مشاهدة النسخة كاملة : البيت القديم في حائل
بدر بن عبدالمحسن
16-03-2007, 18:17
البيت القديم في حائل (1)
اتمنى ان يجد هذا الموضوع الخاص بالبيت الحائلي القديم ان يجد الاهتمام وان يكون ذا قيمة ..!!
نستطيع القول أن البيت القديم في حائل هو ذلك المسكن الذي يضم أسرة بأكملها. ومشيد من الطين والخشب بتعاضد أبناء الحي بعيدين عن العمالة الوافدة وبأجرة رمزيه تكاد تكون مجرد حصوله على وجبة غداء أو عشاء .
فمنهم المتخصص ببناء الحيطان ومنهم المتخصص في تجريد العسيب للأسقف ومنهم المتخصص في ترميل الأسقف وذلك بربط العسيب بأخشاب الأسقف التي تحضر من خشب شجر الأثل . وقد عايشت تلك الفترة في أواخر الثمانينيات بعد الثلاثمائة وألف للهجرة النبوية ، حيث شاهدتْ كيف يتم بناء الحائط من الطين وتركيب الأبواب والأسقف وتبليط السطوح بالطين وإنشاء الميلة ( وهي أعمدة لتكوين القبب أمام الأحـواش وفي السطوح ) وسنتطرق بالتفصيل ما أمكن عندما نتحدث عن كل جزء من أجزاء ذلك البيت وبأسمائها المتعارف عليها في تلك الأيام ومرجعيتها باللغة العربية .
* الباب الطالعي
وهو أول إطلالة تواجه القادم للبيت القديم بعد أن يدخل الحارة أو الحي . وأشهر تلك الحارات في حائل في ذلك الوقت حارة السويفله ولبده وبرزان وسرحه والعليا والزباره وعفنان ومغيضه .
( والحاره )[1] عبارة عن ممر لايتجاوز عرضه في الغالب أربعة أمتار ويصل طوله إلى مائتين متر ولايأخذ غالباً شكل الإستقامه ويتخلله ممرات صغيره مسدودة وعلى جانب تلك الممرات تقع البيوت القديمة المتراصصة في مبانيها إلى حد أنه ومن شدة التراصص والتداخل بين تلك البيوت تجد أن الغرف السفلية مملوكة لشخص وبعض الغرف العلوية مملوكه لشخص آخر .
ونعود بالحديث عن الباب الطالعي والذي بمثابة المدخل الرئيسي للبيت القديم وقد عرّف الباب في اللغة[2] بأنه المدخل أو الطاق الذي يُدْخل منه وبمعنى مايُغْلق به ذلك المدخل من الخشب وغيره وجمعه أبواب وبيبان كتاج وتيجان ويقال أيضاً أبوبه .
قال الشاعر : -
هتــاك أخبية ولاج أبوبه **** يخلط بالبر منه الجدّ والينـا
وأستعار سو يد بن كراع الأبواب للقوافي فقال :ـ
أتيت بأبواب القوافي كأنمـا أذود بها سرباً من الوحش نزعا
والبواب لازمه وحافظه وهو الحاجب .
وفي لهجتنا العامية الباب الطالعي هو الباب الخارجي للبيت القديم وهو المطل على الممر أو الحي ومكوّن من عدة أجزاء . فهو عبارة عن قطع خشبية تأتي بطول يقارب المترين أو الثلاثة وبعرض مترين أو أقل ومن خشب الأثل أو جذوع النخل كما يسمونها بالعامية (النغف )[3] قطّعت بأشكال مستطيلة ورصت بجانب بعضها ويربطها أربع قطع خشبية من خشب الأثل دائرية الشكل ومنبسطة القاعدة تمسك بواسطة مســامير كبيرة ذات قرص وتســمى ( أبو قرص)[4] ويشتمل الباب على ( الرّكزه ) وهي زيادة في خشبات الباب الأخيرة من أعلى فتدخل بما يسمى (النجاف) وهو الحامل للحائط الطيني من أعلى الباب وهو عبارة عن ثلاث خشبات بجانب بعضها الخشبة الوسطى منها بها فتحة مستديرة تدخل بها الرّكزة العلوية والرّكزة السفلية تكون بداخل خشبه محفورة ومثبتــة في الأرض تســـــمى ( الدواسة ) ومن خلال تلك الركزتين يسهل فتحه وقفله .
ويشمل الباب الطالعي على ( الضبة )[5]وهي بمثابة القفل للباب ومكونة من لسان خشبي ينزلق داخل قطعة خشبية أخرى بها فتحات صغيره تسقط من خلالها على ذلك اللسان (السنون ) وهي قطع خشبية صغيرة مدورة وتدخل في فتحات مقابلة باللسان فتمسك اللسان من الرجوع عند سحبه من قبل أي شخص بحيث لايتمكن من فتح الباب لكون اللسان داخل في فتحة مقابلة له في الحيط . الضبة مفتاح خاص يتناسب مع المسافات بين الفتحات على شكل حرف ( ل ) يدخل من خلال حفرة في مؤخرة اللسان ويرفع بواسطته تلك الخشبات الساقطة الماسكة للسان الضبة وهو مصنوع إماّمن الخشب أو من الحديد .
كما أنه يحتوي ذلك الباب على ( الحلقة )[6] وهي المنبه لأهل البيت عن طارق الباب ومكونه من حديدة مدورة بسمك الإصبع غالباً . ومثبتة بواسطة ماسك حديدي بالباب وعادة ما تكون في النصف العلوي من الباب ويقابلها من أسفل مسمار من نوع ( أبو قرص ) مثبت في الباب فإذا رفعت تلك الحلقة باليد إلى أعلى وتركت نزلت باتجاه الأسفل وأحدثت صوت من جرّا سقوطها على ذلك المسمار المثبت بالباب فينبه أهل البيت ويحضرون للطارق . ويزدان الباب الطالعي بالنقوش وهي عبارة عن دوائر سوداء ومثلثات تكون أسفل وأعلى القطع الخشبية المعترضة التي تمسك خشبات الباب الطولية وعادة ما يستخدم في عمل تلك النقوش البوية أو حرقها من على ذلك الخشب بالنار بواسطة أداة حديدية وحسب الزخرف المطلوب.والإيطار الخارجي للباب الطالعي يزدان عادة (بالجص )[7] المزخرف . وهو عبارة عن مادة طينيه بيضاء يتم استخراجها من الطين بعد إجراء أعمال تكرير وحرق بالنار .
ومن الظريف في تلك الأيام أن الصبيان الصغار في البيت القديم يلجئون دائماً إلى تسلّق الباب الطالعي من أسفل إلى أعلى لغرض اللعب والمرح .
----
[1] الحارة في اللغة كل محلّة تدانت مساكنها أي قربت . المنجد في اللغة والإعلام ص : 164 .
[2] تاج العروس ج1 ص : 153 .
[3] النغف في اللغة هو دود يكون في أنوف الإبل أو الغنم ومفرده نغفه ويعرّف النغف أيضاً بدود أبيض يكون في النوى المنقع . القاموس المحيط ص : 772 .
[4] سميت أبو قرص ، لأن لها رأس مستدير كالقرص . ففي اللغة القرصه جمع قرص وهي قطعة من الخبز مبسوطة مستديرة . وقرص الشمس بمعنى عينها . فيقال غاب قرص الشمس . والقرّص من الحلي وغيرها المستدير كالقرص . المنجد في اللغة والإعلام ص : 620 .
[5] الضبة في اللغة موضع وأنشد ثعلب للحذلي ، مضارب الضبة وذي شجون ... ومعنى ضبته النار والشمس لفحته وغيرته وأحرقته وشوته وأضبى الرجل على ما في يديه : أمسك . وأضبى إذا رفع الشيء قال رؤية :
ترى قناتي كقناة الأضهاب يعلمها الطاهي ويضبيها الضاب . *
*يريد الضابي وهو الرافع . لسان العرب ج8 ص : 20 .
وسميت بالعامية ضبّة قد يكون ذلك من جرّاء رفعها لأنها الوسيلة الوحيدة لدفعها وفتح الباب أو أنها تمسك الشيء كالباب عندما يقفل بها .
[6] الحلقة جمع حلق وحلقات ، وهي كل شيء استدار وحلقة الباب : هي دائرة مفرغة تعلق به ليقرع بها . المنجد في اللغة والإعلام ص : 150 .
[7] الجصّ :ويعرف في اللغة بأنه ما يطبخ فيصير كالحجارة فيبنى به وتسميه العامة الجفصين[ يونانية ] وكذلك هو ما يطلى به البيوت من الكلس والجصّاص صاحب الجصّ وبائعه والجصّاصة معمل الجصّ . المنجد في اللغة والإعلام ص : 92
---
جدار الطين
للجدار تعريف باللغة العربية وهو بمعنى[1] جدر بفتح وسكون وتعني الحائط كالجدار بكسر الجيم . وورد في قول عبد الله بن عمر إذا اشتريت اللحم يضمّك جدر البيت . وقالوا هو في اللغة الجدار وجمعه ( جدر ) بضم الجيم وسكون الرّاء . وجدران جمع الجمع مثل بطن وبطنان وقال سيبوبه وهو ماأستغنوا فيه ببناء أكثر العدد عن بناء أقلّه فقالوا ثلاثة جدر . والجدر (حطيم الكعبة ) لما فيه من أصول حائط البيت وفي الأساس . وللحجر ثلاثة أسماء الحجر والحطيم والجدر وهو أصل ( الجدار ) سمي به لأن جداره مستوطيء وفي الحديث حتى يبلغ الماء جدره أي أصله والجمع ( جدور ) .
وقال اللحياني جدره ( جانبه ) والجمع جدور وأنشد :ـ
تسقى مذانب قد طالت عصيفتها جدورها من أتى الماء مطموم
ومعنى الطين[2] هو خليط من الأرض ويختلف باختلاف طبقاتها وأجوده الحر النقي الخالص بعد رسوب الماء . وأجود ذلك طين مصر وله مزية خصوصية في دفع الطاعون والوباء وفساد المياه إذا ألقي فيها . والمأخوذ من مقياس النيـل مجرب لذلك ، والطين أنواع منه المختوم والدقوقي والطيطلي والشاموسي والأرمني والخرساني . والطينة القطعة منه وأيضاً بمعنى الجبلة أو الخلقة فيقال هو من الطينة الأولى . والطيان هو صانع الطين .
والمعنى العامي لجدار الطين هو الحائط الذي يكون منه البيت القديم وعادة ما يكون إماّ على شكل عروق فوق بعضها بطول الجدار وبسماكة تصل إلى عشرين سنتمتر تقريباً وبعضها يصل سمكها إلى عدّة أمتار خاصة في مباني القصور والقلاع وأسوار المدن القديمة ليصعب هدمها وإقتحامها.
وجدار الطين يكوّن من الطين المستخرج من الأرض ويخلط بالماء ويتعاطوه المنشئين له على شكل ( لباق )[3] وهي كتل من ذلك الطين تؤخذ باليدين وتعمل على شكل قطعة دائرية تعطى للبنّا أو الأستاذ الذي يقوم ببناء الجدار . ويخلط مع الطين تبن ليتماسك ببعض ، وأحيـاناً يحضر لجدار الطين ما يسمى ( اللبن )[4] وهو عبارة عن قطع طينيه مستطيلة بطول أربعين سنتمتر تقريباً وعرض عشرين سنتمتر وسمك عشرة سنتمترات تحضّر مسبقاً بواسطة قوالب خشبية وهي تشبه البلك حالياً في طريقة بنائها وبعد فترة من نشوف الحائط المبني يطْلى بالطين كهيئة التلييص بالإسمنت الحالي لكي يغطي شكل اللبن المتر أصص بجانب بعضه .
