق السؤ هم ضيعومي=عقول البهايم بيـن الأكـواخ سايبـه
الله يرميهم مثل مارموني=مـوت المهونـة شلتـي هـم جلايبـه
ماطعت يوم الطيبيـن نصحونـي=ولاينصـح الإنسـان إلا حبايبـه
يالله وأمرك بين كاف ونوني=وخلقتني مـن بيـن صلـب وترايبـه
عوّض علي دنياي وأحسن ظنوني=واغفر لمن نفسه عن الشر تايبه
وياللي حضرتو مصرعي سامحوني=وهذي نهاية قصتي مع سبايبه
المخدرات تجارة صدقوني=بئس التجـارة مـن التجـارات خايبـه
وصلاة ربي عد وبل المزوني=على الرسـول عـداد دورة هبايبـه
إجتمع فريق الشعراء فلملموا محصلة ماكتبوه من مقابلات وتقارير صحفية متحسرين على حال شباب الأمة .. أخذ أحدهم ولن أذكر إسمه بتقليب المحطات الفضائية على جهاز التلفزيون فكنّا نتنقل بين دمار هنا وهناك وفتن زرعت بين أبناء الأرض الواحدة في أفغانستان والعراق حتى باتوا يتقاتلون بينهم .. وعلى فضائيات أُخرى نجد الغزو الفكري الغاشم على النشء ببرامج لاهدف لها إلا إفساد الفكر وتدمير النشء والبنية التحتية للأمة الإسلامية ... هنا وهنا فقط أدركنا بأن ماتمارسه أمريكا إنما هو خليط من الإنحراف والتطرّف والإرهاب والفساد ولكن بشكل تكتيكي محرفن .
( الإنحرافات الفكرية والسلوكية في الوطن العربي ) هو موضوع المقال في مسابقة لإبداع الخيال ، لذا فقد إتفقنا نحن أعضاء فريق الشعراء على إمتهان الصحافة، لسويعات من أجل أبا جاسم ومضافه .. توجهنا وبإهتمام الى السجن العام ،كلُ وما تكفّل به من عنابر سار مثابر .. نعم سنلتقي بأنواع من المنحرفين ولكن مايريحنا أنهم تائبين لربهم آيبين ، فهم أحباب الله أما قال تعالى { ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } ؟ ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( إجلسوا الى التوّابين فإنهم أرقّ أفئدة ) .
حملنا معنا بطاقات نهديها على من سنقابل هناك وكتبنا فيها :
ألا فإستقم في كل أمرك واقتصد=فذلك نهج للصراط قويم
ولا تكُ فيه مفرطاً أو مُفرِّطاً =كِلا طرفى كل الأمور ذميم
فالحمد لله على نعمة الإسلام دين الوسطيّة .
أما أنا فقد ذهبت الى عنبر الارهابيين، فوجدت منهم التائبين، و وجدت من تمسك بنهج الضالين. سألت المسؤول عنهم، عن احد التائبين منهم. فقادني حتى قابلت شيخا جليلا انضم للجنة مناصحتهم.ثم سلمت، فجلست. و قلت: أود أن اعرف منك اهم اسباب هذا الانحراف. و كيف لإنسان مسلم ان يرفع السلاح على اخوانه المسلمين. و قد قال بعد ان بدا على محياه ملامح الحسرة :
إن من اهم اسباب الإرهاب الجهل بقواعد الشريعة. و أن يتكلم في الدين الإسلامي من ليس بعالم و لا فقيه. فيحلل الحرام، و يحرم الحلال، وفقا لشهواته. و هذه من علامات الساعة أن يتكلم الرويبضة في القضايا الهامة. و لعل أهم أسبابها جهل الناس فهم ينساقون وراء هذا المتحدث لعدم علمهم. قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (كن عالم أو متعلما أو مجالسا ولا تكن الرابعة، فتهلك). و يعني بالرابعة الجهل.و قول الرسول صلى الله عليه و سلم ( الا سألوا اذا لم يعلموا فان داء العيّ السؤال ) و ذلك أن الجاهل يريد الإحسان فيسلك الطريق السيء مريدا الحسنة فيترتب على ذلك مفاسد عظيمة. و من المسببات أيضا عدم فهم مقاصد الشريعة. فيأول القرآن بتآويل لم تكن مقصودة به وبلا تدبّر . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم) .وقد وقع لابن عباس تفسير ذلك ، فروى البيهقي في شعب الإيمان عن إبراهيم التيمي قال:خلا عمر رضي الله عنه ذات يوم ، فجعل يحدث نفسه : كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد؟ فأرسل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد وقبلتها واحدة - زاد سعيد : وكتابها واحد ؟ - قال : فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين: إنما أنزل علينا القرآن فقرأناه ، وعلمنا فيما أنزل ، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن ولا يدرون فيما نزل ،فيكون لكل قوم فيه رأي ، فإذا كان كذلك اختلفوا .
