صالح ابو طويلة
18-03-2007, 21:39
صالح ابو طويلة
salehss72@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25
( السوق القديم )
في أواسط السبعينيات من القرن الماضي اعتدت أن اذهب كل يوم مع اخوتي إلى سوق معان القديم إذ أن جدي لأبي كان يمتلك دكانا كبيرا يبيع فيه مختلف أنواع السلع ومنها العطارة التي يختص بها هذا السوق العريق ثم اعرج إلى حانوت عمي أطلب منه مصروفي اليومي , كنا نصطف طابورا انا واخوتي وابناء عمومتي وكنا نتجاوز العشرة أمام دكان جدي لأجل يعطينا مصروفنا اليومي فكنت أتقاضى من جدي رحمه الله نصف قرش ومن عمي قرشا واحدا أما من يكبروني فيتقاضون اكثر , ثم لما كبرنا قليلا أصبحنا نعمل أحيانا في هذا السوق مقابل أجور زهيدة
السوق القديم له طابع خاص يقفز بك إلى الماضي بعبقه السحري حيث روائح البخور والتبغ ومواد العطارة والأعلاف رائحة الحوانيت القديمة التي تعج بشتى الذكريات ورواده البدو والفلاحون ...
ادخل إلى دكان جدي وقد كنت صغيرا فأجد البضاعة المتنوعة كلها تتعلق بالبادية فالقطران والعطارة والأعشاب البرية والاقمشة الملونة وحذوات الخيول ومستلزمات الدواب وعددها والأوزان الشامية العتيقة والمكاييل القديمة كالصاع وغيرها... وعتاد البنادق القديمة والسمن والألبان والصوف والشعر وكل ما تنتجه البادية والقرى المحيطة تجدها في ذلك الحانوت ... اشياء اجهل مسمياتها
أحاول أن اعتصر الذاكرة أحصل على اقدم اللقطات في تلك الأزقة والحوانيت المليئة بغرائب الأشياء حتى البدو الذين يرتادون تلك الحوانيت ويمكثون من الصباح الى المساء يشربون الشاي الساخن بعد ان يتم إعداده على الوابور و يدخنون التبغ المحلي وينفثون سحابات دخانية كثيفة يطفئون به لوعتهم ويمتعون به أمزجتهم الحادة ليتناسوا عناء الطريق ومشقتها, اللهجة صعبة والألفاظ سريعة ومخارج النطق لديهم تحيل الألفاظ طلاسم بالنسبة لي .. كنت أحاول التركيز لكي انجح في فهم ما يتداولونه من كلام وعبارات الا أنني اعجز واكتفي بإدمان النظر إليهم والى هيئاتهم وأسمالهم البالية اولئك العرب المدوخون من حر الصحراء يشعرون بنكهة خاصة عند تناول القهوة وتدخين التبغ تتبعها ابتسامات غامضة حلوة تبسم تفتر عن أسنان لؤلؤية ناصعة البياض على الرغم من آثار الشمس والبيئة في صفحات وجوههم السمراء... فالقهوة والتبغ والشاي لها طقوس خاصة ومقدسة لدى اولئك البدو...
الحالة مزيج من القصص الغريبة والأساطير والعتق وأحاديث عن التنقل من منطقة الى منطقة واحوال المواسم والامطار والربيع والمحل والابل والمواشي والصيد والنزاعات والمناكفات والغرائب...
احيانا يرتاد السوق بعض اهل البادية الموغلين في البداوة والذين لم يحتكوا كثيرا بالحضر ويأتون بأطفالهم حفاة يرتدون أسمالا باليه وكوفيات مهترئة بدون عقال على رؤوسهم ... استغرب جدا من ان اطفال البدو كانوا يتعاطون التدخين خلافا لابناء المدينة الذي يعتبر التدخين عيبا في صغر السن لكن البدو لهم فلسفة تختلف عن اهالي المدن فهم يعطون ابناءهم كامل الحرية ويلبون طلباتهم ايا كانت فيبتاعون لهم الدخان وكل ما يطلبون وقد لاحظت ان اطفال البدو يتمتعون بحرية كبيرة في الحديث والسلوك فلا احد يتدخل بهم او يحاول التشديد عليهم كما هو الحال عند الحضر,, البدو يشترون مستلزماتهم الى اجل مسمى هو الموسم القادم حين يحل وقت السداد وقضاء الديون.
حتى يومنا هذا احافظ على زيارة تلك الامكنة القديمة التي ازيل معظمها ولم يبق الا بعض الاطلال التي تحمل في طياتها ذكريات حنونة منذ مئات السنين
لعل النشاط التجاري هو اهم ما يميز مدينة معان منذ قرون خلت يليه النشاط الزراعي ,يمتد هذا السوق القديم العريق من قلعة السرايا العثمانية الى الشمال بطول كيلومتر واحد يتوزع على جانبيه الحوانيت والبقالات الصغيرة والمقاهي كما تتفرع منه الأزقة التي تؤدي الى مناطق سكنية او ازقة بحوانيت تجارية ايضا
بنيت تلك الحوانيت من الطين فيما مضى بواجهات حجرية احيانا واحيانا اخرى بدون واجهات حجرية بل يكتفى باللبن المجفف وهو المادة التي توفرها الطبيعة في معان وحيث تتراتب على جانبي الشارع الممتد تلك الحوانيت العتيقة بأحجارها الجميلة التي تحمل ذكريات حميمية حيث بوابات الحوانيت تعلوها الأقواس الحجرية تارة وتارة أخرى تخلو منها
تأسس هذا السوق اواخر القرن التاسع عشر واضيفت اليه الكثير من البنايات عام 1921في فترة الإمارة الهاشمية الشارع ممتد مرصوف بالحجارة المصقولة يمتد من الجنوب الى الشمال اطلق عليه عدة مسميات منها السوق القديم او سوق معان او سوق البدو او سوق عقيل نسبة الى قبائل عقيل التي كانت ترتاد هذا السوق وتقيم فيه اسابيع تمهيدا لمتابعة مسيرها نحو بلاد الشام لتبيع اصوافها والبانها
البدو هم المرتادون الرئيسيون لهذا السوق منذ القديم وحتى يومنا هذا , كانت المجموعات البدوية ترتاد هذا السوق وتجري المعاملات التجارية من بيع وشراء وتبادل سلعي بسيط ومقايضات وشتى صنوف النشاطات الاقتصادية الاولية البدائية البدو يجلبون الصوف والشعر والالبان والماشية والابل لبيعها ويشترون البن والتبغ والسلاح والاقمشة والتمور ومستلزماتهم المعيشية لهم ولدوابهم وابلهم من شعير واعلاف وغيرها
يستجم هؤلاء الاعراب في تلك الواحة فيريحيون ابلهم في مناخاتها لأسابيع فيحبسونها أحيان كثيرة في زرائب كبيرة كانت معدة لهذا الغرض يعدها التجار الكبار في معان لزبائنهم البدو الدائمين ,, يشربون القهوة بعد نزولهم ويدخنون التبغ ويتبادلون الأحاديث المختلفة أخبار المواسم والتنقلات في عرض الصحراء وقضاياهم الاجتماعية المختلفة يمتارون بعدها ويشترون ما يحتاجونه ثم ليقوموا بتسديد أثمانها في العام القادم ....
لكل مجموعة من البدو عميلا أي تاجرا يتعاملون معه وقد يعقد بعض البدو الأثرياء صفقات تجارية كالمضاربة بينهم وبين تجار معان فمثلا كان الشيخ محمد الدحيلان ابو تايه احد شيوخ قبيلة الحويطات يعقد مثل هذه الصفقات بينه وبين تجار معان الذين يتاجرون ويتنقلون بين فلسطين والشام ومصر
قبل انتشار الحوانيت كان أهالي معان يضعون بضائعهم في منازلهم الكبيرة ويخزنونها وأحيانا يسمونها خزين ... ثم بانتشار الحوانيت استقل كل تاجر بحانوت او اكثر وقد اشتهرت بعض العائلات بالتجارة منذ اواخر القرن التاسع عشر منها اسرة آل شموط وهي اسرة شامية الاصل عريقة في التجارة والنسب فاحمد شموط ومحمد شموط وآخرون واسر أخرى كانت تحترف التجارة كآل ابو صالح او عشيرة الصوالحة ومنهم تجار آخرون الحاج علي ابو طويله وعيد ابو طويلة وهؤلاء كانوا في عمارة الارناؤوط وهي عمارة حجرية بناها الأرمن أثناء نزوحهم الى جنوب الاردن عام 1915 ومن اشهر التجار الذين كانوا في هذا السوق قديما من اهالي معان الصلاحات أو آل صلاح وهؤلاء كانوا قديما من كبار التجار ومن التجار أيضا قاسم كريشان وسليمان القنو وبعض الشوام ابو عربي جميل ابو صياح الشامي والاصفر ,, وافراد من آل ماضي ياسين وآل الكباريتي من العقبة وهؤلاء كانوا يجلبون الأسماك من العقبة ليبيعوها في معان ومن الحجازيين صاحب المقهى درويش المكاوي واحمد منديلي وبعض القصابين
كانت المقاهي تنتشر في نواحي هذا السوق فالمقاهي الشعبية كمقهى واستراحة درويش مكاوي ومقهى عيسى سمندر وهذه المقهى كانت الاراجيل والقهوة والمشروبات التي يتعاطاها كبار القوم في معان والمسافرين أيضا...فهذا المقهى يدنو من القلعة ويقرب من مسجد علي العقايلة الذي أسس عام 1863م وهو مسجد من الطين بمأذنة طينية مرتفعة دمر في الطوفان عام 1966م ... أيضا تنتشر القهاوي التي أنشأها الناس هناك للتعاليل والسمر واكرام الضيف ومنها قهوة محمود بن مصطفى كريشان وقهوة ابو مرعي دويرج وقهوة حامد الشراري وقهوة التلهوني وديوان عودة ابو تايه وديوان ومنزل محمد بن الدحيلان وديوان محمد ابو ظهير فهذه القهاوي تلاصق السوق أما باقي المضافات فتقع في قلب المدينة القديمة مثل ديوان الخوالدة بباب القناطر وقهوة ابن حامد الخطيب ديوان ابوعودة البيك بجانب القلعة وقهوة وديوان محمود حسن الحاج حسين وقهوة ابن مطر والنسعة وغيرها في منطقة الشامية ....