وإذا رجعنا لمعنى الطينة آنفة الذكر والتي ذكر من معانيها ( الجبلّه أو الخلقة ) فإننا نسترجع لعاميتنا وندْرك أنها تأخذ في غالبية ألفاضها من اللغة الفصحى كمن يوصف لعدم لباقته بالقول ( هذا الشخص ثقيل طينه ) يعني ثقيل الجبلّة أو الخلقة . ومن أهم ما يشد الانتباه عند النظر إلى جدار الطين في البيت القديم ( الكاتولة )[5] وهي ذلك البروز الذي عادة ما يكون فوق الباب الطالعي وهي من أصل الحائط ترتكز على عارضتين من الخشب وبروزها يقارب ثلاثين سنتمتر من أسفل وبعرض يصل أحياناً إلى سبعين سنتمتر وتلك العارضتين تحتوي على فتحات بحيث يتمكن من هو داخل البيت من مشاهدة القادم إليه والذي يطرق الباب الطالعي وهي كالمنظار الذي يستخدم حالياً في الأبواب الحديثة وعادة ما تقع فوق سقف المدخل من الداخل وهي وسيلة أمنيه يعرف من خلالها طارق الباب عماّ إذا كان عدو أو صديق ولا يقتصر وضع الكاتوله فقط فوق الأبواب الطالعية للمنازل بل نشاهدها على أسوار المدن قديماً وعلى القلاع التي تكون في زوايا القصور القديمة وهي عبارة عن أبراج مراقبه دائرية الشكل أو مربعة ويتم من خلاله معرفة القادم لبوابات الأسوار ..
ولشدة بروز ( الكاتوله ) من فوق الأبواب فهي تضرب كمثل شعبي في تشبيه الشخص ممن له أنف كبير فيقال له (خشمه مثل الكاتوله ) لشدّة بروزه للأمام..
ومن الحكم القديمة وبعد اختلاط بداية عصر التطور أثناء وجود البيوت القديمة كان أحد الشعراء يقول أحد الأبيات محذراً خلط البناء القديم بالبناء الحديث والذي يستخدم به الإسمنت والطوب فيقول :ـ
أكبر غلط بنين على الطين طابوق خطرٍ عليه من المطر لايطيحي
[1] تاج العروس ج3 ص : 89 .
[2] تاج العروس ج9 ص : 270 .
[3] لبّاق : لبّق الشيء بمعنى ليّنه . المنجد في اللغة والإعلام ص : 711 .
وقد تكون لهجتنا العامية قد استوحت هذا الاسم للطين عندما يؤخذ قطع صغيرة بعد خلطه بالماء وسمي لبّاق لكونه ليّن .
[4] اللّبن :في اللغة لبّن بمعنى صنع اللّبن للبناء . ولبّن الشيء ربّعه وجعله كاللبنة ، واللّبن : المضروب من الطين مربعاً للبناء ، واللّبان والملبّن صانع اللّبن ، والملبنْ : قالب اللّبن أي الآجر شبه المحمل ينقل فيه اللّبن . المنجد في اللغة والإعلام ص 712 .
[5] لم أجد في قواميس اللغة المتوفرة لدي مسمى عربي للكاتوله وعلى ما يبدو أنها من لغة بلاد الفرس .
بدر بن عبدالمحسن
16-03-2007, 18:20
البيت القديم في حائل (2) ::
* المرزاب
لم أجد في قاموس اللغة العربية تعريف لكلمة (المرزاب ) وقد تكون كلمة فارسية بدليل التعريف لكلمة المرز في اللغة[1] وتعني الحباس الذي يحبس الماء فارسي معرب والجمع مروز . ومرزبان في الحديث ؛ أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم . قال هو بضم الزاي أحد مرازبة الفرس وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك وهو معرّب .
وفي لهجتنا العامية المرزاب هو قطعة خشبية تصنع من خشب الأثل بطول لايتجاوز المترين ويحفر من خلالها مجرى لنزول مياه الأمطار من على سطوح البيوت القديمة يوضع له فتحة في الحائط الخارجي ويثبت من خلالها على سطح البيت بواسطة خلطة من الطين أو الجص . وأحياناً يصنع المرزاب من الزنك على شكل ما صورة مبرومة منحنية في آخرها تجاه الأرض بانحناء لايتجاوز عشرين سنتمتر وهناك طرق أخرى لتصريف مياه الأمطار من فوق سطوح المنازل القديمة باستخدام ( السيالة )[2] وهي مجرى يحفر بالحائط الخارجي باتجاه الأرض حيث يخرج المطر من خلال الفتحة بالسطح عبر ذلك المجرى ويطلى عادة بالجص أو الأسمنت العادي كي لا يتسبب نزول المطر وغزارته في تشقق جوانب الحائط الطيني للبيت القديم .
[1] لسان العرب ج3 ص : 77 .
[2] السيالة تعرف باللغة بأنها موضع ، والمسيل هو المكان الذي يسيل فيه ماء السيل أي المطر وجمعه مسا يل . لسان العرب ج6 ص : 458 . *
وأعتقد أن تسمية السيالة بهذا الاسم باللهجة العامية هي مستوحاة من اسمها العربي المسيل لكنها أخذت اسم لمؤنث بعد التحريف البسيط في حروف اللفظ .
----
* الزرانيق
هي جمع (زر نوق ) بفتح الزاي ويقال بضم الزاي ومعناه في اللغة[1] منارتان تبنيان على جانبي رأس البئر فتوضع عليهما النعامة وهي الخشبة المعترضة عليها ثم تعلق منها القامة وهي البكرة فيستقى بها وهي الزرانيق كذا في المحكم . وقيل هما حائطان وقيل خشبتان أو بنا آن كالميلين على شفير البئر من طين أو حجارة . وفي الصحاح فإن كان الزرنوقان من خشب فهما دعامتان . وقال الكلابي إذا كانا من خشب فهما النعامتان والمعترضة عليهما هي العجلة والغرب معلق بالعجلة ومثله في العباب . والزرنوق أيضاً النهر الصغير . وروي عن عكرمة أنه سئل عن الجنب يغتمس في الزرنوق أيجزئه من غسل الجنابة قال نعم . وقال شمر الزرنوق النهر الصغير كأنه أراد الساقية التي يجري فيها الماء . والزرنوق بكسر الزاي بمعنى الزرنيــخ ( وتزر نق الرجل ) بمعنى تعين وأستسقى على الزرنوق بالأجرة ومنه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؛ لا أدع الحج ولو أن أتزر نق .
والزرنوق في لهجتنا العامية عبارة عن شكل جمالي يوضع أعلى الحائط الطيني للبيت القديم من الخارج في الغالب ويأتي على شكل ثلاث طبقات من الطين توضع فوق بعضها تشكل في مجملها شكل الهرم المدرّج وتزيّن الزرانيق عادة بالجص الأبيض لتعطي منظراً جمالياً من فوق جدار الطين وتصف تلك الزرانيق بجانب بعضها وبمسافة لا تزيد عن خمسة عشر سنتمتر. وهناك أنواع مصغّرة من الزرانيق تكون غالباً على الحيطان الداخلية وهي عبارة عن قطع طينية صغيرة مدورة بارتفاع خمسة عشر سنتمتر تكون مرصوصة بجانب بعضها وبمسافة تقارب عشرة سنتمترات .
[1] تاج العروس ج6 ص : 370 .
----
* السويق
يعرّف السويق في اللغة[1] بأنه ما يتخذ من الحنطة أو الشعير وجمعه أسوقه ويقال السويق المقل الحتى والسويق النبق الفتي . وقال شيخنا هو دقيق الشعير أو السلت المقلو ويكون من القمح والأكثر جعله من الشعير . وقال أعرابي يصفه هو عدة المسافر وطعام العجلان وبلغة المريض . وفي الحديث ؛ فلم يجد إلا سويقا فلان منه وقال أبو عمرو السويق ( الخمر ) ويقال لها أيضاً سويق الكرم .
وأنشد سيبويه لزياد الأعجم :ـ
تكلفني سويق الكرم جرم
وما جرم وما ذاك السويق
وما عرفت سويق الكرم
حرم ولا أغلت به مذْ قام سوق
ومثنية السويق ( عقيبة بين الخليص والقديد ) والسواق كزناد الطويل الساق عن أبن عمر وأنشد للحجاج :ـ
بمخدر من المخادير ذكر
يهتذ رومي الحديد المستمر
عن الظنابيب وأغلال القصر
هذك سواق الحصاد المحتضر
( المحذر ) القاطع (الحصاد ) بقلة . وقال ابن عباس السواق ( طلع النخل إذا خرج وصار شبراً ) وقيل السواق هو ما سوق وصار ساق من النبت .
والسويق في عاميتنا هو المدخل الرابط بين الباب الطالعي والباب الوسطي والذي هو مدخل النساء إلى داخل البيت غالباً وباب القهوة هو مدخل للرجال إلى مجلسهم . ويأتي السويق على هيئة طريق غالباً مسقوف وبه من أعلى فتحة من خلال السطح مطلة على الباب الطالعي تستخدم عند إجابة صاحب البيت أثناء وجوده بالسطح لمن هو عند الباب الطالعي خاصة في أول الليل عندما يتجه أصحاب البيت لتلك السطوح للنوم بعيدين عن أجواء المكيفات المستحدثة . ويطلق على تلك الفتحة اسم ( الفاج )[2]والسويق عادة يكون بطول ثمانية أمتار تقريباً ويصل عرضه إلى اثنين متر ومكسية حوائطه الداخلية بالجص الأبيض ليعطيه جمالاً . ويتخلله باب القهوة وهو مماثل للباب الطالعي من حيث تركيبه عدى أنه يكون مصنوع من خشب أخف من الباب الطالعي وهو من أجمل الأبواب في البيت القديم إذ يزدان بالنقوش الدائرية والمثلثة والزخارف ذات الألوان الحمراء والزرقاء والسوداء والصفراء وهو الباب المخصص لمجلس الرجال وسمي
( باب القهوة ) لأن مجلس الرجال يسمى القهوة .
كذلك يتخلل السويق ( الباب الوسطي ) وهو الذي يتجه من خلاله الداخل للبيت وعادة يستخدم من قبل النساء وهو مشابه للباب الطالعي من حيث تركيبه ونوعية الخشب المستخدم في صنعه . عدى أن الضبة من النوع الطويل تكون من الداخل وتفتح بواسطة حبل يخرج إلى الجهة المقابلة للباب عن طريق خرم صغير فيهزْ ذلك الحبل حتى تنفتح الضبة وتسمى تلك الهزة باللهجة العامية ( بالقرقعه )[3] والكلمة العامية الشائعة ( قرقع الباب ) تعني محاولة فتحه من خلال ذلك الحبل وعملية فتح الضبة بواسطة القرقعه تحتاج لإنسان متدرب وماهر إذْ يصعب على صغار السن فتحها . وتتم تلك العملية بمسك الحبل باليد اليسرى وهزّه لأعلى بينما إصبعان من اليد اليمنى تكون ممسكة بلسان الضبة ما بين الحائط والباب وعندما يتم تحريك الحبل لأعلى يدفع اللسان بالإصبعين للخلف حيثما أرتفع قفل الضبة والتي تسمى بأسنان الضبة . وقد مارست بنفسي فتح مثل هذا النوع من الضبة وفي بداية حياتنا وعندما كنا صغاراً يصعب حقيقة إجادة فتحها من قبلنا إلاّ بالممارسة والتكرار . وما أحلى ما نسمع في تلك الأيام من ترديدات لبعض الأناشيد التي تتعلق بالباب والقرقعة .
