المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرية الفكر في منظور الإسلام



الشيخ/عبدالله الواكد
12-08-2006, 04:23
الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلْقه ثم هدى ، الذي أهلك عادا الأولى ، وثمود فما أبقى ، وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ، والمؤتفكة أهوى ، فغشاها ما غشّى ، فبأي آلاء ربك تتمارى ، وأصلى وأسلم على من لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، محمد بن عبدالله العربي القرشي الأمي اللهم ارض اللهم عن صحابته أجمعين ، ومن سار على نهجه واتبع هديه ونصر سنته وذاد عن شرعه الطاهر ، إخوتي في الله ، كثيرا ما أقرأ في هذه المضايف مواضيع ، يكثر فيها الجدل ، ويحتدم فيها طرفان حول مسلمات شرعية ، بل عقدية ، طالما تم بيانها في كثير من المواضع ، وتم مناصحة أهلها ، وإفهامهم بأن سياسة المضايف واضحة ، ومنهجها واضح ، وطريقتها واضحة ، وقد بينها صاحب الموقع حفظه الله في أكثر من مكان ، لأن دين الإسلام ، دينٌ كاملٌ لا نقص فيه، محكمٌ لا ثغرة فيه، مضيءٌ لا ظلمة فيه، والكامل هو الّذي يراد بالتّنقّص دون النّاقص.

وإذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ فهي الشّهادة لي بأنّي كامل

وكما قال الصّينيّون: "إنّ النّاس لا يرمون بالأحجار إلاّ الشّجرة المثمرة"، لهذا فقد كان هذا الدّين غرضًا لسهام كثيرٍ من الحاقدين، وكان هذا الدّين مظنّةً لظنون كثيرٍ من الجاهلين، وأمّا أولئك الّذين لم يكونوا حاقدين ولم يكونوا جاهلين فإنّ كثيرًا منهم وقفوا عاجزين عن ردّ شبهات المشبّهين وعن ردّ ظنون الظّانّين، فضاع الإسلام بين حاقدٍ وبين جاهلٍ وبين عاجز.

ولكنّه لا يحتاج إلى من يدافع عنه؛ لأنّه حقّ بذاته لا بمدافعيه، ولأنّه كمالٌ بذاته لا بمناصريه، ولكن شرفًا للمرء أن يكون مدافعًا عن الدّين الكامل وإن كان هذا الدّين مستغنيًا عنه؛ لأنّ الله جلّ وعلا تكفّل بحفظه ببشرٍ أو بغير بشر، وتكفل بنشره بعزة عزيز أو بذلة ذليل ، فالدين محفوظ ، والقرآن محفوظ ، والسنة محفوظة .

شبهات كثيرة ، تقع من همج الورى ، وتقع من رعاع الأمه ، ومن غثاء سيلها ، وما هم من بلعام بن باعوراء ببعيد ، الذي قال الله عز وجل فيه ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف:175- 176)
لقد دندن أولائك ومن ورائهم حول مسائل العقوبات الشرعية ، وحول مسائل الحجاب وحقوق المرأة وحقوق الإنسان ، وقضايا الإختلاط ، وغيرها من القضايا العصرية ، التي أججت وأذكيت نارها من قبل أعداء الدين ، ومن سار في ركبهم ، ودار في فلكهم ، وصاروا كل قضية تبرز في المجتمع من خلال أتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل كلمة تقال ، يضعونها تحت المجهر ويقيمون الدنيا ويقعدونها من أجلها ، ووالله لو انتهكت أعراض ، وظهرت منكرات ، وعطلت عبادات ، لما أحسست منهم من أحد أو سمعت لهم ركزا ، يبرزون هذه القضية ، وكأنه ليس في الكون إلا هذه القضية ، وليس لهؤلاء المحتسبين ، مقعد على رحلة حسن الظن ولا حتى في قائمة الإنتظار ، يقلبون هذا الدين ذات الشمال وذات اليمين ، هذا الدين الذي أعزنا الله به ، ورفع رؤوسنا به ، فكنا بنعمته إخوانا ، هذا الدين الذي عجزت أن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا به ، لا أدري هل يلمزون الدين بأهله ، أم أهله به ، قد قرأنا كثيرا من كتاباتهم ، زعموا أنّ الإسلام دين عنفٍ وقسوة ودين إرهابٍ وتطرّفٍ وبطش، قالوا هو دينٌ يطالب بإيجاد مجتمعٍ إرهابيٍّ تسود فيه الأحكام الجائرة، فتارةً يذبَّح أشخاصٌ، وأخرى تقطّع أيديهم، يجلدون ويرجمون بالحجارة حتّى الموت، عقوباتٌ عفا عليها الزّمان كما يقولون، عقوباتٌ صارت تتنافى مع حقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين، عقوباتٌ صارت بعيدةً عن الحسّ الحضاريّ لإنسان العصر الحديث ولإنسان النّظام العالميّ الجديد؛ لذلك علينا أن نقوم بأحد أمرين: إمّا أن نُنظّف الإسلام من هذه الأحكام الجائرة حتّى يصير دينا حضاريًّا، وإذا عَجَزنا عن هذا التّنظيف فلندع الإسلام جملةً وتفصيلا؛ لأنّ دينًا فيه مثل هذه الأحكام ليس أهلاً لأن يُطبّق في زمان النّظام العالميّ الجديد.

سمع سذجٌ مسلمون هذا الكلام فأعجبهم وغرّهم، فأخذوا بالرّأي الأوّل ظانّين أنّهم به يكونون مسلمين، قالوا: إذًا نبقى مسلمين ولكنْ مع إجراء بعض عمليّات التعديل والتّطهير والتّنظيف لهذا الدّين؛ لا بأس بالإسلام ، ولكن نريد إسلامًا حضاريًّا خاليًا من الشّوائب، نريد إسلامًا لا عنف فيه، نريد إسلامًا لا إرهاب فيه، نريد إسلامًا لا تقطع فيه أيدي السارقين ، ولا يرجم فيه الزناة المحصنين من الرّجال والنّساء ولا يجلد فيه القاذف وشارب الخمر ، فهؤلاء بزعمهم برءاء أذنبوا ذنبًا لا يتناسب مع هذه العقوبة العظيمة.

صدّق أولئك هذا القول، فإن حملناهم على محامل صدق الطوية ، وسلامة النية ، فإذا بهم يحاربون الإسلام من حيث أرادوا أن ينصروه، ويوسّخونه من حيث أرادوا أن ينظّفوه، الإسلام برّاقٌ بذاته ، لا يحتاج إلى من يلمّعه، فإذا زعم امرؤٌ عندما يُحرف شيئًا من تعاليم الإسلام وأحكامه ، أنّه يلمّع الإسلام فإنّه يزعم إذًا أنّه يزيد فيه، والإسلام كامل، وليست الزّيادة على الكامل إلاّ نقصانا، الكامل لا يُزاد فيه، فمن زعم أنّه زاد الكامل فوق كماله فهو إذًا ينقصه، ومن زعم أنّه يلمّع الإسلام فوق لمعانه فهو إذًا يُبهته.

خذوا الإسلام كما هو، خذوه جملةً واحدة، أو فدعوه جملةً واحدة، ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة:85]، كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ ، ‏الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ، جعلوا القرآن عضين ، أعضاء وأشلاء مفرقةً مبعثرةً، يأخذون ما بدا لهم ويدعون ما لم يبدُ لهم، يأخذون ما توافق مع هواهم ويدعون ما تخالف معه، يأخذون ما وافق عقولهم الفاسدة ويدعون ما خالفها، ( كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ * ‏الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ * فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [الحجر:90-93].

