عطارد
05-01-2007, 23:57
أختي سيدة القلم
أشكرك كثيرا على مرورك الكريم
وأشكرك على تعقيبك المتزن
ورأيك السديد
ونظرتك الثاقبة
وأسلوبك الأدبي الضمخ
وأتشرف بردودك القيمة
وأقدر رأيك ووزنك للأمور
أختي الكريمة
أنت قلت أن :
امريكَا لَن نهزِمُها بِـ إيمانِنا وعِلاقتِنَا مَع الله..
بَل سـَ نَهْزِمُهَاَ بِـ القُوه العَسْكَرِيّه والتَخْطِيط الذَكِيْ .. والإتِكَاَل عَلَىَ المُولَىَ عَزَّ وجَلْ ..
ونَحْنُ للأسَف لِيسَ لَدِينَاَ لا قُوه عَسْكَرِيّه ولا تَخْطِيط سَلِيم ..
وأقول :
نعم أختي
نحن ليس لدينا قوة عسكرية مكافئة
لكن قد يكون لدينا تخطيط سليم وحكمة واتزان
في التعامل مع المعطيات التي عندنا وعند غيرنا
وأما قولك :
امريكَا لَن نهزِمُها بِـ إيمانِنا وعِلاقتِنَا مَع الله..
فإن كان الإيمان الذي تفهمينه
غير الإيمان الذي أفهمه وأعنيه
ويفهمه الناس جميعا
فكلامك صحيح
ولكنني أعني الإيمان الذي ورد في الكتاب والسنة
ولا أدري مالفرق عندك بين الإيمان والتوكل على الله
حينما فرقت بينهما
قال تعالى :
(وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(المائدة: من الآية23)
التوكل أختي القديرة فرع عن الإيمان
ولكن !
يا أختي
بلى والله ثم بلى
إننا نثق بوعد الله
ونؤمن بنصر الله القائل
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51)
واسمحي لي
وإن كنت كما تفضلت ( عاطفي وبعيد عن الواقع )
وذلك بعدما قرأت موضوعي ( الرسالة الأخيرة ) بتأمل القاريء وليس الكاتب
وجدت فراستك تبدوا على كلماتي
ولا يستغرب ذلك من كاتبة ذكية فذة مثلك
ولكن هذه العاطفة
ليست عاطفة بالنسبة لي
فأنا لست في زوبعة عاطفية حينما كتبت
ولست بعيدا عن الواقع
إنما كنت في واحة إيمانية
وأشكرك الآن أن نقلتيني
إلى واحة إيمانية أخرى
إلى ذكر فرعون الذي ذكرتيه في ردك الطيب
في موضوع ( الرسالة الأخيرة )
حينما قلت :
اللهُ سُْبَحَاَنَهُ وتَعَاَلَى لا يُعْطِيْ المُلك والجَبَرُوت للأقُوى إيمَاَن .. بَل للأقُوى سُلْطَه ..
وإلاّ مَاَ أعْطَىَ المُلك لِـ فَرْعُون 300 عَاَم ..
وأقول :
وأنا لا أحب أن أستشهد إلا به
نقف مع موقف واحد من مواقف الحق معه
نقف مع قصة فرعون
بجنده وعتاده
ومدائنه
التي أرسل إليها من يجمع الجند
ليمسك بموسى ومن معه
( فأرسل فرعون في المدائن حاشرين )
( قال إن هؤلاء لشرذمة قليلون )
( وإنهم لنا لغائظون )
( وإنا لجميع حاذرون )
إني أرد على هذا الطاغية الهالك فرعون
الذي نصوم لله يوم عاشوراء
شكرا لله على نجاة موسى وهلاكه
وحتى اليهود يصومون هذا اليوم
هذا الهالك الغريق
الذي نجاه الله ببدنه ليكون آية لمن خلفه
ليكون آية لكل الطغاة
ولكنهم قوم لا يفقهون
نقول لهذا الذي أسس الطغيان
ولكل الطغاة الذين يملكون ما ملك فرعون من قوة
وما ملك من كفر وعناد وتجبر وتكبر
نقول لفرعون لعنه الله
ما دام هؤلاء ( موسى عليه السلام ومن معه )
شرذمة وقليلون كما وصفتهم أنت
وفي الغالب الشرذمة القليلون
ليس لهم إعتبار في منظور القوة
فلماذا حشرت لهم من في المدائن ؟
وجيشت لهم الجيوش ؟
ولماذا هم لك غائظون ؟
ولماذا أنتم جميع حاذرون ؟
مما تغتاظون وعندكم الهيمنة
ومما تحذرون وعندكم القوة
وأخيرا من الذي نزع منه السلطة ؟
هل هي سلطة أقوى وأعتى من سلطته ؟ !
