شام
24-11-2006, 00:21
المقالة
مساحة فكرية فيها اضاءات على جوانب معينة قد تكون حياتية أو اجتماعية أو سياسية أو تاريخية
و المقالة فن من فنون الأدب العربي و التي عرفت في تاريخ الأدب العربي الحديث و قد تطورت في العصر الحديث الى أن اصبحت عنصراً هاماً لا بد من وجوده في كافة ساحات الحوار و الفنون الأدبية
تعاريف :
المقالة كما يعرفها أدمون جونسون ، فن من فنون الأدب ، وهي قطعة إنشائية ، ذات طول معتدل تُكتب نثراً ، وتُلِمُّ بالمظاهر الخارجية للموضوع بطريقة سهلةٍ سريعة ، ولا تعنى إلا بالناحية التي تمسُّ الكاتب عن قرب .
والمقالة ـ بتعريف آخر ـ قطعة من النثر معتدلة الطول ، تعالج موضوعاً ما معالجة سريعة من وجهة نظر كاتبها ، وهي بنت الصحافة نشأت بنشأتها وازدهرت بازدهارها .
المقالة فن عصري :
كُتب على غلاف إحدى المجلات ذات الطبعات الدولية ، أكثر من مائة مليون يقرؤون هذه المجلة ، في مائة وثمانين بلداً ، وبخمسة عشر لغة فما سر هذا الإقبال الشديد على مطالعة المقالات المنوعة في الصحف والمجلات ، وفي كل أقطار العالم ؟
ولعلنا هنا قد نجد الإجابة بشكل تلقائي و هي مع ارتفاع تعقيدات الحياة و سرعتها صار لزاماً علينا أن نختصر كل شيء و منها عملية القراءة التي تعطي التنمية الفكرية و البعد الثقافي لأي فرد منا .
فما كان سوى ظهور المقالات السريعة التي قد تتناول ظاهرة ما في سطور عديدة بشكل سهل وبعيد عن التعقيدات اللغوية و المصطلحات الأدبية .
علماً لا بد لكاتب المقالة من التفرد بأسلوب يميزه عن غيره و هنا ارى لا بد من أسلوب أدبي ولكن كما يقال بالسهل الممتنع .
ولكي تكون المقالة ناجحة لا بد لها من عناصر و هــــي
- المادة والأسلوب والخطة :
مادة المقالة يجب أن تتمتع بالوضوح و السهولة و الابتعاد قدر الإمكان عن التعقيدات و التناقضات فهي مجموعة أفكار و تصورات ومشاعر و خبرات تنطوي عليها المقالة .
كما تعتمد مادة المقالة على العمق لجذب القارئ .. و كذلك أن لا تكون خيالية ولا هي بعيدة عن الواقع الملموس و فيها محاكاة للنفس و العقل و الروح ، بحيث لا تعطي الشعور أثناء القراءة بأن ذاك الوقت مهدور ...
- الأسلوب :
وهو الصياغة اللغوية والأدبية لمادة المقالة و الذي يفترض فيه الوضوح و القوة و الجمالية تسهم في قوة الأسلوب الكلمات الموحية ، والعبارات الغنية ، والصورة الرائعة والتقديم والتأخير ، والإيجاز والإطناب ، والخبر والإنشاء ، والتأكيد والإسناد ، والفصل والوصل مثال :
يقول تايلر : سلبني اللصوص ما سلبوا ولكنهم تركوا لي الشمس المشرقة ، والقمر المنير ، والحياة الفضية ، الأديم ، وزوجة مخلصة تسهر على مصالحي ، وتربية أطفالي ، ورفقاء يشدون أزري ، ويأخذون بيدي في كُربي ، فماذا سلبني اللصوص ، بعد ذلك ؟ .. لا شيء ، فهاهوذا ثغري باسم وقلبي ضاحك ، وضميري نقي طاهر .
-الجمال في الأسلوب :
لا بد لكاتب المقالة أن يتمتع بالحس المرهف و القدرة على إنشاء الصور البيانية و عندما يوائم بين الألفاظ والمعاني ويستوحي من خياله الصورة المعبرة ، يكون أسلوبه جميلاً .
