مشاهدة النسخة كاملة : السنن المهجوره وهي الف سنه في اليوم والليله
بدر بن عبدالمحسن
04-04-2007, 04:50
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
قال تعالى ((قل ان كنتم تحبون الله ورسوله فاتبعوني يحببكم الله ورسوله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم))
قال حسن البصري ((فكان علامه حبهم اياه اتباع سنه رسوله))
ونريد احياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في واقع المسلمين في حياتهم اليوميه
في عبداتهم اليوميه وفي اكلهم وشربهم وفي تعاملهم مع الناس وفي دخولهم وخروجهم
ولباسهم وسا ئر حركاتهم وسكناتهم
وقد وجدت ان بامكان كل شخص لو حرص على السنن اليوميه ان يطبق مالا يقل عن الف
سنه في جميع شؤون حياته كلها
@وان الالتزام بالسنه له فوائد منها
1الوصول الى درجه (المحبه)محبه الله عز وجل لعبده المؤمن
2جبر النقص الحاصل في الفرائض
3العصمه من الوقوع في البدعه
4انه من تعظيم شعائر الله
والسنن المهجوره هي الف سنه في اليوم والليله
سنن الاستيقاظ من النوم
1مسح اثر النوم عن الوجه باليد :وقد نص على استجابه النووي وابن حجر لحديث
((فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده))
2الدعاء وهو (الحمد لله الذي احيانا بعدماأماتنا واليه النشور )
3السواك (كان صلى الله عليه وسلم اذا استيقظ من الليل يشوص فاه بالسواك )
4الاستنثار :قال صلى الله عليه وسلم (اذا استيقظ احدكم من منامه فليسنثر ثلاثا
فان الشيطان يبيت على خيشومه )
5 غسل اليدين ثلاثا :قال صلى الله عليه وسلم (اذا استيقظ احدكم من نومه فلا يغمس
يده في الاناء حتى يغسلها ثلاثا)
السواك
قال صلى الله عليه وسلم (لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسوال عند كل صلاه ) رواه البخاري ومسلم
ومجموع ما يتسوك به المسلم في يومه وليله لا يقل عن(20)مره
فهو يتسوك للصلوات الخمس وللسنن الرواتب ولصلاه الضحى والوتر وعند دخول البيت لانه
اول ما يبدا به الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخوله البيت هو السواك كما اخبرت بذلك
عائشه رضي الله عنها كما في صحيح مسلم فكلما دخلت البيت فابدأ بالسواك حتى تصيب
السنه وعند قراءة القرآن وعند تغير رائحه الفم وعند الاستيقاظ من النوم وعند الوضوء
وقد قال صلى الله عليه وسلم (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) رواه أحمد
ثمرة تطبيق هذه السنه:
أ) رضاء الرب سبحانه وتعالى عن العبد
ب) مطهرة للفم
سنن لقاء الناس
1_السلام " سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟
قال(تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه البخاري ومسلم.
(دخل رجل على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال
صلى الله عليه وسلم : عشر ، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمه الله فرد عليه ثم جلس
فقال صلى الله عليه وسلم : عشرون ،ثم جاء آخر فقال :السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
فرد عليه فجلس فقال صلى الله عليه وسلم : ثلاثون) رواه أبو داود وحسنه الترمذي.
2_ الأبتسامه: فقد قال صلى الله عليه وسلم (لاتحقرن من المعروف شيئا ولو
أن تلق أخاك بوجه طلق) رواه مسلم.
3_المصافحه: فقد قال صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلمين يلتقيان
فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أ، يتفرقا) رواه داود والترمذي وابن ماجه.
4_الكلمه الطيبه: قالى تعالى ( وقل لعبادى يقولوا التي هي أحسن إن
الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) الإسراء :53
قال صلى الله عليه وسلم (والكامه الطيبه صدقه) رواه البخاري ومسلم
صفات النبي صلي الله عليه وسلم الخَلقية
1 – جسده صلي الله عليه وسلم :
" كان أحسن الناس وجها , وأحسنهم خلقا , ليس بالطويل البائن , ولا
بالقصير " (البخاري)
2 – " كان مربوعا , بعيد مابين المنكبين , له شعر يبلغ أذنيه " (البخاري)
" كان ضخم الرأس واليدين والقدمين "(البخاري)
3 – " كان وجهه مثل الشمس والقمر , وكان مستديراً " (مسلم)
4 – " كان ضليع الفم , أشكل العينين , منهوش العقب "(مسلم) (ضليع
الفم : كبيره – أشكل العينين : في بياض عينيه حمره – منهوش العقب :
قليل اللحم ) .
5 – " كان ربعه من القوم , ليس بالطويل البائن , ولا بالقصير , أزهر اللون ,
ليس بالأبيض الأمهق , ولا بلآدم , وليس بالجعد َ القطط , ولا السبط "
(متفق عليه)
( ربعه : معتدل – ازهر : ابيض مشرق – الأمهق : البالغ البياض – آدم :
اسود – الجعد القطط : البالغ الجعودة – السبط : المعتدل ) .
6- " كان شديد سواد الشعر , اكحل العينين , أهدب الأشفار ، إذا وطئ بقدمه
وطئ بكلها , ليس له أخمص , إذا وضع رداءه عن منكبيه , فكأنه سبيكة
فضة " (البيهقي وحسنه الألباني ) .
( اكحل العينين :أسود جفونهما خلقه – أهدب الأشفار : طويل الأشفار -
الأخمص : باطن القدم ) .
7 – " كان اذا سرّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر " (متفق عليه) .
8 – " كان أبيض مليح الوجه " (مسلم)
2 - شعره صلي الله عليه وسلم :
1 – " كان شعره دون الجمه , وفوق الوفرة " (الترمذي وصححه الألباني )
( الجمة ما ترامي من شعر الرأس علي المنكبين – الوفرة : ماجاوز
شحمة الأذن ) .
2 – " كان شعره يضرب منكبيه " ( الترمذي في الشمائل وصححه الألباني )
3 - " كان كثير شعر اللحية " (مسلم)
4 – " كان شيبه نحو عشرين شعرة " (الترمذي في الشمائل وصححه
الألباني )
5 - " كان يصفر لحيته بالورْس " (متفق عليه ) (الورْس : نبات يستعمل في
في تلوين الملابس )
3- طيبه صلي الله عليه وسلم :
1- " كان يعجبه الريح الطيبة " (ابو داود وصححه الألباني )
2- " لايردّ الطيب " (البخاري)
3- " كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل " (ابي سعد وصححه الألباني)
4- " كان يشتد عليه ان يوجد منه الريح " (متفق عليه)
4- كلامه صلي الله عليه وسلم وصمته :
1- "كان طويل الصمت قليل الضحك " (أحمد وحسنه الألباني)
2- " كان لايضحك إلا تبسماً " (احمد والترمذي وصححه الألباني)
3- " كان اذا تكلم بكلمه اعادها ثلاثاً حتي تفهم عنه , وإذا أتي علي قوم فسلم عليهم , سلم عليهم ثلاثاً ) (البخاري)
4- " كان كلامه يفهمه كل من سمعه " (ابو داود وحسنه الألباني)
5- " كان يحدث حديثاً لو عده العاد لأحصاه " (متفق عليه)
5- صفات أخري :
1- " كان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان " (ابي عساكر وحسنه الألباني)
2- " كان إذا مشي لم يلتفت " (الحاكم وصححه الألباني)
3- " كان يتختم بالفضه " (البخاري)
4- " كان يجعل فصه مما يلي كفه " (متفق عليه)
5- " كان إذا أعتم سدل عمامته بين كتفيه " (الترمذي وصححه الألباني)
قيام الليل
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
قيام الليل في القرآن
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش ا****ئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم:
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17]
قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].
أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهب الأبطال وبقي كل بطال !!
يا رجال الليل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ
قيام الليل في السنة
أخي المسلم، حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام:
{عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى،
ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد }
[رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل } [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
وقال النبي : { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها }
فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام،
وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].
وقال : { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس } [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].
وقال : { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داود وصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.
وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: { ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه !! } [متفق عليه].
وقال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].
قيام النبي صلى الله عليه وسلم
أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [المزمل: 1-4].
وقال سبحانه: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء: 79].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ } [متفق عليه].
وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتها الأتم، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية، فكان كما قال ابن رواحة:
وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروفٌ من الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقناتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
وعن حذيفة قال: { صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث } [رواه مسلم].
وعن ابن مسعود قال: { صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ ! } [متفق عليه].
قال ابن حجر: ( وفي الحديث دليل على اختيار النبي تطويل صلاة الليل، وقد كان ابن مسعود قوياً محافظاً على الاقتداء بالنبي ، وما هم بالقعود إلا بعد طول كثير ما اعتاده ).
قيام الليل في حياة السلف
قال الحسن البصري: ( لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل ).
وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا ).
وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى، ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.
وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين !!
وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: يا أيها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون !! فيسمع من هاهنا باكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى: عند الصباح يحمد القوم السرى !!
طبقات السلف في قيام الليل
قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات:
الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي : { أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سُدسه } [متفق عليه].
الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه.
الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام.
الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين، ويُعسِّـلون في السحر، فيجمعون بين الطرفين. وفي صحيح مسلم أن النبي قال: { إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه، وذلك كل ليلة }.
الأسباب الميسِّرة لقيام الليل
ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل:
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام.
الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
الرابع: ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا.
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه.
قيام رمضان
قيام رمضان هو صلاة التراويح التي يؤديها المسلمون في رمضان، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر.قال الحافظ ابن رجب:
( واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب ).
وقال الشيخ ابن عثيمين: ( وصلاة الليل في رمضان لها فضيلة ومزية على غيرها، لقول النبي : { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [متفق عليه]
وقيام رمضان شامل للصلاة في أول الليل وآخره، وعلى هذا فالتراويح من قيام رمضان، فينبغي الحرص عليها والاعتناء بها، واحتساب الأجر والثواب من الله عليها، وما هي إلا ليالٍ معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها ).
وتشرع صلاة التراويح جماعة في المساجد، وكان النبي أول من سنّ الجماعة
في صلاة التراويح في المسجد، ثم تركها خشية أن تُفرض على أمته، فلما لحق رسول الله بجوار ربه، واستقرت الشريعة؛ زالت الخشية، وبقيت مشروعية صلاتها جماعة قائمة.
وعلى المسلمين الاهتمام بهذه الصلاة وأداؤها كاملة، والصبر على ذلك لله عز وجل.
قال الشيخ ابن عثيمين: ( ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينال ثوابها وأجرها، ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله ).
ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن. ولكن يجب أن تأتي متسترة متحجبة، غير متبرجة ولا متطيبة، ولا رافعة صوتاً ولا مبدية زينة.
والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجال ويبعدن عنهم، ويبدأن بالصف المؤخر فالمؤخر عكس الرجال، وينصرفن من المسجد فور تسليم الإمام ولا يتأخرن إلا لعذر، لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: { كان النبي إذا سلّم قام النساء حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم. قالت: نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال } [رواه البخاري].
بدر بن عبدالمحسن
04-04-2007, 04:54
هدى النبى صلى الله علية وسلم وشمائلة
هديه صلى الله عليه وسلم فى ملابسه
كانت له عمامة تسمى : السحاب كساها عليا وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة . وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ويلبس العمامة بغير قلنسوة .
وكان إذا اعتم أرخى عمامته بين كتفيه كما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه
وفي مسلم أيضا عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء ولم يذكر في حديث جابر : ذؤابة فدل على أن الذؤابة لم يكن يرخيها دائما بين كتفيه .
وقد يقال إنه دخل مكة وعليه أهبة القتال والمغفر على رأسه فلبس في كل موطن ما يناسبه .
وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية قدس الله روحه في الجنة يذكر في سبب الذؤابة شيئا بديعا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه في المدينة لما رأى رب العزة تبارك وتعالى فقال يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت لا أدري فوضع يده بين كتفي فعلمت ما بين السماء والأرض . . . الحديث وهو في الترمذي وسئل عنه البخاري فقال صحيح .
قال فمن تلك الحال أرخى الذؤابة بين كتفيه وهذا من العلم الذي تنكره ألسنة الجهال وقلوبهم ولم أر هذه الفائدة في إثبات الذؤابة لغيره .
ولبس القميص وكان أحب الثياب إليه وكان كمه إلى الرسغ ولبس الجبة والفروج وهو شبه القباء والفرجية ولبس القباء أيضا ولبس في السفر جبة ضيقة الكمين ولبس الإزار والرداء .
قال الواقدي : كان رداؤه وبرده طول ستة أذرع في ثلاثة وشبر وإزاره من نسج عمان طول أربعة أذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر .
[ النهي عن لبس الأحمر ]
ولبس حلة حمراء والحلة إزار ورداء ولا تكون الحلة إلا اسما للثوبين معا وغلط من ظن أنها كانت حمراء بحتا لا يخالطها غيره وإنما الحلة الحمراء بردان يمانيان منسوجان بخطوط حمر مع الأسود كسائر البرود اليمنية وهي معروفة بهذا الاسم باعتبار ما فيها من الخطوط الحمر وإلا فالأحمر البحت منهي عنه أشد النهي ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المياثر الحمر وفي سنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ريطة مضرجة بالعصفر فقال ما هذه الريطة التي عليك ؟ فعرفت ما كره فأتيت أهلي وهم يسجرون تنورا لهم فقذفتها فيه ثم أتيته من الغد فقال يا عبد الله ما فعلت الريطة ؟ فأخبرته فقال هلا كسوتها بعض أهلك فإنه لا بأس بها للنساء
وفي صحيح مسلم عنه أيضا قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين . فقال إن هذه من لباس الكفار فلا تلبسها وفي صحيحه أيضا عن علي رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس المعصفر ومعلوم أن ذلك إنما يصبغ صبغا أحمر .
