المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخـــوف عند الأطفـــال ...



صلفيق
28-08-2006, 20:21
إن أغلب مشـكلاتنا النفســـية يرجع ســـببها إلى الخـــوف ، والخــوف هو إنفعــال يتســم بالقلــق وعــدم الراحــة - مفعــم بتوقعــات خطـــرة تتهـدد ســلامة الفرد ، مع ظهــــور مكــونات بدنية كســـرعة التنفس وســـرعة ضــربات القلب ، واصفرار الوجـه ، وارتعاش في الأطــراف ، وفــرط في التعـــرق ، وتوترات عصـــبية يترتب عليهـا الهـــرب من المواجهــه أو الصمود .
أما إذا زاد الخــوف عن حـدته فإنه يصــبح مرضــا ، مثل : الخــوف من
الظـــلام أو العقـــاب أو مواجهــة المجتمـع ، وبالتالي يؤدي إلى إعـــاقة
طــاقات الفرد .. ولهــذا فـإنه من الأهمـية أن ندرس مخـاوف الأطفــال ،
وصولا إلى كســب الصحـة .

مثيرات الخــــوف
1- الخوف من الحيوانات والحشرات ، سـواء كانت أليفة أو غـير أليفة .
2- الخوف من الأدوات الجارحة ، (السـكين والسيف والأسلحة النارية).
3- الخوف من الأماكن المظلمـة أو الواسـعة ، كصـالات المطـارات أو الفنادق الكــبيرة أو الأســواق الواســعة ، وكـذلك الخوف من الممـرات
الضـيقة ، والأماكن المرتفعة ، والأصوات العالية .
4- الخوف من المـواقف الإجتمـاعـية والحفـلات المختلفـة أو الزيارات المتبادلـة ، كذلك الخـــوف من مواجهـــة الجمهور ، كإلقــاء خطــبة أو محاضرة .
5- الخوف من الأمـراض والتشوهـات التي تؤدي إلى الوسواس .
6- التسلط في المعاملة ومحاولة فرض السـيطرة التامة على الطفل .
7- تربية الطفل على العزلة والأنطواء مما يؤدي الى مشكلة نفسية .
8- سـرد القصص الخيالية التي تتصل بالجن والعفاريت .
9- الجـوع الذي يقلـق الطفــل ويهـدد حـياته من الناحـية البيولوجية ،
10- إنفصـال الطفـل عن الأم له أثره الشـديد على إثارة المخاوف في
نفس الطفـل لما يثيره من إفتقاد الأمان وعدم الطمأنينة . " ولعل من
الأمور المعـروفة أن الطفـل يرمي بنفسـه على صــدر أمه كلما ألمـت
به مشكلة تثير الخوف "
11- وقد ينشـأ الخــوف عـند الأطفــال نتيجـة قســوة الأب ، أو كـــثرة
شجار الأم والأب ، وكذلك نتيجة الخـوف من خسارة الحب والأنفصـال
عن الشخص المحبوب .
12- التهـديد من قبل الآباء والأمهات ، يتســبب بضعف الثقــة بالنفس
لدى الأطفال ، ويصابون بالقلق والتردد وقلة العمل وذلك خوفا من أن
يتعرضوا للتأنيب والإهانه.
13- ومن الأسباب المثيرة للخوف ، شعور الطفل بما ينتاب من الكبار
من حوله من مخاوف تنتقل إليه بالعدوى كما تنتقل الأمراض السارية.
وكذلك تتسـبب المخـاوف وحـالات القلـق من الخـبرات والظروف التي
تطـرأ على الطفـل خلال حـياته كلها ، وفـيمــا يســتمر نمــوه تصـطــبغ
تصـــرفاته واتجــاهاته العقلــية في المــواقف الجــديدة بأثر المــواقف القديمة التي ســببت له الخوف .