خذوا الدّين جملةً أو فدعوه جملة من حيث الاعتقاد ، ومن حيث القبول ، ومن حيث الإستسلام ، ومن حيث الإنقياد ، فالدين ليس مائدة طعام يتخير الإنسان ما يحلوا له ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (البقرة:208) أمّا من حيث التّطبيق فالأمر يختلف قليلا لأن هناك فرق عظيم ، وبون شاسع ، بين من يقبل أمرا شرعيا قبول عقدي ولا يطبقه تطبيق تعبدي وبين من يرفض الأمر ويرده ولا يقبل به ، لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم منعت قبائل من العرب الزكاة وقالوا كنا نؤديها على وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد مات الرسول عليه الصلاة والسلام ، فلا نؤديها لأبي بكر ، ( سبحان الله ، أنظر كلامهم ، أهي لله أم للرسول ) فقاتلهم أبو بكر رضي الله عنه وقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، ولم يقل رضي الله عنه ما داموا يصلون وقبلوا بالصلاة ولم يقبلوا بدفع الزكاة فالأمر هين ، وكان المسلمون آنذاك بأشد الحاجة إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف والتضامن ، فهل سعى أبو بكر رضي الله عنه إلى تقريب وجهات النظر ، وقال هذه حرية فكر ، أبدا ، بل قاتلهم وكل يعرف حروب الرده ، وذلك لأن هذا الإمتناع إمتناع عقائدي ، الاعتقاد عند الله لا يجزّأ، فإمّا أن يقبل كلّه أو أن يُردّ كلّه، ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) [البقرة:85]، الخطابُ هنا خطابُ عقيدةٍ إذًا لا خطابُ تطبيق،
وكم من أُناسٍ عجزوا أو نكصوا عن أن يطبّقوا الإسلام كلّه فتركوا بعض تعاليمه، فهل نقول: إنّ كلّ ما طبّقوا مردودٌ عليهم لبعض ما تركوا؟! لا، بل إنّهم يُؤجرون ويأثمون، ميزان حسناتٍ وميزان سيّئات دقيقان لطيفان يحاسبان بمثقال الذّرّة، فالحسنة محسوبة والسّيّئة محسوبة، أمّا إن تعلّق الأمر بالاعتقاد فإنّ التّجزئة هنا غير مقبولةٍ بحالٍ من الأحوال، أن يقول قائل: "يعجبني في الإسلام تعاون أفراده ، ويعجبني في الإسلام الحسّ الرّوحيّ اللّطيف فيه ، ويعجبني في الإسلام تهذيب الأخلاق فيه ، ويعجبني في الإسلام الصّلة بين العبد وربّه ، كلّ هذا أقبله ، فأنا مسلمٌ من هذا المنطلق ، ولكنْ أن تقول لي: عبوديةٌ في القرن العشرين والحادي والعشرين! وأن تقول لي: قطعٌ للأيدي في عصر حقوق الإنسان! وأن تقول لي: رجمٌ بالحجارة في عهد المنظّمات الدّوليّة ووسائل الإعلام تبثّ كلّ صغيرةٍ وكبيرة! فإسلامٌ من هذا النّوع لا يعجبني، إذًا أنا مسلم"، نقول له: إذًا أنت غير مسلم، لأنّ المسلم مستسلم، وليس الإسلام إلاّ إسلام الكلّ لله تعالى، فلا تكون مسلمًا ما لم تسلّم عقلك وهواك وجوارحك بعد ذلك كلّه للدّين، فإن كنت غير مستعدٍّ لأن تستسلم جملةً وتفصيلا فإذًا أنت لست مسلما، ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)[الأحزاب:36]، ((لا يؤمن أحدكم حتّى يكون هواه تبعًا لما جئت به)) أخرجه الحسن بن سفيان وغيره عن أبي هريرة، قال ابن حجر: "ورجاله ثقات" وصححه النّووي في الأربعين، حتّى يكون عقله، حتّى يكون منطقه، وحتّى تكون طريقة تفكيره، كلّ ذلك تبعًا لما جاء به .
فبالله عليكم إذا كنا بهذا نخاطب المؤمنين الّذين زعموا أنّهم يكونون مسلمين وإن ردّوا بعض عقائد الإسلام، فبماذا نخاطب غير المسلمين؟

هنالك من نذر حياته للشبه ، وإثارة البلبلة ، تحت شعار حرية الفكر ، وحرية الرأي ، تشدّقوا بها ولاكتها ألسنتهم، وعندما تكلّموا بها زعموا أنّهم أصابوا من الإسلام مقتلا، وزعموا أنّ المسلمين أجمعين سيقفون عاجزين لأنّ الإسلام ثبت أنّه دينٌ غير حضاريّ، وقالوا إنّها حرّيّة الرّأي، إنّها حرّيّة اعتناق المذهب والمبدأ والتوجه والإعتقاد ، إنّها الحرّيّة الّتي أعطاها الإسلام أتباعه ورعايا دولته من غير أتباعه على حدٍّ سواء، بينما زعم غير المسلمين أنّها حرّيّةٌ مفقودةٌ في ظلّ دولة الإسلام، تلك الدّولة الّتي يزعمون أنّها دولةٌ ثيوقراطيّة؛ دولةٌ يسود فيها الحكم الدّينيّ الإرهابيّ الجائر، وليست الثّيوقراطيّة من الإسلام في شيء، إنّما الإسلام أُنموذجٌ لا يمكن أن يُعبّر عنه مصطلحٌ من المصطلحات الغربيّة؛ لأنّه أُنموذجٌ لا يعرفونه، فلا يشبهه حكمٌ دينيٌّ نصرانيّ، ولا حكم دينيٌّ يهوديّ، ولا حكمٌ دينيٌ بوذيّ، ولا يشبهه بالمقابل حكمٌ مدنيّ، هو حكمٌ دينيٌّ مدنيٌّ في آنٍ معًا، هو حكمٌ منضبطٌ حرٌّ في آنٍ معًا، ولكنّ ذلك التّحرّر يرسم أسمى معاني الوسطية بين التّحلّل والتّحجّر، ديننا دين أوساط ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة:143) ، وما من وسطٍ إلاّ هو فضيلة ، فالفضيلة هي وسطٌ بين رذيلتين، يعرف ذلك علماءالدين وعلماء الأخلاق والسلوك ، فلماذا حاكموا الإسلام بمعيارٍ آخر؟ فأرادوا أن يكون الإسلام بعيدًا عن الوسط طوباويًّا خياليًّا على طرف نقيضٍ من الرّذيلة ، أفلا يعلمون أنّ كلّ طرفي نقيضٍ متقابلين متشابهان؟! فما قابل الرّذيلة فهو رذيلة ، ما قابل التّزمّت المذموم تحلّلٌ مذموم ، ما قابل التّعصّب المذموم تسيّبٌ مذموم، والحقّ هو الوسط بين الأضداد، التّحرّر وسط بين التّحلّل والتّحجّر، الإسلام ما دعا إلى تحجّرٍ وتزمّتٍ وانغلاق، ولكنّه بالمقابل ما أفسح المجال لأيٍّ كان حتّى يتحلّل من الضّوابط والقيود ويفعل ما يشاء متى يشاء بالشّكل الّذي يشاء،
الحرّيّة الدّينيّة ـ أيها الأحباب ـ أسٌّ من أسس الإسلام، لمّا كان الأنصار أوسًا وخزرجًا في الجاهليّة قبل أن تصهرهم بوتقة الإسلام كان بعضهم لا يعيش له ولد وكان ينذر إن عاش له ولدٌ أن يهوّده ؛ بحكم معاشرة اليهود للعرب ـ الأوس والخزرج ـ في تلك المدينة ، فلمّا جاء الإسلام ونُوِّرت المدينة المنوَّرة كان كثيرٌ من أبناء الأنصار عبدة الأوثان يهودًا ، فأسلم الآباء وبقي الأبناء على دينهم، رغب الآباء في إسلام أبنائهم، ورغب الأبناء عن إسلام آبائهم، وما بين الرّغبة في الإسلام والرّغبة عن الإسلام صار الحبل يُشدّ بين الآباء والأبناء، حتّى همّ الآباء بإجبار أبنائهم على اعتناق الإسلام، عندها أنزل الله تعالى قوله: ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [البقرة:265]. فهل بعد هذه الحرية من حرية ،ودونك مثالا خر : الجهاد الذي يصمونه بالإرهاب ، وأقصد به الجهاد الذي ورد في الكتاب والسنه بضوابطه الشرعية التي قررها أهل العلم ، فهل علمتم أن الجهاد لم يكن من أجل الإكراه، ولكنّ الجهاد كان من أجل التّحرير، كان الجهاد تحريرًا لآراء الشّعوب وعقائدهم من سلطان الملوك الجائرين، حتّى يستطيع الشّعب اتّخاذ كلمته بعيدًا عن سلطة المتسلّطين، فلمّا حارب المسلمون الملوك والجيوش ولم يحاربوا الشّعوب أفسحوا المجال للشّعوب لاتّخاذ القرار ولإعلان الكلمة، فمنهم من دخل الإسلام ومنهم من لم يدخل، ولم يُكره على ذلك أحد، وحسبك بذلك ذلك الحدث الجليل الّذي وقع في عهد عمر بن عبد العزيز ، عندما انزعج والي مصر من دخول النّصارى في مصر في الإسلام؛ لأنّ دخولهم في الإسلام كان يُقلّلُ ريع الدّولة من الجزية، فأرسل إلى عمر بن عبد العزيز يشكو له ذلك، يشكو له أنّ أهل مصر يدخلون في الإسلام بكثرة، وإنّ هذا سينقص من أموال الجزية، فأرسل عمر بن عبد العزيز إلى والي مصر مَن عاقبه ضربًا بالسّياط، وقال له: (لوددت أنّ أهل مصر كلّهم دخلوا في الإسلام، إنّ الله بعث محمّدًا هاديًا، ولم يبعثه جابيًا).

