الفيصلي
03-05-2007, 23:27
بسم الله ..
سادتي سيداتي ... اعود اليكم بعد غياب ولتلتسموا لي العذر فلظروف احكام ....
فهناك قلب يسكن تضاريس صدري منهك جداً ... فهــنا فقــط في مســاء يشبـه الحلـم ...
أستيقظ على عجــل ،،، لاخاطــب من اهــوى مخاطبتـهم ،،،
والقى من اهـوى لقاءهــم ،،، احـاول ان ابــدو اكثر انـاقـة ولكنـي لم افلـح فكــل مرتــادي هذا المجلــس
من الطبقات الاستقراطية العاليــة جدااا ،،، جميعهم من صانعــي الادب والذوق والاناقة ،،
اشعر بصعوبة فائقة في مجاراتهــم ،،، احاول ان اراقبهــم ،،،
واحســن تقليدهــم دائمـاً ،،، لا اخفيكم سرا فانا تلميذٌ نجيب ،،، اسرق النظرات تلو النظرات لاتعلم منهــم ،،،
انتم فقط اصحاب مضايف شمر ...فأنا لا استطيــع ان اصبح مثلكم ،،، حينها فقـط شعرت بالفشــل فحاولــت الفرار من هذا المجلــس
فأنا لا استطيع ان اتعامل بتلك الاناقـة والاتيكــيت كهؤلاء البــشر ،،، ربما انهم نشأو وترعرعو في بيئه لها طقوسها الخــاصه ،،،
لذا سأخاطبهم من خــلف الاســوار وسأشكي لهم حالي ،،، وسأشكــي لهم ما فعــل بي الزمــن ،،، اليهــم أقــــول :
يسعدني كثيرا ان اقتحم تلك المزاجات المختلفه من خلف تلك الشاشه الفضيه الصغيرة هذا الصبـاح لاحدثكم ببعض اموري الخـاصـة ، فأعذرو اقتحامي واعذرو تطاولي ، وامنحوني جزءاً من وقتكم الثمين ، وزيدوني شرفا قبول تلك الكلمات ، اعلم يقينا ان هناك من لا يستسيغ وجود (الفيصلي) ولكن
ذلك قدر الله (ويفعل سبحانه مايشاء) ، (( انا افكر اذن انا موجود )) .. اتمنى من اولئك الاحباب ان
يأخذو الموضوع ... لا كاتبهلن اطيل الحديث وسأحاول ان ابدأ
بسم اللـه ...
كان احد مساءات آب الفائت ، حينما داهمتني الوحده بين تلك الكتب والمجلات
العتيقة المترامية بين رفوف مكتبتي المليئة بالفوضى،
سئــمت من فرط الملل ، واجتاحتني همهمات وقلق على مستقبلي ،
اشعر بالاشمئزاز حينما افكر في القادم ،، بعكس حبي للماضــي وذكرياته ،
وبينما انا كذلك انتزعنـي من وحدتـي صوت لا أملُ سمــاعه ،
صدقـوني انني لا اشعر بجبروت وجمـال إسمي الا حين اسمعه يتردد بلسانه ،
دعاني صاحب ذلك الصوت الى مشاركته فنجان قهوه ، لم اتردد في
قبول تلك الدعوه ليقيني التام بأنني سأكون سعيدا بتلك الصحبـة ،
استقلينا سيارته ، ذات اللون السمــاوي ،،، كنت اتكور خلف حزام
الامان كسمفونيـة صاخبــة من فرط كرهي لربط ذلك الحزام ،
كنا نجوب شوارع الرياض ، وكنت اراقب الفضاء ، بجوار ذلك الرجل
الخمسيني (( صاحب الدعوه )) ، شامخ كبيــت شعر اتقن صنعه بدوي متفرد
في الحبك والسبـك ، شاسـع كصحراء النفود المترامية الاطراف ، طاهر
كبوابة الكعبة المشرفة ، نقي كنقاء زمزم وصفاءه ، كريم كما يليق
بشيخ القبيلة ،
لا اخفي حبي له الى ما خلف اروقة الحب ، أتيه فخراً لدى شعوري بأنني
احمل إسم ذلك الرجل المهيــب ،