درجات الخوف
تختلف درجات الخوف ، ويمكن التمييز بين الخائفين .. طفل خوفه خفيف
لايترك لديه آثارا ضـارة على صـحته ، وآخــر قد انتابته مخـاوف شـديدة
تهزه هزا وتعصف بكل كـيانه .
وقـد يصـل الخوف ببعض الأطفـال إلى درجة الرعب ، فنراهم يصـرخون
ويرتجفــون وترتعــد أوصالهــم وتشـحب وجـوهـهم ، وقد يسـقطــون ولا
يقــوون على الحــركة ودفع الخطــر الداهم عــنهم ، وهــناك من يخـاف
الرسـوب في الأمتحان .
ومن درجات الخوف الذعــر الذي ينتاب الأطفال والكبار أحيانا ، وخاصة
مانراه في حـالات الذعـر العام التي تحــدث في أثناء الحـروب والغـارات
والكوارث الطـبيعية ، وأنواع عدة لاحصر لها .

مظاهر ودلالات
تختلف دلالات وعلامات الخوف من طفـل لآخر تبعا لعوامل عديدة ، منها
مايتعلق بالطفـل نفسه وما يتصـف به من ميزات ، ومنها مايتعلق بالخطر
أو الضـرر والأذى المتوقع حـدوثه ، ومنها مايتعلـق بالظـروف الزمـانية والمكانية التي تحـيط بالشخص أو بالخطر أو الضرر والأذى الذي يسـبب الخوف له. فالطفل الذي يتمتع بقوة بدنية جيدة وثقة عالية بالنفس وتفكير
راق ، يبتديء لـديه الخـوف بمظهـر وعلامة ودلالة تختلف عن ذلك الذي
يعاني من علة أو ضعف بنيته أو مهزوز الثقة بنفسه ، أو سريع الأنفعال
والتأثر بالأحداث التي تحيط به أو تفاجئه .
وتتمثل علامات ودلالات الخوف بين الأطفال بالآتي :
- القلـق والشـرود الذهـني أحـيانا ، بحيث تتغـير نظـرات الخـائف وتشـتد قسمات وجهه ، ويميل لونه الى الشحوب والأصفرار .
- الأضـطراب في أعماله العـادية أو حـديثه مع الآخـرين .. وقد يصـاحب
تصرفاته بعض الحذر والتردد .
- شـعور الخائف في بعض الحالات بضربات متلاحقة في قلبه ، وبنوبات
ألم في ظهره من دون سبب مباشر .
- شـعور الخـائف بالتعب أحــيانا ولو كان قد أخـذ قسـطا كافـيا من النوم الراحة .
- عدم تقبل الخائف لبعض أنواع الطعام .
- يعتقد الطفل الخائف في قرارة نفسه أنه لايرتقي إلى مستوى الآخرين.
- يصـاب الطفـل الخـائف بحـالة تضـطره الى الأنزواء بعــيدا عن الناس الذين اعتاد لقاءهم .

الخوف والتقليد
للتقليد دور هام في الخوف لدى الطفل ، فالأطفال لايقتصرون على تقليد
الكلام والأخـلاق والآداب العامة لأهلـهم وبيئتهـم ، بل ان الموقف الذي يتخـذه الطفـل حـيال أي مـوقف من المواقف التي رآها من أهله ، فالأم
التي تذعر ذعرا واضحا من الحيوانات والأماكن المظلمة أو العواصف
أو الأماكن العالية ، يغلب أن تخلق هذه المـواقف في طفـلها شـكلا من
السلوك يحاكيه الولد محاكاة غريزية .
والتخويف كأسلوب في كسـب الطاعـة .. يربي إنسانا جـبانا ، فالجـندي
الجـبان يكـون قـد تربى على الجبن والخـوف والهـلع في بيئته الأولى
وليس في ساحة المعركة . وكثير من المخاوف التي تكتسـب في سـن
مبكـرة ، ويتجـلى الضـرر عـادة من كـثرة المخـاوف في فقـدان الثقـة
بالنفس ، وسيطرة القلق ، والشعور بعدم الأمن .