وفي بعض السنن أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى على رواحلهم أكسية فيها خطوط حمراء فقال ألا أرى هذه الحمرة قد علتكم فقمنا سراعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفر بعض إبلنا فأخذنا الأكسية فنزعناها عنها . رواه أبو داود .
وفي جواز لبس الأحمر من الثياب والجوخ وغيرها نظر . وأما كراهته فشديدة جدا فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه لبس الأحمر القاني كلا لقد أعاذه الله منه وإنما وقعت الشبهة من لفظ الحلة الحمراء والله أعلم .
ولبس الخميصة المعلمة والساذجة ولبس ثوبا أسود ولبس الفروة المكفوفة بالسندس . وروى الإمام أحمد وأبو داود بإسنادهما عن أنس بن مالك أن ملك الروم أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم مستقة من سندس فلبسها فكأني أنظر إلى يديه تذبذبان . قال الأصمعي : المساتق فراء طوال الأكمام . قال الخطابي : يشبه أن تكون هذه المستقة مكففة بالسندس لأن نفس الفروة لا تكون سندسا .
فصل واشترى سراويل
والظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها وقد روي في غير حديث أنه لبس السراويل وكانوا يلبسون السراويلات بإذنه .
ولبس الخفين ولبس النعل الذي يسمى التاسومة . ولبس الخاتم واختلفت الأحاديث هل كان في يمناه أو يسراه وكلها صحيحة السند . ولبس البيضة التي تسمى : الخوذة ولبس الدرع التي تسمى : الزردية وظاهر يوم أحد بين الدرعين .
وفي صحيح مسلم عن أسماء بنت أبي بكر قالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج . وفرجاها مكفوفان بالديباج فقالت هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها
وكان له بردان أخضران وكساء أسود وكساء أحمر ملبد وكساء من شعر وكان قميصه من قطن وكان قصير الطول قصير الكمين وأما هذه الأكمام الواسعة الطوال التي هي كالأخراج فلم يلبسها هو ولا أحد من أصحابه البتة وهي مخالفة لسنته وفي جوازها نظر فإنها من جنس الخيلاء .
وكان أحب الثياب إليه القميص والحبرة وهي ضرب من البرود فيه حمرة . وكان أحب الألوان إليه البياض وقال هي من خير ثيابكم فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم وفي الصحيح عن عائشة أنها أخرجت كساء ملبدا وإزارا غليظا فقالت قبض روح رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين . ولبس خاتما من ذهب ثم رمى به ونهى عن التختم بالذهب ثم اتخذ خاتما من فضة ولم ينه عنه .
وأما حديث أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أشياء وذكر منها : ونهى عن لبوس الخاتم إلا لذي سلطان فلا أدري ما حال الحديث ولا وجهه والله أعلم .
وكان يجعل فص خاتمه مما يلي باطن كفه . وذكر الترمذي أنه كان إذا دخل الخلاء نزع خاتمه وصححه وأنكره أبو داود .
[ الإشارة إلى كراهة لبس الطيلسان ]
وأما الطيلسان فلم ينقل عنه أنه لبسه ولا أحد من أصحابه بل قد ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال فقال يخرج معه سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة ورأى أنس جماعة عليهم الطيالسة فقال ما أشبههم بيهود خيبر . ومن هاهنا كره لبسها جماعة من السلف والخلف لما روى أبو داود والحاكم في المستدرك عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم
وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم ليس منا من تشبه بقوم غيرنا وأما ما جاء في حديث الهجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى أبي بكر متقنعا بالهاجرة فإنما فعله النبي صلى الله عليه وسلم تلك الساعة ليختفي بذلك ففعله للحاجة ولم تكن عادته التقنع وقد ذكر أنس عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر القناع وهذا إنما كان يفعله - والله أعلم - للحاجة من الحر ونحوه وأيضا ليس التقنع من التطيلس .
فصل [ غالب لبسه صلى الله عليه وسلم وأصحابه القطن ]
وكان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نسج من القطن وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان وذكر الشيخ أبو إسحاق الأصبهاني بإسناد صحيح عن جابر بن أيوب قال دخل الصلت بن راشد على محمد بن سيرين وعليه جبة صوف وإزار صوف وعمامة صوف فاشمأز منه محمد وقال أظن أن أقواما يلبسون الصوف ويقولون قد لبسه عيسى ابن مريم وقد حدثني من لا أتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لبس الكتان والصوف والقطن وسنة نبينا أحق أن تتبع .
ومقصود ابن سيرين بهذا أن أقواما يرون أن لبس الصوف دائما أفضل من غيره فيتحرونه ويمنعون أنفسهم من غيره وكذلك يتحرون زيا واحدا من الملابس ويتحرون رسوما وأوضاعا وهيئات يرون الخروج عنها منكرا وليس المنكر إلا التقيد بها والمحافظة عليها وترك الخروج عنها .
[ السنة لبس ما تيسر ]
والصواب أن أفضل الطرق طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سنها وأمر بها ورغب فيها وداوم عليها وهي أن هديه في اللباس أن يلبس ما تيسر من اللباس من الصوف تارة والقطن تارة والكتان تارة .
[ لبس البرد ]
ولبس البرود اليمانية والبرد الأخضر ولبس الجبة والقباء والقميص والسراويل والإزار والرداء والخف والنعل وأرخى الذؤابة من خلفه تارة وتركها تارة . وكان يتلحى بالعمامة تحت الحنك .
وكان إذا استجد ثوبا سماه باسمه وقال اللهم أنت كسوتني هذا القميص أو الرداء أو العمامة أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له وكان إذا لبس قميصه بدأ بميامنه . ولبس الشعر الأسود كما روى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود
وفي الصحيحين عن قتادة قلنا لأنس أي اللباس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال الحبرة . والحبرة برد من برود اليمن . فإن غالب لباسهم كان من نسج اليمن لأنها قريبة منهم وربما لبسوا ما يجلب من الشام ومصر كالقباطي المنسوجة من الكتان التي كانت تنسجها القبط .
وفي سنن النسائي عن عائشة أنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم بردة من صوف فلبسها فلما عرق فوجد ريح الصوف طرحها وكان يحب الريح الطيب .
وفي سنن أبي داود عن عبد الله بن عباس قال لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل وفي سنن النسائي عن أبي رمثة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وعليه بردان أخضران . والبرد الأخضر هو الذي فيه خطوط خضر وهو كالحلة الحمراء سواء فمن فهم من الحلة الحمراء الأحمر البحت فينبغي أن يقول إن البرد الأخضر كان أخضر بحتا وهذا لا يقوله أحد .
[ مخدته صلى الله عليه وسلم ]
[ الرد على من يمتنعون عما أباح الله ]
[ النهي عن لباس الشهرة سواء للفخر أو للتزهد ]
وكانت مخدته صلى الله عليه وسلم من أدم حشوها ليف فالذين يمتنعون عما أباح الله من الملابس والمطاعم والمناكح تزهدا وتعبدا بإزائهم طائفة قابلوهم فلا يلبسون إلا أشرف الثياب ولا يأكلون إلا ألين الطعام فلا يرون لبس الخشن ولا أكله تكبرا وتجبرا وكلا الطائفتين هديه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال بعض السلف كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب العالي والمنخفض وفي السنن عن ابن عمر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة ثم تلهب فيه النار وهذا لأنه قصد به الاختيال والفخر فعاقبه الله بنقيض ذلك فأذله كما عاقب من أطال ثيابه خيلاء بأن خسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة .
وفي الصحيحين عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وفي السنن عنه أيضا صلى الله عليه وسلم قال الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئا منها خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وفي السنن عن ابن عمر أيضا قال ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص وكذلك لبس الدنيء من الثياب يذم في موضع ويحمد في موضع فيذم إذا كان شهرة وخيلاء ويمدح إذا كان تواضعا واستكانة كما أن لبس الرفيع من الثياب يذم إذا كان تكبرا وفخرا وخيلاء ويمدح إذا كان تجملا وإظهارا لنعمة الله ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فقال رجل يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنة أفمن الكبر ذاك ؟ فقال لا إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس
هديه صلى الله عليه وسلم فى الطعام
وكذلك كان هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته في الطعام لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أكله إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم وما عاب طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه كما ترك أكل الضب لما لم يعتده ولم يحرمه على الأمة بل أكل على مائدته وهو ينظر . وأكل الحلوى والعسل وكان يحبهما وأكل لحم الجزور والضأن والدجاج ولحم الحبارى ولحم **** الوحش والأرنب وطعام البحر وأكل الشواء وأكل الرطب والتمر وشرب اللبن خالصا ومشوبا والسويق والعسل بالماء وشرب نقيع التمر وأكل الخزيرة وهي حساء يتخذ من اللبن والدقيق وأكل القثاء بالرطب وأكل الأقط وأكل التمر بالخبز وأكل الخبز بالخل وأكل الثريد وهو الخبز باللحم وأكل الخبز بالإهالة وهي الودك وهو الشحم المذاب وأكل من الكبد المشوية وأكل القديد وأكل الدباء المطبوخة وكان يحبها وأكل المسلوقة وأكل الثريد بالسمن وأكل الجبن وأكل الخبز بالزيت وأكل البطيخ بالرطب وأكل التمر بالزبد وكان يحبه . ولم يكن يرد طيبا ولا يتكلفه بل كان هديه أكل ما تيسر فإن أعوزه صبر حتى إنه ليربط على بطنه الحجر من الجوع ويرى الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في بيته نار .
وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة وهي كانت مائدته وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقها إذا فرغ وهو أشرف ما يكون من الأكلة فإن المتكبر يأكل بأصبع واحدة والجشع الحريص يأكل بالخمس ويدفع بالراحة
وكان لا يأكل متكئا والاتكاء على ثلاثة أنواع أحدها : الاتكاء على الجنب والثاني : التربع والثالث الاتكاء على إحدى يديه وأكله بالأخرى والثلاث مذمومة .
وكان يسمي الله تعالى على أول طعامه ويحمده في آخره فيقول عند انقضائه الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا . وربما قال الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسا من العري وهدى من الضلالة وبصر من العمى وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا الحمد لله رب العالمين .
وربما قال الحمد لله الذي أطعم وسقى . وكان إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه ولم يكن لهم مناديل يمسحون بها أيديهم ولم يكن عادتهم غسل أيديهم كلما أكلوا . وكان أكثر شربه قاعدا بل زجر عن الشرب قائما وشرب مرة قائما
فقيل هذا نسخ لنهيه وقيل بل فعله لبيان جواز الأمرين والذي يظهر فيه - والله أعلم - أنها واقعة عين شرب فيها قائما لعذر وسياق القصة يدل عليه فإنه أتى زمزم وهم يستقون منها فأخذ الدلو وشرب قائما . والصحيح في هذه المسألة النهي عن الشرب قائما وجوازه لعذر يمنع من القعود وبهذا تجمع أحاديث الباب والله أعلم .
وكان إذا شرب ناول من على يمينه وإن كان من على يساره أكبر منه
.------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هديه صلى الله عليه وسلم فى نكاحة ومعاشرتة لاهلة
صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال حبب إلي من دنياكم : النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة هذا لفظ الحديث ومن رواه حبب إلي من دنياكم ثلاث فقد وهم ولم يقل صلى الله عليه وسلم ثلاث والصلاة ليست من أمور الدنيا التي تضاف إليها . وكان النساء والطيب أحب شيء إليه وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره وأباح الله له من ذلك ما لم يبحه لأحد من أمته . وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة وأما المحبة فكان يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك فقيل هو الحب والجماع ولا تجب التسوية في ذلك لأنه مما لا يملك . وهل كان القسم واجبا عليه أو كان له معاشرتهن من غير قسم ؟ على قولين للفقهاء . فهو أكثر الأمة نساء قال ابن عباس : تزوجوا فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء
وطلق صلى الله عليه وسلم وراجع وآلى إيلاء مؤقتا بشهر ولم يظاهر أبدا وأخطأ من قال إنه ظاهر خطأ عظيما وإنما ذكرته هنا تنبيها على قبح خطئه ونسبته إلى ما برأه الله منه .
وكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة وحسن الخلق . وكان يسرب إلى عائشة بنات الأنصار يلعبن معها . وكان إذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه وكانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب وكان إذا تعرقت عرقا - وهو العظم الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها وكان يتكئ في حجرها ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها وربما كانت حائضا وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يباشرها وكان يقبلها وهو صائم وكان من لطفه وحسن خلقه مع أهله أنه يمكنها من اللعب ويريها الحبشة وهم يلعبون في مسجده وهي متكئة على منكبيه تنظر وسابقها في السفر على الأقدام مرتين وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة . وكان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ولم يقض للبواقي شيئا وإلى هذا ذهب الجمهور .