يلتصق مقام الشيخ عبدالله بالسوق مباشرة من الجهة الشرقية وهذا القبر من قبور الأولياء الصالحين الذين يتبرك بهم ويتقرب اليهم السكان قديما في معان وهي ثلاثة قبور في معان هذا منها والثاني هو في قلب الواحة وهو قبر الشيخ محمد و الآخر هي صخرة أم جديع في الشامية وهذه الأماكن كانت تقام بالقرب منهم الطقوس التعبدية أثناء حفلات الختان وغيرها كإيقاد الشموع وتعليق قطع القماش الأخضر وتلطيخ الجدران بالحناء وإيقاد البخور ومقام الشيخ محمد بناء طيني مربع في داخله قنطرة كبيرة وبضعة قبور وهو قبر لأحد أمراء الحج التركي المدفون في أواسط القرن التاسع عشر وحوله مجموعة من القبور التي كان السكان يدفنون للتبرك به وقد شهدت في صغري أحد هذه الاحتفالات في هذا المقام في السبعينيات من القرن الماضي حيث تمت زيارة الأضرحة تبركا وطلبا للتوفيق ووزعت الحلوى أوقد البخور والشموع في داخل هذا المقام كما هي معتقدات العوام آنذاك .... كما تتداخل زاوية الشيخ الدباغ المدني الصوفي في الجهة الغربية من السوق كما يقارب السوق المحكمة الشرعية القديمة , وبناء بلدية معان القديمة الذي أسس سنة 1921م وهو موجود في أحد أزقة هذا السوق القديم وهو ماثل وبحالة لا بأس بها الى الآن وهو بناء جميل من الداخل
بعض الحرفيين الصغار كانوا يتوزعون في ازقة هذا السوق والذين يقدمون الخدمة للناس والبدو خاصة في الجهة الجنوبية من السوق وبالقرب من مقهى درويش مكاوي يقع بئر السبيل الذي يرتوي منه المارة والمسافرين كما يقع بئر آخر خلف ذلك المقهى وهو بئر عام أيضا
تنبيء الحوانيت المهجورة بالتقلبات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تطيح بأولاء التجار في ذلك الزمن الغابر وتنبئ أيضا بسيرهم وحوادثهم فالسوق هو بمثابة التجمع العام لعناصر المجتمع ... التجار والحمالون والقصابون والحرفيون وكبار السن المعطلين عن العمل و أهل البادية بإبلهم ومواشيهم ومنتوجاتهم واحيانا الحجاج الموسميون من مغاربة ومصريين وشوام وأتراك وغيرهم وأيضا يأتي الفلاحون من وادي موسى وقراها والنقب على بغالهم وحميرهم يحملون الفواكه وباقي منتوجاتهم البسيطة ليبيعوها في ذلك السوق....
ايضا السوق يحوي في جعبته ذاكرة اليمة للمنازعات والثارات وتصفية الحسابات التي تتم عندما يلتقي البدو بأهل الحضر والفلاحين والمهاجرين إذ السوق هو الملتقى لمثل تلك المنازعات والمشاجرات والمناكفات والثارات وكم من حالات الأخذ بالثأر تمت في هذا السوق قديما وقد يعتدي بعض السراق والشطار على المواشي والإبل الرابضة في نواحي السوق في غفلة أصحابها ليذبحوها ويتقاسموها ثم ليقتاتوا عليها .
شارع القناطــــــــــر
التصقت الاحياء القديمة ببعضها البعض في معان الحجازية وامتدت من القلعة الى الجهات الشمالية والغربية والشرقية في حين احتلت البساتين الجهة الجنوبية الشرقية للقلعة العثمانية, هذه الأحياء القديمة كانت تسمى القناطر نسبة الى الطابع المعماري لهذه البيوت القديمة اذ انها تميزت بوجود قنطرة تتوسط غرفة المنزل مكونة من الحجارة البيضاء الناصعة التي تكسب المنزل طابعا جماليا اسلاميا وهذه البيوت المتراصة القديمة كان يفصل بينها ازقة متعرجة ضيقة بحدود مترين تفضي الى بعض الساحات التي كانت فيما مضى مخصصة للاحتفالات والمناسبات الاجتماعية المختلفة , وتفضي هذه المنازل من جهة اخرى الى شارع مسقوف مقنطر بطول 100 متر تقريبا كان يدعى شارع القناطر يفضي الى قلعة السرايا ولشارع القناطر بابان غربيان يفضي احدها على الساحة والىخر على زقاق للخوالدة والخطبة وآل عبكل وقد تم هدم هذا الشارع في سبعينيات القر ن الماضي وخسرت بذلك معان أجمل تراثها العتيق, يعتبر هذا الشارع من اروع جماليات المدينة القديمة فهو شارع مسقوف ومقنطر من الداخل وعند مداخله ومخارجه تكون قنطرة كبيرة كبوابة رئيسية له إضافة إلى طاقات التهويه في أعلاه وهذا الشارع القديم يحمل ذكريات السكان القدامى حيث اللقاءات والتعاليل والمسامرات التي تجري في الدواوين الملاصقة لهذا الشارع فهناك ديوان الخوالدة يلاصق الشارع من الداخل من الجهة الغربية والشارع بطوله ينفذ إليه ممرات وأزقة من داخل البيوتات القديمة العتيقة المقنطرة بأبوابها الكبيرة
المنزل في معان القديمة يبنى من الطين المخلوط بالتبن والرماد اذ ان التراب يتم تجميعه بكميات كبيرة ويتم خلط بعض المراد معه ومنها الرماد والتبن ليترك فترة ايام واسابيع ليتخمر فتصبح الطين اكثر تماسكا وتلاصقا واطول عمرا ثم يوضع في قوالب مستطيلة خشبية فينتج الطوب الطيني الذي يترك ليجف ثم يستخدم في البناء وقد كنت في صغري اشاهد بعض المسنين عندما يجهزون الطين ويخمرونه لأيام لاجل اجراء الصيانة الشتوية للبيوت الطينية كي يتم اصلاحها واحكامها من جهة السقف خشية تسرب المطر
... والحجر من مواد البناء ايضا ولكن لشحه يتم استخدامه في قواعد البيت وفي القنطرة فقط واحيانا في الدرج الذي يصعد الى الطابق العلوي ....السقف بعد تشييد القنطرة التي يستند عليها يوضع عليه صفوف من الخشب الحرجي اللزاب ثم توضع عليه الاعشاب البرية والقصب احيانا ثم يغطى بالطين وعلى السطح يتم عمل الطبقة الطينية بمستوى مائل لتجميع مياه المطر التي تندفع من خلال المزاريب المصنوعة من الحديد الصاج.. ابواب المنزل تصنع من الخشب المصفح بشرائح الحديد احيانا وتفتح طاقات صغيرة مربعة فوق باب الغرفة لاجل التهوية وفي داخل الغرف تعمل كوى مثلثية الشكل في الجدران كانت تستخدم لوضع السراج او لوضع الاشياء الصغيرة ... والبيت يتكون من عدة غرف تفضي الى فناء واسع يدعى الحوش وجمعها حيشان... وهذا الفناء فيه بئر ماء يستسقي منها اصحاب المنزل واحيانا تزرع فيه بعض الاشجار ومنها النخيل او الكرمة فكل بيت في معان يحتوي على بئر وهذا الامر استمر الى الستينيات من القرن الماضي قبل ان تتغير الاوضاع ... تطلى غرف البيت من الداخل باللون الابيض من خلال استخدام مادة الشيد الممزوج بالشبة والماء فترش الغرف من الداخل لتغدو ناصعة البياض وفي بعض الغرف يتم عمل تنور دائري من الطين لإشعال النار...
في كل بيت قديم يتم بناء درج حجري ينتقل الى الطابق العلوي حيث يتم تخصيص غرفة صغيرة ذات اربع نوافذ متعاكسة تستخدم كدورة مياه تتصل بالاسفل بغرفة مغلقة صغيرة تكون على واجهة الشارع مباشرة بواسطة نظام للصرف الصحي يشبه نظامنا الحالي تقريبا .. فتجميع الفضلات والمياه المستعملة يتم في الغرفة السفلى بواسطة فتحة حجرية تنفذ اليها وكل عام يتم فتح هذه الغرفة المغلقة وتنظيفها بالمواد المتوفرة .....
كل بيت في الغالب يعلوه طابق علوي يسمى العلالي وهي غرف لكنها ليست مقنطرة بل مسقوفة سقفا عاديا وتجتمع فيها الأسر في الشتاء والصيف وفيها يتسامرون ويلتقون وهي بمثابة غرف النوم أيضا..
البيت الطيني يتميز بدفئه في الشتاء وبرودته في الصيف ذلك ان الطين يعمل كعازل قوي وملطف للمناخ الصحراوي اذ ان العلالي تعمل بوظيفة الملاقط الهوائية التي تجلب الهواء البارد صيفا... تلتصق البيوت مع بعضها في خطوط متعرجة وتفصل بينها الازقة الضيقة التي كانت تسمى الزقاق وهذه الازقة تنفذ الى بعض الساحات التي تجري فيها الاحتفالات والمناسبات المختلفة واشهر هذه الساحات ساحة الفناطسة وفيها بئر ماء
تنتشر العتبات والمصاطب وتلتصق في جوانب المنازل التي تفضي على الساحات وبعض الشوارع ويجلس عليها الناس للاستراحة والحديث ولعب السيجة والطاب في كثير من الأحيان
في كل منزل من منازل معان يوجد بئر ماء عذب يستسقي منه السكان بواسطة الدلاء أما ري المزارع والبساتين فكان يتم بواسطة الآبار الجوفية أو الينابيع التي تدعى الضواوي من منطقة تبعد بضعة كيلوا مترات عن المدينة بواسطة القنوات الى ان تصل الى برك متوسطة وكبيرة ثم يتم بعد ذلك توزيع المياه حسب نظام صارم ودقيق.
صورة تمثل زقاق يؤدي الى شارع القناطر معان 1918م
http://www.stahlgewitter.com/jpg_18/jpg_tuerkei/maan1.jpg
معان الشامية
كانت معان القديمة قسمين .. القسم الجنوبي وهو الأكبر والرئيس والمهم وهو معان الحجازية .. والقسم الشمالي وهو الأصغر وهو معان الشامية...
فلماذا سميت هذه بالشامية وتلك بالحجازية ؟؟ عند بحثنا نجد ان معان الجنوبية بجهة الحجاز ولذا سميت الحجازية واما معان الشمالية بجهة الشام وهي الشامية ..
ويفصل بين المعانين سهل واسع يدعى المنزلة والمنزلة هو مكان نزول الحجيج واستراحتهم وهو ميدان واسع فسيح كان الأهالي قديما يمارسون فيه رياضاتهم وهواياتهم المختلفة من الضرب بالنار على النيشان او المسابقة بالخيل .... والمنزلة موقع خال من البيوت السكنية واول منزل بني فيه في الثلاثينيات تقريبا هو منزل الشيخ فارس كريشان ثم مبنى الاستخبارات البريطاني الذي تم انشاؤه أثناء فترة الانتداب البريطاني وقد استخدمه الملك عبدالله المؤسس كمقر إقامة له في الاربعينيات وما قبلها وهو بناء حجري ممتد لا زال قائما الى الآن وهو يختلف عن قصر الملك عبدالله المؤسس والكائن في جنوب شرق معان وفي منطقة المحطة.
معان الشامية اسست قبل اربعة قرون تقريبا ويذكر ان اول من استصلح قلعتها هو عبدالله باشا النمر من امراء الاقطاع النابلسيين ويوسف النمر ايضا... وهذا لا يعني باي حال من الأحوال انها لم تسكن قبل ذلك فالدلائل التاريخية تؤكد انها كانت مأهولة نظرا لخصوبة تربتها وجودة ثمارها وروعة مناخها, فالشامية هواؤها عليل وتربتها خصبة وماؤها غزير وثمارها أطيب من ثمار معان الحجازية فهي تشتهر بزراعة الرمان والقراصية اللذيذة والتين والعنب والمشمش واللوز والزيتون ومختلف الخضروات , وأهلها لينو الطباع دمثو الحديث طيبو المعشر ونساؤها يمتزن بالرقي فسكان الشامية عموما ينحدرون من اسر شامية ونابلسية عريقة ...أما النمط المعماري لها فهو يماثل البيوت الدمشقية القديمة من حيث التصميم والعناية بزراعة الورود والأزهار الجميلة.
