شام
08-06-2006, 16:42
http://www.ashefaa.com/files/icons/6/062.gif
http://alkaizer.jeeran.com/chara_01.png
أفلام الكرتون .. الرسوم المتحركة .. في ميزان الخير و الشر
كان لنا وقفة مسبقة و اضاءة حول افلام الكرتون ، نشأتها وتاريخها و أعلامها ...
اليوم نحصد معاً ... أهم النقاط التي تناولتها الدراسات ... وهي :
تأثير الرسوم المتحركة على الطفل و الاسرة ... شاركونااا أو تابعونااا ...
لن نحصر مجموعة دون اخرى ... ولن نركز في هذه الخلاصة على نوع دون آخر ... من الرسوم المتحركة فالموضوع جداً كبير .. ولكن يا هل ترى هل هناك تأثير لمعظم ما يبث من الافلام الكرتونية على سلوك الطفل ... وخاصة فيما اذا كانت تلك الرسوم داعية للعنف لنرى هذه الدراسة اولاً :
لم يلتفت انتباه الناس في البداية إلى مدى العنف الذي تعرضه الرسوم المتحركة. ولكن بعد فترة من انتشار هذا الفن نتوقف للحظات لنستعرض التالي:
أ. اعتماد الرسوم المتحركة اعتمادًا كبيرًا على المواضيع القتالية:
http://sabercom2004.jeeran.com/كراتية.gif
إن أول فلم قتالي للرسوم المتحركة لاقى نجاحًا كبيرًا، وكان يعتمد على الخيال العلمي، وشدَّ انتباه جميع المشاهدين، هو مسلسل "غرندايزر". وعلى الرغم من أن بعض الأطفال حاولوا تقليده بالقفز من أماكن مرتفعة، إلا أنها كانت حالات استثنائية ونادرة، وانتهت الظاهرة.
بعد ذلك لم نعد نشاهد إلا أفلامًا قتالية، وحروب فضاء، ومواضيع لا معنى لها سوى القتال بين سكان الكواكب، ولم يعد هناك من موضوع سواه! ونعود هنا لنركز على موضوع الهواة والشركات الصغيرة، مع احترامنا للجميع. فالذي يحدث أن هذه الشركات تسعى للربح، وهذه الأفلام لها شعبية واسعة. لذلك تعمد على تكثيف إنتاجها، دون العمل على موضوعها؛ وللإتيان بالجديد تزيد المؤثرات الصوتية، وتزيد حدة النيران المتصاعدة واللهب وعدد الأشخاص الذين يموتون في كل حلقة (حتى ولو كانوا أشرارًا – و الفكرة هنا التعود على القتل وعدم الإحساس بالآخر).
http://sabercom2004.jeeran.com/كرة%20قدم.gif
ولكن مع غمرة هذه الأفلام يجب ألا نهمل أن بعضها إيجابي. فمسلسل "ساسوكي"، مثلاً، كان يحمل، في كل حلقة منه، قيمة إنسانية معينة؛ كما أن أغنية الشارة كانت ذات معنى وطني وإنساني رائع.
أمام هذه الظاهرة نؤكد على أنه لا ضابط سوى الوعي والتوجيه. ونريد هنا أن نوضح نقطة هامة: في الرسوم المتحركة (شأنها شأن ألعاب الكومبيوتر) تنوع الصورة والكلام لا حدود له، وهي تُعرَض على شاشات التلفزيون؛ لذا فإن لها أوسع جمهور. وإضافة إلى ذلك فإن الكثير من الكبار يشاهدونها أيضًا، نظرًا لأنها تروِّح عنهم أعباء النهار بطرافتها، ويفرح الصغار جدًا عندما يشاركهم الأهل لهوهم – والرسوم المتحركة من عالمهم. لذلك من المهم جدًا الانتباه إلى المواضيع وتوجيهها.
http://sabercom2004.jeeran.com/حصان.gif
كمثال على الرسوم المتحركة الموجَّهة نعرض لفيلم ديزني "الملك الأسد"Lion King . إن هذا الفيلم يعرض الصراع بين الخير والشر، فيحفز الإنسان على النضال من أجل استرداد حقوقه وعدم الاستسلام، ويشجعه على مواجهة ماضيه بشجاعة، مهما كان هذا الماضي، وذلك من أجل التقدم نحو المستقبل؛ كما أنه ليس بعيدًا عن الواقع الإنساني الذي يعيشه كل فرد، ولا نلمس فيه المواضيع العنيفة، كالقتل لمجرد القتل.
