طرقي الشمال
02-05-2007, 01:38
http://www.jsad.net/jsadnews/Ben-Jarra7.gif
مساكم الله بالخير ... أنا من عشاق الإنسان، والشمال، وشمر وما حولهما من وطن وبشر.
أحببت أن تكون مشاركتي الأولى عن هذا العمل الأدبي وهو عبارة عن مجموعة قصصية نشرتها إحدى أهم دور النشر في العالم العربي وهي المركز الثقافي العربي.
والجميل أن الكاتب وهو كما فهمت طيار حربي سابق في القوات الجوية السعودية، قد جعل ريع الكتاب لأطفال مرض السرطان. الكتاب حالياً موجود في مكتبة الكتاب في طريق الملك عبد الله في الرياض.
ولفت انتباهي أن إحدى أهم القصص هي عن (غضبان الرمال) .. أحد رجال شمر الكبار في القرن الماضي .. ولكن الكاتب غير اسمه وكتبه (عضبان الجبال)، لا أعرف السبب، وأتمنى أن لايكون حرف في التاريخ.
وهذا مقطع من القصة والتي يصل طولها إلى 18 صفحة:
"أحسست أن الشراب بدأ يضبط إيقاعه.. جاءت كلماته منسابة وعاطفية، كأنه أراد أن يبوح بمكامن ذاته، رأيتنى على مشارف سفر طويل.. أنظر إلى نقطة موهومة فى البعيد، قلت: "إلا يابو دهام، مادمنا ننتظر، عطنا من سواليف الشمال.. أنا متأكد عندك ألف قصة، بس يمكن سالفه واحده ترن بقلبك كل هالسنين !"، : "والله يابو أحمد.. إنك تخلي الواحد ماوده يسكت.. شكلك سولفجي نمره واحد". صمت لحظة..، لاح عبرها على محياه أكثر من انفعال.. أرخى رأسه لأسفل وانبسطت ملامحه، ثم حدّق في نقطة متناهية تمتد خلف زجاج الصالة المطل على ساحة الطائرات. تعاقب صوت الطائرات الصاخب المرتعش في إقلاعها المتواصل، يرافقها اهتزاز خفيف للزجاج، تتراقص الصور والأشياء فى الخارج وتختلط أصوات العابرين بالموسيقى المتقطّعة بصوت المذيع الداخلي. بدأ يحكي بروية وبطء: "ما غير قصه وحده.. هي اللي ترنّ بالقلب.. الوالد الله يرحمه.. يوم رحل للجزيرة2.. أخذ جماعته وأهله.. وحوّطهم الهلاك وهم يقطعون النفود الكبير.. مغادرين من نجد للعراق.. إبن صباح يبيهم من الشرق.. وابن رشيد ناويهم من مغرب شمس !".
(تيقنت أني حصلت على ما أريد، حكاية من تاريخ أرض مثيرة ومجهولة عن أناس أقرب إلى الخيال) رددت عليه مشجعاً: "إسلم يابو دهام، هذي والله السالفه"، : "الوالد غضبان الجبال.. كان شيخ جماعته.. وعمره خمس وعشرين سنه - بعد ماتوفي الجد - جماعتنا يمكن تعرفهم..! هم أكثر عشيرة الجبال"، : "معروفين.. من أهل الشمال ونعم الأجواد؛.. اللي بيوتهم تعتلي للطرقي والمستجير، إسلم يابو دهام"، : "نعمت حالك.. ومن قال يسلم يابو أحمد؛ جماعتنا ماسكين أرضهم اللي إنت خابر، مابين نفود الدهنا والجبل، إن رزقنا الله ربيع عاقبة سيل جلسنا بأرضنا، وإن جفانا الربيع، رحلنا ندّور الخير، بأرض الله الوسيعة، لكن بعد جراب3 بين ابن رشيد وإبن سعود، صرنا ماحنّا زينين مع إبن رشيد، عبد العزيز المتعب يبي كل من حوله يصير معه ضد إبن سعود، وسيفه مادّه على حق وعلى باطل، والوالد جنّب جماعته هالحروب اللّي مايدرى وش عاقبتها، وكان يقول: "من رضا بعدله العباد بنجد فحنّا معه"، وذيك السنين.. سنين فتن ودم، ابن صباح يبي القصيم وكل مابينه وبين الكويت تحت حكمه، وابن رشيد (عبد العزيز المتعب) مايبي أحد يقول له كلمة واحدة ماتجوز له !!"، : "أكيد.. بعد ذبحته أهل الكويت وبعض أهل نجد بمعركة الصريف، كل نجد هابته"، : "صحيح.. والوالد ماله بالفتنه.. قال ما أجاور لا إبن رشيد ولا إبن صباح.. أما إبن سعود توه ماقرب منا...
