الساطع
21-03-2007, 03:39
يقول الفرزدق :
ندمتُ ندامة الكُسَعى لما=غدت مني مطلقةٌ نوارُ فمن هو الكسعي ؟
هو محارب بن قيس الكسعي ، يقال انه كان يرعى ابلاً له بوادٍ معشب؛ فينما هو كذلك اذ ابصر نبعه في صخره (قطعة من شجر النبع ،يستعمل في القسى) فأعجبته ، فقال : ينبغي ان تكون هذه قوساً ، فجعل يتعهدها ويرصدها ؛ حتى اذا ادركت قطعها وجففها ؛ فلما جفت أتخذ منها قوساً ، وانشأ يقــول :
يارب وفقني لنحت قوسي=فنها من لذتي لنفسي
وانفع بقوسي ولدي وعرسي=أنحتها صفراء مثل الوَرسِ
صفراء ليست كقسِى النِّكس
ثم دهنها وعلق فيها الوتر ، ثم عمد الى مكان ما كان من برايتهافجعل منه خمسة اسهم ، وجعل يقلبها في كفه ويقول :
هنّ وربي اسهم حسانُ=تلذّ للرامي بها البنانُ
كأن قوامها ميزانُ=فأبشروا بالخصب ياصبيانُ
وان لم يعقني الشّؤم والحرمانُ
ثم خرج حتى اتى مكان الصيد فكمن في مكان حُمُر فكن فيها ؛ فمره قطيع منها ، فرمى عيراً فأمخطه السهم واصاب الجبل فأورى ناراً فظنّ انه أخطأه ، فأنشأ يقول :
أعوذ بالله العزيز الرحمان=من نكد الجدّ معا والحرمان
مالي رأيتُ السهم بين الصَّوان=يوري شرارً مثل لون العقيان
فأخلف اليوم رجاء الصبيان
ثم مكث على حاله ، فمرّ به قطيع آخر ، فرمى منها عيراً فأمخطه السهم ؛وصنع صنيع الاول فأنشأ يقول
بارك الله في رمي القتر=أعوذ بالخالق من سوء القدر
أأمخط السهمُ لارهاق البصر=أم ذاك من سوء احتيال ونظر
ثم مكث على حاله ، فمر قطيع آخر فرمى منها عيراً فأمخطه السهم فصنع صنيع الثاني ؛ فأنشأ يقول :
ما بال سهمي يوقدُ الحُباحبا=قد كنت ارجو ان اكون صائبا
وأمكن العير وولى جانبا=فصار رأي فيه رأياً خائبا
وفي الرابعه صنع مثل الثالثه فأنشأ يقول :
يأسفي للشؤم والجدّ والنكد=أخلف مأرجو لاهلٍ وولد
وفي الخامسه ايضاً انشأ يقول :
أبعد خمسٌ قد حفظت عدها=أحمل قوسي وأريد وردها
أخزى الاله لينها وشدها=والله لاتسلم عندي بعدها
ولا ارجي ماحيين رفدها
ثم عمد الى قوسه ، فضرب يها حجراً فكسرها. فلما أصبح نظر فاذا الحُمر مطروحة حوله مصرعه ، واسهمه بالدم مضرجه .فندم على كسر القوس وشدّ على ابهامه فقطعها ، وقال :
ندمت ندامةً لو أن نفسي=تطاوعني اذاً لقطعتُ خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني=لعمر ابيك حين كسرتُ قوسي
ندمتُ ندامة الكُسَعى لما=غدت مني مطلقةٌ نوارُ فمن هو الكسعي ؟
هو محارب بن قيس الكسعي ، يقال انه كان يرعى ابلاً له بوادٍ معشب؛ فينما هو كذلك اذ ابصر نبعه في صخره (قطعة من شجر النبع ،يستعمل في القسى) فأعجبته ، فقال : ينبغي ان تكون هذه قوساً ، فجعل يتعهدها ويرصدها ؛ حتى اذا ادركت قطعها وجففها ؛ فلما جفت أتخذ منها قوساً ، وانشأ يقــول :
يارب وفقني لنحت قوسي=فنها من لذتي لنفسي
وانفع بقوسي ولدي وعرسي=أنحتها صفراء مثل الوَرسِ
صفراء ليست كقسِى النِّكس
ثم دهنها وعلق فيها الوتر ، ثم عمد الى مكان ما كان من برايتهافجعل منه خمسة اسهم ، وجعل يقلبها في كفه ويقول :
هنّ وربي اسهم حسانُ=تلذّ للرامي بها البنانُ
كأن قوامها ميزانُ=فأبشروا بالخصب ياصبيانُ
وان لم يعقني الشّؤم والحرمانُ
ثم خرج حتى اتى مكان الصيد فكمن في مكان حُمُر فكن فيها ؛ فمره قطيع منها ، فرمى عيراً فأمخطه السهم واصاب الجبل فأورى ناراً فظنّ انه أخطأه ، فأنشأ يقول :
أعوذ بالله العزيز الرحمان=من نكد الجدّ معا والحرمان
مالي رأيتُ السهم بين الصَّوان=يوري شرارً مثل لون العقيان
فأخلف اليوم رجاء الصبيان
ثم مكث على حاله ، فمرّ به قطيع آخر ، فرمى منها عيراً فأمخطه السهم ؛وصنع صنيع الاول فأنشأ يقول
بارك الله في رمي القتر=أعوذ بالخالق من سوء القدر
أأمخط السهمُ لارهاق البصر=أم ذاك من سوء احتيال ونظر
ثم مكث على حاله ، فمر قطيع آخر فرمى منها عيراً فأمخطه السهم فصنع صنيع الثاني ؛ فأنشأ يقول :
ما بال سهمي يوقدُ الحُباحبا=قد كنت ارجو ان اكون صائبا
وأمكن العير وولى جانبا=فصار رأي فيه رأياً خائبا
وفي الرابعه صنع مثل الثالثه فأنشأ يقول :
يأسفي للشؤم والجدّ والنكد=أخلف مأرجو لاهلٍ وولد
وفي الخامسه ايضاً انشأ يقول :
أبعد خمسٌ قد حفظت عدها=أحمل قوسي وأريد وردها
أخزى الاله لينها وشدها=والله لاتسلم عندي بعدها
ولا ارجي ماحيين رفدها
ثم عمد الى قوسه ، فضرب يها حجراً فكسرها. فلما أصبح نظر فاذا الحُمر مطروحة حوله مصرعه ، واسهمه بالدم مضرجه .فندم على كسر القوس وشدّ على ابهامه فقطعها ، وقال :
ندمت ندامةً لو أن نفسي=تطاوعني اذاً لقطعتُ خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني=لعمر ابيك حين كسرتُ قوسي