محمدالمهوس
21-03-2007, 17:22
السحر : سبب انتشاره ، وأعراضه!
جامع الحمادي بالدمام 4/3/ 1428هـ
بســـــــــــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــــــــــم
الخطبة الأولى
أيّها الناس / في الجمعة التي مضت تكلمنا عن السحر قرين الكفر ذلك الذنب الكبير والشر المستطير والداء العضال، الذي تفشى بين الرجال والنساء ، وذكرنا حكم الشرع فيه ، والأمارات التي يُعرف بها الساحر ، ليتم التفريق بين السحرة والمشعوذين وبين المعالجين الشرعيين الذين يعالجون بالقرآن والرقية الشرعية .
وفي هذه الجمعة – عباد الله – نتكلم عن سبب انتشاره , وعن أعراضه ، وطرق علاجه .... فنقول :
أسباب انتشار السحر : ضعف الإيمان بالله والتصديق بموعوده وقلة التوكل عليه ، والاعتماد على غير الله .
ومنها : ترك الواجبات الشرعية والتهاون في فعل المحرمات فإن ذلك من أسباب الوقوع في المصائب والعقوبات والتي فيها الابتلاء بالسحر والعين وغير ذلك ، والله سبحانه وتعالى يقول: إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ويقول : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير .
ومنها : الغفلة عن ذكر الله قال تعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين . فلما أعرض كثير من الناس عن ذكر الله وهجروا كتابه وامتلأت بيوتهم بآلات اللهو والغفلة تسلطت عليهم الشياطين فأزتهم إلى المعاصي وأفسدت بين الأزواج والإخوان والأحباب فامتلأت القلوب بالوساوس والشكوك والهموم وامتلأت البيوت بالخصومات والمشكلات.
ومنها : ضعف الصبر واليقين ؛ فمن الناس من يبتلى بمرض لفترة طويلة ولم يُجْد معه العلاج، فيصاب باليأس والقنوط، فيزين له الشيطان الذهاب لهؤلاء السحرة والمشعوذين ، وما علم هذا المسكين أن في الذهاب لهؤلاء ذهاب للدين والوقوع في سخط رب العالمين ، فإن الأمور كلها بيد الله فهو الذي يضر وينفع. فالواجب على كل مسلم اللجوء إلى الله بالدعاء والرقية الشرعية والإلحاح على الله مع الصبر وعدم الجزع وتذكر موعود الله للصابرين ، والذي يقول : وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]. وقول المصطفى : ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عن خطاياه)) عند مسلم وقوله : ((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِن، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَه)).
ومنها : الحسد والحقد الذي يوجد في نفوس بعض الناس وبالأخص النساء حيث يؤدي ببعضهم إلى محاولة إيقاع الأذى بالمحسود أو إزالة النعمة عنه، وكم في هذا من قصص يدمى لها القلب كان سببها الحسد والحقد والبغضاء والعداوة التي تحصل من ضعاف الإيمان فيذهب إلى هؤلاء السحرة أو يراسلهم ليشفوا حسده وحقده على أخيه المسلم فيتلذذ بتألمه وتعذيبه وإزالة النعمة عنه والله لا يصلح عمل المفسدين.
ولقد رأيت – والله – بأم عيني طرداً بريدياً جهز لإرساله لأحد السحر خارج هذه البلاد ، حوى ملابس قديمة لأسرة كاملة كتب عليها اسم كل فرد من الأسرة على كل لباس ، وصورته ، وبعض النجاسات منه ، ولولا ستر الله ثم يقضت أهل الغيرة لحصل لهذه الأسرة مالا يحمد عقباه ،والأمثلة في هذا الباب كثيرة يضيق المقام لسردها
ومنها : توسع بعض الناس في استقدام الخادمات والسائقين دون مراعاة للضوابط الشرعية ودون العناية باختيارهم من حيث الأصلح في دينه، وذلك أن كثيراً من الخادمات قبل أن تأتي إلى أي مكان تمرّ على الساحر ومعها اسم صاحب البيت وأين يسكن ومن ثم تطلب من الساحر أن يخبرها عن هؤلاء، فيقول الساحر هذا رجل عنده زوجة واحدة مثلاً، وعنده خمسة أبناء وذلك بواسطة الشياطين الذين في المنطقة.