هو قدوتي العظيمه ، وشمعتي المضيئه ، لا ارى سوادا بجواره ، اخلع
نظارتي لأتأمل جبروت ذلك المخلوق وعنفوانه ،
بينما كان يقود السيارة ، استوقفتنا احدى اشارات (( طريق العليا العام )) ،
استرقت النظر الى الجوار ، فأذا بسيارة (( كاديلاك ) تقف بجوار نافذتي ،
لا ارى بداخلها سوى سائق اجنبي ، ونوافذ تغطيها ستائر مخملية ذات لون
(( بيـج )) ، لم اعر الامر اي اهتمام ، وعدت بنظري مره آخرى للتحليق في
فضائي الخـاص ، وبينما انا على هذا الحال اذ تحركت احدى ستائر السيارة
المجاورة ، ليقع نظري على صنـع آلهــي بديـع ، وجه قمري ،،، هلالي
الحاجبيـن ، سليل الانف ،،، بهي الطلعه ،، يذكرني
بعزف باريسي بديع كنت استمع اليه في ليالي الهجر ،
تلاقت الاعيــن فزدادت شدة الدق على الوتر الثامـن ، وبدأت اول ابجديات
الجرح ، شهقت وهللت واخذت اردد (( ماشاء الله )) (( ما شاء الله )) ،
وهمست بيني وبيني ، رفقا ً يا مدعوجة العينين ، فما انا الا بشـر ،
كانت تلك اللحضات قاتلـة بالنسبـة لي , دقائق
حتى أذِن الله بقدوم اللون الاخضر ليعلن انقاذي من بين ايدي تلك الحورية التي
لا تعترف قواميسها بالرحمـة ،
ننطلق في غير المسار ، وتأخذ قلوبنا مسار آخر ليلتقيا في مكان آخر وزمن
آخر ، لا قوانين به ولا تقاليد واعراف ،
شكرا لله بأن صاحب الدعوة لم يلاحظ ما حدث
وصلنا الى احد الاماكن العامه ، لنجد في انتظارنا طاولة في احدى زوايا
القهوه
يبادرنا النادل مسرعا
السلام عليكم
صاحب الدعوه / عليكم السلام ورحمة الله وبركات ،،،
اثنين لاتيه واثنين افيان
النادل / تكرم
بدأني صاحب الدعوه بحديثة العفوي الذي لا ينم عن افتعال او تجرد ،
ابتسم كثيرا حينما اراه يتحدث بسلاسه ، ويعجبني عدم اهتمامه بالفواصل
والنقط ، لا يعترف بأن واخواتها ، ولا يعترف بواو المعية والعطف
احبه حينما يستبسل في الدفاع عن ارائه ومعتقداته ،
بدأ بالصلاة قائلاً (( الصلاة ... لقاء بين المؤمن وربه ..
فأعمل لذلك اللقاء مالم تعمله لغيره من اللقاءات )) ،
ثم انتقل الى الوطن قائلاً :
(( الوطــن ... حاول اختراق الزجاج من أجل الوطن ))
ثم انتقل الى الصداقة قائلاً (( الصداقة لا تعترف باللوغارتميات
ولا بقوانين الغرب فالوفاء هو اسمى مبادئها وحاول ان تحتفظ بصداقاتك
مهما كلفك الامر ))
ثم انتقل الى الزمـن قائلا (( الزمن ... كالسرك المفتوح ونحن
جمهوره ))
ثم انتقل الى الامنيات قائلا (( لا تكثر منها ... فما هي الا
كأوراق ايلول تتناثر من حولنا وتطير بها الريـاح ))
قاطعنا صوت النادل ، عفوا تفضلا ،
بادرته بصوت منخفض ...
شكرا يا سيدي فقد شربت من منابع الحكمه حتى
اكتفيت ، لتحتفظ انت بكوب اللاتيه لك ،
عدت برفقته لينتهي يومي بتقبيل ذلك الجبين الطاهر ...
تلك بعض الاشياء التي لم استطع ان احتفظ بها لنفسي فأردتكم ان تشاركوني
اياها ،،،
تصبحون على خير واحلاما وردية ،،،
مودتي للجــــــميع ..