مثال آخر مسلسل علمي بشكل رسوم متحركة هو "كان يا مكان" الذي كان له حضور مميز جدًا، وكان يقدم المادة العلمية عن جسم الإنسان تقديمًا سلسًا ومفيدًا، بحيث ترسخ في ذهن الطفل.
http://sabercom2004.jeeran.com/كورة2.gif
ب. تحويل الألعاب الرياضية إلى ألعاب قتالية حربية:
هذه الظاهرة، وسيلة لاستخدام غطاء الرياضة الجميل؛ ولكن الموضوع يبقى كما هو، قتالاً واقتتالاً، له مبرر حينًا، ولا مبرِّر له أحيانًا. كما أنها تعتمد على مفردات لا علاقة لها بالرياضة مثل: "الضربة الصاروخية"، "الضربة اللولبية الملتهبة"، إلخ، البعيدة جدًا عن الواقع الحقيقي للرياضة. أضف إلى ذلك إظهار أبطالها على هيئة "سوبرمان" لا يقاوَم، وهي المواصفات التي لا يمكن أن توجد في أي فرد بشري؛ لذا فإنها، بنوع ما، تحطم معنويات المشاهد؛ إذ إنه يحلم بأن يصير كالبطل. ولكن هذا مستحيل.
http://213.178.225.39/ftpfolder/superman15.jpg
- القيم التي يتلقاها الأطفال من خلال الوسائل الإعلامية:
رسوم متحركة، ألعاب كومبيوتر، دعايات... الخ
من خلال عرضنا السابق نجد أن الإعلام يسهم إسهاماً كبيرًا ومباشرًا في تكوين شخصية الطفل. لذا وجب أن نهتم بما نقدمه له، على كافة الأصعدة الفكرية النفسية الاجتماعية والثقافية.
http://sabercom2004.jeeran.com/disney_34.gif
نأخذ كمثال صورة إحدى شخصيات ألعاب الكومبيوتر، وهي Tumb Riddre، وهي لعبة معروفة جدًا ومتداولة تداولاً كبيرًا بين الأولاد والكبار، تظهر فيها شخصية فتاة مقاتلة ومقدامة جدًا؛ ولكن الشخصية الأنثوية مصوَّرة بطريقة لا علاقة لها بالأنوثة واحترام المرأة في مجتمعاتنا الأصيلة. فما هذه الشخصية التي نرغب لفتياتنا أن يتشبهن بها، ولا نرغب أن يعجب بها أولادنا؟! كما أن الفوز في هذه اللعبة يقدَّم لنا في صورة لهذه المقاتلة لا نرغب أن يراها أطفالنا أو شبابنا من الناحية العقلية الأدبية. ونؤكد هنا على المادتين 17 و29 من حقوق الطفل:
تشجَّع وسائط الإعلام على نشر المعلومات والمواد ذات المنفعة الاجتماعية والثقافية للطفل، وفقًا لروح المادة 29:
- توافق الدول الأطراف على أن يكون تعليم الطفل موجهًا نحو تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها.
- تنمية احترام حقوق الإنسان والحريات والمبادئ المكرَّسة في ميثاق الأمم المتحدة.
- تنمية احترام ذوي الطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمه الخاصة والقيم الوطنية للبلد الذي يعيش فيه الطفل والبلد الذي نشأ فيه في الأصل والحضارات المختلفة عن حضارته.
- إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حرٍّ بروح من التفاهم والسلم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات الإثنية والوطنية والدينية والأشخاص الذين ينتمون إلى السكان الأصليين.
http://www.middle-east-online.com/pictures/smalla/_24030_child-9-6-2004X.jpg
- تنمية احترام البيئة الطبيعية.
دور المؤسَّسات الدينية في موضوع العنف ضد الأطفال:
دعت كافة الأديان إلى المحبة والتسامح ومساندة البشر بعضهم بعضًا. ولكن على الرغم من ذلك نجد أن العنف يتفشى يومًا بعد يوم المجتمع. والمؤسَّسات الدينية، في هذا الصدد، لا تزال توجِّه العالم نحو الخير والمحبة والسلام، وهي القيم التي لو تبعها الجميع حقيقة لما وصلنا إلى حالة العنف في المجتمع. وتعتبر هذه المؤسسات أن العنف الذي يحصل هو حالات فردية نادرة، وتخصص لها كادرًا لا يستهان به. ولكن الواقع المؤسف الذي وصلنا إليه لم يعد بعد الآن حالات فردية يعالَج كلٌّ منها على حدة؛ إذ نحن أمام مجتمع يعاني من ضغوط شتى، تنعكس كلها سلبًا على الأولاد في عنف جسدي أو كلامي أو جنسي. بتنا نرى العنف في كل مكان: في المدرسة، في البيت أحيانًا، في الشارع، في ألعاب الأطفال، إلخ. فهو لم يعد حالة فردية مطلقًا، ولم يعد بالإمكان حلُّه بالوقاية وحدها. صحيح أن الوقاية هي خير علاج، ولكن هذا الكلام سليم في حال درء الإصابة بالمرض، ولكن ليس بعد الإصابة به. أما وقد استشرى المرض فإننا نحتاج إلى علاج خاص وإلى دواء؛ وبعد الشفاء نعود لموضوع الوقاية.
http://sabercom2004.jeeran.com/صور%20متحركة.gif
-الوقاية وكيفيَّتها وأهميتها:
1. لم تعد الوقاية ممكنة بالدعوة إلى المحبة والقيم الدينية فقط؛ وإنما يجب أن تقدَّم برامج موجَّهة لتعليم الأفراد، كبارًا وصغارًا، القيمَ الإنسانية مجددًا، كمبادئ الحوار، والتدرب على الإصغاء للآخر وقبوله كمختلف (لقد خلقنا الله مختلفين؛ فلِمَ نريد أن نصير نسخة واحدة بعضنا عن بعض؟!).
هنا نود أن ننوه إلى مدى أهمية المؤسَّسات الدينية في مجتمعنا العربي. فالمجتمع العربي مهد للأديان السماوية، ويحظى فيه رجال الدين، باحترام كبير، حيث يُستمَع إلى خطبهم كما تتشرب الأرضُ العطشى الماء. لذا فإن لهم دورًا كبيرًا في نشر ثقافة اللاعنف إن هم تبنوها وتبنوا برامجها. فعلينا جميعًا أن نعمل متكافلين من أجل الوصول إلى مجتمع أكثر تقدمًا وتحضرًا وروحانية.
2. كما يجب أن نعمل يدًا بيد أيضًا مع رجال القانون من أجل إيجاد الصيغ القانونية المناسبة لحماية الأطفال من العنف الواقع عليهم، أو درئه عنهم، وكذلك من أجل حماية الكبار. فعلى الرغم من أن هذا ليس موضوعنا، لكننا لا نستطيع أن ننكر أنه في حال كان المجتمع يقع تحت تأثير العنف لا يمكنه أن يقدم للأطفال بيئة لاعنفية.