كان أهل الشامية في القرون الماضية ولحد العشرينيات من القرن العشرين يقطنون في قلعة الشامية وهي بناء حجري ضخم به عشرات المنازل تسكنها جميع الأسر في معان الشامية يلاصقها حارات صغيرة ملتفة حول القلعة تسمى الحارة الفوقا ... اما مع بدايات القرن العشرين فاتسعت ونمت حركة البناء التوسعية لتمتد الى الجهة الجنوبية تجاه معان الحجازية ثم اشتبكت معها فيما بعد .....
النمط المعماري في الشامية اعتمد أيضا على نظام القناطر في غير القلعة ثم تطور إلى البناء الطيني العادي بدون قناطر في بدايات القرن العشرين ونظام الطابقين كان موجودا في غالبية منازل الشامية وهي العلالي كما ذكرنا فيما مضى ....
بساتين الشامية أجمل ومناخها معتدل يريح الإنسان وماؤها عذب وغزير وغديرها يضفي جماليات الواحة الصحراوية الجميلة وأهل الشامية متحضرون اكثر من سكان معان الحجازية الذين يقاربون في أحايين كثيرة طباع البدو.... وتختلف طباع أهالي الشامية عن طباع أهالي معان الحجازية في علاقاتهم الاجتماعية .. فمنازعاتهم اقل وتكافلهم الاجتماعي أقوى وامتن وهذا يعود الى طبيعة تشكيلتهم الاجتماعية المختلفة نوعا ما عن غيرهم ...كما ان لهجة اهل الشامية تختلف نوعا ما عن لهجة أهالي الحجازية
كان اهالي معان قديما يسمون الشامية المغارة فيقولون سنقصد المغارة أي نريد الذهاب الى الشامية وسبب التسمية يعود الى وجود مغارات عديدة باطراف الشامية
اقدم العشائر التي سكنت الشامية قبل قرون هي عشيرة الخورة ومفردها خوري ,, ويعتقد بأنها من بقايا المسيحيين الذين أقاموا في منطقة جنوب الأردن قديما ثم دخلوا في الإسلام وفي رواية أخرى أنهم قدموا من مصر قبل قرون ,, والخصائص العرقية لأولئك تنبئ عن صحة هذه المقولة ... ولعشيرة الخورة عين ماء غزيرة تدعي عين الخورة أو الشروي وكان نصيب هذه العشيرة من الري بمياه الينابيع والبرك في الشامية يستمر لمدة خمسة أيام بلياليهن ريا متواصلا من الماء المتجمع والمتدفق من الينابيع ولعشيرة الخورة أيضا بركة قديمة هي بركة الخورة إلى الأعلى من غدير الشامية
وقد لاحظت من خلال بحثي في المخطوطات القديمة والسجلات العثمانية وجود اراض لعشائر قديمة سكنت الشامية ثم نزحت الى الحجازية ومنها الخوالدة والصوالحة
ونخوة اهل الشامية عيال محمود كما ان نخوة الحجازية هي عيال احمد والجميع ينتخون بنخوة أهل الجردا ... وحصلت بعض الحروب في أواخر القرن التاسع عشر بين الشامية والحجازية كما أن الحجازية كانت مع حلف الكرك قديما والحجازية على نقيضها إذ أنها كانت مع حلف الحويطات...
ومن اشهر عشائر الشامية آل الحصان وعشيرة المحاميد والخورة والقرامصة .....
تنتشر الساحات بين بيوت الشامية القديمة فهناك ساحة المولد التي كانت تقام بها الاحتفالات والأفراح وغيرها أيضا هناك ساحات اصغر قليلا .. والشامية بها سوق لا بأس به موقعه في ساحة المولد كما يوجد مطاحن قديمة للقمح في الشامية تدعى الواحدة منها بابور .. منها بابور عساف وبابور ابن جازي ...
يقارب الشامية تلة مرتفعة تدعى الشعار وهي معسكر تركي قديم كما يحدها من جهة الشرق منطقة الحمام وهي منطقة رومانية قديمة بها اطلال وبركة كما يقاربه ايضا قصر اموي يدعى قصر البنت تم هدمه قبل سنوات من قبل بعض العابثين.....
بعض المعالم القديمة في مدينة معان الحجازية والشامية
عين الانجاصة - - - - - - -
... صخرة مجوفة في باطن الارض تأخذ شكل حبة الاجاص تمر من خلاله نبع ماء عذب تزود البساتين بالماء من ينابيع اخرى وكان السكان القدامى ينزلون بداخلها فيستحمون فهي باردة عذبة صيفا ودافئة شتاءا وقد ذكرها الرحالة جورج اوغست فالن اثناء مروره بالمدينة عام 1845م وموقعها بالقرب من القلعة العثمانية من الجهة الغربية الجنوبية الى اسفل الجسر التركي الحجري المؤدي الى محطة سكة الحديد ... ومما يذكر ان الإنجاصة تعود ملكيتها لآل قباعة....
عين سويلم - - - - - - - -
نبعة ماء ثرة عذبة تخرج من مصطبة صخرية قديمة مستطيلة وتأتي مياهها من جبال الشراة بواسطة قنوات قديمة ممتدة تحت سطح الارض كالافلاج تماما وهذه العين تزود البساتين من المياه العذبة كما ان السكان الى عهد قريب كانوا يستسقون منها ويتزودون منها ... تم تخريبها في ثمانينيات القرن الماضي....
البركة التركية - - - - - - -
بركة مربعة بطول اثناعشر مترا بعمق ثلاثة امتار اسسها الاتراك منذ عهد سليمان القانوني لاجل تزويد الحجاج بالمياه المتجمعة فيها....
زقاق الحمادين - - - - - - -
هذا الزقاق يمتد من القلعة العثمانية باتجاه الشرق الى اطراف منطقة الطور ولا ادري هل هو ذاته شارع بالوزة ام انهما مسميان لاماكن مختلفة لكنهما مرتبطان بعشيرة الحمادين اقدم الاسر التي سكنت معان قبل قرون.. وكانت سكنى الحمادين تحيط بالقلعة قبل ان تنتقل ملكيتها الى آخرين بالبيع والشراء وتمتد شرقا الى ان تصل الى طور الذباح .. ومرتفع الطور هو مكان سكنى عشائر الكراشين قديما ولكنه اطرافه الشرقية كانت ملكا لبعض اسر الحمادين ومنهم آل قباعة وآل الذباح وهناك قصر ام كلاب – اسم امرأة من الصوالحة- في نفس المكان في حين تقع شماله وعلى شرقي الطور الثكنات التركية المسماة القشلة والقشلة لغة تركية معناها الثكنة حيث كانت تجرى فيها المعاملات الرسمية الحكومية...
ومن جهة الشرقية الجنوبية زقاق مسقوف مقنطر المدخل لكنه ليس بطويل يوصل الى بعض المنازل الملتصقة فيه يؤدي إلى البساتين مباشرة وقد اخذت وصفه من بعض المسنين...
ايضا من الجهة الغربية حيث بيوت البيك وهو احد المسؤولين الرسميين القدامى وهو ينتمي الى عائلة ابو عودة من عشائر الحمادين ...في الجهة الجنوبية للقلعة كان هناك مسجد تركي قديم مشيد من الطين جرفه طوفان عام 1966 م وفي الجهة الجنوبية للقلعة بيوت لعائلة الشراري وابو فانوس والخوالدة واسر من آل خطاب في حين كانت احدى النساء المغربيات المسنات تقيم على شؤون هذا المسجد الآنف الذكر ويقيم الى طرف الجسر الذي يحد القلعة من الغرب في خربوش صغير رجل من الدراويش المجذوبين يدعى سلوم
جحر الغولة -- - - - - - -
في اقصى منطقة البساتين من الجهة الشرقية يوجد كهف صغير يدعى جحر الغولة وهذا المكان يحكي قصة اسطورة قديمة كانت الجدات تحدثنا بها والتي حدثت مع احد افراد اسرة ابو عودة واسمه عودة عياد , فهذا الرجل كان يركب فرسا عائدا من الشام وقبل اقترابه من معان التقت به امرأة عابرة سبيل وطلبت منه ان يردفها خلفه لكي تصل معان فاردفها وتابع مسيره وحانت منه التفاتة فاذا بهذه المراة قد تحولت الى كائن متوحش هو الغول وشرعت بأكل الفرس من الفخذ فما كان من هذا الرجل الا ان يشد على فرسه ويحثها على الجري كي يصل الى معان بسرعة وقال(والله ان اوصلتني الى معان لاكفننك حريرا) ثم تابع مسيره وعرج على جحر الغولة فاحتجز ابنائها وهددها ثم ماتت الفرس فكفنها بالحرير كما تقول الاسطورة ,, وهذه القصة طويلة كانت متداولة قديما ومن ضمن الحكايات الشعبية التي يتداولها اهالي معان.
وقد اقام في هذا الكهف الى منتصف القرن الماضي رجل حجازي لاجئ كان يدعى محمد الطيار ...
مقام الشيخ محمد - - - - - -
قبر الشيخ محمد احد اولياء الله الصالحين يقع جنوبي القلعة بمسافة مائتي متر تقريبا محاط بسور طيني دخلته في صغري فوجدت قطع القماش الاخضر التي تعلقها النساء الزائرت له وبعض الاواني القديمة ,, وقبرالشيخ محمد ربما يكون اقدم من مقام الشيخ عبدالله الملاصق للسوق القديم وكانت المرأة قديما في معان اذا حزبها امر لجأت الى ذلك القبر ( الشيخ محمد) تستغيثه وتطلب منه وتتبرك بزيارته واحيانا اذا ظلمها زوجها تذهب الى هذا القبرفتقمه وتكنسه وتعمل على تنظيفه ثم تشكو لهذا القبر ما حل بها ووقع عليها من ظلم زوجها لها.. والناس قديما كانوا يتبركون بزيارة هذا المقام ...
المقبرة القديمة - - - -
تقع جنوب عين سويلم على هضبة صغيرة وقديما كان اهالي معان لهم مدفن واحد هو هذا المدفن الذي كان قديما يقع الى يمين الطريق المؤدية الى المحطة جنوبي القلعة بعد الوادي هو مدفن عشيرة الحمادين العريقة في القدم ثم زحف الى جهة الغرب ليعلو الهضبة الآنفة الذكر,,
كنت اتجول في تلك المقبرة وابحث بين تلك القبور الدواثر المتداعية علني اجد بعض العبارات والنقوشات القديمة فعثرت على اقدم نقش يعود تاريخه الى عام 1804 م وهو قبر امراة نابلسية تدعى فاطمة بنت عمر افندي النابلسي وهناك الكثير من الحجارة المقبرة بنقوش وتواريخ تعود الى اواخر القرن التاسع عشر أما ما صمد من تلك الدوارس فهو ما ارتفع بناؤه واحكم تجصيصه اما المسوى بسطح الارض فكان مصيره التداعي والخراب... والمقبرة تلك اقدم المقابر في معان الحجازية أما منطقة الشامية فبها مقبرتان مقبرة كبيرة للمسلمين ولم أعثر فيها الا على نقش حجري واحد يعود الى سنة 1889 م وهناك أيضا في منطقة الشامية مقبرة قديمة للمسيحيين أزيلت في الثمانينيات من القرن الماضي.... هناك مقابر أخرى انشأت في مطلع القرن العشرين كمقبرة المنطار ومقبرتان في سهل معان ( شارع فلسطين الحالي) وأخرى بجانب جبل البواب ومقبرة الكراشين وهي قديمة أيضا......