الفيصلي
سادتي سيداتي ... اعود اليكم بعد غياب ولتلتسموا لي العذر فلظروف احكام ....
فهناك قلب يسكن تضاريس صدري منهك جداً ... فهــنا فقــط في مســاء يشبـه الحلـم ...
أستيقظ على عجــل ،،، لاخاطــب من اهــوى مخاطبتـهم ،،،
والقى من اهـوى لقاءهــم ،،، احـاول ان ابــدو اكثر انـاقـة ولكنـي لم افلـح فكــل مرتــادي هذا المجلــس
من الطبقات الاستقراطية العاليــة جدااا ،،، جميعهم من صانعــي الادب والذوق والاناقة ،،
اشعر بصعوبة فائقة في مجاراتهــم ،،، احاول ان اراقبهــم ،،،
واحســن تقليدهــم دائمـاً ،،، لا اخفيكم سرا فانا تلميذٌ نجيب ،،، اسرق النظرات تلو النظرات لاتعلم منهــم ،،،
انتم فقط اصحاب مضايف شمر ...فأنا لا استطيــع ان اصبح مثلكم ،،، حينها فقـط شعرت بالفشــل فحاولــت الفرار من هذا المجلــس
فأنا لا استطيع ان اتعامل بتلك الاناقـة والاتيكــيت كهؤلاء البــشر ،،، ربما انهم نشأو وترعرعو في بيئه لها طقوسها الخــاصه ،،،
لذا سأخاطبهم من خــلف الاســوار وسأشكي لهم حالي ،،، وسأشكــي لهم ما فعــل بي الزمــن ،،، اليهــم أقــــول :
يسعدني كثيرا ان اقتحم تلك المزاجات المختلفه من خلف تلك الشاشه الفضيه الصغيرة هذا الصبـاح لاحدثكم ببعض اموري الخـاصـة ، فأعذرو اقتحامي واعذرو تطاولي ، وامنحوني جزءاً من وقتكم الثمين ، وزيدوني شرفا قبول تلك الكلمات ، اعلم يقينا ان هناك من لا يستسيغ وجود (الفيصلي) ولكن
ذلك قدر الله (ويفعل سبحانه مايشاء) ، (( انا افكر اذن انا موجود )) .. اتمنى من اولئك الاحباب ان
يأخذو الموضوع ... لا كاتبهلن اطيل الحديث وسأحاول ان ابدأ
بسم اللـه ...
كان احد مساءات آب الفائت ، حينما داهمتني الوحده بين تلك الكتب والمجلات
العتيقة المترامية بين رفوف مكتبتي المليئة بالفوضى،
سئــمت من فرط الملل ، واجتاحتني همهمات وقلق على مستقبلي ،
اشعر بالاشمئزاز حينما افكر في القادم ،، بعكس حبي للماضــي وذكرياته ،
وبينما انا كذلك انتزعنـي من وحدتـي صوت لا أملُ سمــاعه ،
صدقـوني انني لا اشعر بجبروت وجمـال إسمي الا حين اسمعه يتردد بلسانه ،
دعاني صاحب ذلك الصوت الى مشاركته فنجان قهوه ، لم اتردد في
قبول تلك الدعوه ليقيني التام بأنني سأكون سعيدا بتلك الصحبـة ،
استقلينا سيارته ، ذات اللون السمــاوي ،،، كنت اتكور خلف حزام
الامان كسمفونيـة صاخبــة من فرط كرهي لربط ذلك الحزام ،
كنا نجوب شوارع الرياض ، وكنت اراقب الفضاء ، بجوار ذلك الرجل
الخمسيني (( صاحب الدعوه )) ، شامخ كبيــت شعر اتقن صنعه بدوي متفرد
في الحبك والسبـك ، شاسـع كصحراء النفود المترامية الاطراف ، طاهر
كبوابة الكعبة المشرفة ، نقي كنقاء زمزم وصفاءه ، كريم كما يليق
بشيخ القبيلة ،
لا اخفي حبي له الى ما خلف اروقة الحب ، أتيه فخراً لدى شعوري بأنني
احمل إسم ذلك الرجل المهيــب ،
