خالد السبهان
20-09-2006, 13:58
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلّم على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وإمامنا مُحَمَّد وأهل بيته وصحابته أجمعين ومن تبعم وأقتفى أثرهم إلى يوم الدين. أمابعد:
فإن من نعم الله عز وجل علينا وعلى هذه الأمة المحمدية, نعمة الإسناد.
ولكل أمة خصيصة لا يشاركها فيها غيرها من الأمم. وخصيصة هذه الأمة هو "الإسناد". وقال السلف رضوان الله عليهم: الإسناد خصيصة هذه الأمة, ولولا الإسناد لقال من شاء ماشاء.
والإسناد إصطلاحاً: هو سلسلة الرواة الموَصلة إلى المتن.
والمتن: ما ينتهي إليه الإسناد من كلام.
و رواية حديث النبي عليه الصلاة والسلام شرف عظيم. ومن عجائب هذا الدين العظيم إستمرار رواية الأحاديث بأسانيدها إلى النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذا اليوم وإلى يوم القيامة.
وقد وضع العلماء رحمهم الله عدة طرق لرواية وتحمّل الحديث أهمّها ثلاثة طرق:
1:السَمَاع: وهو أن تسمع حديث أو مجموعة أحاديث أو كتاب في الحديث من شيخ يروي هذا الحديث أو هذه المجموعة أو هذا الكتاب بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ومجالس السماع ولله الحمد موجوده إلى اليوم بأن يقرأ الشيخ صحيح البخاري مثلا وقد سمعه من شيخ إلى الإمام البخاري الذي سمع هذه الأحاديث من أماكن متفرقة. فيسمع المسلم أحاديث صحيح البخاري ويرويها عن شيخه كما سمعها شيخه عن شيخه وهكذا إلى البخاري إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
2:القِراءَة:بأن تقرأ حديث أو مجموعة من الأحاديث أو كتاب في الحديث عن شيخ يروي هذه الأحاديث أو الكتاب عن شيخه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فترويه عن شيخك عن شيخه وهكذا.
3:الإجَازَة: والإجازة يخطئ الكثير في فهم معناها فيحسبون أنها "شهادة" أو ما أشبه ذلك. ولكن هذا صحيح فقد يقصد بها "شهادة" لقارئ القرآن فنعم يسمَّى القارئ "مُجاز" إذا أتقن القرآن حفظا وتجويداً. وأما في الحديث فالأمر مختلف, فالمجاز بحديث أو بكتاب حديثي لا يعني أنه يحفظ الكتاب أو درس الكتاب, بل يعني أنه يرويه بإسناده فقط.
فالإجازة الحديثية إصطلاحاً هي: الإذن من الشيخ المُسند لغيره أن يروي عنه الكتب التي يرويها الشيخ بإسنادها. ولا يشترط الحفظ أو الفهم أو البلوغ للإجازة الحديثية.
فقد أجاز كثير من العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأطفال صغار جدا بأن يرووا عنهم مايروونه عن مشايخهم.
فيجب التفريق مابين إجازة "التدريس" التي هي في معنى الشهادة وبين إجازة "الرواية" التي هي إذن من الشيخ لغيره بأن يروي عنه.
وأجاز مئات العلماء من السلف وغيرهم لأهل عصرهم عامّة من المسلمين.
كل هذه الطرق الثلاثة من طرق رواية الحديث النبوي الشريف معتبرة عند أهل العلم. ويوجد غيرها من طرق الرواية ولكن فيها خلاف بين الأئمة.
والله تعالى أعلم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلّم على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وإمامنا مُحَمَّد وأهل بيته وصحابته أجمعين ومن تبعم وأقتفى أثرهم إلى يوم الدين. أمابعد:
فإن من نعم الله عز وجل علينا وعلى هذه الأمة المحمدية, نعمة الإسناد.
ولكل أمة خصيصة لا يشاركها فيها غيرها من الأمم. وخصيصة هذه الأمة هو "الإسناد". وقال السلف رضوان الله عليهم: الإسناد خصيصة هذه الأمة, ولولا الإسناد لقال من شاء ماشاء.
والإسناد إصطلاحاً: هو سلسلة الرواة الموَصلة إلى المتن.
والمتن: ما ينتهي إليه الإسناد من كلام.
و رواية حديث النبي عليه الصلاة والسلام شرف عظيم. ومن عجائب هذا الدين العظيم إستمرار رواية الأحاديث بأسانيدها إلى النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذا اليوم وإلى يوم القيامة.
وقد وضع العلماء رحمهم الله عدة طرق لرواية وتحمّل الحديث أهمّها ثلاثة طرق:
1:السَمَاع: وهو أن تسمع حديث أو مجموعة أحاديث أو كتاب في الحديث من شيخ يروي هذا الحديث أو هذه المجموعة أو هذا الكتاب بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ومجالس السماع ولله الحمد موجوده إلى اليوم بأن يقرأ الشيخ صحيح البخاري مثلا وقد سمعه من شيخ إلى الإمام البخاري الذي سمع هذه الأحاديث من أماكن متفرقة. فيسمع المسلم أحاديث صحيح البخاري ويرويها عن شيخه كما سمعها شيخه عن شيخه وهكذا إلى البخاري إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
2:القِراءَة:بأن تقرأ حديث أو مجموعة من الأحاديث أو كتاب في الحديث عن شيخ يروي هذه الأحاديث أو الكتاب عن شيخه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فترويه عن شيخك عن شيخه وهكذا.
3:الإجَازَة: والإجازة يخطئ الكثير في فهم معناها فيحسبون أنها "شهادة" أو ما أشبه ذلك. ولكن هذا صحيح فقد يقصد بها "شهادة" لقارئ القرآن فنعم يسمَّى القارئ "مُجاز" إذا أتقن القرآن حفظا وتجويداً. وأما في الحديث فالأمر مختلف, فالمجاز بحديث أو بكتاب حديثي لا يعني أنه يحفظ الكتاب أو درس الكتاب, بل يعني أنه يرويه بإسناده فقط.
فالإجازة الحديثية إصطلاحاً هي: الإذن من الشيخ المُسند لغيره أن يروي عنه الكتب التي يرويها الشيخ بإسنادها. ولا يشترط الحفظ أو الفهم أو البلوغ للإجازة الحديثية.
فقد أجاز كثير من العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأطفال صغار جدا بأن يرووا عنهم مايروونه عن مشايخهم.
فيجب التفريق مابين إجازة "التدريس" التي هي في معنى الشهادة وبين إجازة "الرواية" التي هي إذن من الشيخ لغيره بأن يروي عنه.
وأجاز مئات العلماء من السلف وغيرهم لأهل عصرهم عامّة من المسلمين.
كل هذه الطرق الثلاثة من طرق رواية الحديث النبوي الشريف معتبرة عند أهل العلم. ويوجد غيرها من طرق الرواية ولكن فيها خلاف بين الأئمة.
والله تعالى أعلم