المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقل في قفص الإتهام



شام
16-03-2007, 00:50
بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين

و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين

0
0
0


تجتاح احياناً سماء هذا الأفق طقوس العجاج

فتحجب الرؤية و تصبح أشبه ما تكون بضبابية

ومن رحمة الله بنا .. أن هذه الفترات من العجاج لا تدوم

فسرعان ما تشرق الشمس و ينجلي العجاج و تتضح الرؤية

فكما هذا الكون الواسع بحاجة لأشعة الشمس

نحن كذلك بحاجة للعقيدة الحقيقية التي تخرجنا من الظلمات الى النور

كيف من الممكن أن تغطي اشعة الشمس كتلة العجاج تلك

و بالتالي كيف للشريعة أن تتعرض للتغييب ..


كلنا طالعنا و قرأنا الكتب و المؤلفات لذلك نعرف مالذي فعلته المعتزلة المولودة سفاحاً من رحم التاريخ

لتقيم حاضرة و دولة للعقل البشري المخلوق بأمر من الله سبحانه وتعالى

هدفها تبديل الحق وهو الشريعة الى الباطل وهو الظلام و المساهمة في عدم وضوح الرؤيا

وكانت شعاراتها ومبادئها النظرية تنص على تحكيم العقل فقط و طبيعي هذا مرفوض جملة و تفصيلاً

فالعقل يقتضي أن يتبع الأكثر علماً .

وهنا يظهر لنا جلياً وواضحاً مغزى قوله تعالى عندما خاطب النبي عليه الصلاة و السلام أن ما أوحي اليه هو

العلم وهو النور فمن جادلك فيه فاعلم أنهم يتبعون أهواءهم وليس عقولهم .. فالعقل يقتضي تحكيم من

يعلم الأسرار و ما تخفيه الصدور والنفوس و نحن ماضون خلف شرعه، ونتبع نهجه ووصاياه، ومن يطلب

منا غير ذلك فإنه يقودنا إلى طريق الضلال.


ومن ثم ظهرت لنا العلمانية بكل ما تحمله من ضلال مساتدة بالوقت نفسه للمعتزلة اختها من نفس الرحم

تبث في الأرجاء ديناً جديداً دين موضوع بفعل الإنسان وهو من يحدد شرائعه و مبادئ عقيدته

وتقدم كذلك العقل على ما نزل من الله تعالى من شرائع و السؤال هل العقل البشري بهذه الإمكانيات

يستطيع أن يقدم شرائع افضل من شرع الله ..

كلنا يعلم أن الحواس كلها هي التي تقدم للعقل منظومة المعلومات ومن ثم يستجمعها ويحللها ليستخدمها

في النتائج بعد ذلك .

وعلى سبيل المثال لا الحصر لا يمكن للأعمى أن يعرف الألوان و لن يكون بمقدروه تمييز بعضها من بعض

وهذا ما أوضحه القرآن الكريم في قوله:

﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ﴾ (النحل: من الآية 78)،


وهذا المثال البسيط يمنحنا مفهوماً أن الكون فيه من الأشياء الكثيرة و لكن لا نستطيع رؤيتها كلها و عدم

إدراكنا لها هذا لا يعني أنها غير موجودة .

يقول عز وجل في آياته : ﴿فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيْدٌ﴾ (ق: من الآية 22) هذا يعني للمتدبر أن يفهم

أن حاسة البصر سوف يكشف عنها الحجاب يوم القيامة ...

أما الديمقراطية ذلك المصطلح المعولم حسب المصالح و الأطماع فتطابقت مع أخواتها السابقات من حيث المبدأ .. و المنهج


ففي ظلال الديمقراطية القادمة الينا من الغرب تم مصادرة كثير من المفاهيم تحت شعارات الحرية و حرية

التعبير ، وهانحن اليوم نشهد أسواء صورها في الاساءة للإسلام و المسلمين ولعلماء المسلمين و

التشكيك بهم ـ فخلق لدينا جيل اقرب ما يكون الى الفساد يحمل افكاراً معولمة مستعدة لهدم كل رمز

للإسلام .