http://sabercom2004.jeeran.com/cart15.gif
3. تكون الوقاية أيضًا بتشجيع المؤسَّسات الدينية على فتح الحوار في هذا الموضوع وعدم التكتم عليه. فنحن غالبًا ما تكون مشاركتنا كمدنيين؛ ولكن نادرًا ما نرى المؤسَّسات الدينية تساهم في حوارات مفتوحة على أجهزة الإعلام، فتسلِّط الضوء على هذه الأمور. وهذا أمر خاطئ لأن التكتم لن يفيد سوى زيادة الأمور سوءًا وتعقيدًا، بحيث تتفاقم في الظل، دون أن نتمكن من القضاء عليها.
http://sabercom2004.jeeran.com/animated280.gif
دور علم النفس وعلم الاجتماع:
وعلى الرغم من أهمية علم النفس والاجتماع في الوقاية من العنف ومعالجة حالات العنف، لا تزال النظرة إلى الطبيب النفسي على أنه طبيب للأمراض العقلية سائدةً، على الرغم من الفرق الشاسع والواضح بينهما. ويعود هذا الموضوع، مرة أخرى، للإعلام الذي لا يفتح كثيرًا حوارات علمية في مواضيع العنف والأطفال وتأثير البيئة المحيطة على الأطفال والكبار أيضًا.
http://sabercom2004.jeeran.com/comp24.gif
ولكن من ناحية أخرى، نجد أن العديد من المؤسَّسات الدينية تتعاون مع الأطباء النفسيين لكي تعالج حالات العنف، ولكن طبعًا بشكل سري، اعتقادًا منها أنها حالات خاصة نادرة. وتتزايد أعداد الكوادر التي تتطوع للعمل في هذا المجال مع المؤسَّسات الأهلية الدينية، ولكن دون أي تصريح.
http://sabercom2004.jeeran.com/cart12.gif
فحبذا لو تتعاون المؤسَّسات الدينية مع هؤلاء الأطباء لوضع برامج تلائم مجتمعاتنا الشرقية، تعمل على تثقيف الأهل لحماية أطفالهم من العنف: برامج توعية للأطفال، برامج تخلق ثقافة اللاعنف.
http://sabercom2004.jeeran.com/animated227.gif
http://alkaizer.jeeran.com/chara_01.png
أفلام الكرتون .. الرسوم المتحركة .. في ميزان الخير و الشر
كان لنا وقفة مسبقة و اضاءة حول افلام الكرتون ، نشأتها وتاريخها و أعلامها ...
اليوم نحصد معاً ... أهم النقاط التي تناولتها الدراسات ... وهي :
تأثير الرسوم المتحركة على الطفل و الاسرة ... شاركونااا أو تابعونااا ...
لن نحصر مجموعة دون اخرى ... ولن نركز في هذه الخلاصة على نوع دون آخر ... من الرسوم المتحركة فالموضوع جداً كبير .. ولكن يا هل ترى هل هناك تأثير لمعظم ما يبث من الافلام الكرتونية على سلوك الطفل ... وخاصة فيما اذا كانت تلك الرسوم داعية للعنف لنرى هذه الدراسة اولاً :
لم يلتفت انتباه الناس في البداية إلى مدى العنف الذي تعرضه الرسوم المتحركة. ولكن بعد فترة من انتشار هذا الفن نتوقف للحظات لنستعرض التالي:
أ. اعتماد الرسوم المتحركة اعتمادًا كبيرًا على المواضيع القتالية:
http://sabercom2004.jeeran.com/كراتية.gif
إن أول فلم قتالي للرسوم المتحركة لاقى نجاحًا كبيرًا، وكان يعتمد على الخيال العلمي، وشدَّ انتباه جميع المشاهدين، هو مسلسل "غرندايزر". وعلى الرغم من أن بعض الأطفال حاولوا تقليده بالقفز من أماكن مرتفعة، إلا أنها كانت حالات استثنائية ونادرة، وانتهت الظاهرة.
