المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسواق الشعر و الشعراء



شام
26-10-2006, 01:44
أسواق الشعر و الشعراء

لمحات تاريخية

تجديد ذكرى وتوسيع آفاق .. ثقافة عامة .. اي من هذه الزوايا قد يحتويه هذا الموضوع


اسواق الشعر و الشعراء .. ميزت حقب تاريخية من تاريخ الأدب العربي


ولابد كلنا سمع عن سوق عكاظ وسوق ذي المجاز ، وسوق مَجنَّة.


سيكون لنا جولة عبر تلك الاسواق مااشتهر منها و ابرز شعرائها ..

و اليوم الوقفة الأولى مع سوق المربد :


سوق المِرْبَد :

أشهر أسواق العرب بعد الإسلام، تقع في مدينة البصرة.

والمربد: محبس الإبل ومربطها، ومربد البصرة هذا متسع للإبل تَرْبُدُ فيه للبيع ، وكان في الأصل

سوقًا للإبل منذ أيام الخلفاء الراشدين حتى إذا كان عهد الأمويين اتسع وصار سوقًا عامة تتخذ فيه

المجالس ويخرج إليها الناس كل يوم وتتعدد فيه الحلقات يتوسطها الشعراء والرجّاز ويؤمّه الأشراف

وسائر الناس يتناشدون ويتفاخرون ويتهاجون ويتشاورون .

وظلّ هذا السوق على مجده هذا حتّى خربت البصرة وتقلّص عمرانها فخرب .

وكان للمربد شأن عظيم في اللّغة قريب من شأن عكاظ لولا امتياز عكاظ بموقعه في وسط الجزيرة

العربية وبعده عن مناطق العجم .

ومهما يكن من أمر فقد كان له أثره الكبير في اللغة والأدب حيث كان يعجُّ بالفصحاء الأعراب،

وأعلام الرواة العلماء وكان المربد أيضًا ساحة مشهورة لفن خطير من فنون الشعر هو النقائض.

واستمر المربد يؤدي رسالته وغرضه حتى العهد الأول من العصر العباسي.

والمربد هو السوق الذي ورث مكانة سوق عكاظ وحلّ محلّه،

لأن الإسلام لما حلّ بالجزيرة العربية ضعف شأن الشعر لانصراف الناس إلى الفتوح وانشغالهم

بالقرآن والسُّنة وأحكام الدّين، فتضاءل أمر سوق عكاظ وأخذ مربد البصرة يتنامى،فكان قبلة العلماء

والشعراء، يأخذون عن مرتاديه ويدوِّنون مايسمعون فكانت تلك أزهى عصوره .

ذكر ياقوت الحموي أن ذلك السوق الذي كان يبعد عن البصرة ثلاثة أميال وكان ما بينه وبين البصرة عامرا ؛ قد أصبح في عصره ـ وقد يكون قبل ذلك ـ خرابا ، فصار المربد كالبلدة المفردة في وسط البرية .

تعرض هذا السوق لحرائق عدة ، ويذكر أن أبا القاسم نصر بن أحمد الحميري دخل على أبي الحسين بن المثنى في آخر حريق كان في سوق المربد فقال له أبو الحسين ابن المثنى : يا أبا القاسم ما قلت في حريق المربد ؟ قال : ما قلت شيئا ، فقال له : وهل يحسن بك وأنت شاعر البصرة والمربد من أجل شوارعها وسوقه من أجل أسواقها ولا تقل فيه شيئا ؟ فقال : ما قلت ولكني أقول ، وارتجل هذه الأبيات :


اتتكم شهود الهوى تشهــــــد فما تستطيعون أن تجحدوا
فيا مربديون ناشدتكـــــــــــم على أنني منكم مجهـــــــــد
جرى نفسي صعدا نحوكـــم فمن أجله احترق المربـــــد
وهاجت رياح حنيني لكـــــم وظلت به ناركم توقـــــــــد
ولولا دموعي جرت لم يكن حريقكم أبدا يخمـــــــــــــــد

ولعل ما ميز هذه السوق هو شعر النقائض الذي كان أشبه بمناظرات شعرية حولت سوق المربد مسرحا لها ؛ فالشعراء يذهبون هناك ويذهب إليهم الناس ويتحلقون من حولهم ؛ ليروا من تكون له الغلبة على زميله أو زملائه . وأهم من وقفوا حياتهم على تنمية تلك النقائض القبلية مستلهمين فيها ظروف العصر الأموي وأحداثه السياسية جرير والفرزدق التميميان . وقد ظلا يتناظران نحو 45 عاما في عشيرتيهما من جهة وفي قيس وتميم من جهة ثانية . وكان هناك قطب ثالث هو الأخطل الذي استعرت نار الهجاء بينه وبين جرير واستمرت نحو 19 عاما . وبين هؤلاء شعراء كثر من أبرزهم الراعي النميري .

