المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الىبابا الفاتيكان واعوانه



الغريب محمد المنسلح
21-09-2006, 14:50
رسالة الى(البابا)والى كل بابا متكابر جبار والى بعض ابناجلدتناالذين استبدلواالخير بماهوادنا
هذه رسائل من الشيخ:احمد ديدات رحمه الله تعالى سوف احاول وضعها لتعم الفائدة.
هل قال الشيخ العلامة ان المسيح عليه السلام صلب ولكنه لم يمت على الصليب!!!
يبدو أن حجج الشيخ الباهرة , و كلماته النيرة , جعلت عقول النصارى حائرة , و صدورهم ضيقة , فادعوا دعواهم الفاشلة , لعل الشيخ يسكت عن كشف حقيقة دينهم الزائفة !
و نحن ندعوا أهل الأرض , عالمهم و جاهلهم , شقيهم و سعيدهم , كبيرهم و صغيرهم , لقراءة كتاب الشيخ " صلب المسيح بين الحقيقة و الإفتراء " و ليعلم الذين يحرفون أى منقلب ينقلبون!
فى بداية الكتاب تحدث الشيخ عن عقيدة الخلاص عند النصارى , و ما تمثل هذه العقيدة من أهمية بالغة عندهم , ثم علق الشيخ قائلا :
ماذا نقول كمسلمين ازاء مثل هذا الادعاء المسيحى ؟
ليست هنالك اجابة أكثر إقناعا من قول الله و قولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم و ان الذين اختلفوا فيه لفى شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن و ما قتلوه يقينا ً النساء : 157 , هل يمكن لأحد أن يكون أكثر وضوحا ًو أكثر تأكيدًا و أكثر يقينا ً و أكثر رفضا ً للمساومة تجاه معتقد من معتقدات الإيمان عن هذه الإجابة ؟ الإجابة هى : مستحيل ! ان الله هو وحده العليم القدير البصير مالك الملك . انه الله سبحانه و تعالى .
و يؤمن المسلم أن هذه الأجابة الكاملة انما هى من الله سبحانه و تعالى , و من ثم لا يثير سؤالا و لا يتطلب دليلا , يقول المسلم أمنا و صدقنا.
و لو كان المسيحيون قد قبلوا بالقرأن الكريم باعتبار أنه وحى الله لما ثارت مشكلة صلب المسيح , إنهم يعترضون بتعصب على تعاليم القرأن و يهاجمون كل شئ إسلامى , انهم كما يصفهم توماس كارليل " قد دربوا أن يكرهوا محمدا و دينه" . (كتاب صلب المسيح بين الحقيقة و الإفتراء ص 13-14)
فهل عميت عيونكم عن هذا الكلام فى مقدمة الكتاب ؟ !
ثم يستطرد الشيخ الأسد أحمد ديدات تحت عنوان ( اعتراض مسيحي ) قائلا :
ان المسيحى يعارض الإعتقاد الإسلامى بأن عيسى المسيح " ما قتلوه و ما صلبوه " بقوله: كيف يتسنى لرجل مثل محمد على مبعدة آلاف الأميال من مسرح الحدث , و بعد 600 عام لوقوع الحدث أن ينفض ليروى عنه ؟ , فيقول المسلم : إن الكلمات التى قالها محمد, ليست كلماته كشخص من البشر , و لكنها كلمات أوحاها إليه العليم البصير , فيدفع المسيحى بأنه ليس مهيأ الذهن ليتقبل الوحى المحمدى خصوصًا فى أمر تحسمه فى نظره شهادة " شهود عيان " ؟ , الزعم المسيحى واضح , و منطقهم لا بأس به , و لنتفحص وجهة نظرهم , فلنستدع شهودهم , و لنمحص شهادتهم لنكشف الحقيقة أو الزيف فى الموضوع من ذات مصادرهم , إنهم يعترفون أن شهود القضية الرئيسيين هم : متى و مرقس و لوقا و يوحنا , أصحاب الأناجيل المنسوبة اليهم , و لكنهم جميعا قد ماتوا و هم فى قبورهم , سيقول المسيحيون : " نعم , هذا صحيح , و لكننا نملك إفادتهم الخطية المكتوبة " ....... و عندما نواجه بالإدعاءات المعارضة المبالغ فيها من قبل اليهود و المسيحيين فيما يتعلق بدعاوى خلاصهم , فإن الله سبحانه و تعالى يأمرنا أن نطالب بدليل إذ يقول عز من قائل قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين – البقرة 111. و لقد جاءوا بدليلهم الوحيد فى أكثر من خمسمائة لغة ! و فى أحد عشرة لهجة للعرب وحدهم , فهل المطلوب منا أن نبتلع طعمهم كله ؟ , كلا ! من المعروف سلفاً لدينا , أن الله سبحانه و تعالى يأمرنا أن نطالب بدليل , فان هذا يعنى أنه سبحانه يطلب منا أن نمحص هذا الدليل عند تقديمه فورًا , و إلا لما كان لطلب الدليل معنى عندما نقبل بدليل زائف. ! ( مسألة صلب المسيح بين الحقيقة و الإفتراء ص 18 )

