محمدالشمري
20-04-2007, 22:12
نعيش مرحلة من أعقد المراحل التي مرت على تاريخنا العربي والاسلامي حيث التراجع في كل التفاصيل , لقد أصبحت النكسة بل النكسات ملازمة لحياتنا السياسية و الإقتصادية و الثقافية و الإجتماعية والعسكريّة , بل كلما دخلنا في قطاع معين نكتشف حجم التراجع فيه , و حجم التخلف أيضا .
وعندما تثور الشعوب وتتذمر من الحال وتطالب بالاصلاح والتتغيير تجد الحكومات مخرجا لها فتقوم بتخريجةٍ لها تمس الظاهر دون المضمون , و الشكل دون الجوهر , و يبقى الحال هو الحال , و النهج هو النهج , و السياسة هي السياسة .
وما يزيد الطين بله قفزنا شعوباً وحكومات على ضرورة مواكبة العصر والسير في ركب التطور ، فخلقنا لانفسنا
عوامل فكرية واعلامية وثقافية لاتناقش سوى الماضي ومآثر الاسلاف وبطولاتهم ، وطالما يتحول حوارنا الى خصومات فيما بيننا ليصبح حوارنا عقيم ودون فائدة .
أصبحنا نتقاتل من أجل الماضي ، ونتخاصم من أجل شخصيات مضى على موتها قرون ، ونتحدى بعضنا في جلب المراجع والكتب التاريخية لنثبت حجتنا على الآخر ، دون أن نفكر في حاضرنا ومستقبلنا .
صنعنا لانفسنا قضايا ومشاكل أكل الدهر عليها وشرب وكأننا لاقضايا لنا ولامشاكل ، بل كان حاضرنا ومستقبلنا قد اعددنا لهما العدة وأمناهم من كل النواحي ، لدرجة اننا وصلنا الى حالة من اللهو والحكايا لنتفرق لنبش ماضينا فنجد ما يشغلنا من حالة الملل التي نمر بها .
فساستنا يحدوثوننا عن بطولاتهم وكيفية وصولهم الى سدة الحكم وكم من خصوم قتلوا ومن بشر شردوا فيتناولون الحقبة التي سبقتهم ليتهمونها بالفسق والفجور والخيانة والعمالة ، أما مثقفينا ومعلمينا يحدثوننا عن ثقافة صقلية والاندلس والفتوحات التي زامنتها من مئات السنين ، ويعلموننا بان الخليفة الفلاني على حق والآخر على باطل فانتصر الاول وانهزم الثاني ، واعلاميونا يأتون بديناصورات النكبات ليروا لنا مشاهد على العصر .
لقد أصبح الماضي مرجعيتنا وثقافتنا ومحور نقاشاتنا وتحاورنا بل تناحرنا مع الاسف الشديد .
في الغرب يوجد أكثر من ثلاثة آلاف مركز علمي يعنى بالدراسات والخطط المستقبلية بما في ذلك مستقبل العالم العربي والإسلامي , أمّا نحن فلا يوجد لدينا مركز واحد يخطط لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا .
في الغرب هاجسهم المستقبل , الفضاء , القرية الكونية , القرية الفضائية , دراسات علمية وخطط مستقبلة تمدد لعشرات السنين ,إستثمار للطاقة الشمسية في المجالات عدة , تكنلوجيا وخطط استراتيجية لضمان مستقبل بلدانهم واجيالهم ، بل وصلوا الى أكثر من ذلك ليقوموا بدراسات عن آفاق العالم العربي والإسلامي برؤى غربية صرفة .
كنّا نتأمل أن نبدأ خطواتنا مع بداية الألفية الثالثة بشكل صحيح في ضوء التجارب والأخطاء السابقة , ولكن ومع كل الاسف والآسى مازلنا نراوح مكاننا ولو يبعث أجدادنا الاوائل لوجدوا الحال هي الحال , والظرف هو الظرف , والفكر هو الفكر , و الطرح هو الطرح , والمرض هو المرض , والإستبداد هو الإستبداد , وما زلنا نختلف بين يجوز ولا يجوز حتى أصبحت أمة كالعجوز .