لذا ...

نستخلص مما ورد اعلاه أن قدرات العقل قاصرة عن ادراك كل شيء في هذا الكون فهل سيكون بمقدوره

وضع الشرائع السليمة التي تنظم الحياة على كافة مستوياتها ..

يقول بيير بيل فيلسوف فرنسي :

إن العقل مثل الحواس التي يعتمد عليها قد يخدعنا لأنه غالبًا ما يتغشاه الانفعال، فالرغبة والهوى

( لا العقل) هما اللذان يحددان سلوكنا، فالعقل يمكن أن يعلمنا أن نشك، ولكنه قليلاًَ ما يحركنا للعمل أن

أسباب الشك هي الأخرى مشكوك فيها، ومن ثم يجب على الإنسان أن يشك فيما إذا كان ينبغي له أن

يشك.. أية فوضى وأي عذاب للذهن!! إن عقلنا يؤدي بنا إلى أن نتيه ونهيم على وجوهنا على غير هدى

لأنه حين يكشف عن أكبر قدر من حدة الذهن والدقة يلقي بنا في الهاوية..

إن العقل أداة هدم لا أداة بناء ...

فرغم الحاده ذاك الفيلسوف إلا أنه كان له هذا الرأي في العقل وهذا ما تأثر به فولتير بعد ذلك ..

وختاماً :

لقد قدم لنا الله تعالى الشريعة السمحاء ليبين لنا كل شيء دون الحاجة أن نتعب أذهاننا

فكل شيء جلي واضح وسهل ومفهوم ...

الشريعة الوحيدة التي أنزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ..

هي القادرة على قيادة البشرية .. نحو طرقات النور ..

سيدة القـــــلم
16-03-2007, 01:35
مُوْضُوع جَمِيل و " قِيّم "

شُكْرَاً لَكِ عَزِيْزَتِيْ ايمَان

بَاْرَكَ اللهُ فِيْكِroooose


كُوْنِيْ بِخِيرْ












.

ابو عارف
16-03-2007, 16:06
شكراً إختي إيمان على هذا النص الواقعي والإيماني الواضح والصريح والذي يصلح أن يكون خطاب الجمعة وبجميع المساجد لتعم الفائدة.


أثابك الله وجعل أجر ماتكتبين في ميزان حسناتك.

ريال الفسحه
16-03-2007, 17:17
دائما ماتوافق الروعه مواضيعك اخت ايمان

\\


موضوع رائع بحق الله لايهينك...

ريم شمر
16-03-2007, 19:43
موضوع جدا متكامل وبغايه الروعه //

.
.
.
هناك من يعيب على المسلمين اعتمادهم على النقل من مصادر الشرع

خصوصا فيما يجب فيه الاتباع والانقياد مثل تطبيق الشريعه والاحكام المختلفه

وينسى انه يقدس العقل ويعطيه اكبر من حجمه ان اوكل اليه فوق طاقته

هناك امور يكون للعقل فيها صوله وجوله وهناك امور العقل البشري يعجز عن البت فيها

وقد كفانا ربنا مالاطاقة لنا به ووضح لنا الامور التي نعمل بها بالاتباع ولاتحتاج منا الى مجهود ..

.
.
لك الشكر ايمان

موضوع مميز وعميق ...

الشاهري العبيدي
16-03-2007, 21:03
ما انزل الله الشرع المبارك وحكم به دنيانا ورتب على اتباعه الجنان ان مشوا على الطريق او النار ان حادوا

ما انزله الا لسعادة البشريه



فمن شذ عن المهج المستقيم فليس له الا الشقاء بالدنيا والعذاب المستديم في اخراه



بارك الله بك اخت ايمان

الأصيل
16-03-2007, 21:42
وختاماً :

لقد قدم لنا الله تعالى الشريعة السمحاء ليبين لنا كل شيء دون الحاجة أن نتعب أذهاننا

فكل شيء جلي واضح وسهل ومفهوم ...

الشريعة الوحيدة التي أنزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ..

هي القادرة على قيادة البشرية .. نحو طرقات النور ..