مالك بالطويلة، بذيك السنه، وبمبربعانية القيظ، وأرضنا - تعرفها - حزوم وصياهد ورمل، ماتقول فيها درب واحد سالك بأثر دايم، كل مامشى راعي ذلول قال هذا دربي، ومن باكر محت الهبوب دربه، كل هالأرض اللي ما لها حد.. إلا السما، هي لنا، إن شمّلنا وردنا (الجزيره) بين الفرات ودجله، وإن أجنبنا مايردنا إلا (شري) و (الأجفر) بنجد، ومن شرق حدّنا (الدبدبة) حول البحر، ومن مغرب شمس، نمد إلى ما نوصل (تيما) و(العلا)"، : "الله أكبر - ياسلااام - والله إن ربّعت هالأرض ماتحب تكون بغيرها يابو دهام.. إسلم"، : "سلمت.. أرسل ابن رشيد للوالد يهدده !. إن ما جبت رجالك وسلاحك بأول يوم من (العقرب الثاني) عندي بالجبل.. تراي بحلٍّ من اللي يجري عليك أنت وجماعك.. شاور الوالد جماعته..قالوا له؛ يابو مركد الشور شورك"، : "أكيد يا بو دهام..إن جماعتكم مايطلعون عن رأي الوالد بعد مايشاور؟"، : "وأنت صادق.. الوالد قام وتوضأ وصلى ركعتين واستخار الله.. وقال لجماعته نشدّ إن شاء الله هالاسبوع.. ولا علّم أحد وين موجهين..
شدّوا على ركايبهم.. وساقوا حلالهم..وطلعوا من حول الأجفر واتجهوا شمال شرق - الوقت قيض والأرض مثل الجمر - وكل اللّي راكبين عارفين إن ماقدامهم إلا العطش.. وخيّالة وبنادق إبن رشيد وابن صباح..كل موارد الماء بيّد هالرجّالين أو قبيله تتبعهم، والوالد مقصده للجزيره بالعراق .. عند بني آخيه..وإن كان أي أحد يبي ياصل للجزيرة حي، ماعندك إلا دربين عليها موارد؛ الأول عن طريق الحماد يمّ (تربة) وبعدها (عذفا) ثم (الصحن) وهذي بيّد قبايل تتبع إبن صباح ذاك الوقت، والدرب الثاني يمر يم (جبه).. وبعدها (العليم)..ثم (المروت).. ثم (الجوف) وهذا بيّد إبن رشيد"، : "كم جماعتكم يابو دهام؟"، : "ميتين ويزيدون.. بين رجال وحرمه والصغار.. مالك بالطويلة، أوكل - الوالد الله يرحمه - أمره لربه..ووجه يمّ طريق وعر.. وموارد الماء فيه غير مضمونه.. حيث إنها تهجر تنهدّ بالقيظ ويعميها السافي،4 ونادر ما يلقى أحد فيها ماء، إلا إن نزل مطر.. والقيظ معروف بها لديار.. ما هو وقت مطر"، سألته: "من وين هالدرب؟"، : "هالدرب بالنص؛ من أصعب درب بالنفود الكبير.. يمر (قلبان الخريزة) على (خبّ سحا)5..ويجنب (الصحن) من غرب ثم العراق"، : "إي والله.. درب وعر، قطعنا طرف منه بالسيارات.. وشفنا فيه أهوال قبل سنتين .. إسلم"، : "ومن قال يسلم.. صاروا يمشون ليل.. ويرتاحون بالنهار.. ويوم حادي عشر.. توسطوا بالنفود.. وكل مياههم خلّصت.. مر عليهم قيض.. مامر مثله على نجد والشمال من سنين.. ويوم توسّطوا بذاك المكان بوسط النفود حول خب سحا، دوّروا دوّروا الموارد اللي خابرينها بالمكان.. ما لقوها، ومثل ما قيل لهم من قبل، منهدّ عليها الرمل. حفروا وحفروا.. مالقوا إلا أرض رطبه..وما فيها ماء."
------------
وهذه تغطية عن الكتاب في صحيفة الجزيرة:
http://www.al-jazirah.com.sa/311276/cu7d.htm
عذراً على أي أخطاء في الطباعة أو النقل. أحببت أن تشاركوني.