وكان يقول خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وربما مد يده إلى بعض نسائه في حضرة باقيهن . وكان إذا صلى العصر دار على نسائه فدنا منهن واستقرأ أحوالهن فإذا جاء الليل انقلب إلى بيت صاحبة النوبة فخصها بالليل . وقالت عائشة كان لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندهن في القسم وقل يوم إلا كان يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التي هو في نوبتها فيبيت عندها وكان يقسم لثمان منهن دون التاسعة ووقع في صحيح مسلم من قول عطاء أن التي لم يكن يقسم لها هي صفية بنت حيي وهو غلط من عطاء رحمه الله وإنما هي سودة فإنها لما كبرت وهبت نوبتها لعائشة . وكان صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة وسبب هذا الوهم - والله أعلم - أنه كان قد وجد على صفية في شيء فقالت لعائشة هل لك أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني وأهب لك يومي ؟ قالت نعم فقعدت عائشة إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في يوم صفية فقال : إليك عني يا عائشة فإنه ليس يومك فقالت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وأخبرته بالخبر فرضي عنها وإنما كانت وهبتها ذلك اليوم وتلك النوبة الخاصة ويتعين ذلك وإلا كان يكون القسم لسبع منهن وهو خلاف الحديث الصحيح الذي لا ريب فيه أن القسم كان لثمان والله أعلم .
ولو اتفقت مثل هذه الواقعة لمن له أكثر من زوجتين فوهبت إحداهن يومها للأخرى فهل للزوج أن يوالي بين ليلة الموهوبة وليلتها الأصلية وإن لم تكن ليلة الواهبة تليها أو يجب عليه أن يجعل ليلتها هي الليلة التي كانت تستحقها الواهبة بعينها ؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره .
وكان صلى الله عليه وسلم يأتي أهله آخر الليل وأوله فكان إذا جامع أول الليل ربما اغتسل ونام وربما توضأ ونام . وذكر أبو إسحاق السبيعي عن الأسود عن عائشة أنه كان ربما نام ولم يمس ماء وهو غلط عند أئمة الحديث وقد أشبعنا الكلام عليه في كتاب تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته .
وكان يطوف على نسائه بغسل واحد وربما اغتسل عند كل واحدة فعل هذا وهذا .
وكان إذا سافر وقدم لم يطرق أهله ليلا وكان ينهى عن ذلك
بدر بن عبدالمحسن
04-04-2007, 04:58
هديه صلى الله عليه وسلم فى نومه وانتباهه
كان ينام على الفراش تارة وعلى النطع تارة وعلى الحصير تارة وعلى الأرض تارة وعلى السرير تارة بين رماله وتارة على كساء أسود .
قال عباد بن تميم عن عمه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى . وكان فراشه أدما حشوه ليف . وكان له مسح ينام عليه يثنى بثنيتين وثني له يوما أربع ثنيات فنهاهم عن ذلك وقال ردوه إلى حاله الأول فإنه منعني صلاتي الليلة
والمقصود أنه نام على الفراش وتغطى باللحاف وقال لنسائه : ما أتاني جبريل وأنا في لحاف امرأة منكن غير عائشة وكانت وسادته أدما حشوها ليف .
وكان إذا أوى إلى فراشه للنوم قال باسمك اللهم أحيا وأموت وكان يجمع كفيه ثم ينفث فيهما وكان يقرأ فيهما : " قل هو الله أحد " " قل أعوذ برب الفلق " " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات .
وكان ينام على شقه الأيمن ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم يقول : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك وكان يقول إذا أوى إلى فراشه : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي ذكره مسلم . وذكر أيضا أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه
اللهم رب السموات والأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر
وكان إذا استيقظ من منامه في الليل قال لا إله إلا أنت سبحانك اللهم إني أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وكان إذا انتبه من نومه قال : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ثم يتسوك وربما قرأ العشر الآيات من آخر آل عمران من قوله إن في خلق السماوات والأرض إلى آخرها [ آل عمران 200 ] . وقال اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت
وكان ينام أول الليل ويقوم آخره وربما سهر أول الليل في مصالح المسلمين وكان تنام عيناه ولا ينام قلبه . وكان إذا نام لم يوقظوه حتى يكون هو الذي يستيقظ .
وكان إذا عرس بليل اضطجع على شقه الأيمن وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه هكذا قال الترمذي . وقال أبو حاتم في صحيحه كان إذا عرس بالليل توسد يمينه وإذا عرس قبيل الصبح نصب ساعده وأظن هذا وهما والصواب حديث الترمذي . وقال أبو حاتم والتعريس إنما يكون قبيل الصبح . وكان نومه أعدل النوم وهو أنفع ما يكون من النوم والأطباء يقولون هو ثلث الليل والنهار ثمان ساعات .
هديه صلى الله عليه وسلم فى الركوب
ركب الخيل والإبل والبغال والحمير وركب الفرس مسرجة تارة وعريا أخرى وكان يجريها في بعض الأحيان وكان يركب وحده وهو الأكثر وربما أردف خلفه على البعير وربما أردف خلفه وأركب أمامه وكانوا ثلاثة على بعير وأردف الرجال وأردف بعض نسائه وكان أكثر مراكبه الخيل والإبل .
وأما البغال فالمعروف أنه كان عنده منها بغلة واحدة أهداها له بعض الملوك ولم تكن البغال مشهورة بأرض العرب بل لما أهديت له البغلة قيل ألا ننزي الخيل على الحمر ؟ فقال إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون
هديه صلى الله عليه وسلم فىالعقود
وباع رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترى وكان شراؤه بعد أن أكرمه الله تعالى برسالته أكثر من بيعه وكذلك بعد الهجرة لا يكاد يحفظ عنه البيع إلا في قضايا يسيرة أكثرها لغيره كبيعه القدح والحلس فيمن يزيد وبيعه يعقوب المدبر غلام أبي مذكور وبيعه عبدا أسود بعبدين .
وأما شراؤه فكثير وآجر واستأجر واستئجاره أكثر من إيجاره وإنما يحفظ عنه أنه أجر نفسه قبل النبوة في رعاية الغنم وأجر نفسه من خديجة في سفره بمالها إلى الشام
وإن كان العقد مضاربة فالمضارب أمين وأجير ووكيل وشريك فأمين إذا قبض المال ووكيل إذا تصرف فيه وأجير فيما يباشره بنفسه من العمل وشريك إذا ظهر فيه الربح .
وقد أخرج الحاكم في مستدركه من حديث الربيع بن بدر عن أبي الزبير عن جابر قال آجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه من خديجة بنت خويلد سفرتين إلى جرش كل سفرة بقلوص وقال صحيح الإسناد . قال في النهاية : جرش بضم الجيم وفتح الراء من مخاليف اليمن وهو بفتحهما بلد بالشام . قلت : إن صح الحديث فإنما هو المفتوح الذي بالشام ولا يصح فإن الربيع بن بدر هذا هو عليلة ضعفه أئمة الحديث . قال النسائي والدارقطني والأزدي متروك وكأن الحاكم ظنه الربيع بن بدر مولى طلحة بن عبيد الله .
وشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما قدم عليه شريكه قال : أما تعرفني ؟ قال أما كنت شريكي ؟ فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري . وتدارئ بالهمزة من المدارأة وهي مدافعة الحق فإن ترك همزها صارت من المداراة وهي المدافعة بالتي هي أحسن .
ووكل وتوكل وكان توكيله أكثر من توكله . وأهدى وقبل الهدية وأثاب عليها ووهب واتهب فقال لسلمة بن الأكوع وقد وقع في سهمه جارية : هبها لي فوهبها له ففادى بها من أهل مكة أسارى من المسلمين واستدان برهن وبغير رهن واستعار واشترى بالثمن الحال والمؤجل .
[الضمان ]
وضمن ضمانا خاصا على ربه على أعمال من عملها كان مضمونا له بالجنة وضمانا عاما لديون من توفي من المسلمين ولم يدع وفاء أنها عليه وهو يوفيها وقد قيل إن هذا الحكم عام للأئمة بعده فالسلطان ضامن لديون المسلمين إذا لم يخلفوا وفاء فإنها عليه يوفيها من بيت المال وقالوا : كما يرثه إذا مات ولم يدع وارثا فكذلك يقضي عنه دينه إذا مات ولم يدع وفاء وكذلك ينفق عليه في حياته إذا لم يكن له من ينفق عليه .
ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا كانت له جعلها صدقة في سبيل الله وتشفع وشفع إليه وردت بريرة شفاعته في مراجعتها مغيثا فلم يغضب عليها ولا عتب وهو الأسوة والقدوة وحلف في أكثر من ثمانين موضعا وأمره الله سبحانه بالحلف في ثلاثة مواضع فقال تعالى : ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق [ يونس 53 ] وقال تعالى : وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم [ سبأ 3 ] وقال تعالى : زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير التغابن 7 ] وكان إسماعيل بن إسحاق القاضي يذاكر أبا بكر محمد بن داود الظاهري ولا يسميه بالفقيه فتحاكم إليه يوما هو وخصم له فتوجهت اليمين على أبي بكر بن داود فتهيأ للحلف فقال له القاضي إسماعيل أوتحلف ومثلك يحلف يا أبا بكر ؟ فقال وما يمنعني من الحلف وقد أمر الله تعالى نبيه بالحلف في ثلاثة مواضع من كتابه قال أين ذلك ؟ فسردها له أبو بكر فاستحسن ذلك منه جدا ودعاه بالفقيه من ذلك اليوم .
[الاستثناء في اليمين ]
وكان صلى الله عليه وسلم يستثني في يمينه تارة ويكفرها تارة ويمضي فيها تارة والاستثناء يمنع عقد اليمين والكفارة تحلها بعد عقدها ولهذا سماها الله تحلة .
[المزاح ]
وكان يمازح ويقول في مزاحه الحق ويوري ولا يقول في توريته إلا الحق مثل أن يريد جهة يقصدها فيسأل عن غيرها كيف طريقها ؟ وكيف مياهها ومسلكها ؟ أو نحو ذلك . وكان يشير ويستشير . وكان يعود المريض ويشهد الجنازة ويجيب الدعوة ويمشي مع الأرملة والمسكين والضعيف في حوائجهم وسمع مديح الشعر وأثاب عليه ولكن ما قيل فيه من المديح فهو جزء يسير جدا من محامده وأثاب على الحق . وأما مدح غيره من الناس فأكثر ما يكون بالكذب فلذلك أمر أن يحثى في وجوه المداحين التراب
هديه صلى الله عليه وسلم فى معاملته
[السلف في العقود ]
كان أحسن الناس معاملة . وكان إذا استسلف سلفا قضى خيرا منه . وكان إذا استسلف من رجل سلفا قضاه إياه ودعا له فقال : بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الحمد والأداء
واستسلف من رجل أربعين صاعا فاحتاج الأنصاري فأتاه فقال صلى الله عليه وسلم : ما جاءنا من شيء بعد فقال الرجل وأراد أن يتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل إلا خيرا فأنا خير من تسلف فأعطاه أربعين فضلا وأربعين سلفة فأعطاه ثمانين ذكره البزار .
واقترض بعيرا فجاء صاحبه يتقاضاه فأغلظ للنبي صلى الله عليه وسلم فهم به أصحابه فقال : دعوه فإن لصاحب الحق مقالا
واشترى مرة شيئا وليس عنده ثمنه فأربح فيه فباعه وتصدق بالربح على أرامل بني عبد المطلب وقال : لا أشتري بعد هذا شيئا إلا وعندي ثمنه ذكره أبو داود وهذا لا يناقض الشراء في الذمة إلى أجل فهذا شيء وهذا شيء . وتقاضاه غريم له دينا فأغلظ عليه فهم به عمر بن الخطاب فقال : مه يا عمر كنت أحوج إلى أن تأمرني بالوفاء . وكان أحوج إلى أن تأمره بالصبر وباعه يهودي بيعا إلى أجل فجاءه قبل الأجل يتقاضاه ثمنه فقال : لم يحل الأجل فقال اليهودي : إنكم لمطل يا بني عبد المطلب فهم به أصحابه فنهاهم فلم يزده ذلك إلا حلما فقال اليهودي : كل شيء منه قد عرفته من علامات النبوة وبقيت واحدة وهي أنه لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فأردت أن أعرفها فأسلم اليهودي
بدر بن عبدالمحسن
04-04-2007, 05:04
هديه صلى الله عليه وسلم فى مشيه وحده ومع اصحابه
كان إذا مشى تكفأ تكفؤا وكان أسرع الناس مشية وأحسنها وأسكنها قال أبو هريرة : ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له وإنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب وقال مرة إذا مشى تقلع قلت : والتقلع الارتفاع من الأرض بجملته كحال المنحط من الصبب وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة وهي أعدل المشيات وأرواحها للأعضاء وأبعدها من مشية الهوج والمهانة والتماوت فإن الماشي إما أن يتماوت في مشيه ويمشي قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة وهي مشية مذمومة قبيحة وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب مشي الجمل الأهوج وهي مشية مذمومة أيضا وهي دالة على خفة عقل صاحبها ولا سيما إن كان يكثر الالتفات حال مشيه يمينا وشمالا وإما أن يمشي هونا وهي مشية عباد الرحمن كما وصفهم بها في كتابه فقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا [ الفرقان : 63 ] قال غير واحد من السلف بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت وهي مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه مع هذه المشية كان كأنما ينحط من صبب وكأنما الأرض تطوى له حتى كان الماشي معه يجهد نفسه ورسول الله صلى الله عليه وسلم غير مكترث وهذا يدل على أمرين أن مشيته لم تكن مشية بتماوت ولا بمهانة بل مشية أعدل المشيات .