أفترى في موقف الوالي ثمّ في موقف أمير المؤمنين أيّة إشارة أو تشمّ أيّ رائحة بأنّهم أكرهوا النّاس على الدّخول في الإسلام؟! والأمثلة بعد هذا كثير، فلم يكن الجهاد إذًا مظهرًا من مظاهر الإكراه، ولكنّه كان مظهرًا بالغًا من مظاهر التّحرير، ومن مظاهر الإطلاق والإعتاق، فلمّا انعتق النّاس اتخذوا قراراتهم بأنفسهم، ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )

ها هو تعالى يقول في موطنٍ آخر: ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) [الكهف:29]. إنّها حرّيّةٌ مطلقةٌ في الرّأي والاختيار، ولكنّها حرّيّةٌ تترتّب عليها نتائج عظيمة، وبقدر ما يُعطى المرء من الحرّيّة يُحمّل من المسؤوليّة، فلمّا أُعطي حرّيّةً عظمى تتعلّق باتّخاذ القرار في أهمّ مسألةٍ في الكون وأهمّ مسألةٍ على مرّ التّاريخ، ألا وهي حرّيّة اتّخاذ الإله وحرّيّة انتساب الدّين، عندها حمّله أعظم مسؤوليّةٍ على الإطلاق، حمّله نتيجةً عظيمة هي الخلود في نعيمٍ أو في جحيم، ، ولكنْ ما بعد ذلك؟ ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا [الكهف:29-31].

هم اختاروا فتحمّلوا نتيجة اختيارهم، ولو أنّه أجبرهم على اتّباع مبدأ أو امتثال أمرٍ أو اعتناق دين لما تحمّلوا هذه المسؤوليّة العظيمة؛ لأنّه سبحانه كما قال: ( لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [يونس:44]، ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) [الكهف:29]، ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًَا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) [الأنعام:153]. إنّه تخيير، وما أكثر النّصوص الّتي تُقرّ التّخيير إقرارًا نظريًّا في الكتاب أو في السّنّة، فطريق الخير وطريق الشّرّ بيّنان.
فإذا أسلم أحدهم فالحمد لله ، وإن لم يك مسلمًا فإنّه ليس ملزمًا بأن يصير مسلمًا، فإن صار مسلمًا فبها ونعمت، وإلاّ فإنّ الدّولة الإسلاميّة تحفظ له حقوقه، تحفظ للنّصارى كنائسهم ولليهود بيعهم، وإنّ الدّولة الإسلاميّة تحميهم من أعدائهم، فقط عليه الجزية ، فما أشبه الجزية ببدل حماية ، وأمّا المسلم فليس له ذلك، ليس له ، بل هو ملزمٌ بالجهاد، صار التّفاوت هنا نظريًّا من النّظرة الدّنيويّة لصالح النّصرانيّ، وأمّا من النّظرة الأخرويّة فإنّ الجهاد فضلٌ وشرف وليس قسرًا وكلفة، الدّولة الإسلاميّة مطالبةٌ بأن تحمي النّصارى من بعضهم، كما حدث في إنطاكيّة في بعض عصور الدّولة العثمانيّة، عندما خصّصت الدّولة جنودًا وأحراسًا يحمون طوائف النّصارى من بعضهم لعظيم الفتنة الّتي كانت بينهم، حتّى في فلسطين، حتّى في مهد النّصرانيّة في بيت لحم، كان النّصارى يذبّحون بعضهم ويقتتلون؛ من الّذي يحوز مفاتيح كنيسة المهد ـ مهد المسيح عليه السّلام ـ؛ لهذا فقد آلت المفاتيح إلى المسلمين إلى ذرّيّة أبي أيّوبٍ الأنصاريّ رضي الله عنه.
الدّولة الإسلاميّة مطالبةٌ بتأمين الحياة الكريمة لهؤلاء من غير المسلمين: (فوالله، ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثمّ نخذله عند الهرم)، قالها عمر بن الخطّاب في رجلٍ يهوديّ.
إذًا ليس غير المسلم مطالبًا بالدّخول في الإسلام إلاّ مطالبةً دينيّةً معنويّةً، وأمّا من النّاحية المدنيّة فلا، فإن لم يسلم فإنّه لن يجبر ولن يؤذى ولن يقتل، ولكنْ إذا أسلم صار عضوًا في هذا المجتمع الإسلامي ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، صار عضوًا في الإسلام، فلا بدّ إذًا أن يتحمّل نتائج انتسابه لهذ المجتمع، ولا بدّ من أن يكون راضيًا بكلّ ما فيه من مبادئ وقوانين، لم نأت بهذه القاعدة من عندنا فقط ، بل إنّ كثيرين من غير المسلمين اعترفوا بها، فذلك على سبيل المثال جون جاك روسو في كتابه (العقد الاجتماعيّ) يقرّ أنّ امرأً فردًا من النّاس إن دخل في اجتماعٍ معيّن، وإن صار عضوًا في مجتمعٍ معيّن فقد عقد بينه وبين هذا المجتمع عقدًا بطريقةٍ تلقائيّةٍ، وإن لم يوقّع ويوقّعوا، وإن لم ينصّ وينصّوا، فإنّ العقد قد أبرم لأنّه صار عضوًا في هذا المجتمع، إن أنت دخلت بلدًا من البلدان فهل لك أن تخالفَ قانونه بدعوى أنّك لا تعترف بهذا القانون؟! إن أنت دخلت بلدًا يحرّم أمرا ما في وسائل النّقل ففعلت ذلك الأمر في وسائل النّقل وطولبت بالغرامة أو حبست ربّما، فهل لك أن تقول: أنا لست مقتنعًا بهذا القانون؟! إذا كنت غير مقتنعٍٍ بقانون البلد فلمَ دخلت البلد من الأساس؟! ما دمت قد دخلت البلد فأنت ملزمٌ بكل قوانينه، إن كنت معتادًا على التّسيّب في بلدك ثمّ سافرت إلى بلدٍ آخر لا تسيّب فيه وتسيبت ، فهل تعذر لأنّك من بلدٍ آخر؟! لا، بل إنّ قوانين البلد الجديد صارت نافذةً عليك ملزمةً لك بكل تفاصيلها وحذافيرها، إذا كان هذا يتعلّق بالدّخول في بلد فمن باب أولى الدخول في الإسلام ، ما قيمة إسلامي إذا كنت أتهجم على مسلماته ، وأضع معولي في ثوابته ، وأقلل من شأن من يحملون ألوية الدعوة والإفتاء والتوجيه وقد صدق القائل :
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا
من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