بعد ذلك لم نعد نشاهد إلا أفلامًا قتالية، وحروب فضاء، ومواضيع لا معنى لها سوى القتال بين سكان الكواكب، ولم يعد هناك من موضوع سواه! ونعود هنا لنركز على موضوع الهواة والشركات الصغيرة، مع احترامنا للجميع. فالذي يحدث أن هذه الشركات تسعى للربح، وهذه الأفلام لها شعبية واسعة. لذلك تعمد على تكثيف إنتاجها، دون العمل على موضوعها؛ وللإتيان بالجديد تزيد المؤثرات الصوتية، وتزيد حدة النيران المتصاعدة واللهب وعدد الأشخاص الذين يموتون في كل حلقة (حتى ولو كانوا أشرارًا – و الفكرة هنا التعود على القتل وعدم الإحساس بالآخر).
http://sabercom2004.jeeran.com/كرة%20قدم.gif
ولكن مع غمرة هذه الأفلام يجب ألا نهمل أن بعضها إيجابي. فمسلسل "ساسوكي"، مثلاً، كان يحمل، في كل حلقة منه، قيمة إنسانية معينة؛ كما أن أغنية الشارة كانت ذات معنى وطني وإنساني رائع.
أمام هذه الظاهرة نؤكد على أنه لا ضابط سوى الوعي والتوجيه. ونريد هنا أن نوضح نقطة هامة: في الرسوم المتحركة (شأنها شأن ألعاب الكومبيوتر) تنوع الصورة والكلام لا حدود له، وهي تُعرَض على شاشات التلفزيون؛ لذا فإن لها أوسع جمهور. وإضافة إلى ذلك فإن الكثير من الكبار يشاهدونها أيضًا، نظرًا لأنها تروِّح عنهم أعباء النهار بطرافتها، ويفرح الصغار جدًا عندما يشاركهم الأهل لهوهم – والرسوم المتحركة من عالمهم. لذلك من المهم جدًا الانتباه إلى المواضيع وتوجيهها.
http://sabercom2004.jeeran.com/حصان.gif
كمثال على الرسوم المتحركة الموجَّهة نعرض لفيلم ديزني "الملك الأسد"Lion King . إن هذا الفيلم يعرض الصراع بين الخير والشر، فيحفز الإنسان على النضال من أجل استرداد حقوقه وعدم الاستسلام، ويشجعه على مواجهة ماضيه بشجاعة، مهما كان هذا الماضي، وذلك من أجل التقدم نحو المستقبل؛ كما أنه ليس بعيدًا عن الواقع الإنساني الذي يعيشه كل فرد، ولا نلمس فيه المواضيع العنيفة، كالقتل لمجرد القتل.
مثال آخر مسلسل علمي بشكل رسوم متحركة هو "كان يا مكان" الذي كان له حضور مميز جدًا، وكان يقدم المادة العلمية عن جسم الإنسان تقديمًا سلسًا ومفيدًا، بحيث ترسخ في ذهن الطفل.
http://sabercom2004.jeeran.com/كورة2.gif
ب. تحويل الألعاب الرياضية إلى ألعاب قتالية حربية:
هذه الظاهرة، وسيلة لاستخدام غطاء الرياضة الجميل؛ ولكن الموضوع يبقى كما هو، قتالاً واقتتالاً، له مبرر حينًا، ولا مبرِّر له أحيانًا. كما أنها تعتمد على مفردات لا علاقة لها بالرياضة مثل: "الضربة الصاروخية"، "الضربة اللولبية الملتهبة"، إلخ، البعيدة جدًا عن الواقع الحقيقي للرياضة. أضف إلى ذلك إظهار أبطالها على هيئة "سوبرمان" لا يقاوَم، وهي المواصفات التي لا يمكن أن توجد في أي فرد بشري؛ لذا فإنها، بنوع ما، تحطم معنويات المشاهد؛ إذ إنه يحلم بأن يصير كالبطل. ولكن هذا مستحيل.