ام جديع - - - - - -
صخرة قديمة تقع الى الشرق من حدائق منطقة الشامية كان الناس قديما يتبركون بها فيزورونها في مناسبات الختان وغيرها فيوقدون الشموع والبخور ويلطخون جدرانها بالحناء ويربطون الاقمشة بها طلبا للحاجات واكثر ما يفعل هذا هن من النساء العجائز .. واسطورة ام جديع تروي قصة امراة صالحة تدعى ام جديع دخلت في هذه الصخرة ولم تخرج ..
مغارة نمر- - - - - -
هذه المغارة تقع على الطرف القبلي لوادي الشامية اسفل المقبرة وهي مغارة مرتفعة ممتدة في العمق كانت تستخدم لخزن الاعلاف والمؤن وزرائب للخيل قديما وربما سميت بهذا الاسم نسبة الى عبدالله باشا النمر النابلسي الذي اسس قلعة الشامية اواخر القرن السابع عشر الميلادي .. والشامية بها مغارات عديدة في منحدراتها الصخرية ولذلك كان الاهالي يسمون الشامية المغارة فكانوا يقولون نريد ان نقصد المغارة اي منطقة الشامية
رجم ام عمرو- - - - -
يقع جنوبي المقبرة القديمة وهو عبارة عن تلة كبيرة كانت تسمى رجم بكسر الجيم في لهجة اهل معان وتعني المرتفع من الارض دون الجبل... وام عمرو هي سارة الرواد ابنها عمرو الرواد ,, وسبب التسمية يعود الى العصر التركي اثناء حصار معان من قبل قوات الشريف والانجليز لمعان اذ اصطلح الاهالي لمقاومة الغزو بأن تذود كل عشيرة عن واجهاتها فكان نصيب عشيرة الرواد هو قمة هذا التل الذي حفرت في اعلاه الخنادق للتمترس ضمن خط نار يمتد من هذا الرجم الى اتجاه المحطة فما كان منهم الا ان اطلقوا عليه اسم هذه المراة كعادة العرب في النخوة والتنادي باسم الاخت اثناء احتدام الغزو, ولا زالت اثار الخنادق ظاهرة في هذا الرجم حتى يومنا هذا ...
المنطار - - - - - - - -
هو المكان الذي يجلس فيه الناس لانتظار بعضهم البعض والمنطار في معان مكان مرتفع ملتقى شوارع كان السكان يستريحون فيه ويلتقوم بعضهم ببعض .. وكان المنطار قديما بالقرب من بيت الشيخ ابراهيم الرواد والمنطار يتوسطه عامود خشبي في اعلاه فانوس للانارة الليلية .. وهناك مدفع المنطار في رمضان وهو مدفع تركي كان يستخدم في شهر رمضان ويوضع على المنطار...
مسجد علي الشايب --------
بني في اواخر القرن التاسع عشر وهو مسجد كبير متسع بناؤه من الطين ترتفع له مئذنة مشيدة من الطين .. وسمي بهذا الاسم نسبة الى الرجل الذي بناه وهو الحاج علي العقايلة ... بعد انهيار هذا المسجد في طوفان عام 1966 م تم إعادة بناء مسجد آخر مكانه سمي مسجد الهاشمي ...
الغدير - - - - -
ملتقى منخفض لمياه الينابيع العذبة في منطقة الشامية بطول 12*8*3م تنزل اليه المياه بشكل شلالات صغيرة تحيط به اشجار القصب والنخيل والاعشاب المتنوعة .. وهو من الامكنة التي كان الاهالي يمارسون فيها السباحة في الصيف ويستجمون بالقرب منه كما ان الابل كانت ترد اليه لترتوي من عطش الصحراء ... للغدير مسرات كما انه له ذكريات مؤلمة اذ انه كان ملاذا لليائسين من الحياة من الذين انتحروا غرقا في هذا الغدير قديما وحديثا........
بركة الخوالدة - - - -
تقع اسفل الغدير وهي بركة تكونت من الصخور الموجودة في تلك المنطقة باجراء بعض التغييرات عليها من قبل القدامى
بركة النخلة - - - - -
تقع في احضان بساتين الشامية وهي بركة كبيرة متسعة 12*12 *1م
بركة الخورة - - - - -
تقع قبل الغدير وهي بركة قديمة جدا كانت لعشيرة الخورة او الخوري وهي اقدم العشائر في منطقة الشامية
عين الخورة أو الشروي - - - -
هذه العين تخرج من باب صغير حجري في قاع جدار ترابي في اعلى بساتين الشامية وتنسب هذه العين الى عشيرة الخوري او الخورة ايضا
عين ال***ة- - - - - -
تقع في الجنوب الشرقي لمعان على بعد بضعة كيلومترات هناك حيث تروي مجموعة من الحدائق والبساتين وهي تعود في الأصل لعشائر الحمادين ...
عين فياض- - - -
في منطقة المحطة وهي لعشيرة الخوالدة
بئر الحاج- - - - -
في منطقة المحطة وهو بئر قديم جدا كان الحجيج يستقون منه...
بئر السبيل - - -
يقع في اسفل السوق القديم وفي منتصف الطريق وهو بئر لعامة الناس
بئر بالوزة - - -
بالقرب من القلعة العثمانية الى جهة الشمال وسمي بهذا الاسم نسبة لفتاة اسمها بالوزة من عشيرة الحمادين قضت في احدى السيول التي اجتاحت المدينة قديما
بئر الكراشين - - --
يقع اسفل جبل الطور الذي تقطنه عشائر الكراشين
بئر الساحة - - --
يقع في وسط ساحة الفناطسة وهو بئر عام
بئر المزراب- - - -
يقع بالقرب من بساتين الشامية ويصب في بركة المزراب....
بئر الخماسي- - - - -
يقع الى الغرب من منطقة بساتين الشامية ويمتاز بغزارة مياهه.. تعطل منذ الطوفان عام 1966م
عيون الضواوي - - -
تقع الى الغرب من مدينة معان وعلى بعد بضعة كيلومترات وتنقل المياه بواسطة اقنية تحت الارض له طاقات ومنافذ للتهوية تسمى الضواوي ومفردها ضوية أي الفتحة التي تضوي فترى الماء يجري بداخل الاقنية وهي بمثابة التنفيسة لتلك الافلاج . ونظام الضواوي نظام ري قديم اوجده العرب الانباط لنقل المياه البعيدة بواسطة القنوات وباستخدام قانون التسارع وحركة الاجسام.... وعين الضواوي تزود معظم ينابيع معان بالمياه العذبة..
وادي الينتولي- - - - -
وادي يشرف على بساتين الشامية من منطقة الشمال وهناك زيتون قديم في تلك المنطقة يدعى اليناتيل يعود الى عائلات من النسعة ...
وادي الشامية - - - -
اكبر الاودية في معان يمتد من جبال الشراة ويصب في قاع الجفر اثناء نزول الامطار بغزارة
من ذاكرة المكان في معان ( المحطة ) 5
اكتسبت منطقة المحطة اهمية كبيرة ابان العمل على انشاء مشروع خط سكة الحديد الذي يربط اسطنبول بالمدينة المنورة في بدايات القرن العشرين وهذا المشروع الذي سخر له آلاف العمال من رعايا الدولة العثمانية يعملون فيه هم ودوابهم تحت إشراف المهندسين الالمان والطليان الذين تعاقدوا مع الدولة العثمانية لاجل انشاء ذلك الخط العملاق
غير اننا اذا ما عدنا الى ما قبل القرن العشرين لوجدنا بان منطقة المحطة وقبل تسميتها بهذا الاسم تشهد بعضا من النشاط الانساني وهي المناطق التي سكنتها وتملكتها عشائر الحمادين والخوالدة بالاضافة الى تواجدهم في المدينة القديمة وايضا توافرت في تلك البقعة ينابيع الماء ومنها عين ال***ة التي تعود للحمادين ايضا وبئر الحاج الذي كان يتزود منه الحجيج اثناء رحلتهم الى الحجاز لاداء مناسك الحج وهو بئر قديم كان ملكا لعشيرة الخوالدة قبل ان تنتقل ملكيته الى غيرهم ايضا انتشرت الاراضي الزراعية تلك المنطقة حيث كان اولئك الناس يمارسون الزراعة فيزرعون مختلف انواع المزروعات ومنها التبغ
مع البدء بانشاء الخط الحديدي الحجازي في بدايات القرن العشرين تغيرت المعالم في تلك المنطقة وتغيرت الاسماء فسميت هذه البقعة بالمحطة أي محطة سكة الحديد وانشات المباني الكبيرة والثكنات والمنازل ليقيم فيها الموظفون والجنود والتجار وقد كانت الحامية التركية تتركز في تلك المحطة وما حولها ببضعة آلاف من الجنود ابان الحرب الكونية الاولى وانتشرت هذه الحامية حول المدينة في اثناء حصار معان عام 1918 م من قبل القوات الانجليزية وقوات الشريف حسين
ان جميع البنايات الموجودة في منطقة المحطة هي من تأسيس الترك ثم جاء العرب بعد سقوط معان واستولوا على تلك البنايات والثكنات وتحولت بعد ذلك الى ملكية الدولة الاردنية بعد سقوط الدولة العثمانية
ان قصة ذلك الخط تحكي قصة معاناة آلاف العمال من العرب ورعايا الدولة العثمانية الذين كانوا يعملون في ظروف صعبة الا ان الحماس الديني كان يخفف من تلك المعاناة ونعود مرة اخرى الى منطقة المحطة وما يحيط بها من تلال قريبة حيث نرى بقايا المتاريس التركية اثناء الحصار ونرى بقايا الاستحكامات وبعض القبور التركية في ذلك الموقع
بعد قدوم الملك عبدالله الاول ونزوله في القص الموجود في المحطة استقبله اهالي معان تمهيدا للانطلاق نحو سوريا لاجل دعم الثورة السورية وذلك عام 1921م وقد اقام الملك في ذلك القصر الى ان انتقل الى عمان واستقر فيها وتعود بنا الذكريات الى اول صحيفة اردنية صدرت من امارة شرق الاردن في معان وهي بعنوان الحق يعلو صدر منها بضعة اعداد ثم توقف صدورها بعد ذلك
اقام الانجليز في منطقة المحطة اثناء الانتداب كما تم استخدام المبنى الاساسي في المحطة كفندق من قبل احد الارمن واسمه يعقوب الارمني وكانت في تلك المنطقة دار للسينما كان يرتادها الشباب في معان في فترة الانتداب الانجليزي
ولا ننسى ان تلك المحطة كانت تعج بالمسافرين والبدو والحجاج ونقل البضائع وتوافد البدو لتحصيل بعض حاجياتهم مع العلم ان المنطقة قد استقر بها بعض البدو وبعض من افراد عشيرة الصلاحات وآل قريشي ولا زالوا الى الآن
بعدما تأسست مؤسسة سكة حديد العقبة في تلك المنطقة تغيرت النشاطات في تلك المنطقة حيث اصبحت منطقة تعج بالعمال والتقنيين والقاطرات والشاحنات ولم يبق من آثار الحصار والحرب الا بقية قليلة تتراءى لابصارنا من بعيد في وسط تلك الصحراء البعيدة
صورة توضح البدء بالعمل في انشاء محطة معان عام 1900م
http://images.marketworks.com/hi/63/62979/trains24.jpg
صورة اخرى لعمال منهمكين في العمل بالقرب من معان 1903م
http://nabataea.net/Maan%201903%20construction.jpg
صورة اخرى عام 1918م
http://nabataea.net/Image99.gif
صورة حديثة لقصر الملك عبدالله الاول في معان
http://nabataea.net/maan6.jpg
صورة اخرى للمحطة عام 1918 م
http://www.telstudies.org/gallery/photos/1914-18/images2/r165.jpg
________________________________________
salehss72@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25
( السوق القديم )
في أواسط السبعينيات من القرن الماضي اعتدت أن اذهب كل يوم مع اخوتي إلى سوق معان القديم إذ أن جدي لأبي كان يمتلك دكانا كبيرا يبيع فيه مختلف أنواع السلع ومنها العطارة التي يختص بها هذا السوق العريق ثم اعرج إلى حانوت عمي أطلب منه مصروفي اليومي , كنا نصطف طابورا انا واخوتي وابناء عمومتي وكنا نتجاوز العشرة أمام دكان جدي لأجل يعطينا مصروفنا اليومي فكنت أتقاضى من جدي رحمه الله نصف قرش ومن عمي قرشا واحدا أما من يكبروني فيتقاضون اكثر , ثم لما كبرنا قليلا أصبحنا نعمل أحيانا في هذا السوق مقابل أجور زهيدة
السوق القديم له طابع خاص يقفز بك إلى الماضي بعبقه السحري حيث روائح البخور والتبغ ومواد العطارة والأعلاف رائحة الحوانيت القديمة التي تعج بشتى الذكريات ورواده البدو والفلاحون ...