تحيتي وتمنياتي للجميع.
طرقي الشمال.
مساكم الله بالخير ... أنا من عشاق الإنسان، والشمال، وشمر وما حولهما من وطن وبشر.
أحببت أن تكون مشاركتي الأولى عن هذا العمل الأدبي وهو عبارة عن مجموعة قصصية نشرتها إحدى أهم دور النشر في العالم العربي وهي المركز الثقافي العربي.
والجميل أن الكاتب وهو كما فهمت طيار حربي سابق في القوات الجوية السعودية، قد جعل ريع الكتاب لأطفال مرض السرطان. الكتاب حالياً موجود في مكتبة الكتاب في طريق الملك عبد الله في الرياض.
ولفت انتباهي أن إحدى أهم القصص هي عن (غضبان الرمال) .. أحد رجال شمر الكبار في القرن الماضي .. ولكن الكاتب غير اسمه وكتبه (عضبان الجبال)، لا أعرف السبب، وأتمنى أن لايكون حرف في التاريخ.
وهذا مقطع من القصة والتي يصل طولها إلى 18 صفحة:
"أحسست أن الشراب بدأ يضبط إيقاعه.. جاءت كلماته منسابة وعاطفية، كأنه أراد أن يبوح بمكامن ذاته، رأيتنى على مشارف سفر طويل.. أنظر إلى نقطة موهومة فى البعيد، قلت: "إلا يابو دهام، مادمنا ننتظر، عطنا من سواليف الشمال.. أنا متأكد عندك ألف قصة، بس يمكن سالفه واحده ترن بقلبك كل هالسنين !"، : "والله يابو أحمد.. إنك تخلي الواحد ماوده يسكت.. شكلك سولفجي نمره واحد". صمت لحظة..، لاح عبرها على محياه أكثر من انفعال.. أرخى رأسه لأسفل وانبسطت ملامحه، ثم حدّق في نقطة متناهية تمتد خلف زجاج الصالة المطل على ساحة الطائرات. تعاقب صوت الطائرات الصاخب المرتعش في إقلاعها المتواصل، يرافقها اهتزاز خفيف للزجاج، تتراقص الصور والأشياء فى الخارج وتختلط أصوات العابرين بالموسيقى المتقطّعة بصوت المذيع الداخلي. بدأ يحكي بروية وبطء: "ما غير قصه وحده.. هي اللي ترنّ بالقلب.. الوالد الله يرحمه.. يوم رحل للجزيرة2.. أخذ جماعته وأهله.. وحوّطهم الهلاك وهم يقطعون النفود الكبير.. مغادرين من نجد للعراق.. إبن صباح يبيهم من الشرق.. وابن رشيد ناويهم من مغرب شمس !".
(تيقنت أني حصلت على ما أريد، حكاية من تاريخ أرض مثيرة ومجهولة عن أناس أقرب إلى الخيال) رددت عليه مشجعاً: "إسلم يابو دهام، هذي والله السالفه"، : "الوالد غضبان الجبال.. كان شيخ جماعته.. وعمره خمس وعشرين سنه - بعد ماتوفي الجد - جماعتنا يمكن تعرفهم..! هم أكثر عشيرة الجبال"، : "معروفين.. من أهل الشمال ونعم الأجواد؛.. اللي بيوتهم تعتلي للطرقي والمستجير، إسلم يابو دهام"، : "نعمت حالك.. ومن قال يسلم يابو أحمد؛ جماعتنا ماسكين أرضهم اللي إنت خابر، مابين نفود الدهنا والجبل، إن رزقنا الله ربيع عاقبة سيل جلسنا بأرضنا، وإن جفانا الربيع، رحلنا ندّور الخير، بأرض الله الوسيعة، لكن بعد جراب3 بين ابن رشيد وإبن سعود، صرنا ماحنّا زينين مع إبن رشيد، عبد العزيز المتعب يبي كل من حوله يصير معه ضد إبن سعود، وسيفه مادّه على حق وعلى باطل، والوالد جنّب جماعته هالحروب اللّي مايدرى وش عاقبتها، وكان يقول: "من رضا بعدله العباد بنجد فحنّا معه"، وذيك السنين.. سنين فتن ودم، ابن صباح يبي القصيم وكل مابينه وبين الكويت تحت حكمه، وابن رشيد (عبد العزيز المتعب) مايبي أحد يقول له كلمة واحدة ماتجوز له !!"، : "أكيد.. بعد ذبحته أهل الكويت وبعض أهل نجد بمعركة الصريف، كل نجد هابته"، : "صحيح.. والوالد ماله بالفتنه.. قال ما أجاور لا إبن رشيد ولا إبن صباح.. أما إبن سعود توه ماقرب منا...