ختامها مسك

شام
17-03-2007, 00:29
مُوْضُوع جَمِيل و " قِيّم "

شُكْرَاً لَكِ عَزِيْزَتِيْ ايمَان

بَاْرَكَ اللهُ فِيْكِroooose


كُوْنِيْ بِخِيرْ












.


الجميل هو مرورك

واهتمامك عزيرتي سيدة القلم

شكراً لك

دمت بخير rooose2 rooose2

النبع الخالد
17-03-2007, 01:05
اخت ايمان
سوف احصر مداخلتي بخصوص موضوع الحكم بما انزل الله.

حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئـك هم الكافرون))..
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في جواب عن مسألة الحكم بغير ما أنزل الله :

(( الحكم بغير ما أنزل الله ينقسم إلى قسمين :

القسم الأول :
أن يُبطل حكم الله ليحل محله حكم أخر طاغوتي .

بحيث يلغي الحكم بالشريعة بين الناس ، ويجعل بدله حكم آخر من وضع البشر كالذين يُنحون الأحكام الشرعية في المعاملة بين الناس ، ويحلون محلها القوانين الوضعية ، فهذا لاشك أنه استبدال بشريعة الله سبحانه وتعالى غيرها ،وهو كفر مخرج من الملة ؛ لأن هذا جعل نفسه بمنزلة الخالق حيث شرع لعباد الله ما لم يأذن به الله ، بل ما خالف حكم الله عز وجل وجعله الحكم الفاصل بين الخلق ، وقد سمى الله تعالى ذلك شركاً في قوله تعالى : {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } .

القسم الثاني :
أن تبقى أحكام الله عز و جل على ما هي عليه و تكون السلطة لها ، ويكون الحكم منوطاً بها ، ولكن يأتي حاكم من الحكام فيحكم بغير ما تقتضيه هذه الأحكام ، أي يحكم بغير ما أنزل الله .

فهذا له ثلاث حالات :

الحال الأولى : أن يحكم بما يخالف شريعة الله معتقداً أن ذلك أفضل من حكم الله وأنفع لعباد الله ، أو معتقداً أنه مماثل لحكم الله عز وجل ، أو يعتقد أنه يجوز له الحكم بغير ما أنزل الله ، فهذا كفر .

يخرج به الحاكم من الملة، لأنه لم يرض بحكم الله عز وجل ،ولم يجعل الله حكماً بين عباده .

الحال الثانية : أن يحكم بغير ما أنزل الله معتقداً أن حكم الله تعالى هو الأفضل والأنفع لعباده ، لكنه خرج عنه ، وهو يشعر بأنه عاص لله عز وجل إنما يريد الجور والظلم للمحكوم عليه ، لما بينه وبينه من عداوة ، فهو يحكم بغير ما أنزل الله لا كراهة لحكم الله ولا استبدال به ، ولا اعتقاد بأنه أي الحكم الذي حكم به أفضل من حكم الله أو مساو له أو أنه يجوز الحكم به ، لكن من أجل الإضرار بالمحكوم عليه حكم بغير ما أنزل الله ،ففي هذه الحال لا نقول إن هذا الحاكم كافر ، بل تقول إنه ظالم معتد جائر .

الحال الثالثة : أن يحكم بغير ما أنزل الله وهو يعتقد أن حكم الله تعالى هو الأفضل والأنفع لعباد الله ، وأنه بحكمه هذا عاص لله عز وجل ، لكنه حكم لهوى في نفسه ، لمصلحة تعود له أو للمحكوم له ، فهذا فسق وخروج عن طاعة الله عز وجل ، وعلى هذه الأحوال الثلاث يتنزل قول الله تعالى في ثلاث آيات :{ و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } وهذا يتنزل على الحالة الأولى { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } يتنزل على الحالة الثانية { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } يتنزل على الحالة الثالثة . )) فقه العبادات ص(60،61 ).


بارك الله فيك وبقلمك ونفع بك .