ادخل إلى دكان جدي وقد كنت صغيرا فأجد البضاعة المتنوعة كلها تتعلق بالبادية فالقطران والعطارة والأعشاب البرية والاقمشة الملونة وحذوات الخيول ومستلزمات الدواب وعددها والأوزان الشامية العتيقة والمكاييل القديمة كالصاع وغيرها... وعتاد البنادق القديمة والسمن والألبان والصوف والشعر وكل ما تنتجه البادية والقرى المحيطة تجدها في ذلك الحانوت ... اشياء اجهل مسمياتها
أحاول أن اعتصر الذاكرة أحصل على اقدم اللقطات في تلك الأزقة والحوانيت المليئة بغرائب الأشياء حتى البدو الذين يرتادون تلك الحوانيت ويمكثون من الصباح الى المساء يشربون الشاي الساخن بعد ان يتم إعداده على الوابور و يدخنون التبغ المحلي وينفثون سحابات دخانية كثيفة يطفئون به لوعتهم ويمتعون به أمزجتهم الحادة ليتناسوا عناء الطريق ومشقتها, اللهجة صعبة والألفاظ سريعة ومخارج النطق لديهم تحيل الألفاظ طلاسم بالنسبة لي .. كنت أحاول التركيز لكي انجح في فهم ما يتداولونه من كلام وعبارات الا أنني اعجز واكتفي بإدمان النظر إليهم والى هيئاتهم وأسمالهم البالية اولئك العرب المدوخون من حر الصحراء يشعرون بنكهة خاصة عند تناول القهوة وتدخين التبغ تتبعها ابتسامات غامضة حلوة تبسم تفتر عن أسنان لؤلؤية ناصعة البياض على الرغم من آثار الشمس والبيئة في صفحات وجوههم السمراء... فالقهوة والتبغ والشاي لها طقوس خاصة ومقدسة لدى اولئك البدو...
الحالة مزيج من القصص الغريبة والأساطير والعتق وأحاديث عن التنقل من منطقة الى منطقة واحوال المواسم والامطار والربيع والمحل والابل والمواشي والصيد والنزاعات والمناكفات والغرائب...
احيانا يرتاد السوق بعض اهل البادية الموغلين في البداوة والذين لم يحتكوا كثيرا بالحضر ويأتون بأطفالهم حفاة يرتدون أسمالا باليه وكوفيات مهترئة بدون عقال على رؤوسهم ... استغرب جدا من ان اطفال البدو كانوا يتعاطون التدخين خلافا لابناء المدينة الذي يعتبر التدخين عيبا في صغر السن لكن البدو لهم فلسفة تختلف عن اهالي المدن فهم يعطون ابناءهم كامل الحرية ويلبون طلباتهم ايا كانت فيبتاعون لهم الدخان وكل ما يطلبون وقد لاحظت ان اطفال البدو يتمتعون بحرية كبيرة في الحديث والسلوك فلا احد يتدخل بهم او يحاول التشديد عليهم كما هو الحال عند الحضر,, البدو يشترون مستلزماتهم الى اجل مسمى هو الموسم القادم حين يحل وقت السداد وقضاء الديون.
حتى يومنا هذا احافظ على زيارة تلك الامكنة القديمة التي ازيل معظمها ولم يبق الا بعض الاطلال التي تحمل في طياتها ذكريات حنونة منذ مئات السنين
لعل النشاط التجاري هو اهم ما يميز مدينة معان منذ قرون خلت يليه النشاط الزراعي ,يمتد هذا السوق القديم العريق من قلعة السرايا العثمانية الى الشمال بطول كيلومتر واحد يتوزع على جانبيه الحوانيت والبقالات الصغيرة والمقاهي كما تتفرع منه الأزقة التي تؤدي الى مناطق سكنية او ازقة بحوانيت تجارية ايضا
بنيت تلك الحوانيت من الطين فيما مضى بواجهات حجرية احيانا واحيانا اخرى بدون واجهات حجرية بل يكتفى باللبن المجفف وهو المادة التي توفرها الطبيعة في معان وحيث تتراتب على جانبي الشارع الممتد تلك الحوانيت العتيقة بأحجارها الجميلة التي تحمل ذكريات حميمية حيث بوابات الحوانيت تعلوها الأقواس الحجرية تارة وتارة أخرى تخلو منها
تأسس هذا السوق اواخر القرن التاسع عشر واضيفت اليه الكثير من البنايات عام 1921في فترة الإمارة الهاشمية الشارع ممتد مرصوف بالحجارة المصقولة يمتد من الجنوب الى الشمال اطلق عليه عدة مسميات منها السوق القديم او سوق معان او سوق البدو او سوق عقيل نسبة الى قبائل عقيل التي كانت ترتاد هذا السوق وتقيم فيه اسابيع تمهيدا لمتابعة مسيرها نحو بلاد الشام لتبيع اصوافها والبانها
البدو هم المرتادون الرئيسيون لهذا السوق منذ القديم وحتى يومنا هذا , كانت المجموعات البدوية ترتاد هذا السوق وتجري المعاملات التجارية من بيع وشراء وتبادل سلعي بسيط ومقايضات وشتى صنوف النشاطات الاقتصادية الاولية البدائية البدو يجلبون الصوف والشعر والالبان والماشية والابل لبيعها ويشترون البن والتبغ والسلاح والاقمشة والتمور ومستلزماتهم المعيشية لهم ولدوابهم وابلهم من شعير واعلاف وغيرها
يستجم هؤلاء الاعراب في تلك الواحة فيريحيون ابلهم في مناخاتها لأسابيع فيحبسونها أحيان كثيرة في زرائب كبيرة كانت معدة لهذا الغرض يعدها التجار الكبار في معان لزبائنهم البدو الدائمين ,, يشربون القهوة بعد نزولهم ويدخنون التبغ ويتبادلون الأحاديث المختلفة أخبار المواسم والتنقلات في عرض الصحراء وقضاياهم الاجتماعية المختلفة يمتارون بعدها ويشترون ما يحتاجونه ثم ليقوموا بتسديد أثمانها في العام القادم ....
لكل مجموعة من البدو عميلا أي تاجرا يتعاملون معه وقد يعقد بعض البدو الأثرياء صفقات تجارية كالمضاربة بينهم وبين تجار معان فمثلا كان الشيخ محمد الدحيلان ابو تايه احد شيوخ قبيلة الحويطات يعقد مثل هذه الصفقات بينه وبين تجار معان الذين يتاجرون ويتنقلون بين فلسطين والشام ومصر
قبل انتشار الحوانيت كان أهالي معان يضعون بضائعهم في منازلهم الكبيرة ويخزنونها وأحيانا يسمونها خزين ... ثم بانتشار الحوانيت استقل كل تاجر بحانوت او اكثر وقد اشتهرت بعض العائلات بالتجارة منذ اواخر القرن التاسع عشر منها اسرة آل شموط وهي اسرة شامية الاصل عريقة في التجارة والنسب فاحمد شموط ومحمد شموط وآخرون واسر أخرى كانت تحترف التجارة كآل ابو صالح او عشيرة الصوالحة ومنهم تجار آخرون الحاج علي ابو طويله وعيد ابو طويلة وهؤلاء كانوا في عمارة الارناؤوط وهي عمارة حجرية بناها الأرمن أثناء نزوحهم الى جنوب الاردن عام 1915 ومن اشهر التجار الذين كانوا في هذا السوق قديما من اهالي معان الصلاحات أو آل صلاح وهؤلاء كانوا قديما من كبار التجار ومن التجار أيضا قاسم كريشان وسليمان القنو وبعض الشوام ابو عربي جميل ابو صياح الشامي والاصفر ,, وافراد من آل ماضي ياسين وآل الكباريتي من العقبة وهؤلاء كانوا يجلبون الأسماك من العقبة ليبيعوها في معان ومن الحجازيين صاحب المقهى درويش المكاوي واحمد منديلي وبعض القصابين
كانت المقاهي تنتشر في نواحي هذا السوق فالمقاهي الشعبية كمقهى واستراحة درويش مكاوي ومقهى عيسى سمندر وهذه المقهى كانت الاراجيل والقهوة والمشروبات التي يتعاطاها كبار القوم في معان والمسافرين أيضا...فهذا المقهى يدنو من القلعة ويقرب من مسجد علي العقايلة الذي أسس عام 1863م وهو مسجد من الطين بمأذنة طينية مرتفعة دمر في الطوفان عام 1966م ... أيضا تنتشر القهاوي التي أنشأها الناس هناك للتعاليل والسمر واكرام الضيف ومنها قهوة محمود بن مصطفى كريشان وقهوة ابو مرعي دويرج وقهوة حامد الشراري وقهوة التلهوني وديوان عودة ابو تايه وديوان ومنزل محمد بن الدحيلان وديوان محمد ابو ظهير فهذه القهاوي تلاصق السوق أما باقي المضافات فتقع في قلب المدينة القديمة مثل ديوان الخوالدة بباب القناطر وقهوة ابن حامد الخطيب ديوان ابوعودة البيك بجانب القلعة وقهوة وديوان محمود حسن الحاج حسين وقهوة ابن مطر والنسعة وغيرها في منطقة الشامية ....