[ أنواع المشي ]
والمشيات عشرة أنواع هذه الثلاثة منها والرابع السعي . والخامس الرمل وهو أسرع المشي مع تقارب الخطى ويسمى : الخبب وفي الصحيح من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم خب في طوافه ثلاثا ومشى أربعا السادس النسلان وهو العدو الخفيف الذي لا يزعج الماشي ولا يكرثه . وفي بعض المسانيد أن المشاة شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشي في حجة الوداع فقال استعينوا بالنسلان والسابع الخوزلى وهي مشية التمايل وهي مشية يقال إن فيها تكسرا وتخنثا . والثامن القهقرى وهي المشية إلى وراء . والتاسع الجمزى وهي مشية يثب فيها الماشي وثبا . والعاشر مشية التبختر وهي مشية أولي العجب والتكبر وهي التي خسف الله سبحانه بصاحبها لما نظر في عطفيه وأعجبته نفسه فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة . وأعدل هذه المشيات مشية الهون والتكفؤ .
[مشيه مع أصحابه ]
وأما مشيه مع أصحابه فكانوا يمشون بين يديه وهو خلفهم ويقول دعوا ظهري للملائكة ولهذا جاء في الحديث وكان يسوق أصحابه . وكان يمشي حافيا ومنتعلا وكان يماشي أصحابه فرادى وجماعة ومشى في بعض غزواته مرة فدميت أصبعه وسال منها الدم فقال
هل أنت إلا أصبع دميت
وفي سبيل الله ما لقيت
وكان في السفر ساقه أصحابه يزجي الضعيف ويردفه ويدعو لهم .
هديه صلى الله عليه وسلم فى جلوسه واتكائه
كان يجلس على الأرض وعلى الحصير والبساط وقالت قيلة بنت مخرمة : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القرفصاء قالت فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق . ولما قدم عليه عدي بن حاتم دعاه إلى منزله فألقت إليه الجارية وسادة يجلس عليها فجعلها بينه وبين عدي وجلس على الأرض . قال عدي : فعرفت أنه ليس بملك وكان يستلقي أحيانا وربما وضع إحدى رجليه على الأخرى وكان يتكئ على الوسادة وربما اتكأ على يساره وربما اتكأ على يمينه . وكان إذا احتاج في خروجه توكأ-
-هديه صلى الله عليه وسلم عند قضاء الحاجة
كان إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث الرجس النجس الشيطان الرجيم . وكان إذا خرج يقول : غفرانك وكان يستنجي بالماء تارة ويستجمر بالأحجار تارة ويجمع بينهما تارة .
وكان إذا ذهب في سفره للحاجة انطلق حتى يتوارى عن أصحابه وربما كان يبعد نحو الميلين .
وكان يستتر للحاجة بالهدف تارة وبحائش النخل تارة وبشجر الوادي تارة .
وكان إذا أراد أن يبول في عزاز من الأرض - وهو الموضع الصلب - أخذ عودا من الأرض فنكت به حتى يثرى ثم يبول
[ هل يجوز التبول قائما ؟ ]
وكان يرتاد لبوله الموضع الدمث - وهو اللين الرخو من الأرض - وأكثر ما كان يبول وهو قاعد حتى قالت عائشة : من حدثكم أنه كان يبول قائما فلا تصدقوه ما كان يبول إلا قاعدا وقد روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة أنه بال قائما فقيل هذا بيان للجواز وقيل إنما فعله من وجع كان بمأبضيه . وقيل فعله استشفاء .
قال الشافعي رحمه الله : والعرب تستشفي من وجع الصلب بالبول قائما والصحيح أنه إنما فعل ذلك تنزها وبعدا من إصابة البول فإنه إنما فعل هذا لما أتى سباطة قوم وهو ملقى الكناسة وتسمى المزبلة وهي تكون مرتفعة فلو بال فيها الرجل قاعدا لارتد عليه بوله وهو صلى الله عليه وسلم استتر بها وجعلها بينه وبين الحائط فلم يكن بد من بوله قائما والله أعلم .
وقد ذكر الترمذي عن عمر بن الخطاب قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبول قائما فقال : يا عمر لا تبل قائما قال فما بلت قائما بعد قال الترمذي : وإنما رفعه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف عند أهل الحديث .
وفي مسند البزار وغيره من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث من الجفاء : أن يبول الرجل قائما أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته أو ينفخ في سجوده ورواه الترمذي
وقال هو غير محفوظ وقال البزار : لا نعلم من رواه عن عبد الله بن بريدة إلا سعيد بن عبيد الله ولم يجرحه بشيء . وقال ابن أبي حاتم : هو بصري ثقة مشهور .
وكان يخرج من الخلاء فيقرأ القرآن وكان يستنجي ويستجمر بشماله ولم يكن يصنع شيئا مما يصنعه المبتلون بالوسواس من نتر الذكر والنحنحة والقفز ومسك الحبل وطلوع الدرج وحشو القطن في الإحليل وصب الماء فيه وتفقده الفينة بعد الفينة ونحو ذلك من بدع أهل الوسواس . وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بال نتر ذكره ثلاثا . وروي أنه أمر به ولكن لا يصح من فعله ولا أمره . قاله أبو جعفر العقيلي .
وكان إذا سلم عليه أحد وهو يبول لم يرد عليه ذكره مسلم في صحيحه عن ابن عمر . وروى البزار في مسنده في هذه القصة أنه رد عليه ثم قال : إنما رددت عليك خشية أن تقول سلمت عليه فلم يرد علي سلاما فإذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي فإني لا أرد عليك السلام
وقد قيل لعل هذا كان مرتين وقيل حديث مسلم أصح لأنه من حديث الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر وحديث البزار من رواية أبي بكر رجل من أولاد عبد الله بن عمر عن نافع عنه . قيل وأبو بكر هذا : هو أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر روى عنه مالك وغيره والضحاك أوثق منه .
وكان إذا استنجى بالماء ضرب يده بعد ذلك على الأرض وكان إذا جلس لحاجته لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض .
هديه صلى الله عليه وسلم فى الفطرة وتوابعها
قد سبق الخلاف هل ولد صلى الله عليه وسلم مختونا أو ختنته الملائكة يوم شق صدره لأول مرة أو ختنه جده عبد المطلب ؟
وكان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وأخذه وعطائه وكانت يمينه لطعامه وشرابه وطهوره ويساره لخلائه ونحوه من إزالة الأذى .
وكان هديه في حلق الرأس تركه كله أو أخذه كله ولم يكن يحلق بعضه ويدع بعضه ولم يحفظ عنه حلقه إلا في نسك .
وكان يحب السواك وكان يستاك مفطرا وصائما ويستاك عند الانتباه من النوم وعند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل وكان يستاك بعود الأراك .
وكان يكثر التطيب ويحب الطيب وذكر عنه أنه كان يطلي بالنورة
وكان أولا يسدل شعره ثم فرقه والفرق أن يجعل شعره فرقتين كل فرقة ذؤابة والسدل أن يسدله من ورائه ولا يجعله فرقتين . ولم يدخل حماما قط ولعله ما رآه بعينه ولم يصح في الحمام حديث
وكان له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثا عند النوم في كل عين .
واختلف الصحابة في خضابه فقال أنس : لم يخضب . وقال أبو هريرة : خضب وقد روى حماد بن سلمة عن حميد عن أنس قال رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوبا قال حماد وأخبرني عبد الله بن محمد بن عقيل قال رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك مخضوبا وقالت طائفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر الطيب قد احمر شعره فكان يظن مخضوبا . ولم يخضب . وقال أبو رمثة : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابن لي فقال : أهذا ابنك ؟ قلت نعم أشهد به فقال لا تجني عليه ولا يجني عليك
قال ورأيت الشيب أحمر .
قال الترمذي : هذا أحسن شيء روي في هذا الباب وأفسره لأن الروايات الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الشيب . قال حماد بن سلمة عن سماك بن حرب : قيل لجابر بن سمرة : أكان في رأس النبي صلى الله عليه وسلم شيب ؟ قال لم يكن في رأسه شيب إلا شعرات في مفرق رأسه إذا ادهن واراهن الدهن قال أنس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه ولحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات
وكان يحب الترجل وكان يرجل نفسه تارة وترجله عائشة تارة . وكان شعره فوق الجمة ودون الوفرة وكانت جمته تضرب شحمة أذنيه وإذا طال جعله غدائر أربعا قالت أم هانئ قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قدمة وله أربع غدائر والغدائر الضفائر وهذا حديث صحيح . وكان صلى الله عليه وسلم لا يرد الطيب وثبت عنه في حديث صحيح مسلم أنه قال من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه طيب الرائحة خفيف المحمل هذا لفظ الحديث وبعضهم يرويه من عرض عليه طيب فلا يرده وليس بمعناه فإن الريحان لا تكثر المنة بأخذه وقد جرت العادة بالتسامح في بذله بخلاف المسك والعنبر والغالية ونحوها ولكن الذي ثبت عنه من حديث عزرة بن ثابت عن ثمامة قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد الطيب وأما حديث ابن عمر يرفعه ثلاث لا ترد : الوسائد والدهن واللبن فحديث معلول رواه الترمذي وذكر علته ولا أحفظ الآن ما قيل فيه إلا أنه من رواية عبد الله بن مسلم بن جندب عن أبيه عن ابن عمر .
ومن مراسيل أبي عثمان النهدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة
وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكة يتطيب منها وكان أحب الطيب إليه المسك وكان يعجبه الفاغية قيل وهي نور الحناء.
هديه صلى الله عليه وسلم فى قص الشارب
قال أبو عمر بن عبد البر : روى الحسن بن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقص شاربه ويذكر أن إبراهيم كان يقص شاربه ووقفه طائفة على ابن عباس . وروى الترمذي من حديث زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يأخذ من شاربه فليس منا وقال حديث صحيح . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قصوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس وفي الصحيحين عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب وفي صحيح مسلم عن أنس قال وقت لنا النبي صلى الله عليه وسلم في قص الشارب وتقليم الأظفار ألا نترك أكثر من أربعين يوما وليلة
واختلف السلف في قص الشارب وحلقه أيهما أفضل ؟ فقال مالك في موطئه يؤخذ من الشارب حتى تبدو أطراف الشفة وهو الإطار ولا يجزه فيمثل بنفسه . وذكر ابن عبد الحكم عن مالك قال يحفي الشارب ويعفي اللحى وليس إحفاء الشارب حلقه وأرى أن يؤدب من حلق شاربه وقال ابن القاسم عنه إحفاء الشارب وحلقه عندي مثلة قال مالك وتفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم في إحفاء الشارب إنما هو الإطار وكان يكره أن يؤخذ من أعلاه .
وقال أشهد في حلق الشارب أنه بدعة وأرى أن يوجع ضربا من فعله قال مالك وكان عمر بن الخطاب إذا كربه أمر نفخ فجعل رجله بردائه وهو يفتل شاربه
وقال عمر بن عبد العزيز : السنة في الشارب الإطار وقال الطحاوي : ولم أجد عن الشافعي شيئا منصوصا في هذا وأصحابه الذين رأينا المزني والربيع كانا يحفيان شواربهما ويدل ذلك على أنهما أخذاه عن الشافعي رحمه الله قال وأما أبو حنيفة وزفر وأبو يوسف ومحمد فكان مذهبهم في شعر الرأس والشوارب أن الإحفاء أفضل من التقصير وذكر ابن خويز منداد المالكي عن الشافعي أن مذهبه في حلق الشارب كمذهب أبي حنيفة وهذا قول أبي عمر .
وأما الإمام أحمد فقال الأثرم : رأيت الإمام أحمد بن حنبل يحفي شاربه شديدا وسمعته يسأل عن السنة في إحفاء الشارب ؟ فقال يحفي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أحفوا الشوارب وقال حنبل قيل لأبي عبد الله ترى الرجل يأخذ شاربه أو يحفيه ؟ أم كيف يأخذه ؟ قال إن أحفاه فلا بأس وإن أخذه قصا فلا بأس .
وقال أبو محمد بن قدامة المقدسي في المغني : وهو مخير بين أن يحفيه وبين أن يقصه من غير إحفاء . قال الطحاوي : وروى المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ من شاربه على سواك وهذا لا يكون معه إحفاء .
واحتج من لم ير إحفاءه بحديثي عائشة وأبي هريرة المرفوعين عشر من الفطرة فذكر منها قص الشارب . وفي حديث أبي هريرة المتفق عليه الفطرة خمس وذكر منها قص الشارب .
واحتج المحفون بأحاديث الأمر بالإحفاء وهي صحيحة وبحديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجز شاربه
قال الطحاوي : وهذا الأغلب فيه الإحفاء وهو يحتمل الوجهين . وروى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة يرفعه جزوا الشوارب وأرخوا اللحى قال وهذا يحتمل الإحفاء أيضا وذكر بإسناده عن أبي سعيد وأبي أسيد ورافع بن خديج وسهل بن سعد وعبد الله بن عمر وجابر وأبي هريرة أنهم كانوا يحفون شواربهم .
وقال إبراهيم بن محمد بن حاطب : رأيت ابن عمر يحفي شاربه كأنه ينتفه وقال بعضهم حتى يرى بياض الجلد . قال الطحاوي : ولما كان التقصير مسنونا عند الجميع كان الحلق فيه أفضل قياسا على الرأس وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين واحدة فجعل حلق الرأس أفضل من تقصيره فكذلك الشارب .
بدر بن عبدالمحسن
04-04-2007, 05:08
هديه صلى الله عليه وسلم فى كلامه وسكوته وضحكه وبكائه
كان صلى الله عليه وسلم أفصح خلق الله وأعذبهم كلاما وأسرعهم أداء وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح ويشهد له بذلك أعداؤه . وكان إذا تكلم تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد ليس بهذ مسرع لا يحفظ ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام بل هديه فيه أكمل الهدي قالت عائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه . وكان كثيرا ما يعيد الكلام ثلاثا ليعقل عنه وكان إذا سلم سلم ثلاثا . وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلام فصل لا فضول ولا تقصير وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه وإذا كره الشيء عرف في وجهه ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا . وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه .
وكان يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب وقوعه ويستندر . أسباب الضحك وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها . والثاني : ضحك الفرح وهو أن يرى ما يسره أو يباشره . والثالث ضحك الغضب وهو كثيرا ما يعتري الغضبان إذا اشتد غضبه وسببه تعجب الغضبان مما أورد عليه الغضب وشعور نفسه بالقدرة على خصمه وأنه في قبضته وقد يكون ضحكه لملكه نفسه عند الغضب وإعراضه عمن أغضبه وعدم اكتراثه به .
[بكاؤه ]
صلى الله عليه وسلم وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز . وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها وتارة من خشية الله وتارة عند سماع القرآن وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية . ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة ( النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ النساء 41 ] وبكى لما مات عثمان بن مظعون وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل .
[أنواع البكاء ]
والبكاء أنواع . أحدها : بكاء الرحمة والرقة .
والثاني : بكاء الخوف والخشية .
والثالث بكاء المحبة والشوق .
والرابع بكاء الفرح والسرور .
والخامس بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله .
والسادس بكاء الحزن .
[الفرق بين بكاء الحزن وبكاء الخوف]
والفرق بينه وبين بكاء الخوف أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ودمعة الحزن حارة والقلب حزين ولهذا يقال لما يفرح به هو قرة عين وأقر الله به عينه ولما يحزن هو سخينة العين وأسخن الله عينه به .
والسابع بكاء الخور والضعف .
والثامن بكاء النفاق وهو أن تدمع العين والقلب قاس فيظهر صاحبه الخشوع وهو من أقسى الناس قلبا .
والتاسع البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال عمر بن الخطاب : تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها
والعاشر بكاء الموافقة وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون ولكن يراهم يبكون فيبكي .
[هيئات البكاء ]
وما كان من ذلك دمعا بلا صوت فهو بكى مقصور وما كان معه صوت فهو بكاء ممدود على بناء الأصوات .
وقال الشاعر
بكت عيني وحق لها بكاها
وما يغني البكاء ولا العويل
وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي وهو نوعان محمود ومذموم فالمحمود أن يستجلب لرقة القلب ولخشية الله لا للرياء والسمعة . والمذموم أن يجتلب لأجل الخلق وقد قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر : أخبرني ما يبكيك يا رسول الله ؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم وقد قال بعض السلف ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا .
هديه صلى الله عليه وسلم فى خطبته
خطب صلى الله عليه وسلم على الأرض وعلى المنبر وعلى البعير وعلى الناقة . وكان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله . وأما قول كثير من الفقهاء إنه يفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار وخطبة العيدين بالتكبير فليس معهم فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم البتة وسنته تقتضي خلافه وهو افتتاح جميع الخطب ب الحمد لله وهو أحد الوجوه الثلاثة لأصحاب أحمد وهو اختيار شيخنا قدس الله سره .
وكان يخطب قائما وفي مراسيل عطاء وغيره أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس ثم قال السلام عليكم قال الشعبي : وكان أبو بكر وعمر يفعلان ذلك . وكان يختم خطبته بالاستغفار وكان كثيرا يخطب بالقرآن . وفي صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة قالت : ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس وذكر أبو داود عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد قال : الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا وقال أبو داود عن يونس أنه سأل ابن شهاب عن تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فذكر نحو هذا إلا أنه قال : ومن يعصهما فقد غوى
قال ابن شهاب : وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خطب : كل ما هو آت قريب لا بعد لما هو آت ولا يعجل الله لعجلة أحد ولا يخف لأمر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الله شيئا ويريد الناس شيئا ما شاء الله كان ولو كره الناس ولا مبعد لما قرب الله ولا مقرب لما بعد الله ولا يكون شيء إلا بإذن الله
وكان مدار خطبه على حمد الله والثناء عليه بآلائه وأوصاف كماله ومحامده وتعليم قواعد الإسلام وذكر الجنة والنار والمعاد والأمر بتقوى الله وتبيين موارد غضبه ومواقع رضاه فعلى هذا كان مدار خطبه .
وكان يقول في خطبه : أيها الناس إنكم لن تطيقوا - أو لن تفعلوا - كل ما أمرتم به ولكن سددوا وأبشروا
وكان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم ولم يكن يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله ويتشهد فيها بكلمتي الشهادة ويذكر فيها نفسه باسمه العلم .
وثبت عنه أنه قال كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء
ولم يكن له شاويش يخرج بين يديه إذا خرج من حجرته ولم يكن يلبس لباس الخطباء اليوم لا طرحة ولا زيقا واسعا .
[صفة منبره ] صلى الله عليه وسلم
وكان منبره ثلاث درجات فإذا استوى عليه واستقبل الناس أخذ المؤذن في الأذان فقط ولم يقل شيئا قبله ولا بعده فإذا أخذ في الخطبة لم يرفع أحد صوته بشيء البتة لا مؤذن ولا غيره .
[التوكؤ على العصا ]
وكان إذا قام يخطب أخذ عصا فتوكأ عليها وهو على المنبر كذا ذكره عنه أبو داود عن ابن شهاب . وكان الخلفاء الثلاثة بعده يفعلون ذلك وكان أحيانا يتوكأ على قوس ولم يحفظ عنه أنه توكأ على سيف وكثير من الجهلة يظن أنه كان يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أن الدين إنما قام بالسيف وهذا جهل قبيح من وجهين أحدهما : أن المحفوظ أنه صلى الله عليه وسلم توكأ على العصا وعلى القوس . الثاني : أن الدين إنما قام بالوحي وأما السيف فلمحق أهل الضلال والشرك ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب فيها إنما فتحت بالقرآن ولم تفتح بالسيف .
وكان إذا عرض له في خطبته عارض اشتغل به ثم رجع إلى خطبته وكان يخطب فجاء الحسن والحسين يعثران في قميصين أحمرين فقطع كلامه فنزل فحملهما ثم عاد إلى منبره ثم قال صدق الله العظيم إنما أموالكم وأولادكم فتنة [ الأنفال 28 ] رأيت هذين يعثران في قميصيهما فلم أصبر حتى قطعت كلامي فحملتهما
وجاء سليك الغطفاني وهو يخطب فجلس فقال له : قم يا سليك فاركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال وهو على المنبر إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما
وكان يقصر خطبته أحيانا ويطيلها أحيانا بحسب حاجة الناس . وكانت خطبته العارضة أطول من خطبته الراتبة . وكان يخطب النساء على حدة في الأعياد ويحرضهن على الصدقة والله أعلم .
هديه صلى الله عليه وسلم فى الوضوء
كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه وربما صلى الصلوات بوضوء واحد . وكان يتوضأ بالمد تارة وبثلثيه تارة وبأزيد منه تارة وذلك نحو أربع أواق بالدمشقي إلى أوقيتين وثلاث . وكان من أيسر الناس صبا لماء الوضوء وكان يحذر أمته من الإسراف فيه وأخبر أنه يكون في أمته من يعتدي في الطهور وقال إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء .
ومر على سعد وهو يتوضأ فقال له لا تسرف في الماء فقال وهل في الماء من إسراف ؟ قال نعم وإن كنت على نهر جار .
وصح عنه أنه توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا وفي بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثا .
هديه صلى الله عليه وسلم فى المسح على الخفين
صح عنه أنه مسح في الحضر والسفر ولم ينسخ ذلك حتى توفي ووقت للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن في عدة أحاديث حسان وصحاح وكان يمسح ظاهر الخفين ولم يصح عنه مسح أسفلهما إلا في حديث منقطع . والأحاديث الصحيحة على خلافه ومسح على الجوربين والنعلين ومسح على العمامة مقتصرا عليها ومع الناصية وثبت عنه ذلك فعلا وأمرا في عدة أحاديث لكن في قضايا أعيان يحتمل أن تكون خاصة بحال الحاجة والضرورة ويحتمل العموم كالخفين وهو أظهر والله أعلم .
ولم يكن يتكلف ضد حاله التي عليها قدماه بل إن كانتا في الخف مسح عليهما ولم ينزعهما وإن كانتا مكشوفتين غسل القدمين ولم يلبس الخف ليمسح عليه وهذا أعدل الأقوال في مسألة الأفضل من المسح والغسل قاله شيخنا ، والله أعلم
بدر بن عبدالمحسن
04-04-2007, 05:14
هديه صلى الله عليه وسلم فى التيمم
كان صلى الله عليه وسلم يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين ولم يصح عنه أنه تيمم بضربتين ولا إلى المرفقين .
قال الإمام أحمد من قال إن التيمم إلى المرفقين فإنما هو شيء زاده من عنده . وكذلك كان يتيمم بالأرض التي يصلي عليها ترابا كانت أو سبخة أو رملا . وصح عنه أنه قال حيثما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وطهوره وهذا نص صريح في أن من أدركته الصلاة في الرمل فالرمل له طهور . ولما سافر هو وأصحابه في غزوة تبوك قطعوا تلك الرمال في طريقهم وماؤهم في غاية القلة ولم يرو عنه أنه حمل معه التراب ولا أمر به ولا فعله أحد من أصحابه مع القطع بأن في المفاوز الرمال أكثر من التراب وكذلك أرض الحجاز وغيره ومن تدبر هذا قطع بأنه كان يتيمم بالرمل والله أعلم وهذا قول الجمهور .
وأما ما ذكر في صفة التيمم من وضع بطون أصابع يده اليسرى على ظهور اليمنى ثم إمرارها إلى المرفق ثم إدارة بطن كفه على بطن الذراع وإقامة إبهامه اليسرى كالمؤذن إلى أن يصل إلى إبهامه اليمنى فيطبقها عليها فهذا مما يعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا علمه أحدا من أصحابه ولا أمر به ولا استحسنه وهذا هديه إليه التحاكم وكذلك لم يصح عنه التيمم لكل صلاة ولا أمر به بل أطلق التيمم وجعله قائما مقام الوضوء وهذا يقتضي أن يكون حكمه حكمه إلا فيما اقتضى الدليل خلافه .
هديه صلى الله عليه وسلم فى الصلاه
[ لم يتلفظ بالنية ]
كان صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال " الله أكبر " ولم يقل شيئا قبلها ولا تلفظ بالنية البتة ولا قال أصلي لله صلاة كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماما أو مأموما ولا قال أداء ولا قضاء ولا فرض الوقت وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مسند ولا مرسل لفظة واحدة منها البتة بل ولا عن أحد من أصحابه ولا استحسنه أحد من التابعين ولا الأئمة الأربعة وإنما غر بعض المتأخرين قول الشافعي رضي الله عنه في الصلاة إنها ليست كالصيام ولا يدخل فيها أحد إلا بذكر فظن أن الذكر تلفظ المصلي بالنية وإنما أراد الشافعي رحمه الله بالذكر تكبيرة الإحرام ليس إلا وكيف يستحب الشافعي أمرا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة واحدة ولا أحد من خلفائه وأصحابه وهذا هديهم وسيرتهم فإن أوجدنا أحد حرفا واحدا عنهم في ذلك قبلناه وقابلناه بالتسليم والقبول ولا هدي أكمل من هديهم ولا سنة إلا ما تلقوه عن صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم .
[ الإحرام ]
وكان دأبه في إحرامه لفظة الله أكبر لا غيرها ولم ينقل أحد عنه سواها .
[ رفع اليدين عند الإحرام ]
وكان يرفع يديه معها ممدودة الأصابع مستقبلا بها القبلة إلى فروع أذنيه وروي إلى منكبيه فأبو حميد الساعدي ومن معه قالوا : حتى يحاذي بهما المنكبين وكذلك قال ابن عمر . وقال وائل بن حجر : إلى حيال أذنيه . وقال البراء : قريبا من أذنيه . وقيل هو من العمل المخير فيه وقيل كان أعلاها إلى فروع أذنيه وكفاه إلى منكبيه فلا يكون اختلافا ولم يختلف عنه في محل هذا الرفع . ثم يضع اليمنى على ظهر اليسرى .
هديد صلى الله عليه وسلم فى سجود السهو
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني
وكان سهوه في الصلاة من تمام نعمة الله على أمته وإكمال دينهم ليقتدوا به فيما يشرعه لهم عند السهو وهذا معنى الحديث المنقطع الذي في " الموطأ " : إنما أنسى أو أنسى لأسن
[ المواضع التي سجد فيها للسهو ]
وكان صلى الله عليه وسلم ينسى فيترتب على سهوه أحكام شرعية تجري على سهو أمته إلى يوم القيامة فقام صلى الله عليه وسلم من اثنتين في الرباعية ولم يجلس بينهما فلما قضى صلاته سجد سجدتين قبل السلام ثم سلم فأخذ من هذا قاعدة أن من ترك شيئا من أجزاء الصلاة التي ليست بأركان سهوا سجد له قبل السلام وأخذ من بعض طرقه أنه إذا ترك ذلك وشرع في ركن لم يرجع إلى المتروك لأنه لما قام سبحوا فأشار إليهم أن قوموا . واختلف عنه في محل هذا السجود ففي " الصحيحين " من حديث عبد الله بن بحينة أنه صلى الله عليه وسلم قام من اثنتين من الظهر ولم يجلس بينهما فلما قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلم بعد ذلك . وفي رواية متفق عليها : يكبر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يسلم
وفي " المسند " من حديث يزيد بن هارون عن المسعودي عن زياد بن علاقة قال صلى بنا المغيرة بن شعبة فلما صلى ركعتين قام ولم يجلس فسبح به من خلفه فأشار إليهم أن قوموا فلما فرغ من صلاته سلم ثم سجد سجدتين وسلم ثم قال هكذا صنع بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصححه الترمذي .