مثال ذلك :
البرج العاجي الخلقي هو السمو عن المطامع المادية ، والمآرب الشخصية فليس من حق مفكر اليوم أن ينأى بفكره عن معضلات زمانه ولكن من واجبه أن ينأى بخلقه عن مباذل عصره ، وسقطاته
البرج العاجي عندي هو الصفاء الفكري ، والنقاء الخلقي ، وهو الصخرة التي ينبغي أن يعيش فوقها الكاتب مرتفعاً عن بحر الدنايا الذي يغمر أهل عصره ، لا خير عندي للمفكر الذي لا يعطي من شخصه مثلاً لكل شيء نبيل رفيع جميل .
- الخطة :
و تعني المنهج العقلي الذي تسير عليه المقالة فإذا اجتمع لدى الكاتب مجموعة أفكار و آراء و أراد أن يطرحها على القارئ و يمتلك الأسلوب الأدبي يجب عليه ألا يهجم على الموضوع من غير أن يهيء الخطة التي يدفع في سبيلها موضوعه .
و تتألف الخطة من المقدمة - العرض - الخاتمة
* المقدمة : وهي مجموعات الجمل التي يستهل بها الكاتب مقالته توطئة للدخول في الموضوع
* العرض : وهو صلب الموضوع و الذي يتم من خلاله بسط الافكار و ترتيبها و تسلسلها كما يُفضل أن تعرض كل فكرة رئيسة في فقرة مستقلة .
* الخاتمة : وهي اختتام المقالة بالنتيجة التي توصل اليها الكاتب و هنا يجب أن تكون النتائج واضحة وحازمة و صريحة .
- أنواع المقالة :
من حيث الموضوع هناك المقالة الاجتماعية ، والسياسية .
ومن حيث الأسلوب ، هناك المقالة العلمية ، والأدبية .
ومن حيث الطول ، هناك المقالة المطولة ، والخاطرة .
ومن حيث اللبوس الفني ، هناك المقالة القصصية ، والتمثيلية ، ومقالة الرحلات ، ومقالة الرسالة ، ومن حيث موقف الكاتب هناك الذاتية ، والموضوعية ، ومن حيث طرق نقلها إلى الجمهور ، هناك المقالة المقروءة ، والمسموعة ، والمنظورة .
أنواع المقالة :
المقالة العلمية :
موضوعاتها علمية ، وأهدافها تبسيط الحقائق العلمية ، وتيسير نقلها إلى الجمهور ، يقول قدري طوقان " الشمس أقرب نجم إلينا ، وتقدر المسافة بثلاثة وتسعين مليوناً من الأميال ، فلو سار قطار إليها بسرعة خمسين ميلاً في الساعة لوصلها في مائتين وعشرين سنة ، والأمواج اللاسلكية ، التي تدور حول الأرض سبع مرات في ثانية واحدة ، هذه الأمواج لو أرسلت إلى الشمس لوصلها في ثماني دقائق وربع ، ولو أرسلت إلى أقرب نجم إلينا بعد الشمس لوصلته في أربع سنين ونصف " .
لعلكم لاحظتم أسلوب المقالة العملية المباشر الذي يعتمد على الدقة في استخدام الألفاظ ، والسهولة في صوغ العبارات ، والبعد عن التأنق والزينة ولا تلبس المقالة العلمية من الأدب إلا أرق ثوب .
المقالة الأدبية :
وهي قطعة من الشعر المنثور ، تشف عن ذات الأديب ، وتعبر عن مشاعره ، وتنطلق مع خياله ، وترسم ملامح شخصيته ، أسلوبها أدبي محض ، ففيها ماشئت من عواطف جياشة ، وخيال عريض وصور مترفة وأسلوب رشيق ، يقول عبد العزيز البشري متحدثاً عن سيد درويش :
" فما إن لحن سيد درويش فكان المغني شديداً إلا قوي لحنه ، ودعم ركنه وشدَّ بالصنعة متنه ، فسمعت له مثل قعقعة النبال ، إذا استعر القتال ، أو مثل زئير الآساد ، إذا تحفزت للصيال ، وإذا جنح الكلام إلى اللين ، كان لحنه أرق من نسج الطيف ، وألطف من النسمة في سحرة الصيف .
الخاطرة :
مقالة قصيرة جداً تحتل بعض الزوايا في الصحف ، والمجلات وتعتمد على أسلوب الخطف في معالجة الموضوعات ، وتتميز بالطابع الذاتي وتشيع فيها السخرية ، ولها مذاق عذب في نفس القارئ ، وهي أشبه شيء بالرسم الكاريكاتوري .
بحث وقراءة تم اعدادها بتصرف ...
