شام
21-05-2007, 00:34
م.م. الفكري / ق.2 / الانحرافات الفكرية و السلوكية
اختزال ليس أكثر ... وهو ليس رغبة في لفت الانظار و لكن عصر السرعة و تبدل المفاهيم يدعونا لشيء من
المواكبة دون الاقتلاع ..
يقول غاندي : احب أن تهب علي كافة ثقافات العالم و لكن لا احبها أن تقتلعني من جذوري .
فهل كان غاندي يحاكي القرن الحادي و العشرين ... أم توقع احداث و مجريات غير معهودة
لا ندري ... و الآن الى المقال الذي أتمنى أن يكون بالمستوى الذي يرضي ذائقة الجميع ...
الجهل المعرفي ، الابتعاد و اللهو و عدم الاكتراث بالشريعة و العقيدة الاسلامية ، الجهل العلمي ، الفراغ و
البطالة و الفقر و الغنى ، عدم رسوخ الثوابت أمام المتغيرات و التحديات ،،،
هشاشة التفكير و المحاكمة و الاستدلال ، الإعلام ، الثقافات و الحضارات و سلبية حواراتها
ضعف الرادع الديني و الاخلاقي و السلوكي ، شدة الانصياع لأفكار قد تبدو غريبة عن طقوسنا ، الانبهار
بالفكر الآخر لمرحلة الثمالة ، الانتهاج بــ مناهج لا تمت بصلة لواقعنا
ومبادئنا ، تقمص افكار براقة في مظهرها سامة في محتواها كلها مسببات وعوامل لنشوء الانفلات الفكري .
قد يخطئ الفرد منا بين مفهومين وهما الانحراف الفكري و الاتفلات الفكري .
في معرض هذا المقال نتجه الى مفهوم الانحراف الفكري :
كل ما يمكن أن يخرج عن مساره و يجنح نحو دروب اخرى غير مرتسمة و غير منتظمة يسمى انحراف
و الانحراف قد يكون اخلاقي و قد يكون معياري و قد يكون سلوكي ، إن تنوع الانحرافات في التسمية
يودي بنا الى نتيجة واحدة آلا وهو حدوث تصادم بين المنحرف فكرياً و العدالة وهنا لا بد للعدالة من ان تأخذ
مجراها الطبيعي ، وهذا ما يسمى كذلك بالمفهوم القانوني انحراف و يعني بها مخالفة أو جناية أو جرم
يستحق المحاكمة و تطبيق القانون ؟
فقاتل الجسم مقتول بفعلته = وقاتل الروح لا تدري عنه البشر
أما الانفلات الفكري و هذا النوع من الانفلاتات حكماً مضاره و سلبياته اشد فتكاً من الانحراف السلوكي
الفردي ، فالمجرم الذي يقتل ضحيته لا بد للعدالة من النيل منه ، و بالتالي تطبيق القصاص بحقه على ما
ارتكب .
أما المجرم الفكري المنفلت بأفكار غير منتمية وشاذة فهذا المجرم اي عدالة ستنال منه و لعلي
أقول ما أكثر وجود المنفلتين فكرياً في هذه الآونة ..
على جميع الاصعدة نواجه تيارات فكرية ليست منحرفة فهذا التعبير غير دقيق و لكن وبشكل أدق
يمكننا أن نطلق مصطلح إنها تيارات فكرية منفلتة لما يواكبها من مظاهر العنف و التطرف و التدمير بداية
في المبادئ و مروراً بالفكر الجوهري و انتهاءً بالفكر الأعم و العمومي لدى مجتمع أو طائفة أو جماعة .
إن الإنفلات الفكري أشد ايلاماً من الانحراف الفكري الفردي لما له من تأثير ديمغرافي كبير .
يتبنى المنفلت فكرياً افكاراً مسمومة يدسها في قالب الحلوى بين الناس و تتسع دائرة سمومه يوماً وراء يوم
لتشمل اكثر من فرد،،، لا بل قد تشمل أمة بكاملها .
لا يشبع غروره ولا يتنامى الا من خلال المزيد من التصادمات و المزيد من الانهيارات فرؤية تلك الأمة تبتعد
رويداً رويداً عن أصولها و جذورها و دينها و معتقداتها و ثوابتها و رواسخها يحقق نصراً لدى المنفلت فكرياً فهو
مجرم يغتال لب الفكر بــ سهامه .
و قد دل القرآن الكريم على ظاهرة الانفلات الفكري بقوله تعالى :
(وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (الجاثية:17).