يلتصق مقام الشيخ عبدالله بالسوق مباشرة من الجهة الشرقية وهذا القبر من قبور الأولياء الصالحين الذين يتبرك بهم ويتقرب اليهم السكان قديما في معان وهي ثلاثة قبور في معان هذا منها والثاني هو في قلب الواحة وهو قبر الشيخ محمد و الآخر هي صخرة أم جديع في الشامية وهذه الأماكن كانت تقام بالقرب منهم الطقوس التعبدية أثناء حفلات الختان وغيرها كإيقاد الشموع وتعليق قطع القماش الأخضر وتلطيخ الجدران بالحناء وإيقاد البخور ومقام الشيخ محمد بناء طيني مربع في داخله قنطرة كبيرة وبضعة قبور وهو قبر لأحد أمراء الحج التركي المدفون في أواسط القرن التاسع عشر وحوله مجموعة من القبور التي كان السكان يدفنون للتبرك به وقد شهدت في صغري أحد هذه الاحتفالات في هذا المقام في السبعينيات من القرن الماضي حيث تمت زيارة الأضرحة تبركا وطلبا للتوفيق ووزعت الحلوى أوقد البخور والشموع في داخل هذا المقام كما هي معتقدات العوام آنذاك .... كما تتداخل زاوية الشيخ الدباغ المدني الصوفي في الجهة الغربية من السوق كما يقارب السوق المحكمة الشرعية القديمة , وبناء بلدية معان القديمة الذي أسس سنة 1921م وهو موجود في أحد أزقة هذا السوق القديم وهو ماثل وبحالة لا بأس بها الى الآن وهو بناء جميل من الداخل
بعض الحرفيين الصغار كانوا يتوزعون في ازقة هذا السوق والذين يقدمون الخدمة للناس والبدو خاصة في الجهة الجنوبية من السوق وبالقرب من مقهى درويش مكاوي يقع بئر السبيل الذي يرتوي منه المارة والمسافرين كما يقع بئر آخر خلف ذلك المقهى وهو بئر عام أيضا
تنبيء الحوانيت المهجورة بالتقلبات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تطيح بأولاء التجار في ذلك الزمن الغابر وتنبئ أيضا بسيرهم وحوادثهم فالسوق هو بمثابة التجمع العام لعناصر المجتمع ... التجار والحمالون والقصابون والحرفيون وكبار السن المعطلين عن العمل و أهل البادية بإبلهم ومواشيهم ومنتوجاتهم واحيانا الحجاج الموسميون من مغاربة ومصريين وشوام وأتراك وغيرهم وأيضا يأتي الفلاحون من وادي موسى وقراها والنقب على بغالهم وحميرهم يحملون الفواكه وباقي منتوجاتهم البسيطة ليبيعوها في ذلك السوق....
ايضا السوق يحوي في جعبته ذاكرة اليمة للمنازعات والثارات وتصفية الحسابات التي تتم عندما يلتقي البدو بأهل الحضر والفلاحين والمهاجرين إذ السوق هو الملتقى لمثل تلك المنازعات والمشاجرات والمناكفات والثارات وكم من حالات الأخذ بالثأر تمت في هذا السوق قديما وقد يعتدي بعض السراق والشطار على المواشي والإبل الرابضة في نواحي السوق في غفلة أصحابها ليذبحوها ويتقاسموها ثم ليقتاتوا عليها .
شارع القناطــــــــــر
التصقت الاحياء القديمة ببعضها البعض في معان الحجازية وامتدت من القلعة الى الجهات الشمالية والغربية والشرقية في حين احتلت البساتين الجهة الجنوبية الشرقية للقلعة العثمانية, هذه الأحياء القديمة كانت تسمى القناطر نسبة الى الطابع المعماري لهذه البيوت القديمة اذ انها تميزت بوجود قنطرة تتوسط غرفة المنزل مكونة من الحجارة البيضاء الناصعة التي تكسب المنزل طابعا جماليا اسلاميا وهذه البيوت المتراصة القديمة كان يفصل بينها ازقة متعرجة ضيقة بحدود مترين تفضي الى بعض الساحات التي كانت فيما مضى مخصصة للاحتفالات والمناسبات الاجتماعية المختلفة , وتفضي هذه المنازل من جهة اخرى الى شارع مسقوف مقنطر بطول 100 متر تقريبا كان يدعى شارع القناطر يفضي الى قلعة السرايا ولشارع القناطر بابان غربيان يفضي احدها على الساحة والىخر على زقاق للخوالدة والخطبة وآل عبكل وقد تم هدم هذا الشارع في سبعينيات القر ن الماضي وخسرت بذلك معان أجمل تراثها العتيق, يعتبر هذا الشارع من اروع جماليات المدينة القديمة فهو شارع مسقوف ومقنطر من الداخل وعند مداخله ومخارجه تكون قنطرة كبيرة كبوابة رئيسية له إضافة إلى طاقات التهويه في أعلاه وهذا الشارع القديم يحمل ذكريات السكان القدامى حيث اللقاءات والتعاليل والمسامرات التي تجري في الدواوين الملاصقة لهذا الشارع فهناك ديوان الخوالدة يلاصق الشارع من الداخل من الجهة الغربية والشارع بطوله ينفذ إليه ممرات وأزقة من داخل البيوتات القديمة العتيقة المقنطرة بأبوابها الكبيرة
المنزل في معان القديمة يبنى من الطين المخلوط بالتبن والرماد اذ ان التراب يتم تجميعه بكميات كبيرة ويتم خلط بعض المراد معه ومنها الرماد والتبن ليترك فترة ايام واسابيع ليتخمر فتصبح الطين اكثر تماسكا وتلاصقا واطول عمرا ثم يوضع في قوالب مستطيلة خشبية فينتج الطوب الطيني الذي يترك ليجف ثم يستخدم في البناء وقد كنت في صغري اشاهد بعض المسنين عندما يجهزون الطين ويخمرونه لأيام لاجل اجراء الصيانة الشتوية للبيوت الطينية كي يتم اصلاحها واحكامها من جهة السقف خشية تسرب المطر
... والحجر من مواد البناء ايضا ولكن لشحه يتم استخدامه في قواعد البيت وفي القنطرة فقط واحيانا في الدرج الذي يصعد الى الطابق العلوي ....السقف بعد تشييد القنطرة التي يستند عليها يوضع عليه صفوف من الخشب الحرجي اللزاب ثم توضع عليه الاعشاب البرية والقصب احيانا ثم يغطى بالطين وعلى السطح يتم عمل الطبقة الطينية بمستوى مائل لتجميع مياه المطر التي تندفع من خلال المزاريب المصنوعة من الحديد الصاج.. ابواب المنزل تصنع من الخشب المصفح بشرائح الحديد احيانا وتفتح طاقات صغيرة مربعة فوق باب الغرفة لاجل التهوية وفي داخل الغرف تعمل كوى مثلثية الشكل في الجدران كانت تستخدم لوضع السراج او لوضع الاشياء الصغيرة ... والبيت يتكون من عدة غرف تفضي الى فناء واسع يدعى الحوش وجمعها حيشان... وهذا الفناء فيه بئر ماء يستسقي منها اصحاب المنزل واحيانا تزرع فيه بعض الاشجار ومنها النخيل او الكرمة فكل بيت في معان يحتوي على بئر وهذا الامر استمر الى الستينيات من القرن الماضي قبل ان تتغير الاوضاع ... تطلى غرف البيت من الداخل باللون الابيض من خلال استخدام مادة الشيد الممزوج بالشبة والماء فترش الغرف من الداخل لتغدو ناصعة البياض وفي بعض الغرف يتم عمل تنور دائري من الطين لإشعال النار...
في كل بيت قديم يتم بناء درج حجري ينتقل الى الطابق العلوي حيث يتم تخصيص غرفة صغيرة ذات اربع نوافذ متعاكسة تستخدم كدورة مياه تتصل بالاسفل بغرفة مغلقة صغيرة تكون على واجهة الشارع مباشرة بواسطة نظام للصرف الصحي يشبه نظامنا الحالي تقريبا .. فتجميع الفضلات والمياه المستعملة يتم في الغرفة السفلى بواسطة فتحة حجرية تنفذ اليها وكل عام يتم فتح هذه الغرفة المغلقة وتنظيفها بالمواد المتوفرة .....
كل بيت في الغالب يعلوه طابق علوي يسمى العلالي وهي غرف لكنها ليست مقنطرة بل مسقوفة سقفا عاديا وتجتمع فيها الأسر في الشتاء والصيف وفيها يتسامرون ويلتقون وهي بمثابة غرف النوم أيضا..
البيت الطيني يتميز بدفئه في الشتاء وبرودته في الصيف ذلك ان الطين يعمل كعازل قوي وملطف للمناخ الصحراوي اذ ان العلالي تعمل بوظيفة الملاقط الهوائية التي تجلب الهواء البارد صيفا... تلتصق البيوت مع بعضها في خطوط متعرجة وتفصل بينها الازقة الضيقة التي كانت تسمى الزقاق وهذه الازقة تنفذ الى بعض الساحات التي تجري فيها الاحتفالات والمناسبات المختلفة واشهر هذه الساحات ساحة الفناطسة وفيها بئر ماء
تنتشر العتبات والمصاطب وتلتصق في جوانب المنازل التي تفضي على الساحات وبعض الشوارع ويجلس عليها الناس للاستراحة والحديث ولعب السيجة والطاب في كثير من الأحيان
في كل منزل من منازل معان يوجد بئر ماء عذب يستسقي منه السكان بواسطة الدلاء أما ري المزارع والبساتين فكان يتم بواسطة الآبار الجوفية أو الينابيع التي تدعى الضواوي من منطقة تبعد بضعة كيلوا مترات عن المدينة بواسطة القنوات الى ان تصل الى برك متوسطة وكبيرة ثم يتم بعد ذلك توزيع المياه حسب نظام صارم ودقيق.
صورة تمثل زقاق يؤدي الى شارع القناطر معان 1918م
http://www.stahlgewitter.com/jpg_18/jpg_tuerkei/maan1.jpg
معان الشامية
كانت معان القديمة قسمين .. القسم الجنوبي وهو الأكبر والرئيس والمهم وهو معان الحجازية .. والقسم الشمالي وهو الأصغر وهو معان الشامية...
فلماذا سميت هذه بالشامية وتلك بالحجازية ؟؟ عند بحثنا نجد ان معان الجنوبية بجهة الحجاز ولذا سميت الحجازية واما معان الشمالية بجهة الشام وهي الشامية ..
ويفصل بين المعانين سهل واسع يدعى المنزلة والمنزلة هو مكان نزول الحجيج واستراحتهم وهو ميدان واسع فسيح كان الأهالي قديما يمارسون فيه رياضاتهم وهواياتهم المختلفة من الضرب بالنار على النيشان او المسابقة بالخيل .... والمنزلة موقع خال من البيوت السكنية واول منزل بني فيه في الثلاثينيات تقريبا هو منزل الشيخ فارس كريشان ثم مبنى الاستخبارات البريطاني الذي تم انشاؤه أثناء فترة الانتداب البريطاني وقد استخدمه الملك عبدالله المؤسس كمقر إقامة له في الاربعينيات وما قبلها وهو بناء حجري ممتد لا زال قائما الى الآن وهو يختلف عن قصر الملك عبدالله المؤسس والكائن في جنوب شرق معان وفي منطقة المحطة.
معان الشامية اسست قبل اربعة قرون تقريبا ويذكر ان اول من استصلح قلعتها هو عبدالله باشا النمر من امراء الاقطاع النابلسيين ويوسف النمر ايضا... وهذا لا يعني باي حال من الأحوال انها لم تسكن قبل ذلك فالدلائل التاريخية تؤكد انها كانت مأهولة نظرا لخصوبة تربتها وجودة ثمارها وروعة مناخها, فالشامية هواؤها عليل وتربتها خصبة وماؤها غزير وثمارها أطيب من ثمار معان الحجازية فهي تشتهر بزراعة الرمان والقراصية اللذيذة والتين والعنب والمشمش واللوز والزيتون ومختلف الخضروات , وأهلها لينو الطباع دمثو الحديث طيبو المعشر ونساؤها يمتزن بالرقي فسكان الشامية عموما ينحدرون من اسر شامية ونابلسية عريقة ...أما النمط المعماري لها فهو يماثل البيوت الدمشقية القديمة من حيث التصميم والعناية بزراعة الورود والأزهار الجميلة.
كان أهل الشامية في القرون الماضية ولحد العشرينيات من القرن العشرين يقطنون في قلعة الشامية وهي بناء حجري ضخم به عشرات المنازل تسكنها جميع الأسر في معان الشامية يلاصقها حارات صغيرة ملتفة حول القلعة تسمى الحارة الفوقا ... اما مع بدايات القرن العشرين فاتسعت ونمت حركة البناء التوسعية لتمتد الى الجهة الجنوبية تجاه معان الحجازية ثم اشتبكت معها فيما بعد .....