فإذا دخلت دينٍ الإسلام ، وقلت أنا مسلم ، فأنت إذًا ملزمٌ بتفاصيل هذا الإسلام، وعالمٌ مسبقًا بما يترتّب على كلّ فعلٍ تفعله، ملزمٌ بكلّ تفاصيله لأنّه دينٌ لا يجزَّأ، نظامٌ محكمٌ لا يفتّت، ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) [البقرة:85]. فعليك أن تقبل به كما هو، وما أكثر ما نرى اليوم من مسلمين ضَعف إيمانهم لا لأنّ الإسلام فيه خطأٌ أو أنّ الإسلام فيه عيبٌ، ولكنْ بما يرون من تقصير من حَولهم، فكيف إذا رأوا من حولهم ينخرون في العقائد ، ويفتون في الثوابت والمسلمات ؟! كيف إذا رأوا نكوصًا عن الدّين جملةً وتفصيلا؟!

إخوتي في الله : في أصل الدّين والإيمان لا يمكن أن يتخلى عن الدّين امرؤٌ لشبهةٍ تتردّد عنده في الأصل كما قال أبو سفيان في جوابه على أسئلة هرقل، قال له: هل يدخل أحدٌ دينه ثمّ يخرج منه سُخطةً له؟ قال: لا، فقال هرقل: وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لا يخرج منها.

ولكن عندما صارت الشّبهات تُشاع وصارت الأمراض تفشو في عقائد النّاس صار بعضهم يتخلى عن مسلماته وعقيدته لشبهة، وإلاّ فلم يكن ذلك في الأصل واردًا؛ لأنّ النّاس كانوا يؤمنون إيمانًا خالصًا، وكانت عقائدهم صافية، إذًا ما دامت الأمراض عارضة فلا بدّ إذًا من أن نعالجها علاجًا حكيمًا، ولا بد من التفريق بين من لابسته شبهة لا يدري أين الحق والباطل فيها وبين من أراد تخريب الإسلام وأراد إفساد عقائد المؤمنين ، تحت مسميات شتى ، فالأول تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ويناصح بالتي هي أحسن لأنه يريد أن يصل إلى الحق من خلال مغالطاته وليس صاحب هوى وأما الآخر فإنه يعرف الحق كما يعرف الباطل ولكنه يرمي لإغواء الناس وتلبيس دينهم عليهم ، وإثارة الشبه ، فإن جودل في الأمر وعاد أو نفى ما علم الناس منه ، فإنه لا سبيل عليه ، ولك مثالا في المنافقين ، ولا نرمي إن شاء الله أحدا بذلك ، فنحسب أننا إن شاء الله إخوة نسعى للحق والصواب ، أقول ، ها هم المنافقون الّذين عاصروا النّبيّ ، لطالما ارتدّوا عن الإسلام، فلمّا قُرِّرُوا بردّتهم نكصوا وأنكروا، فلم يقتلوا بردّة لأنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أخذ بالظّاهر، ها هو ذا رأس النّفاق عبد الله بن أبيّ بن سلول يسبّ النّبي صلى الله عليه وسلم ويذمّه، كانوا راجعين من غزوة بني المصطلق عندما اختصم رجلٌ خزرجيٌّ مع أجيرٍ لعمر بن الخطّاب، والخزرجيّ من أهل المدينة ومن قبيلة عبد الله بن أبيّ لعنه الله، وأجير عمر من أهل مكّة من المهاجرين، فلمّا وصل الخبر لعبد الله بن أبيٍّ قال: أوَيناهم في ديارنا ثمّ يقاتلوننا، ما مثلهم ومثلنا إلاّ كقول من قال: سمّن ***ك يأكلك ـ يقول ذلك عن المهاجرين ـ، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأزل - لعنة الله عليه، يقصد بالأعزّ نفسه، ويقصد بالأذلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصل الخبر إلى المصطفى عليه الصّلاة والسّلام فأرسل إلى عبد الله بن أبيّ: ((أأنت قلتها يا ابن أبيّ؟)) قال: لا، قال: ((فانصرف)). لقد أقرّ الوحي ذلك الخبر، وثبت بالدّليل القاطع الّذي لا شبهة عليه فقال تعالى: ( يَقُولُونَ لَئِن رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)[المنافقون:8]، ومع هذا لم يقتل رسول الله ابن أبيٍّ لأنّه لم يعترف ولم يصرّح بما قال. جاء عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله، مرني أضرب عنقه، قال: ((لا يا عمر، لا أقتله حتى لا يقول النّاس: إنّ محمّدًا يقتل أصحابه)). صلّى الله عليك وسلم يا رسول الله، ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين ) [الأنبياء:107]، ((لا أقتله حتّى لا يقول النّاس: إنّ محمّدًا يقتل أصحابه)). منافقٌ يسبّه ومع ذلك لا يقتله كما يُقتَل المرتدّون، يأتي عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلول رضوان الله عليه ولعنة الله على أبيه، يقول: يا رسول الله، إنّه ليس أحدٌ أبرّ بأبيه منّي بأبي، وإنّي سمعت ما قال أبي، وإنّي أخشى أن تأمر واحدًا من المسلمين بقتله فلا أتحمّل ولا أطيق أن أرى قاتل أبي أمامي فأقتله ـ لبرّي بأبي أقتل قاتل أبي ـ فأكون قد قتلت مسلمًا بكافر ـ وهو يعترف أنّ أباه كافر، ولكنّه يخشى من حميّة البنوّة ـ، فيا رسول الله إن أردت أن تقتل أبي فمرني أقتله بنفسي، حتّى لا أتعرض لقتل رجلٍ قتل أبي بل أقتله أنا، فيقول عليه الصّلاة والسّلام: ((لا، ولكنْ نحسن إليه ما دام بيننا)). صلّى الله عليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين ). يمضي عبد الله بن عبد الله رضوان الله عليه إلى أبيه لعنة الله عليه، فيقول له بعد أن أمسك به وهمّ بقتله همّ بضربه، قال له: والله، لا أدعك حتّى تقول: إنّك أنت الذّليل ورسول الله هو العزيز، حتّى إذا اعترف أبوه بذلك تركه، اعترف بأنّه هو الأذلّ ورسول الله هو الأعزّ. وتمضي أيّامٌ ، ويموت عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس النّفاق، فيأتي ابنه إلى رسول الله ويطلب منه رداءه ليكفّن به أباه، فيعطيه رداءه، ويقول له: ((إن فرغتم منه فأعلموني))، إذا فرغتم منه فأعلموني، يقول عمر: يا رسول الله، تكفّنه ببردتك وقد نافق! فيقول: ((وما ينفعه بردي إن لم ينفعه عمله؟!))، يعلمون رسول الله بأنّهم فرغوا من تجهيزه، من تغسيله وتكفينه، فيأتي النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ليصلّي عليه وهو الذّي ذمّه، وهو الذّي سبّه، وهو الّذي اتّهم زوجته بالفاحشة، وهو الّذي قال عنه ما قال، وهو الّذي أيّد اليهود عليه، وحاربه وحارب أصحابه، وهو الّذي قال: ( آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، فيقف عمر بن الخطّاب بينه وبينه يقول: يا رسول الله، أتصلّي عليه وقد نافق؟! يقول: ((دعني يا عمر))، يقول: يا رسول الله، أتصلّي عليه وقد نافق؟! يقول: ((دعني يا عمر، فإنّ الله قال لي: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) [التّوبة:80]، فوالله لو علمت أنّني لو استغفرت له واحدةً وسبعين مرّةً لغفر الله له لاستغفرت له)). وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين، لو علم أنّه لو استغفر واحدةً وسبعين مرّةً لغفر الله لابن أُبَيّ لاستغفر له واحدةً وسبعين مرّة، ويصلّي عليه، عندها أنزل الله تعالى تأييدًا لعمر بن الخطّاب: ( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُم مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ ) [التّوبة:84]. ارتدّ فلم تُقَم عليه عقوبة الرّدّة لأنّه لم يصرّح بِرِدَّتِه، بل كان يُظهر حبّه للنّبيّ، فعامله النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بالظّاهر مع يقينه من الباطن.

