أم نــــــــــواف
17-05-2007, 20:37
-
:aquastarb
:ughiugiug
المقالة بعنوان :
( محاكمة البطالة )
.
بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء أتمنى من كُل غيور، على الخير مفطور، أن يقرأ مقالي هذا بمزيجٍ مما حباه الله، من تجانس العقل والقلب. فلم أعتمد فيه على نقل، أو أحشوه من نادر المفردات بثقل. لستُ هنا بصدد تناول أمرٍ سياسي، أو مركزٍ رئاسي؛ بل تناولتُ قضيةً أهلية، لاشرقيةٍ ولاغربية، ولا بأي أرض مطوية. قضيّة هامة، في كل الأقطار عــــــــامة .
إنها البطالة، التي إنتشرت بين العرب. إنتشار النار في الحصيد، والصدأ في الحديد. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم بها تمحيص هذا الداء العُضال وتفحيصه؛ لكننا نحن فريق الشعراء نحاول هنا أن نضع أصابعنا على جرح زاد إيلامه ولم يندمل. والكل يتساءل ( علامه؟!! ) .
أي نعم؛ يمكن أن نصوغ البطالة بعبارةٍ وهي (أفراد قادرين على العمل وبه راغبين لكنهم لم ينالوا الفرصة لممارسته وكسب لقمة العيش ). لكننا لن نكتفي بهذه الصورة الجليّة من البطالة، بل سنُلمح الى أوجه أخرى مطليّة. فطاقات الشباب التي تتكدّس خلف المكاتب بلا إنتاج، وركود حال بلا علاج. إفطارٌ بدينار، وجرائد بلا عائد، فلا همّ لهم إلا القيل والقال، وإنتظار آخر الشهر لقبض المال. قاضين جلّ أوقات دوامهم بالنوم والكسل بلا عمل. هذه وربّي بطالة مخفيّةً مطليّة غير تلك الجليّة.
ولن ننسى النساء، وياللعنـــــــاء. فقد عزفن عن وظيفة الأم وأوكلنها للخادمة. حتى باتت الخادمةُ تنوبُ عنها في تربيةٍ وطبيخ، ومتابعة أمور أبناء وزوج وشئون البيت جميعها. وتفرّغت الأم لنقل الأخبار والموضة والقال، وما غنّا فلان أو لبس علاّن. أوليست هي بالبطالة المخفيّة أيضاً؟
طفح كيلنا نحن فريق الشعراء من تلك البطالة الملعونة، وقررنا أن نشكوها الى المحكمةِ. فهي الملاذ والوسيلة بعد الله، إن قلّت الحيله. وأمام القضاة اشتكينا بالآتي :
هيئة القضاة المبجّلون. هاهي تمثل خصمتنا الملعونةُ أمامكم رعاكم الله، بكامل ارتالها من الذنوب والخطايا. فنسبة العاطلين عن العمل في إزدياد، نعم وربّ العباد.
إنظروا معي حفظكم الله الى مايُدمي القلب، ويُغرق المتبصّر في بحر الحيرة. فحين نرى أفواج المتسوّلين لن نلعن إلا البطالة، وحين تئنُّ الاسواق من المتسكعين فسنلعنها أخرى، وحين يحقد فقير على غني، ومُعدم على مترف؛ فسنلعنها بجنون. وحين نرى الثروات التي تفقدها الأمة، من خلال طاقات شباب تضيع، نتمنى أن تُمزق البطالة إربا. حين نجد شباباً منحرف، وآخر خلف المخدرات منجرف، ومرضى نفسيون ومكتئبون، وآخر دخل عن المجتمع في عزله، كمن نكث غزله. فسيجن جنوننا من جديد، وسنضرب بمطرقةٍ من حديد، على رأس البطالةِ الملعونة، فهي الداء العُضال، قاتلة الشباب الأبطال.