أم إيمان موسى و أصحابه
الذين لما أغلق عليهم فرعون البحر
قالوا لموسى من فرط ضعفهم ( إنا لمدركون )
( قال كلا إن معي ربي سيهدين )
إنه الإيمان
ومساندة الله لهم لما آمنوا
لأن الله سبحانه ما بينه وبين أحد
لا صلة رحم ولا قربى ولا نسب
الذي يربطنا به الإيمان
القضية يا أختي القديرة
يا أختي سيدة القلم
ليست صراعا بين كثرة وقلة
وليست صراعا بين قوة وضعف
وليست صراعا بين كثرة عتاد وقلة عتاد
لكنها صراع بين الحق والباطل
لأن الحق نور والباطل ظلمة
فإذا جاء النور فرت الظلمة
( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الاسراء:81)
من طبيعة الباطل أنه يخاف من الحق ويرتجف
مهما أظهر صاحبه من شجاعة وعدم اكتراث
طبيعة الباطل أنه يزهق أمام الحق
هذا كلام رب العالمين
وهذا ديدن الخير والشر
سجال بينهما حتى تأتي الملحمة الأخيرة
ولا أريد أن أستطرد في ذكر الملاحم
التي ستقع بإذن الله بين الخير وقوى الشر
ولكنني أقول
إن إمريكا الآن تفعل شيئا في مجريات هذه الأحداث
وكما أن الله عز وجل
بحكمته وقدرته
مهد للرسالة المحمدية
بحروب أضعفت المشركين العرب
مثل حرب داحس والغبراء
وحرب البسوس
وغيرهما مما اكتظ به التأريخ
وليس من الضروري أن نرى كل شيء في أعمارنا
فجيلنا حلقة في سلسلة
وينبغي أن لا نحكم على واقعنا المؤسف
إلا حكما خاصا
لا يكون حكما عاما على الأمة
ولا على مصير الأمة
قوم عاد لما رأو العارض
قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا
فرد الله عليهم
بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ
لا نحكم على الأمور بحسب ظاهرها
حكما مطلقا
إنما حكما ظنيا محتملا
وإلافمن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو وصاحبه أبا بكر رضي الله عنه
وهما يختبئان في الغار
وقبائل العرب كلها تبحث عنه
وتضع الجوائز المادية والمعنوية والإجتماعية لمن يظفر به
من ألقى الضوء على هذه اللقطة
ونظر إليها نظرة مجردة معزولة تماما عن ما تبعها من أحداث
هل يظن أن دين هذا الرجل سيبلغ البر والبحر
سيبلغ ما بلغ الليل والنهار
و أن إمريكا ومن وراءها ومن دونها يوما ما
سيجيشون الجيوش
ويرسمون الخطط
ويحيكون الدسائس والمؤامرات
خشية من دين ذلك الرجل الذي كان مختبئا في غار
هل نظن أنهم يقاتلوننا هكذا
أو نظن كما يظنه البعض
أن الذي أشعل الحرب هو بوش الإبن
أو بوش "العود"
بقرار فردي نسجه في وقته
واتخذه في حينه
أبدا
رؤساء أمريكا أدوات مثل رؤساء الشركات
يمثلون الوجه الرسمي فقط
وينفذون كل ما يملى عليهم
وإلا يكون مصيرهم مثل مصير صدام
ومثل رئيس أمريكا الذي قتل ( فورد )
أتدرون أن الذي قتله جهاز السي آي إي
والسبب أنه حاد عن الطريق
ولا يعلم من قتله حتى الآن
فأقول هذا وأنا لا أخالفك القول
وأعلم أنني إن كنت إندفعت عاطفيا
كما ذكرت أختي العزيزة
وغلّبت الثوابت الإيمانية الراسخة
على واقع لا ندري هل يتحسن أو يسوء
فعسى الله أن يكلنا لرحمته وفرجه
وبأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين
وليس لواقعنا فحسب
ولست هذا ما أريده وأتمناه
أن نكون بهذا الضعف الواقعي
ولكن أقول يا أخيه
إذا وصلنا إلى هذا الحد من الإيمان واليقين
من الأخوة والوحدة
التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
إذا وصلنا إلى مستوى مؤاخاة المهاجرين والأنصار
إذا وصلنا إلى هذه الدرجة من الإيثار والتماسك
فلن يكلفنا الله أكثر من استطاعتنا
( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) (لأنفال: من الآية60)
ثم يأتي النصر
لأن النصر لا يعتمد على السلاح فقط
وإن كنت لا أهمل جانب السلاح
لأن الله أمرنا بإعداد العدة
ولكن الله عز وجل ذكر أن الكثرة والقوة
لم تنفع المسلمين يوم حنين
لما أعجبتهم كثرتهم
وقابلوا القوم بقوة الكثرة فقط
لا بقوة الإيمان
( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة:25)
ولكن الإيمان مع القلة والذلة نفع أهله ونصرهم الله
أذلة ضعفاء ولكنهم متذللون لله
( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (آل عمران:123)
واقرئي سورة الأحزاب
من بداية الآية 6 حتى آخر آية 26
وأنا أتمنى للأمة الوحدة والتماسك
أتمنى لو أبذل روحي فداء في سبيل أن يعود الشيعة كلهم إلى الحق
بل وتعود أمريكا والعالم أجمع إلى الحق
والله أبذل حياتي وما أملكه فداء لذلك
لكن كيف
نحن نقطة الخلاف بيننا وبين هؤلاء جميعا
ليست العصبية ولا العرق ولا النسب ولا الحسب ولا اللغة ولا اللون ولا الأصل
فالدين جمع أشرف الخلق محمد ببلال الحبشي
وسلمان الفارسي وصهيب الرومي
الخلاف بيننا وبينهم في قضايا العقيدة والدين
وأتمنى لو نكون جميعا بنعمة الله إخوانا
أتمنى لو يسود العالم الحب والإخاء
لكن يأبى تجار أسلحة الدمار
ومصدروا الثورات والفتن
ومشعلوا فتائل الحروب
والحاقدون
أتمنى أن يعلم هؤلاء الصفويون وغيرهم
أن أمريكا لا تصادق أحدا ولا تعاديه
إلا لمصالحها
وأظنهم يدركون ذلك
أتمنى لو يعلمون أنها لا يمكن أن تدخل بلدا متماسكا
وأهله على قلب رجل واحد البته
تصور لو أن أهل العراق كانوا على شاكلة صدام
وصمود صدام وتحدي صدام
وولاء صدام لوطنه
هل سيبقى المحتل ؟
إمريكا لا تأتي حتى تجعل أهل هذا البلد شيعا وأحزابا
تماما مثل فرعون
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً
فالتمزيق أستاذه الأول فرعون
وليس شرطا أن يكون هذا التحزب ظاهرا
فقد يكون خفيا بحكم الضعف
المهم أن يكون معلوما لديها
هذه المرحلة الأولى
ثم تثير الفتنة بينهم هذه المرحلة الثانية
ثم تعطي كل حزب أسلحة
وتعين هذا على هذا وتحرض هذا على ذاك
وتعد هؤلاء وتمني أولائك
هذه هي امريكا وهذه مشكلتنا نحن
التناحر والإختلاف والفرقة
والموضوع ذو شجون وحرقة وأسى
وأكتفي بهذا القدر
عطارد
أشكرك كثيرا على مرورك الكريم
وأشكرك على تعقيبك المتزن
ورأيك السديد
ونظرتك الثاقبة
وأسلوبك الأدبي الضمخ
وأتشرف بردودك القيمة
وأقدر رأيك ووزنك للأمور
أختي الكريمة
أنت قلت أن :
امريكَا لَن نهزِمُها بِـ إيمانِنا وعِلاقتِنَا مَع الله..