فكان هذا هو الدافع أيها السادة !
فهذا كان إسلوب الشيخ , الذى بهر به العالم , و أقنع به المعاند المكابر .
فلقد أعلنها شيخنا صريحة فى بداية كتابه , أن عقيدته هى عقيدة المسلم المؤمن بكلام الله الحق , القرأن الكريم , و لكن ما العمل ؟
النصارى لا يؤمنون بالقرأن جملة و تفصيلا , فكيف نقيم عليهم حجتنا ؟
نعم , بما هو عندهم من مصادر معتمدة , و هذا كان درب علماءنا من أهل السنة و الجماعة لإقامة الحجة على المخالف .
و لقد نجح الشيخ نجاحاً باهرًا فى استخدام هذا الإسلوب , فلسان الحال يقول " لقد أثبتنا لكم أنه من واقع كتابكم , و بأدلتكم التى تستدلون بها على صلبه و موته على الصليب , أن المسيح لم يمت على الصليب لأنه لم يصلب أصلا , و بهذا تسقط النظرية المفترضة عن الخلاص , و لا يتبقى لكم إلا ما جاء فى القرأن الكريم , و إلا لماذا أيها النصارى تنكرون علينا إذن ما جاء فى ديننا الحنيف , و أنتم أصلا ليس لديكم أدلة صحيحة فى دينكم عن ما ادعيتم , فلقد اثبتنا بطلان ذلك الإدعاء بنفس الأدلة التى تستدلون بها على دعواكم الباطلة " !!
فهذا كان منهجه رحمه الله , و نتحدى اثبات أن الشيخ كانت عقيدته غير ما جاء فى القرأن الكريم و غير ما جاء به العدنان عليه الصلاة و السلام .
كان الشيخ يضع منهجه و اعتقاده الذين يدين به و الذى لا يخرج عن الكتاب و السنة قبل أى مؤلف من مؤلفاته أو أى محاضرة من محاضراته أو أى مناظرة من مناظراته , ثم بعد ذلك يقيم الحجة عليهم من مصادرهم التى يقبلونها , و ليس من مصادرنا كمسلمين , لأنهم لا يؤمنون بها , و لهذا أسلم على يديه الآلاف و الآلاف رحمه الله تعالى , بل ان السيد " داوود نجوان " رئيس المركز الإسلامى بجنوب افريقيا كان قس سابق أسلم بعد قرأته لهذا الكتاب !
ثم ان هذا لم يكن منهج الشيخ فقط , بل كان منهج كل علماء الأمة الذين كتبوا فى هذا المجال ( انظر هداية
الحيارى لابن القيم , و اظهار الحق لرحمة الله الهندى , و الجواب الصحيح لابن تيمية و غيرهم ) .

و فى خاتمة الكتاب يقول الشيخ أحمد ديدات " و لا أتوقع أن يسألنى أى شخص عن عقيدتى كمسلم فيما يتعلق بموضوع الصلب . عقيدتى هى عقيدة القرأن كما وردت بدقة فى الآية 157 من سورة النساء - و قولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم و ان الذين اختلفوا فيه لفى شك منه مالهم به من علم الا اتباع الظن و ما قتلوه يقينا و أكرر مع كل تأكيد أن دراستى موضوع الصلب قد فرضت علي من أصحاب الإيمان المسيحى الذين كانوا يدعون أنهم خيرون محبون للخير لى , و أخذت اهتمامهم مأخذ الجد لكى أدرس و استذكر و أبحث بموضوعية مستخدما ً نفس مصادرهم . و ستوافقنى أن النتائج مذهلة ( مسألة صلب المسيح بين الحقيقة و الإفتراء ص 182 – دار الفضيلة)
نعم شيخنا كانت مذهلة !

رحمك الله شيخنا , لم تترك لهم باباً إلا و أغلقته فى وجوههم , فكان هذا من رعاية الله لك , نحسبك و الله حسيبك !
و فى بداية مناظرة الشيخ مع فلويد كلارك التى كانت بعنوان " هل صلب المسيح ؟ " بين الشيخ ذلك كله , حيث بين عقيدته الصحيحة فى المسيح علية السلام تاليا ً الأيات السابقة من سورة النساء و معلقاً عليها , ثم أخذ فى استخدام أدلتهم ليقيم الحجة عليهم فى بطلان عقيدتهم .

فعند مشاهدة المناظرة يبدأ الشيخ عليه رحمة الله قائلا أنه بالنسبة للمسلمين فإن الأمر محسوم .. ان المسيح لم يقتل و لم يصلب .. فهي نقطة لا يختلف عليها المسلمون .. و أن المسيحيين يتبعون الظن ، و ما قتلوه يقيناً..

ثم يتابع فيقول أنه بالنسبة للمسيحيين ، فهم لا يعترفون بالقرآن الكريم لذلك سنثبت أن المسيح عليه السلام لم يمت على الصليب كما يدعى النصارى لأنه لم يصلب أصلا , و ذلك من خلال كتبهم تماشياً مع قول الله قل هاتوا برهانكم

و فى نهاية حديثه رحمه الله قال : ليست المسألة من المصيب و من المخطئ , و يمكنكم ادراك من على باطل و من على حق , لكن المسلمون يقولون و ما قتلوه و ما صلبوه و الصلب يعنى القتل بالشنق أو على الصليب , و مهما يكن فهو لم يقتل و لم يصلب , و ذلك وفقا ً لكتاب الله , و الحكم هو ان اليهود متهمين بقتل عيسى , فهم غير مذنبين , و ان كانوا مذنبين لمحاولة القتل و لكن ليس للقتل .
و فى بداية مناظرته رحمه الله مع روبرت دوجلاس و التى كانت تحمل عنوان ( صلب المسيح حقيقة أم خيال ؟ ) بين الشيخ رحمه الله معتقده تجاه هذه القضية و هو الذى جاء به القرأن الكريم .