وذكر البيهقي من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهري قال صلى بنا عقبة بن عامر الجهني فقام وعليه جلوس فقال الناس سبحان الله سبحان الله فلم يجلس ومضى على قيامه فلما كان في آخر صلاته سجد سجدتي السهو وهو جالس فلما سلم قال إني سمعتكم آنفا تقولون سبحان الله لكيما أجلس لكن السنة الذي صنعت
وحديث عبد الله بن بحينة أولى لثلاثة وجوه . أحدها : أنه أصح من حديث المغيرة .
الثاني : أنه أصرح منه فإن قول المغيرة وهكذا صنع بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجوز أن يرجع إلى جميع ما فعل المغيرة ويكون قد سجد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السهو مرة قبل السلام ومرة بعده فحكى ابن بحينة ما شاهده وحكى المغيرة ما شاهده فيكون كلا الأمرين جائزا ويجوز أن يريد المغيرة أنه صلى الله عليه وسلم قام ولم يرجع ثم سجد للسهو .
الثالث أن المغيرة لعله نسي السجود قبل السلام وسجده بعده وهذه صفة السهو وهذا لا يمكن أن يقال في السجود قبل السلام والله أعلم .
فصل
وسلم صلى الله عليه وسلم من ركعتين في إحدى صلاتي العشي إما الظهر وإما العصر ثم تكلم ثم أتمها ثم سلم ثم سجد سجدتين بعد السلام والكلام يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع وذكر أبو داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسجد سجدتين ثم تشهد ثم سلم وقال الترمذي : حسن غريب .
وصلى يوما فسلم وانصرف وقد بقي من الصلاة ركعة فأدركه طلحة بن عبيد الله فقال نسيت من الصلاة ركعة فرجع فدخل المسجد وأمر بلالا فأقام الصلاة فصلى للناس ركعة ذكره الإمام أحمد رحمه الله . وصلى الظهر خمسا فقيل له زيد في الصلاة ؟ قال وما ذاك ؟ قالوا : صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم متفق عليه . وصلى العصر ثلاثا ثم دخل منزله فذكره الناس فخرج فصلى بهم ركعة ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم فهذا مجموع ما حفظ عنه صلى الله عليه وسلم من سهوه في الصلاة وهو خمسة مواضع وقد تضمن سجوده في بعضه قبل السلام وفي بعضه بعده . فقال الشافعي رحمه الله كله قبل السلام .
وقال أبو حنيفة رحمه الله كله بعد السلام . وقال مالك رحمه الله كل سهو كان نقصانا في الصلاة فإن سجوده قبل السلام وكل سهو كان زيادة في الصلاة فإن سجوده بعد السلام وإذا اجتمع سهوان زيادة ونقصان فالسجود لهما قبل السلام . قال أبو عمر بن عبد البر : هذا مذهبه لا خلاف عنه فيه ولو سجد أحد عنده لسهوه بخلاف ذلك فجعل السجود كله بعد السلام أو كله قبل السلام لم يكن عليه شيء لأنه عنده من باب قضاء القاضي باجتهاده لاختلاف الآثار المرفوعة والسلف من هذه الأمة في ذلك .
وأما الإمام أحمد رحمه الله فقال الأثرم : سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن سجود السهو قبل السلام أم بعده ؟ فقال في مواضع قبل السلام وفي مواضع بعده كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين سلم من اثنتين ثم سجد بعد السلام على حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين .
ومن سلم من ثلاث سجد أيضا بعد السلام على حديث عمران بن حصين . وفي التحري يسجد بعد السلام على حديث ابن مسعود وفي القيام من اثنتين يسجد قبل السلام على حديث ابن بحينة وفي الشك يبني على اليقين ويسجد قبل السلام على حديث أبي سعيد الخدري وحديث عبد الرحمن بن عوف .
قال الأثرم : فقلت لأحمد بن حنبل فما كان سوى هذه المواضع ؟ قال يسجد فيها كلها قبل السلام لأنه يتم ما نقص من صلاته قال ولولا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم لرأيت السجود كله قبل السلام لأنه من شأن الصلاة فيقضيه قبل السلام ولكن أقول كل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد فيه بعد السلام فإنه يسجد فيه بعد السلام وسائر السهو يسجد فيه قبل السلام . وقال داود بن علي : لا يسجد أحد للسهو إلا في الخمسة المواضع التي سجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . انتهى .
وأما الشك فلم يعرض له صلى الله عليه وسلم بل أمر فيه بالبناء على اليقين وإسقاط الشك والسجود قبل السلام . فقال الإمام أحمد الشك على وجهين اليقين والتحري فمن رجع إلى اليقين ألغى الشك وسجد سجدتي السهو قبل السلام على حديث أبي سعيد الخدري وإذا رجع إلى التحري وهو أكثر الوهم سجد سجدتي السهو بعد السلام على حديث ابن مسعود الذي يرويه منصور . انتهى .
وأما حديث أبي سعيد فهو إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى أثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم وأما حديث ابن مسعود فهو إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب ثم ليسجد سجدتين متفق عليهما .
وفي لفظ " الصحيحين " : تم يسلم ثم يسجد سجدتين وهذا هو الذي قال الإمام أحمد وإذا رجع إلى التحري سجد بعد السلام . والفرق عنده بين التحري واليقين أن المصلي إذا كان إماما بنى على غالب ظنه وأكثر وهمه وهذا هو التحري فيسجد له بعد السلام على حديث ابن مسعود وإن كان منفردا بنى على اليقين وسجد قبل السلام على حديث أبي سعيد وهذه طريقة أكثر أصحابه في تحصيل ظاهر مذهبه .
وعنه روايتان أخريان إحداهما : أنه يبني على اليقين مطلقا وهو مذهب الشافعي ومالك والأخرى : على غالب ظنه مطلقا وظاهر نصوصه إنما يدل على الفرق بين الشك وبين الظن الغالب القوي فمع الشك يبني على اليقين ومع أكثر الوهم أو الظن الغالب يتحرى وعلى هذا مدار أجوبته . وعلى الحالين حمل الحديثين والله أعلم . وقال أبو حنيفة رحمه الله في الشك إذا كان أول ما عرض له استأنف الصلاة فإن عرض له كثيرا فإن كان له ظن غالب بنى عليه وإن لم يكن له ظن بنى على اليقين .
سنن الاذان:
وهي (خمس سنن) كما ذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد
1_أن يقول السامع كما يقول المؤذن إلا لفظ
(حي على الصلاة) (حي على الفلاح) فإنه يقول (لاحول ولا قوه الا بالله) رواه البخاري ومسلم
2_ أن يقول السامع: (وأنا اشهد ألا إله إلا الله ولأن محمداَ رسول الله رضيت بالله رباَ
وباللإسلام ديناَ وبمحمد رسولاَ) رواه مسلم
3_ أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من أجابه المؤذن
4_أن يقول بعد الصلاته عليه (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ
محمداً الوسيلة والفضيلة وإبعثه مقاماً المحموداً الذي وعدته ) رواه البخاري
5_ أن يدعو لنفسه بعد ذلك ويسأل الله من فضله فإنه يستجاب له لقول
صلى الله عليه وسلم (قل كما يقول يعني المؤذنين فإذا انتهيت فسل تعطه)
رواه ابو داود وحسنه الحافظ ابن حجر وصححه ابن حبان
سنن لأقامه:
السنه أن المستمع للإقامه يقول كما يقول المقيم إلا في
(حي على الصلاة حي على الفلاح)
فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله
ويقول عند قواه (قد قامت الصلاة) مثل قوله
ولا يقول (أقامها الله وأدامها ) لان الحديث في ذلك ضعيف
النوافل التى تؤدى في اليوم والليله
1-السنن الرواتب قال صلى الله عليه وسلم
(ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل ثنتي
عشرة ركعه تطوعا غير الفريضه الا بني
الله له بيتا في الجنه او بني له بيت في الجنه )
وهي اربعا قبل الضهر وركعتين بعدها
وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء
وركعتين قبل الفجر
2-صلاة الضحى
تعدل (360 )صدقه وذلك ان في جسم الانسان
(360)مفصلا فيحتاج كل عظم منها الى صدقه
يتصدق بها عنه يوميا
وقتها :تبدا من طلوع الشمس بربع ساعه الى
قبل صلاة الظهر بربع ساعه
افضل اوقات ادائها : عند اشتداد حرارة الشمس
عددها :اقلها ركعتان واكثرها ثماني ركعات وقيل لاحد
لاكثرها
2-سنة العصر
قال صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرا صلى قبل العصر اربعا)
3-سنه المغرب
قال صلى الله عليه وسلم (صلوا قبل المغرب ،قال في الثالثه
لمن شاء)
4-سنه العشاء قال صلى الله عليه وسلم( بين كل اذانين صلاه
بين كل اذانين صلاه بين كل اذانين صلاه (قال في الثالثه لمن
شاء)
قال النووي :المراد بالاذانين الاذان والاقامه
سنة الفجر
ولها سنن خاصه
1- تخفيفها :عن عائشه رضي الله عنها قالت (كان صلى الله عليه
وسلم يصلي ركعتين خفيفتين بين الاذان والاقامه من صلاة الصبح)
2-الاضطباعكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الايمن)رواه البخاري
الجلوس بعد صلاه الفجر
ان النبي صلى الله عليه وسلم (كان اذا صلى الفجر جلس في
مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء) رواه مسلم
حسناء: أي طلوعا حسنا أي مرتفعه
ما اعظمها من نعمه:
ان الله تعالى قد كلف الملائكه بالدعاء والاستغفار للجالسين في
المساجد سوء قبل الصلاه او بعدها قائلين( اللهم اغفر له اللهم
ارحمه....)كما جاء في الحديث
سنن الصلاه الفعليه1-
رفع اليدين مع تكبيره الاحرام
2-رفع اليدين عند الركوع
3-رفع اليدين عند الرفع من الركوع
4-وعند القيام للركعه الثالثه في الصلاه التي فيها تشهدان
5-كون الاصابع اثناء الرفع المذكور والحط منه مضمونه الى بعضها
6- كون هذه الاصابع ممدوده مستقبله القبله بباطن الكف
7-كون هذه الاصابع ترفع الى حذو المنكبين او فروع الاذنين
8-وضع اليد اليمنى على الشمال او قبض اليمنى على كوع رسغ الشمال
9-النظر الى موضع السجود
10-التفريق بين قديمه قائما تفريقا يسيرا
11-ترتيل القران وتدبر القراءه
سنن الركوع
1-قبض ركبتيه بيديه مفرجتي الاصابع في الركوع
2-مد ظهره في ركوعه مستويا
3-جعل المصلى راسه حيال ظهره ولايخفضه ولايرفعه
4-ومجافاه عضديه عن جنبيه
سنن عند الشراب
1-التسميه
2-الشرب باليد اليمنى للحديث(ياغلام سم الله وكل بيمينك)
3-التنفس اثناء الشرب خالاج الاناء(اي على ثلاث مرات ولايشربه مره واحده)
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشرب ثلاثا)
4-الشرب جالسا(لايشرب احد منكم قائما )رواه مسلم
5-قول الحمد لله بعد الشرب(ان الله ليرضى عن العبد ان لاياكل الاكله فيحمده عليها ويشرب الشربه فيحمده عليها)رواه مسلم
ختم القران في كل شهر
قال صلى عليه وسلم ((اقرا القران في كل شهر )) رواه ابو داود
سنن قبل النوم
1(باسمك اللهم اموت واحيا )
2 يجمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرا
((قل هو الله احد ))
((قل اعوذ برب الناس))
((قل اعوذبرب الفلق))
ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدا بهما على راسه ووجهه وما اقبل من
جسده يفعل ذلك ثلاث مرات
3قراءة اية الكرسي ((الله لآاله لاهو الحى القيوم))رواه البخاري
4 (بسمك ربي وضعت جنبي وبك ارفعه ان امسكت نفسي فارحمها وان ارسلتها
فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين))رواه البخاري
5 اللهم انك خلقت نفسي وانت توفاها لك مماتها ومحياها ان احييتها فاحفظها
وان امتها فاغفر لها اللهم اني اسالك العافيه)رواه مسلم
6 (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) ثلاث مرات رواه أبو داود والترمذي
ويقوله إذا وضع يده اليمنى تحت خده
7 (سبحان الله) ثلاثا وثلاثين (والحمد لله) ثلاثاَ وثلاثين (والله أكبر) أربعاَ وثلاثين
رواه البخاري ومسلم
8 الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لاكافي ولاماوي) رواه مسلم
9 (اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والارض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا
إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان شريكه وان أقترف على
نفسي سوءاَ أو اجره إلى مسلم) رواه أبو داود والترميذي
10 (اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك ووجهت وجهي إليك وألجات
ظهري ولا منجا إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت) روله البخاري ومسلم
11 (اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ورب كل شيء فالق الحب والنوى
ومنزل التوراة والانجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت
الاول فليس قبلك شيء وانت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء
وانت الباطن فليس دونك شيء إقض عنا الدين وأغننا من الفقر) رواه نسلم
12 قراءة آخر أيتين من سوره البقره من قوله تعالى(ءامن الرسول بآ أنزل إليه من ربه
والمؤمنون) الحديث (من قرآ بهما في ليله كفتاه) رواه البخاري ومسلم
اختلف العلماء في معناها كفتاه
فقيل كفتاه عن قيام ليلته
وقبل كفتاه من كل سوء ومكروه وشر
ويجوز ان يراد الامران انتهى كلام النووي (الاذكار)
13-ان يكون على طهاره الحديث(إدا اتيت مضجعك فتوضأ)
14-النوم على الشق الايمن(ثم اضطجع على الشق الايمن)رواه البخاري ومسلم
15-وان يضع يده اليمنى تحت خده الايمن (كان إذا رقد وضع يده اليمنى تحت خده) رواه ابو داود
16-ان ينفض الفراش (إذا اوى احدكم الى فراشه فلينفض فراشه فإنه لا يعلم ما خلفه بعده)
17-قراء سوره (قل يأيها الكافرون)
بدر بن عبدالمحسن
04-04-2007, 05:22
سنن الوتر:
1_السنه: لمن اوتر بثلاث ركعات ان يقرا في الاولى بعد الفاتحه (سبح اسم ربك لأعلى) وفي الثانيه (قل يآءيها
الكافرون) وفي الثالثه (قل هو الله احد) كما ورد ذلك ابو داود والترمذي وابن ماجه
2_ان يقول إذا سلم من الوتر (سبحان الملك القدوس) ثلاث مرات والثالثه: وفيها زياده عند الدار قطني يجهر بها
ويمد بها صوته ويقول (رب الملائكة والروح) صححها الأرنؤط كما روى ذلك ابو داود والنسائي
سنن الصلاه القوليه:
1_دعاء الاستفتاح: وهو قوله بعد تكبيره الإحرام ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك
ولا إله غيرك) رواه الاربعه
وهناك دعاء آخر (اللهم باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ,اللهم نقني من خطاياي
كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ,اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد) رواه البخاري ومسلم
ويختار احد الادعيه التي وردت في الاستفتاح ويقوله.