وهنا توضح لنا الآية الكريمة كيف يحدث التباين في الفكر و البغي الناشئ عن الانفلات الفكري .
كما حذر النبي عليه افضل الصلاة و السلام من ظواهر الانفلات الفكري ونشوء تيارات مخالفة بــ :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ : هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ ( إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) رواه أحمد ،وصححه الألباني .
و لكي نكون واضحين أكثر ...
كل ما يسمى ( عولمة - علمانية - اممية - شعوبية - قومية - ماركسية ... ) تسمى انفلاتات فكرية
تؤثر بشكل مباشر على أمتنا العربية الاسلامية فتسعى تلك الافكار الى هدم الدين الاسلامي و تشويه
العقيدة من خلال خلق بدع لا تمت بصلة لجوهر الدين و للمجتمع الاسلامي .
في ظل تعايش في حالة انفلات فكري كبير في الاتحاد السوفيتي السابق و بعد استقلال جمهورياته
وجد الشعب نفسه هناك يعيش حالة تصحر كبير في الفكر و الروح فأول ما طالبوا به هو الدين .
ليتبين لنا في آخر القول و مجمله ...
أي فكر مخالف لتعاليم الدين و يشذ بالمجتمع و الأمة هو فكر تدميري و قتي و لحظي لا يبنى عليه
سوى تداعيات تتجلى من خلال جرائم تفتك بفكر الأمة و بقلبها النابض .. لـ تتحول الى شراذم
بعضها يقتل بعضاً و بعضها يغتال بعضاً ... إلى أن تتم تصفية الفكر الجوهري و تعميم الفكر الانفلاتي
و تنتهي أي أمة تتعرض لمثل هذا التيار من الجرائم الفكرية .
و كـــ حلول اسعافية سريعة يمكننا ان نشير وبشكل مختصر الى :
لابد في ظل هذا التصعيد الكبير لــ الانفلات الفكري من تدعيم لـ نظرية المعرفة الشرعية بشكل أساسي و
أصولي علمي مدروس و دعم دور علماء الدين في عملية التوعية لدى جيل الشباب .
مراقبة الإعلام بكافة أشكاله و التحذير من الاتجاهات الفكرية المعادية .
ترسيخ الشريعة الإسلامية لدى نفوس و فكر جيل الشباب .
اختزال ليس أكثر ... وهو ليس رغبة في لفت الانظار و لكن عصر السرعة و تبدل المفاهيم يدعونا لشيء من
المواكبة دون الاقتلاع ..
يقول غاندي : احب أن تهب علي كافة ثقافات العالم و لكن لا احبها أن تقتلعني من جذوري .
فهل كان غاندي يحاكي القرن الحادي و العشرين ... أم توقع احداث و مجريات غير معهودة
لا ندري ... و الآن الى المقال الذي أتمنى أن يكون بالمستوى الذي يرضي ذائقة الجميع ...
الجهل المعرفي ، الابتعاد و اللهو و عدم الاكتراث بالشريعة و العقيدة الاسلامية ، الجهل العلمي ، الفراغ و
البطالة و الفقر و الغنى ، عدم رسوخ الثوابت أمام المتغيرات و التحديات ،،،
هشاشة التفكير و المحاكمة و الاستدلال ، الإعلام ، الثقافات و الحضارات و سلبية حواراتها
ضعف الرادع الديني و الاخلاقي و السلوكي ، شدة الانصياع لأفكار قد تبدو غريبة عن طقوسنا ، الانبهار
بالفكر الآخر لمرحلة الثمالة ، الانتهاج بــ مناهج لا تمت بصلة لواقعنا
ومبادئنا ، تقمص افكار براقة في مظهرها سامة في محتواها كلها مسببات وعوامل لنشوء الانفلات الفكري .
قد يخطئ الفرد منا بين مفهومين وهما الانحراف الفكري و الاتفلات الفكري .
في معرض هذا المقال نتجه الى مفهوم الانحراف الفكري :
كل ما يمكن أن يخرج عن مساره و يجنح نحو دروب اخرى غير مرتسمة و غير منتظمة يسمى انحراف
و الانحراف قد يكون اخلاقي و قد يكون معياري و قد يكون سلوكي ، إن تنوع الانحرافات في التسمية
يودي بنا الى نتيجة واحدة آلا وهو حدوث تصادم بين المنحرف فكرياً و العدالة وهنا لا بد للعدالة من ان تأخذ
مجراها الطبيعي ، وهذا ما يسمى كذلك بالمفهوم القانوني انحراف و يعني بها مخالفة أو جناية أو جرم
يستحق المحاكمة و تطبيق القانون ؟
فقاتل الجسم مقتول بفعلته = وقاتل الروح لا تدري عنه البشر
أما الانفلات الفكري و هذا النوع من الانفلاتات حكماً مضاره و سلبياته اشد فتكاً من الانحراف السلوكي
الفردي ، فالمجرم الذي يقتل ضحيته لا بد للعدالة من النيل منه ، و بالتالي تطبيق القصاص بحقه على ما
ارتكب .