فيقول لها: إذا أردت شيئاً فأرسلي لنا شيئاً من شعره أو شعر زوجته أو ولده أو شيئاً من لباسهم ونحن نعقد فيه شيئاً من السحر ؛ وبعض الناس فطنوا لهذا فيأمر الخادمة أو السائق ألا يقفل الرسالة إلا وقد أطلع على ما في داخلها، وإذا جاءت رسالة لابد وأن تفتح الرسالة بين عينيه حتى يرى ما فيها ، ثم إذا استقدمهم لا يعتني بتعليمهم أمور دينهم والتي من أعظمها التوحيد والنهي عن الشرك كذلك تجده لا يتورع عن ظلمهم والاعتداء على حقوقهم وإهانتهم مما يسبب اعتداءهم عليه بالمثل.
ومن الأسباب في انتشار السحر : العاطفة الزائدة ، والغيرة الشديدة عند بعض الرجال والنساء ، وخصوصاً النساء فتذهب إلى الساحر أو الساحرة بزعم أنها لا تريد زوجها أن ينصرف أو ينشغل عنها ، أولا تريده يتزوج عليها، وإن تزوج فلعله يميل إليها ويطلق الثانية، وتجاهلت أنها قد أتت فعلا شنيعاً ومنكراً عظيماً ؟ والرسول قال : ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما)) روى الإمام مسلم في صحيحه وهذا الوعيد عن سؤاله فقط، أما من يسألهم ويصدقهم فقد قال : ((من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ))
ومن الأسباب : كثرة القنوات الفضائية ، ومواقع الأنتر نت التي تعتني بهذا الكفر الصُّراح ، وبأخبار السحرة والمشعوذين ، وقدراتهم الشيطانية ، وعن كيفية الوصول إليهم ، والخدمات الكفرية التي يقدمونها ، ووصفهم بالمشايخ والأولياء .
وقبل ذكر الأعراض – عباد الله – ينبغي أن يُعلم أنه لايلزم من وجود هذه الأعراض أو بعضها عند بعض الناس إصابته بالسحر أو العين أو المس ؛ بل لابد من التأكد من ذلك ؛ بعرض نفسه على الطب التجريبي أولاً ، فإن عجز الأطباء عن معرفة سبب المرض أو علاجه، بدأ بالعلاج القرآني : وإذا بدأ العلاج بهما معاً فلن يخسر الإنسان شيئاً .
وأما أعراض السحر فكثيرة جداً ، منها :
* الضيق الشديد عند أداء العبادة ؛ كالصلاة , وتلاوة القرآن ، بل ربما كان صالحاً مستقيماً فينقلب فجأة إلى ترك العبادة ، وكره الصالحين والانكباب على الشهوات .
* انقلاب الأحوال فجأة من حب إلى بغض ، أومن بغض إلى شغف ومحبة زائدة ، وهذا النوع أكثر انتشاراً بسبب بعض النساء الحقيرات المجرمات اللواتي يسعين إلى سحر أزواجهن خوفاً من الطلاق وطمعاً في مال الزوج إذا كان غنياً ، أو لأنها تشعر بأنه قد يتزوج عليها بأخرى ، فيشغف الزوج بحبها ، فلا يستطيع مفارقتها والصبر عنها بل يتلهف لرؤيتها ، ويبالغ في طاعتها الطاعة العمياء فيصبح كالبهيمة تقوده كما تشاء.. فيكلفها هذا التصرف المشين الخروج عن دين الإسلام وإن صلت وصامت وتصدقت.......