تحياتي
وعندما تثور الشعوب وتتذمر من الحال وتطالب بالاصلاح والتتغيير تجد الحكومات مخرجا لها فتقوم بتخريجةٍ لها تمس الظاهر دون المضمون , و الشكل دون الجوهر , و يبقى الحال هو الحال , و النهج هو النهج , و السياسة هي السياسة .
وما يزيد الطين بله قفزنا شعوباً وحكومات على ضرورة مواكبة العصر والسير في ركب التطور ، فخلقنا لانفسنا
عوامل فكرية واعلامية وثقافية لاتناقش سوى الماضي ومآثر الاسلاف وبطولاتهم ، وطالما يتحول حوارنا الى خصومات فيما بيننا ليصبح حوارنا عقيم ودون فائدة .
أصبحنا نتقاتل من أجل الماضي ، ونتخاصم من أجل شخصيات مضى على موتها قرون ، ونتحدى بعضنا في جلب المراجع والكتب التاريخية لنثبت حجتنا على الآخر ، دون أن نفكر في حاضرنا ومستقبلنا .
صنعنا لانفسنا قضايا ومشاكل أكل الدهر عليها وشرب وكأننا لاقضايا لنا ولامشاكل ، بل كان حاضرنا ومستقبلنا قد اعددنا لهما العدة وأمناهم من كل النواحي ، لدرجة اننا وصلنا الى حالة من اللهو والحكايا لنتفرق لنبش ماضينا فنجد ما يشغلنا من حالة الملل التي نمر بها .
فساستنا يحدوثوننا عن بطولاتهم وكيفية وصولهم الى سدة الحكم وكم من خصوم قتلوا ومن بشر شردوا فيتناولون الحقبة التي سبقتهم ليتهمونها بالفسق والفجور والخيانة والعمالة ، أما مثقفينا ومعلمينا يحدثوننا عن ثقافة صقلية والاندلس والفتوحات التي زامنتها من مئات السنين ، ويعلموننا بان الخليفة الفلاني على حق والآخر على باطل فانتصر الاول وانهزم الثاني ، واعلاميونا يأتون بديناصورات النكبات ليروا لنا مشاهد على العصر .
لقد أصبح الماضي مرجعيتنا وثقافتنا ومحور نقاشاتنا وتحاورنا بل تناحرنا مع الاسف الشديد .
في الغرب يوجد أكثر من ثلاثة آلاف مركز علمي يعنى بالدراسات والخطط المستقبلية بما في ذلك مستقبل العالم العربي والإسلامي , أمّا نحن فلا يوجد لدينا مركز واحد يخطط لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا .
في الغرب هاجسهم المستقبل , الفضاء , القرية الكونية , القرية الفضائية , دراسات علمية وخطط مستقبلة تمدد لعشرات السنين ,إستثمار للطاقة الشمسية في المجالات عدة , تكنلوجيا وخطط استراتيجية لضمان مستقبل بلدانهم واجيالهم ، بل وصلوا الى أكثر من ذلك ليقوموا بدراسات عن آفاق العالم العربي والإسلامي برؤى غربية صرفة .
كنّا نتأمل أن نبدأ خطواتنا مع بداية الألفية الثالثة بشكل صحيح في ضوء التجارب والأخطاء السابقة , ولكن ومع كل الاسف والآسى مازلنا نراوح مكاننا ولو يبعث أجدادنا الاوائل لوجدوا الحال هي الحال , والظرف هو الظرف , والفكر هو الفكر , و الطرح هو الطرح , والمرض هو المرض , والإستبداد هو الإستبداد , وما زلنا نختلف بين يجوز ولا يجوز حتى أصبحت أمة كالعجوز .
تحياتي