شام
17-03-2007, 18:08
شكراً إختي إيمان على هذا النص الواقعي والإيماني الواضح والصريح والذي يصلح أن يكون خطاب الجمعة وبجميع المساجد لتعم الفائدة.


أثابك الله وجعل أجر ماتكتبين في ميزان حسناتك.

و كتب الله لك الثواب كاملاً غير منقوص

لهذه المشاركة

و لغيرها من الاعمال الصالحة

التي ترضي الله تعالى

اخي ابو عارف

حفظك الله

شام
17-03-2007, 21:12
دائما ماتوافق الروعه مواضيعك اخت ايمان

\\


موضوع رائع بحق الله لايهينك...

الشكر الجزيل


لك اخي ريال الفسحة

للمشاركة الطيبة

و الكلمات الرقيقة

دمت مشرقاً

شام
18-03-2007, 01:17
موضوع جدا متكامل وبغايه الروعه //

.
.
.
هناك من يعيب على المسلمين اعتمادهم على النقل من مصادر الشرع

خصوصا فيما يجب فيه الاتباع والانقياد مثل تطبيق الشريعه والاحكام المختلفه

وينسى انه يقدس العقل ويعطيه اكبر من حجمه ان اوكل اليه فوق طاقته

هناك امور يكون للعقل فيها صوله وجوله وهناك امور العقل البشري يعجز عن البت فيها

وقد كفانا ربنا مالاطاقة لنا به ووضح لنا الامور التي نعمل بها بالاتباع ولاتحتاج منا الى مجهود ..

.
.
لك الشكر ايمان

موضوع مميز وعميق ...


مشاركة في صلب الموضوع و ايضاح للفكرة المطلوبة

اختي ريم شمر

لقد خلق الله تعالى العقل لكي نتعرف به على مخلوقاته

و بالتالي نسخره لخدمة و اعمار الارض

و معرفة الكون

ولكن ان يحل العقل البشري مكان شرائع الله تعالى و العقيدة

و أن نستغني تباعاً عن مصارد شرح التشريع السماوي

من خلال العلماء

فهنا لا يمكن قبول هذا الكلام مهما كان المنادي به

بل ويرفض العقل المنطقي المهذب مع طرائق التفكير المنطقية

الغاء دور هام وحيوي و تكريس دور فردي

فالمطلوب كلاهما ...

فالعلم يرتقي بالعقل و النور ينير الدرب للسلوك الحسن

وشكراً ريم شمر للمداخلة الرائعة

و التي اختصرت سطور كبيرة في

معاني قيمة وهامة

نسأل الله الصلاح و الإيمان

و حفظك الله اختي الفاضلة

شام
18-03-2007, 01:21
ما انزل الله الشرع المبارك وحكم به دنيانا ورتب على اتباعه الجنان ان مشوا على الطريق او النار ان حادوا

ما انزله الا لسعادة البشريه



فمن شذ عن المهج المستقيم فليس له الا الشقاء بالدنيا والعذاب المستديم في اخراه



بارك الله بك اخت ايمان

كلمات رائعة

اخي الشاهري

لقد اجزلت و اختزلت

وتبقى شريعتنا الاسلامية

هي المحرك لكل شيء حتى العقل

وماهذا الكون الذي خلقه الله تعالى

و سائر مخلوقاته الا لقوم يتفكرون

و جزاك الله كل الخير

شام
18-03-2007, 01:24
وختاماً :

لقد قدم لنا الله تعالى الشريعة السمحاء ليبين لنا كل شيء دون الحاجة أن نتعب أذهاننا

فكل شيء جلي واضح وسهل ومفهوم ...

الشريعة الوحيدة التي أنزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ..

هي القادرة على قيادة البشرية .. نحو طرقات النور ..








ختامها مسك


باقة شكر معطر

لأخي الفاضل الأصيل

حفظك الله ووفقك

ودمت بيخير

شام
18-03-2007, 01:26
اخت ايمان
سوف احصر مداخلتي بخصوص موضوع الحكم بما انزل الله.

حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئـك هم الكافرون))..
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في جواب عن مسألة الحكم بغير ما أنزل الله :

(( الحكم بغير ما أنزل الله ينقسم إلى قسمين :

القسم الأول :
أن يُبطل حكم الله ليحل محله حكم أخر طاغوتي .

بحيث يلغي الحكم بالشريعة بين الناس ، ويجعل بدله حكم آخر من وضع البشر كالذين يُنحون الأحكام الشرعية في المعاملة بين الناس ، ويحلون محلها القوانين الوضعية ، فهذا لاشك أنه استبدال بشريعة الله سبحانه وتعالى غيرها ،وهو كفر مخرج من الملة ؛ لأن هذا جعل نفسه بمنزلة الخالق حيث شرع لعباد الله ما لم يأذن به الله ، بل ما خالف حكم الله عز وجل وجعله الحكم الفاصل بين الخلق ، وقد سمى الله تعالى ذلك شركاً في قوله تعالى : {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } .

القسم الثاني :
أن تبقى أحكام الله عز و جل على ما هي عليه و تكون السلطة لها ، ويكون الحكم منوطاً بها ، ولكن يأتي حاكم من الحكام فيحكم بغير ما تقتضيه هذه الأحكام ، أي يحكم بغير ما أنزل الله .

فهذا له ثلاث حالات :

الحال الأولى : أن يحكم بما يخالف شريعة الله معتقداً أن ذلك أفضل من حكم الله وأنفع لعباد الله ، أو معتقداً أنه مماثل لحكم الله عز وجل ، أو يعتقد أنه يجوز له الحكم بغير ما أنزل الله ، فهذا كفر .

يخرج به الحاكم من الملة، لأنه لم يرض بحكم الله عز وجل ،ولم يجعل الله حكماً بين عباده .

الحال الثانية : أن يحكم بغير ما أنزل الله معتقداً أن حكم الله تعالى هو الأفضل والأنفع لعباده ، لكنه خرج عنه ، وهو يشعر بأنه عاص لله عز وجل إنما يريد الجور والظلم للمحكوم عليه ، لما بينه وبينه من عداوة ، فهو يحكم بغير ما أنزل الله لا كراهة لحكم الله ولا استبدال به ، ولا اعتقاد بأنه أي الحكم الذي حكم به أفضل من حكم الله أو مساو له أو أنه يجوز الحكم به ، لكن من أجل الإضرار بالمحكوم عليه حكم بغير ما أنزل الله ،ففي هذه الحال لا نقول إن هذا الحاكم كافر ، بل تقول إنه ظالم معتد جائر .

الحال الثالثة : أن يحكم بغير ما أنزل الله وهو يعتقد أن حكم الله تعالى هو الأفضل والأنفع لعباد الله ، وأنه بحكمه هذا عاص لله عز وجل ، لكنه حكم لهوى في نفسه ، لمصلحة تعود له أو للمحكوم له ، فهذا فسق وخروج عن طاعة الله عز وجل ، وعلى هذه الأحوال الثلاث يتنزل قول الله تعالى في ثلاث آيات :{ و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } وهذا يتنزل على الحالة الأولى { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } يتنزل على الحالة الثانية { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } يتنزل على الحالة الثالثة . )) فقه العبادات ص(60،61 ).


بارك الله فيك وبقلمك ونفع بك .

رائع


رائع


تقديم حقيقي و ممتاز

أخي النبع الخالد

بعد تلك السطور التي توجت الموضوع

لا تعليق لدي

جزاك الله كل الخير

ووفقك لما فيه خير لدينك و دنياك

ابو ندى
19-03-2007, 21:20
موضوع رائع وبدون مجاملة
أثابك الله جزيل الثواب وجعله في ميزان حسناتك

شام
20-03-2007, 17:50
موضوع رائع وبدون مجاملة
أثابك الله جزيل الثواب وجعله في ميزان حسناتك

كلمات اسعدتني

ومرور شرفني

اخي الفاضل ابو ندى

ومتخصص بعلم الفلك

هذا يعني أني اخاطب عقلاً يركز على العقيدة و على العلم

اشكرك اخي الفاضل

و حفظك الله ورعاك