هنا وبعد أن إنتهينا رفعت المتّهمةُ ( البطالة ) يدها، مطالبة بحقها في الرد والدفاع. وقد قالت بإندفاع :
ويحكم !! فأنا أئنُّ مثلكم، خرجتُ من أيديكم لكم، فلا تؤذوني بتهمكم.!!! لاتؤذوني و بالحجر ترموني. فشبابكم متهالك، وجيلكم جيلٌ هالك. يبحثون عن عمل مريح، فليس الواحد فيهم كدّيـــــح. ألا يدركون بأن خالق هذا الكون يعمل؟؟!!!! نعم فالله جلّ جلاله يعمل. لاتملّقوا اعينكم غرابةً وإستهجانا. أما قال تعالى في فصّلت آية 5 { فإعمل إننا عاملون }؟؟!! وقال تعالى أيضا في سورة يس الآية 71{ أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون }
أولم يؤثر بهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلّم [ خير الناس من طال عمره، وحسُن عمله ] ... أما أحرجتهم مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال : ( إني لأرى الرجل فيعجبني ، فأقول : ألهُ حرفة ؟ فإن قالوا : لا. سقط من عيني ) ..
شبابكم يدرءون أيديهم عن الكدح والعمل، بلا كلل. متناسين وصيّة خالد بن الوليد رضي الله عنه حين قال ( ياهذا ، إن الله خلق الأيدي لتعمل. فأشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية ). نعم فإن لم يشغلوا أيديهم بالعمل الصالح والكدح والتعب، أشغلتهم بما يغضب الله من ملاهي ومفاسد حجّتهم فيها " نريد بها أن نقتل الفراغ قبل أن يقتلنا " . أما قال عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه ( إذا كان الشغل مجهدة، فإن الفراغ مفسدة ) نعم وربّي فأي مفسدة هو الفراغ. !!!
حضرات القضاة. أيها العقلاء. لاتلوموني، فشبابكم المتتاكل المتكاسل خلقوني، وبالتخمة أصابوني، فلا تلوموني وبسياط اللوم تكووني، فأنا منكم براء.
" وأخذت البطالة تبكي أمام القضاة متأثرة، حتى أنها أثرت بالحضور " . وبعد أن إنتهت البطالة من دفاعها ومرافعتها المؤثرة. أطرقنا الرؤوس، ورمينا ماأشهرناه من فؤوس، وإنتظرنا بصمت، النُطق بالحكم. حينها وحينها فقط، علت منصة القضاة همهمة وتمتمة، وسمعنا بعدها طرقتين بمطرقة التنبيه، وورد على لسان القاضي مايلي من بيان :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له. أما بعد: فبعد الإستماع الى مرافعة الدعاة ضد المتهمة البطالة، ومن ثم دفاع البطالة المستميت عن نفسها. تدارسنا الأمر وخرجنا بأمور هي :
1- إن الإسلام لم يدع المسلم ليعاني من ويلات البطالة، فقد قسّم وقته الى عمل وعبادة وترويح عن النفس بما هو مباح. فلو كفى المرء رمقه وأهله عن الجوع والحاجة، فليُقسم بقية وقته بين عبادة وترويح، بشكل صحيح. فمن اتّبع هذا النهج، فالنجاح قطفه، ومن شذّ فسيهلك .
2- مالوحظ من ترفّع شبابنا عن العمل المُتعب، مومض بخذلان الأمة. أما جعل الله الأنبياء خير قدوة لنا؟! فآدم كان مزارعاً، ونوحٌ تاجراً، وداوود كان حدّاداً، ومحمد راعي للأغنام وتاجر، وجميعها أعمال شاقةٌ مجهدة خشنة تليق بالأبطال. فأين شبابنا من أنبيائهم .؟!
فعلى شبابنا التواضع، وليقبلوا على ماتكبّروا عليه من مهن، وليتحملّوا حرارة الشمس، ولينغمسوا بالكدح غمس. فالحياة بلا عمل، عبءٌ لايُحتمل.
فقد قال أبو العتاهية :
ماأحسن الشغل في تدبير منفعة = أهل الفراغ ذوو خوض وإرجاف
3- إن حكومتنا الرشيدة لم تقصّر في هذا الجانب، فقد وفّرت المهن العملية بمستوياتها، ودعت اليها بكافة الوسائل والسبل، ودعت القطاعات الخاصة الى توظيف الشباب قبل الوافدين. ووضعت الرقابة عليهم.