أنواع الخوف
1- الخوف الواقعي : وهو عبارة عن استجابة لخطر حقيقي كحيوان
مفترس أو سيارة مسرعة ، وهو من أكثر أنواع الخوف تحديدا .
2- القلق : وهو الخوف من المجهول ، ولا يكون محددا بشكل ملموس.
3- الخوف اللاعقلاني ( الفوبيا ) : وهو عادة يقوض حياة الطفل دون
أن يكون مبنيا على أساس واقعي ، إذ أن مصدر الخوف لايشكل فعلا
أي أذى أو تهديد يذكر للطفل ، مثل: الخوف من صورة *** أو من
دعاية تلفزيونية لأغذية الكلاب ، أو من صوت *** بعيد .. وهنا لابد
من التصرف بعقلانية وحكمة لإخراج الطفل من هذه الحالة ، فإجبار
الطفل يزيده سـوءا ، ويجسـد الخـوف لـديه ، كما أن إهمال الموقف
وعدم التعرض له يمكن أن يقنع الطفل بأن هناك بالفعل شيئا ينبغي
الخوف منه . وهنا لابد من التصرف بموضوعية ، وينبغي الإجابة عن
تسـاؤلات الطفـل بكل صـدق ودقـه ، فالصغار قادرون على التمـييز
والتفكير ، ويقدرون الحقيقة حق تقدير ، وفي هذه الحالة يفضل أن
نقـرب الطفـل بهـدوء وروية من الشـيئ الذي يخافه ، ونصـغي إلى
مايقوله عن سبب خوفه ، ونأخذ مايقوله على محمل الجد ، ونعمل
على طمأنته برقه .
4- الخوف من المدرسة : وهي مشكلة ليست خيالية ، بل واقعية ،
ولعل أكثر الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة مصابون بمرض
ما ، ولذلك لابد من دراسة الخوف إسـتنادا إلى أعراضه ومظاهره .
وهو عباره عن ارتباط الخوف بالمدرسة ، والرهبه والحذر من وقوع كارثة .. وغالبا يترافق مع آلام وصداع ، وليس غريبا أن يعاني الطفل
من حالة الخوف من المدرسة حتى بعد إنقطاعه عنها بسبب الاجازة
أو المرض ، ويكثر هذا عند الأطفال الذين ينتمون إلى أسر يسوء فيها
التواصل بين أفرادها ،وتنتشـر فيها المشـكلات السلوكية ،وقلة اهتمام
الوالدين بالأبناء ، وعدم تعاونهما في تنشئتهم ومعالجة سـلوكهم .
وليس جميع الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة يعانون من
خوف ما ، فربما يرفض الطفل الذهاب خشـية أن يبتعد عن والديه ،
ومثل هذا الطفل يعاني من " قلق الأنفصال ".
ومن أسباب عدم ذهاب الأطفال إلى المدرسة الآتي :
- يمكن للمدرسة نفسها أن تثير الخوف عند الطفل إذا ارتبطت ببعض
الحالات المخيفة أو حالات الخصام .
- قسوة المعلم واستخدامه الضرب المبرح وتفننه في إبتكار أساليب
العقاب .
- استخدام الامتحانات كوسيلة تحكم في مستقبل الطلاب بدل أن تكون
وسيلة إرشاد وتوجيه . وقد إرتبطت الامتحانات في الأذهان بالخوف
من الفشل في أدائها ، مما يدفع البعض إلى الغش في بعض الأحيان .