http://213.178.225.39/ftpfolder/superman15.jpg
- القيم التي يتلقاها الأطفال من خلال الوسائل الإعلامية:
رسوم متحركة، ألعاب كومبيوتر، دعايات... الخ
من خلال عرضنا السابق نجد أن الإعلام يسهم إسهاماً كبيرًا ومباشرًا في تكوين شخصية الطفل. لذا وجب أن نهتم بما نقدمه له، على كافة الأصعدة الفكرية النفسية الاجتماعية والثقافية.
http://sabercom2004.jeeran.com/disney_34.gif
نأخذ كمثال صورة إحدى شخصيات ألعاب الكومبيوتر، وهي Tumb Riddre، وهي لعبة معروفة جدًا ومتداولة تداولاً كبيرًا بين الأولاد والكبار، تظهر فيها شخصية فتاة مقاتلة ومقدامة جدًا؛ ولكن الشخصية الأنثوية مصوَّرة بطريقة لا علاقة لها بالأنوثة واحترام المرأة في مجتمعاتنا الأصيلة. فما هذه الشخصية التي نرغب لفتياتنا أن يتشبهن بها، ولا نرغب أن يعجب بها أولادنا؟! كما أن الفوز في هذه اللعبة يقدَّم لنا في صورة لهذه المقاتلة لا نرغب أن يراها أطفالنا أو شبابنا من الناحية العقلية الأدبية. ونؤكد هنا على المادتين 17 و29 من حقوق الطفل:
تشجَّع وسائط الإعلام على نشر المعلومات والمواد ذات المنفعة الاجتماعية والثقافية للطفل، وفقًا لروح المادة 29:
- توافق الدول الأطراف على أن يكون تعليم الطفل موجهًا نحو تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها.
- تنمية احترام حقوق الإنسان والحريات والمبادئ المكرَّسة في ميثاق الأمم المتحدة.
- تنمية احترام ذوي الطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمه الخاصة والقيم الوطنية للبلد الذي يعيش فيه الطفل والبلد الذي نشأ فيه في الأصل والحضارات المختلفة عن حضارته.
- إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حرٍّ بروح من التفاهم والسلم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات الإثنية والوطنية والدينية والأشخاص الذين ينتمون إلى السكان الأصليين.
http://www.middle-east-online.com/pictures/smalla/_24030_child-9-6-2004X.jpg
- تنمية احترام البيئة الطبيعية.
دور المؤسَّسات الدينية في موضوع العنف ضد الأطفال:
دعت كافة الأديان إلى المحبة والتسامح ومساندة البشر بعضهم بعضًا. ولكن على الرغم من ذلك نجد أن العنف يتفشى يومًا بعد يوم المجتمع. والمؤسَّسات الدينية، في هذا الصدد، لا تزال توجِّه العالم نحو الخير والمحبة والسلام، وهي القيم التي لو تبعها الجميع حقيقة لما وصلنا إلى حالة العنف في المجتمع. وتعتبر هذه المؤسسات أن العنف الذي يحصل هو حالات فردية نادرة، وتخصص لها كادرًا لا يستهان به. ولكن الواقع المؤسف الذي وصلنا إليه لم يعد بعد الآن حالات فردية يعالَج كلٌّ منها على حدة؛ إذ نحن أمام مجتمع يعاني من ضغوط شتى، تنعكس كلها سلبًا على الأولاد في عنف جسدي أو كلامي أو جنسي. بتنا نرى العنف في كل مكان: في المدرسة، في البيت أحيانًا، في الشارع، في ألعاب الأطفال، إلخ. فهو لم يعد حالة فردية مطلقًا، ولم يعد بالإمكان حلُّه بالوقاية وحدها. صحيح أن الوقاية هي خير علاج، ولكن هذا الكلام سليم في حال درء الإصابة بالمرض، ولكن ليس بعد الإصابة به. أما وقد استشرى المرض فإننا نحتاج إلى علاج خاص وإلى دواء؛ وبعد الشفاء نعود لموضوع الوقاية.
http://sabercom2004.jeeran.com/صور%20متحركة.gif
-الوقاية وكيفيَّتها وأهميتها:
1. لم تعد الوقاية ممكنة بالدعوة إلى المحبة والقيم الدينية فقط؛ وإنما يجب أن تقدَّم برامج موجَّهة لتعليم الأفراد، كبارًا وصغارًا، القيمَ الإنسانية مجددًا، كمبادئ الحوار، والتدرب على الإصغاء للآخر وقبوله كمختلف (لقد خلقنا الله مختلفين؛ فلِمَ نريد أن نصير نسخة واحدة بعضنا عن بعض؟!).