* كثرة الشكوك ، وسوء الظن بالآخرين .
* تعظيم أسباب الخلاف بين الزوجين وعدم التماس الأعذار , والكراهية الشديدة لكل عمل يقوم به الطرف الآخر وإن كان حسناً , وكذلك كراهية المكان الذي يجلس فيه الطرف الآخر، فترى الزوج خارج البيت في حالة نفسية جيدة فإذا دخل البيت شعر بضيق شديد , وهكذا..
* الطلاق المفاجئ ، وعدم الرغبة بالزواج .
* عدم القدرة على القيام ببعض الحقوق الزوجية كالجماع وغيره .
* الخوف الشديد ، وحب العُزلة والظلام ، وترك العمل ، والضيق الشديد في الصدر خاصة في الليل.
* الصداع الشديد وآلامٌ في الظهر والأطراف , وتنملٌ بالأصابع .
نسأل الله – عز وجل – أن يقينا شر الأشرار , وكيد الفجار , وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ...............
أما بعد : عباد الله / فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فتقوى الله جماع الخيرات، وحصون البركات، أكثر خصال المدح ذكرا في كتاب الله. ما من خير عاجل ولا آجل، ولا ظاهر ولا باطن إلا والتقوى موصلة إليه ووسيلة له ودليل عليه. وما من شر عاجل ولا آجل، ولا ظاهر ولا باطن، إلا والتقوى حرز منه حصين، ودرع منه مكين.فهي دعوة الأنبياء ، وشعار الأولياء وهي أمنٌ من البلية , ويسر وسهولة في الأمر، وعز ونجاة ، وفوز وفلاح , وبشرى وتكريم , وعون ونصرة ومعية إلهية وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ [البقرة:194]
عباد الله / أما الوقاية من السحر وعلاجه فسوف نتكلم عنه – إن شاء الله – في الجمعة القادمة . ألا فصلوا وسلموا على من أمر الله بالصلاة والسلام عليه فقال : إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً)) أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .
اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد ...........
جامع الحمادي بالدمام 4/3/ 1428هـ
بســـــــــــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــــــــــم
الخطبة الأولى
أيّها الناس / في الجمعة التي مضت تكلمنا عن السحر قرين الكفر ذلك الذنب الكبير والشر المستطير والداء العضال، الذي تفشى بين الرجال والنساء ، وذكرنا حكم الشرع فيه ، والأمارات التي يُعرف بها الساحر ، ليتم التفريق بين السحرة والمشعوذين وبين المعالجين الشرعيين الذين يعالجون بالقرآن والرقية الشرعية .
وفي هذه الجمعة – عباد الله – نتكلم عن سبب انتشاره , وعن أعراضه ، وطرق علاجه .... فنقول :
أسباب انتشار السحر : ضعف الإيمان بالله والتصديق بموعوده وقلة التوكل عليه ، والاعتماد على غير الله .
ومنها : ترك الواجبات الشرعية والتهاون في فعل المحرمات فإن ذلك من أسباب الوقوع في المصائب والعقوبات والتي فيها الابتلاء بالسحر والعين وغير ذلك ، والله سبحانه وتعالى يقول: إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ويقول : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير .
ومنها : الغفلة عن ذكر الله قال تعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين . فلما أعرض كثير من الناس عن ذكر الله وهجروا كتابه وامتلأت بيوتهم بآلات اللهو والغفلة تسلطت عليهم الشياطين فأزتهم إلى المعاصي وأفسدت بين الأزواج والإخوان والأحباب فامتلأت القلوب بالوساوس والشكوك والهموم وامتلأت البيوت بالخصومات والمشكلات.