هو قدوتي العظيمه ، وشمعتي المضيئه ، لا ارى سوادا بجواره ، اخلع
نظارتي لأتأمل جبروت ذلك المخلوق وعنفوانه ،
بينما كان يقود السيارة ، استوقفتنا احدى اشارات (( طريق العليا العام )) ،
استرقت النظر الى الجوار ، فأذا بسيارة (( كاديلاك ) تقف بجوار نافذتي ،
لا ارى بداخلها سوى سائق اجنبي ، ونوافذ تغطيها ستائر مخملية ذات لون
(( بيـج )) ، لم اعر الامر اي اهتمام ، وعدت بنظري مره آخرى للتحليق في
فضائي الخـاص ، وبينما انا على هذا الحال اذ تحركت احدى ستائر السيارة
المجاورة ، ليقع نظري على صنـع آلهــي بديـع ، وجه قمري ،،، هلالي
الحاجبيـن ، سليل الانف ،،، بهي الطلعه ،، يذكرني
بعزف باريسي بديع كنت استمع اليه في ليالي الهجر ،
تلاقت الاعيــن فزدادت شدة الدق على الوتر الثامـن ، وبدأت اول ابجديات
الجرح ، شهقت وهللت واخذت اردد (( ماشاء الله )) (( ما شاء الله )) ،
وهمست بيني وبيني ، رفقا ً يا مدعوجة العينين ، فما انا الا بشـر ،
كانت تلك اللحضات قاتلـة بالنسبـة لي , دقائق
حتى أذِن الله بقدوم اللون الاخضر ليعلن انقاذي من بين ايدي تلك الحورية التي
لا تعترف قواميسها بالرحمـة ،
ننطلق في غير المسار ، وتأخذ قلوبنا مسار آخر ليلتقيا في مكان آخر وزمن
آخر ، لا قوانين به ولا تقاليد واعراف ،
شكرا لله بأن صاحب الدعوة لم يلاحظ ما حدث
وصلنا الى احد الاماكن العامه ، لنجد في انتظارنا طاولة في احدى زوايا
القهوه
يبادرنا النادل مسرعا
السلام عليكم
صاحب الدعوه / عليكم السلام ورحمة الله وبركات ،،،
اثنين لاتيه واثنين افيان
النادل / تكرم
بدأني صاحب الدعوه بحديثة العفوي الذي لا ينم عن افتعال او تجرد ،
ابتسم كثيرا حينما اراه يتحدث بسلاسه ، ويعجبني عدم اهتمامه بالفواصل
والنقط ، لا يعترف بأن واخواتها ، ولا يعترف بواو المعية والعطف
احبه حينما يستبسل في الدفاع عن ارائه ومعتقداته ،
بدأ بالصلاة قائلاً (( الصلاة ... لقاء بين المؤمن وربه ..
فأعمل لذلك اللقاء مالم تعمله لغيره من اللقاءات )) ،
ثم انتقل الى الوطن قائلاً :
(( الوطــن ... حاول اختراق الزجاج من أجل الوطن ))
ثم انتقل الى الصداقة قائلاً (( الصداقة لا تعترف باللوغارتميات
ولا بقوانين الغرب فالوفاء هو اسمى مبادئها وحاول ان تحتفظ بصداقاتك
مهما كلفك الامر ))
ثم انتقل الى الزمـن قائلا (( الزمن ... كالسرك المفتوح ونحن
جمهوره ))
ثم انتقل الى الامنيات قائلا (( لا تكثر منها ... فما هي الا
كأوراق ايلول تتناثر من حولنا وتطير بها الريـاح ))
قاطعنا صوت النادل ، عفوا تفضلا ،
بادرته بصوت منخفض ...
شكرا يا سيدي فقد شربت من منابع الحكمه حتى
اكتفيت ، لتحتفظ انت بكوب اللاتيه لك ،
عدت برفقته لينتهي يومي بتقبيل ذلك الجبين الطاهر ...
تلك بعض الاشياء التي لم استطع ان احتفظ بها لنفسي فأردتكم ان تشاركوني
اياها ،،،
تصبحون على خير واحلاما وردية ،،،
مودتي للجــــــميع ..
الفيصلي