راعي الوقيد
11-02-2007, 03:05
http://www.shmmr.net/upload/up/up/5bs0.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
شخصيتنا التي سنتناول في موضوعنا هذا ..!!
احد اعمدة الشعر السعودي في هذا العصر !؟
يقول عن نفسه :-
أنا كومة من الفحم سوداء تلبس ثياباً بيضاء !!
تقول شعراً قصائده حمراء وخضراء وصفراء..!!
نبذة عن الشاعر :-
أديب وشاعر سعودي . ولد بمكة المكرمة عام 1906م . وتوفي في 20 يوليو عام 1987م . وتلقى تعليمه بمدارس الفلاح ..
عمل في مختلف أنشطة الدولة والدوائر الحكومية بدءاً بشؤون الصحافة والطباعة من مصحح إلى مراقب عام ..
واشرف على جريدة " أم القرى " ثم عمل في شؤون الجمارك في وزارة المالية فتقلد سكرتير الديوان وساهم في تنظيم اللوائح والأنظمة الأساسية .
ثم شارك في تأسيس الإذاعة السعودية وكان من أوائل الذين عملوا فيها وقدم مختلف البرامج الإذاعية والتمثيليات وبرامج الأطفال وكل ما يتعلق بالإنتاج الإذاعي حتى أصبح مراقباً عاماً لها .!!
ثم انشأ أول مجلة سعودية خاصة بالأطفال كما شارك في إنشاء وتحرير معظم المجلات والجرائد في بلده .؟
نظم الشعر العمودي والحر ولم يكفه التشجيع الأدبي بل أنفق من جيبه الخاص على كل موهبة فنية تنبأ لها بالمستقبل الواعد ..!!
وكان يعتبر كل فنان أو فنانة أو مثقف تربطه به أواصر الصداقة إلا ويكون الترجمان له والمحامي الذي
لا يكل ولا يمل .!!
صارع الأيام وصارعته وصارع المرض حتى صرعه ولم يشك ولم يهن ولم يغضب ولم ييأس .!؟
أصدر زمخشري ديوانه الأول " أحلام الربيع " 1946م .
وكان أول ديوان يصدر في السعودية بعد فترة طويلة من غياب المطبوعات عنها وعن منطقة الخليج .؟
وترك بعد رحلته الشعرية الطويلة مجموعة مؤلفات ودواوين منها :-
" أنفاس الربيع " و " أغاريد الصحراء " و" على الضفاف " و" ألحان مغترب "
و" لبيك " و" أحلام " ورمضان كريم " و " عبير الذكريات " و " من الخيام "
و" أصداء الربيع "و" مع الأصيل "
وهي مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية
" العين بحر " وهو بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين
و " ليالي ابن الرومي " وهي دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره
و " حبيبي على القمر " .؟
قبل حصوله على جائزة الدولة التقديرية 1983 عاش الزمخشري حياة المعاناة والبؤس والغربة وأقام
طويلاً في مصر ثم انتقل الى تونس حيث كرمته الحكومة التونسية ومنحته وساما رفيعا .!؟
وكان الزمخشري أحد الذين حملوا مشعل تجديد الرسالة الفكرية في الجزيرة العربية ونجح في إخراج الشعر السعودي من دائرة المحلية وأطلقه إلى مصر ولبنان وسوريا والعراق ثم إلى المغرب .؟
من أعماله :-
- أحلام الربيع 1946 الديوان الأول
- أنفاس الربيع
- أغاريد الصحراء
- على الضفاف
- ألحان مغترب
- لبيك
- أحلام
- ورمضان كريم
- عبير الذكريات
- من الخيام
- أصداء الربيع
- مع الأصيل، مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية
- العين بحر، بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين
- ليالي ابن الرومي، دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره
- حبيبي على القمر
-----
من روائعه .. القصائد التالية :-
سلام لله يا هاجرنا :-
سلام لله يا هاجرنا .. في بحر الشوق و ماله قرار
خسارة البيت جوار بيتنا .. ولا ترعى حقوق الجار
و أنا مداري.. على ناري !!
و أقول يمكن.. في يوم جاري !!
يراعيني يا أهل الله !!
سلام لله .. سلام لله !!
سلام من عينك الحلوة .. ترد الروح و يحييني
يا ساحر الشرق يا غنوة .. يا بحر الشهد أرويني
أنا أتمنى.. أعيش فيهم
مدى عمري.. أغنيهم
و أنا مداري..على ناري !!
و أقول يمكن.. في يوم جاري !!
يراعيني يا أهل الله !!
سلام لله .. سلام لله !!
سلام من عودك المايل .. غزال يخطر في وديانه
يكيد عذاله و يخايل .. محبينه و خلانه
قضيت عمري.. باتمنى
أعيش العمر.. و اتهنى
و أنا مداري.. على ناري !!
و أقول يمكن.. في يوم جاري !!
يراعيني يا أهل الله !!
سلام لله .. سلام لله!!
------
قصيدته «إلى المروتين» نشرت في عام 1377هـ ..
لحنها الموسيقار: طارق عبدالحكيم بلحن شجي بعد ذلك، لعل ذلك اللحن من مقام
«البياتي» فهو المقام الذي يفعل فعلته التأثيرية في المتلقي!!