و سئل رحمه الله ما نصه " ينكر الاسرائيليون انهم قتلوا المسيح . و القرأن ينكر ذلك أيضا , ما الفرق بين الموقفين ؟ "

فأجاب الشيخ قائل و قولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله يعنى اليهود زعموا بتباهى و تفاخر أنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم - رسول الله - و هم يستعملون هذا اللقب هنا لا لإيمانهم بأنه نبى و رسول من عند الله و لكن كنوع من السخرية و الإستهزاء بالرجل الذى ظنوا أنهم قتلوه , و هذا يعنى أن هؤلاء القوم اعتقدوا أن عيسى كان مدعيا ً للنبوة و أنهم قتلوه و تخلصوا منه, و لكن الله سبحانه و تعالى بين لهم أنهم ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم , فهم لم يقتلوه و لم يصلبوه و لكن بدا لهم كأنهم فعلوا ذلك , فقد ظنوا أنهم فعلوا ذلك , و لكنهم لم يصلبوا و لم يقتلوا المسيح , و ان الذين اختلفوا فيه اختلفوا : من الاختلاف . و أولئك الذين لديهم أراء مختلفة فى الموضوع . لفى شك منه ما هم إلا فى شك . ما لهم به من علم الا اتباع الظن فما عندهم من علم يقينى . و ما قتلوه يقينا لأنه من المؤكد أنهم لم يقتلوه . هذا هو مفهوم المسلمين لشبهة صلب المسيح و قتله . و هى أنهم لم يصلبوه و لم يقتلوه . و لكن هذا ما ظنوا فى عقولهم أنهم فعلوه ! و هم لم يفعلوا ذلك ! . هذا ما نؤمن به نحن المسلمين " . ( محاضرة هل عيسى اله أم بشر أم اسطورة ص 111- 112 - المختار الاسلامى )
و فى مناظرته مع أنيس شورش التى كانت بعنوان ( هل المسيح هو الله ؟ ) قال الشيخ " ......... و نحن نقول انهم لم يقتلوه و لم يصلبوه و قد اثبتنا ذلك فى يوليو الماضى " أى فى مناظرة " هل صلب المسيح ؟ "
و ها هو الشيخ رحمه الله فى ندوته مع القس المهتدى جارى ميلر يعلنها صريحة واضحة , و قد كانت هذه الندوة بين طرفين بارزين هما السيد أحمد ديدات الذى يمثل وجهة النظر الاسلامية تجاه القضايا المتنازع عليها بين المسلمين و النصارى , و القس المهتدى جارى ميلر حفظه الله .

يقول الشيخ رحمه الله فى أثناء حديثه " ان نقاط الخلاف الحقيقى بين المسلمين و المسيحيين هى كما يلى :
أولا : المسلمون لا يؤمنون بأن عيسى هو الله .
ثانيا : المسلمون لا يؤمنون بأن عيسى الابن الوحيد المولود لله . لأن الله لم يلد .
ثالثا : المسلمون لا يؤمنون أن يكون الثلاثة فى واحد و الواحد فى ثلاثة .
رابعا : المسلمون يؤمنون بأن المسيح عيسى لم يقتل و لم يصلب , و من ثم فهو لم يقم أو يبعث حيًا فالقيامة لم تحدث . فلا يوجد شئ اسمه القيامة ) يعنى بخصوص ما قيل أنه جرى للمسيح بعد صلبه المزعوم حسب اعتقاد النصارى ) و ليس المقصود انكار البعث مطلقا . فالقرأن الكريم يؤكد البعث و يؤكد كذلك أن المسيح عليه السلام سوف يبعث حيا و لكن القرأن الكريم يعارض فكرة أن المسيح قد بعث بعد صلبه و موته المزعوم حسب اعتقاد النصارى . تلك هى نقاط الاختلاف الحقيقى بين المسلمين و المسيحيين " ( الخلاف الحقيقى بين المسلمين و المسيحيين ص 27- 28– المختار الإسلامى )
و يقول الشيخ أيضا " ... فالحديث عن التوحيد شرط التناظر مع النصارى و لكنهم يستغبوننا و يريدوننا أن نتحدث معهم عن دور المرأة فى المجتمع و ما الى ذلك من المواضيع التى تطرح ! .. و لن الأصل الذى يريدنا الله أن نتحدث معهم حوله هو التوحيد و جدالهم فى الشرك الذى هم واقعون فيه من اعتقاد فى المسيح و بأنه ابن الله و أنه صلب تكفيرا لذنوبهم و و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم أحمد ديدات بين الانجيل و القرأن ص 8 – المختار الاسلامى
(اتمنى ان يستفيد اهل الكتاب الموجودين في مضايفنامن هذه الرسائل)

الغريب محمد المنسلح
23-09-2006, 22:40
الدعوة إلى الإسلام

أهل مكة أدرى بشعابها:



ان للدعوة الى دين الله جل و علا رجالها البواسل , الذين ضحوا بالنفيس و الغالى فى سبيل إعلاء كلمة التوحيد , و فى سبيل إخراج البشرية من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , و الذين عرفوا بالإخلاص لدينهم , و أجمعت الأمة على ولائهم لله و لرسوله , فهم الذين صدعوا بالحق فى وجه الكفر و النفاق و لم يخشوا إلا الله , فهم ورثة الأنبياء و المرسلين بحق .
و من هؤلاء الرجال و الأبطال المغاوير , الذين صاحوا فى وجه الكفر و هو مزمجر , الرجل الذى جعله الله سيفًا على المنصرين الذين يرتعون فى بلادنا الإسلامية , الرجل الذى كشف الوجه القبيح لحملات التنصير و جاهدهم حتى أتاه اليقين , الرجل الذى دعا الى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة فاهتدى على يديه الآلاف , أحيا الله على يديه فريضة الجهاد باللسان فكان وحده أمة نشرت فى بقية الأمم دين الله الذى ارتضاه للبشرية أجمعين ألا و هو الإسلام .
الرجل الذى كان جل همه نشر رسالة محمد بن عبد الله و لم يرضى بالذل و الهوان و الضعف الذى تعانيه الأمة عيشًا و حياة , خرج من بين الغثاء الذى لا يضر و لا ينفع مجاهدًا فذًا, فكان كالبوق الذى أيقظ المسلمين من النوم الذى كانوا غارقين فيه , إنه فارس الإسلام و قامع الكفرة و النصارى الحاقدين , داعية العصر, أحمد حسين ديدات رحمه الله و جزاه الله عن الإسلام و عن المسلمين خير الجزاء .
لذا كان لزامًا علينا أن نسطر للأمة بعض أقوال هذا المجاهد الفذ فى شأن ( الدعوة ) ذلك الشأن الذى قضى فيه حياته و فنى فيه عمره .



ديدات و الدعوة إلى الإسلام :


( ان هذا الدين جاء ليظهر على الدين كله و على طرق الحياة جميعها , سواء كانت اليهودية أو النصرانية أو الشيوعية , و مهما كانت الفلسفة أو الديانة , فقدر الأسلام أن يهيمن عليها جميعا . أنا أومن بذلك ) 1
هذا ما كان عليه فارس الإسلام رحمه الله , فى يقين المؤمن بكلام ربه جل و علا هو الذى أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون الصف9 , و قول نبيه ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ) 2
فنحن بصدد داعية يؤمن بكلام ربه و نبيه من أنه لا حياة و لا نجاة إلا بالتمسك بهذا الدين و العمل على نشره فى مشارق الأرض و مغاربها و الجهاد فى سبيله , يقول العلامة ديدات ( أين الدعوة المهمة الأصيلة للمسلم ؟.. من مائة ألف صحابي حضروا حجة الواداع لم يدفن فى المدينة منهم الا عشرة الاف – أين ذهب الباقون ؟- فهموا معاني الشهادة و التبليغ للرسالة و انطلقوا فى الأفاق يمتطون خيولهم و جمالهم ينشرون دعوة الله و يبلغونها للعالمين , أدركوا رسالتهم للعالم و لم يكتفوا بالجلوس فى بيوتهم و مساجدهم يقيمون نصف الدين و يتركون النصف الآخر ( 3
ان دعوة البشرية الى الإسلام هى عماد الإسلام و أصله الأول , فهى الدعوة التى من أجلها بُعث نبينا و من أجلها ضحى الصحابة رضوان الله عليهم بالنفيث و الغالى و التى من أجلها زاد العلماء الربانيين عن حياض هذا الدين , يقول فارس الإسلام أحمد ديدات ( أدركت هذا فيما بعد لماذا كنت أفعل هذا حقيقة و أنه من أمر الله عندما ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله و عمل صالحا فصلت 33 . و فى كلمات أخرى أخبرنا المولى عز وجل أنه ليس هناك أفضل من الكلمة الطيبة اذا أردت أن تدعوا الناس الى طريق الله , و كن مثالا طيبا لتدعوا غير المسلمين الى الله ) 4




فخلاص البشرية فى الإستجابة لهذا الدين , لذا كان الحمل الملقى على عاتق المسلمين هو تبليغ هذا الدين و نشره فى مشارق الأرض و مغاربها , و هو الحمل الذى أهمله المسلمون على فترات مختلفة , الا أن الله جل و علا يبعث من يحيي العزائم و الهمم من أجل العمل على إظهار هذا الدين , يقول فارس الإسلام ( لقد أقنعت مستر فانكر أحد رجال الأعمال و الذى يشغل وظيفة فى مركز الدعوة الإسلامى فى " مدراس " بإنشاء معهد للدعاة و بدأنا فى تدريب الدعاة على طول الساحل الجنوبى هناك و استمر العمل فى هذا المعهد لمدة عشر سنوات متصلة حتى إطمأن قلبى الى الجيل الموجود من الدعاة و قدرتهم القوية الأن على تحمل أمانة الدعوة فى الكرة الأرضية شرقها و غربها داعيًا لدينى و لعقيدتى و منفذًا بكل الصدق و الحب للأمر الربانى فى قوله تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة فإن اسلامى يشرح صدرى لهذا العمل العظيم , ففى الإسلام وجدت الحل الأمثل و الإجابة الشافية لكل جنوب افريقيا و التفرقة العنصرية و الخمر و المقامرة و كل ما يؤثر على الإنسانية من أساليب الهدم , فإن الإسلام كرم بنى أدم و أوضح لهم السبيل و أنار له طريق الهداية و الصراط المستقيم , فهو الحل الوحيد لكل مشاكل الإنسانية ) 5
و لهذا فالمسئولية الكبرى تقع على المنظمات و المؤسسات الإسلامية المعنية بهذا الأمر , و فى هذا يقول فارس الإسلام ( ان دعوتى ستكون للأزهر الشريف الذى يقع عليه العبء الأكبر فى إعداد الدعاة لجميع أنحاء العالم , فإن الداعية يجب أن يكون على دراية كبيرة جدًا بالأديان و يستطيع الرد بطلاقة فى أى موقف يتعرض له أو محاورة يستدرج إليها , كما يجب إعداده بطريقة أكثر فاعلية و تلقينه اللغات الأجنبية للبلاد التى سيعمل بها , ثم أدعوا أيضا بتوحيد الجهود الصادقة من أجل الدعوة و كل الهيئات الإسلامية يجب أن تتميز بميزتين مهمتين :

أولوهما : التخطيط من أجل الدعوة و التوعية و يكون الخطان متوازيين , و أن تجتمع كل الهيئات على الإلتزام بهذا التخطيط .