2_التعوذ قبل القراءة: ان يقول ( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
3_البسمله: أي(بسم الله الرحمن الرحيم)
4_آمين :بعد الفاتحه
5_قراءة سوره بعد الفاتحه :في الأوليين من الفجر والجمعه والمغرب والرباعيه والتطوع كله للمنفرد
(اما المأموم فيقرا في الصلاه السريه اما الجهريه فلا)
6_قوله(ملء السموات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شئ بعد آهل الثناء والمجد
احق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد )رواه
مسلم .بعد الرفع من الركوع وقوله :ربنا ولك الحمد
7_ما زاد على المرة: في تسبيح الركوع والسجود
8_ما زاد على مره: في قوله (رب اغفر لي ) بين السجدتين
9_الدعاء بعد التشهد الاخير : (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنه المحيا والممات
ومن فتنه المسيح الدجال )رواه البخاري ومسلم
والمستحب أن لا يقتصر المصلى على التسبيح في السجود بل عليه ما شاء من الدعاء
لحديث (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء) رواه مسلم
وهناك أدعيه أخرى من أرادها فليرجع إلى ((كتاب حصن المسلم)) للقحطاني
وكل سنن الأقوال تفعل في ركعه إلا دعاء الاستفتاح والدعاء الذي بعد التشهد
فيكون المجموع في السنن القوليه في صلاه الفريضه وهي سبعه ثماني سسن تتكرر في كل ركعه
والمجمع في الصلاة النافله وهي (25) ركعه على حسب ما بينا في النوافل التي تؤدى في اليوم والليله (175)
سنه تطابقها في ركعات في قيام الليل وصلاة الضحى فتزداد تطبيقا لهذه السنن
اما السنن القوليه والتي لا تكرر في الصلاة إلا مره واحدة وهي:
1_ دعاء الاستفتاح
2_ والدعاء بعد التشهد
فإنه يكون المجموع في الفريضه (10) سنن
اما في النوافل التي تؤدي في اليوم والليله ويكرر فيها هاتين السنتين فيكون المجموع (24) سنه وقد يزيد في
الصلاة النافله من قيام الليل وصلاة الضحى أو تحيه المسجد فيزداد تطبيقا لهذه السنن التي لاتتكرر في الصلاة
إلا ملاه واحدة فيزداد أجره وتمسكا بالسنة
سنن السجود 1
مجافاة عضديه عن جنبيه
2وبطنه عن فخذيه
3وفخذيه عن ساقيه
4التفريق بين ركبتيه
5اقامه قدميه
6وجعل بطون اصابعها على الارض
7القدمان تكونان مرصوصتان اثناء السجود
8ووضع يديه حذو منكبيه او الاذ نين
9مبسوط اليدين
10مضمومة الاصابع
11 مستقبلا بها القبله
سنن بين السجد تين
الجلوس بين السجدتين وله هيئتان
أ_تسمى الاقعاء:وهو ان ينصب القدمين ويجلس على العقبين.
ب_الا فتراش :وهو ان ينصب اليمنى ويفترش اليسرىوفى التشهد
الاول (بأن يثني رجله اليسرى ويقعد عليها وينصب اليمنى
وكان صلى الله عليه وسلم يطيل هذه الجلسه حتى يقول لا
القائل قد نسي
جلسه الاستراحه
(هي جلسه يسيره لا ذكر فيها ومكانها بعد السجده الثانيه من
الركعه الاولى والركعه الثالثه
سنن التشهد الاخير
التشهد الثاني : وله ثلاث هيئات
1-ينصف القدم اليمنى ويجعل اليسرى تحت ساقه اليمنى ويجلس بمقعدته على الارض
2-كالاولى: الا انه لا ينصف اليمنى بل يجعلها في نفس إتجاه اليسرى
3-ينصف اليمنى ويدخل اليسرى بين ساق اليمنى وفخذها
أ)وضع اليدين على الفخذين ( اليمنى على اليمنى واليسرى على اليسرى مبسوطتي الاصابع مضمومتين)
ب)الاشاره بالسبابه عند التشهد من اوله الى آخر ( يضع إبهامه على إصبعه الوسطى كهيئه الحلقه ويجعل بصره الى موضع إشارته)
ج)الالتفات الى اليمين والشمال في التسليمتين
وهناك (25) سنه فعليه تتكرر في كل ركعه فيكون المجموع في صلاه الفريضه (425) سنه
والمجموع في صلاه النافله وهي(25) ركعه على حسب مابيناه في النوافل التي تؤدي في اليوم والليله (625) سنه يطبقها إذا حافظ على السنن الفعليه في كل ركعه
وهناك من السنن الفعليه مالا يتكرر في الصلاه الا مره واحده او مرتين
1-رفع اليدين مع تكبيره الاحرام
2-ورفع اليدين للركعه الثالثه في الصلاه التي فيها تشهدان
3-الاشاره بالسبابه عند التشهد من اوله الى اخره سواء كان التشهد الاول او الثاني
4-الالتفات الى اليمين والشمال في التسليمتين
5-جلسه الاستراحه : وتتكرر مرتين في الصلاه الرباعيه وباقي الصلوات مره واحده سواء الفريضه او النافله
6-التورك: (وهو ان ينصف القدم اليمنى ويجعل اليسرى تحت ساقه اليمنى ويجلس بمقعده على الارض )
وهذه تفعل في التشهد الثاني في الصلاه التي فيها تشهدان
فهذه السنن تكررها في الصلاه مره واحده الا الاشاره بالسبابه عند التشهد فإنها تتكرر مرتين في كل الفروض ما عدا الفجر وجلسه الاستراحه في الصلاه الرباعيه كذلك تكرر مرتين
فيكون المجموع (34) سنه
وتتكرر هذه السنن الفعليه الا اثنين منها وهي الثانيه والاخيرى في كل صلاه من صلاه النافله
فيكون المجموع(48) سنه
سنن بعد الصلاه المفروضه
1-الاستغفار ثلاثا (وقول اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام )
2-(لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير , اللهم لا مانع ةلما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) رواه البخاري ومسلم
3-(لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة الا بالله
لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمه وله الفضل وله الثناء الحسن ولا اله الا الله مخلصين له الدين
ولو كره الكافرون ) رواه مسلم
4-(سبحان الله والحمد لله والله أكبر) ثلاثا وثلاثين مره (ول إله إلا لله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) رواه مسلم
5-اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داود والنسائي
6-(اللهم إني أعوذ بك من الجبن واعوذ بك ان ارد الى ارذل العمر واعوذ بك من فته الدنيا واعوذ بك من عذاب القبر) رواه البخاري
7-(رب قني عذابك يوم تحشر عبادك) وذلك لما روى عن البراء رضي الله عنه أنه قال (كنا إذا صلينا
خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم احببنا ان نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه فسمعته يقول (رب عذابك
يوم تبعث ) رواه مسلم
8-قراءه (قل هو الله احد ) (قل اعوذ برب الفلق) (قل اعوذ برب الناس) رواه ابو داود والترمذي
و النسائي
وبعد صلاه الفجر وبعد صلاه المفرب يكررها ثلاثا
9-قراءه ايه الكرسي(الله لا اله الا هو الحي القيوم ) رواه النسائي
10-( لا اله الا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويموت وهو على كل شئ قدير
عشر مرات بعد صلاه المغرب وصلاه الصبح ) رواه الترمذي
11- ان يكون هذا التسبيح باليد وروايه بيمينه مختلف فيها ويشهد لها عمومات اخرى
12-ان يقول هذه الاذكار وهو في مصلاه الذي صلى فيه ولا يغير مكانه
سنن تقال في الصباح والمساء
1-ايه الكرسي ( الله لا اله الا هو الحي القيوم )
من ثمرتها
( من قالها حين يصبح اجير من الجن حتى يمسي ومن قالها حين يمسي اجير منهم حتى يصبح ) رواه النسائي وصححه الالباني
2- المعوذات (قل هو الله احد) (قل اعوذ برب الناس) (قل اعوذ برب الفلق) رواه داود والترمذي
من ثمرتها
(من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي كفته من كل شئ) كما في نفس الحديث
3- ( اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير رب اسالك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده واعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده
رب اعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب اعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر) رواه مسلم
وفي المساء يقول امسينا بدل اصبحنا ويقول رب اسالك خير ما في هذه الليله بدل اليوم
4-( اللهم بك اصبحنا وبك امسينا وبك نحيا وبك نموت واليك النشور )رواه الترمذي
واذا امسى قال ( اللهم بك امسينا وبك اصبحنا وبك نحيا وبك نموت واليك المصير )
5- ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك على وابوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب الا انت ) رواه البخاري
من ثمرتها
(من قالها موقنا بها حين يمسي ومات من ليلته دخل الجنه وكذلك إذا اصبح ) كما في نفس الحديث
6- ( اللهم اصبحت اشهدك واشهد حملت عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك
وان محمداَ عبدك ورسولك ) اربع مرات , رواه ابو داود والنسائي في عمل اليوم والليله
من ثمرتها
من قالها يصبح او يمسي اربع مرات اعتقه الله من النار ,, وإذا امسى قال (اللهم اني امسيت )
7-( اللهم ما اصبح بي من نعمة او بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر)
رواه ابو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة
من ثمرتها
(من قالها حين يصبح ادى شكر يومه ومن قالها حين يمسي ادى شكر ليلته ) كما في الحديث نفسه
8- ( اللهم عافني في بدني , اللهم عافني في سمعي , اللهم عافني في بصري , لا اله الا انت اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر واعوذ بك من عذاب القبر لا اله الا انت ) ثلاث مرات ,,, رواه ابو داود واحمد
9- ( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) سبع مرات ,,, اخرجه ابن السني مرفوعا وابو داود موقوفا
من ثمرتها
( من قالها حين يصبح و يمسي سبع مرات كفا الله ما اهمه من امر الدنيا والاخره ) كما في الحديث نفسه
10- ( اللهم اني اسالك العفو و العافيه في الدنيا والاخره اللهم اني اسالك العفو والعافيه في ديني ودنياي واهلي ومالي اللهم استر عورتي وامن روعتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي ) رواه ابو داود وابن ماجه
11- اللهم يا عالم الغيب والشهاده يا فاطر السماوات والارض رب كل شئ ومليكه اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشريكه وان اقترب على نفسي سوءاَ او اجره الى مسلم ) رواه الترمذي
وابو داود
12- (بسم الله الذي لايضر مع اسمه شي في الارض ولا في السماء وهو على كل شئ قدير ) ثلاث مرات رواه ابو داود والترمذي وماجه واحمد
من ثمرتها
( من قالها ثلاثا اذا اصبح وثلاثا اذا امسى لم يضر شئ ) كما في الحديث نفسه
13- ( رضيت بالله ربا وبالسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياَ ) ثلاث مرات رواه ابو داود والترمذي
والنسائي واحمد
من ثمرتها
(من قالها ثلاثا حين يصبح ويمسي كان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامه ) كما في الحديث نفسه
14- ( يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شاني كله ولا تكلني الى نفسي طرفه عين )رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي
15- (أصبحنا على فطرة الاسلام وكلمه الإخلاص ودين محمد ومله أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين) رواه احمد
16- (سبحان الله وبحمده) مائه مره رواه مسلم
من ثمرتها: (من قالها مائه مره حين يصبح وحين يمسي لم يأت احد يوم القيامه افضل مما جاء به لإلا احد قال مثل ما قال أو زاد عليه) وثمرة أخرى لمن قالها (حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)
17- (لا إله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
من ثمرتها:
(من قالها مائه مرة في اليوم كانت له
1-عدل عشر رقاب
2- ومحيت عنه مائه سيئه
3- وكتب له مائه حسنه
4- وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي)كما في الحديث نفسه
18- (أستغفر الله وأتوب إليه) مائه مرة في اليوم رواه البخاري ومسلم
19- (اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقاَ طيبا وعملا متقبلا ) إذا اصبح رواه أبن ماجه
20- (سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزينه عرشه ومداد كلماته) ثلاث مرات رواه مسلم
21-(أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) ثلاث مرات إذا امسى رواه الترمذي وابن ماجه وأحمدَ
ينبغي على المسلم أن يقول هذه الأذكار بإخلاص وصدق ويقين وإن يستشعر هذي المعاني التي فيها
حتى تؤثر في واقع حيلته ولأخلاقه وسلوكه
اداء النوافل في البيت
1-قال صلى الله عليه وسلم ( إن خير صلاه المرء في بيته إلا الصلاه المكتوبه ) متفق عليه
2-قال صلى الله عليه وسلم ( صلاه الرجل تطوعاَ حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على اعين الناس خمساَ وعشرين ) رواه ابو يعلي وصححه الالباني
3-قال صلى الله عليه وسلم ( فضل صلاه الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبه على النافله ) رواه الطبراني وحسنه الالباني
-فعلى هذا يكون تكرار هذه السنه في يومه وليله عده مرات من السنن الرواتب وصلاه الضحى والوتر وفي كل واحده منها يحرص ان يصليها في بيته حتى يعظم اجره ويصيب السنه
ثمره تطبيق هذه النوافل في البيت :أ)انها سبب لتمام الخشوع والاخلاص والبعد عن الرياء
ب)انها سبب لنزول الرحمه في البيت وسبب لخروج الشيطان منه
ج)انها سبب لمضاعفه اجرها كما يضاعف اجر الفريضه في المسجد
السنه عند القيام من المجلس
ان تقول كفارة المسجد وهو ( سبحانك اللهم وبحمد اشهد أنا لا اله الا أنت استغفرك وأتوب إليك ) رواه ا صحاب السنن
-وكم من المجالس التي يجلسها المسلم في يومه وليلته إنها مجالس كثيره وإليك بيان ذلك بالتفصيل :
1)عندما نتناول الوجبات الثلاثه ...فلا شك انك سوف تتحدث في الغالب مع من يجالسك ....