إرشادات عامة
* على الآباء فهم نفسية الطفل في مراحل نموه المختلفة ، وتجنب تخويف الطفل بالمعلم .
* تعليم الطفل إتجاهات إيجابية نحو المدرسة والمعلمين والعملية التعليمية.
* على الوالدين أن يكونا حازمين في قرار إنتظام الطفل بالذهاب إلى المدرسة.
* معرفة قدرات الطفل وعدم مقارنتها بقدرات الآخرين .
* توفير المناخ المناسب للنمو النفسي السليم للطفل .
* تجنب الحديث عن المواقف التي تثير الخوف لدى الأطفال.
* عدم السماح للأطفال بمشاهدة أفلام الرعب ، لكونها تثير الرعب لديهم .
* على الأم أن لتظهر خوفا من الحيوانات والحشرات أو الظلام أو أي حالة
خوف أخرى أمام الطفل ، كذلك الأب يجب عليه أن يظهر المواقف التي
تدل على الشجاعة كي يعزز ذلك في نفس الطفل .
* تزويد الطفل بقصص البطولة ، وانتقاء القصص المصورة الجميلة عن
الحيوانات الأليفة لأيجاد التفاعل بين الطفل وهذه الحيوانات .
* إبعاد كافة أشكال التهديد والتخويف والوعيد لما لها من نتائج سلبية .
* منح الطفل الثقة مع بعض المرح والأبتعاد عن زعزعة الثقة بنفسه.
* ربط مصادر الخوف بأمور محببة بدلا من إبقائها مثيرة للقلق .
* التعريض التدريجي للمواقف المخيفة ، فالظلام يجب أن يتم علاجه عن
طريق خفض الضوء التدريجي ليلة بعد أخرى .
* العمل على زيادة تجارب الطفل مع الأشياء وأحتكاكه مع أترابه .
* إذا كان خوف الطفل من أشياء يمكن تجزئتها ، وتدريبه على اللعب
بقطعها حتى يعتادها شيئا فشيئا ، وتصبح مألوفة لديه .
* وجود من يتعلق بهم الطفل وجدانيا يؤدي إلى الأقلال من إحتمال
التعرض لمعانات الخوف الشديد .
* أن يكون المحيطين بالطفل قدوة طيبة ومثلا أعلى للسلوك السوي .
* صلة الرحم والزيارات المتبادلة تكسب الطفل الثقة بنفسه وحب الناس.

أعذروني فقد أطلت الموضوع ،،، ولكن ونحن على أبواب المدارس ، وستبدأ معانات الأهل والأطفال .. وجدت أنه لابد وأن يكون شاملا .

وليسمح لي المشرفون -- فقد يكون هذا المضيف هو المناسب له.

أمنياتي لكم جميعا ....

أبو فهد
30-08-2006, 22:44
جزيت خيرا على هذه السطور المزخرفة



-----------
تحياتي
أبو رشيد

شام
30-08-2006, 23:51
الله يعطيك العافية

أخي صلفيق

موضوع مهم وحيوي جداً

كونه متعلق بالأطفال

وبناحية هامة جداً ..

كل الشكر لك أخي


ودمت بخير

صلفيق
31-08-2006, 13:35
أخوي شقردي ..
الله لايهينك يالغالي ، وشكرا على مرورك الذي بحد ذاته وسام أعتز به .
أرجو أن يكون هذا الموضوع ذا فائدة للأهل تجاه أبنائهم.

لك شكري وعميق أمتناني ..

صلفيق
31-08-2006, 13:39
عــزيزتي إيمان قويدر ..
ليس غريبا أن تكوني دائما وأبدا سباقة للمديح والثناء لكل مايكتب من مواضيع حيوية ، ولكن ..
إني أعجز ان أوفيك حقك من الشكر .

لك كل الشكر والتقدير

بـنـت النـور
31-08-2006, 13:41
الله يعطيك العافيه اخوي صلفيق

طرحت موضوع مهم وذو فائده عظيمه

جزاك الله خير

دمتم بنور

صلفيق
01-09-2006, 13:00
أخــتي بنت الـنور ..
يارب يســلمك ويخليك ، وشكــرا لك أختي ومشرفتنا الكريمة على مرورك وتعقيبك .. وأرجو أن يكون الموضوع مفيدا لأكبر شـريحة من القراء .

حقيقي ،، سيكون لي شرف زيارة مضيف المرأة والأسـرة بموضوع هام يخص بنات حواء ، ولكنني أنتظر الوقت المناسب ، لتعم الفائدة .

أشكر لك عطر مرورك ، مع احتراماتي .......