المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يبكي الخجل



شام
26-02-2007, 00:48
تساقطت مثل وردة برية على الأرض المكسوة بالسجاد الفارسي

و انواع الموكيت الإيطالي ،، ثوبها الحريري الناعم وشح الأديم

وبدا من خلاله خفقات لقلب متسارعة و أنفاس جداً متلاحقة

ذاك الوجه الطفولي شحب لبضع دقائق ،،،

توسلات تكلمت من قسمات الوجه و ارتجاف الشفتين ،،

وكأنها تدعو رب المشرقين بالنجاة ،،

لم يكن ذاك المشهد الدرامي من وحي الخيال و لا هو من ايحاءات الأدباء

فذاك الرجل القابع قرب طاولة الافطار صباحاً يتناول فطوره المعتاد

وقربه وعاء امتلئ بأعقاب السكائر صنع هافانا وبيده صحيفته اليومية

يبحث عن اخبار الاسهم و النشرة الاقتصادية ،،

قد سرح في عالم لا يمت الى عالمها بصلة ولا يدانيها بمخيلة

ساعاته يقضيها على هاتفه الجوال يحادث فيه كل من أحب و استساغ

مرة بالانكليزية و اخرى بالفرنسية أو الايطالية ..

وهي وحدها ترسم خطوط المحال في الاقتراب من عالمه وملامسة حدود خياله

يخرج كل صباح الى شركاته المتعددة و يتابع تجارته و ارصدته في البنوك العالمية

يقضي نهاره و معظم ليله بعيداً عنها ..

وهي تلك الأقحوانة التي لم تتجاوز الثامنة عشرة في خدرها قابعة تنتظر فارس مستقبلها

عسى و لعل أن يقضي معها وقتاً ولو في وجبة عشاء مسترقة من الزمن ومن القدر

الذي جعلها زوجة لرجل يزيدها عمراً بحوالي الأربعة عقود ..

هي ابنة تلك الضيعة الوادعة و ابنة لأسرة فقيرة حالها معدمة ،،

كانت هي و الأحلام و الآمال تتطلع لغد مختلف ربما افضل من حالها الآن

و تتشوق للشمس و ملاعب الشباب و زهو العنفوان في كبرياء الفتاة

في ذاك الصباح ،،، اشارت له أن مائدة افطاره جاهزة

تأمل عيناها بأقل من دقيقة و شاح عنها النظرة لينغمس في عالمه

و هي مستلقية على ارضها تنعي ايامها و شبابها

وتبكي و الخجل يبكي عليها ،، في ذاك الصباح المتمرد

عندما غاب عنها و تلاشى مع سحب دخانه السابحة ،،

مجرد احلام ،،، انقلبت في عشية و ضحاها الى اضغاث أحلام ،،،






عندما يبكي الخجل ...

سطور من الحياة و للحياة ..

مهاجرة باحساس
26-02-2007, 02:03
رائع بل اكثر من رائع والله تجسيد لمعانات اغلب الفتيات

تحلم وتتخيل انه واقع ,,,,,,,,,,لكن في الحقيقه هي تنصدم في الواقع


(وكأنها تدعو رب المشرقين بالنجاة)

هذا هو الحال!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

شام
26-02-2007, 10:35
اشكرك اختي مهاجرة للمشاركة و ابداء الرأي

في قضية تستهلك بنات مجتمعنا بقسوة

كان هذا جانب فقط

و الواقع يحوي آلاف القصص

لك الاحترام اختي الفاضلة

يزيد.
26-02-2007, 12:39
الله يعطيك العافيه

نعم هذا هو الحال

الخيال والحلم

ابو عارف
26-02-2007, 15:06
نعم إيمان لقد إستطعتي ماشاء الله بخيالك الواسع وثقافتك الموسوعيه وإبداعك اللامحدود تصوير هذا الحلم وكأنه واقع ملموس ، أقف لهذا الوصف الإبداعي ولصاحبته إيمان قويدر إجلال وإحترام.

شام
26-02-2007, 17:20
جزيل الشكر لأخي يزيد

على المداخلة الطيبة

و المرور العطر

دمت بخير

شام
26-02-2007, 20:36
كلمات رقيقة

ومفعمة بالصدق

تنبض هنا من بين السطور

و القلم لأخي ابو عارف

الف شكر لك اخي الفاضل

للكلمات الرائعة التي تحفزني على المزيد

و لا تحلو الكلمة الا بوجودك اخي الكريم

و تقبل مني فائق الاحترام