ثانيهما : توحيد ساعة الإنطلاق فلا يعمل كل حسب هواه , و لكن الكل يعملون مع الأخرين بجدية أكثر و حزم أكثر حتى يكون العمل جيدًا و مفيدًا , و أخيرًا إعداد دراسات متكاملة لكل المسلمين على خريطة العالم و كل واحد يستطيع و هو فى بلده أن يعرف أية معلومات يريدها عن المسلمين فى أية بقعة فى العالم , و إرسال الباحثين الجادين الملتزمين للبعثات التعليمية فهم خير دعاة للإسلام اذا صدقوا ) 6



هل ندعهم و شأنهم ؟



فى أمهات الحقائق كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم و أكثرهم الفاسقون آل عمران : 110.



فى ذيل هذه الأية يقول فارس الإسلام ( ان الأية المذكورة أعلاه من أكثر آيات القرأن الكريم ترديدًا و حفظًا بين المسلمين , و لطالما سمعت إخواننا العلماء فى عشرات المحاضرات يتلون النصف الأول من هذه الأية و يقفون عند لفظ الجلالة و يعقبون عليها بتفسيرات مختلفة , و كذلك فعلت حقًا فى معرض شرحى لبعض الموضوعات المختلفة .... و قد ظللت مثلهم جاهلاً بكامل الأية أمدًا طويلاً ) 7



و يكشف فارس الإسلام عن خواطره تجاه النصف الثانى من الأية قائلا و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم و أكثرهم الفاسقون – يعنى : لو أن اليهود و النصارى سمعوا و أطاعوا و قبلوا رسالة القرأن الكريم لكان خيرًا لهم كما أن الإيمان خير لكم أيضًا أيها المسلمون , و من بين اليهود و النصارى أناس صالحون و لكن أكثرهم معرضون عن الحق مفسدون خاطئون متعدون لحدود الله ..... إنه فى مطلع الآية التى تعطينا هذه المذكرة يمنح الله هذه الأمة المكانة الرفيعة الإمتياز و الشرف لكونها ( خير أمة أخرجت للناس ) أى لخير الناس , إن هذا الشرف و المكانة الرفيعة لتفرض علينا واجب و مسئولية الإيثار بمشاركة هذه المكانة الشريفة مع بقية الناس , إنه من واجبنا أن نبدأ ذلك بأهل الكتاب ( اليهود و النصارى ) لأنهم قد أعدوا من قبل لاستقبال هذه الرسالة , فقد بلغهم رسل و أنبياء كثيرون هذه الرسالة و هم لا ينكرون أنهم يملكون كتاب وحى إلهى و يفتخرون بأن التوراة و الزبور و الإنجيل قد نزلت عليه من أنبيائهم المعنيين . و من ثم فهم أنسب و أجدر الناس لقبول نعمة الله الأخيرة " الإسلام " , و كان من الواجب عليهم أن يكونوا أول من يخضعون إرادتهم لإرادة الله مسلمين , و رغم ذلك كانوا أول كافر به , و لكن لماذا يرفضون الإسلام ؟ و ما هى حججهم لما يفعلون ؟ , و مهما يكن الأمر , فالأمل فيهم ليس مفقودًا , فالله سبحانه تعالى يؤكد لنا أن من بين اليهود و النصارى هناك الصادقون ( و أكثرهم الفاسقون ) ) 8



و يستطرد الفارس مبينًا المنهج الربانى فى دعوة اليهود و النصارى الىالإسلام قائلا ( فلتعاملهم جميعًا بالحسنى و الرحمة التى يستحقونها , و لكن إذا ما أظهروا عداوتهم و نفثوا من سمومهم فى حق الرسول الكريم و القرآن الكريم و فى حق الإسلام , فيحق لنا , بل يجب علينا أن نغير من أسلوبنا , فقد سبق و حذرنا من تلك الوقائع المتوقعة فى الجملة الأخيرة من الأية التى سبق و اقتبسناها فى بداية هذا الفصل و أكثرهم الفاسقون ) 9
لماذا ندعوا ( أهل الكتاب ) فى المقام الأول ؟



لقد بين العلامة ديدات الإجابة على هذا السؤال حين قال أن ما عندهم من بقايا الرسالات السماوية يجعلهم أولى الناس بهذه الدعوة و أولى الناس بالإستجابة و لهذا و لما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون البقرة 101 , و الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ البقرة 146 .



