المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مِن.. "تجربة حياة..!"



السكرتير
05-06-2006, 15:10
السادة الكرام.
تحية طيبة..


هذه مِن.. "تجربة حياة..!"




قالوا: تَوَقَّ جُروفاً في مَزالِقِها ** ثُمّ ارْقَ مُقْتَبِساً من عَينِ شارِقَةِ

كيف البُروقُ تَقِيني من غَوَائِلِها؛ ** حِينَ الغُيُوبُ لنا كَالرّكْلِ لِلكُرَةِ؟

-----

ما لِيْ إذَا غمضَتْ أَرسلْتُ ذاكرتي ** والفِكْرُ في سَهَدِي أسْرَى لِغائبةِ

والشِّعْرُ مِنِّيَ صَلْدٌ قَبْلَ مَنْسِمِها، ** وَهْيَ التي أرِجَتْ عَرْفاً لِقافيتي

وهْي النََّدَى غَدَقَاني وهي مُحْرِقَتي ** وهي السياطُ ووَرْدِي وهْي راويتي

وهي العِمَاد وسَقْفِي وهي هادِمَتِي ** وهي الفَوَاقُ وسُكْري وهي ساقيتي

إنْ أعْلُ في حَسَنٍ، أو أهْوِ في سَفَلٍ؛ ** فهي التي حَمَلَتْ، بلْ وهي راكبتي

اللهُ يَعلمُ أَني ما أُخالفُها ** والخلق يشهدُ أني خَتْم سيدتي

جاءتْ إليَّ صباحاً وهْي مُطْرِقَةٌ ** تُغْضِي مِنَ البصرِ المنثورِ في جِهَتِي

لَو ما نظرْتُ إليها قَبل ساعتنا؛ ** ما غرّني كَذِبُ الأبصارِ عن سِمَةِ

إنّيْ إذا سدلَتْ شمسٌ براقِعَها ** شَفَّتْ إليَّ نُجُومٌ هُنَّ هاديتي

أقبلْتُ في لَهَفٍ علِّيْ أرى قَبَساً ** والتَعْتُ في فَرَقٍ من برقِ دامعةِ

وَارْتاعَ من نفَسٍ منها على نَشَجٍ؛ ** ما شَبَّني شُعَلاً إذْ أَجَّ وَسْوَسَتِي

ما لي إذَا بَرَدَ الإضرام شَفْرَتَهُ ** كنتُ الذَّبيحَ بلا ذنبٍ على بَهَتِ؟

والنارُ فيَّ لَظًى تُجْرِي مَسايـِلَهَا، ** والحُبُّ واجِمَةٌ، يا ويحَ وارِيَتي!

يا أنتِ! يا زُمَرَ الأسرارِ! يا خَلَدي! ** رُدِّي الهواءَ على المَشنوقِ؛ في صِلَةِ

عُودِي إلى السِّيَرِ الأُولَى من الغَنَجِ ** قُودِي الصَّدَى وَاخْتالِي في مُحادَثتي

قُولِي التي طَرِبَتْ من وقْعها أُذُنِيْ: ** "لا".. ما قَدِرْتِ مِراراً، كَرّرِي عِظَتي

لن تَسمعِي ضَجَرِي لو زَنّ مَنْطِقُكِ، ** "كلاّ" وَ"لَنْ" عَسلِي، يا حُلوَ خاطرتي!

قولي الذي طَعِمَتْ رُوحِي مَذاقَتَها ** من مَسِّه، وَشَذَا عِطْراً لِغابِرَةِ:

حَرْفاً؛ يَبُلُّ حياةً بعد لاهِبَةٍ ** والحرفُ مِنْكِ إِسَاري، وهْو تخْلِيَتِي

والزّهرُ أجْهَضَ لَمّا ثارَ - من وَتَرٍ ** من جَوفها - نَغَمٌ يَبكِي بِلا لُغَةِ

وَارْتَجَّ رعدُ سمائي من مَباهِجِها ** إذْ سَكَّ سَمْعَ زماني رِكْزُ صارختي

لَم يُغْنِها جَلَدٌ؛ حتى مَدافِعُها - ** هَمْساً - أَمَرْنَ بِقتلي، وَا معذِّبتي!