هنا نود أن ننوه إلى مدى أهمية المؤسَّسات الدينية في مجتمعنا العربي. فالمجتمع العربي مهد للأديان السماوية، ويحظى فيه رجال الدين، باحترام كبير، حيث يُستمَع إلى خطبهم كما تتشرب الأرضُ العطشى الماء. لذا فإن لهم دورًا كبيرًا في نشر ثقافة اللاعنف إن هم تبنوها وتبنوا برامجها. فعلينا جميعًا أن نعمل متكافلين من أجل الوصول إلى مجتمع أكثر تقدمًا وتحضرًا وروحانية.
2. كما يجب أن نعمل يدًا بيد أيضًا مع رجال القانون من أجل إيجاد الصيغ القانونية المناسبة لحماية الأطفال من العنف الواقع عليهم، أو درئه عنهم، وكذلك من أجل حماية الكبار. فعلى الرغم من أن هذا ليس موضوعنا، لكننا لا نستطيع أن ننكر أنه في حال كان المجتمع يقع تحت تأثير العنف لا يمكنه أن يقدم للأطفال بيئة لاعنفية.
http://sabercom2004.jeeran.com/cart15.gif
3. تكون الوقاية أيضًا بتشجيع المؤسَّسات الدينية على فتح الحوار في هذا الموضوع وعدم التكتم عليه. فنحن غالبًا ما تكون مشاركتنا كمدنيين؛ ولكن نادرًا ما نرى المؤسَّسات الدينية تساهم في حوارات مفتوحة على أجهزة الإعلام، فتسلِّط الضوء على هذه الأمور. وهذا أمر خاطئ لأن التكتم لن يفيد سوى زيادة الأمور سوءًا وتعقيدًا، بحيث تتفاقم في الظل، دون أن نتمكن من القضاء عليها.
http://sabercom2004.jeeran.com/animated280.gif
دور علم النفس وعلم الاجتماع:
وعلى الرغم من أهمية علم النفس والاجتماع في الوقاية من العنف ومعالجة حالات العنف، لا تزال النظرة إلى الطبيب النفسي على أنه طبيب للأمراض العقلية سائدةً، على الرغم من الفرق الشاسع والواضح بينهما. ويعود هذا الموضوع، مرة أخرى، للإعلام الذي لا يفتح كثيرًا حوارات علمية في مواضيع العنف والأطفال وتأثير البيئة المحيطة على الأطفال والكبار أيضًا.
http://sabercom2004.jeeran.com/comp24.gif
ولكن من ناحية أخرى، نجد أن العديد من المؤسَّسات الدينية تتعاون مع الأطباء النفسيين لكي تعالج حالات العنف، ولكن طبعًا بشكل سري، اعتقادًا منها أنها حالات خاصة نادرة. وتتزايد أعداد الكوادر التي تتطوع للعمل في هذا المجال مع المؤسَّسات الأهلية الدينية، ولكن دون أي تصريح.
http://sabercom2004.jeeran.com/cart12.gif
فحبذا لو تتعاون المؤسَّسات الدينية مع هؤلاء الأطباء لوضع برامج تلائم مجتمعاتنا الشرقية، تعمل على تثقيف الأهل لحماية أطفالهم من العنف: برامج توعية للأطفال، برامج تخلق ثقافة اللاعنف.
http://sabercom2004.jeeran.com/animated227.gif