ولعله من «السيكا» أو من الراست.؟؟
المهم ان الموسيقار طارق قد أخذنا في لحنه إلى عوالم الزمخشري الخزينة..!!
من الوحدة والاغتراب ..!!
الى المروتين :-
أهيم بروحي على الرابيه= وعند المطاف وفي المروتين
وأهفو إلى ذكر غاليه= لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآماقيه= ويجري لظاه على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعماقيه= فأرسل من مقلتي دمعتين
---
أهيم وعبر المدى معبد= يعلق في بابه النيرين
فإن طاف في جوفه مسهد =وألقى على سجفه نظرتين
تراءى له شفق مجهد =يواري سنا الفجر في بردتين
وليس له بالشجا مولد =لمغترب غائر المقلتين
---
أهيم وقلبي دقاته =يطير اشتياقاً إلى المسجدين
وصدري يضج بآهاته= فيسري صداه على الضـفتين
على النيل يقضي سويعاته= يناغي الوجوم بسمع وعين
وخضر الروابي لأناته= تردد من شجوه زفرتين
---
أهيم وحولي كؤوس المنى= تقطر في شفتي رشفتين
فأحسب أني احتسيت الهنا= لأسكب من عذبه غنوتين
إذا بي أليف الجوى والضنى= أصاول في غربتي شقوتين
شقاء التياعي بخضر الربى= وشقوة سهم رماني ببين
---
أهيم وفي خاطري التائه= رؤى بلد مشرق الجانبين
يطوف خيالي بأنحائه= ليقطع فيه ولو خطوتين
أمرغ خدي ببطحائه= وألمس منه الثرى باليدين
وألقي الرحال بأفيائه= وأطبع في أرضه قبلتين
---
أهيم وللطير في غصنه= نواح يزغرد في المسمعين
فيشدو الفؤاد على لحنه =ورجع الصدى يملأ الخافقين
فتجري البوادر من مزنه= وتبقي على طرفه عبرتين
تعيد النشيد إلى أذنه= حنيناً وشوقاً إلى المروتين
-----
الموعد المنتظر :-
حديث عينيكِ قد أفضى به الخَفَرُ =لما تأوَّد في أعطافك الخَفَرُ
يا منية النفس قد طاف المراح بنا= فراح ينشر من أفراحنا السمر
فبادليني الهوى فالبحر موجته= عنا تُحدِّث لا ما ينقل الخبر
وفي الشواطئ للأصداء هينمةٌ =يضمها في شُفوفِ الفتنة السَّحَر
والليل أغفى فأرخى من غدائره= سودًا تهادى على أطرافها العمر
والصمت يسكب في سمع الدجى نغمًا= الحب صدَّاحه والخافق الوتر
وإن أحلامنا في الشط غافية =وفي الحنايا لهيب الشوق يستعر
والذكريات رؤاها كلما هتفتْ =بنا استراحت إلى آمالنا الصور
فيا طيوف المنى.. فاض الحنين بنا= وزادنا شجنًا أن النوى قدر
ولا نزال على الأثباج من لهب =يسري بنا شوقنا والوعد ينتظر
------
احبها:-
احبها
ناعمة .. وقاتلة
عابثة .. مصاولة
ومالها سموم
لكن لها سلاح
سلاحها مدمر لا يرحم
يحمله جيدٌ وعينٌ وفم
وحده أجفانها المكسرة
تذيب من تصيبه بسكرة
وإنها سكرة معطرة
من وردة على الشفاه لا تنام
عبيرها الحديث والأنغام
من قامةٍ منصوبةٍ هيفاء
تخاف من فتونها الرقطاء
لأنها حواء
أحبها .. مقاتلة
أحبها .. مراغمة
عابسة .. وباسمة
تظنها مسالمة
بطرفها الكحيل
لكن له نصال
يريشها: قوامها المهفهف
وطرفها: وثغرها المرتجف
وحده: نظرتها المستعرة
وكل قلبٍ في الحنايا مجمرة
ونرجس سغفو على خميلة من الخجل
أنفاسه تعلّم الناس الغزل
بفتنةٍ منسوجةٍ من الضياء
تلف في و شاحها رقطاء
وإنها حواء
أحبها .. مراغمة
أحبها .. معاندة
لاهبة .. وباردة
صريحةً .. مكايدة
ومالها شراك
لكنه الدلال
وطبعه .. يصيد من يحبها
حبائل الصيد لديه هدبها
وحده .. بين الرموش مقبرة
بأهيف .. يمشي على استحياء
وفاتكٍ .. بنظرةٍ نجلاء
تخطر في غلالة البهاء
وتنفث الأشذاء كالرقطاء
وإنها حواء
أحبها .. معاندة
أحبها .. مكابرة
طيبةً .. وماكرة
طيعةً .. ونافرة
بقدها الممشوق
لكن له مجون
فنونه .. في قدها التأدد
وفي المحيا: خدها المورد
وحده .. مراشف لا تنضب
سلافه حديثها المهذب
وغنوة قيثارها خطاها
من رجعها نذوب في هواها
وإنها تفتك بالحياء
رقيقة المملمس كالرقطاء
وإنها حواء
أحبها .. مكابرة
أحبها .. مطاوعة
ساذجة .. وبارعة
فاتنة .. مخادعة
بطبعها الأصيل
لكن لها فتون
لها نطاق شد منها خصرها
ولوحة مكتوبة في صدرها
تقول: إن العطر يجري من هنا
من بحر نورٍ .. موجه باهي السنا
وفي ثنايا موجه حسناء
رقراقة تنساب كالرقطاء
وإنها حواء
أحبها.. مطاوعة
أحبها
وألف مرةٍ أحبها ..