من أبرز شعراء المربد في العصر العباسي : بشار بن برد، وأبو نواس.
ومن أبرز النحاة : الخليل بن أحمد وسيبويه.
ومن أبرز علماء اللغة الأصمعي.
من أشهر علماء اللغة في المربد البصري أبو عمرو بن العلاء

أهم أسواق المربد

سوق الإبل: باكورة أسواق البصرة وبها سمي المربد مربدا، لأنهم كانوا يحبسون فيه الإبل، ومن المحتمل أنها تضم بائعي الغنم، والجداء، وبائعو السمن، والأكافين الذين يعملون أقتاب الإبل.

سوق التبانين: وهم بائعي التبن ، وتستخدم هذه المادة علفا للإبل، ومن المرجح أنهم لا يبعدون كثيرا عن سوق الإبل .
سوق الوزانين : في جنوب المربد وفي ظل مسجد الأنصار وتعرف بشمس الوزانين، لأن الشمس لا تفارقها خلال النهار، وهذا يرينا أنها من الأسواق المكشوفة، وترد أخبارها خلال القرنين الأول والثاني).

سوق العطارين: وتعرف بسكة العطارين، ويبيعون البهارات، والعطور والبخور، وأدوات الزينة، ويصنعون البنفسج والماورد.
وتقرب هذه السوق من الوزانين، ويتمتع عطارو البصرة بسمعة طيبة، فقد استعان بهم والي الأحواز لعمل عطور له، ويستخدمون غلمانا من السند للبيع في محلاتهم، وبقربهم الصيدلانيون باعة الأدوية والحشيش والعقاقير، ويسمون بالبربهاريين، والبزارون الذين يستخرجون الدهن من البذور.

سوق الدباغين: وتنتشر حوانيتها على فم سكة المربد وتمتد إلى المربد، وبها قصر زربى الذي يقابل بني نهد ويشرف على المربد.
سوق الضباب: وهي سوق معروفة مكشوفة تقام في ظل دار جعفر بن سليمان العباسي، حيث تباع الضباب التي يأكلها أعراب البادية.
سوق الوراقون: سوق كبيرة تحوي حوانيت بائعي الكتب ومستنسخيها وكتبه المصاحف، وباعة الحبر والأقلام وصناعة الرق البصرية، ومن المهن التي ذكرت في المربد، حوانيت خبز الأرز والشواء والحجامين، وفي خارجها تنتشر الجصاصات حيث يصنع الجص الذي يستهلك البصريون كميات كبيرة منه...

سيف الدولة
26-10-2006, 08:32
شكرا على هذا ألإيراد التاريخي المهم

وهذا البحث الرائع

موضوع يستحق ألإشارة اليه

والذي يعتبر مصدرا موثوقا يقتدى به

تواصيف
27-10-2006, 07:02
تسلم يمينك ايمان
الله يعطيكي الف عافيه

شام
27-10-2006, 20:39
شكراً جزيلاً للمرور و التعقيب اللطيف

الاخ سيف الدولة

يعطيك العافية

شام
27-10-2006, 23:20
ياهلا تواصيف

مشكورة جداً اختاهـ للمرور الطيب و التعقيب اللطيف

دمت بخير أختي العزيزة

الجازي
26-11-2006, 21:10
موضوع متميز

ومعلومات مفيدة وجديدة بالنسبة لي

لاعدمناك يانحلتنا

ريال الفسحه
27-11-2006, 00:11
روعه بجد هالموضوع....


معلومات قيمه وكثيره...الله لايهينك

شام
27-11-2006, 00:12
اشكرك اختي الريم

لحسن المرور و المشاركة

كلمات طيبة اعتز بها

من أخت و غالية

دمت بخير