4- لن نصبّ اللوم كلّه على البطالة، ولا على الشباب، فقد يكون لبعض التحولات الإقتصادية والتغيرات الإجتماعية أثر. وقد يكون لبعض العوامل الخارجية إسهامٌ آخر في هذا الداء.
لــــذا ولأن الكلام يطول حول هذه القضية. فإننا سنؤكد على بعض النقاط الهامة، والتي تصلح كعلاج. وكمــا قال القائل :
تكفي اللبيب إشارة مهموسة = وغيره يدعى بالنداء العالي
1- على كل شاب أن يجتهد في البحث عن عمل مناسب. فإن لم يُفلح؛ فليرفع إلى ولاة الأمر ليعينوه في بحثه.
2- علينا أن نتعاون في محاربة ظاهرة التسوّل بقوّة. إلا في حالات حرجة مقننة ومتّفق عليها .
3- نشر التوعية بين الناس للتخفيف من التخمة التي تعاني منها البطالة.
4- الحد من توافد الأيدي العاملة المستوردة وإبدال مقاعدهم بشبابنا العاطل. وإن لم يحملوا الخبرة، فسيكتسبوها مع الممارسة .
5- تحديد عدد عاملة واحدة لكل بيت، على أن تنطبق على الأسرة الشروط المقننة للإستقدام. فمن ليست بحاجة لخادمة لن يسمح لها بالإستقدام. فالمنع أولى.
إلتقط القاضي انفاسه، وإلتفت إلينا نحن الإدعاء فريق الشعراء، وسألنا عن رضانا؟ فإستبشرنا خيرا. وإلتفت أخرى الى البطالة، وتبسّمت متأملة خيرا. فتبسّم القاضي، وختم جلسته بحمد الله وشكره على ما أنعم على أمتنا الإسلامية من خيرات، ودعى بالهداية والتوفيق لكل أبناءها وأن يحفظ لنا ولاة الأمر .
والله يحفظكم ويرعاكم
تمت بحمد الله
بقلم : أم نـــواف
نيابة عن فريق الشعراء
.
-
:aquastarb
:ughiugiug
المقالة بعنوان :
( محاكمة البطالة )
.
بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء أتمنى من كُل غيور، على الخير مفطور، أن يقرأ مقالي هذا بمزيجٍ مما حباه الله، من تجانس العقل والقلب. فلم أعتمد فيه على نقل، أو أحشوه من نادر المفردات بثقل. لستُ هنا بصدد تناول أمرٍ سياسي، أو مركزٍ رئاسي؛ بل تناولتُ قضيةً أهلية، لاشرقيةٍ ولاغربية، ولا بأي أرض مطوية. قضيّة هامة، في كل الأقطار عــــــــامة .
إنها البطالة، التي إنتشرت بين العرب. إنتشار النار في الحصيد، والصدأ في الحديد. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم بها تمحيص هذا الداء العُضال وتفحيصه؛ لكننا نحن فريق الشعراء نحاول هنا أن نضع أصابعنا على جرح زاد إيلامه ولم يندمل. والكل يتساءل ( علامه؟!! ) .
أي نعم؛ يمكن أن نصوغ البطالة بعبارةٍ وهي (أفراد قادرين على العمل وبه راغبين لكنهم لم ينالوا الفرصة لممارسته وكسب لقمة العيش ). لكننا لن نكتفي بهذه الصورة الجليّة من البطالة، بل سنُلمح الى أوجه أخرى مطليّة. فطاقات الشباب التي تتكدّس خلف المكاتب بلا إنتاج، وركود حال بلا علاج. إفطارٌ بدينار، وجرائد بلا عائد، فلا همّ لهم إلا القيل والقال، وإنتظار آخر الشهر لقبض المال. قاضين جلّ أوقات دوامهم بالنوم والكسل بلا عمل. هذه وربّي بطالة مخفيّةً مطليّة غير تلك الجليّة.
