محمد سنجر
01-11-2006, 12:35
منحنيا على باب المسجد الكبير
أصفق بنعلي
لعلي أسقط ما علق بهما من سيئات الخطو
تأبطتهما
و عندما اخترت لهما مكانا يصعب نسيانه
أسجيتهما كي يلتقطا الأنفاس لبرهة
ولجت أنا إلى دروب الرحمة
يا اللـــــــــــــــه
كلما دخلت هنا تمنيت ألا أخرج أبدا
برودة المكان هنا بالداخل جنة
بالخارج نار الشوارع الآن في وقت الظهيرة تلهب الرؤوس و الأقدام
و لكن هيهات فلابد من الخروج و لو محمولا على الأعناق
ولجت للوضوء
التيارات الرطبة من نسائم الرحمة تتلقاني من بعيد
تتحول إلى دوامات من نسيم عطر تلفني
أسحب شهيق قوي طويل
أتلذذ بالعبق الداخل المتوغل حتى أصابع قدمي
ينتشر العبق بجسدي حتى ينساب عرقا من بين مسام الجلد
( عندما و صلت إلى مكان الوضوء
لفت انتباهي هذا الرجل ذو الملابس الناصعة البياض
يجلس القرفصاء
يجد في تنظيف المكان
من هذا الرجل ؟
عجيب أمره
فتحت الصنبور للوضوء
اشتاقت كفاي لبرودة المياه
أجابني الجفاف
لا ، يبدو أن المياه مقطوعة
حاولت بل شفتاي بلساني
يبدو أن التيمم هو السبيل الوحيد أمامي
فجأة
وجدت الماء ينساب يروي ظمأ يداي
نظرت إلى منابعه
وجدته
صاحب الملابس البيضاء
حاملا إناءا من الفخار
يصب إلي الماء
عندما انتهيت
رفعت رأسي أشكره
لم أجده
وقفت منتظرا
تتساقط من بين أصابعي قطرات الماء تحمل عني بقايا ذنوبي
وجدته يصب الماء إلى أحدهم
عندما أطلت النظر إليه
خيل إلي أنني أعرفه
وجدت وجهه مقابل وجهي
بادرني متسائلا
: هل تريد شيئا آخر يا سيدي ؟
: لا ، لا ، جزاك الله خير
( المفاجأة عقدت لساني
لم أقو على التفوه بأكثر من هذا
هو ؟
نعم هو
معقول ؟
سبحانك يا اللـــــــــــــــــــــــــــــــه
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
أهذا الذي كان يعيث في الأرض فسادا ؟
غير معقول
أهو ذاك المتمرد على كل القيم و الأخلاق و المبادىء ؟
أهذا الذي كنا نهرب خوفا من (كرابيج) لسانه السليط ؟
اللعنة بكل ما تحمله الكلمة تمشي على قدمين
كنا نوقن بأنه المقصود من دعوة الأم لابنها
( اللهم اكفه شر الطريق )
لم يسلم من أذاه أحد منا
حتى أباه
نعم كان كل ليلة نسمع دعوات أبيه
( اللهم سلط عليه من لا يخافك و لا يرحمه )
( اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر )
كثيرا ما كنا نستيقظ ليلا على صوته يشق صمت الليل
آمرا أباه بالنزول ليفتح له الباب
و عندما يرد كعادته )
: أوليس معك مفتاحا ؟
( كانت ترتج بيوت الحي نتيجة شخيره اعتراضا
تتوالى بعدها طلقات الألفاظ التي يستحي الفاجر أن يتلفظ بها
و التي يدك بها الحصون التي اعتقد أباه أنها تمنعه
لكن هيهات
و في النهاية كالعادة أيضا
ينزل الأب مضطرا على رغبته ليفتح له اتقاءا لشره )
تسمرت قدماي
أنظر إليه متعجبا
( انحني في خفة لتنظيف مجرى ماء الصرف مما علق به )
يا اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــه
معقول ؟؟؟؟
رفع رأسه تجاهي
و كأنه كان يسمع كل ما جاش بصدري
وجدت دموع الندم تترقرق بعينيه
بهرني تبدد قناع الشقاوة من فوق وجهه البريء
همس بصوت يغلفه الشجن