اقبلوها مني فهي هدية
مساحة فكرية فيها اضاءات على جوانب معينة قد تكون حياتية أو اجتماعية أو سياسية أو تاريخية
و المقالة فن من فنون الأدب العربي و التي عرفت في تاريخ الأدب العربي الحديث و قد تطورت في العصر الحديث الى أن اصبحت عنصراً هاماً لا بد من وجوده في كافة ساحات الحوار و الفنون الأدبية
تعاريف :
المقالة كما يعرفها أدمون جونسون ، فن من فنون الأدب ، وهي قطعة إنشائية ، ذات طول معتدل تُكتب نثراً ، وتُلِمُّ بالمظاهر الخارجية للموضوع بطريقة سهلةٍ سريعة ، ولا تعنى إلا بالناحية التي تمسُّ الكاتب عن قرب .
والمقالة ـ بتعريف آخر ـ قطعة من النثر معتدلة الطول ، تعالج موضوعاً ما معالجة سريعة من وجهة نظر كاتبها ، وهي بنت الصحافة نشأت بنشأتها وازدهرت بازدهارها .
المقالة فن عصري :
كُتب على غلاف إحدى المجلات ذات الطبعات الدولية ، أكثر من مائة مليون يقرؤون هذه المجلة ، في مائة وثمانين بلداً ، وبخمسة عشر لغة فما سر هذا الإقبال الشديد على مطالعة المقالات المنوعة في الصحف والمجلات ، وفي كل أقطار العالم ؟
ولعلنا هنا قد نجد الإجابة بشكل تلقائي و هي مع ارتفاع تعقيدات الحياة و سرعتها صار لزاماً علينا أن نختصر كل شيء و منها عملية القراءة التي تعطي التنمية الفكرية و البعد الثقافي لأي فرد منا .
فما كان سوى ظهور المقالات السريعة التي قد تتناول ظاهرة ما في سطور عديدة بشكل سهل وبعيد عن التعقيدات اللغوية و المصطلحات الأدبية .
علماً لا بد لكاتب المقالة من التفرد بأسلوب يميزه عن غيره و هنا ارى لا بد من أسلوب أدبي ولكن كما يقال بالسهل الممتنع .
ولكي تكون المقالة ناجحة لا بد لها من عناصر و هــــي
- المادة والأسلوب والخطة :
مادة المقالة يجب أن تتمتع بالوضوح و السهولة و الابتعاد قدر الإمكان عن التعقيدات و التناقضات فهي مجموعة أفكار و تصورات ومشاعر و خبرات تنطوي عليها المقالة .
كما تعتمد مادة المقالة على العمق لجذب القارئ .. و كذلك أن لا تكون خيالية ولا هي بعيدة عن الواقع الملموس و فيها محاكاة للنفس و العقل و الروح ، بحيث لا تعطي الشعور أثناء القراءة بأن ذاك الوقت مهدور ...
- الأسلوب :
وهو الصياغة اللغوية والأدبية لمادة المقالة و الذي يفترض فيه الوضوح و القوة و الجمالية تسهم في قوة الأسلوب الكلمات الموحية ، والعبارات الغنية ، والصورة الرائعة والتقديم والتأخير ، والإيجاز والإطناب ، والخبر والإنشاء ، والتأكيد والإسناد ، والفصل والوصل مثال :
يقول تايلر : سلبني اللصوص ما سلبوا ولكنهم تركوا لي الشمس المشرقة ، والقمر المنير ، والحياة الفضية ، الأديم ، وزوجة مخلصة تسهر على مصالحي ، وتربية أطفالي ، ورفقاء يشدون أزري ، ويأخذون بيدي في كُربي ، فماذا سلبني اللصوص ، بعد ذلك ؟ .. لا شيء ، فهاهوذا ثغري باسم وقلبي ضاحك ، وضميري نقي طاهر .
-الجمال في الأسلوب :
لا بد لكاتب المقالة أن يتمتع بالحس المرهف و القدرة على إنشاء الصور البيانية و عندما يوائم بين الألفاظ والمعاني ويستوحي من خياله الصورة المعبرة ، يكون أسلوبه جميلاً .