ديننا هو دين الحرّيّة، وهو دين المنطق، وهو دين الرّأي، الرّأي الّذي ينضبط لا الرّأي الّذي ينعتق من الضّوابط ، ديننا هو دين الحرّيّة، تلك الحرّيّة، وذلك التّحرّر الّذي هو وسطٌ بين التّحجّر والإنحلال ، فليس دينًا إرهابيًّا ثيوقراطيًّا، وليس دينًا متحلّلاً متسيّبًا، بل إنّه دينٌ وسطٌ بين هذا وذاك، وإنّما الكمال يكون في الوسط، و((خير الأمور أوسطها)) أخرجه البيهقي عن مطرف رضي الله عنه وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي قلابة.
فحرية الرأي ، وحرية الفكر ، بهذا المعنى المطاطي ، غير المقيد بقيد الشريعة ، غير المنضبط بضوابط العقيدة ، إنما هومسخ في الفكر ، وعته في الفطرة ، وخلل في السلوك ، وتشوه في المنطق ، ووالله ما أتيت بهذا الموضوع ، رغبة في المشاحنة ، ولا المداهنة ، ولا المنابذه ، إنما هي نصيحة لكل من قرأها خالصة لوجه الله ، والتماسا لرضى الله ، وخوفا من سخط الله ، وتبيينا للحق الذي أمر الله ببيانه ، وحذر من كتمانه ، خوفا على كل من قرأها ، وشفقة عليه ، وحبا له ، وليس ذلك من باب الدّفاع عن الإسلام لأنّ الإسلام حقٌّ بذاته لا يحتاج إلى من يدافع عنه، إنّما ذلك تشريفٌ لنا بأنْ نصير مظهرين للإسلام على حقيقته، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، وأستغفر الله لي ولكم جميعا من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

شام
12-08-2006, 05:38
موضوع اقل ما يمكن أن يقال فيه :

حاجة ملحة وضرورية في وقت اختلفت فيه المفاهيم

و دخلت قيم و خرجت قيم

إنه دعوة من جديد لإلقاء الضوء حول مغهوم حرية الفكر و التعبير في الدين الاسلامي

التي كرسها الاسلام و التي تعرضت للكثير من الاهتزاز ..

بقصد احداث متغيرات على الاسس و القواعد الاسلامية

و تنميطها حسب الايديولوجية السائدة حالياً

الشيخ الفاضل عبد الله الواكد ..

جزاك الله كل الخير ..

ويعطيك العافية ..

المطنوخ
12-08-2006, 05:59
جزاك الله شيخنا الفاضل خير الجزاء

ونفع بك الاسلام والمسلمين

وجعل بكل حرف غرسته هنا اجرا وحجة لك يوم القيامه


لا استطيع ان ازيد حرفا على ماتفضلت به لانك تفضلت وقلت بما نفكر به


شكرا لك من القلب

السرعوفي
12-08-2006, 09:02
اخي الفاضل , لايزال الخطاب الاسلامي يدور في نفس الدائرة الازليه والتي لم يستطع الفكاك منها ولم يستطع تعويض الفرد عما يبذله تجاه الدين !!! بصرف النظر عن الاختلافات المذهبيه بالاسلام وبصرف النظر عن اجبار مواطني كل دوله على اتباع نفس المذهب الاوحد وبالرغم من هذا الا اننا لانجد على ارض الواقع نتائج ايجابيه وساميه للرحمة والعدل والمبادىء التي يتشدق بها البعض بأن الاسلام قد سبق الغرب بمراحل في حقوق المراءه وحقوق الانسان ,واذا بالانسان يجد نفسه على النقيض تماما حينما يتراىء له الموقف من عدم وجود للعدل والرحمه والمساواة في الحقوق والواجبات التي نص عليها الاسلام الحقيقي !!! اين الاسلام اليوم من حقوق الانسان ؟؟ واين الاسلام اليوم من التعاملات الربويه الكامله التي تطال حياتنا شئنا ام ابينا ؟؟ واين الاسلام اليوم من حق المراءه الذي لطالما تشدق به المتشدقون اما كذبا او منافقة بأنها تأخذ حقها الكامل وان الاسلام راعى حقوقها , اين تلك الحقوق وهي تهدر كرامتها كل صباح امام الدوائر والمحاكم وامام انظار الجميع ؟؟؟ من للقوارير ؟؟؟ اخي ان التاريخ يذكر وقد ذكر الكثير من المجتمعات التي تخلت عن مسلماتها في سبيل الحريه والعدل والمساواة الحقيقيه وهذا مشهود في دول قريبه عنا وبعيده !!! اخي الفاضل لم اعتد ان اناقش شخصا عن الدين ولا احبذ ذلك لانني اقراء واقارن بين الفكر والعقل في كل امور دنياي و لا اسمح في حدود مقدرتي بأن اكون مجرد تابع لاحد , فقط مأقرأه من القران الكريم هو ما يسير حياتي واظنه كافيا الى ان القى ربي باعمالي التي لن تنجيني !!! ولكني استغرب كثيرا عند تلك الخطابات التي اخرتنا كثيرا في اللحاق بالركب العالمي بسبب قلة ممن يسمون بالعلماء والذين نصبوا انفسهم منارات للهدى وهم في الواقع يريدون لنا ان نبقى في ذات الصومعه !!! ويزداد عجبي حينما ارى الخلاف يحتد بينهم بسبب قضيه عقديه مثل الجهاد في سبيل الله !!! ويصل عجبي اشده حينما ارى ان البعض يكفر البعض الاخر الذي يعيش معك ويأكل من ذات الاناء الذي تأكل منه !!! ومنتهى العجب بأن الدين يتبع السياسه ويقتات منها في اكثر الاحيان !!! واذا بالعالم الاخر يطبق مانقوله نحن باألسنتنا باعمالهم وممارساتهم فتجد العلماء ورجال الدين والمشرعون والقضاة هناك لايتبعون الدوله في اعمالهم بل هم شبه مستقلون بارائهم ولو كانت تعارض انظمتهم السياسيه , فهل نحن فاعلون ؟؟؟ اذن نحن لدينا مشكلة في المصداقيه واننا شعب لانطبق ما نقول في كثير من الاحيان وهذا سبب تأخرنا ولكن من يعلق الجرس !!! ؟؟؟ مع كامل الاحترام للجميع ولك شخصيا ... !!!