النمط المعماري في الشامية اعتمد أيضا على نظام القناطر في غير القلعة ثم تطور إلى البناء الطيني العادي بدون قناطر في بدايات القرن العشرين ونظام الطابقين كان موجودا في غالبية منازل الشامية وهي العلالي كما ذكرنا فيما مضى ....
بساتين الشامية أجمل ومناخها معتدل يريح الإنسان وماؤها عذب وغزير وغديرها يضفي جماليات الواحة الصحراوية الجميلة وأهل الشامية متحضرون اكثر من سكان معان الحجازية الذين يقاربون في أحايين كثيرة طباع البدو.... وتختلف طباع أهالي الشامية عن طباع أهالي معان الحجازية في علاقاتهم الاجتماعية .. فمنازعاتهم اقل وتكافلهم الاجتماعي أقوى وامتن وهذا يعود الى طبيعة تشكيلتهم الاجتماعية المختلفة نوعا ما عن غيرهم ...كما ان لهجة اهل الشامية تختلف نوعا ما عن لهجة أهالي الحجازية
كان اهالي معان قديما يسمون الشامية المغارة فيقولون سنقصد المغارة أي نريد الذهاب الى الشامية وسبب التسمية يعود الى وجود مغارات عديدة باطراف الشامية
اقدم العشائر التي سكنت الشامية قبل قرون هي عشيرة الخورة ومفردها خوري ,, ويعتقد بأنها من بقايا المسيحيين الذين أقاموا في منطقة جنوب الأردن قديما ثم دخلوا في الإسلام وفي رواية أخرى أنهم قدموا من مصر قبل قرون ,, والخصائص العرقية لأولئك تنبئ عن صحة هذه المقولة ... ولعشيرة الخورة عين ماء غزيرة تدعي عين الخورة أو الشروي وكان نصيب هذه العشيرة من الري بمياه الينابيع والبرك في الشامية يستمر لمدة خمسة أيام بلياليهن ريا متواصلا من الماء المتجمع والمتدفق من الينابيع ولعشيرة الخورة أيضا بركة قديمة هي بركة الخورة إلى الأعلى من غدير الشامية
وقد لاحظت من خلال بحثي في المخطوطات القديمة والسجلات العثمانية وجود اراض لعشائر قديمة سكنت الشامية ثم نزحت الى الحجازية ومنها الخوالدة والصوالحة
ونخوة اهل الشامية عيال محمود كما ان نخوة الحجازية هي عيال احمد والجميع ينتخون بنخوة أهل الجردا ... وحصلت بعض الحروب في أواخر القرن التاسع عشر بين الشامية والحجازية كما أن الحجازية كانت مع حلف الكرك قديما والحجازية على نقيضها إذ أنها كانت مع حلف الحويطات...
ومن اشهر عشائر الشامية آل الحصان وعشيرة المحاميد والخورة والقرامصة .....
تنتشر الساحات بين بيوت الشامية القديمة فهناك ساحة المولد التي كانت تقام بها الاحتفالات والأفراح وغيرها أيضا هناك ساحات اصغر قليلا .. والشامية بها سوق لا بأس به موقعه في ساحة المولد كما يوجد مطاحن قديمة للقمح في الشامية تدعى الواحدة منها بابور .. منها بابور عساف وبابور ابن جازي ...
يقارب الشامية تلة مرتفعة تدعى الشعار وهي معسكر تركي قديم كما يحدها من جهة الشرق منطقة الحمام وهي منطقة رومانية قديمة بها اطلال وبركة كما يقاربه ايضا قصر اموي يدعى قصر البنت تم هدمه قبل سنوات من قبل بعض العابثين.....
بعض المعالم القديمة في مدينة معان الحجازية والشامية
عين الانجاصة - - - - - - -
... صخرة مجوفة في باطن الارض تأخذ شكل حبة الاجاص تمر من خلاله نبع ماء عذب تزود البساتين بالماء من ينابيع اخرى وكان السكان القدامى ينزلون بداخلها فيستحمون فهي باردة عذبة صيفا ودافئة شتاءا وقد ذكرها الرحالة جورج اوغست فالن اثناء مروره بالمدينة عام 1845م وموقعها بالقرب من القلعة العثمانية من الجهة الغربية الجنوبية الى اسفل الجسر التركي الحجري المؤدي الى محطة سكة الحديد ... ومما يذكر ان الإنجاصة تعود ملكيتها لآل قباعة....
عين سويلم - - - - - - - -
نبعة ماء ثرة عذبة تخرج من مصطبة صخرية قديمة مستطيلة وتأتي مياهها من جبال الشراة بواسطة قنوات قديمة ممتدة تحت سطح الارض كالافلاج تماما وهذه العين تزود البساتين من المياه العذبة كما ان السكان الى عهد قريب كانوا يستسقون منها ويتزودون منها ... تم تخريبها في ثمانينيات القرن الماضي....
البركة التركية - - - - - - -
بركة مربعة بطول اثناعشر مترا بعمق ثلاثة امتار اسسها الاتراك منذ عهد سليمان القانوني لاجل تزويد الحجاج بالمياه المتجمعة فيها....
زقاق الحمادين - - - - - - -
هذا الزقاق يمتد من القلعة العثمانية باتجاه الشرق الى اطراف منطقة الطور ولا ادري هل هو ذاته شارع بالوزة ام انهما مسميان لاماكن مختلفة لكنهما مرتبطان بعشيرة الحمادين اقدم الاسر التي سكنت معان قبل قرون.. وكانت سكنى الحمادين تحيط بالقلعة قبل ان تنتقل ملكيتها الى آخرين بالبيع والشراء وتمتد شرقا الى ان تصل الى طور الذباح .. ومرتفع الطور هو مكان سكنى عشائر الكراشين قديما ولكنه اطرافه الشرقية كانت ملكا لبعض اسر الحمادين ومنهم آل قباعة وآل الذباح وهناك قصر ام كلاب – اسم امرأة من الصوالحة- في نفس المكان في حين تقع شماله وعلى شرقي الطور الثكنات التركية المسماة القشلة والقشلة لغة تركية معناها الثكنة حيث كانت تجرى فيها المعاملات الرسمية الحكومية...
ومن جهة الشرقية الجنوبية زقاق مسقوف مقنطر المدخل لكنه ليس بطويل يوصل الى بعض المنازل الملتصقة فيه يؤدي إلى البساتين مباشرة وقد اخذت وصفه من بعض المسنين...
ايضا من الجهة الغربية حيث بيوت البيك وهو احد المسؤولين الرسميين القدامى وهو ينتمي الى عائلة ابو عودة من عشائر الحمادين ...في الجهة الجنوبية للقلعة كان هناك مسجد تركي قديم مشيد من الطين جرفه طوفان عام 1966 م وفي الجهة الجنوبية للقلعة بيوت لعائلة الشراري وابو فانوس والخوالدة واسر من آل خطاب في حين كانت احدى النساء المغربيات المسنات تقيم على شؤون هذا المسجد الآنف الذكر ويقيم الى طرف الجسر الذي يحد القلعة من الغرب في خربوش صغير رجل من الدراويش المجذوبين يدعى سلوم
جحر الغولة -- - - - - - -
في اقصى منطقة البساتين من الجهة الشرقية يوجد كهف صغير يدعى جحر الغولة وهذا المكان يحكي قصة اسطورة قديمة كانت الجدات تحدثنا بها والتي حدثت مع احد افراد اسرة ابو عودة واسمه عودة عياد , فهذا الرجل كان يركب فرسا عائدا من الشام وقبل اقترابه من معان التقت به امرأة عابرة سبيل وطلبت منه ان يردفها خلفه لكي تصل معان فاردفها وتابع مسيره وحانت منه التفاتة فاذا بهذه المراة قد تحولت الى كائن متوحش هو الغول وشرعت بأكل الفرس من الفخذ فما كان من هذا الرجل الا ان يشد على فرسه ويحثها على الجري كي يصل الى معان بسرعة وقال(والله ان اوصلتني الى معان لاكفننك حريرا) ثم تابع مسيره وعرج على جحر الغولة فاحتجز ابنائها وهددها ثم ماتت الفرس فكفنها بالحرير كما تقول الاسطورة ,, وهذه القصة طويلة كانت متداولة قديما ومن ضمن الحكايات الشعبية التي يتداولها اهالي معان.
وقد اقام في هذا الكهف الى منتصف القرن الماضي رجل حجازي لاجئ كان يدعى محمد الطيار ...
مقام الشيخ محمد - - - - - -
قبر الشيخ محمد احد اولياء الله الصالحين يقع جنوبي القلعة بمسافة مائتي متر تقريبا محاط بسور طيني دخلته في صغري فوجدت قطع القماش الاخضر التي تعلقها النساء الزائرت له وبعض الاواني القديمة ,, وقبرالشيخ محمد ربما يكون اقدم من مقام الشيخ عبدالله الملاصق للسوق القديم وكانت المرأة قديما في معان اذا حزبها امر لجأت الى ذلك القبر ( الشيخ محمد) تستغيثه وتطلب منه وتتبرك بزيارته واحيانا اذا ظلمها زوجها تذهب الى هذا القبرفتقمه وتكنسه وتعمل على تنظيفه ثم تشكو لهذا القبر ما حل بها ووقع عليها من ظلم زوجها لها.. والناس قديما كانوا يتبركون بزيارة هذا المقام ...
المقبرة القديمة - - - -
تقع جنوب عين سويلم على هضبة صغيرة وقديما كان اهالي معان لهم مدفن واحد هو هذا المدفن الذي كان قديما يقع الى يمين الطريق المؤدية الى المحطة جنوبي القلعة بعد الوادي هو مدفن عشيرة الحمادين العريقة في القدم ثم زحف الى جهة الغرب ليعلو الهضبة الآنفة الذكر,,
كنت اتجول في تلك المقبرة وابحث بين تلك القبور الدواثر المتداعية علني اجد بعض العبارات والنقوشات القديمة فعثرت على اقدم نقش يعود تاريخه الى عام 1804 م وهو قبر امراة نابلسية تدعى فاطمة بنت عمر افندي النابلسي وهناك الكثير من الحجارة المقبرة بنقوش وتواريخ تعود الى اواخر القرن التاسع عشر أما ما صمد من تلك الدوارس فهو ما ارتفع بناؤه واحكم تجصيصه اما المسوى بسطح الارض فكان مصيره التداعي والخراب... والمقبرة تلك اقدم المقابر في معان الحجازية أما منطقة الشامية فبها مقبرتان مقبرة كبيرة للمسلمين ولم أعثر فيها الا على نقش حجري واحد يعود الى سنة 1889 م وهناك أيضا في منطقة الشامية مقبرة قديمة للمسيحيين أزيلت في الثمانينيات من القرن الماضي.... هناك مقابر أخرى انشأت في مطلع القرن العشرين كمقبرة المنطار ومقبرتان في سهل معان ( شارع فلسطين الحالي) وأخرى بجانب جبل البواب ومقبرة الكراشين وهي قديمة أيضا......
ام جديع - - - - - -
صخرة قديمة تقع الى الشرق من حدائق منطقة الشامية كان الناس قديما يتبركون بها فيزورونها في مناسبات الختان وغيرها فيوقدون الشموع والبخور ويلطخون جدرانها بالحناء ويربطون الاقمشة بها طلبا للحاجات واكثر ما يفعل هذا هن من النساء العجائز .. واسطورة ام جديع تروي قصة امراة صالحة تدعى ام جديع دخلت في هذه الصخرة ولم تخرج ..