و من المسببات أيضا الغلو في التفكير و قد نهانا ديننا عن الغلو حتى لو كان في العبادات قال صلى الله عليه و سلم(اياكم و الغلو). و هذا يقود الى الغلو في فهم النصوص و تطبيقها دون الذهاب الى تفاصيلها. فيضيقون و يشددون في التحريم قال تعالى: ( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ). و كذلك تقصير بعض العلماء في شرح النصوص و تثقيف الناس فهذه مسؤولية حمّلها الله إياهم. قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) . فهذه مسؤوليتهم ،كذلك هم المسؤولون في توجيه الشباب بدل ان يعتمدون على بعضهم في تفسير النصوص دون الرجوع الى العلماء يقول ابن مسعود رضي الله عنه "لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوه عن صغارهم وشرارهم هلكوا".
و من المسببات أيضا تفكك المجتمع و عدم ترابطه فالفرد في هذا المجتمع لا يشعر بمسؤولية تجاه وطنه و لا يهتم به. لذلك يقدم على ما يقدم غير مهتم به. ومن المسببات أيضا الفراغ الذي قد تسببه البطالة التي تناولتموها في مقالتكم السابقه ، يقول الشاعر :
إن الفراغ والشباب والجدَه =مفسدة للمرء أي مفسده
فعلى الناس العودة للشريعة الاسلامية المعتدلة و بناء النشء بناءا صحيحا قائماً على شريعة الاسلام ، و ذلك بنشر الوعي الديني عن طريق جميع الوسائل و ان يبذل جميع العلماء جهدهم لتوعية الناس بدينهم .
أهذا يكفي أخي هايس ؟- فهززت له رأسي وشكرته ثم لملمت أوراقي وخرجت .
إلى إصلاحية صلاح الدين دخل أبا طروق الفطين وإلتقى بالقاتل المحكوم قصاصاً أميـــن .. بادله السلام بإهتمام وسأله أن يوجز للقرّاء الحكايه من البداية للنهاية ، وبوجه التائب الوضّاء تحدث قائلاً بلا عناء : كان حالنا ميسوراً وبالخيرات بيتنا معمورا ، كنت أعيش بين أسرتي بلا مربّي أو رقيب ورفاق السوء كانوا ينادوني بالحبيب ..والدي كان مسفارا لاه عنّا ليلا نهارا ، فمؤسساته دوما بحاجة للإستقدام والإهتمام .. كنت ولأنني أكبر إخوتي مع غياب والدي ووفرة مواردي أفرض سلطتي على الباقين حتى لاأسمع سؤال أم أو متابعة خال أو عم . تزوج والدي بأجنبية صغيرة أحضرها معه ، ثارت أمي وأنهارت فلملمت حقائبها وطارت وبقيت أصلوا نار زوجة الأب وإخوة تهرب أعينهم إلى فتثير غضبي ليقل أدبي.. جعلت أتصيّد عليها الزلّه حتى رأيتها تحادث شخصا من بني جلدتها عند الباب فصمت ولم أوجه لها الملامة أو العتاب فرحا بصيدي لخيانتها ، وفي خلال سفر والدي دخلت البيت لأجدها تتضاحك مع ذلك الخائن في مجلس والدي ولم أفق إلا وأنا أسلّم نفسي للمسئولين بعد أن أصبحت قاتلاً .. وبعد التحقيق تبيّن أن الخائن لم يكن إلا شقيقا لها .. ولم أجني سوى انتظار إعدامي فلا تُكثر ياأبا طروق ملامي .. وتخيّر جارك وإهتم بصغارك وأمنحهم الرعاية والدفء الاسري فهما أهم من المال.
قال أبو طروق : لاعليك عزيزي فقد سُئل الإمام الشافعي رضي الله عنه أيهما أفضل الكافر إذا أسلم ؟ أو العاصي إذا تاب ؟ قال : العاصي إذا تاب لأنه إنتقل من درجة العلم إلى محبة الله أما الكافر فقد إنتقل من درجة الجهل إلى درجة العلم ..
إلى سجن النساء وبعناء دخلت أم نواف بقلبها الوجل الخوّاف ، وكلما تذكرت مسابقة المقال أسرعت في الحال . سألت عن سجينة تُدعى ( الراوية )؟ فأشاروا الى تلك الزاوية .. ألقت أم نواف السلام فردّت بمرارة ، سألتها عن الحال بحرارة ؟ فردت بدموع : ندم وحسرة وقلب زاد كسره .