و يوضح فارس الإسلام الإجابة على هذا السؤال قائلا ( فالله يأمرنا فى القرأن الكريم قائلا قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد الا الله و لا نشرك به شيئًا و لا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون آل عمران 64 , فالله يأمرنا أن ندعوهم .. أن ندعوا اليهود و النصارى ) 10 ( ان القرأن الكريم يخاطب اليهود و النصارى ..... ان الله قال فى القرآن الكريم " يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم النساء 171 , و الله يريدهم أن يأتوا ليعرفوا الحقيقة , و هناك توجد النصائح لمعرفتهم و لدعوتهم و للتحدث اليهم ( أى فى القرأن ) و فى الثلث الأول من القرأن الكريم و الذى لا نستعمله من ألف عام , فنحن نستمر فى تلاوته لكن لا أحد يستعمله ... ففى الثلث الأول يتحدث عن اليهود و النصارى .... فالله سبحانه و تعالى أمرنا أن ندعوهم مباشرة و ندعوا كل شخص و لكن أحدًا منا لم يفعل هذا لأننا كنا مشغولين بأنفسنا فى مسائل طفيفة ) 11



و عن شرط هذا الحوار و ماهيته يقول فارس الإسلام ( فالحديث عن التوحيد شرط التناظر مع النصارى و لكنهم يستغبوننا و يريدوننا أن نتحدث معهم عن دور المرأة فى المجتمع و ما الى ذلك من المواضيع التى تطرح ! .. و لكن الأصل الذى يريدنا الله أن نتحدث معهم حوله هو التوحيد و جدالهم فى الشرك الذى هم واقعون فيه من اعتقاد فى المسيح و بأنه ابن الله و أنه صلب تكفيرا لذنوبهم و الله سبحانه و تعالى يقول و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم )12 ( هذا هو ما يخبرنا الله به , و هذا ما يجب أن نقوله لهم ألا نعبد الا الله آل عمران 64 , هذا ما ينبغى أن نتحاور حوله و لكننا نتحاور حول موضوعات أخرى ... لا بأس من أن نطرق كل الموضوعات , لكن الموضوعات التى أمرنا الله بها لها الأولوية ) 13



دور الفرد المسلم فى الدعوة :



يقول فارس الإسلام ( يجب ألا تنسى دورك وواجبك الأهم و هو تبليغ هذا الدين .. فإن أجدادك العرب قد فعلوا ذلك عندما ذهبوا إلى التجارة و نشروا الدين , لذلك تجد أن أكثر من 90% من المسلمين هم من غير العرب ) 14( ان الدعوة الى الإسلام واجب و شرف ندين به لأنفسنا , و أنا أؤكد لكم أن لدينا القوة و لدينا القدرة على النفرة و الإرتقاء الروحى و لدينا التعاليم التى تجعل منا قومًا لا يغلبون , إننى أؤكد لكم أنه لا يمكن أن يبلغ منزلتكم أو مقامكم أحد , لو أنكم قمتم بدوركم و نلتم الشرف المناط بكم .. قوموا بالمهمة و بلغوا الرسالة ...إننا نستطيع أن نبدل الحال و إنها لمسئولية كبرى تلك التى عهد الله بها إلينا و لذلك يجب أن نخرج و نقوم بها ) 15
ان كيد الحاقدين على أمة الإسلام لا ينقطع , بل ان هذا العصر يشهد مصداق ما أخبر عنه النبى منذ 1400 عام حين قال ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قلنا ( أى الصحابة ) : يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت ) 16
و فى هذا المقال يقول فارس الإسلام ( و هؤلاء القوم ( أى أعداء الإسلام ) يقدمون لنا أعظم خدمة بوسعهم تقديمها لنا ... فيوم أن وضعنا حجر الأساس لأول معهد لتعليم الإسلام فى جنوب أفريقية ظهر كلام " ديوس دى بلانت " على الصفحة الأولى من صحيفة " الصنداى تريبيون " التى تصدر فى دربان و بالبنط العريض و فى العنوان الرئيسى : " تحركوا فى مواجهة الإسلام ! " , و لو أنكم راجعتم العدد الصادر من تلك الصحيفة صباح أول نوفمبر و هو نفس اليوم الذى أرسينا فيه حجر البناء لهذا المعهد الإسلامى لوجدتم ذلك مكتوبًا فى العنوان الرئيسى و بالبنط العريض , و لو أننا أخبرناهم برغبتنا فى نشر شئ عن الإسلام بهدف الإعلان عنه و الدعوة اليه ما كان أحد ليلبى رغبتنا و لو دفعنا لهم ثمن أو أجر ذلك ما فعلوه , و لكن أمر الله نافذ فى الإعلان عن دينه و الدعوة اليه ببركة الله و نعمته , و اذا كنا لا نقوم بهذا العمل بأنفسنا فإن الله يجعل اعداءه يفعلون له ذلك , ان الدعوة الى سبيل الله شرف يجدر بنا أن نناله , و نحن ندعوكم قائلين : " انطلقوا , بلغوا الخير " , فالإسلام هو الدين الوحيد الذى يهدى الى جميع ألوان و صنوف الخير و أتمها و هو الدين الذى يمكنه أن ينقذ البشرية من الفوضى التى تندفع اليها بتهور و بلا توان , و هو الدين الوحيد الذى ينشر التفاهم و التآلف بين الأجناس و يضمن السعادة الأسرية لمن يتبع تعاليم الإسلام بين الرجل و المرأة و بين الناس بجميع فئاتهم و طبقاتهم الإجتماعية ) 17
دور الدعاة فى الدعوة :
يقول فارس الإسلام ( المطلوب إذن هو أن نحرك المسلمين ونحثهم على الدعوة ، وأنه يجب عليهم أن يكلموا الآخرين عن دينهم . وبدون التكلم لا تستطيع عرض بضاعتك ، وأنك لا تستطيع عرض أفكارك دون أن تفتح فاك .. إن هذا هو عيب المسلمين ، هذا ما ينقصهم ، إنهم لا يعملون للدعوة لدينهم بين الآخرين ، والسبب : أن الإمام فوق المنبر لم يدعهم لذلك , والمطلوب إذن أن يطلب إليهم ذلك من فوق المنبر ، وأن يقال لهم : إن الدعوة هي مسئولية المسلمين ، وإن الله سيحاسب المسلمين عن ذلك يوم القيامة ، ويواجههم بالسؤال : " هل بلَّغتم رسالتي ؟ " , ولا يُعقل أن يقولوا : لا ، لأننا كنا في شغل عن ذلك , بل الواجب أن نعمل ونقول : لقد حاولنا قدر استطاعتنا وجهدنا , وإن ذلك لن يتحقق إلاَّ إذا طُلب من فوق المنبر ، باعتبار أن للمنبر سلطته وتأثيره ، ففي خطبة الجمعة عادة تُحدد لنا واجباتنا ومسئولياتنا ، ولكن فيما يتعلق بالدعوة لا تسمع شيئاً . لذلك فإني أعتقد أن على المسلمين واجب النهوض بالدعوة ، وأن يقدموا الإسلام إلى الآخرين حتى يتحقق في النهاية وعد الله تعالى : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً حين يسود الإسلام ويعم العالم كله ) 18
مفهوم الجهاد فى الدعوة :