بلا حسابٍ وبلا عدد
وبعدها ، وقربها
سيان عندي .. طلما أحبها
أشقى بها ، وأسعد
وفي الحنايا ، والمآقي
لهواها .. مرجل وموقد
من نار حبٍ
في لظاه ، وجواه (الجسد)
وإن روحي حارس لحبها
أحبها
بالف لون ، وبألف شكل
بحمرة الخدود ، واسوداد الشعر
ونور وجهها
وزرقة السماء في المقل
وليس في العالم من أحبها
قبلي ، او مثلي أنا..
فبرد نجواها سعير
ومن لظى اللوعة سلسال نمير
فبردها وحرها لواعج
قد ذاب في أتوانها (الجسد)
وإن روحي حارس لحبها
أقول: أسلو !!
ويقول الحب: لا
فالسهد لك
شراعك الرفاف
والخافق المجداف
والبحر الحلك
وإن سمارك في رحلتك الأحلام
وفي سقطة .. وصحوة ...
واللوعة الخرساء .. تلهو (بالجسد)
وإن روحي حارس لحبها ...
-----
ومن شعره أمام المحراب في تبتل وخشية..
إلى موقع آخر للحب فيه مكان: إنها ... :-
وفاتنة ماس الدلال بقدها =وعربد دون الخصر منها بموجتين
فقامت تهادى في ستار من الدجى =وان عليها من حواشيه بردتين
وغابت عن الانظار خلف غدائر =فاسفر وجه الصبح ما بين خصلتين
صورة شعرية وصفية .. جمع فيها ما بين الشكل والإطار ..!!
ومعذرة للاختصار!.؟
-----
محاوره صده عن الورد بسهم من لحاظه القاتل..!!
وأصابه بفتنة من سحره..!!
ولم يُجدِ معه ان توسل ؛ وان عانى ؛ بعد ان رماه واخرس لسانه ..!!
لأن ما خفي كان أعظم :-
فقال: اتشكو إن أصبت بنظرة ** فكيف إذا فاضت عليك نوائلي..؟!
والنوائل قواتل أمام القلب المعذب..!!
-----
النظرة في ساحة العشق كالسهم تدمي..!!
وأحيانا تقتل حتى وان جاءت من وراء الحجاب البعيد..!؟
عبر عنها شاعر قديم بقوله :-
إن العيون التي في طرفها حور ** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
هل ان لشاعرنا الزمخشري تلك النهاية؟!
من وراء الغيب ناداني هواها =فهفا القلب يغني بسناها
غادة.. والورد في وجنتيها =فتنة تلهو بأطياف بهاها
وراح يرسم لنا لوحة تضج بمفاتن من يهوى..؟؟
شراعها يرقص في صدرها بمجاديفه..!!
المنى ضاحكة في ألحاظها..!!
رؤى وسنى معلقة على أهدابها..!
أما هو فأوتار قلبه موثقة بهواها دقاته تتهادى كل ما دعاها إليه الاشتياق..!!
إنها تتسابق في رحلة حلم منتظر هو غايته وأمنيته في الحياة :-
وهي في دنيا الهوى أمنية =صافحت نفسي بأحلى مشتهاها
عند هذه المصافحة وقف..!!
وعندها نقفز.!؟ لا نعرف شيئا عن النهاية..؟؟
-----
منحنا يقينيةَ وقناعةَ نظرتِه ـ هو ـ لشعره :-
سموت بشعري عن مواطن خسة =تريق حياتي بين ذل وإسفاف
متى ضاق بي وجه الحياة قصدته =معينا فيجري الفيض منه بألطاف
وخضت به بحرا ترمت حدوده =والهامه النادي شراعي ومجدافي
فأطوي على أوزانه العمر مُثخنا=ضمادي قوافيه وميزانه الشافي
-----
ولأن شاعرنا استشعر نهايته كانت له هذه الرؤى مع من أحب :-
انتهينا فلم اعد أذكر الماضي =ولا يحتفي الفؤاد بآت
وارتوينا من التباعد اعواما =توارت وراءها ذكرياتي
تماما كما تتوارى اشعة الشمس لحظة مغيب مخلّفة سواد ليل
ثقيل الخطوات لمن يخشى الظلام..!!
-----
كل شيء لحظة النهاية يفترق..!!
كان فراق شاعرنا مرا يكابد أوجاعه..!!
ويجاهد من أجل أن تبقى ذكرياته الجميلة حية لا تموت بموته:-
افترقنا والذكريات البواقي =تتغنى بأمسيات التلاقي
افترقنا ولم نزل بالتباريح =نعاني من لوعة الاشواق
كل صب بخطوه يسبق الدقا =ت من صوت قلبه الخفاق
الفراق..
انفصال.. أو انفصال..!!
في عودته شفاء.. وفي ديمومته شقاء.. وعذاباته لا تهدأ..!؟
-----
لكل شاعر أمنيته تمنى لو تحققت في حياته..!!
ماذا تمنى زمخشري ان يكون؟!
ليتني يا خمائل الغاب أوتاد =مداك الفسيح بين الغصون
ليتني كالطيور في جوك البارد =اشدو لوحدتي بأنيني
ألثم الطل كلما صبه الورد =وأروى مشاعري بالمزون
لا أرى فيك حسرة تلهب الحقد =ولا شقوة تحز وتيني
لا ولا يمرض التبلد وجداني =ولا اكتوي بنار الظنون
لا ولا تقتل المواجد احساسي =ولا توقظه المآسي شجوني
لا ولا تنهض الضغينة =بالاحقاد تحتث خطوها في جنون
فأنا هاهنا أعب منى النفس =وقد وشح المراح يقيني
-----
وعن الواقع العربي له :-
ليس في الأرض للذليل ديار = وفـلـسـطـيـن لـلـعـروبـة دار
وقــرار الـتقسيم أسـود داج = وجـــلاء الـيـهود عـنـها نـهـار
أعـلـوج تــري ادعــاء حـمـانا = صـيحة العلج إن توارت خوار
يـا لـثارات مـجدنا وهـو صرح =لـم يـصدع ولـو طغي الفجار
إن تــنـاسـوا فـــي حـمـاهـا = سـوف يـحمي حقوقنا البتار
-----
قال طاهر زمخشري متغزلاً ومعارضاً المتنبي :-
تقسو علي بلا ذنب أتيت بـــــه = وما تبرمت لكن خانني النــــــــــــــــــغم
أعاده شجنا باح الأنين بــــــــه = فهل يلام محب حاله عــــــــــــــــــــــــــدم؟!
حسبي من الحب أني بالوفاء له = أمشي واحمل جرحا ليس يــــــــــــــــلتئم
وما شكوت لأني إن ظلمت فكم =قبلي في شرع الهوى ظــــــــــــــــلمــوا؟!
أبكي واضحك والحالان واحــــدة = أطوي عليها فؤاداً شفة الألــــــــــــــــــم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحـــكة = فالدمع من زحمة الالآم يـــــــــــــــــبتسم
وفي الجوانح خفاق متى عــصفت =به الشجون تلوى وهو مـــــــــــــــــضطــرم
فأظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة = إنا إلى الله يوم الحشر نـــــــــــحتكـــــم
لئن قبضت يداً عني فكم بسطت = يد من الله ظلا فيئه نـــــــــــعــــــــــــــــــم
وفي يقيني بأن الحق طــــــــالبه =لا ينثني لو تهاوت حوله الــــــــــــرجــــم
فكيف أخشى الأسى أو ارتـــــــمي = فرقا وقد ترامت من البلوى بي الظـــــلم
وقد عبرت مداها وما عبأت بــها =لأنني بحبال الله معتصـــــــــــــــــــــــــــم
أترع كؤوسي صابا لن أقـــــــول= كفى فالصاب من كف من أهوى له طـــعم
حلو المذاق يرويني بــــــــغصته =ومن عذوبته في مهجتي ضـــــــــــــــــــرم
يا أعذب الحب قد عوتني زمــــــنا =أن أستريح لنار شبها الكلـــــــــــــــــــم
أرني لهيبا ومزقني به كـــــــرما =فحول لهيبك الأشجان تزدحــــــــــــــــم
ولن أقول كفى لو ذبت من شجني =مما لقيت ولا يصحو بي النــــــــــــــــــدم
يا أعذب الحب آمالي قد ازدهرت = فكيف يجتثها من كفي الســــــــــــــأم
-----
وأخيراً ماذا قال شاعرنا لذلك الإنسان الذي أراد منه أن يسمعه جديداً..!!
ولكن..!
وقال: أريد شعراً. قلت: كلا =فإلهامي رمى لي في العراء
يضيق بي الفضاء على اتساع =جوانبه تولول من شقائي
وتنتفض الزوافر من فؤادي =فأثلبها مقاطع في غنائي
وتسهد مقلتي آلام نفس =أراها أينما أغدو ورائي
بهذه الرائعة منحنا شاعرنا الراحل رحلة ممتعة مشبعة بالمحتوى والمضمون
أنستنا جميعاً عناءها ومشقتها..!!
بل أثرتنا بأدبياتها وخطابها الشعري الذي لم تلوثه حداثة التغريب !!
ولم تشوه صورته وأصالته..؟؟
من شعره ـ رحمه الله ـ قوله :-
حسبي من الحب أني بالوفاء له=أمشي وأحمل جرحاً ليس يلتئم
فإن ظلمت فما شكوت فكم=قبلي من الناس في شرع الهوى ظلموا
شاعرنا طاهر زمخشري كابد مرضاً قدمه لنا صورةً من المعاناة والمصابرة
لم يسلمه بؤسه فيها إلى يأس..!!
وإنما إلى يقين بأن الحياة قدر..
وأن الحي اقتدار لا يرقى إلى درجة القدر..
وإنما يتعامل معه بالصبر.. والإيمان..
فلكل إنسان مهمة حياتية ينجح فيها وقد يفشل..
وكلٌ ميسر لما خلق له..
رحم الله الشاعر الانسان الاستاذ/ طاهر زمخشري .. واسكنه فسيح جناته ،،،
والى لقاء آخر .. قريب ،،،
لكم التحية .. والسلام ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
شخصيتنا التي سنتناول في موضوعنا هذا ..!!
احد اعمدة الشعر السعودي في هذا العصر !؟
يقول عن نفسه :-
أنا كومة من الفحم سوداء تلبس ثياباً بيضاء !!
تقول شعراً قصائده حمراء وخضراء وصفراء..!!
نبذة عن الشاعر :-
أديب وشاعر سعودي . ولد بمكة المكرمة عام 1906م . وتوفي في 20 يوليو عام 1987م . وتلقى تعليمه بمدارس الفلاح ..
عمل في مختلف أنشطة الدولة والدوائر الحكومية بدءاً بشؤون الصحافة والطباعة من مصحح إلى مراقب عام ..
واشرف على جريدة " أم القرى " ثم عمل في شؤون الجمارك في وزارة المالية فتقلد سكرتير الديوان وساهم في تنظيم اللوائح والأنظمة الأساسية .
ثم شارك في تأسيس الإذاعة السعودية وكان من أوائل الذين عملوا فيها وقدم مختلف البرامج الإذاعية والتمثيليات وبرامج الأطفال وكل ما يتعلق بالإنتاج الإذاعي حتى أصبح مراقباً عاماً لها .!!
ثم انشأ أول مجلة سعودية خاصة بالأطفال كما شارك في إنشاء وتحرير معظم المجلات والجرائد في بلده .؟
نظم الشعر العمودي والحر ولم يكفه التشجيع الأدبي بل أنفق من جيبه الخاص على كل موهبة فنية تنبأ لها بالمستقبل الواعد ..!!
وكان يعتبر كل فنان أو فنانة أو مثقف تربطه به أواصر الصداقة إلا ويكون الترجمان له والمحامي الذي
لا يكل ولا يمل .!!
صارع الأيام وصارعته وصارع المرض حتى صرعه ولم يشك ولم يهن ولم يغضب ولم ييأس .!؟
أصدر زمخشري ديوانه الأول " أحلام الربيع " 1946م .
وكان أول ديوان يصدر في السعودية بعد فترة طويلة من غياب المطبوعات عنها وعن منطقة الخليج .؟
وترك بعد رحلته الشعرية الطويلة مجموعة مؤلفات ودواوين منها :-
" أنفاس الربيع " و " أغاريد الصحراء " و" على الضفاف " و" ألحان مغترب "
و" لبيك " و" أحلام " ورمضان كريم " و " عبير الذكريات " و " من الخيام "
و" أصداء الربيع "و" مع الأصيل "
وهي مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية
" العين بحر " وهو بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين
و " ليالي ابن الرومي " وهي دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره
و " حبيبي على القمر " .؟
قبل حصوله على جائزة الدولة التقديرية 1983 عاش الزمخشري حياة المعاناة والبؤس والغربة وأقام
طويلاً في مصر ثم انتقل الى تونس حيث كرمته الحكومة التونسية ومنحته وساما رفيعا .!؟
وكان الزمخشري أحد الذين حملوا مشعل تجديد الرسالة الفكرية في الجزيرة العربية ونجح في إخراج الشعر السعودي من دائرة المحلية وأطلقه إلى مصر ولبنان وسوريا والعراق ثم إلى المغرب .؟
من أعماله :-
- أحلام الربيع 1946 الديوان الأول
- أنفاس الربيع
- أغاريد الصحراء
- على الضفاف
- ألحان مغترب
- لبيك
- أحلام
- ورمضان كريم
- عبير الذكريات
- من الخيام
- أصداء الربيع
- مع الأصيل، مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية
- العين بحر، بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين
- ليالي ابن الرومي، دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره
- حبيبي على القمر
-----
من روائعه .. القصائد التالية :-
سلام لله يا هاجرنا :-
سلام لله يا هاجرنا .. في بحر الشوق و ماله قرار
خسارة البيت جوار بيتنا .. ولا ترعى حقوق الجار
و أنا مداري.. على ناري !!
و أقول يمكن.. في يوم جاري !!
يراعيني يا أهل الله !!
سلام لله .. سلام لله !!
سلام من عينك الحلوة .. ترد الروح و يحييني
يا ساحر الشرق يا غنوة .. يا بحر الشهد أرويني
أنا أتمنى.. أعيش فيهم
مدى عمري.. أغنيهم
و أنا مداري..على ناري !!
و أقول يمكن.. في يوم جاري !!
يراعيني يا أهل الله !!
سلام لله .. سلام لله !!
سلام من عودك المايل .. غزال يخطر في وديانه
يكيد عذاله و يخايل .. محبينه و خلانه
قضيت عمري.. باتمنى
أعيش العمر.. و اتهنى
و أنا مداري.. على ناري !!
و أقول يمكن.. في يوم جاري !!
يراعيني يا أهل الله !!
سلام لله .. سلام لله!!
------
قصيدته «إلى المروتين» نشرت في عام 1377هـ ..
لحنها الموسيقار: طارق عبدالحكيم بلحن شجي بعد ذلك، لعل ذلك اللحن من مقام
«البياتي» فهو المقام الذي يفعل فعلته التأثيرية في المتلقي!!
ولعله من «السيكا» أو من الراست.؟؟
المهم ان الموسيقار طارق قد أخذنا في لحنه إلى عوالم الزمخشري الخزينة..!!
من الوحدة والاغتراب ..!!
الى المروتين :-
أهيم بروحي على الرابيه= وعند المطاف وفي المروتين
وأهفو إلى ذكر غاليه= لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآماقيه= ويجري لظاه على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعماقيه= فأرسل من مقلتي دمعتين
---
أهيم وعبر المدى معبد= يعلق في بابه النيرين
فإن طاف في جوفه مسهد =وألقى على سجفه نظرتين
تراءى له شفق مجهد =يواري سنا الفجر في بردتين
وليس له بالشجا مولد =لمغترب غائر المقلتين
---
أهيم وقلبي دقاته =يطير اشتياقاً إلى المسجدين
وصدري يضج بآهاته= فيسري صداه على الضـفتين
على النيل يقضي سويعاته= يناغي الوجوم بسمع وعين
وخضر الروابي لأناته= تردد من شجوه زفرتين
---
أهيم وحولي كؤوس المنى= تقطر في شفتي رشفتين
فأحسب أني احتسيت الهنا= لأسكب من عذبه غنوتين
إذا بي أليف الجوى والضنى= أصاول في غربتي شقوتين
شقاء التياعي بخضر الربى= وشقوة سهم رماني ببين
---
أهيم وفي خاطري التائه= رؤى بلد مشرق الجانبين
يطوف خيالي بأنحائه= ليقطع فيه ولو خطوتين
أمرغ خدي ببطحائه= وألمس منه الثرى باليدين
وألقي الرحال بأفيائه= وأطبع في أرضه قبلتين
---
أهيم وللطير في غصنه= نواح يزغرد في المسمعين
فيشدو الفؤاد على لحنه =ورجع الصدى يملأ الخافقين
فتجري البوادر من مزنه= وتبقي على طرفه عبرتين
تعيد النشيد إلى أذنه= حنيناً وشوقاً إلى المروتين
-----
الموعد المنتظر :-
حديث عينيكِ قد أفضى به الخَفَرُ =لما تأوَّد في أعطافك الخَفَرُ
يا منية النفس قد طاف المراح بنا= فراح ينشر من أفراحنا السمر
فبادليني الهوى فالبحر موجته= عنا تُحدِّث لا ما ينقل الخبر
وفي الشواطئ للأصداء هينمةٌ =يضمها في شُفوفِ الفتنة السَّحَر
والليل أغفى فأرخى من غدائره= سودًا تهادى على أطرافها العمر
والصمت يسكب في سمع الدجى نغمًا= الحب صدَّاحه والخافق الوتر
وإن أحلامنا في الشط غافية =وفي الحنايا لهيب الشوق يستعر
والذكريات رؤاها كلما هتفتْ =بنا استراحت إلى آمالنا الصور
فيا طيوف المنى.. فاض الحنين بنا= وزادنا شجنًا أن النوى قدر
ولا نزال على الأثباج من لهب =يسري بنا شوقنا والوعد ينتظر
------
احبها:-
احبها
ناعمة .. وقاتلة
عابثة .. مصاولة
ومالها سموم
لكن لها سلاح
سلاحها مدمر لا يرحم
يحمله جيدٌ وعينٌ وفم
وحده أجفانها المكسرة
تذيب من تصيبه بسكرة
وإنها سكرة معطرة
من وردة على الشفاه لا تنام
عبيرها الحديث والأنغام
من قامةٍ منصوبةٍ هيفاء
تخاف من فتونها الرقطاء
لأنها حواء
أحبها .. مقاتلة
أحبها .. مراغمة
عابسة .. وباسمة
تظنها مسالمة
بطرفها الكحيل
لكن له نصال
يريشها: قوامها المهفهف
وطرفها: وثغرها المرتجف
وحده: نظرتها المستعرة
وكل قلبٍ في الحنايا مجمرة
ونرجس سغفو على خميلة من الخجل
أنفاسه تعلّم الناس الغزل
بفتنةٍ منسوجةٍ من الضياء
تلف في و شاحها رقطاء
وإنها حواء
أحبها .. مراغمة
أحبها .. معاندة
لاهبة .. وباردة
صريحةً .. مكايدة
ومالها شراك
لكنه الدلال
وطبعه .. يصيد من يحبها
حبائل الصيد لديه هدبها
وحده .. بين الرموش مقبرة
بأهيف .. يمشي على استحياء
وفاتكٍ .. بنظرةٍ نجلاء
تخطر في غلالة البهاء
وتنفث الأشذاء كالرقطاء
وإنها حواء
أحبها .. معاندة
أحبها .. مكابرة
طيبةً .. وماكرة
طيعةً .. ونافرة
بقدها الممشوق
لكن له مجون
فنونه .. في قدها التأدد
وفي المحيا: خدها المورد
وحده .. مراشف لا تنضب
سلافه حديثها المهذب
وغنوة قيثارها خطاها
من رجعها نذوب في هواها
وإنها تفتك بالحياء
رقيقة المملمس كالرقطاء
وإنها حواء
أحبها .. مكابرة
أحبها .. مطاوعة
ساذجة .. وبارعة
فاتنة .. مخادعة
بطبعها الأصيل
لكن لها فتون
لها نطاق شد منها خصرها
ولوحة مكتوبة في صدرها
تقول: إن العطر يجري من هنا
من بحر نورٍ .. موجه باهي السنا
وفي ثنايا موجه حسناء
رقراقة تنساب كالرقطاء
وإنها حواء
أحبها.. مطاوعة
أحبها
وألف مرةٍ أحبها ..