[1] تاج العروس ج6 ص : 388 .
[2] الفاج : يعرف في كلام العرب بأنه التفريج بين الشيئين كمثل الرجل إذا فاجّ بمعنى باعد إحدى رجليه عن الأخرى ليبول . لسان العرب ج10 ص : 186 .
وابتعاد السقف عن السقف فيما بينهما سمي بلغتنا العامية فاج وهذا المسمى قريب من الاسم في لغتنا العربية .
[3] القرقعة : قرقع قرقعة بمعنى أسمع صوتاً جافياً كصوت وقوع الحديد على الحديد أو نحــو ذلــــك [ عامية ] . المنجد. في اللغة والإعلام ص : 624
----
* الليوان
تكون مغطاة ويعرف الليوان[1] بالإيوان وهو المكان المتسع من البيت يحيط به ثلاث حيطان [ فارسية ] .
وفي لهجتنا العامية الليوان هو ذلك المكان الذي عادة ما يكون مفتوح من جهته الأمامية يشبه القبة حيث يحيط به ثلاث حيطان ويأتي في الغالب قبل المجلس الخاص بالرجال [ القهوة ] وهو بمثابة مكان جلوس للرجال في أوقات الصيف ويكون الليوان أحياناً فوق سطح مجلس الرجال في الدور العلوي من البيت القديم وله درج مستقل قرب مجلس الرجال ويشتمل أحياناً على كمار ووجار لإيقاد النار وحيطانه في الغالب بالجص المزخرف ومقدمته المفتوحة تغطى أحياناً بالشبك الناعم لكي لا تتسلل الطيور من خلاله سواءً العصافير أو الحشرات أو الخفاش الذي عادة ما يخلد للنوم في مثل هذه الأماكن فيحصل لها الاتساخ من دمائها .
[1] المنجد في اللغة والإعلام ص : 743 .
----
* القهوة
القهوة في اللغة العربية قد تكون[1] مشتقة أو مأخوذة من كلمــة ( ألقاه ) وهي الجاه وتعني سرعة الإجابة في الأكل ـ عن ابن سيده ـ ومنه الحديث أن رجلاً من أهل اليمن قال للنبي صلى الله عليه وسلّم ( أنا أهل قاه فإذا كان قاه أحدنا دعا من يعينه فعملوا له فأطعمهم وسقاهم من شراب يقال له المزر فقال أله نشوة قال نعم قال فلا تشربوه ) قال أبو عبيده ألقاه سرعة الإجابة وحسن المعاونة يعني أن بعضهم يعاون بعضاً وأصله الطاعة ، ألقاه الرفيه من العيش يقال إنه لفي عيش قاه أي رفيه والقاهي الرجل المخصب والقوهة بضم القاف هي اللبن إذا تغير قليلاً وفيه حلاوة الحلب نقله الجوهري ورواه الليث بالفاء وهو تصحيف وقال أبو عمر والقوهة اللبن الذي يلقى عليه من سقاء رائب شيء ويروب قال جندل والحرز والقوهة والسريقاء والقوهي ثياب بيض وهي كلمة فارسية وقوهستان بضم القاف اسم مكان والقوهي بيض القانع . وأنشد ابن بري لنصيب :ـ
سودت فلمْ أملك سوادي وتحته ** قميص من القوهي بيض بنائقه
وأنشد أبو علي الحباب التميمي لغزاً في الهدْهدْ فقال :ـ
ولابس حلّة قوهية
يسحب منها فضل أردان
أربعة أحرف وهي إن
حققتها بالعدّ حرفان
ويتقاوهان معناها يصرخان فيتعارفان كأنهما يصيحان بصوت هو إمارة بينهما
وتعرّف القهوة بمعنى[2] الخمر سميت بذلك لأنها تقهي شاربها عن الطعام أي تذهب بشهوته وفي التهذيب أي تشبعه قال أبو الطمحان يذكر نساء :ـ
فأصبحن قدْ أقهين عني كما أبتْ
حياض الإِمداّن الهجان القوامح
والقاهي بمعنى الحديد الفؤاد المستطار قال الراجز :ـ
راحت كما راح أبو رئال
قاهي الفؤاد دائب الإجفال
أماّ في لهجتنا العامية ( القهوة ) تعني المكان المخصص لجلوس الرجال وتأتي أيضاً بمعنى المشروبات من البن والشاي التي يتناولها أهل البيت القديم وقد يكون أصل تلك التسمية مشتق من اللغة العربية الفصحى بدليل ما اتجه إليه الدينوري في تعريف ألقاه أنف الذكر والمقارب لاسم القهوة وهو بمثابة اجتماع بين فئات لعمل شيء معا وتناول الشراب أو الطعام . والقهوة أكبر مكان في البيت القديم إذْ يصلْ في الغالب طولها عشرة أمتار وبعرض عشرة مثلها . يتخلل بعضها (أميله ) وهي جمع ميل والميل عامود من الحجر المبني بمادة الجص بشكل مدور يصل سمكه سمك جذع النخلة تقريباً يرتكز عليه خشب الأسقف . ويصل ارتفاع سقف القهوة أحياناً إلى خمسة أمتار ويكون غالباً أطول أسقف البيت . وتكون حوائط القهوة عادة مغطاة بمادة الجص الأبيض وبها أخلّه وهي جمع ( خلال )[3] وهو عصا خشبية تثبت بالحائط بطول عشرين سنتمتر وبارتفاع الرجل عندما يقف عن الأرض ويأتي مبروم بسمك الإصبعين ويستخدم في تعليق وسائل الإنارة في القهوة ـ كالتريك ـ والذي هو مشعل من القاز ويعمل بواسطة ضغط القاز بالهواء عبر فتيلة من القماش تبتل بالقاز فيشعل بالنار ويستمر مشتعلاً إلى أن ينفذ الهواء المضغوط أو ( السراج )[4] وهو وسيلة إنارة أخرى شبيهة بالتريك يستخدم في إشعاله القاز دون ضغط بالهواء مما يكسبه ضوء أقل من ضوء التريك.
فأين نحن الآن من الجيل المكافح في تلك البيوت القديمة والذين يسهرون الليالي على ضوء السراج أو التريك للدراسة والمذاكرة الدائمة والدءوبة تحت وطأة الظلام ورنين الحشرات .
ويستخدم الخلال أيضاً في تعليق المشالح وغيرها من الأغراض الأخرى . وتحتوي حوائط القهوة أيضاً على ( الرف )[5] وهو بمثابة حافظ لبعض الكتب والأوراق ويأتي على هيئة حفرة مربعة بالحيط بعمق عشرين سنتمتر وبطول يصل إلى سبعين سنتمتر وبارتفاع يصل إلى خمسين سنتمتر وهو بمتناول يد الرجل الواقف ويوجد بحوافه نقوش مزخرفه محفورة بمادة الجص المطلي بها حائط القهوة وتحتوي حوائط القهوة على ( المراكي )[6] وهي عبارة عن مربعات صغيرة تبنى في الأرض وتغطى بالجص ملاصقة للحيطان وتستخدم للارتكاز عليها من قبل الجالسين بالقهوة ، وللقهوة عادة ( طياق )[7] وهي في أعلى المبنى وبمثابة نوافذ تطل على سطوح المباني الداخلية للبيت القديم وتغطى بالشبك لمنع دخول الطيور كالسجايا والعصافير إلى داخل القهوة وتحتوي على أبواب صغيرة من الخشب لقفل تلك الطاق وقت الشتاء عند اشتداد البرد ويفتح بدل منها ما يسمى (السوامه ) وهي فتحة في سقف القهوة تكون فوق مكان إشعال النار ليخرج من خلالها الدخان ولها غطاء يتحكّم في قفله وفتحه بواسطة حبل ويستخدم في قفل السوامة أثناء سقوط المطر .
وأهم جزء في القهوة هو ( الكمار )[8] ذلك الإبداع الفني الفريد من نوعه ويعمل بواسطة أناس مختصين وهو عبارة عن شكل زخرفي يأتي في أحد زوايا القهوة الداخلية ومكوّن من رفوف منقوشة تأتي بطول متر ونصف تقريباً وبارتفاع وعمق يصلان إلى أربعين سنتمتر وتلك الرفوف تكون فوق بعضها بارتفاع من الأرض يصل إلى ثلاثة أمتار ويعمل من الجص الأبيض ويوضع في تلك الرفوف أطقم من الأباريق والدلال وبالمناسبة فإن طقم الدلال يتكون في العادة من خمس حبات الكبيرة منها تسمى المطباخة وهي التي يطبخ بها البن ثم المبهارة وهي من أصغر ما في الطقم ويوضع بها البن من المطباخة ثم يضاف إليه الهيل ويغلى قبل تقديمه للضيف وتلك الطريقة تسمى تبهير القهوة كمن يقول في العامية ( بهّر القهوة يأفلان بمعنى أضف عليها الهيل لتقديمها للضيف ) وللشعر النبطي (الشعبي ) نصيب في ذكر الدلال وتعتبر بمثابة رمز للكرم .
فيقول الشاعر دغيّم الظلماوي الشلاقي الشمري :ـ
يا كليب شب النار يا كليب شبّه
عليك شبه والحطب لك يجابيْ
وعليّ أنا يا كليب هيله وحبّه
وعليك تقليط الدلال العذابيْ
وأدغث لها يا كليب من سمر حبّه
وشبّه ليا منه غفي كل هابيْ
أبي ليا شبيتها ثم قبّه
تجذب لنا ربع سرات غيابيْ
بنسرية يا كليب صلف مهبّه
مت كتفين وسوقهم بالعقابيْ
سرات بليل وناطحين مهبّه
ليا نس نس النسري تقل سم داب
وللشاعر زيد الخشيم الخالدي راعي قفار هذه الأبيات :ـ
قم قلّط الدله على بكر صافي
شامية طرّف لها الجمر تطر يف
وأحمس من البن الخضر كف كافي
من سوق صنعا جاذبينه على الكيف
حماسها قرم من الغوش شافي
دايم يجغفها على النار تجغيف
أحمس وعجّل حمسته يالسنافي
وكبّه ونسفها على النجر تنسيف
ودقّه بنجر يسمعه كل غافي
نزيز حسه يدعي الجار والضيف
أصفه وصفّه عن سيريب المصافي
عن قولة من شف بالكأس يا حيف
وإبهارها من يمة الهند لافي
مع مركب حاد يه زجر العواصيف
وللشاعر مبارك بن عبيكة الرمالي الشمري راعي قنا هذه الأبيات :ـ
يا ضاق صدري جبت ضفة جذامير
وشبيت نارٍ مثل نار الحرابة
ثم احترفت وجبت عوج المناقير
يصلن على جمر عقاب التهابه
يا جو مع الخل الشمالي دعاثير
والهيس عن ضيف المساء صك بابه
اقلّط الدله ومير البواكير
والرزق عند اللي ينشّي السحابة
إن سأنعت نحط رأس مع المير
وان عاضبت يسد قول هلا به
عوج المناقير : الدلال ، الخل : اسم للطريق الذي يتخلل النفود فقط مير البواكير : يعني التمر ، نحط رأس مع المير : يعني نحط ذبيحة مع التمر .