ان الدعوة الى دين الله جل و علا تنبع من منطلق وسطية الإسلام و رحمته , يقول فارس الإسلام ( فإن كنا نملك أشعة الليزر فإنها لن تنفعنا كسلاح لأن الله يمنعنا من ذلك لا إكراه فى الدين و لكن يجب الإظهار بالدعوة و باللسان و العقل و الذكاء و الحنكة و هذا ما توقفنا عن عمله منذ قرون للنصارى أو اليهود و أصبحنا نقول بأن لكل أمة دينها و نفسر لكم دينكم و لى دين خطأ متناسين أن الله تعالى يقول ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيدا أى سيظهره بك أو بدونك و هذا وعد الله , و الله لا يخلف وعده , فإن الين ظاهر و غالب و سيحكم العالم ان شاء الله) 19
فواسطية الإسلام السمحاء تدعوا فى المقام الأول الى الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة , لكن اذا منع رؤوس الكفر رسالة الإسلام و حاربوها فالله أذن لنا بأن نجاهد من أراد للبشرية أن تتيه فى ظلمات الشرك و الجهل و التخلف !20
عالمية الإسلام فى الدعوة :
--------------------------------------------------------------------------------

عالمية الإسلام فى الدعوة :
يقول فارس الإسلام ( إن بلال الحبشى و سلمان الفارسى و عبد الله بن سلام اليهودى كانوا من أوائل المهتدين إلى الإسلام من غير العرب , و قد يقول الشكاكون إن انتشار الإسلام كان مجرد مصادفة و لكن ما قولهم فى الحقيقة التاريخية التى تشهد بأن محمدًا قد أرسل قبل وفاته خمس رسائل الى جميع البلدان المحيطة بجزيرة العرب يدعوهم فيها الى الإسلام ؟ , فقد بعث برسالة الى كسرى إمبراطور فارس و رسالة الى المقوقس عظيم القبط و ملك مصر و رسالة الى نجاشى الحبشة و رسالة الى هرقل إمبراطور الروم بالقسطنطينية و رسالة الى ملك اليمن , و بهذا يضرب لنا محمد مثلا فى تبليغ الرسالة السماوية التى أسندت إليه و فى " عظم الغاية " و إصلاح البشرية كلها بهدايتها للإيمان بالله فهل يمكن لأى دين أخر أن يضارع الإسلام ؟ , ان محمدًا لم يبعث لكى يسجل أو يحطم أرقامًا قياسية و لكنه بعث لكى يقوم بالمسئولية التى كلفه بها رب العالمين ) 21
و يقول فارس الإسلام ( ان كل أمة تتوق إلى أن تكون حرة و محترمة و مشرفة و أن تحيا فى سلام و كرامة , و هذا هو أعلى مطلب لكل فرد , و لا يمكن تحقيق هذه الغايات فى أمة يعتدى أفرادها بانتظام على أجسامهم بشرب الخمر و تعاطى المخدرات و يغتصبون نساءهم و يسلبونهن شرفهن و عفتهن التى هى تاج فضيلتهن ( كالمجتمع الغربى ) , و لكى تكون الأمة حرة و محترمة و مشرفة حقًا فعليها أن تتألف من أفراد لهم هدف و عقيدة , أفراد على استعداد للإلتزام الكامل بهذه العقيدة و ذلك الهدف , و تلك الأهداف يمكن تحقيقها فقط اذا حفظت العقول و الأجسام طاهرة و نقية , و للإسلام عقيدة فريدة تكشف الطريق لكل أولئك الذين يتوقون الى السلام و الشرف و الحرية )22
فالإسلام دين الحق و العدل , دين الرحمة و السلام , انتشر فى أرجاء المعمورة بواسطيته و سماحته لا بالسيف كما ادعى المبطلون , و لنستمع الأن الى فارس الإسلام و هو يرد على أولئك المبطلون , يقول فارس الإسلام ( ولك الحق في أن تسأل " أي سيف ؟ " الجواب هو أنه " السيف بالفعل ! " ( كما قال كارلايل ) إلا أنه سيف العقل ! , إنه تحقيق لنبؤة أخرى أيضاً : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً الفتح : 28 , وقد وصف هنا قدر الإسلام في أوضح تعبير . سيسود الإسلام في العالم ويتغلب ويخلف وراءه كل دين آخر , ( ليظهره ) ( أي ليظهر الله القدير الإسلام ) على الدين كله , وكلمة دين باللغة العربية ( ومعناها الحرفي طريقة الحياة ) , وأنه سيخلف وراءه جميع الأديان سواء كانت الهندوسية أو البوذية أو المسيحية أو اليهودية أو الشيوعية أو أي مذهب آخر هذا هو ما قدره الله لدينه , وقد أعيد نفس النص القرآني في سورة الصف الآية 9 التي تنتهي بنهاية مغايرة طفيفة : .. لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ الصف : 9 )23