2) عندما ترى شخصا من اصحابك او جيرانك وتتحدث معه او كنت واقفاََ
3) في جلوسك لمن معك من الزملاء والاصحاب وانت في دائره العمل او على مقاعد الدراسه....
4) في جلوسك مع زوجتك و أولادك وانت تتحدث إليهم وهم يتحدثون إليك
5) في طريقك وانت في السياره لمن كان معك في الطريق من زوجه او صديق
6)في حضورك لمحاضره او درس فا نظريا رعاك الله كم مره قلت هذا الذكر في يومك وليلتك فتكون دائم الصله بالله فكم مره اثنيت على ربك ونزهته عما لا يليق به وعظمته عندما تقول ( سبحانك اللهم وبحمدك )
إستحضار النيه الصالحه
إعلم يا رعاك الله ان جميع الاعمال المباحه التي تقوم بها من النوم والاكل وطلب الرزق وغيرها يمكن تحويلها إلى طاعات وقربات يحصل المرء بسببها على الاف الحسنات بشرط ان ينوي المسلم عند القيام بها التقرب إلى الله
قال صلى الله عليه وسلم (إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى .........) رواه البخاري ومسلم
مثال : ينام المسلم مبكراَ ليستيقظ لصلاه الليل او الفجر فيصبح نومه عباده وهكذا بقيه المباحات
إغتنام الوقت الواحد في اكثر من عبادة
فن استغلال الوقت الواحد في اكثر من عباده لا يعرفه إلا الحافظون لأ وقاتهم
وهذه له عده تطبيقات في واقع حياتنا :
1-إذا ذهب المسلم إلى المسجد ما شياَ على قدميه أو بالسيارة فإن هذا الذهاب عباده في حد ذاته يؤجر عليه المسلم . لكن يمكنه استغلال هذا الوقت أيضاَ في الاكثار من ذكر الله او في قراءه القران فيكون قد اغتنم الوقت الواحد في اكثر من عباده
2-إذا حضر المسلم وليمه عرس خاليه من المنكرات فحضوره لهذه الوليمه هو عباده ولكن يمكنه استغلال وقت تواجده في الوليمه في الدعوه إلى الله او الاكثار من ذكر الله
3-قيام المراه بأعمال المنزل بحد ذاته عباده (إذا نوت بذلك التقرب إلى الله ) فتستطيع ان تستغل هذا الوقت بعباده اخرى كذكر الله او الاستماع الى شريط اسلامي
-عن ابن عمر رضي الله عنه قال : ( كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائه مره : (( رب اغفرلي وتب علي إنك انت التواب الرحيم ))
فتأمل كيف اغتنم الرسول صلى الله عليه وسلم الوقت الواحد في عبادتين :
1_ ذكر الله تعالى واستغفار
2- الجلوس مع الصحابه وتعليمهم امر دينهم
ذكر الله في كل أحيانه
1_ ذكر الله هو أساس العبودية لله لأنه عنوان صله العبد بخالقه في جميع أوقاته وأحوله فعن عائشه رضي الله عنها قالت:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه) رواه مسلم
فالارتباط بالله حياه واللجوء إليه نجاه والقرب منه فوز ورضوان
والبعد عنه ضلال وخسران
2_ ذكر الله هو الفرقان بين المؤمنين والمنافقين فصفه المنافقين انهم لا يذكرون الله إلا قليلا
3_ الشيطان لا يغلب الإنسان إلا إذا غفل عن ذكر الله فذكر الله هو الحصن الذي يحمي الإنسان من مكائد الشيطان
والشيطان يحب للإنسان ان ينسى ذكر الله
4_ الذكر هو طريق السعاده في الدارين
5_ لابعد من ذكر الله على الدوام إذ لا يتحسر أهل الجنه على شيء
إلا على ساعه مرت عليهم في الدنيا لم يذكروا الله عز وجل فيها
(إن دوام الذكر يعني دوام الصلة بالله)
قال النووي أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء وذلك في التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء
بخلاف قرآن الكريم
6_ من يذكر ربه عز وجل يذكره ربه قال الله تعالى :{فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} البقره 152
7_ ليس المقصود : بذكر الله هو الله التمتمة بكلمه أو كلمات والقلب غافل ولاه عن تعظيم الله وطاعته فالذكر باللسان لابد أن يصحبه التفكر والتأثر بمعاني كلماته
قال الله تعالى { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفيه ودون الجهر من القول بالغدو والأصال ولا تكن من الغافلين}
التفكر في نعم الله
قال صلى الله عليه وسلم ( تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله ) رواه الطبراني في الاوسط والبيهقي في الشعب وحسنه الالباني
ومن الامور التي تتكرر مع المسلم في يومه وليله عده مرات ( إستشعار نعمه الله عليه ) فكم هي المواقف وكم هي المشاهد التي يراها ويسمع بها في يومه وليله تستوجب عليه ان يتفكر ويتأمل هذه النعم التي هو فيها ويحمد الله عليها
1-هل استشعرت نعمه الله عليك عند ذهابك إلى المسجد وكيف أن من حولك من الناس قد حرم هذه النعمه وبالذات عند صلاه الفجر وانت تنظر الى بيوت المسلمين وهم في سبات عميق كأنهم اموات
2-هل استشعرت نعمه الله عليك وانت تسير في الطريق وترى الناظر المتنوعه هذا قد حدث له حادث سياره وهذا قد ارتفع صوت الشيطان ( أي الغناء ) من سيارته وهكذا ......
3-هل استشعرت نعمه الله عليك وانت تسمع او تقرا الاخبار عن العالم من مجاعات وفيضانات وانتشار امراض وحوادث وزلازل وحروب وتشريد ....
-اقول إن العبد الموفق : هو الذي لا يغيب عن قلبه وشعوره وإحساسه نعمه الله عليه في كل موقف وكل مشهد فيظل دائما في حمد الله وشكره والثناء عليه مما هو فيه من نعمه الدين والصحه والرخاء والسلامه من الشرور ...
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم ( من راى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثيرا ممن خلق تفضيلاََ لم يصبه ذلك البلاء ) قال الترمذي حديث حسن
قال تعالى ( فاذكروا ءالاءَ الله لعلكم تفلحون)
بدر بن عبدالمحسن
04-04-2007, 05:30
1-السواك
2يسن تجديد الوضوء لوضوء سابق
3يسن المسح على الخفين مع بيان صفةالمسح
4يسن للمغتسل مراعاة سنن الغسل
5 يسن قول مثل مايقول المؤذن لمن سمعه
6يسن الدعاء عند الخروج الى المسجد
7تسن الصلاة الى سترة
8يسن للمصلي اثناء قيامه ان يرمي ببصره الى موضع سجوده
9 تسن الصلاة على المركوبه
10تسن الصلاة في النعال
11 يسن الابراد بصلاة الظهر في ايام الحر
12 يسن قراءه سورة الكافرون والاخلاص في الركعة الثالثه والرابعه من الظهر
13 يسن تعجيل العصر ويليه المغرب
14 يسن تاخير صلاة العشاء الى ثلث الليل
15 تسن صلاة الوتر
16 يسن تخفيف ركعتي الفجر
17 يسن قراءة سور اوايات معينه في الفجر
18 يسن الاضطجاع على الجنب الايمن
19 تسن القراءه في الفجر من طوال المفصل
20 السنن الرواتب
21 تسن صلاة الليل
22 تسن صلاة الضحى
23 تسن صلاة الاستخارة
24 يسن اتباع جلسه الافتراش والتورك في مواضعهما المخصصة
25 يسن الاشارة بالمسبحه في التشهد
26 يسن الالتفات اثناء
السلام حتى يرى بياض الخد
27 يسن لكل من قرا القران في الصلاة او خارجها اذا مر بايه رحمه ان يسال الله من فضله
واذامر بايه عذاب ان يستعيذ بالله من العذاب واذا مر بايه تنزيه لله نزه
28 يسن التكبير بعد الصلاة
29 يسن التهليل عشرا عشرا بعد الفجر وبعد المغرب
30 يسن الدعاء قبل
31_يسن العقد في التسبيح
32_يسن التحول من موضع الفريضه الى موضع اخر
33_يسن سجود التلاوه
34_يسن سجود الشكر عند تجدد النعمه او زوال نقمه
35_يسن اداء السنن في البيت للرجال
36_يسن يوم الجمعه التنظف
37_يسن التطيب يوم الجمعه
38_يسن لبس احسن الثياب
39_يسن التبكبير الى صلاه الجمعه ماشياَ والدنو من الامام وعدم تخطي الرقاب
40_يسن الشرب جالساَ
41_يسن التسميه قبل الاكل باليمين ومما يلس الانسان
42_تسن المضمضه من اللبن
43_يسن الوضوء قبل النوم
44_يسن التيامن في لبس الثوب والنعل وغيرها ويسن استعمال اليسار في ضدهما
45_يسن الاحسان الى الجار
46_يسن قتل الوزع
47_يسن التحيه عند الدخول المنزل
48_يسن الدعاء للمريض عند الزياره ورقيته
كما من السنن المهجورة السترة امام المصلي ...
.كان عليه الصلاة والسلام إذا سافر أو خرج إلى العراء فحضرته الصلاة صلى إلى سترة، فقد تكون هذه السترة هي عَنزَته، وقد تكون شجرة يصلي إليها، وكان أحيانا يصلي إلى الرَّحل، وهو ما يُرمى على ظهر الجمل يضعه بين يديه ويصلي إليه.
كذلك سنة اخرى مهجورة قول المؤذن في الاذان اذا كان الجواماطرا او شديد البرد صلوا في رحالكم
كذلك من السنن المهجورة اغاظة الاعداء ...مثل قراءة القرآن امامهم لاغاظتهم ...كما كان الصحابة يفعلون
التكبير في ايام العشر من الحجة الولى و التكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولاسيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل ، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين ، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع .
مع التحيه
موضوع تام
احتوى كافة السنن النبوية
في كافة شؤون الحياة
ليكون لنا مرجعاً و مؤلاً
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
و اللهم زدنا علماً بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم
ومن أحيا سنة ... من سنن النبي عليه الصلاة وجبت له شفاعة النبي
عليه افضل الصلاة و السلام
بارك الله بك اخي غفيلي
لقد أتيت بخير الدنيا و عظيم الثواب في الآخرة
حفظك الله ورعاك
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين الى يوم الدين
الحـ غفيلي ـجاز
كفيت ووفيت
بارك الله فيك
وجزيت من الخير اجزله
على هذه التذكرة الحسنة عساها تنفع المؤمنين
وجعل ما قدمت فى ميزان حسناتك ان شاء الله
وغفر الله لك ولنا ولكل امة الاسلام
دمت بحفظ الله ورحمته
بدر بن عبدالمحسن
05-04-2007, 01:54
ايمان قويدر
وانا أشكرك على حسن تواجدك في صحفتي
جزيل الشكر لمرورك من هنا
بدر بن عبدالمحسن
05-04-2007, 01:57
لوليتا
شكرا لمرورك العطر والجميل
والله يعطيك الصحة والعافية
ابو ضاري
05-04-2007, 11:00
الله يجعلها في ميزان حسناتك وبيض الله وجهك على الموضوع
الذى يجب على اي انسان يحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ان يعرف سننه وهديه صلى الله عليه وسلم
اخوك الضاري11
بدر بن عبدالمحسن
05-04-2007, 13:53
الضاري11
شكرا لمرورك العطر والجميل
والله يعطيك الصحة والعافية
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir