براء
06-01-2007, 21:33
على بساطنا الناعم ..
المفروش في كنف أرض عشبها أخضر ناعم ..
فاقت نعومته نعومة البساط ..
وعلى تلك الجزيرة ..
التي ليس لها طريق .. مطلقاً ..
والتي لم يطرق سمعنا فيها إلا صوت أمواج البحر الهادئ ..
وغناء الطيور الساحر ..
وصوت أجزاء تلك الجزيرة من أشجار وزهور وأوراق وأحجار وغيرها ..
والهواء يستنطقها أن تغني .. فتغني بألحان .. جذابةٍ .. ما أحلاها !!
جزيرة .. كلها تتمايل طرباً ..
مهما امتد بصرنا ..
لا نرى فيها إلا الجمال وأصناف الألوان ..
ولن أنسى العطور التي تجلب السعادة .. تتسلل إلينا في كل لحظة ..
تضفي على جلسة البساط نعيماً ..
كنت (أنا) (وهي) على ذلك البساط وفي أحضان تلك الجزيرة ..
قد ملكناها .. ونحن جالسون على ذلك البساط ..
قد ملكناها .. بلا ورق .. ولا شهود ..
إنما ملكناها بحبنا ..
ملكناها .. حقاً ..
أو هي التي ملَكَتْنَا !!
بل هي دارنا ومملكتنا .. ونحن ملوكها !!
كنا نجلس على البساط وكأننا على عرش من الذهب المرصع بالألماس
وخيوط الحرير ..
يأتينا رزقنا رغداً من كل مكان ..
كانت الطيور.. كل الطيور .. ترانا
وترى حبنا فتتعلم منّا ..
لم يكن في قاموسنا حساب لوقت ..
ولا ترتيب لأيام ..
ولا بداية ولا نهاية لأي شي ..
كنا نجلس ..
ولا شي .. سوى جلسة الحب ..
كانت تحدثني عني !! وكنت أحدثها عنها !!
أُغازلها .. وأذكر أوصافها ومحاسنها فتستمع إليّ غير مصدقة أن كل هذه
الأوصاف فيها .. وهي فعلاً فيها .. وأكثر بكثير ..
تناديني .. بـ عمري .. وبـ قلبي .. وبـ دنيتي ..
وأهمس حين أناديها بـ حياتي .. وبـ كياني .. وبـ روحي ..
وأناديها بأحلى أسماءها التي أدلعها به .. وهي أيضا كانت تدلعني ..
تغني لي .. وأغني لها .. ونغني جميعاً ..
تقترب مني فأفتح قلبي لها ..
وتحتضنني .. بحنان ..
فأضمها على صدري ..
.
.
سعااااااااااااااااااادة بلا حد ..
لم يسكننا ولو للحظة شعورٌ بخوف .. ولم نكن أصلاً لنعرف ما الخوف ..
كنا قوةً ..
كنا سلطاناً ..
كنا حصناً ..
وكنت الحارس لها ..
فعندما يسكنها النعاس ..
تسألني أين أنام ؟؟
فأقول : أين تنامين !!
طبعاً بأحضاني .. أو في عيني أغطيك بأهدابي ..
نامي بأماني .. نامي وأنا الساهر عليك ..
الحامي لك ..
طمئني قلبك فأنا بيتك .. .. حبيبتي .. ..
فتشعر بالأمان وكل السلطان فتنام ..
وأنا ساهر عليها .. قد خلعت معطفي وغطيتها به خوفاً عليها من البرد ..
أضل ساهر وعيني لا تمل النظر إلى جمالها !!
اقلب شعرها بيدي .. وأقبلها .. وأرى روعة عينيها ..
أشعر بسعادتها وهي معي .. فأفرح ..
أراها تبتسم وهي نائمة ..
وأزداد سعادة بها ..
واحتضنها بقوة .. بفعل ما أرى في عيونها ..
وأضل ليلتي ساهراً عليها ..
إلى أن يغلبني النعاس .. فأنام عليها .. وأغطيها بصدري ..
وننام جميعاً .. في آمان الله ..
ونعيش معاً .. حتى في أحلامنا بسعادة غامرة ..
يا لها من حياةٍ .. قضيناها ..
ياااا لتلك الليالي ما أروعها ..
وفي الصباح !!
ومن حيث لا أشعر بها .. تستفيقُ قبلي ..
وتقبلني .. وترفعني عنها بحذر .. وتنسل من تحتي كالماء ..
خشية أن استيقظ من نومي !!
فتتركني أنام .. وتغطيني بمعطفي ..
وتنزل تتمشى عند البحر ..
.
.
أفتح عيني فلا أراها !!
وأشعر بأنها بعيدة عني .. فأستفيق ..
وأبحث عنها .. وأنا وجل خائف .. !!
أناديها .. وأناديها .. وأصرخ باسمها ..
فلا أجدها !!
فأقص أثرها .. فأجدها على الشاطئ ..
كأجمل ** حورية ** بحر ..
وطيور الجزيرة كلها معجبة بجمالها .. كأجمل حمامةٍ بيضاء !!
قد جلست .. والهواء يطير بشعرها وبطرحتها ..
وقدميها تتدلى بالبحر ..
والموج يدغدغ قدميها ويقبلهما في مده وجزره ..
.
.
فأقترب منها .. وأقترب .. بحذر كاللص ..
أريد أن أفاجأها !! وأن أرى صورة جديدةً من صور جمالها وهي .. خائفة !!
فأصل إليها .. وأجلس خلفها وهي لا تشعر بوجودي ..
فأحتضنها !!
فتفزع وتخاف وتصرخ ..
إلى أن تدير رأسها إلي فتراني ..
فترتمي .. عليّ وتضحك ..
وتضربني .. بحب ..
وتتوعدني بأنها ستفعل معي مثل ما فعلت معها ..
وقفنا ..
ثم اقتربت منها ووضعت صدري بصدرها ..
وضممتها برفق وصرت أسرح في جمال وجهها كأن لم أره من قبل !!
فوجهها جميل جداً .. غير الوجه الجميل الذي رأيته البارحة .. !!
وأضل (متسمراً) مكاني لا أملّ النظر في إبداع الرب بجمالها ..!!
وهي قد استرخت تماماً .. وجعلت كل ثقلها علي ..
فأقبلها .. وأشمّها .. حتى أشبع منها ..
.
.
نسير بعدها بمحاذاة الشاطئ .. المتلألئ بنور الصباح ..
ذراعي إلى ذراعها .. وكأننا في جنات الخلود !!
نسير ببطء شديد .. نتبادل النظرات ..
وأغازل جمالها .. وخفتها .. حنانها وصورة ربي فيها ..
أدبها وأسلوبها .. قلبها ورقتها .. رحمتها وحنانها ..
تحمل في داخلها قلباً كبيراً كأشد من قلب الأمهات على أبناءهن ..
حبيبتي .. كلها جميلة ..
كلماتها كلها صدق .. تبهرني دائماً بأخلاقها وصفاتها ..
وأي وصف لها أعده ظالماً ..
ناقصاً كاذباً .. لأنها فوق كل وصف ..
وصفاتها أكبر من أن تعد أو أن يصلها خيال شاعر ..
هذه هي حبيبتي ..
وفي ليلةٍ من ليالي جزيرتنا الحالمة ..
وفيما نحن على بساطنا الناعم ..
وفي قمة سعادتنا ..
ضحكاتنا قد علت ..
وكل ما في الجزيرة من حيوان أو طير أو نبات ..
قد سهر معنا مسروراً مبتسماً ..
واصطفوا من حول بساطنا الناعم منهمكين بنا ..
ونحن لا نراهم .. إذا كانت ليلةً بلا قمر ..
سوى القمر الذي بين يدي ..
الذي أضاء قلبي .. وعيني وكل جسدي ..
.
.
،إذ بالبحر يموج موجةً قويةً ..
فتتفرق كل الحيوانات وتهرب ..
ماج البحر موجةً مرعبةً ..
واتجهت الموجة العالية نحونا وأنا لا أراها ..
أما حبيبتي فقد رأتها ..
فأسرعت .. وضمتني خوفاً ..
احتضنتني كأشد احتضان رايته منها ..
فاحتضنتها وبشدة ..
كي تطمئن ولا ترتاع ..
لكن ..
وبسرعة البرق ..
خطفها البحر من بين يدي ..
سحبها .. وابتلعها ..
سحبها .. وهرب .. ؟؟
وأنا ابحث عنها يمنةً ويسرةً ..
خطفها .. وانتزعها من أحضاني ..
رغم شدة تماسكنا ببعضنا ..
خطفها ..
وذهب بها بعيداً ..
وهي تصرخ وتناديني ..
تستغيثني ..!!
وأنا لا أراها ..
ظلام شديد .. وظالم عتيد ..
قد جف ريقي .. وأنا أناديها وأطمئنها ..
قفزتُ إلى البحر أحاول عبثاً جذبها من بين يديه ..
علني أجدها .. بلا فائدة ؟؟
فقد كان محكماً قبضته لها ..
ومصراً على أخذها .. وبقوة ..
حاولت .. وحاولت ..
حتى انقطع صوتها .. !!
لم أعد أسمعها .. !!
ثم إنه لم يتركني .. بل رماني بموجةٍ قذفتني بعيداً إلى داخل الجزيرة ..
ارتطمت بالأرض .. وفقدت وعيي ..
عدت إلى وعيي في الصباح ووجدت ما ظننت أنه كابوس ..
ما هو إلا حقيقة ..
أين حبيبتي !!
لما لم توقضني هذا الصباح .. !!
كما هي عادتها كل صباح !!
ولم لا اسمع صوتها ..
وأين بساطنا الناعم .. ؟؟
قمت .. وأنا أكاد أن اسقط من التعب ..
ذهبت عند الشاطئ علّي أرى حوريتي ..
كما تعودت أن أراها هناك .. بدون فائدة ..
بحثت عن أي أثر لها فلم أجد ..
عدت إلى بساطنا .. !!
عسى أن أراها عليه ..
فوجدته قد تغيّر !!
وزالت نعومته وأصبح كالصوف الخشن البالي ..
أين حبيبتي !!
أين ذهبت ..
أخذت أناديها بأعلى صوتي ..
وأصرخ وأتوسل أن تعود ..
بلا فائدة !!
رفعت رأسي فرأيت الطيور الجميلة والعصافير
التي كانت تغرد في جزيرتنا حزينةً .. !!
قد اسودت كالغربان .. كما اسودت الدنيا في وجهي ..
وأغمضت عينيها حزنا على ما حدث ..
لسان حالها يقول : من أين سنتعلم الحب بعد الآن ؟؟
وهل سيولد حب كهذا الذي رأينا ؟؟
عدت لصراخي .. أناديها .. !!
علها تسمعني فتعود .. بدون فائدة !!
هل حقا زال ملكنا ؟؟
وتلاشت مملكتنا ؟؟
أين النعومة والحرير !!
أين الكلمات الرقيقة ..
أين الحب ؟؟
هل كل شي انتهى .. ؟؟
من سيحدثني بعدها .. من سيسمعني .. ؟؟
إلى من أشتكي .. ؟؟
ومن سيد لعني بعدها ..
من سيغني لي .. ؟؟
إلى من سأفتح قلبي .. ؟؟
من سيعتني بها بعدي ..
وفي حضن من ستنام ..
أين حبيبتي ..
أيـــــــــــــــن ..
على من أسهر بعدها ..
آه يا حبيبتي ..
لما الليل بعدها .. ؟؟
لما النهار .. ؟؟
ليت البحر قد قتلني ..
قبل أن ينتزعها من بين يدي ..
ليته أرسل أسماكه لتأكلني قبل أن يأخذها مني .. !!
حبيبتي .. أنا آسف ..
لم أستطع أن أنقذك من بين يديه رغم أني .. وهبتك الأمان ..
لم أستطع .. فقوة البحر أقوى مني ..
سامحيني يا حبيبتي ..
أرجوك أن تغفري لي .. أرجوك ..
أعدك .. يا حبيبتي ..
أن لا أحيا بعدك ..
سأنتقم لك من نفسي ..
سأحرم نفسي الحياة .. كما حرمتك إياها ..
وما الحياة بعدك ..
أرجوك سامحيني ..
بقلبك الكبير .. أرجوك ..
أن تسامحيني ..
بحبك لي ؟؟
بحنانك علي ..
سامحيني .. أرجوك
سامحيني ..
سامحيني ..
@
@
المفروش في كنف أرض عشبها أخضر ناعم ..
فاقت نعومته نعومة البساط ..
وعلى تلك الجزيرة ..
التي ليس لها طريق .. مطلقاً ..
والتي لم يطرق سمعنا فيها إلا صوت أمواج البحر الهادئ ..
وغناء الطيور الساحر ..
وصوت أجزاء تلك الجزيرة من أشجار وزهور وأوراق وأحجار وغيرها ..
والهواء يستنطقها أن تغني .. فتغني بألحان .. جذابةٍ .. ما أحلاها !!
جزيرة .. كلها تتمايل طرباً ..
مهما امتد بصرنا ..
لا نرى فيها إلا الجمال وأصناف الألوان ..
ولن أنسى العطور التي تجلب السعادة .. تتسلل إلينا في كل لحظة ..
تضفي على جلسة البساط نعيماً ..
كنت (أنا) (وهي) على ذلك البساط وفي أحضان تلك الجزيرة ..
قد ملكناها .. ونحن جالسون على ذلك البساط ..
قد ملكناها .. بلا ورق .. ولا شهود ..
إنما ملكناها بحبنا ..
ملكناها .. حقاً ..
أو هي التي ملَكَتْنَا !!
بل هي دارنا ومملكتنا .. ونحن ملوكها !!
كنا نجلس على البساط وكأننا على عرش من الذهب المرصع بالألماس
وخيوط الحرير ..
يأتينا رزقنا رغداً من كل مكان ..
كانت الطيور.. كل الطيور .. ترانا
وترى حبنا فتتعلم منّا ..
لم يكن في قاموسنا حساب لوقت ..
ولا ترتيب لأيام ..
ولا بداية ولا نهاية لأي شي ..
كنا نجلس ..
ولا شي .. سوى جلسة الحب ..
كانت تحدثني عني !! وكنت أحدثها عنها !!
أُغازلها .. وأذكر أوصافها ومحاسنها فتستمع إليّ غير مصدقة أن كل هذه
الأوصاف فيها .. وهي فعلاً فيها .. وأكثر بكثير ..
تناديني .. بـ عمري .. وبـ قلبي .. وبـ دنيتي ..
وأهمس حين أناديها بـ حياتي .. وبـ كياني .. وبـ روحي ..
وأناديها بأحلى أسماءها التي أدلعها به .. وهي أيضا كانت تدلعني ..
تغني لي .. وأغني لها .. ونغني جميعاً ..
تقترب مني فأفتح قلبي لها ..
وتحتضنني .. بحنان ..
فأضمها على صدري ..
.
.
سعااااااااااااااااااادة بلا حد ..
لم يسكننا ولو للحظة شعورٌ بخوف .. ولم نكن أصلاً لنعرف ما الخوف ..
كنا قوةً ..
كنا سلطاناً ..
كنا حصناً ..
وكنت الحارس لها ..
فعندما يسكنها النعاس ..
تسألني أين أنام ؟؟
فأقول : أين تنامين !!
طبعاً بأحضاني .. أو في عيني أغطيك بأهدابي ..
نامي بأماني .. نامي وأنا الساهر عليك ..
الحامي لك ..
طمئني قلبك فأنا بيتك .. .. حبيبتي .. ..
فتشعر بالأمان وكل السلطان فتنام ..
وأنا ساهر عليها .. قد خلعت معطفي وغطيتها به خوفاً عليها من البرد ..
أضل ساهر وعيني لا تمل النظر إلى جمالها !!
اقلب شعرها بيدي .. وأقبلها .. وأرى روعة عينيها ..
أشعر بسعادتها وهي معي .. فأفرح ..
أراها تبتسم وهي نائمة ..
وأزداد سعادة بها ..
واحتضنها بقوة .. بفعل ما أرى في عيونها ..
وأضل ليلتي ساهراً عليها ..
إلى أن يغلبني النعاس .. فأنام عليها .. وأغطيها بصدري ..
وننام جميعاً .. في آمان الله ..
ونعيش معاً .. حتى في أحلامنا بسعادة غامرة ..
يا لها من حياةٍ .. قضيناها ..
ياااا لتلك الليالي ما أروعها ..
وفي الصباح !!
ومن حيث لا أشعر بها .. تستفيقُ قبلي ..
وتقبلني .. وترفعني عنها بحذر .. وتنسل من تحتي كالماء ..
خشية أن استيقظ من نومي !!
فتتركني أنام .. وتغطيني بمعطفي ..
وتنزل تتمشى عند البحر ..
.
.
أفتح عيني فلا أراها !!
وأشعر بأنها بعيدة عني .. فأستفيق ..
وأبحث عنها .. وأنا وجل خائف .. !!
أناديها .. وأناديها .. وأصرخ باسمها ..
فلا أجدها !!
فأقص أثرها .. فأجدها على الشاطئ ..
كأجمل ** حورية ** بحر ..
وطيور الجزيرة كلها معجبة بجمالها .. كأجمل حمامةٍ بيضاء !!
قد جلست .. والهواء يطير بشعرها وبطرحتها ..
وقدميها تتدلى بالبحر ..
والموج يدغدغ قدميها ويقبلهما في مده وجزره ..
.
.
فأقترب منها .. وأقترب .. بحذر كاللص ..
أريد أن أفاجأها !! وأن أرى صورة جديدةً من صور جمالها وهي .. خائفة !!
فأصل إليها .. وأجلس خلفها وهي لا تشعر بوجودي ..
فأحتضنها !!
فتفزع وتخاف وتصرخ ..
إلى أن تدير رأسها إلي فتراني ..
فترتمي .. عليّ وتضحك ..
وتضربني .. بحب ..
وتتوعدني بأنها ستفعل معي مثل ما فعلت معها ..
وقفنا ..
ثم اقتربت منها ووضعت صدري بصدرها ..
وضممتها برفق وصرت أسرح في جمال وجهها كأن لم أره من قبل !!
فوجهها جميل جداً .. غير الوجه الجميل الذي رأيته البارحة .. !!
وأضل (متسمراً) مكاني لا أملّ النظر في إبداع الرب بجمالها ..!!
وهي قد استرخت تماماً .. وجعلت كل ثقلها علي ..
فأقبلها .. وأشمّها .. حتى أشبع منها ..
.
.
نسير بعدها بمحاذاة الشاطئ .. المتلألئ بنور الصباح ..
ذراعي إلى ذراعها .. وكأننا في جنات الخلود !!
نسير ببطء شديد .. نتبادل النظرات ..
وأغازل جمالها .. وخفتها .. حنانها وصورة ربي فيها ..
أدبها وأسلوبها .. قلبها ورقتها .. رحمتها وحنانها ..
تحمل في داخلها قلباً كبيراً كأشد من قلب الأمهات على أبناءهن ..
حبيبتي .. كلها جميلة ..
كلماتها كلها صدق .. تبهرني دائماً بأخلاقها وصفاتها ..
وأي وصف لها أعده ظالماً ..
ناقصاً كاذباً .. لأنها فوق كل وصف ..
وصفاتها أكبر من أن تعد أو أن يصلها خيال شاعر ..
هذه هي حبيبتي ..
وفي ليلةٍ من ليالي جزيرتنا الحالمة ..
وفيما نحن على بساطنا الناعم ..
وفي قمة سعادتنا ..
ضحكاتنا قد علت ..
وكل ما في الجزيرة من حيوان أو طير أو نبات ..
قد سهر معنا مسروراً مبتسماً ..
واصطفوا من حول بساطنا الناعم منهمكين بنا ..
ونحن لا نراهم .. إذا كانت ليلةً بلا قمر ..
سوى القمر الذي بين يدي ..
الذي أضاء قلبي .. وعيني وكل جسدي ..
.
.
،إذ بالبحر يموج موجةً قويةً ..
فتتفرق كل الحيوانات وتهرب ..
ماج البحر موجةً مرعبةً ..
واتجهت الموجة العالية نحونا وأنا لا أراها ..
أما حبيبتي فقد رأتها ..
فأسرعت .. وضمتني خوفاً ..
احتضنتني كأشد احتضان رايته منها ..
فاحتضنتها وبشدة ..
كي تطمئن ولا ترتاع ..
لكن ..
وبسرعة البرق ..
خطفها البحر من بين يدي ..
سحبها .. وابتلعها ..
سحبها .. وهرب .. ؟؟
وأنا ابحث عنها يمنةً ويسرةً ..
خطفها .. وانتزعها من أحضاني ..
رغم شدة تماسكنا ببعضنا ..
خطفها ..
وذهب بها بعيداً ..
وهي تصرخ وتناديني ..
تستغيثني ..!!
وأنا لا أراها ..
ظلام شديد .. وظالم عتيد ..
قد جف ريقي .. وأنا أناديها وأطمئنها ..
قفزتُ إلى البحر أحاول عبثاً جذبها من بين يديه ..
علني أجدها .. بلا فائدة ؟؟
فقد كان محكماً قبضته لها ..
ومصراً على أخذها .. وبقوة ..
حاولت .. وحاولت ..
حتى انقطع صوتها .. !!
لم أعد أسمعها .. !!
ثم إنه لم يتركني .. بل رماني بموجةٍ قذفتني بعيداً إلى داخل الجزيرة ..
ارتطمت بالأرض .. وفقدت وعيي ..
عدت إلى وعيي في الصباح ووجدت ما ظننت أنه كابوس ..
ما هو إلا حقيقة ..
أين حبيبتي !!
لما لم توقضني هذا الصباح .. !!
كما هي عادتها كل صباح !!
ولم لا اسمع صوتها ..
وأين بساطنا الناعم .. ؟؟
قمت .. وأنا أكاد أن اسقط من التعب ..
ذهبت عند الشاطئ علّي أرى حوريتي ..
كما تعودت أن أراها هناك .. بدون فائدة ..
بحثت عن أي أثر لها فلم أجد ..
عدت إلى بساطنا .. !!
عسى أن أراها عليه ..
فوجدته قد تغيّر !!
وزالت نعومته وأصبح كالصوف الخشن البالي ..
أين حبيبتي !!
أين ذهبت ..
أخذت أناديها بأعلى صوتي ..
وأصرخ وأتوسل أن تعود ..
بلا فائدة !!
رفعت رأسي فرأيت الطيور الجميلة والعصافير
التي كانت تغرد في جزيرتنا حزينةً .. !!
قد اسودت كالغربان .. كما اسودت الدنيا في وجهي ..
وأغمضت عينيها حزنا على ما حدث ..
لسان حالها يقول : من أين سنتعلم الحب بعد الآن ؟؟
وهل سيولد حب كهذا الذي رأينا ؟؟
عدت لصراخي .. أناديها .. !!
علها تسمعني فتعود .. بدون فائدة !!
هل حقا زال ملكنا ؟؟
وتلاشت مملكتنا ؟؟
أين النعومة والحرير !!
أين الكلمات الرقيقة ..
أين الحب ؟؟
هل كل شي انتهى .. ؟؟
من سيحدثني بعدها .. من سيسمعني .. ؟؟
إلى من أشتكي .. ؟؟
ومن سيد لعني بعدها ..
من سيغني لي .. ؟؟
إلى من سأفتح قلبي .. ؟؟
من سيعتني بها بعدي ..
وفي حضن من ستنام ..
أين حبيبتي ..
أيـــــــــــــــن ..
على من أسهر بعدها ..
آه يا حبيبتي ..
لما الليل بعدها .. ؟؟
لما النهار .. ؟؟
ليت البحر قد قتلني ..
قبل أن ينتزعها من بين يدي ..
ليته أرسل أسماكه لتأكلني قبل أن يأخذها مني .. !!
حبيبتي .. أنا آسف ..
لم أستطع أن أنقذك من بين يديه رغم أني .. وهبتك الأمان ..
لم أستطع .. فقوة البحر أقوى مني ..
سامحيني يا حبيبتي ..
أرجوك أن تغفري لي .. أرجوك ..
أعدك .. يا حبيبتي ..
أن لا أحيا بعدك ..
سأنتقم لك من نفسي ..
سأحرم نفسي الحياة .. كما حرمتك إياها ..
وما الحياة بعدك ..
أرجوك سامحيني ..
بقلبك الكبير .. أرجوك ..
أن تسامحيني ..
بحبك لي ؟؟
بحنانك علي ..
سامحيني .. أرجوك
سامحيني ..
سامحيني ..
@
@