محمد سنجر
15-03-2007, 14:55
كنت أجلس بجوار دراجتي
أستظل تحت شجرة وارفة
أرفع زجاجة مياه غازية أفرغها في جوفي
لعلها تطفئ شيئا من حرارة هذه الظهيرة
كنت أنتظر عامل السنترال
انقطعت الحرارة عن الهاتف
و بينما أنا جالس
لفت انتباهي هذا الرجل الذي يقف منحنيا هناك يفتش جاهدا بين تلا ل القمامة
بين حين و آخر
ينحني فجأة كمن وجد كنزا
يلتقطه فرحا
ينظفه
يضعه في كيسه البلاستيكي الذي يحمله
حب الاستطلاع جعلني أراقبه
ماذا يفعل هذا الرجل
كيف يتحمل حرارة هذه الشمس الحارقة؟
مستحيل أن أفعل ما يفعل
و لو كان الثمن كنوز العالم أجمع
الرائحة بين هذه النفايات خانقة
لابد أنه يبحث عن أشياء ثمينة بحجم ما يلاقيه من عذاب هناك
بينما أنا في دهشتي
إذا بصوت بجواري يحدثني )
: هل تعرف من هذا ؟
( نظرت تجاه صاحب الصوت فإذا برجل ضخم جالس بجواري )
( سألته )
: هل تحدثني ؟
: نعم ، أراك تنظر باهتمام إلى ذلك (الخنزير)
: من تقصد ؟
: ( بلبل ) هذا الذي تتابعه و هو غارق بين القمامة هناك
: لا حول و لا قوة إلا بالله ، اتق الله يا عم الحاج
: بركاتك يا سيدنا الشيخ بس اللي عايزك تعرفه إن الرجل ده بيكسب قوت يومه من عرق الراقصات
ده أكبر طبال في شارع الهرم
: لا حول و لا قوة إلا بالله ، سأترك لك المكان كله
( انصرفت من جواره فورا لكنه آثر إلا أن يكمل ما بدأ
فرفع صوته ليسمعني )
: قال اتقي الله قال
اذهب و انظر ماذا يفعل هناك بين تلك التلال من القمامة
يجمع صور الساقطات أمثاله
( أخذت دراجتي و رحلت إلى الجانب الآخر من الطريق
هناك وجدت مكانا مناسبا للجلوس
أخذني الشغف للعودة لمتابعة هذا الرجل بين تلال القمامة
فإذا به و قد هم بالرحيل بعد أن غلق كيسه البلاستيكي الذي وضع به كنزه الثمين
و لكن فجأة
رأيت ولدان يركضان ناحيته
حاولت الصراخ لتنبيهه
لكن لا أدري لماذا انعقد لساني
أحدهما ضربه على ظهره و انطلق
و بينما صدمته الضربة
انتزع الآخر كيسه و انطلقا كالصاروخ
عندها لم أشعر بنفسي إلا و أنا أقفز فوق دراجتي
أنطلق خلفهما
و بعد مطاردة غريبة
ما هي إلا دقائق حتى عدت إليه بكيس كنوزه
وجدته واقفا في انتظاري
و بمجرد رؤيتي
تهلل وجهه فرحا و ظل يردد )
: بارك الله فيك
الله يسترك دنيا و آخرة
الله يبارك لك في صحتك و عافيتك و أولادك قادر يا كريم
: ماذا حدث للبشر ؟ ألم يعد هناك أمان ؟
: لا حول و لا قوة إلا بالله
( ناولته الكيس و هممت بالرحيل إلا أن الشغف لمعرفة ماهية هذا الرجل
جعلني أسأله )
: و لكن لماذا سرقوا منك هذا الكيس ؟
: يعتقدون أنني أجد نقودا و ذهبا بين القمامة
: و هل فعلا تجد ذهبا و نقودا بين القمامة كما يقول الناس؟
: نعم أجمع الكنوز من بين النفايات
( قالها و فتح كيسه ليريني ما جمعه من تلك الكنوز
و إذا به يخرج قصاصات من صحف و مجلات)
: هل هناك ذهبا أغلى من هذا ؟
( أخرج قصاصة ورق
ناولني إياها قربتها من عيني لأقرأ ما بها
فإذا بها مكتوب عليها لفظ الجلالة ،
تحشرجت الكلمات بين شفتيه ، تخرج مختلطة ببكائه )
: بالله عليك كيف نترك ما هو أغلى من الذهب ملقى هكذا بين القمامة ؟
( انعقد لساني أمام كلماته )
: بالله عليك هل يترك كلام رب العزة هكذا بين النفايات ؟
هل هان علينا كلام خير البشر لهذه الدرجة ؟
أين عقولنا ؟ أين إسلامنا ؟
: عجيب ,
هل تقول هذا الكلام صباحا بينما تكسب قوتك مساءا من عرق الراقصات ؟ ألست بلبل الطبال بتاع شارع الهرم ؟
: كـنـت ،
كنت يا عم الحاج
جرى لكم إيه يا عالم ؟