: و الله يهدي من يشاء
أصفق بنعلي
لعلي أسقط ما علق بهما من سيئات الخطو
تأبطتهما
و عندما اخترت لهما مكانا يصعب نسيانه
أسجيتهما كي يلتقطا الأنفاس لبرهة
ولجت أنا إلى دروب الرحمة
يا اللـــــــــــــــه
كلما دخلت هنا تمنيت ألا أخرج أبدا
برودة المكان هنا بالداخل جنة
بالخارج نار الشوارع الآن في وقت الظهيرة تلهب الرؤوس و الأقدام
و لكن هيهات فلابد من الخروج و لو محمولا على الأعناق
ولجت للوضوء
التيارات الرطبة من نسائم الرحمة تتلقاني من بعيد
تتحول إلى دوامات من نسيم عطر تلفني
أسحب شهيق قوي طويل
أتلذذ بالعبق الداخل المتوغل حتى أصابع قدمي
ينتشر العبق بجسدي حتى ينساب عرقا من بين مسام الجلد
( عندما و صلت إلى مكان الوضوء
لفت انتباهي هذا الرجل ذو الملابس الناصعة البياض
يجلس القرفصاء
يجد في تنظيف المكان
من هذا الرجل ؟
عجيب أمره
فتحت الصنبور للوضوء
اشتاقت كفاي لبرودة المياه
أجابني الجفاف
لا ، يبدو أن المياه مقطوعة
حاولت بل شفتاي بلساني
يبدو أن التيمم هو السبيل الوحيد أمامي
فجأة
وجدت الماء ينساب يروي ظمأ يداي
نظرت إلى منابعه
وجدته
صاحب الملابس البيضاء
حاملا إناءا من الفخار
يصب إلي الماء
عندما انتهيت
رفعت رأسي أشكره
لم أجده
وقفت منتظرا
تتساقط من بين أصابعي قطرات الماء تحمل عني بقايا ذنوبي
وجدته يصب الماء إلى أحدهم
عندما أطلت النظر إليه
خيل إلي أنني أعرفه
وجدت وجهه مقابل وجهي
بادرني متسائلا
: هل تريد شيئا آخر يا سيدي ؟
: لا ، لا ، جزاك الله خير
( المفاجأة عقدت لساني
لم أقو على التفوه بأكثر من هذا
هو ؟
نعم هو
معقول ؟
سبحانك يا اللـــــــــــــــــــــــــــــــه
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
أهذا الذي كان يعيث في الأرض فسادا ؟
غير معقول
أهو ذاك المتمرد على كل القيم و الأخلاق و المبادىء ؟
أهذا الذي كنا نهرب خوفا من (كرابيج) لسانه السليط ؟
اللعنة بكل ما تحمله الكلمة تمشي على قدمين
كنا نوقن بأنه المقصود من دعوة الأم لابنها
( اللهم اكفه شر الطريق )
لم يسلم من أذاه أحد منا
حتى أباه
نعم كان كل ليلة نسمع دعوات أبيه
( اللهم سلط عليه من لا يخافك و لا يرحمه )
( اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر )
كثيرا ما كنا نستيقظ ليلا على صوته يشق صمت الليل
آمرا أباه بالنزول ليفتح له الباب
و عندما يرد كعادته )
: أوليس معك مفتاحا ؟
( كانت ترتج بيوت الحي نتيجة شخيره اعتراضا
تتوالى بعدها طلقات الألفاظ التي يستحي الفاجر أن يتلفظ بها
و التي يدك بها الحصون التي اعتقد أباه أنها تمنعه
لكن هيهات
و في النهاية كالعادة أيضا
ينزل الأب مضطرا على رغبته ليفتح له اتقاءا لشره )
تسمرت قدماي
أنظر إليه متعجبا
( انحني في خفة لتنظيف مجرى ماء الصرف مما علق به )
يا اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــه
معقول ؟؟؟؟
رفع رأسه تجاهي
و كأنه كان يسمع كل ما جاش بصدري
وجدت دموع الندم تترقرق بعينيه
بهرني تبدد قناع الشقاوة من فوق وجهه البريء
همس بصوت يغلفه الشجن
: و الله يهدي من يشاء