وللشاعر خضير الصعيليك الأسلمي الشمري هذه الأبيات :ـ
دنيت محماسي وكفى خذاميل
برية من سوق صنعا مقره
يا ما حلا صبّه برقط الفناجيل
من دلةٍ مثل البريسم تجره
ياخذت من بكره ثلاثة فناجيل
راح العماس وعيمتك راح شره
وأشهر أطقم الدلال (القريشيات ) وهي من عمل شخص يذكرْ أن موطنه قرية القصر جنوب حائل وهي مصنعة من النحاس وتأتي قطعة واحدة لا يستخدم اللحام ولونها في الغالب أصفر مذهّب ويصل حالياً سعر الطقم لندرته إلى عشرين ألف ريال أو يزيد وهناك أطقم أخرى منها ما يسمى (أرسلان) لونها في الغالب أصفر ومنها (البغداديات ) ويأتي لونها أبيض فضي وتتراوح قيمة الطقم الواحد ما بين أربعة إلى ثمانية آلاف ريال . ونعــود في الحــديث عن الكمار حيث يوجـــد أسفلـــه ما يسمى ( الو جار )[10] وهو موقد النار ويشتمل على ماكينة النار وهي ماكينة هواء تساعـــد على إشــعال النـــار وبأحد جوانب الكمار يوجــد ( القصير ) وهو عبارة عن رفوف يغطيها باب صغير مزخرف بالألوان بطول واحد متر وعرض نصف متر وبه قفل ويوضع بداخله الشاي والبن والسكر والهيل والعود والزعفران وبعض اللوازم الأخرى مثل البيز وهو عبارة عن قطعة من القماش بداخلها حشوه من القطن يمسك بواسطته الدله والإبريق عندما يريد أخذها من على النار لتقديم القهوة أو الشاي للضيف ولوقاية يد المضيف من حرارة يد الدله أو الإبريق.وخلف الجالس للعمل عند الكمار يوجد شق طويـل يصل طولـه إلى واحـد متر داخـل الحيط يوضع بـه
( المحماسه )[11] واليد الخاصة بها وهي أداة تستخدم في حمس البن على النار ومصنوعة من الحديد ولونها يميل إلى السواد وهي عبارة عن حوض دائري قطره حوالي عشرين سنتمتر له ماسك طويل مزخرف واليد الخاصة بها عبارة عن سيخ حديد له رأس صغير مدور أو مثلث بحجم البيضة يقلّب به البن داخل حوض المحماسه على النار كي لا يحترق إلى أن يحمر .
وللقهوة أو مجلس الرجال كما يسمى الآن حرمته إذ لا يتصدر أصحاب البيت بالجلوس به بل يلجئون إلى الجلوس في حوافه الجانبية التي قرب مخرجه احتراما للضيوف . كما أنه يحتوي على أحسن ما يملك صاحب البيت القديم من سجاد وفرش وعادة تجد في مثل تلك القهاوي تواريخ إنشائها ويصل قدم بعضها إلى ما يزيد على مائة عام وتجدها متماسكة وبأحسن ما يكون من حال رغم أنها مبنية من الطين ومسقوفة بالخشب .
[1] تاج العروس ج9 ص : 407 .
[2] لسان العرب ج11 ص : 337 .
[3] الخلال : جمعه أخله وهو العود الذي يتخلل به وما خلّ به الثوب أيضاً ، والجمع الأخلّة بمعنى الخشبات الصغار اللواتي يخل بها ما بين شقاق البيت ، والخلال عود يجعل في لسان الفصيل لئلا يرضع ولا يقدر على المصّ قال امرؤ القيس :ـ فكرّ إليه بمبراته كما خلّ ظهر اللسان المجرّ .
خلّ الكساء بمعنى جمع أطرافه بخلال . لسان العرب ج4 ص : 200 .
[4] السراج : جمع سرج وهو إناء يجعل فيه زيت أو نحوه فيصعد في فتيلة ويتحلل إلى مواد في طرفها عندما تمسه النار فيستضاء به . المنجد في اللغة والإعلام ص : 329 .
[5] الرّف : رفاّ البيت يحمل له رفاّ ، والرّف جمع رفوف ورفاف وهو خشبه أو نحوها تشدّ إلى الحائط فتوضع عليها طرائف البيت . المنجد في اللغة والإعلام ص : 270 .
[6] المراكي : المراكي والمرتكي بمعنى الدائم الثابت . القاموس المحيط ص : 1161 .
وأعتقد أن لهجتنا العامية قد اشتقت هذا الاسم من لغتنا العربية لكون المراكي تأتي على هيئة كتلة طينية مثبته في أرض القهوة في أماكن معينة ومطلية بالجص وتبقى في موقعها دائمة وثابتة ثم استحدثت المراكي المصنوعة من الخشب والتي في الغالب إذا وضعت في موقع من القهوة لا تحرّك فتبقى ثابتة إلاّ في النادر عند تنظيف القهوة وإعادة فرشها .
[7] طياق : الطاق جمع طاقات وطيقان بمعنى ما عطف من الأبنية أي جعل كالقوس من قنطرة ونافذة وما أشبه ذلك ( فارسية ) والطاقة بمعنى النافذة في حائط المنزل ( عامية ) . المنجد في اللغة والإعلام ص : 476 .
[8] الكمار : الكمر اسم لكل بناء فيه العقد كبناء الجسور والقناطير ( فارسية ) . المنجد في اللغة والإعلام ص : 698 .
وأعتقد بأن تسميته بهذا الاسم [ كمار ] في لهجتنا العامية أتت من أصلها العربي لكون بنائه فيه العقد والصعوبة لكثرة النقوش فيه والدّقة في تركيبه وتكوينه .
.
[10] الو جار : الو جار جحر الضبع وغيرها وجمعه أو جرة ووجر وهو الو جاء الجرف الذي حفره السيل بالوادي . قاموس المحيط ص : 442 .
وتسميته في عاميتنا بالوجار أعتقد لكونه في الغالب يحفر في الأرض على هيئة حفرة كالجرف الذي حفره السيل العادي والذي في الغالب لا يزيد عمقه عن عمق الو جار .
[11] المحماسة : حمس اللحم بمعنى قلاه وحمس فلان بمعنى أغضبه ، والحميسه بمعنى القليّة والحميس بمعنى التنور والشديد ، والتحميس بمعنى أن يؤخذ شيء فيوضع على النار قليلاً . قامـوس المحيط ص : 485 .
وأعتقد بأن تسمية المحماسة في لهجتنا العامية اشتقت من أصلها في اللغة العربية وهي أداة حمس البن .
بدر بن عبدالمحسن
16-03-2007, 18:21
البيت القديم في حائل (3) ::
----
السقف
وتعرف هذه الكلمة باللغة العربية[1] أنها سقف البيت وهي كالسقيف كأمير سمي به لعلوه وطول جداره (وسقوف وسقف ) وقرأ أبو جعفر سقفا من فضة بالفتح والباقون بضمتين .
وقال الفرّاء سقف إنما هو جمع سقيف وان شئت جعلته جمع الجمع فقلت سقف وسقوف ( وسقفه كمنعه ) يسقفه سقفاً جعل له سقفاً والسماء سقف الأرض قال الله تعالى: { والسقف المرفوع } والسقف يطلق على النعام وأسقف وهي أنثى النعام .
وقال ابن السكيت ومنه أشتق ( أسقف النصارى ) وهو أعجمي تكلمت به العرب وهو العالم في دينهم ويأتي فوق القسيس ودون المطران .
والسقيفة هي الجبارة من عيدان المجبر وجمعه سقائف .
قال الفرزدق :ـ
وكنت كذي ساق تهيض كسرها
إذا انقطعت عنها سيور السقائف
والسقيفة لوح السفينة يقال سفينة محكمة السقاف أي الألواح قال بشر يصف السفينة :ـ
معبدة السقائف ذات دسرٍ مضبرة جوانبها رداح
وهي كل خشبه عريضة كاللواح والسقيفة ( ضلع البعير ) يقال هدم السفر سقائف البعير أي أضلاعه نقله الزمخشري والأزهري وأنشد الصاغاني لطرفة:ـ
أمرت يداها فتل شزر وأجنحت
لها عضداها في سقيف منضد
والأسقف الرجل الطويل شبه بالسقف في طوله وارتفاعه .
وفي لهجتنا العامية السقف هو ذلك الغطاء الذي يغطي الغرف ومداخل البيت القديم وهو عبارة عن مجموعة من أخشاب الأثل صفت فوق الحيطان الخاصة بالغرف أو المداخل بمسافة تبعد عن بعضها مقدار ثلاثين سنتمتر تقريباً ومغطاة ( بالعسيب )[2] وهو ورق النخل بعد تجريده من السعف . ثم يوضع السعف فوق العسيب ويغطى بطبقة من الطين . وتحتـوي الأسقف أحيــاناً علــى ( كواسير )[3] وهي عارضتين من خشب الأثل الغليظة الحجم تكون موجودة ما بين أميله القبب أو في وسط المجالس الخاصة بالرجال والتي تسمى القهوة عندما يكون المجلس كبير ليكون الكاسور بمثابة جسر معلّق يصف عليه خشب السقف من الجهتين وغالبا ما يعتمد صاحب البيت القديم على رفع تلك الكواسير على سكان الحي حيث يجتمعون معا لرفعها فوق الحيطان لثقلها وشدّة سمكها .
[1] تاج العروس ج6 ص ص : 140ـ141 .
[2] العسيب : عظم الذنب كالعسيبة أو منبت الشعر ، والجريدة من النخل مستقيمة دقيقة يكشط خوصها أو التي لم ينبت عليه الخوص من السعف يسمى عسيب . قاموس المحيط ص : 106 .
[3] كواسير : الكسر بمعنى الجزء من العضو ، أو ما تكسر وتثنى على الأرض منها ، والكسرة هي القطعة من الشيء المكسور . القاموس المحيط ص ص : 423 ـ 424 . *
*والكواسير هي جمع لكا سور وأعتقد أن تسميتها بلهجتنا العامية قد اشتقت من لغتنا العربية لكون الكاسور هو ما انكسر من الأثل على هيئة خشبه غليظة وتعتبر جزء من عضو .