مالك بالطويلة، بذيك السنه، وبمبربعانية القيظ، وأرضنا - تعرفها - حزوم وصياهد ورمل، ماتقول فيها درب واحد سالك بأثر دايم، كل مامشى راعي ذلول قال هذا دربي، ومن باكر محت الهبوب دربه، كل هالأرض اللي ما لها حد.. إلا السما، هي لنا، إن شمّلنا وردنا (الجزيره) بين الفرات ودجله، وإن أجنبنا مايردنا إلا (شري) و (الأجفر) بنجد، ومن شرق حدّنا (الدبدبة) حول البحر، ومن مغرب شمس، نمد إلى ما نوصل (تيما) و(العلا)"، : "الله أكبر - ياسلااام - والله إن ربّعت هالأرض ماتحب تكون بغيرها يابو دهام.. إسلم"، : "سلمت.. أرسل ابن رشيد للوالد يهدده !. إن ما جبت رجالك وسلاحك بأول يوم من (العقرب الثاني) عندي بالجبل.. تراي بحلٍّ من اللي يجري عليك أنت وجماعك.. شاور الوالد جماعته..قالوا له؛ يابو مركد الشور شورك"، : "أكيد يا بو دهام..إن جماعتكم مايطلعون عن رأي الوالد بعد مايشاور؟"، : "وأنت صادق.. الوالد قام وتوضأ وصلى ركعتين واستخار الله.. وقال لجماعته نشدّ إن شاء الله هالاسبوع.. ولا علّم أحد وين موجهين..
شدّوا على ركايبهم.. وساقوا حلالهم..وطلعوا من حول الأجفر واتجهوا شمال شرق - الوقت قيض والأرض مثل الجمر - وكل اللّي راكبين عارفين إن ماقدامهم إلا العطش.. وخيّالة وبنادق إبن رشيد وابن صباح..كل موارد الماء بيّد هالرجّالين أو قبيله تتبعهم، والوالد مقصده للجزيره بالعراق .. عند بني آخيه..وإن كان أي أحد يبي ياصل للجزيرة حي، ماعندك إلا دربين عليها موارد؛ الأول عن طريق الحماد يمّ (تربة) وبعدها (عذفا) ثم (الصحن) وهذي بيّد قبايل تتبع إبن صباح ذاك الوقت، والدرب الثاني يمر يم (جبه).. وبعدها (العليم)..ثم (المروت).. ثم (الجوف) وهذا بيّد إبن رشيد"، : "كم جماعتكم يابو دهام؟"، : "ميتين ويزيدون.. بين رجال وحرمه والصغار.. مالك بالطويلة، أوكل - الوالد الله يرحمه - أمره لربه..ووجه يمّ طريق وعر.. وموارد الماء فيه غير مضمونه.. حيث إنها تهجر تنهدّ بالقيظ ويعميها السافي،4 ونادر ما يلقى أحد فيها ماء، إلا إن نزل مطر.. والقيظ معروف بها لديار.. ما هو وقت مطر"، سألته: "من وين هالدرب؟"، : "هالدرب بالنص؛ من أصعب درب بالنفود الكبير.. يمر (قلبان الخريزة) على (خبّ سحا)5..ويجنب (الصحن) من غرب ثم العراق"، : "إي والله.. درب وعر، قطعنا طرف منه بالسيارات.. وشفنا فيه أهوال قبل سنتين .. إسلم"، : "ومن قال يسلم.. صاروا يمشون ليل.. ويرتاحون بالنهار.. ويوم حادي عشر.. توسطوا بالنفود.. وكل مياههم خلّصت.. مر عليهم قيض.. مامر مثله على نجد والشمال من سنين.. ويوم توسّطوا بذاك المكان بوسط النفود حول خب سحا، دوّروا دوّروا الموارد اللي خابرينها بالمكان.. ما لقوها، ومثل ما قيل لهم من قبل، منهدّ عليها الرمل. حفروا وحفروا.. مالقوا إلا أرض رطبه..وما فيها ماء."
------------
وهذه تغطية عن الكتاب في صحيفة الجزيرة:
http://www.al-jazirah.com.sa/311276/cu7d.htm
عذراً على أي أخطاء في الطباعة أو النقل. أحببت أن تشاركوني.
تحيتي وتمنياتي للجميع.
طرقي الشمال.