ناجَتْ: "حبيبَ فؤادِي! مَاتَ طائرُنا، ** لا تَرقُبَنْ لَيلِي، إنّي على عِدَةِ!"

وَانْسَحَّتِ العَبَرَاتُ البِيضُ من مُزُنٍ ** وَاسْوَدّ من غَرَقٍ صَفْحاتُ مُورِقَةِ

وَاعْتَلّ سَيفُ لساني في منابرهِ ** وَاحْتَرْتُ من شَفَةٍ خِيْطَتْ على شَفَتي

والوقتُ أمْسَكَ عنّي مِن عقاربهِ ** أوْ أنّها لَسَعَتْ مِنْ دُونِ تَذكِرَتي!

والكونُ أَسْكَتَ، والأصواتُ مُصْغِيَةٌ ** والكُلّ يُنْصِتُ لِيْ، والرَّجْعُ خافِقَتي!!

ما لِلْغُرُوبِ تُعادِيني جَحافِلُهُ؟ ** ما لِي ولِلظُّلُماتِ الصُّمِّ مُرْدِيَتي؟

ما لِلضِّياءِ خَبَتْ أشباحُ صُورَتِهِ؛ ** حتى الظِّلالُ تُغَطِّي كُلّ قاصِيَةِ؟

والنفْسُ هاويةٌ من دُونِمَا حُجُزٍ ** والقلبُ يُمْسِكُها والرُوحُ في فـَلـَتِ

إني إذاً لِفِراقِ الخِدْرِ في خـَنـَقٍ ** فالغـَوْثَ يا نفـَسي غوثاً لِسائلةِ

ما آنَ لِلشُّرُفَاتِ الخُضْرِ تَرْحَمُني؟ ** فالدَّمْعُ من شُهُبِيْ كالأحِّ من رِئَتي


... الخ!
فـ"التجربة" طويلة..

الاصمعي
06-06-2006, 03:04
حيى الله أخونا السكرتير

صح لسانك وسلم بنانك

وتجربة طويلة رسمت بلوحة جميلة

فلله درك أخي الكريم

تحياتي

الجوهرة
06-06-2006, 20:59
جميلة

جداً

جداً

جداً

ردي الهواء على المشنوق في صلة

ألا تعتقد أن " على المخنوق " هي أقرب للمعنى من المشنوق من حيث أن المخنوق هو المحتاج للهواء !!؟

لافض فوك أخي

شام
07-06-2006, 23:06
رائعة وراقية

وقوية لها معاني في العمق

ولها ابعاد ثلاثية

شكراً أخي

ويعطيك العافية

السكرتير
08-06-2006, 00:53
أخي الفاضل الأصمعي.

الله يحييك ويسلمك.

وشكرا لك على قراءتك وإطرائك ووقتك.

السكرتير
08-06-2006, 01:03
الأخت الجوهرة الكريمة.
مرحبا بك.

بالنسبة لاقتراحك الموقّر..
الهواء في البيت رمز عن الحياة.. فالمعنى المقصود:
(ردي على الميت شنقاً، أو على من يكاد أن يموت شنقاً، حياته بوصالكِ..
حُلّي حبل المشنقة، وصِلِي بدله حبل الحياة، من جديد..)

أما ما اقترحتيه فهو جميل جداً كذلك..
وهما قريبان في المعنى..

وأشكر لك اهتمامك وإطراءك..
ودمت بخير.

السكرتير
08-06-2006, 01:08
الأخت الكريمة إيمان.

أهلا بك.
أشكرك على هذا الثناء الجميل جداً..
إلى درجة أني لم أفهم بعضه.

شكراً لك مرة أخرى.