ومنها : ضعف الصبر واليقين ؛ فمن الناس من يبتلى بمرض لفترة طويلة ولم يُجْد معه العلاج، فيصاب باليأس والقنوط، فيزين له الشيطان الذهاب لهؤلاء السحرة والمشعوذين ، وما علم هذا المسكين أن في الذهاب لهؤلاء ذهاب للدين والوقوع في سخط رب العالمين ، فإن الأمور كلها بيد الله فهو الذي يضر وينفع. فالواجب على كل مسلم اللجوء إلى الله بالدعاء والرقية الشرعية والإلحاح على الله مع الصبر وعدم الجزع وتذكر موعود الله للصابرين ، والذي يقول : وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]. وقول المصطفى : ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عن خطاياه)) عند مسلم وقوله : ((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِن، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَه)).
ومنها : الحسد والحقد الذي يوجد في نفوس بعض الناس وبالأخص النساء حيث يؤدي ببعضهم إلى محاولة إيقاع الأذى بالمحسود أو إزالة النعمة عنه، وكم في هذا من قصص يدمى لها القلب كان سببها الحسد والحقد والبغضاء والعداوة التي تحصل من ضعاف الإيمان فيذهب إلى هؤلاء السحرة أو يراسلهم ليشفوا حسده وحقده على أخيه المسلم فيتلذذ بتألمه وتعذيبه وإزالة النعمة عنه والله لا يصلح عمل المفسدين.
ولقد رأيت – والله – بأم عيني طرداً بريدياً جهز لإرساله لأحد السحر خارج هذه البلاد ، حوى ملابس قديمة لأسرة كاملة كتب عليها اسم كل فرد من الأسرة على كل لباس ، وصورته ، وبعض النجاسات منه ، ولولا ستر الله ثم يقضت أهل الغيرة لحصل لهذه الأسرة مالا يحمد عقباه ،والأمثلة في هذا الباب كثيرة يضيق المقام لسردها
ومنها : توسع بعض الناس في استقدام الخادمات والسائقين دون مراعاة للضوابط الشرعية ودون العناية باختيارهم من حيث الأصلح في دينه، وذلك أن كثيراً من الخادمات قبل أن تأتي إلى أي مكان تمرّ على الساحر ومعها اسم صاحب البيت وأين يسكن ومن ثم تطلب من الساحر أن يخبرها عن هؤلاء، فيقول الساحر هذا رجل عنده زوجة واحدة مثلاً، وعنده خمسة أبناء وذلك بواسطة الشياطين الذين في المنطقة.
فيقول لها: إذا أردت شيئاً فأرسلي لنا شيئاً من شعره أو شعر زوجته أو ولده أو شيئاً من لباسهم ونحن نعقد فيه شيئاً من السحر ؛ وبعض الناس فطنوا لهذا فيأمر الخادمة أو السائق ألا يقفل الرسالة إلا وقد أطلع على ما في داخلها، وإذا جاءت رسالة لابد وأن تفتح الرسالة بين عينيه حتى يرى ما فيها ، ثم إذا استقدمهم لا يعتني بتعليمهم أمور دينهم والتي من أعظمها التوحيد والنهي عن الشرك كذلك تجده لا يتورع عن ظلمهم والاعتداء على حقوقهم وإهانتهم مما يسبب اعتداءهم عليه بالمثل.
ومن الأسباب في انتشار السحر : العاطفة الزائدة ، والغيرة الشديدة عند بعض الرجال والنساء ، وخصوصاً النساء فتذهب إلى الساحر أو الساحرة بزعم أنها لا تريد زوجها أن ينصرف أو ينشغل عنها ، أولا تريده يتزوج عليها، وإن تزوج فلعله يميل إليها ويطلق الثانية، وتجاهلت أنها قد أتت فعلا شنيعاً ومنكراً عظيماً ؟ والرسول قال : ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما)) روى الإمام مسلم في صحيحه وهذا الوعيد عن سؤاله فقط، أما من يسألهم ويصدقهم فقد قال : ((من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ))
ومن الأسباب : كثرة القنوات الفضائية ، ومواقع الأنتر نت التي تعتني بهذا الكفر الصُّراح ، وبأخبار السحرة والمشعوذين ، وقدراتهم الشيطانية ، وعن كيفية الوصول إليهم ، والخدمات الكفرية التي يقدمونها ، ووصفهم بالمشايخ والأولياء .