ريم شمر
12-08-2006, 09:52
ولا بد من التفريق بين من لابسته شبهة لا يدري أين الحق والباطل فيها وبين من أراد تخريب الإسلام وأراد إفساد عقائد المؤمنين ، تحت مسميات شتى ، فالأول تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ويناصح بالتي هي أحسن لأنه يريد أن يصل إلى الحق من خلال مغالطاته وليس صاحب هوى وأما الآخر فإنه يعرف الحق كما يعرف الباطل ولكنه يرمي لإغواء الناس وتلبيس دينهم عليهم ، وإثارة الشبه ، فإن جودل في الأمر وعاد أو نفى ما علم الناس منه ، فإنه لا سبيل عليه

شخينا الفاضل عبدالله الواكد

لقد كفيت ووفيت وشرحت وبلغّت فجزاك الله عنا كل خير

ونسأل الله أن تصل كلماتك للقلوب المغلقه والعقول التائه فترى الحق وتتبعه

وندعو الله أن يجمع قلوبنا على الحق والخير دائما وأبدا


وأن يجعل مضايفنا منبرا للخير وأهله وعونا للدين ونصرة لدعاته


بارك الله لك بعلمك وعملك وجزاك الله خيرا


.
.
.

محمدالشمري
12-08-2006, 13:17
كل الشكر والتقدير على هذه النبذة عن ديننا الحنيف وما يتسم به من شريعة وقوانين نحن بحاجة لتطبيقها على أنفسنا ومن ثم الآخرين .

الحقيقة أخي الشيخ عبدالله أن مانمر به كمسلمين يحتاج منا لوقفة جدية لمراجعة أنفسنا وما نقوم به من فعلٍ نجهل أو نتجاهل ما أمرنا به كمسلمين ، الامر الذي أدى الى ما نحن فيه ، فأصبحنا وديننا فرائسٌ لأعداء الله ورسوله والمسلمين .

الأمه تعيش في حالةٍ من الشتات والضياع بين مفاهيمٍ يزعم البعض بأنها من الدين وبها يسيئون له وللمسلمين الامر الذي أستغله أعدائنا لتوسيع الهوه وخلط المفاهيم وزرع روح الاحباط والهمه لدى الكثير من أبناء هذه الامه .

فبأسم الدين والاسلام تقاتلنا وأختلفنا وكان الشقاق بيننا ، وبأسم الدين والاسلام كفّرنا وكفرنا بعضنا البعض ، وبأسم الدين والاسلام تنازعنا وذهبت ريحنا ، مع العلم بأن الاسلام بريء مما ألصقناه به ، وبعيدٌ كل البعد عما نفعله ببعضنا البعض .

الامه أخي الفاضل تحتاج لعلماءٍ يوجهون مسارهم الى الحق ، ويبيّنون لهم طريقه ، وذلك يجب أن يكون هناك مجلسٌ موحد يضم من يخاف الله ولا يخشى عبيده ، ويكون مرجعٌ لهم يحميهم من الخلط والابتزاز والتخبط .

اوجه لك كل الشكر والتقدير على هذه الكلمات الرائعه والمفيده كما أشكر الاخت ريم شمر على تثبيت هذا الموضوع ، وأتمنى من فضيلتك أن لاتحرمنا وزملائك من النصح والارشاد والكتابه .

سيدة القـــــلم
12-08-2006, 13:53




شُكْرَاً لَكَ ..
وجَزَاَك اللهُ عَنّاَ خِيرْ الجَزَاَء .. وأثَاَبَك الثُواّب العَظِيمْ
ونَفِعَ بِكَ البِلاد والعِبَاَدْ



كُنْ بِخِيرْ






.

الداعيه / براك الفريسي الجربا
12-08-2006, 15:40
ها هو تعالى يقول في موطنٍ آخر: ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) [الكهف:29]. إنّها حرّيّةٌ مطلقةٌ في الرّأي والاختيار، ولكنّها حرّيّةٌ تترتّب عليها نتائج عظيمة، وبقدر ما يُعطى المرء من الحرّيّة يُحمّل من المسؤوليّة، فلمّا أُعطي حرّيّةً عظمى تتعلّق باتّخاذ القرار في أهمّ مسألةٍ في الكون وأهمّ مسألةٍ على مرّ التّاريخ، ألا وهي حرّيّة اتّخاذ الإله وحرّيّة انتساب الدّين، عندها حمّله أعظم مسؤوليّةٍ على الإطلاق، حمّله نتيجةً عظيمة هي الخلود في نعيمٍ أو في جحيم، ، ولكنْ ما بعد ذلك؟ ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا [الكهف:29-31].

هم اختاروا فتحمّلوا نتيجة اختيارهم، ولو أنّه أجبرهم على إتباع مبدأ أو امتثال أمرٍ أو اعتناق دين لما تحمّلوا هذه المسؤوليّة العظيمة؛ لأنّه سبحانه كما قال: ( لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [يونس:44]، ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) [الكهف:29]، ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًَا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) [الأنعام:153]. إنّه تخيير، وما أكثر النّصوص الّتي تُقرّ التّخيير إقرارًا نظريًّا في الكتاب أو في السّنّة، فطريق الخير وطريق الشّرّ بيّنان.



عندما يتميز الفكر من الغيظ لأهواء معينة أو لأمور ممقوتة فإن افرازاته النتنة تغتال كل أنفاس الجهال .. ولكن هناك من يطهر المكان ويجعله يفوح نظارة من أصحاب العقول الراسخة .

همسة:
في أذن كل صاحب فكر مزركش .. و أصحاب الأفكار الهابطة التي تكون مستنقعاً لكل غثاء.. إلى أصحابها الذين تحتاج أفكارهم إلى صرف صحي أجلكم الله .
أقول(((( اللسان هو العضلة التي وراء كل معضلة ))))



جزاك الله شيخي الفاضل كل خير وبارك في علمك واهلك ومالك وعافيتك وذريتك .


أخوك المحب

صلفيق ابو قناة
12-08-2006, 17:52
بارك الله في علمك شيخنا عبدالله ووفقنا وإياك لقول الحق والعمل به




ولكنّه لا يحتاج إلى من يدافع عنه؛ لأنّه حقّ بذاته لا بمدافعيه، ولأنّه كمالٌ بذاته لا بمناصريه، ولكن شرفًا للمرء أن يكون مدافعًا عن الدّين الكامل وإن كان هذا الدّين مستغنيًا عنه؛ لأنّ الله جلّ وعلا تكفّل بحفظه ببشرٍ أو بغير بشر، وتكفل بنشره بعزة عزيز أو بذلة ذليل ، فالدين محفوظ ، والقرآن محفوظ ، والسنة محفوظة .


أخي عبدالله كررت كثيراً عبارة أن الإسلام لا يحتاج إلى من يدافع عنه ، وهي عبارة لو أخذت على معناه الظاهري لفهم منها عدم الحاجة الى نفي شبه المبطلين ولا رد بدع المبتدعين ولا انكار على مخالفين!!!

والإسلام دين الله الحق لا ريب ولا جدال ولكن ألا يحتاج الحق الى بيان ، ومن ذا الذي يبينه لو لم يقوم بذلك أحد من البشر!!

نقطة أخرى أتمنى منك توضيحه وهي : ((فالدين محفوظ ، والقرآن محفوظ ، والسنة محفوظة ))
فالذي أنا متأكد من حفظه هو القرآن الكريم وذلك لقول الحق سبحانه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)

أما الدين والسنة النبوية فأتمنى بأن أقرأ لك أو لأحد الأخوة المطلعين دليل من آية أو حديث على حفظ الله لهم !!