ولن ننسى النساء، وياللعنـــــــاء. فقد عزفن عن وظيفة الأم وأوكلنها للخادمة. حتى باتت الخادمةُ تنوبُ عنها في تربيةٍ وطبيخ، ومتابعة أمور أبناء وزوج وشئون البيت جميعها. وتفرّغت الأم لنقل الأخبار والموضة والقال، وما غنّا فلان أو لبس علاّن. أوليست هي بالبطالة المخفيّة أيضاً؟
طفح كيلنا نحن فريق الشعراء من تلك البطالة الملعونة، وقررنا أن نشكوها الى المحكمةِ. فهي الملاذ والوسيلة بعد الله، إن قلّت الحيله. وأمام القضاة اشتكينا بالآتي :
هيئة القضاة المبجّلون. هاهي تمثل خصمتنا الملعونةُ أمامكم رعاكم الله، بكامل ارتالها من الذنوب والخطايا. فنسبة العاطلين عن العمل في إزدياد، نعم وربّ العباد.
إنظروا معي حفظكم الله الى مايُدمي القلب، ويُغرق المتبصّر في بحر الحيرة. فحين نرى أفواج المتسوّلين لن نلعن إلا البطالة، وحين تئنُّ الاسواق من المتسكعين فسنلعنها أخرى، وحين يحقد فقير على غني، ومُعدم على مترف؛ فسنلعنها بجنون. وحين نرى الثروات التي تفقدها الأمة، من خلال طاقات شباب تضيع، نتمنى أن تُمزق البطالة إربا. حين نجد شباباً منحرف، وآخر خلف المخدرات منجرف، ومرضى نفسيون ومكتئبون، وآخر دخل عن المجتمع في عزله، كمن نكث غزله. فسيجن جنوننا من جديد، وسنضرب بمطرقةٍ من حديد، على رأس البطالةِ الملعونة، فهي الداء العُضال، قاتلة الشباب الأبطال.
هنا وبعد أن إنتهينا رفعت المتّهمةُ ( البطالة ) يدها، مطالبة بحقها في الرد والدفاع. وقد قالت بإندفاع :
ويحكم !! فأنا أئنُّ مثلكم، خرجتُ من أيديكم لكم، فلا تؤذوني بتهمكم.!!! لاتؤذوني و بالحجر ترموني. فشبابكم متهالك، وجيلكم جيلٌ هالك. يبحثون عن عمل مريح، فليس الواحد فيهم كدّيـــــح. ألا يدركون بأن خالق هذا الكون يعمل؟؟!!!! نعم فالله جلّ جلاله يعمل. لاتملّقوا اعينكم غرابةً وإستهجانا. أما قال تعالى في فصّلت آية 5 { فإعمل إننا عاملون }؟؟!! وقال تعالى أيضا في سورة يس الآية 71{ أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون }
أولم يؤثر بهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلّم [ خير الناس من طال عمره، وحسُن عمله ] ... أما أحرجتهم مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال : ( إني لأرى الرجل فيعجبني ، فأقول : ألهُ حرفة ؟ فإن قالوا : لا. سقط من عيني ) ..
شبابكم يدرءون أيديهم عن الكدح والعمل، بلا كلل. متناسين وصيّة خالد بن الوليد رضي الله عنه حين قال ( ياهذا ، إن الله خلق الأيدي لتعمل. فأشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية ). نعم فإن لم يشغلوا أيديهم بالعمل الصالح والكدح والتعب، أشغلتهم بما يغضب الله من ملاهي ومفاسد حجّتهم فيها " نريد بها أن نقتل الفراغ قبل أن يقتلنا " . أما قال عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه ( إذا كان الشغل مجهدة، فإن الفراغ مفسدة ) نعم وربّي فأي مفسدة هو الفراغ. !!!
حضرات القضاة. أيها العقلاء. لاتلوموني، فشبابكم المتتاكل المتكاسل خلقوني، وبالتخمة أصابوني، فلا تلوموني وبسياط اللوم تكووني، فأنا منكم براء.
