المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وحق لكل عينٍ بكاها



الشيخ/عبدالله السالم
02-12-2006, 07:03
بسمالله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ،قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، لا يعترضُ عليه ذو عقلٍ بعقلِهِ ، ولا يسألُهُ مخلوقٌ عن علَّةِ فعلِهِ ، هو الكريمُ الوهابُ ، هازمُ الأحزابِ ، ومنشئُ السحابِ ، ومنزلُ الكتابِ ، ومسببُ الأسبابِ ، وخالقُ الناسِ من ترابٍ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفعالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ، ( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً : أما بعدُ أيها الأخوةُ في اللهِ : أعتذر جدا لطول الغياب ، فقد إنشغلنا في الرحلات الدعوية ، وفي الرقياء ، وفي العمل ، ولكني قلت في نفسي لابد أن أخصص وقتاً ولو يسيراً ، لمشاركة هذه الكوكبة الطيبية المجيدة أسأل الله لي ولكم لتوفيق والتسديد والثبات على الحق ، وأقدم بين يدي عودتي هذاه المشاركة (حــــــــــق لكل عينٍ بكاها )
في السِّيرِ ، أن أعرابياً ، وَفَدَ على بعضِ الخُلفاءِ وهو يبكي ، فقالَ الخليفةُ ما يُبكيكَ ، ما بكَ ؟ قال أُصِبتُ في وَلَدي ، بأعظمِ من كُلِّ مُصيبةٍ ، قال وما ذاكَ ، قال رَبَيتُ وَلَدي.... ، سَهِرتُ ونامَ وأشبعتُهُ وجُعتُ ، وَتَعبتُ وارتاحَ ، فلمَّا كُبرَ وأصابني الدهرُ ، وحدودبَ الظهرُ ، تَغَمَّطَ حقيَ ,,,,، ثُم بكى بُكاءً مُراً وقال :
وربيتـُه حتّى إذا مـا تركتُـُه
أخَ القـومِ واستغنى عن المسحِ شـاربُهْ
تَغَمَّـطَ حـقِي ظالماً ولوى يدي
لـوى يـَدَهُ اللهُ الذي هـو غـالبُـهْ
فبكى كُلُّ مَن في مجلسِ الخليفةِ ، وحُقَّ لكُلِّ عينٍ بُكاها ، هل أظلمُ وأشنعُ وأكبرُ ، من أن تُربي ابنَكَ ، ثُم إذا أصبحَ في مصافِ الرّجالِ ، فإذا صوتُهُ طائلٌ في البيتِ ، لا يجيبُ لك دعوةً ، ولا يُنفِّذُ لكَ أمراً ، ولا يخفِظُ لك جَنَاحاً ، يُطيعُ زوجَهُ ويَعصَاكَ ، ويُدني صَديقَهُ ويُبعدُكَ ، إنها واللهِ مأساةٌ ما بعدَها مأساةٌ ،أباءٌ يَئنونَ ، وأمهاتٌ يشتَكينَ ، يَحزُّ في النفسِ ويُدمي القلبَ ، ويَنْدى الجَبينُ ، يومَ تسمعُ أنَّ بعضَ الأبناءِ ، يَعُقُّ والديهِ ، يُؤذِيهما ، ويُجاهِرُهُما بالسوءِ ، وفاحشِ القولِ ، يقهرْهُما، وينهرْهُما ، ويرفعُ صوتَهُ عليهِما، ويتأفَفُ منهُما ، ولسانُ حالِهِ يقولُ ، أراحَنا اللهُ منكُما وعجلَّ بزوالِكُمَا ، ولسان حال الوالد يقول :
فلما بلغتَ السنَّ والغايةَ التي إليها مدى ما كنتُ فيكَ أؤمِلُ
جعلتَ جزائِيَ غلظةً وفظاظةً كأنكَ أنتَ المنعمُ المتفضِلُ
فليتَك إذْ لم ترعَ حقَّ أُبُوتِي فعلتَ كما الجارُ المجاورُ يفعَلُ
فأوليتَني حـقَّ الجوارِ ولم تكنْ عليَّ بمـالٍ دونَ مالِكَ تبخـلُ