بلا حسابٍ وبلا عدد
وبعدها ، وقربها
سيان عندي .. طلما أحبها
أشقى بها ، وأسعد
وفي الحنايا ، والمآقي
لهواها .. مرجل وموقد
من نار حبٍ
في لظاه ، وجواه (الجسد)
وإن روحي حارس لحبها
أحبها
بالف لون ، وبألف شكل
بحمرة الخدود ، واسوداد الشعر
ونور وجهها
وزرقة السماء في المقل
وليس في العالم من أحبها
قبلي ، او مثلي أنا..
فبرد نجواها سعير
ومن لظى اللوعة سلسال نمير
فبردها وحرها لواعج
قد ذاب في أتوانها (الجسد)
وإن روحي حارس لحبها
أقول: أسلو !!
ويقول الحب: لا
فالسهد لك
شراعك الرفاف
والخافق المجداف
والبحر الحلك
وإن سمارك في رحلتك الأحلام
وفي سقطة .. وصحوة ...
واللوعة الخرساء .. تلهو (بالجسد)
وإن روحي حارس لحبها ...
-----
ومن شعره أمام المحراب في تبتل وخشية..
إلى موقع آخر للحب فيه مكان: إنها ... :-
وفاتنة ماس الدلال بقدها =وعربد دون الخصر منها بموجتين
فقامت تهادى في ستار من الدجى =وان عليها من حواشيه بردتين
وغابت عن الانظار خلف غدائر =فاسفر وجه الصبح ما بين خصلتين
صورة شعرية وصفية .. جمع فيها ما بين الشكل والإطار ..!!
ومعذرة للاختصار!.؟
-----
محاوره صده عن الورد بسهم من لحاظه القاتل..!!
وأصابه بفتنة من سحره..!!
ولم يُجدِ معه ان توسل ؛ وان عانى ؛ بعد ان رماه واخرس لسانه ..!!
لأن ما خفي كان أعظم :-
فقال: اتشكو إن أصبت بنظرة ** فكيف إذا فاضت عليك نوائلي..؟!
والنوائل قواتل أمام القلب المعذب..!!
-----
النظرة في ساحة العشق كالسهم تدمي..!!
وأحيانا تقتل حتى وان جاءت من وراء الحجاب البعيد..!؟
عبر عنها شاعر قديم بقوله :-
إن العيون التي في طرفها حور ** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
هل ان لشاعرنا الزمخشري تلك النهاية؟!
من وراء الغيب ناداني هواها =فهفا القلب يغني بسناها
غادة.. والورد في وجنتيها =فتنة تلهو بأطياف بهاها
وراح يرسم لنا لوحة تضج بمفاتن من يهوى..؟؟
شراعها يرقص في صدرها بمجاديفه..!!
المنى ضاحكة في ألحاظها..!!
رؤى وسنى معلقة على أهدابها..!
أما هو فأوتار قلبه موثقة بهواها دقاته تتهادى كل ما دعاها إليه الاشتياق..!!
إنها تتسابق في رحلة حلم منتظر هو غايته وأمنيته في الحياة :-
وهي في دنيا الهوى أمنية =صافحت نفسي بأحلى مشتهاها
عند هذه المصافحة وقف..!!
وعندها نقفز.!؟ لا نعرف شيئا عن النهاية..؟؟
-----
منحنا يقينيةَ وقناعةَ نظرتِه ـ هو ـ لشعره :-
سموت بشعري عن مواطن خسة =تريق حياتي بين ذل وإسفاف
متى ضاق بي وجه الحياة قصدته =معينا فيجري الفيض منه بألطاف
وخضت به بحرا ترمت حدوده =والهامه النادي شراعي ومجدافي
فأطوي على أوزانه العمر مُثخنا=ضمادي قوافيه وميزانه الشافي
-----
ولأن شاعرنا استشعر نهايته كانت له هذه الرؤى مع من أحب :-
انتهينا فلم اعد أذكر الماضي =ولا يحتفي الفؤاد بآت
وارتوينا من التباعد اعواما =توارت وراءها ذكرياتي
تماما كما تتوارى اشعة الشمس لحظة مغيب مخلّفة سواد ليل
ثقيل الخطوات لمن يخشى الظلام..!!
-----
كل شيء لحظة النهاية يفترق..!!
كان فراق شاعرنا مرا يكابد أوجاعه..!!
ويجاهد من أجل أن تبقى ذكرياته الجميلة حية لا تموت بموته:-
افترقنا والذكريات البواقي =تتغنى بأمسيات التلاقي
افترقنا ولم نزل بالتباريح =نعاني من لوعة الاشواق
كل صب بخطوه يسبق الدقا =ت من صوت قلبه الخفاق
الفراق..
انفصال.. أو انفصال..!!
في عودته شفاء.. وفي ديمومته شقاء.. وعذاباته لا تهدأ..!؟
-----
لكل شاعر أمنيته تمنى لو تحققت في حياته..!!
ماذا تمنى زمخشري ان يكون؟!