----
الحوش
وتعرف هذه الكلمة باللغة العربية[1] بمعنى الحظيرة. عراقية نقله الصاغاتي ويطلقه أهل مصر على فناء الدار، والحوش أسم قرية والحوش أن يأكل المرء من جوانب الطعام حيى ينهكه ، والحوش بمعنى القرابة والرحم . والحواشه تعني الأمر الذي يكون فيه الإثم والقطيعة ويقول لأتغش الحواشه . وأنشد أحد الشعراء :ـ
غشيت حواشة وجهلت حقا
وآثرت الغواية غير راضى
والحائش جماعة النخل لا واحد له قال الأخطل :ـ
وكأن ظعن الحي حائش قرية
دان جناه طيّب الأثمار
والمحاش أثاث البيت وأصله الحوش وهو جمع الشيء وضمّه وأنشد النابغة :ـ
جمّع محا شك يا يزيد فإنني
أعددت يربوعاً لكمْ وتميما
وفي لهجتنا العامية الحوش هو عبارة عن الفناء الذي يلي الباب الأوسط والذي يتوزّع من خلاله بقية أجزاء البيت والحوش عادة يكون مربع الشكل يصل طول ضلعه أحياناً إلى ثمانية أمتار ويزدان وسطه بنخلة أو شجرة من الترنج وهو المتوفر في تلك الأيام ويستخـدم في أرضيته الحــجر مــن نـوع ( الصفاء )[2] وهي فروش عريضة من الحجر وأحياناً يستعاض عن الحجر بالإسمنت لكون الحوش مكشوف وعرضه لسقوط الأمطار عليه وهذا بالطبع يساعد على عدم تكوّن حفر في أرضيته من جرّا كثرت المشي عليه .
[1] تاج العروس ج4 ص: 302 .
[2] الصفا : وهو ما يسمى أيضاً الصفيح أو الصفائح وهي الحجارة العريضة الرقيقة . المنجد في اللغة والإعلام ص : 42 .
----
القبة
فالقبة اسم مفرد لاسم جمع وهي ( القباب )[1] وكلمة القبة بضم القاف هي من البناء معروفة وقال أبن الأثير هي من الخباء بيت صغير مستدير وهو من بيوت العرب وتعني أيضاً ما يرفع للداخل فيه ولا يختص في البناء .
وفي لهجتنا العامية هي ذلك الجزء المفتوح على الحوش وهي عبارة عن مساحة مسقوفة تأتي أمام الغرف الداخلية يصل عرضها أحياناً إلى ثلاثة أمتار وتشتمل على كواسير توضع على الميلة وهي أعمدة مبرومــة معمـولـة من الجص والحجـر والواحد منها يسمى ( ميل )[2] وعادة يحتوي أحد تلك الميله على مراءه صغيرة تثبت عليه بالجص يستعملها غالباً الرجال ويوجد في حوائط القبب ( أخلّه ) ومفردها خلال سبق تعريفه ويعلّق به وسائل الإضاءة أو بعض الملابس ويوجد في القبب رفوف يوضع بها بعض الأغراض . والقبة تعتبر مكان الجلوس في الصيف للوقاية من حرارة الشمس وتلقي البراد عبر مقدمتها المفتوحة . ومن الظريف أنه في أيام رمضان عندما يكون في فصل الصيف كناّ نخلد للراحة وقت الظهر بتلك القبب فنحضر غطاء شفاف يسمى شر شف ونقوم برشه بالماء ونستعمله كغطاء عند النوم بتلك القبب للحصول على هواء بارد صحي بعيدين عن هواء التكييف المصنّع من ما يسمى بالفريون .
[1] تاج العروس ج1 ص : 419 .
[2] الميل : وهو منار يبنى للمسافر في أنشاز الأرض وأشرافها . لسان العرب ج13 ص : 236 .
وأعتقد أن تسميته في لهجتنا العامية بهذا الاسم [ ميل ] لكونه مدوّر الشكل وهو مطابق لمسماه في اللغة العربية كالمنار من حيث دور انه وارتفاعه .
----
دار المصخن
وتعرّف الدار في اللغة[1] بأنها المحل يجمع البناء والعرصه أنثى . قال أبن جنى من دار يدور لكثرة حركات الناس فيها . وفي التهذيب وكل موضع حل به قوم فهو دارهم والدنيا دار الفناء والآخرة دار البقاء ودار القرار وفيها النهاية . وفي حديث زيارة قبور المؤمنين سلام عليكم دار قوم مؤمنين سمي موضع القبور دار تشبيها بدار الأحياء لاجتماع الموتى فيها وفي حديث الشفاعة فستأذن على ربي في داره أي في حظيرة قدســه ، وقيــل في جنتــه ( كالدارة ) وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( يا ليلة من طولها وعنائها ـ علي أنها من دارة الكفر نجت ) وقال أبن الزبعري وفي الصحاح قال أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جد عان :ـ
له داع بمكة مشمعل وآخر فوق دارته ينادي
وقيل الدارة أخص من الدار وقد تذكر أي بالتأويل كما في قول الله تعالى:ـ { ولنعم دار المتقين } فإنه على معنى المثوى والموضع .
والمسخن تعرف بمعنى [2] السّخن وهو الحر ضد البارد . وماء مسخّن يعني حار وأنشد لعمرو بن كلثوم :ـ
مشعشعة كأن الحص فيها إذا ما لماء خالطها سخينا
وفي لهجتنا العامية تعني دار المسخن هي تلك الدار المعدّة للجلوس وقت الشتاء حيث تشتمل على ( كانون )[3] وهو مكان إشعال النار داخل الدار للوقاية من البرد ويوجد بتلك الدار أدوات لتصليح الشاي والقهوة وهي من الغرف الرئيسية بالبيت القديم ويتناول بداخلها أهل البيت وجباتهم اليومية . ويكسو غالباً حوائطها الدخان فيصبح لونها أسود .
[1] تاج العروس ج3 ص : 213 .
[2] لسان العرب ج6 ص ص : 205 ـ 206 .
[3] الكانون : الكانون والكانونه بمعنى الموقد وهو مكان إشعال النار . لسان العرب ج12 ص : 173 .
----
الماقد
الموقد باللغة العربية[1] هو موضع النار ، والوقود هو الحطب . قال الله تعالى { أولئك هم وقود النار } . والو قد نفس النار .
قال الشاعر :ـ
صحوت وأوقدت للهو ناراً
ورد علي الصّبا ماأستعارا
ومعنى أوقدت للهو يعني تركته وودعته .
وفي لغتنا العامية ـ الماقد ـ هو ذلك المكان المشابه لدار المسخن من حيث لون الجدران السوداء التي كستها أثار الدخان وهو ما يقصد به حالياً المطبخ والذي يطبخ به جميع الوجبات لأهل البيت ويستخدم في الطبخ عيدان الحطب أو بواسطة ما يسمى ( الطباخة )[2] وهي موقد يشعل بواسطة القاز وهي صغيرة مدورة أو مربعة الشكل ويطبخ عليها الطبخات الخفيفة ويوجد بالمطبخ أدوات الطبخ القديمة منها ( الصاج )[3] وهو مدور الشكل يأتي بعضه على شكل نصف دائرة ليسهل إشعال النار أسفله وكذلك يسهل خلع القرص من فوقه عندما ينضج ويطبخ عليه أيضاً الرغفان والمقشوش والمرقوق وجميعها أكلات قديمة تحضّر من دقيق القمح وقلّما تجد في جيل الأمهات الحاليات من تجيد تحضير مثل تلك الطبخات. وعادة ما يستخدم في رفع القدر أو الصاج للطبخ لوضع النار أسفله أدوات رفع تسمى ( الهوادى)[4] وهي مصنوعة من الطين أو الحجارة مخروطيّة الشكل يصل ارتفاع الواحدة منها عن الأرض عشرين سنتمتراً تقريباً ويوضع ثلاث منها تحت القدر أو الصّاج لرفعه .
وبالمناسبة فالهوادي تستخدم كعبارة تعجب لدى الأمهات القديمات ( كمن يطلب مثلا من أمه الذهاب مع أحد ما لأي مكان فترد الأم بسخرية وتعجب لعدم الرضا بذهاب أبنها ـ والهوادي ـ والمقصود حسب الظن بأن يحمل الابن معه الهوادي وهي بالطبع غير مستساغه كطلب الابن الأذن بالذهاب غير مستساغ لدى الأم ).
وكبديل للهوادي يستخدم ما يسمى ( المر كاب )[5] والمصنوع من الحديد وله ثلاث قوائم ويوجد بالماقد ما يسمى ( المركاة )[6] وهي إناء مدور من النحاس يوضع به الماء داخل المطبخ للطبخ أو غسيل الأواني وتأتي فوهتها أوسع من قاعدتها ويصل قطرها متر واحد وهناك أداة شبيهه لها تسمى ( الرواة )[7] وهي التي يحضر بها الماء لوضعه بالمركاة ومن أدوات الطبخ القديمة قدور النحاس وتصنع من النحاس بالذات لتعطي الأكل أثناء طبخه حرارة عالية تسرع في نضجه ومن أجمل وأندر تلك القدور ( قدر الهريسة ) وهو صغير الحجم ضيق الفوهة ليعطي حرارة أعلى للهريس للإسراع في نضجه حيث الهريس يعتبر من أطول المأكولات مدّة في النضج إذ يصل طبخه على ما يزيد على خمس ساعات ومن أدوات الطبخ ( الصنايا )[8] وهي التي يوضع بها الطعام للضيوف وعند الأعياد ولها أحجام مختلفة منها ما يسع الذبيحة ومنها ما يسع الذبيحتين أو أقل من الذبيحة وهي مصنوعة من النحاس عبارة عن صحن محمول على قاعدة مدوّرة يصل ارتفاعها إلى ستين سنتمتراً.ومن أدوات الطبخ بالماقد ( الطّبق )[9] وهو شبيه بالصحن متوسط الحجم مصنوع من العسيب والخوص يستخدم في تنقية الحب من الشوائب كحب الرز أو أتحنطه أو الكمّون عن طريق تقليب الحب فوقه أو رفع الحب بهز الطبق باليدين لأعلى وقبل رجوعه لداخل الطبق تنفخ الشوائب بالفم فتخرج خارج الطبق . ومن الأدوات أيضاً بالمطبخ ( المنخل )[10] وهو أداة لتنقية الحب أيضاً لكن قاعدته من الشبك الناعم ينزل من خلالها جميع الشوائب بالحب . ويوجد بالماقد ( الخاشوقة )[11] وهي عبارة عن ملعقة مصنوعة من الخشب ذات حجم كبير تستخدم لتحريك الطعام أثناء طبخه أو لتذوّقه ، وهنـــالك أداة أخرى مشــابهة للخاشوقة وتؤدي نفس الغرض تسمى ( الكفكير ) لكنه مصنوع من المعدن وقاعدته بها ثقوب لنزول المرق من خلالها عند تحريك الطعام ويوجد بالماقد ما يسمى ( الميخف ) وهو عبارة عن قطعة خشبية مدوّرة محضّرة من جذوع النخيل بسمك الجذع وبطول واحد متر بها حفرة بالوسط يوضع بها حب الحنطة لهرسه بواسطة عصا مبرومة بسمك اليد تسمى عصا الميخف وعادة ما تتعاون امرأتين بعصائين يتعاقبن الدق بالميخف بشكل منضّم ويرددن أزاعيج غنائية من أبيات شعبية . ويطحن في الميخف بعض البهارات كالكموّن والصرار وغيره . ( والملقاط ) من أدوات تحريك النار داخل الماقد .
وما أجمل تلك الأيام عندما يهم أصحاب البيت القديم لإصلاح أرضية الماقد بوضع الطين على أرضيّته ورصه قبل نشوفه (بالمطبابه) وهي عبارة عن قطعة من الحجر مدوّرة يتناوب أصحاب البيت في استخدامها بضرب الطين بها ليشتدّ تماسكه وتبل بالماء بين فترة وأخرى لكي لا يعلق الطين بها والماقد من أكثر الأماكن التي تحتاج صيانة أرضيته بالذات لكثرة الحركة فيه وتعرّضه للمياه .