مغارة نمر- - - - - -
هذه المغارة تقع على الطرف القبلي لوادي الشامية اسفل المقبرة وهي مغارة مرتفعة ممتدة في العمق كانت تستخدم لخزن الاعلاف والمؤن وزرائب للخيل قديما وربما سميت بهذا الاسم نسبة الى عبدالله باشا النمر النابلسي الذي اسس قلعة الشامية اواخر القرن السابع عشر الميلادي .. والشامية بها مغارات عديدة في منحدراتها الصخرية ولذلك كان الاهالي يسمون الشامية المغارة فكانوا يقولون نريد ان نقصد المغارة اي منطقة الشامية
رجم ام عمرو- - - - -
يقع جنوبي المقبرة القديمة وهو عبارة عن تلة كبيرة كانت تسمى رجم بكسر الجيم في لهجة اهل معان وتعني المرتفع من الارض دون الجبل... وام عمرو هي سارة الرواد ابنها عمرو الرواد ,, وسبب التسمية يعود الى العصر التركي اثناء حصار معان من قبل قوات الشريف والانجليز لمعان اذ اصطلح الاهالي لمقاومة الغزو بأن تذود كل عشيرة عن واجهاتها فكان نصيب عشيرة الرواد هو قمة هذا التل الذي حفرت في اعلاه الخنادق للتمترس ضمن خط نار يمتد من هذا الرجم الى اتجاه المحطة فما كان منهم الا ان اطلقوا عليه اسم هذه المراة كعادة العرب في النخوة والتنادي باسم الاخت اثناء احتدام الغزو, ولا زالت اثار الخنادق ظاهرة في هذا الرجم حتى يومنا هذا ...
المنطار - - - - - - - -
هو المكان الذي يجلس فيه الناس لانتظار بعضهم البعض والمنطار في معان مكان مرتفع ملتقى شوارع كان السكان يستريحون فيه ويلتقوم بعضهم ببعض .. وكان المنطار قديما بالقرب من بيت الشيخ ابراهيم الرواد والمنطار يتوسطه عامود خشبي في اعلاه فانوس للانارة الليلية .. وهناك مدفع المنطار في رمضان وهو مدفع تركي كان يستخدم في شهر رمضان ويوضع على المنطار...
مسجد علي الشايب --------
بني في اواخر القرن التاسع عشر وهو مسجد كبير متسع بناؤه من الطين ترتفع له مئذنة مشيدة من الطين .. وسمي بهذا الاسم نسبة الى الرجل الذي بناه وهو الحاج علي العقايلة ... بعد انهيار هذا المسجد في طوفان عام 1966 م تم إعادة بناء مسجد آخر مكانه سمي مسجد الهاشمي ...
الغدير - - - - -
ملتقى منخفض لمياه الينابيع العذبة في منطقة الشامية بطول 12*8*3م تنزل اليه المياه بشكل شلالات صغيرة تحيط به اشجار القصب والنخيل والاعشاب المتنوعة .. وهو من الامكنة التي كان الاهالي يمارسون فيها السباحة في الصيف ويستجمون بالقرب منه كما ان الابل كانت ترد اليه لترتوي من عطش الصحراء ... للغدير مسرات كما انه له ذكريات مؤلمة اذ انه كان ملاذا لليائسين من الحياة من الذين انتحروا غرقا في هذا الغدير قديما وحديثا........
بركة الخوالدة - - - -
تقع اسفل الغدير وهي بركة تكونت من الصخور الموجودة في تلك المنطقة باجراء بعض التغييرات عليها من قبل القدامى
بركة النخلة - - - - -
تقع في احضان بساتين الشامية وهي بركة كبيرة متسعة 12*12 *1م
بركة الخورة - - - - -
تقع قبل الغدير وهي بركة قديمة جدا كانت لعشيرة الخورة او الخوري وهي اقدم العشائر في منطقة الشامية
عين الخورة أو الشروي - - - -
هذه العين تخرج من باب صغير حجري في قاع جدار ترابي في اعلى بساتين الشامية وتنسب هذه العين الى عشيرة الخوري او الخورة ايضا
عين ال***ة- - - - - -
تقع في الجنوب الشرقي لمعان على بعد بضعة كيلومترات هناك حيث تروي مجموعة من الحدائق والبساتين وهي تعود في الأصل لعشائر الحمادين ...
عين فياض- - - -
في منطقة المحطة وهي لعشيرة الخوالدة
بئر الحاج- - - - -
في منطقة المحطة وهو بئر قديم جدا كان الحجيج يستقون منه...
بئر السبيل - - -
يقع في اسفل السوق القديم وفي منتصف الطريق وهو بئر لعامة الناس
بئر بالوزة - - -
بالقرب من القلعة العثمانية الى جهة الشمال وسمي بهذا الاسم نسبة لفتاة اسمها بالوزة من عشيرة الحمادين قضت في احدى السيول التي اجتاحت المدينة قديما
بئر الكراشين - - --
يقع اسفل جبل الطور الذي تقطنه عشائر الكراشين
بئر الساحة - - --
يقع في وسط ساحة الفناطسة وهو بئر عام
بئر المزراب- - - -
يقع بالقرب من بساتين الشامية ويصب في بركة المزراب....
بئر الخماسي- - - - -
يقع الى الغرب من منطقة بساتين الشامية ويمتاز بغزارة مياهه.. تعطل منذ الطوفان عام 1966م
عيون الضواوي - - -
تقع الى الغرب من مدينة معان وعلى بعد بضعة كيلومترات وتنقل المياه بواسطة اقنية تحت الارض له طاقات ومنافذ للتهوية تسمى الضواوي ومفردها ضوية أي الفتحة التي تضوي فترى الماء يجري بداخل الاقنية وهي بمثابة التنفيسة لتلك الافلاج . ونظام الضواوي نظام ري قديم اوجده العرب الانباط لنقل المياه البعيدة بواسطة القنوات وباستخدام قانون التسارع وحركة الاجسام.... وعين الضواوي تزود معظم ينابيع معان بالمياه العذبة..
وادي الينتولي- - - - -
وادي يشرف على بساتين الشامية من منطقة الشمال وهناك زيتون قديم في تلك المنطقة يدعى اليناتيل يعود الى عائلات من النسعة ...
وادي الشامية - - - -
اكبر الاودية في معان يمتد من جبال الشراة ويصب في قاع الجفر اثناء نزول الامطار بغزارة
من ذاكرة المكان في معان ( المحطة ) 5
اكتسبت منطقة المحطة اهمية كبيرة ابان العمل على انشاء مشروع خط سكة الحديد الذي يربط اسطنبول بالمدينة المنورة في بدايات القرن العشرين وهذا المشروع الذي سخر له آلاف العمال من رعايا الدولة العثمانية يعملون فيه هم ودوابهم تحت إشراف المهندسين الالمان والطليان الذين تعاقدوا مع الدولة العثمانية لاجل انشاء ذلك الخط العملاق
غير اننا اذا ما عدنا الى ما قبل القرن العشرين لوجدنا بان منطقة المحطة وقبل تسميتها بهذا الاسم تشهد بعضا من النشاط الانساني وهي المناطق التي سكنتها وتملكتها عشائر الحمادين والخوالدة بالاضافة الى تواجدهم في المدينة القديمة وايضا توافرت في تلك البقعة ينابيع الماء ومنها عين ال***ة التي تعود للحمادين ايضا وبئر الحاج الذي كان يتزود منه الحجيج اثناء رحلتهم الى الحجاز لاداء مناسك الحج وهو بئر قديم كان ملكا لعشيرة الخوالدة قبل ان تنتقل ملكيته الى غيرهم ايضا انتشرت الاراضي الزراعية تلك المنطقة حيث كان اولئك الناس يمارسون الزراعة فيزرعون مختلف انواع المزروعات ومنها التبغ
مع البدء بانشاء الخط الحديدي الحجازي في بدايات القرن العشرين تغيرت المعالم في تلك المنطقة وتغيرت الاسماء فسميت هذه البقعة بالمحطة أي محطة سكة الحديد وانشات المباني الكبيرة والثكنات والمنازل ليقيم فيها الموظفون والجنود والتجار وقد كانت الحامية التركية تتركز في تلك المحطة وما حولها ببضعة آلاف من الجنود ابان الحرب الكونية الاولى وانتشرت هذه الحامية حول المدينة في اثناء حصار معان عام 1918 م من قبل القوات الانجليزية وقوات الشريف حسين
ان جميع البنايات الموجودة في منطقة المحطة هي من تأسيس الترك ثم جاء العرب بعد سقوط معان واستولوا على تلك البنايات والثكنات وتحولت بعد ذلك الى ملكية الدولة الاردنية بعد سقوط الدولة العثمانية
ان قصة ذلك الخط تحكي قصة معاناة آلاف العمال من العرب ورعايا الدولة العثمانية الذين كانوا يعملون في ظروف صعبة الا ان الحماس الديني كان يخفف من تلك المعاناة ونعود مرة اخرى الى منطقة المحطة وما يحيط بها من تلال قريبة حيث نرى بقايا المتاريس التركية اثناء الحصار ونرى بقايا الاستحكامات وبعض القبور التركية في ذلك الموقع
بعد قدوم الملك عبدالله الاول ونزوله في القص الموجود في المحطة استقبله اهالي معان تمهيدا للانطلاق نحو سوريا لاجل دعم الثورة السورية وذلك عام 1921م وقد اقام الملك في ذلك القصر الى ان انتقل الى عمان واستقر فيها وتعود بنا الذكريات الى اول صحيفة اردنية صدرت من امارة شرق الاردن في معان وهي بعنوان الحق يعلو صدر منها بضعة اعداد ثم توقف صدورها بعد ذلك
اقام الانجليز في منطقة المحطة اثناء الانتداب كما تم استخدام المبنى الاساسي في المحطة كفندق من قبل احد الارمن واسمه يعقوب الارمني وكانت في تلك المنطقة دار للسينما كان يرتادها الشباب في معان في فترة الانتداب الانجليزي
ولا ننسى ان تلك المحطة كانت تعج بالمسافرين والبدو والحجاج ونقل البضائع وتوافد البدو لتحصيل بعض حاجياتهم مع العلم ان المنطقة قد استقر بها بعض البدو وبعض من افراد عشيرة الصلاحات وآل قريشي ولا زالوا الى الآن
بعدما تأسست مؤسسة سكة حديد العقبة في تلك المنطقة تغيرت النشاطات في تلك المنطقة حيث اصبحت منطقة تعج بالعمال والتقنيين والقاطرات والشاحنات ولم يبق من آثار الحصار والحرب الا بقية قليلة تتراءى لابصارنا من بعيد في وسط تلك الصحراء البعيدة
صورة توضح البدء بالعمل في انشاء محطة معان عام 1900م
http://images.marketworks.com/hi/63/62979/trains24.jpg
صورة اخرى لعمال منهمكين في العمل بالقرب من معان 1903م
http://nabataea.net/Maan%201903%20construction.jpg
صورة اخرى عام 1918م
http://nabataea.net/Image99.gif
صورة حديثة لقصر الملك عبدالله الاول في معان
http://nabataea.net/maan6.jpg
صورة اخرى للمحطة عام 1918 م
http://www.telstudies.org/gallery/photos/1914-18/images2/r165.jpg
________________________________________