و الله يهدي من يشاء يا هــــــــــــــــوه
أستظل تحت شجرة وارفة
أرفع زجاجة مياه غازية أفرغها في جوفي
لعلها تطفئ شيئا من حرارة هذه الظهيرة
كنت أنتظر عامل السنترال
انقطعت الحرارة عن الهاتف
و بينما أنا جالس
لفت انتباهي هذا الرجل الذي يقف منحنيا هناك يفتش جاهدا بين تلا ل القمامة
بين حين و آخر
ينحني فجأة كمن وجد كنزا
يلتقطه فرحا
ينظفه
يضعه في كيسه البلاستيكي الذي يحمله
حب الاستطلاع جعلني أراقبه
ماذا يفعل هذا الرجل
كيف يتحمل حرارة هذه الشمس الحارقة؟
مستحيل أن أفعل ما يفعل
و لو كان الثمن كنوز العالم أجمع
الرائحة بين هذه النفايات خانقة
لابد أنه يبحث عن أشياء ثمينة بحجم ما يلاقيه من عذاب هناك
بينما أنا في دهشتي
إذا بصوت بجواري يحدثني )
: هل تعرف من هذا ؟
( نظرت تجاه صاحب الصوت فإذا برجل ضخم جالس بجواري )
( سألته )
: هل تحدثني ؟
: نعم ، أراك تنظر باهتمام إلى ذلك (الخنزير)
: من تقصد ؟
: ( بلبل ) هذا الذي تتابعه و هو غارق بين القمامة هناك
: لا حول و لا قوة إلا بالله ، اتق الله يا عم الحاج
: بركاتك يا سيدنا الشيخ بس اللي عايزك تعرفه إن الرجل ده بيكسب قوت يومه من عرق الراقصات
ده أكبر طبال في شارع الهرم
: لا حول و لا قوة إلا بالله ، سأترك لك المكان كله
( انصرفت من جواره فورا لكنه آثر إلا أن يكمل ما بدأ
فرفع صوته ليسمعني )
: قال اتقي الله قال
اذهب و انظر ماذا يفعل هناك بين تلك التلال من القمامة
يجمع صور الساقطات أمثاله
( أخذت دراجتي و رحلت إلى الجانب الآخر من الطريق
هناك وجدت مكانا مناسبا للجلوس
أخذني الشغف للعودة لمتابعة هذا الرجل بين تلال القمامة
فإذا به و قد هم بالرحيل بعد أن غلق كيسه البلاستيكي الذي وضع به كنزه الثمين
و لكن فجأة
رأيت ولدان يركضان ناحيته
حاولت الصراخ لتنبيهه
لكن لا أدري لماذا انعقد لساني
أحدهما ضربه على ظهره و انطلق
و بينما صدمته الضربة
انتزع الآخر كيسه و انطلقا كالصاروخ
عندها لم أشعر بنفسي إلا و أنا أقفز فوق دراجتي
أنطلق خلفهما
و بعد مطاردة غريبة
ما هي إلا دقائق حتى عدت إليه بكيس كنوزه
وجدته واقفا في انتظاري
و بمجرد رؤيتي
تهلل وجهه فرحا و ظل يردد )
: بارك الله فيك
الله يسترك دنيا و آخرة
الله يبارك لك في صحتك و عافيتك و أولادك قادر يا كريم
: ماذا حدث للبشر ؟ ألم يعد هناك أمان ؟
: لا حول و لا قوة إلا بالله
( ناولته الكيس و هممت بالرحيل إلا أن الشغف لمعرفة ماهية هذا الرجل
جعلني أسأله )
: و لكن لماذا سرقوا منك هذا الكيس ؟
: يعتقدون أنني أجد نقودا و ذهبا بين القمامة
: و هل فعلا تجد ذهبا و نقودا بين القمامة كما يقول الناس؟
: نعم أجمع الكنوز من بين النفايات
( قالها و فتح كيسه ليريني ما جمعه من تلك الكنوز
و إذا به يخرج قصاصات من صحف و مجلات)
: هل هناك ذهبا أغلى من هذا ؟
( أخرج قصاصة ورق
ناولني إياها قربتها من عيني لأقرأ ما بها
فإذا بها مكتوب عليها لفظ الجلالة ،
تحشرجت الكلمات بين شفتيه ، تخرج مختلطة ببكائه )
: بالله عليك كيف نترك ما هو أغلى من الذهب ملقى هكذا بين القمامة ؟
( انعقد لساني أمام كلماته )
: بالله عليك هل يترك كلام رب العزة هكذا بين النفايات ؟
هل هان علينا كلام خير البشر لهذه الدرجة ؟
أين عقولنا ؟ أين إسلامنا ؟
: عجيب ,
هل تقول هذا الكلام صباحا بينما تكسب قوتك مساءا من عرق الراقصات ؟ ألست بلبل الطبال بتاع شارع الهرم ؟
: كـنـت ،
كنت يا عم الحاج
جرى لكم إيه يا عالم ؟
و الله يهدي من يشاء يا هــــــــــــــــوه