بَل سـَ نَهْزِمُهَاَ بِـ القُوه العَسْكَرِيّه والتَخْطِيط الذَكِيْ .. والإتِكَاَل عَلَىَ المُولَىَ عَزَّ وجَلْ ..
ونَحْنُ للأسَف لِيسَ لَدِينَاَ لا قُوه عَسْكَرِيّه ولا تَخْطِيط سَلِيم ..
وأقول :
نعم أختي
نحن ليس لدينا قوة عسكرية مكافئة
لكن قد يكون لدينا تخطيط سليم وحكمة واتزان
في التعامل مع المعطيات التي عندنا وعند غيرنا
وأما قولك :
امريكَا لَن نهزِمُها بِـ إيمانِنا وعِلاقتِنَا مَع الله..
فإن كان الإيمان الذي تفهمينه
غير الإيمان الذي أفهمه وأعنيه
ويفهمه الناس جميعا
فكلامك صحيح
ولكنني أعني الإيمان الذي ورد في الكتاب والسنة
ولا أدري مالفرق عندك بين الإيمان والتوكل على الله
حينما فرقت بينهما
قال تعالى :
(وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(المائدة: من الآية23)
التوكل أختي القديرة فرع عن الإيمان
ولكن !
يا أختي
بلى والله ثم بلى
إننا نثق بوعد الله
ونؤمن بنصر الله القائل
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51)
واسمحي لي
وإن كنت كما تفضلت ( عاطفي وبعيد عن الواقع )
وذلك بعدما قرأت موضوعي ( الرسالة الأخيرة ) بتأمل القاريء وليس الكاتب
وجدت فراستك تبدوا على كلماتي
ولا يستغرب ذلك من كاتبة ذكية فذة مثلك
ولكن هذه العاطفة
ليست عاطفة بالنسبة لي
فأنا لست في زوبعة عاطفية حينما كتبت
ولست بعيدا عن الواقع
إنما كنت في واحة إيمانية
وأشكرك الآن أن نقلتيني
إلى واحة إيمانية أخرى
إلى ذكر فرعون الذي ذكرتيه في ردك الطيب
في موضوع ( الرسالة الأخيرة )
حينما قلت :
اللهُ سُْبَحَاَنَهُ وتَعَاَلَى لا يُعْطِيْ المُلك والجَبَرُوت للأقُوى إيمَاَن .. بَل للأقُوى سُلْطَه ..
وإلاّ مَاَ أعْطَىَ المُلك لِـ فَرْعُون 300 عَاَم ..
وأقول :
وأنا لا أحب أن أستشهد إلا به
نقف مع موقف واحد من مواقف الحق معه
نقف مع قصة فرعون
بجنده وعتاده
ومدائنه
التي أرسل إليها من يجمع الجند
ليمسك بموسى ومن معه
( فأرسل فرعون في المدائن حاشرين )
( قال إن هؤلاء لشرذمة قليلون )
( وإنهم لنا لغائظون )
( وإنا لجميع حاذرون )
إني أرد على هذا الطاغية الهالك فرعون
الذي نصوم لله يوم عاشوراء
شكرا لله على نجاة موسى وهلاكه
وحتى اليهود يصومون هذا اليوم
هذا الهالك الغريق
الذي نجاه الله ببدنه ليكون آية لمن خلفه
ليكون آية لكل الطغاة
ولكنهم قوم لا يفقهون
نقول لهذا الذي أسس الطغيان
ولكل الطغاة الذين يملكون ما ملك فرعون من قوة
وما ملك من كفر وعناد وتجبر وتكبر
نقول لفرعون لعنه الله
ما دام هؤلاء ( موسى عليه السلام ومن معه )
شرذمة وقليلون كما وصفتهم أنت
وفي الغالب الشرذمة القليلون
ليس لهم إعتبار في منظور القوة
فلماذا حشرت لهم من في المدائن ؟
وجيشت لهم الجيوش ؟
ولماذا هم لك غائظون ؟
ولماذا أنتم جميع حاذرون ؟
مما تغتاظون وعندكم الهيمنة
ومما تحذرون وعندكم القوة
وأخيرا من الذي نزع منه السلطة ؟
هل هي سلطة أقوى وأعتى من سلطته ؟ !