كان والدي يتعرّض لأعراض الناس وبلا قياس يتلذذ بقذف المحصنات .. متناسيا تحذير الخالق حين قال تعالى { إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون } كان يغلق علينا الأبواب بشدّه ويمد علينا يده ، يشك بحركاتنا ويصنّت لهمساتنا .. متناسياً قوله صلى الله عليه وسلم [ هلك المتنطعون ] . ولبُعدي عن القرآن وتعرّفي على صديقة معسولة لسان حلوة بيان تبعتها بكل ماتفعل حتى وصلت الى هاتف وصوره مع أني بالبيت محشوره . تدبرت أمري حتى تعرفت على ذئب فذئاب فلم يمنعني قفل الباب. ولم أفق من زوبعتي إلا بعد أخذ مولودي منّي وإيداعي السجن. فأخبري أولياء الأمور ياأم نواف أن يغرسوا الثقة في نفوس بناتهم ويراقبوهن من بعيد بلا ترهيب أو تكذيب .. ليزرعوا بنشئهم الخشية من الله لا منهم .
قالت ام نواف : لاعليكِ عزيزتي فقد جمعك الله مع المؤمنات بقوله تعالى { مسلمات مؤمنات قانتات تائبات }.
أما أبو عارف وعنبر مروجي المخدرات من الشباب فقد عاد إلينا بقصيدة ( قصة مروّج ) كتبها وقد نقل لنا فيها معانات وآهات وندم أحدهم في ليلة تنفيذ حكم الإعدام بحقه ، حيث نقل لنا ابو عارف هذا الشهد الحزين في قصيدته فإيليكم إياها:
سمعت قصة واحد بالسجوني=يقول ذبـح السيـف يانـاس هايبـه
يقول أفضل بالرصاص إذبحوني=والعين ملفـوف عليهـا عصايبـه
لعل بعض الناس مايعرفوني=ودي لـو التنفيـذ والشمـس غايبـه
إنتم عرفتو قصتي وارحموني=أخشى علـى ابـوي تلحقـه عايبـه
لو يعرف إني مروج للفيوني=ولو يدري إنـي للمسلميـن جايبـه
ومدمن حشيش ومثقل بالديوني=يدعي علي ودعوة العـود صايبـه
ولاتخبرون اللي بطبعه حنونـي=الوالـده أخـاف تكثـر مصايبـه
أخاف يادريت يصيبه جنوني=وتصبح عليلـة عالـة علـى شايبـه
ياضاع عقله ماتفيد العيوني=العقـل مـن مـد الكريـم ووهايبـه
واللي جرح قلبي وزود طعوني=روحه على شوفي من العام ذايبـه
وجماعتي من سجنتي قاطعوني=كيف الفتى ينسى من اقرب قرايبـه
كله سبايب شلة دهوروني=المـوت حـان وقربـو لـي ركايبـه
يمه رفاق السؤ هم ضيعومي=عقول البهايم بيـن الأكـواخ سايبـه
الله يرميهم مثل مارموني=مـوت المهونـة شلتـي هـم جلايبـه
ماطعت يوم الطيبيـن نصحونـي=ولاينصـح الإنسـان إلا حبايبـه
يالله وأمرك بين كاف ونوني=وخلقتني مـن بيـن صلـب وترايبـه
عوّض علي دنياي وأحسن ظنوني=واغفر لمن نفسه عن الشر تايبه
وياللي حضرتو مصرعي سامحوني=وهذي نهاية قصتي مع سبايبه
المخدرات تجارة صدقوني=بئس التجـارة مـن التجـارات خايبـه
وصلاة ربي عد وبل المزوني=على الرسـول عـداد دورة هبايبـه
إجتمع فريق الشعراء فلملموا محصلة ماكتبوه من مقابلات وتقارير صحفية متحسرين على حال شباب الأمة .. أخذ أحدهم ولن أذكر إسمه بتقليب المحطات الفضائية على جهاز التلفزيون فكنّا نتنقل بين دمار هنا وهناك وفتن زرعت بين أبناء الأرض الواحدة في أفغانستان والعراق حتى باتوا يتقاتلون بينهم .. وعلى فضائيات أُخرى نجد الغزو الفكري الغاشم على النشء ببرامج لاهدف لها إلا إفساد الفكر وتدمير النشء والبنية التحتية للأمة الإسلامية ... هنا وهنا فقط أدركنا بأن ماتمارسه أمريكا إنما هو خليط من الإنحراف والتطرّف والإرهاب والفساد ولكن بشكل تكتيكي محرفن .