أما المجرم الفكري المنفلت بأفكار غير منتمية وشاذة فهذا المجرم اي عدالة ستنال منه و لعلي
أقول ما أكثر وجود المنفلتين فكرياً في هذه الآونة ..
على جميع الاصعدة نواجه تيارات فكرية ليست منحرفة فهذا التعبير غير دقيق و لكن وبشكل أدق
يمكننا أن نطلق مصطلح إنها تيارات فكرية منفلتة لما يواكبها من مظاهر العنف و التطرف و التدمير بداية
في المبادئ و مروراً بالفكر الجوهري و انتهاءً بالفكر الأعم و العمومي لدى مجتمع أو طائفة أو جماعة .
إن الإنفلات الفكري أشد ايلاماً من الانحراف الفكري الفردي لما له من تأثير ديمغرافي كبير .
يتبنى المنفلت فكرياً افكاراً مسمومة يدسها في قالب الحلوى بين الناس و تتسع دائرة سمومه يوماً وراء يوم
لتشمل اكثر من فرد،،، لا بل قد تشمل أمة بكاملها .
لا يشبع غروره ولا يتنامى الا من خلال المزيد من التصادمات و المزيد من الانهيارات فرؤية تلك الأمة تبتعد
رويداً رويداً عن أصولها و جذورها و دينها و معتقداتها و ثوابتها و رواسخها يحقق نصراً لدى المنفلت فكرياً فهو
مجرم يغتال لب الفكر بــ سهامه .
و قد دل القرآن الكريم على ظاهرة الانفلات الفكري بقوله تعالى :
(وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (الجاثية:17).
وهنا توضح لنا الآية الكريمة كيف يحدث التباين في الفكر و البغي الناشئ عن الانفلات الفكري .
كما حذر النبي عليه افضل الصلاة و السلام من ظواهر الانفلات الفكري ونشوء تيارات مخالفة بــ :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ : هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ ( إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) رواه أحمد ،وصححه الألباني .
و لكي نكون واضحين أكثر ...
كل ما يسمى ( عولمة - علمانية - اممية - شعوبية - قومية - ماركسية ... ) تسمى انفلاتات فكرية
تؤثر بشكل مباشر على أمتنا العربية الاسلامية فتسعى تلك الافكار الى هدم الدين الاسلامي و تشويه
العقيدة من خلال خلق بدع لا تمت بصلة لجوهر الدين و للمجتمع الاسلامي .
في ظل تعايش في حالة انفلات فكري كبير في الاتحاد السوفيتي السابق و بعد استقلال جمهورياته
وجد الشعب نفسه هناك يعيش حالة تصحر كبير في الفكر و الروح فأول ما طالبوا به هو الدين .
ليتبين لنا في آخر القول و مجمله ...
أي فكر مخالف لتعاليم الدين و يشذ بالمجتمع و الأمة هو فكر تدميري و قتي و لحظي لا يبنى عليه
سوى تداعيات تتجلى من خلال جرائم تفتك بفكر الأمة و بقلبها النابض .. لـ تتحول الى شراذم
بعضها يقتل بعضاً و بعضها يغتال بعضاً ... إلى أن تتم تصفية الفكر الجوهري و تعميم الفكر الانفلاتي
و تنتهي أي أمة تتعرض لمثل هذا التيار من الجرائم الفكرية .
و كـــ حلول اسعافية سريعة يمكننا ان نشير وبشكل مختصر الى :
لابد في ظل هذا التصعيد الكبير لــ الانفلات الفكري من تدعيم لـ نظرية المعرفة الشرعية بشكل أساسي و
أصولي علمي مدروس و دعم دور علماء الدين في عملية التوعية لدى جيل الشباب .
مراقبة الإعلام بكافة أشكاله و التحذير من الاتجاهات الفكرية المعادية .
ترسيخ الشريعة الإسلامية لدى نفوس و فكر جيل الشباب .