(أبوســـــــــــــــــامي )

شام
02-12-2006, 07:21
الاخ عبد الله السالم

درس في عبرة و عظة

لا بل تحسر على العقوق الذي يبدو في أكمل صوره

من مشاهدات تكاد تكون يومية

جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

و كتب لك أخي الثواب كاملاً

لهذا الموضوع المفيد و النافع

نفع الله بعلمك العباد

ويعطيك العافية

الداعيه / براك الفريسي الجربا
06-12-2006, 00:18
بارك الله في علمك شيخنا الفاضل




هذه قصيدة في حنان الأم لم أر قصيدة أروع منها، فقد وفق الشاعر أيما توفيق، وهي مؤثرة للغاية، وهي قصيدة تعبيرية تصويرية ليست حقيقية، لكنها والله معبرة:

قال الشاعر:

أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً *** بنقوده كي ما ينال به الضرر

رجل عنده مال، أغرى طفلاً صغيراً بنقوده، كي ما ينال به الضرر.

قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى *** ولك الدراهم والجواهر والدرر

قال يعني اذبح أمك واعطني قلبها ولك الدراهم والجواهر والدرر.

فمضى ( مضى هذا الطفل)

فمضى وأغرز خنجراً في صدرها *** والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى *** فتدحرج القلب المقطع إذ عثر

سقط القلب من يد الابن وهو يركض بسرعة .
ناداه قلب الأم وهو معفرٌ (بالتراب والدم)

ناداه قلب الأم وهو معفر *** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟!

فكأن هذا الصوت رغم حنوه ( رغم أنه رقيق )

فكأن هذا الصوت رغم حنوه *** غضب السماء على الغلام قد انهمر
فارتد نحو القلب يغسله بما *** فاضت به عيناه من دمع العبر
حزناً وأدرك سوء فعلته التي *** لم يأتها أحدٌ سواه من البشر

لقد فاق من غفلته وندم، وقرر أن يقتل نفسه بنفس الخنجر :

واستل خنجره ليطعن نفسه طعناً *** فيبقى عبرةً لمن اعتبر

ويقول : يا قلب، ينادي قلب أمه:

ويقول يا قلب انتقم مني *** ولا تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناده قلب الأم كف يداً *** ولا تذبح فؤادي مرتين على الأثر

زر والديك وقف على قبريهما *** فكأنني بك قد نُقلت إليهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما *** منحاك محض الود من نفسيهما
كانا إذا ما أبصرا بك علةً *** جزعا لما تشكوه شق عليهما
كانا إذا سمعا أنينك أسبلا *** دمعيهما أسفاً على خديهما
وتمنيا لو صادفا لك راحةً *** بجميع ما يحويه ملك يديهما
أنسيت حقهما عشية أسكنا *** دار البلا وسكنت في داريهما
فلتلحقن بهما غداً أو بعده *** حتماً كما لحقاهما أبويهما





محبكم

ســــارا الرياض
06-12-2006, 01:52
جزاك الله خير الجزاء
وكثّر الله من أمثالك

]§¦[المسافر]¦§[
20-03-2007, 21:55
ابـــو ســـامـــي



بــارك اللــه فــيــك وجـــعــل مــا كــتــبــت أو مــانــقــلــت فــي مــيــزان حــســنــا تـك

ابومشعل تركى
03-07-2007, 16:54
طاعه الوالدين والبر بهما امر عظيم والله سبحانه امر بذلك وكلنا نعرف ذلك لكنى اسئل لماذا النفور من بعض الابناء تجاه والديهم ؟ وبصراحه انا ارى ان هناك قصور وخلل منذ البدايه من الوالدين فى التربيه وما يجى شى من فراغ , وكل راع مسؤل عن رعيته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.