أم إيمان موسى و أصحابه
الذين لما أغلق عليهم فرعون البحر
قالوا لموسى من فرط ضعفهم ( إنا لمدركون )
( قال كلا إن معي ربي سيهدين )
إنه الإيمان
ومساندة الله لهم لما آمنوا
لأن الله سبحانه ما بينه وبين أحد
لا صلة رحم ولا قربى ولا نسب
الذي يربطنا به الإيمان
القضية يا أختي القديرة
يا أختي سيدة القلم
ليست صراعا بين كثرة وقلة
وليست صراعا بين قوة وضعف
وليست صراعا بين كثرة عتاد وقلة عتاد
لكنها صراع بين الحق والباطل
لأن الحق نور والباطل ظلمة
فإذا جاء النور فرت الظلمة
( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الاسراء:81)
من طبيعة الباطل أنه يخاف من الحق ويرتجف
مهما أظهر صاحبه من شجاعة وعدم اكتراث
طبيعة الباطل أنه يزهق أمام الحق
هذا كلام رب العالمين
وهذا ديدن الخير والشر
سجال بينهما حتى تأتي الملحمة الأخيرة
ولا أريد أن أستطرد في ذكر الملاحم
التي ستقع بإذن الله بين الخير وقوى الشر
ولكنني أقول
إن إمريكا الآن تفعل شيئا في مجريات هذه الأحداث
وكما أن الله عز وجل
بحكمته وقدرته
مهد للرسالة المحمدية
بحروب أضعفت المشركين العرب
مثل حرب داحس والغبراء
وحرب البسوس
وغيرهما مما اكتظ به التأريخ
وليس من الضروري أن نرى كل شيء في أعمارنا
فجيلنا حلقة في سلسلة
وينبغي أن لا نحكم على واقعنا المؤسف
إلا حكما خاصا
لا يكون حكما عاما على الأمة
ولا على مصير الأمة
قوم عاد لما رأو العارض
قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا
فرد الله عليهم
بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ
لا نحكم على الأمور بحسب ظاهرها
حكما مطلقا
إنما حكما ظنيا محتملا
وإلافمن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو وصاحبه أبا بكر رضي الله عنه
وهما يختبئان في الغار
وقبائل العرب كلها تبحث عنه
وتضع الجوائز المادية والمعنوية والإجتماعية لمن يظفر به
من ألقى الضوء على هذه اللقطة
ونظر إليها نظرة مجردة معزولة تماما عن ما تبعها من أحداث
هل يظن أن دين هذا الرجل سيبلغ البر والبحر
سيبلغ ما بلغ الليل والنهار
و أن إمريكا ومن وراءها ومن دونها يوما ما
سيجيشون الجيوش
ويرسمون الخطط
ويحيكون الدسائس والمؤامرات
خشية من دين ذلك الرجل الذي كان مختبئا في غار
هل نظن أنهم يقاتلوننا هكذا
أو نظن كما يظنه البعض
أن الذي أشعل الحرب هو بوش الإبن
أو بوش "العود"
بقرار فردي نسجه في وقته
واتخذه في حينه
أبدا
رؤساء أمريكا أدوات مثل رؤساء الشركات
يمثلون الوجه الرسمي فقط
وينفذون كل ما يملى عليهم
وإلا يكون مصيرهم مثل مصير صدام
ومثل رئيس أمريكا الذي قتل ( فورد )
أتدرون أن الذي قتله جهاز السي آي إي
والسبب أنه حاد عن الطريق
ولا يعلم من قتله حتى الآن
فأقول هذا وأنا لا أخالفك القول
وأعلم أنني إن كنت إندفعت عاطفيا
كما ذكرت أختي العزيزة
وغلّبت الثوابت الإيمانية الراسخة