و ختامًا لتلك الكلمات الماتعة لفارس الإسلام و التى والله لئن كتبناها بماء الذهب ما قدرناها حق قدرها , نختم هذا المقال بتلك الكلمات الديداتية :

( الإسلام سيسود . إنه وعد الله ووعده حق . لكن كيف ؟ بالسيف ؟ لا حتى ولو كان عندنا سلاح ذري , فهل يمكننا استعماله ؟ القرآن الكريم يحرم علينا استخدام القوة كوسيلة للهداية ! , لكن الآية تتنبأ بأن الإسلام سيكون الأكثر سيادة على جميع الأديان , إن انتصارات تعاليمه وعقائده بدأت بالفعل , وهو الآن بدأ يتحكم في الفكر والتعاليم والعقائد الدينية لمدارس الفكر المختلفة في العالم , ليس باسم الإسلام ولكن باسم التحسين والإصلاح الديني فإن الطوائف الدينية المختلفة بدأت تتطعم بسرعة بتعاليم وعقائد الإسلام وهناك أشياء كثيرة تناولها مقصور على الإسلام ولم تكن معروفة من قبل أو كانت من قبل تعارض بضراوة ( بشدة ) من العقائد الأخرى أصبحت الآن جزء من معتقداتهم :
- إخاء الإنسان .
- إلغاء نظام الطبقات المتعلقة والمنبوذة .
- حق النساء أن ترث .
- فتح أماكن العبادة للجميع .
- تحريم كل المسكرات .
- المفهوم الحقيقي لوحدانية الله .
تبقى كلمة واحدة أخيرة في الموضوع الأخير قبل أن ننتقل إلى الأمام :إسأل أي موحـد أو المشرك ( المؤمن بعـدة آلهة ) أو المؤمن بوحـدة الوجود أو الثالوثي . كم إله يؤمن به ؟ سيخاف أن يقول أي شيء غير واحد ! , هذا هو تأثير التوحيد الصارم في الإسلام . )24

رحمك الله يا فارس الإسلام فلقد كنت نعم المجاهد و نعم الداعى الى الله على بصيرة و يقين , فما كان منه رحمه الله من جهاد و درب هو درب أهل التوحيد , درب أبو بكر و الفاروق و عثمان و على , درب خالد و سعد و زيد و أبو عبيدة , درب أبوحنيفة و مالك و الشافعى و أحمد , درب ابن تيمية و ابن القيم و ابن عبد الوهاب و رحمت الله الهندى , درب من قال النبى فيهم ( لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون )25- قال البخارى : و هم أهل العلم
المراجع:
1- ( نقلا عن الحوار الذى أجرته فايزة أمبا مع الشيخ فى جريدة " عرب نيوز " السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية- مجلة البرهان / المجلد الأول / العدد الرابع- عدد ديسمبر 1988- و انظر مناظرة الشيخ مع أنيس شورش " القرأن أم الإنجيل أيهما كلمة الله ؟ " ) .
2- رواه مسلم – الفتن و أشراط الساعة ( 5144 ) .
3- أحمد ديدات بين الإنجيل و القرأن ص 10 , 11- مكتبة المختار الإسلامى .
4- حوار مع ديدات فى باكستان ص 16 , 17 – مكتبة المختار الإسلامى .
5- لقاء صحفى مع الشيخ بعنوان ( بائع الملح الذى تحول الى خطر يخشاه المبشرون ) نقلا عن ( هل المسيح هو الله ؟ ) ص 78 – مكتبة المختار الإسلامى .
6- المصدر السابق ص 91 , 92 .
7- الدليل على أباطيل الأناجيل ص 21 – 25, مكتبة المختار الإسلامى .
8- المصدر السابق .
9- المصدر السابق ص 28 .
10- هذه حياتى سيرتى و مسيرتى ص 99 – دار الفضيلة .
11- حوار مع ديدات فى باكستان ص 21 – المختار الإسلامى .
12- أحمد ديدات بين الإنجيل و القرأن ص 8 – المختار الإسلامى .
13- هذه حياتى سيرتى و مسيرتى ص 101 – دار الفضيلة .
14- أحمد ديدات بين الإنجيل و القرأن ص 11 – المختار الإسلامى .
15- هل عيسى إله أم بشر أم أسطورة ؟ ص 91 – المختار الإسلامى .
16- رواه أحمد – باقى مسند الأنصار (21363 ) .
17- هل عيسى إله أم بشر أم أسطورة ؟ ص 105 – 107 , المختار الإسلامى .
18- هذه حياتى سيرتى و مسيرتى ص 103-104 – دار الفضيلة .
19- أحمد ديدات بين الإنجيل و القرأن ص 7 – المختار الإسلامى .
20- عن رأى الشيخ أحمد ديدات فى الجهاد إطلع على (التنصير و مواجهته و ضرورة الجهاد) .
21- الحل الإسلامى للمشكلة العنصرية ص 45 , 46 – المختار الإسلامى .
22- الخمر بين المسيحية و الإسلام ص 36 – المختار الإسلامى