جزاك الله خير الجزاء شيخنا الكريم على هذا الموضوع المهم والمفيد

الشيخ/عبدالله الواكد
13-08-2006, 00:57
أختي الفاضلة : إيمان قويدر

أشكرك على تعليقك المختصر ( الشامل ) الذي ينم عن سعة إدراكك للواقع


أخي الفاضل : المطنوخ

أشكر لك مرورك الطيب المبارك ولك دعواتي الخالصة بأن يوفقك الله لما يحبه ويرضاه في الدنيا والآخرة


أخي الكريم : السرعوفي

أشكر لك مداخلتك الكريمة وكلامك فيه من الصواب الشيء الكثير واستفدت من كلامك رعاك الله لكن الموضوع المطروح هو حرية الفكر في منظور الإسلام ، وليس في منظور من يطبق ما يحلوا له من الإسلام ، فكلامنا حفظك الله وبارك بعقلك النير لا يدور حول تطبيق الإسلام ولكنه يدور حول منهج الإسلام نحن تكلمنا عن هذه الشريعة الغراء التي جاء بها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم من لدن رب العالمين سبحانه وتعالى وذكرنا نماذج من تطبيقها في زمن النبوة و الصفوة ، والحقيقة أن الأمر مثلما قلت في مداخلتك ( عدم وجود للعدل والرحمه والمساواة في الحقوق والواجبات التي نص عليها الاسلام الحقيقي !!! اين الاسلام اليوم من حقوق الانسان ؟؟ واين الاسلام اليوم من التعاملات الربويه الكامله التي تطال حياتنا شئنا ام ابينا ) أقول : الإسلام موجود ولكن أين الذي يطبق الإسلام ، أين من يتخذ الإسلام نظاما في جميع شؤون الحياة ، نحن تكلمنا عن الإسلام الحقيقي الذي عنيته في مداخلتك الطيبة ، ووالله كلنا نتطلع إلى أن يطبق الإسلام في بلاد المسلمين جملة وتفصيلا وفي جميع شؤون الحياة ، فنسأل الله عز وجل أن يعز دينه وينصر كلمته ويرد من ضل منا إليه ردا جميلا .


أختي الكريمة : ريم شمر

أشكر لك مرورك الكريم وتثبيتك للموضوع ، وأسأل الله أن يتقبل منا جميعا صالح الدعاء


أخي الفاضل : محمد الشمري ( مشرف المضيف العام )

أشكرك على مرورك الكريم وتعليقاتك الطيبة التي تفضلت بها وياليت الأساتذة هنا والكتاب يركزون على هذه الجوانب ويتناولونها بموضوعية صادقة صافية ، نابعة من المصدرين الكتاب والسنه ، وبالمناسبة هنا أقلام ولله الحمد رائعة جدا ومميزة على مستوى الساحات عموما ولربما لا تجد مثلها في كثير من المنتديات بل إنني والله قرأت لكتاب معروفين ولهم مؤلفات لم أستمتع بكتاباتهم بقدر ما أستمتع بكتابات كتابنا هنا ، حيث الفكر الثاقب ، والخيال الرحب ، والثقافة الواسعة ، والمفردات الجميلة ، والصياغة الأدبية الرائعة ، وهذا بفضل الله ثم بفضل تطوير الكاتب لنفسه واهتمامه الشديد بما يصدر عنه ثم بفضل جهاز الإشراف ، والترابط الأخوي
أشكرك أستاذي الكريم ولك مني غاية الشكر والتقدير



أختي الكريمة : سيدة القلم

أشكر لك مرورك الكريم وأشكرك على دعواتك الطيبة المباركة ، وأسأل الله أن ينفع بقلمك الرائع الجميل الإسلام والمسلمين



أخي الفاضل : الداعية براك الفريسي

أشكر لك مرورك الكريم ، وتعليقاتك الكريمة ، أسأل الله أن ينفع بك وأن يبارك في جهودك في الساحة ، وأن يرزقك بر أبنائك ، وأن يرفع درجاتك ويغفر ذنبك
أخوك المحب


أخي الكريم صلفيق أبو قناة

أولا أشكر لك حضورك ومرورك الكريم وأشكرك على مداخلاتك الكريمة الطيبة ، وملاحظاتك القيمة ولكن الذي أقصده أخي الفاضل أن الإسلام حق بذاته فمن هذا المعنى لا يحتاج لأحد أما إذا وردت عليه شبه وأحدثت فيه بدعة ، وتطاول عليه تحريف فهنا بلا شك يدافع عنه جهابذة العلماء والدعاة والغيورون ولكن سلاحهم ليس من عند أنفسهم ولكن بتبيين ذات الإسلام واستخراج الحجة الدامغة من نصوص الدين ذاته ، هذا الذي أعنيه ، وأشكر لك كريم النباهة حفظك الله

وأما بالنسبة لحفظ الدين

فورد في الصحيحين من حديث معاوية، رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". وأخرجه مسلم (1920) من حديث ثوبان، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".
وأخرجه مسلم (1922) من حديث جابر بن سمرة، رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
وأخرجه مسلم (1923) من حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
وأخرج أبو داود (2484)، والإمام أحمد (19851)، من حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام".
قال الإمام النووي. (وأما هذه الطائفة فقال البخاري: هم أهل العلم. وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث ...).
وقال أيضًا: (ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض ...) ينظر: شرح النووي على مسلم (13/
وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين" والبيوت تتكاثر وتزداد حتى قيام الساعة والحديث صحيح وثابت وصححه الألباني في السلسلة تحت رقم الحديث (3) مجلد (1) وأخرجه الإمام أحمد عن تميم الداري مجلد (4) صـ (103) وعن مقداد بن الأسود مجلد (6) صـ (4) وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه ابن منده في الإيمان (1085) والبيهقي في السنن (9/181) وأخرجه البخاري في التاريخ (2/150)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/231) والطحاوي في شرح مشكل الآثار
كذلك الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها" مسلم (2889) وقال الألباني –رحمه الله- حول هذا الحديث عبارة جميلة ونصها "ومما لا شك فيه أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان وهذا ما يبشرنا به الحديث .
وأما حفظ السنة ،
فهو أمر لازم لحفظ الدين والسنة جاءت مفصلة للقرآن وشارحة له والآيات والأحاديث التي تؤكد حفظها كثيرة
منها قوله تعالى (إن هو إلا وحي يوحى) وقوله تعالى (قل إنما أنذركم بالوحي) وقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) وقال تعالى ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ )(الحشر: من الآية7) بل إن ذلك يثبت بالدليل السابق ، الطائفة المنصورة التي تبقى ظاهرة على الحق حتى قيام الساعة فكيف يكونون ظاهرين وعلى الحق بدون السنة ، والسنة هي التي فصلت القرآن فالصلوات عدد ركعاتها وأنصباء الزكاة و ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) وغيرها كثير ، والأدلة كثيرة لكن أكتفي لكي لا أطيل وحبذا لو تطلع على كتاب لسماحة الشيخ بن باز رحمه الله إسمه مجموع فتاوى ومقالات متنوعة من أول الكتاب حتى صفحة 55
وأشكرك أخي الكريم وأسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وأعتذر للأخوة على ردي لهم في صفحة واحدة ولكن أسأل الله الذي جمعنا في صفحة واحدة أن يجمع قلوبنا على التقوى

الغريب محمد المنسلح
13-08-2006, 10:13
شيخناالفاضل:عبدالله الواكد
نفعنا الله بك وبعلمك ونسأله سبحانه وتعالى ان يثبتك بالقول الثابت في الدارين
ويعلم الله سبحانه وتعالى اننا بأمس الحاجة الى موضوعك والى المواضيع التي تلم شمل المسلمين
وتدافع عن هذا الدين وخاصة في هذا الزمن العصيب والتي تتابعت فيه الهجمات وتوالت فيه سهام الضالين
المضلين لينالوا من ديننا وقد نعتوه بالارهاب ووصموه باقسى الالقاب
ونحمد الله سبحانه وتعالى ان قيظ من يدافع عن هذاالدين وينافح عنه
وياحبذا ايهاالشيخ الفاضل لومنحتنا بعض وقتك لتعلمنا مم علمك الله اياه فلحروفك وكلماتك وقع
في قلوب محبيك وفقك الله لمايحب ويرضى
وتقبلوا خالص دعائي

المشرف العام
13-08-2006, 15:31
شيخنا الفاضل : ابو فهد حفظك الله ورعاك

كم نحن بحاجة لمثل هذا القبس الذي يضيء لنا الكثير والكثير من امور دنيانا ، نجني من خلاله الثواب العظيم إن شاء الله ليكون عونا لنا بآخرتنا

المتبصر في امور عالمنا يجد أننا نعيش على ارضِ سُحب سمائها داكنه كقطع الليل المظلم

تمطر علينا مطرا .. يتراءى لنا انه باردا عذبا زلالا ، ولا نعلم حقيقته إلاّ بعد حين عندما نرى أنّه ترك خلفه أرضا جرداء قاحله !!

فأصبحنا في خوف ووجل مما تحمله السماء من غيوم فلا نعلم أيّها اكثر نفعا أو أشدّ ضرراً

يقوم أهل العلم[ بكتاب الله وسنة نبيّه] من بين ظهرانينا بإرشادنا إلى أيّ انواع السحاب اصلح وانفع .. ويعينوننا بما وهبهم الله من علم لإنارة تأملّنا في عالمنا والرقيّ بفكرنا ليصبح اكثر متانةً وأشدّ صلابه .

ومما لا شكّ فيه . . انّك اهديتنا قبس وهجه أنار لنا الصّحف التي تسبرها اعيينا ، ونهض بعقولنا للتبصر فيما يُحاك لها من دسائس ، وإزال الغُمّة عن نفوسٍ انجرفت خلف ما قد يتراءى لها في كبد السماء من سحب ظاهرها الخير وبباطنها الهلاك .

فأحسب ان من يرى بالمنظور [ منظور حريه الفكر ا لاسلامي ] .. سوف يرى امورا قد تكون خافيه عنه فيما مضى وبذلك يسهل عليه فرز الغث من السمين

بارك الله في طرحك النيّر

ونسأل الله سبحانه أن يرينا الحقّ حقّ ويهدينا إليه

حفظك الله ورعاك

الشيخ/عبدالله الواكد
14-08-2006, 00:20
أخي الطيب الكريم : الغريب محمد المنسلح

أولا أشكر لك مرورك الكريم ثم أشكر لك دعاءك الطيب أسأل الله أن يتقبل منا ومنك صالح الدعاء ثم أسأله سبحانه أن يسبغ علينا أردية النعمة وشآبيب الرحمة وأن يجعلنا من أهل الحق وناصريه وأن لايزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وعلى المؤمن أن يمضي فلا يضر القافلة نبح الكلاب وهؤلاء المرجفون على قوارع الطرق لم يسلم منهم الأنبياء والرسل وإليك فقط نماذج من صنائعهم وتأمل القرآن تجده مليء بإرجافهم وسخريتهم وتثبيطهم وتنقصهم ، قال تعالى :

( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) (التوبة:81) )

( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (التوبة:79)

( وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً) (الأحزاب:13)

( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً) (الأحزاب:60)

نسأل الله أن يثبتنا على الحق وأن يصرف شر هؤلاء عن الإسلام والمسلمين وأن يهدينا وإياهم إلى الطريق المستقيم والمنهج القويم

الشيخ/عبدالله الواكد
14-08-2006, 01:32
أستاذنا الفاضل الكريم : أبو سلطان ( المشرف العام )

إذا تكلمت أنت نقف كلنا منصتين لكلامك وعباراتك الأبوية الشامخة ، كشموخ هذه القبيلة العريقة ( شمر ) التي بنيت لها هذا البيت الإلكتروني الفريد ونسجت بناءه من مغزل ذلك البيت ( المثومن ) القابع على ضفاف النفود ونحت أيقوناته من صخور ( آجا وسلمى ) ، فأقبلت عليه الوفود يبدعون فيه البديع ويضعون عنه الوضيع ، والله لا نألوا جهدا أيها الشهم ، في تحقيق كل خير تصبوا إليه ، كيف لا وأنت الذي بسطت ذراعيك وأحطت المكان بخلقك الكريم وتوجهك السليم ، كلماتك اللطيفة البعيدة المعنى ذكرتني بالصحابي الجليل حذيفة بن اليمان أمين سر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ، فأشكر لك جميل تعقيبك وأسأل الله عز وجل أن يبارك في سعيك ويخلف عليك خيرا مما تكبدت من عناء ومشقة وبذلت من مال في سبيل هذا الموقع ، وإني والله لأرى حرصك على سلامة الموقع من الشوائب والنوائب ، فغفر الله ذنبك ورحم الله والديك ورزقك الله بر أولادك ، ورفع درجاتك إنه جواد كريم

عبدالرحمن
14-08-2006, 02:41
ديننا هو دين الحرّيّة، وهو دين المنطق، وهو دين الرّأي، الرّأي الّذي ينضبط لا الرّأي الّذي ينعتق من الضّوابط ، ديننا هو دين الحرّيّة، تلك الحرّيّة، وذلك التّحرّر الّذي هو وسطٌ بين التّحجّر والإنحلال ، فليس دينًا إرهابيًّا ثيوقراطيًّا، وليس دينًا متحلّلاً متسيّبًا، بل إنّه دينٌ وسطٌ بين هذا وذاك، وإنّما الكمال يكون في الوسط، و((خير الأمور أوسطها)) أخرجه البيهقي عن مطرف رضي الله عنه وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي قلابة.
فحرية الرأي ، وحرية الفكر ، بهذا المعنى المطاطي ، غير المقيد بقيد الشريعة ، غير المنضبط بضوابط العقيدة ، إنما هومسخ في الفكر ، وعته في الفطرة ، وخلل في السلوك ، وتشوه في المنطق ، ووالله ما أتيت بهذا الموضوع ، رغبة في المشاحنة ، ولا المداهنة ، ولا المنابذه ، إنما هي نصيحة لكل من قرأها خالصة لوجه الله ، والتماسا لرضى الله ، وخوفا من سخط الله ، وتبيينا للحق الذي أمر الله ببيانه ، وحذر من كتمانه ، خوفا على كل من قرأها ، وشفقة عليه ، وحبا له ، وليس ذلك من باب الدّفاع عن الإسلام لأنّ الإسلام حقٌّ بذاته لا يحتاج إلى من يدافع عنه، إنّما ذلك تشريفٌ لنا بأنْ نصير مظهرين للإسلام على حقيقته، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، وأستغفر الله لي ولكم جميعا من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .




حياك الله شيخنا الفاضل ابو فهد والله تعالى اسأل

ان تكون هذه المشاركة وغيرها في ميزان حسناتك.

اعتقد ان مسألة الحرية هي احدى مصادر الغزو الفكري الكثيرة

والتي منها استخدام العقل في غير موضعه!

فبينما الاسلام احترم العقل ووضعه في مكانه الصحيح

تجد هناك من يسيء استخدام العقل كـ اصحاب الفلسفات المادية

التي ترى ان بالعقل وحده تقاس وتستوي الامور

فكما حدث وتغلغل المبدأ العقلاني عند بعض المسلمين

ابان الدولة العباسية على يد بعض علماء الكلام من المعتزلة

بتشجيع وتأييد من بعض بني العباس

فنقلت كتب الفلاسفة الاغريق وغيرهم الى العربية

والذي انتح بماعرف بمبدأ التحسين والتقبيح العقلي!

يعود الينا اليوم منظري الفكر الذين تأثروا وانبهروا بالغرب

باحياء هذه الخزعبلات التي يرفضها العقل السوي.



.