" وأخذت البطالة تبكي أمام القضاة متأثرة، حتى أنها أثرت بالحضور " . وبعد أن إنتهت البطالة من دفاعها ومرافعتها المؤثرة. أطرقنا الرؤوس، ورمينا ماأشهرناه من فؤوس، وإنتظرنا بصمت، النُطق بالحكم. حينها وحينها فقط، علت منصة القضاة همهمة وتمتمة، وسمعنا بعدها طرقتين بمطرقة التنبيه، وورد على لسان القاضي مايلي من بيان :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له. أما بعد: فبعد الإستماع الى مرافعة الدعاة ضد المتهمة البطالة، ومن ثم دفاع البطالة المستميت عن نفسها. تدارسنا الأمر وخرجنا بأمور هي :
1- إن الإسلام لم يدع المسلم ليعاني من ويلات البطالة، فقد قسّم وقته الى عمل وعبادة وترويح عن النفس بما هو مباح. فلو كفى المرء رمقه وأهله عن الجوع والحاجة، فليُقسم بقية وقته بين عبادة وترويح، بشكل صحيح. فمن اتّبع هذا النهج، فالنجاح قطفه، ومن شذّ فسيهلك .
2- مالوحظ من ترفّع شبابنا عن العمل المُتعب، مومض بخذلان الأمة. أما جعل الله الأنبياء خير قدوة لنا؟! فآدم كان مزارعاً، ونوحٌ تاجراً، وداوود كان حدّاداً، ومحمد راعي للأغنام وتاجر، وجميعها أعمال شاقةٌ مجهدة خشنة تليق بالأبطال. فأين شبابنا من أنبيائهم .؟!
فعلى شبابنا التواضع، وليقبلوا على ماتكبّروا عليه من مهن، وليتحملّوا حرارة الشمس، ولينغمسوا بالكدح غمس. فالحياة بلا عمل، عبءٌ لايُحتمل.
فقد قال أبو العتاهية :
ماأحسن الشغل في تدبير منفعة = أهل الفراغ ذوو خوض وإرجاف
3- إن حكومتنا الرشيدة لم تقصّر في هذا الجانب، فقد وفّرت المهن العملية بمستوياتها، ودعت اليها بكافة الوسائل والسبل، ودعت القطاعات الخاصة الى توظيف الشباب قبل الوافدين. ووضعت الرقابة عليهم.
4- لن نصبّ اللوم كلّه على البطالة، ولا على الشباب، فقد يكون لبعض التحولات الإقتصادية والتغيرات الإجتماعية أثر. وقد يكون لبعض العوامل الخارجية إسهامٌ آخر في هذا الداء.
لــــذا ولأن الكلام يطول حول هذه القضية. فإننا سنؤكد على بعض النقاط الهامة، والتي تصلح كعلاج. وكمــا قال القائل :
تكفي اللبيب إشارة مهموسة = وغيره يدعى بالنداء العالي
1- على كل شاب أن يجتهد في البحث عن عمل مناسب. فإن لم يُفلح؛ فليرفع إلى ولاة الأمر ليعينوه في بحثه.
2- علينا أن نتعاون في محاربة ظاهرة التسوّل بقوّة. إلا في حالات حرجة مقننة ومتّفق عليها .
3- نشر التوعية بين الناس للتخفيف من التخمة التي تعاني منها البطالة.
4- الحد من توافد الأيدي العاملة المستوردة وإبدال مقاعدهم بشبابنا العاطل. وإن لم يحملوا الخبرة، فسيكتسبوها مع الممارسة .
5- تحديد عدد عاملة واحدة لكل بيت، على أن تنطبق على الأسرة الشروط المقننة للإستقدام. فمن ليست بحاجة لخادمة لن يسمح لها بالإستقدام. فالمنع أولى.
إلتقط القاضي انفاسه، وإلتفت إلينا نحن الإدعاء فريق الشعراء، وسألنا عن رضانا؟ فإستبشرنا خيرا. وإلتفت أخرى الى البطالة، وتبسّمت متأملة خيرا. فتبسّم القاضي، وختم جلسته بحمد الله وشكره على ما أنعم على أمتنا الإسلامية من خيرات، ودعى بالهداية والتوفيق لكل أبناءها وأن يحفظ لنا ولاة الأمر .
والله يحفظكم ويرعاكم
تمت بحمد الله
بقلم : أم نـــواف
نيابة عن فريق الشعراء
.
-