مثال ذلك :
البرج العاجي الخلقي هو السمو عن المطامع المادية ، والمآرب الشخصية فليس من حق مفكر اليوم أن ينأى بفكره عن معضلات زمانه ولكن من واجبه أن ينأى بخلقه عن مباذل عصره ، وسقطاته
البرج العاجي عندي هو الصفاء الفكري ، والنقاء الخلقي ، وهو الصخرة التي ينبغي أن يعيش فوقها الكاتب مرتفعاً عن بحر الدنايا الذي يغمر أهل عصره ، لا خير عندي للمفكر الذي لا يعطي من شخصه مثلاً لكل شيء نبيل رفيع جميل .
- الخطة :
و تعني المنهج العقلي الذي تسير عليه المقالة فإذا اجتمع لدى الكاتب مجموعة أفكار و آراء و أراد أن يطرحها على القارئ و يمتلك الأسلوب الأدبي يجب عليه ألا يهجم على الموضوع من غير أن يهيء الخطة التي يدفع في سبيلها موضوعه .
و تتألف الخطة من المقدمة - العرض - الخاتمة
* المقدمة : وهي مجموعات الجمل التي يستهل بها الكاتب مقالته توطئة للدخول في الموضوع
* العرض : وهو صلب الموضوع و الذي يتم من خلاله بسط الافكار و ترتيبها و تسلسلها كما يُفضل أن تعرض كل فكرة رئيسة في فقرة مستقلة .
* الخاتمة : وهي اختتام المقالة بالنتيجة التي توصل اليها الكاتب و هنا يجب أن تكون النتائج واضحة وحازمة و صريحة .
- أنواع المقالة :
من حيث الموضوع هناك المقالة الاجتماعية ، والسياسية .
ومن حيث الأسلوب ، هناك المقالة العلمية ، والأدبية .
ومن حيث الطول ، هناك المقالة المطولة ، والخاطرة .
ومن حيث اللبوس الفني ، هناك المقالة القصصية ، والتمثيلية ، ومقالة الرحلات ، ومقالة الرسالة ، ومن حيث موقف الكاتب هناك الذاتية ، والموضوعية ، ومن حيث طرق نقلها إلى الجمهور ، هناك المقالة المقروءة ، والمسموعة ، والمنظورة .
أنواع المقالة :
المقالة العلمية :
موضوعاتها علمية ، وأهدافها تبسيط الحقائق العلمية ، وتيسير نقلها إلى الجمهور ، يقول قدري طوقان " الشمس أقرب نجم إلينا ، وتقدر المسافة بثلاثة وتسعين مليوناً من الأميال ، فلو سار قطار إليها بسرعة خمسين ميلاً في الساعة لوصلها في مائتين وعشرين سنة ، والأمواج اللاسلكية ، التي تدور حول الأرض سبع مرات في ثانية واحدة ، هذه الأمواج لو أرسلت إلى الشمس لوصلها في ثماني دقائق وربع ، ولو أرسلت إلى أقرب نجم إلينا بعد الشمس لوصلته في أربع سنين ونصف " .
لعلكم لاحظتم أسلوب المقالة العملية المباشر الذي يعتمد على الدقة في استخدام الألفاظ ، والسهولة في صوغ العبارات ، والبعد عن التأنق والزينة ولا تلبس المقالة العلمية من الأدب إلا أرق ثوب .
المقالة الأدبية :
وهي قطعة من الشعر المنثور ، تشف عن ذات الأديب ، وتعبر عن مشاعره ، وتنطلق مع خياله ، وترسم ملامح شخصيته ، أسلوبها أدبي محض ، ففيها ماشئت من عواطف جياشة ، وخيال عريض وصور مترفة وأسلوب رشيق ، يقول عبد العزيز البشري متحدثاً عن سيد درويش :
" فما إن لحن سيد درويش فكان المغني شديداً إلا قوي لحنه ، ودعم ركنه وشدَّ بالصنعة متنه ، فسمعت له مثل قعقعة النبال ، إذا استعر القتال ، أو مثل زئير الآساد ، إذا تحفزت للصيال ، وإذا جنح الكلام إلى اللين ، كان لحنه أرق من نسج الطيف ، وألطف من النسمة في سحرة الصيف .
الخاطرة :
مقالة قصيرة جداً تحتل بعض الزوايا في الصحف ، والمجلات وتعتمد على أسلوب الخطف في معالجة الموضوعات ، وتتميز بالطابع الذاتي وتشيع فيها السخرية ، ولها مذاق عذب في نفس القارئ ، وهي أشبه شيء بالرسم الكاريكاتوري .
بحث وقراءة تم اعدادها بتصرف ...
اقبلوها مني فهي هدية