على واقع لا ندري هل يتحسن أو يسوء
فعسى الله أن يكلنا لرحمته وفرجه
وبأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين
وليس لواقعنا فحسب
ولست هذا ما أريده وأتمناه
أن نكون بهذا الضعف الواقعي
ولكن أقول يا أخيه
إذا وصلنا إلى هذا الحد من الإيمان واليقين
من الأخوة والوحدة
التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
إذا وصلنا إلى مستوى مؤاخاة المهاجرين والأنصار
إذا وصلنا إلى هذه الدرجة من الإيثار والتماسك
فلن يكلفنا الله أكثر من استطاعتنا
( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) (لأنفال: من الآية60)
ثم يأتي النصر
لأن النصر لا يعتمد على السلاح فقط
وإن كنت لا أهمل جانب السلاح
لأن الله أمرنا بإعداد العدة
ولكن الله عز وجل ذكر أن الكثرة والقوة
لم تنفع المسلمين يوم حنين
لما أعجبتهم كثرتهم
وقابلوا القوم بقوة الكثرة فقط
لا بقوة الإيمان
( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة:25)
ولكن الإيمان مع القلة والذلة نفع أهله ونصرهم الله
أذلة ضعفاء ولكنهم متذللون لله
( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (آل عمران:123)
واقرئي سورة الأحزاب
من بداية الآية 6 حتى آخر آية 26
وأنا أتمنى للأمة الوحدة والتماسك
أتمنى لو أبذل روحي فداء في سبيل أن يعود الشيعة كلهم إلى الحق
بل وتعود أمريكا والعالم أجمع إلى الحق
والله أبذل حياتي وما أملكه فداء لذلك
لكن كيف
نحن نقطة الخلاف بيننا وبين هؤلاء جميعا
ليست العصبية ولا العرق ولا النسب ولا الحسب ولا اللغة ولا اللون ولا الأصل
فالدين جمع أشرف الخلق محمد ببلال الحبشي
وسلمان الفارسي وصهيب الرومي
الخلاف بيننا وبينهم في قضايا العقيدة والدين
وأتمنى لو نكون جميعا بنعمة الله إخوانا
أتمنى لو يسود العالم الحب والإخاء
لكن يأبى تجار أسلحة الدمار
ومصدروا الثورات والفتن
ومشعلوا فتائل الحروب
والحاقدون
أتمنى أن يعلم هؤلاء الصفويون وغيرهم
أن أمريكا لا تصادق أحدا ولا تعاديه
إلا لمصالحها
وأظنهم يدركون ذلك
أتمنى لو يعلمون أنها لا يمكن أن تدخل بلدا متماسكا
وأهله على قلب رجل واحد البته
تصور لو أن أهل العراق كانوا على شاكلة صدام
وصمود صدام وتحدي صدام
وولاء صدام لوطنه
هل سيبقى المحتل ؟
إمريكا لا تأتي حتى تجعل أهل هذا البلد شيعا وأحزابا
تماما مثل فرعون
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً
فالتمزيق أستاذه الأول فرعون
وليس شرطا أن يكون هذا التحزب ظاهرا
فقد يكون خفيا بحكم الضعف
المهم أن يكون معلوما لديها
هذه المرحلة الأولى
ثم تثير الفتنة بينهم هذه المرحلة الثانية
ثم تعطي كل حزب أسلحة
وتعين هذا على هذا وتحرض هذا على ذاك
وتعد هؤلاء وتمني أولائك
هذه هي امريكا وهذه مشكلتنا نحن
التناحر والإختلاف والفرقة
والموضوع ذو شجون وحرقة وأسى
وأكتفي بهذا القدر
عطارد