ليتني يا خمائل الغاب أوتاد =مداك الفسيح بين الغصون
ليتني كالطيور في جوك البارد =اشدو لوحدتي بأنيني
ألثم الطل كلما صبه الورد =وأروى مشاعري بالمزون
لا أرى فيك حسرة تلهب الحقد =ولا شقوة تحز وتيني
لا ولا يمرض التبلد وجداني =ولا اكتوي بنار الظنون
لا ولا تقتل المواجد احساسي =ولا توقظه المآسي شجوني
لا ولا تنهض الضغينة =بالاحقاد تحتث خطوها في جنون
فأنا هاهنا أعب منى النفس =وقد وشح المراح يقيني
-----
وعن الواقع العربي له :-
ليس في الأرض للذليل ديار = وفـلـسـطـيـن لـلـعـروبـة دار
وقــرار الـتقسيم أسـود داج = وجـــلاء الـيـهود عـنـها نـهـار
أعـلـوج تــري ادعــاء حـمـانا = صـيحة العلج إن توارت خوار
يـا لـثارات مـجدنا وهـو صرح =لـم يـصدع ولـو طغي الفجار
إن تــنـاسـوا فـــي حـمـاهـا = سـوف يـحمي حقوقنا البتار
-----
قال طاهر زمخشري متغزلاً ومعارضاً المتنبي :-
تقسو علي بلا ذنب أتيت بـــــه = وما تبرمت لكن خانني النــــــــــــــــــغم
أعاده شجنا باح الأنين بــــــــه = فهل يلام محب حاله عــــــــــــــــــــــــــدم؟!
حسبي من الحب أني بالوفاء له = أمشي واحمل جرحا ليس يــــــــــــــــلتئم
وما شكوت لأني إن ظلمت فكم =قبلي في شرع الهوى ظــــــــــــــــلمــوا؟!
أبكي واضحك والحالان واحــــدة = أطوي عليها فؤاداً شفة الألــــــــــــــــــم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحـــكة = فالدمع من زحمة الالآم يـــــــــــــــــبتسم
وفي الجوانح خفاق متى عــصفت =به الشجون تلوى وهو مـــــــــــــــــضطــرم
فأظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة = إنا إلى الله يوم الحشر نـــــــــــحتكـــــم
لئن قبضت يداً عني فكم بسطت = يد من الله ظلا فيئه نـــــــــــعــــــــــــــــــم
وفي يقيني بأن الحق طــــــــالبه =لا ينثني لو تهاوت حوله الــــــــــــرجــــم
فكيف أخشى الأسى أو ارتـــــــمي = فرقا وقد ترامت من البلوى بي الظـــــلم
وقد عبرت مداها وما عبأت بــها =لأنني بحبال الله معتصـــــــــــــــــــــــــــم
أترع كؤوسي صابا لن أقـــــــول= كفى فالصاب من كف من أهوى له طـــعم
حلو المذاق يرويني بــــــــغصته =ومن عذوبته في مهجتي ضـــــــــــــــــــرم
يا أعذب الحب قد عوتني زمــــــنا =أن أستريح لنار شبها الكلـــــــــــــــــــم
أرني لهيبا ومزقني به كـــــــرما =فحول لهيبك الأشجان تزدحــــــــــــــــم
ولن أقول كفى لو ذبت من شجني =مما لقيت ولا يصحو بي النــــــــــــــــــدم
يا أعذب الحب آمالي قد ازدهرت = فكيف يجتثها من كفي الســــــــــــــأم
-----
وأخيراً ماذا قال شاعرنا لذلك الإنسان الذي أراد منه أن يسمعه جديداً..!!
ولكن..!
وقال: أريد شعراً. قلت: كلا =فإلهامي رمى لي في العراء
يضيق بي الفضاء على اتساع =جوانبه تولول من شقائي
وتنتفض الزوافر من فؤادي =فأثلبها مقاطع في غنائي
وتسهد مقلتي آلام نفس =أراها أينما أغدو ورائي
بهذه الرائعة منحنا شاعرنا الراحل رحلة ممتعة مشبعة بالمحتوى والمضمون
أنستنا جميعاً عناءها ومشقتها..!!
بل أثرتنا بأدبياتها وخطابها الشعري الذي لم تلوثه حداثة التغريب !!
ولم تشوه صورته وأصالته..؟؟
من شعره ـ رحمه الله ـ قوله :-
حسبي من الحب أني بالوفاء له=أمشي وأحمل جرحاً ليس يلتئم
فإن ظلمت فما شكوت فكم=قبلي من الناس في شرع الهوى ظلموا
شاعرنا طاهر زمخشري كابد مرضاً قدمه لنا صورةً من المعاناة والمصابرة
لم يسلمه بؤسه فيها إلى يأس..!!
وإنما إلى يقين بأن الحياة قدر..
وأن الحي اقتدار لا يرقى إلى درجة القدر..
وإنما يتعامل معه بالصبر.. والإيمان..
فلكل إنسان مهمة حياتية ينجح فيها وقد يفشل..
وكلٌ ميسر لما خلق له..
رحم الله الشاعر الانسان الاستاذ/ طاهر زمخشري .. واسكنه فسيح جناته ،،،
والى لقاء آخر .. قريب ،،،
لكم التحية .. والسلام ...