وقبل ذكر الأعراض – عباد الله – ينبغي أن يُعلم أنه لايلزم من وجود هذه الأعراض أو بعضها عند بعض الناس إصابته بالسحر أو العين أو المس ؛ بل لابد من التأكد من ذلك ؛ بعرض نفسه على الطب التجريبي أولاً ، فإن عجز الأطباء عن معرفة سبب المرض أو علاجه، بدأ بالعلاج القرآني : وإذا بدأ العلاج بهما معاً فلن يخسر الإنسان شيئاً .
وأما أعراض السحر فكثيرة جداً ، منها :
* الضيق الشديد عند أداء العبادة ؛ كالصلاة , وتلاوة القرآن ، بل ربما كان صالحاً مستقيماً فينقلب فجأة إلى ترك العبادة ، وكره الصالحين والانكباب على الشهوات .
* انقلاب الأحوال فجأة من حب إلى بغض ، أومن بغض إلى شغف ومحبة زائدة ، وهذا النوع أكثر انتشاراً بسبب بعض النساء الحقيرات المجرمات اللواتي يسعين إلى سحر أزواجهن خوفاً من الطلاق وطمعاً في مال الزوج إذا كان غنياً ، أو لأنها تشعر بأنه قد يتزوج عليها بأخرى ، فيشغف الزوج بحبها ، فلا يستطيع مفارقتها والصبر عنها بل يتلهف لرؤيتها ، ويبالغ في طاعتها الطاعة العمياء فيصبح كالبهيمة تقوده كما تشاء.. فيكلفها هذا التصرف المشين الخروج عن دين الإسلام وإن صلت وصامت وتصدقت.......
* كثرة الشكوك ، وسوء الظن بالآخرين .
* تعظيم أسباب الخلاف بين الزوجين وعدم التماس الأعذار , والكراهية الشديدة لكل عمل يقوم به الطرف الآخر وإن كان حسناً , وكذلك كراهية المكان الذي يجلس فيه الطرف الآخر، فترى الزوج خارج البيت في حالة نفسية جيدة فإذا دخل البيت شعر بضيق شديد , وهكذا..
* الطلاق المفاجئ ، وعدم الرغبة بالزواج .
* عدم القدرة على القيام ببعض الحقوق الزوجية كالجماع وغيره .
* الخوف الشديد ، وحب العُزلة والظلام ، وترك العمل ، والضيق الشديد في الصدر خاصة في الليل.
* الصداع الشديد وآلامٌ في الظهر والأطراف , وتنملٌ بالأصابع .
نسأل الله – عز وجل – أن يقينا شر الأشرار , وكيد الفجار , وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ...............
أما بعد : عباد الله / فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فتقوى الله جماع الخيرات، وحصون البركات، أكثر خصال المدح ذكرا في كتاب الله. ما من خير عاجل ولا آجل، ولا ظاهر ولا باطن إلا والتقوى موصلة إليه ووسيلة له ودليل عليه. وما من شر عاجل ولا آجل، ولا ظاهر ولا باطن، إلا والتقوى حرز منه حصين، ودرع منه مكين.فهي دعوة الأنبياء ، وشعار الأولياء وهي أمنٌ من البلية , ويسر وسهولة في الأمر، وعز ونجاة ، وفوز وفلاح , وبشرى وتكريم , وعون ونصرة ومعية إلهية وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ [البقرة:194]
عباد الله / أما الوقاية من السحر وعلاجه فسوف نتكلم عنه – إن شاء الله – في الجمعة القادمة . ألا فصلوا وسلموا على من أمر الله بالصلاة والسلام عليه فقال : إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً)) أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .
اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد ...........