[1] لسان العرب ج 15 ص ص : 362ـ363 .
[2] الطبّاخة : هي عصارة الشيء بعد طبخه أو ما فار من رغوة القدر بعد طبخه . لسان العرب ج 8 ص : 116 .
وهنا نستنتج أن مسمى الطبّاخة في لهجتنا العامية مأخوذ من الطبخ وهي التي تجعل المطبوخ عليها ذو رغوة أو عصارة .
[3] الصّاج : صجّ صجاً بمعنى ضرب حديد على حديد فصوّتا . والصجج والصجيج صوت وقع الحديد على الحديد . المنجد في اللغة والإعلام ص : 416 .
وهنا نستنتج أن الصّاج مأخوذ لفظه في لغتنا العامية من الصج أو الصجيج لكونه مصنوع من الحديد ويحدث صوت عند الطبخ عليه من جرّا ضرب الحديد على الحديد عند استخدام اليد الحديدية المخصصة له والتي يخلع بواسطتها ومن فوق الصّاج الرغيف عند استوائه ويستعاض عن تلك اليد بسكين حديدية لخلع الرغيف عقب استوائه .
[4] لم أستدل على تعريف لغوي لتلك الكلمة
[5] المر كاب : يقال ركّبه تركيباً : وضع بعضه على بعض فتركّب وتراكبْ ، والرّكيب : المركّب في الشيء كالفص ومن يركب مع آخر . القاموس المحيط ص : 85 .
ومن هنا نستنتج أن كلمة المر كاب في لغتنا العامية مشتقة من التركيب وضع الشيء على بعضه كوضع القدر على حامله وهو ما سمي بالمر كاب .
[6] لم أستدل في قواميس اللغة على مسمى عربي لهذه التسمية .
[7] لم أستدل في قواميس اللغة على معنى لهذه التسمية .
[8] الصنايا : هي جمع صينيّة ، ومعنى الصّاني هو اللازم للخدمة والنّاصي . لسان العرب ج 7 ص : 425 .
وأعتقد أن الصينيّة مشتقة من الصّاني وهي أداة من أدواته غالباً تختص بتقديم خدمة الشاي أو القهوة
[9] الطّبق : هو غطاء كل شيء والطّباق سميت بذلك لمطابقة بعضها على بعض أي بعضها فوق بعض أو بعضها مطبّق على بعض . لسان العرب ج 7 ص : 120 .
والطّبق بالعامية هو ما طبق بعضه على بعض لكونه مصنوع من العسيب على شكل دوائر مرصوصة مربوطة بسعف من ورق النخل على هيئة صحن عميق وأعتقد أن تسميته تلك مشتقة من لغتنا العربية لوجود التشابه بالصفة .
[10] المنخل : هو ما ينخل به . القاموس المحيط ص : 956 .
[11] لم استدل في قواميس اللغة على معنى لهذه التسمية .
----
العشّه
في اللغة العربية[1] العشّ والعشاش وعششه وأعشاش وعشوش هو موضع الطائر يجمع به من دقائق العيدان في أفنان الشجر .
وفي لهجتنا العاميّة العشه تعني ذلك الجزء من البيت القديم الذي غالباً يقع ما بين الماقد ودار المسخّن وتأتي بين حائطين يوصّل بينهما مجموعة من خشب الأثل ثم تغطى من فوق تلك الأخشاب بعسيب وهو ورق النخل لحجز حرارة الشمس عن أسفلها وهذا ما يطلق عليه العشّه . وأهم ما يوضع أسفل العشّه ( القربة )[2] وهي جلد ماعز أو ضأن عولج بأدباغ معروفه لدى القدماء عبارة عن رز مطبوخ مع ملح وماء تترك مع الجلد حتى يتخمّر ويسهل خلع صوفه حيث يوضع بتلك القربة بعد تجهيزها الماء المخصص للشرب ليبرد أسفل العشّه بعيد عن حرارة الشمس وعرضة للهواء من جميع الجهات ليحصل له البر وده والقربه إمّــا أن تعلّق بواسطة حبــل بأحد خشبــات العشّه أو تعلّق بواســطة ( القنّاره ) وهي عبارة عن ثلاثة أعمدة مربوطة من أعلى وتفرد أسفلها بثلاث اتجاهات ليحصل ثبوتها في الأرض لحمل القربة عليها بتعليقها ما بين تلك الأعمدة . ومن الظريف في تلك الأيام بأنه يوضع أسفل القربة خيشة من خياش الرز الفارغة مليئة بالجح أو البطيخ ليبرد على ناقوط القربة من الماء والذي ينزل على تلك الخيشه كذلك يوضع أسفل العشّه حنفيات الماء لغسيل أواني الماقد .
[1] المنجد في اللغة والإعلام ص : 506 .
وربما يكون مسمى العشة في لهجتنا العامية مأخوذة من مسماها العربي لكونها مكان تظلل واختباء عن الشمس .
[2] القربة : جمع قرب وقر بات : الو طب أي وعاء يجعل فيه اللبن والماء . وفي المثل [ لقيت منه عرق القربة ] أي لقيت منه الشدة . المنجد في اللغة والإعلام ص : 617 .
----
المغسل أو المغيسل
في اللغة العربية[1] يعرّف المغاسل والمغتسل بأنها جمع الموضع الذي يغتسل فيه وتصغيره مغيسل والجميع المغاسل أو المغاسيل .
قال الله تعالى : { هذا مغتسل بارد وشراب } صدق الله العظيم .
والغسل بالضم الماء القليل الذي يغتسل به .
وفي لهجتنا العامية المغسل أو المغيسل يعنى مكان الغسيل ويكون موقعه في الغالب قريب من العشه ويصل طوله إلى مترين وعرضه قد يقل عن ذلك وتكْسى أرضيته ( بالصفا ) وهو حجارة عريضة بسمك خمسة سنتمترات تؤخذ من أسفل الأرض الجبلية في الغالب وذلك لحماية أرضيته من مياه الغسيل وبعد ظهور الأسمنت تم الاستغناء عن الصفا بالإسمنت وعادة يكون بابه مغطى بالقماش الغليظ أو يكون له باب من الخشب محكم الفتحات ويوجد داخل المغيسل (الحنفية ) وهي وعاء الماء مصنوعة من الزنك مستديرة الشكل طويلة وبأسفلها صنبور صغير يخرج الماء من خلاله عند فتحه ويوضع أسفل الحنفية طبّاخة في ليالي الشتاء لكي يكون الماء ساخناً في الصباح والبديل لذلك قديماً يستخدم ( السموّر ) وهو شبيه بالحنفية لكنّه مصنوع من النحاس ومجهّز في أسفله مكان للفحم يعلوه ماسورة تمر من وسطه لتمرير الدخان من أعلاه عند إشعال الفحم أسفله ويعتبر تشغيله أكثر كلفة من استخدام الطباخة لما يتطلّبه من كثرة في استخدام الفحم وتجديد أشعا له اثنا الليل.
[1] تاج العروس ج 8 ص : 44 .
----
الخان
وكلمة الخان تعني في اللغة العربية[1] الحانوت أو صاحب الحانوت وهي كلمة فارسية معرّبة كمثل ( خان التجار )
وتأتي أيضاً بمعنى[2] السلطان عند الأتراك وجمعها خانات وهي الحانوت محل نزول المسافرين ويسمى الفندق فارسية .
وفي لهجتنا العاميّة الخان هو ذلك المكان الذي يستخدم للاستحمام أو للاستنجاد بالأخص. وعادة يكون على شكل حوش صغير مسقوف نصفه وأسفل السقف به فتحة للاستنجاد تكون أعلى حفرة تسمى الزرّابة أو أعلى بئر ناضب من الماء . وحوش الخان يستخدم من قبل الأطفال خوفاً من سقوطهم بالزرّابه أو البئر . وعندما يرغب أحد الدخول للخان ينادي عن وجود أحد لعدم وجود أبواب على تلك الأماكن وذلك من باب الأدب .
[1] تاج العروس ج 9 ص : 194 .
[2] المنجد في اللغة والإعلام ص : 201 .
بدر بن عبدالمحسن
16-03-2007, 18:24
البيت القديم في حائل الأخيــر ::
السلام عليكم والرحمة
هذا هو الجزء الأخير من سلسلة البيت الحائلي القديــم !!!
دار الحطب :
لقد سبق لنا الحديث عن معنى الدار في اللغة وهنا نرجع البحث عن معنى الحطب في اللغة لنستدل على أصل التسمية
في لغتنا العامية.
فالحطب في اللغة[1] عرّفه ابن سيده بأنه ما أعدّ من الشجر شبوباً للنار ، وقال الجوهري وخطبني فلان إذا أتاك
بالحطب .
وأنشد ذو الرمة :ـ
وهل أحطبن القوم وهي عريه
أصول آلاء في ثرى عمد جعد
وقال الشمّاخ :ـ
خب جروز وإذا جاع بكى
لا حطب القوم ولا القوم سقى
والخب بمعنى اللئيم والجزور الأكول . ويقال للذي يحتطب الحطب ثم يبيعـه ( حطّاب ) والأرض الحطيبة هي كثيرة الحطب .
وقال الأزهري : شبّه الجاني على نفسه بلسانه ( بحاطب الليل ) وهو الذي يحطب كل رديء وجيّد لأنه لا يراه وقد تقع
يده على أفعى فتنهشه . وكذلك الذي لا يزم لسانه ويهجوا الناس ويذمهم ربما كان ذلك سبب لحتفه والحطبة[2] تعرّف
بأنها القطعة من الحطب .
وفي لهجتنا العاميّة تعرف دار الحطب بأنها مكان جمعه وتكون في الغالب ما بين مدخل الرجال والنساء ليكون في
متناول الجانبين ويستخدم بالطبـع للتدفئة والطبـخ والحـطب أنـــواع منه ما يسمى ( بالإرطى ) ومنـه ( الغظا ) وهو
الأشد حرارة وتلك الدار غالباً ما تكون ملجأ للقطط والتي تشكّل إزعاجاً لأهل البيت القديم .
[1] تاج العروس ج 1 ص : 216 .
[2] المنجد في اللغة والإعلام ص : 140 .
----
المراغه :
في معجم اللغة العربية[1] ( المرغ ) وهو المخاط أو الريق وتيل اللعاب ( المراغه ) هي ممترغ الدّابة أي موضع مرغها .
وتمرّغ الإنسان بمعنى تقلّب. ومرغ الدّابة في التراب تمريغاً يعني قلبها . والمرغه هي الروضة قال أبن الكميت يعاتب
قريشا :ـ
فلم أرغ مما كان بيني وبينها
ولم أتمرّغ أن تجني غضوبها
وفي لهجتنا العامية المراغه تعني المكان الذي يتمرّغ به الأطفال ويلعبون وهي عبارة عن أرض فضاء مسورة الجوانب
قد يتخلل أحد حيطانها المطل على الشارع باب للكر أج لإدخال السيارة داخلها.
ومن وسائل اللعب بالمراغه لعبة [ المعول ] وهو عبارة عن قطعة خشبية صغيرة على هيئة مثلث مدوّر الجوانب يصلّح
بواسطة النجارين في تلك الأيام القديمة والمنتشرين في حائل في سوقهم المسمى سوق الصنّاع بمعنى سوق أصحاب
الحرف أو الصناعات وفي رأس المثلث يكون فيه مسمار من الحديد مقطوع الرأس فيربط حول المعول حبل يمسك طرفه
بأحد أصابع اليد ثم يطلق على الأرض بحركة سريعة وخفيفة فينزل على الأرض ويدور لفترة وجيزة ثم يسقط على جانبه
ويقف وهذا الدوران ، يعطي الأولاد في تلك البيوت القديمة لحظات بهجة وسرور ويتنافسون على من يجيد إطلاق
المعول ومن الإسراع وبعض تلك المعاول يكون ـ قطقوطي ـ وهو الذي يدور ويرتفع عن الأرض أو يتحرّك من موقعه
وهو يدور.
وفي المراغه يلعب الأولاد والبنات لعبة [ المزاقيط ] وهي عبارة عن خمسة مزاقيط مدوّرة من الزجاج يكون بداخلها
رسمات مجسّمة واحد من تلك المزاقيط يكون أكبر حجم يتنافس في اللعبة اثنين أو أكثر وغالباً يلعبها البنات وطريقة
اللعبة هي وضع إصبع الإبهام والسبابة لليد اليمنى أو اليسرى على الأرض بحيث يكون هنالك فتحة بين الأرض
والإصبعين لدخول المزقاط من خلالها واليد الأخرى تستخدم في بعثرة المزاقيط مجتمعة على الأرض مقابل اليد المثبتة
على الأرض ثم يأخذ المزقاط الكبير ويرفعه بالهواء وقبل نزوله ناحية الأرض يسحب أحد المزاقيط المبعثرة بالأرض
ويدخله بيده من أسفل الإصبعين المثبتة على الأرض وإذا رفع أي من الإصبعين يعتبر خطاء ويلعب خصمه الذي يليه أو
عندما لم يتمكّن من إدخال المزقاط من أسفل الإصبعين بالسرعة المطلوبة وقبل سقوط الكبير الذي رفعه بالهواء حيث
يجب أن يتلقاه بيده كي لا يسقط و إلاّ يعتبر خطاء آخر يلعب بعده الذي يليه وإذا اجتاز اللعبة الأولى يبدى بإدخال
مزقاطين مع بعض وإذا اجتاز هذه المرحلة دون حدوث الأخطاء التي ذكرناها يبدى بإدخال ثلاثة مزاقيط مع بعض
والأخير لوحده ويعتبر ذلك انتصارا نهائياً في اللعبة ثم يكرر اللعب إلى أن يخطئ والظريف في هذه اللعبة عواقبها
فعندما يحصل جدال في الأخطاء إلى حد الزعل يعمدْ الذي يحمل المزاقيط بأن ـ يصنْ خصمه بالرأس ـ ومعناها ضربه
بالمزقاط على الرأس فيحدث له ورم إماّ في الجبهة أو فروة الرأس وقد يستعاض عن المزاقيط والذي لا يستطيع شرائها
في تلك الأيام بكسر صغيرة من الحجر.
ومن اللعب التي تمارس في المراغه لعبة [ أم أربع أو أم ست ] وهي عبارة عن لعبة يخطط لها في الأرض مربعات
ويكون مع كل خصم وهم اثنين أربع حجر صغيرة يختلف لون الحجر عن الآخر أو ست حجر بحسب اللعبة وهي تحتاج
تفكير وتأني أثناء اللعب حيث يتوجّب على الخصم أن يخترق دفاعات الآخر ويصف ثلاث حجر في خط واحد ليصبح
منتصراً ولا يجوز أن يتجاوز ويبعد حجر خصمه عن مواقعها وأعتقد أنها تشبه لعبة الشطرنج الحالية لكنها بشكل
مبسط.
ومن اللعب أيضاً في المراغه لعبة [ العتّه ] وهي لعبة تعتمد على النشاط وقوة البدن يلعبها الأولاد والبنات مجتمعين أو
متفرقين بمعنى إماّ الأولاد معاً وإماّ البنات معاً وهي عبارة عن ست مربعات طول ضلع المربع واحد متر تخط على
الأرض متصلة ثلاث مربعات جهة اليمين وثلاث أخرى جهة اليسار يقوم من يمارس اللعبة بالعت أو القفز فوق أواسط تلك
المربعات بقدم واحدة ويرفع الأخرى عن الأرض وعندما يصل المربع الرابع يرتاح وهو مربع الاستراحة ثم يواصل العت
إلى أن يخرج إلى خارج المربعات ويكرر اللعبة حتى يسقط على الأرض من التعب أو ياطى بقدمه أحد الخطوط فيلعب
الذي يليه وهكذا.
ومن اللعب في المراغه والتي تمارس في البيوت القديمة لعبة [ الدوران بالكافرات القديمة ] وهي قيام الأولاد باستخدام
الكافرات المستهلكة ذات الحجم الكبير بالدوران بها بدفعها بأيديهم وأحياناً يكون داخل الفراغ الأوسط أحد الأولاد
حيث ينحني مع الدوران فيلف به زميله الكفر داخل المراغه ومن الظريف في هذه اللعبة أن عندما يخرج الذي كان داخل
الكفر ومن شدّة الدوران يتأرجح ويسقط على الأرض من شدّة الدوار بالرأس فيكون هنالك مجال للضحك والتسلية عليــه.
كذلك كانت السيــارات ذات الأحواض الكبيرة والتي بــها [ حنايا ] وهي مواسير مقوسة مربوطة معاً لوضع الشراع عليها
مجال للعب بها حيث تستخدم تلك الحنايا على شكل مراجيح يتأرجح عليها الأولاد.
ومن الألعاب القديمة التي تمارس في المراغه لعبة [ طاق طاقية ] وهي لعبة يمارسها الأولاد بطريقة الجلوس على شكل
دائرة ثم يقوم واحد منهم بحمل طاقية بيده وهي غطاء للرأس فيدور حولهم ويردد أنشودة ـ طاق طاق طاقية رن رن يا
جرس ـ ويظل يدور وفي غفلة من الجميع يضرب أحدهم في الطاقية فإذا جلس معهم قبل أن يمسك به من ضربه يعتبر
فائز وإذا مسكه قبل جلوسه فيعتبر مغلوب فيلعب بدلاً منه.
كذلك من اللعب التي تمارس في المراغه قيادة السيارات الصغيرة والتي تصنع من جوالين الزيت وغطيان قوارير
المرطبات كعجلات لها ، واللعب أيضاً بالأسياخ وهي عبارة عن وضع سيخ حديد يربط في عجل سيكل والدوران به
بدفعه باليد ،كذلك اللعب في[ المروحة ]وهي عبارة عن مروحة مصنوعة من قبل الأولاد في البيت القديم ومن قطعة
خشبية تؤخذ من صناديق الشاي فيوضع في قطعة أخرى بطول عشرين سنتمتر وتكون رقيقة ورقتين صغيرتين
مربعتي الشكل يصل طول الضلع خمسة سنتمترات من القرطاس الخفيف الخاص بالكتابة وذلك في أطرافها وتكون
متعاقبتين يتم لزقهما في الخشبة الرقيقة بقطعة تمر لعدم وجود الغراء في تلك الأيام ثم تثبت في مسمار بطرف القطعة
الخشبية والتي بطول أربعين سنتمتر تعتبر كماسك يدوي للمروحة بحيث تستطيع الخشبة الرقيقة الدوران عند الانطلاق
بشكل مستمر وتقف عند الوقوف وهكذا ، كما أنه عند جداد التمر من النخيل يأخذ الأولاد عر جد القنـا ويصنع منه ما
يسمى [ الطقطاقه ] وهي عبارة عن قطعة من العرجد بطول خمسين سنتمتر تقريباً يبذح أعلاها من الجوانب بسكين ثم
تكسر على الجانب بحيث تكون مرنه في عودتها لطبيعتها السابقة ثم يمسك العرجد في اليد ويحرك يميناً وشمالاً
بسرعة فيحدث صوت من جرّاء عودة جوانب العرجد ونزوله إلى الجانب ، وتستخدم المراغه أيضاً لوضع الأغنام والدجاج
أو لجلوس العائلة في الضحى في فصل الشتاء تحت أشعة الشمس .
ومن أجمل ما يمارس من نشاط في المراغه قيام أمهاتنا بتنقية حب الرز أو الحنطة عند جلوسهن فيها لسد الفراغ
ويستعملن في ذلك الطّبق والمنخل . ومن أظرف الأمثال القديمة التي تقال بالطبق والمنخل المثل الذي يقول : [ الطبق
يضحك بالمنخل ] وهو مثل يقال لمن يتهزّى بهيئة شخص وهو يحمل نفس صفاته . كذلك قيام الأمهات بطحن الدقيق بما
يسمى [ الرحى ] وهي عبارة عن حجرتين مدورتين توضع فوق بعضهما وبالعليا منهن ماسك خشبي يستخدم في
دورانها وهي مخرومة الوسط تدور حول عامود صغير من الخشب وعند إدارة الحجرة العليا وحب الحنطة بينهما يسقط
إلى الجوانب فوق المنخالة ويكون قد حصل له الطحن . كما يقمن الأمهات بطحن الصرار أو الكمّون بما يسمى [ الميخف ]
وهو عبارة عن قطعة خشبية من جذوع النخل محفورة من الوسط يوضع بوسطها الصرار فيدق في الداخل بعصا الميخف
فيحصل له الطحن .
[1] تاج العروس ج 6 ص ص : 29ـ30 .
----
دار المحل :
المحل يعني[1] السّعاية من ناصح وغير ناصح وتعني المكر والكيد ولها عدّة معاني كالجذب أي انقطاع المطر وغيره .
أما في لهجتنا العاميّة فتعني دار المحل هي دار الكلاء أو الأرزاق وهي التي يجمع بها مؤونة البيت من طعام وشراب
كالأرز والسكر والشاي والسمن والتمر وغيره .
وعادة تلك الدار تكون مقفولة وفتحها يتم من قبل رب الأسرة حيث يخرج لكل يوم مؤنته ويعتبر ذلك بمثابة تقشف وعدم
إسراف من رب الأسرة لكي تفي المؤونة لزوم الأسرة بكل الأوقات . ومن أجمل ما كنا نشاهده في تلك الدار ( حوض
التمر ) وهو عبارة عن وعاء مربع الشكل يصل طوله مترين تقريباً وعرضه متر واحد تقريباً وبعمق متر واحد أيضاً
ومقسم إلى جزأين تكون جوانبه مغطّاة إماّ بالصفا أو بالجص الأبيض ويوضع به التمر الذي يستهلك خلال عام عند
حصاده وبأسفله فتحه صغيرة تسمح بنزول الدّبس من التمر داخل وعاء حيث في الغالب ذلك الحوض يكون مرتفع عن
الأرض لأجل هذا الغرض وهو خروج الدّبس لكي لا يؤثر على حلاوة التمر. وأذكر في ذلك الأيام عندما تفتح تلك الدار
نتهافت إلى ذلك الحوض لنأخذ قطعة من التمر فيه وحتى عندما يكون فارغاً نسقط وسطه ونخلع من التمر العالق على
جوانب وأرضيّة الحوض كلّ ذلك يرجع إلى الشح في المعيشة والتي ليست كما هي الحال الآن من الأنواع العديدة في
المأكل والمشرب والتي لا تكاد تحصى وتستحق دوماً الثناء والشكر لواهبها الله جلّ جلاله .
