أبُو الْخَطّابْ
18-12-2006, 08:42
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا إلى يوم الدين "أما بعد"
عن أبي عبدالرحمن _ عبدالله بن عمر بن الخطاب _ رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " رواه البخاري ومسلم
شرح الحديث للإمام النووي رحمه الله تعالى
الشرح : قوله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس ) أي : فمن أتى بهذه الخمس فقد تم إسلامه , كما أن البيت يتم بأركانه كذلك الإسلام يتم بأركانه وهي خمس . وهذا بناء معنوي شبه بالحسي ووجه التشبيه أن البناء الحسي إذا انهدم بعض أركانه لم يتم فكذلك البناء المعنوي . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين ".
وكذلك يقاس البقية . ومما قيل في البناء المعنوي :
بنا الأمور بأهل الدين ماصلحوا وإن توولو فبالأشرار تنقاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتني إلا له عمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
وقد ضرب الله مثلا للمؤمنين والمنافقين فقال تعالى : ((( أفمن أسس بينه على تقوى من الله ورضوان ))) } التوبة : 109 { . شبه بناء المؤمن بالذي وضع بنيانه وسط طود أي : جبل راسخ , وشبه بناء الكافر بمن وضع بنيانه على طرف جرف بحر هار لا ثبات له , فأكلها البحر فانهار الجرف فانها بنيانه فوقع به البحر فغرق فدخل جهنم ,قوله صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس ) أي : بخمس على أن تكون على بمعنى الباء , وإلا فالمبني غير المبنى عليه فلو أخذنا بظاهره لكانت الخمس خارجة عن الإسلام , فهو فاسد ويحتمل أن تكون على بمعنى من كقوله تعالى : ((( إلا على أزواجهم ))) } المؤمنون 6 { أي : من أزواجهم . والخمسة المذكورة في الحديث أصول البناء , وأما التتمات والمكملات كبقية الواجبات وسائر المستحبات فهو زينة للبناء , وقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال : " الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " . قوله صلى الله عليه وسلم : ( وحج البيت وصوم رمضان ) هكذا جاء في هذه الرواية بتقديم الحج على الصوم , وهذا من باب الترتيب في الذكر دون الحكم , لأن صوم رمضان وجب قبل الحج وقد جاء في الرواية الأخرى بتقديم الصوم على الحج .
مأخوذ من النسخة التي صححها أحمد محمد شاكر " رحمه الله تعالى "
أخوكم في الله أبو الخطاااب عبدالعزيز الأثري .....
والصلاة والسلام على نينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا إلى يوم الدين "أما بعد"
عن أبي عبدالرحمن _ عبدالله بن عمر بن الخطاب _ رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " رواه البخاري ومسلم
شرح الحديث للإمام النووي رحمه الله تعالى
الشرح : قوله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس ) أي : فمن أتى بهذه الخمس فقد تم إسلامه , كما أن البيت يتم بأركانه كذلك الإسلام يتم بأركانه وهي خمس . وهذا بناء معنوي شبه بالحسي ووجه التشبيه أن البناء الحسي إذا انهدم بعض أركانه لم يتم فكذلك البناء المعنوي . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين ".
وكذلك يقاس البقية . ومما قيل في البناء المعنوي :
بنا الأمور بأهل الدين ماصلحوا وإن توولو فبالأشرار تنقاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتني إلا له عمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
وقد ضرب الله مثلا للمؤمنين والمنافقين فقال تعالى : ((( أفمن أسس بينه على تقوى من الله ورضوان ))) } التوبة : 109 { . شبه بناء المؤمن بالذي وضع بنيانه وسط طود أي : جبل راسخ , وشبه بناء الكافر بمن وضع بنيانه على طرف جرف بحر هار لا ثبات له , فأكلها البحر فانهار الجرف فانها بنيانه فوقع به البحر فغرق فدخل جهنم ,قوله صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس ) أي : بخمس على أن تكون على بمعنى الباء , وإلا فالمبني غير المبنى عليه فلو أخذنا بظاهره لكانت الخمس خارجة عن الإسلام , فهو فاسد ويحتمل أن تكون على بمعنى من كقوله تعالى : ((( إلا على أزواجهم ))) } المؤمنون 6 { أي : من أزواجهم . والخمسة المذكورة في الحديث أصول البناء , وأما التتمات والمكملات كبقية الواجبات وسائر المستحبات فهو زينة للبناء , وقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال : " الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " . قوله صلى الله عليه وسلم : ( وحج البيت وصوم رمضان ) هكذا جاء في هذه الرواية بتقديم الحج على الصوم , وهذا من باب الترتيب في الذكر دون الحكم , لأن صوم رمضان وجب قبل الحج وقد جاء في الرواية الأخرى بتقديم الصوم على الحج .
مأخوذ من النسخة التي صححها أحمد محمد شاكر " رحمه الله تعالى "
أخوكم في الله أبو الخطاااب عبدالعزيز الأثري .....