كما أنه وفي عيد الأضحى ينشر في تلك الدار الفائض من لحوم الأضاحي على حبال لتجفيفه بعدما يقطّع اللحم قطع
طويلة ويذر بالملـح لـكي لا يتعفن وتــلك الأنـواع من اللحـوم المجففة تســـمى ( الو شيق ) يأكل منه أهل البيت القديم
لعدّة شهور وتلك هي الوسيلة الوحيدة لحفظ الكميّات من اللحم وقبل ظهور الثلاّجات الحديثة لكون المتبع في الأيام
العادية شراء اللحمة بيومها من بائعيها .
[1] لسان العرب ج 13 ص : 40 .
----
القصير :
القصر من البناء معروف[1] وقال اللحياني هو المنزل . وقيل كل بيت من حجر (قرشيّة ) سمي بذلك لأنه تقصر فيه الحرم
أي تحتبس وجمعه قصور قال الله تعالى : { ويجعل لك قصورا } والمقصود الدار الواسعة المحصّنة وقيل هي أصغر من
الدّار وتأتي بمعنى مقام الإمام وقصارة الدار ، مقصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار .
وفي لهجتنا العاميّة القصير هو ذلك المكان الواقع غالباً أسفل الدرج وله باب صغير وهو أصغر من الدار يستخدم في
تجهيز اللبن حيث يتم مخضه بواسطــة ( الصميل ) وهو عبارة عن جلد من جلود الأغنام يعمل مماثل للقربه يوضع بداخله
اللبن الرّائب فينفخ بالفم ويربط وبداخله الهواء ويحرّك للأمام والخلف بعد تعليقه بحبل في سقف القصير وحتى يتكوّن
اللبن وينشأ منه الزبد والذي يوكل عادة مع التمر أو يجمع ويصنع منه السمن الطبيعي أو ما يسمى بالعامية السمن
البرّي بعد قشدة بالطحين وقلما تجد من تبدع في صنع القشدة في تلك الأيام لأنها تحتاج لمهارة وما أجمل تلك الأيام
عندما نتهافت أمام باب القصير حيث نصفّ على هيئة طابور لنأخذ من أمهاتنا نصيبنا من اللبن بواسطة طياس صغيرة
بعد تناول وجبة الغداء حيث يوزّع من قبل من قامت بإعداد اللبن في ذلك اليوم لكون العمل في البيت القديم يقوم على
مبدأ التعاون بين النساء فيه سواءً الأمهات أو زوجات الأبناء فتارة تقوم واحدة بالطبخ وأخرى تعدْ اللبن والثالثة تعدْ
الشاي والقهوة ثم تستبدل الأعمال بينهن إماّ بالشهر أو الأسبوع تعاون يسوده روح المحبة والإخاء بينهن بعيدات عن
الغيرة والحسد وتجد المرأة في البيت القديم من جرّا هذا التعاون تجيد كل فنون الطبخ القديم اللذيذ في طعمه وإعداده .
[1] لسان العرب ج 11 ص : 186 .
----
الروشن :
يعرف الروشن في اللغة العربية[1] بأنه الرّف ويعرّف أيضاً بمعنى الكوة والكوة كلمة فارسية[2] وجمع الروشن
( رو اشن ) .
وفي لهجتنا العامية الروشن هو ذلك المكان الذي على شكل غرفة في الدور العلوي من البيت القديم ويخص الزوج
وزوجته وهو مكان للخلود للراحة ويكون نصفه مسقوف أحياناً ثم يليه دار النوم أو ما يسمى ( القصر ) وداخل القصر
يكون الدولاب الخاص بزوجة صاحب البيت والتي لأتملك مثل ذلك الدولاب تضع ثيابها على حبل مثبت بين حائطي القصر
يسمى ( المعروض ) أو تستخدم ( البقشه ) وهي عبارة عن قطعة من القماش يوضع بوسطها الثياب وتربط داخل قطعة
القماش من خلال ربط زوايا القطعة بطريقة التعاقب وتعلق البقشه بالخلال ويحتوي القصر على عدّة مرايا تعلّق على
حوائطه الأربعة طول الواحدة متر بعرض سبعين سنتمتر ذات برواز خشبي عريض مدهون باللون المذهب تعطي تلك
المرايا رونق جميل لداخل القصر ويكون أسفل تلك المرايا ما يسمى (الوزرة ) وهي قطعة من القماش تثبت بحائط القصر
على جميع حيطانه ذات ألوان جميلة ومن فوق المرايا تأتي ما تسمى ( الحارة ) وهي عبارة عن صفائح خشبية مزخرفة
بألوان زرقاء وحمراء وصفراء من أسفلها وتوضع تلك الصفائح بجوانب الحيطان وعلى بعد حوالي أربعين سنتمتر عن
السقف وذلك فوق مسامير كبيرة من التي تستخدم كأطناب للخيام ويصف عليها فناجيل ملونة تكون في الزوايا كبيرة
وتصغر تدريجياً في الوسط بشكل متناسق وجذّاب وأحياناً يكون في الزوايا فناجيل كبيرة من نوع أبو ركزه أي ذو
قاعدة كبيرة يرتكز عليها .
والروشن والقصر هما المكان الذي يكون فيه ابنة صاحب البيت القديم وزوجها حيث كانت العادات والتقاليد في تلك
الأيام وبعد عقد النكاح يحضر الزوج إلى بيت أهل زوجته رفق مجموعة من أقاربه وأصحابه بعد صلاة العشاء ويتقدمهم
شخص أو شخصان يحملان وسائل الإنارة [ التريك ] وبعد تناول العشاء يصعد إلى القصر حيث يجد زوجته ويمكث معها
عند أهلها قرابة أسبوع يتناول معهم الطعام وينام عندهم وحتى يأتي حفل التحوال والمسمى قديماً [ الرحالة ] تنتقل
فيه العروسه في تلك الليلة رفق قريباتها وصديقاتها وعلى مقربة من بيت أهل الزوج يسرن على الأقدام فيكون
أمامهن [ المهلّي ] وهو رجل يحمل وسيلة إنارة [ التريك ] ويردد عبارات تهليل وترحيب بالعروسه وبأجرة رمزيه تعطى
له في تلك الليلة من قبل العريس [ ومن تلك العبارات قوله يا هلا ببنت فلان ومن معها ويا هلا بالطويلة والقصيرة
وغيرها من العبارات الشيقة والتي يقشعر لها البدن ] ويبقى الرجال على حواف الطريق وعند باب بيت أهل الزوج
يشاهدون العروس ومن معها بزيهن التقليدي المحتشم وإلى أن يدخلن داخل البت على حده والرجال على حده فيقدم
الطعام أو بعض الفواكه المتوفرة في تلك الأيام مثل الجح والبطيخ والبرتقال والتفاح وغيره والتي تسمى [ المعروض ]
ومن السلع الذهبية المميزة في تلك الأيام والتي تقدم للعروسه [ الهامة ] وهي غطاء للرأس من الذهب تشبه التاج ومن
الأزياء التي ترتديها [ المر ودن ] وهو غطاء شفاف به تطريز تلبسه فوق الثوب وله ردنان وكذلك [ المسفع ] وهو غطاء
للرأس ذو لون أسود أو أحمر أو أزرق وبه تطريز بحوافه لين الملمس وشفاف .
----
دار العدّة :
ومعنى العدّة في اللغة العربية[1] هي جمع عدد بمعنى الاستعداد يقال ( كونوا على عدّة ) أي على استعداد والعدّة
أيضاً هي ما أعددته لحوادث الدهر من مال وسلاح فيقال (أخذ للأمر عدّته ) أي ما أعدّه له وعدّة الفرس ( سرجها )
وعدّة البناء والنجار وغيرهما هي آلا تهم .
وفي لهجتنا العامية تعني دار العدّة دار جمع السلاح والعدد من أدوات حفر ونجارة ومنها على سبيل المثال ( العتلة )[2]
وهي عبارة عن حديدة مبرومة بسمك الإصبعين وبطول متر واحد أو يزيد أحد رؤوسها مدبب والأخر مفلطح تستخدم في
حفر الأرض عند خلع نخلة أو غرسها ومن العدّة أيضــاً ( المنساف ) وهو عبارة عن أداة لرفع تراب الحفر شبيه بما
يسمى الشيول اليدوي الحالي ويأتي على شكل حديدة مربعة الشكل أو يكون رأسها مدبب وبعرض الكف مثبت بعصا
مبرومة وأيضاً من العدّة ( الفأس ) وهو أداة لقطع النخيل والأشجار والأخشاب وهو عبارة عن قطعة من الحديد عريضة
من أسفل وحادة لها رأس بها فتحة مدورة يوضع بها عصا الفأس المبرومة التي يمسك بها عند استخدامه وما أحلى
الأمثال التي قيلت بالفأس كالذي يقول : [ غلطان يا طابخ الفأس تبي المرق من حد يده] وهي كناية لمن يرجى حاجة من
شخص لكنه يستحيل يحققها لطبع هو معروف فيه من الجميع . كذلك من العدّة ما يسمى ( الطبر )[3] وهو شبيه بالفأس
لكنه يحتوي على رأسين واحد مدبب والأخر عريض وهو أداة للحفر ومن العدّة ( المطرقة ) وهي أداة لتثبيت المسامير
وغيرها ( والمحساسه ) وهي أداة نشر الأخشاب ( والمجفر ) ويصنع من ورق العسيب يستخدم في حمل الأغراض أو
التراب له يدين يحمل بها من الحبال .
[1] المنجد في اللغة والإعلام ص : 491 .
[2] العتلة : هي العصا الظخمة من حديد يهدم بها الحائط . المنجد في اللغة والإعلام ص : 486 .
[3] الطبر والطبرزين : الفأس من السلاح [ والكلمتان فارسيتان ] . المنجد في اللغة والإعلام
----
الحير : << علام ماكم ضايع ياهل الحير
ويعرف في اللغة العربية[1] بأنه شبه الحظيرة أو الحمى وقصر كان بسر من رأى وأصبحت الأرض حيرة أي مخضرّة
مبقلة وحير بمعنى بير .
وفي لهجتنا العاميّة يعرف الحير بأنه المكان الذي يكون فيه النخيل والأشجار الخاصة بصاحب البيت القديم ويدّخر من
خلالها قوت بــيته السنوي من التمر ويوجد به عادة بئر ماء يزود النخيل والأشجار منه ويوجد في الحير دار للأغنام
وقصير للدجاج وروازين للحمام ( والرازونه ) هي عبارة عن بناء في زوايا الغرف أو القبب داخل الحير على شكل مثلث
عبارة عن قطع من الخشب موصّلة في زوايا الحائطان في أعلى السقف بعرض خمسين سنتمتر تقريباً ومطلي فوقها
بالطين وحافتها الخارجية بها حاجز صغير من الطين لعدم سقوط بيض الحمام أو فراخه الصغيرة وقد تم الاستعاضة عنها
فيما بعد بالصناديق التي تثبت في أعالي الحيطان . ويزرع بالحير البرسيم للغنم أو البقر وهو يشبه الحد يقه الصغيرة
بالمنزل ومتنفس لأهل البيت القديم .
[1] القاموس المحيط ص : 344 .
والله اسأل ان يكون فيما طـرح هنا الفائــدة 000
تحيــاتـــي
منـــــــــــــــــقول
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir