المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صاحب القيد



hamed
19-05-2006, 21:26
يا صاحب القيد

أَبا عَدِيٍّ أَيَكْفي الشِّعْرُ مَنْزلَة=لِكَيْ تُشَدَّ إلى عَلْيائِكَ الهِمَمُ
لا بَأْسَ بِالسَّيْفِ مَثْلومًا وَمُنْكَسِراً=فَالسَّيْفُ لَيْسَ حَديدًا إنَّهُ شِـيَمُ
أَنْتَ الأَعَزُّ وَإنْ ساموكَ خِسَّتَهُم=فَالصَّرْحُ يُهْدَمُ أَحْيانًا وَيُقْتَحَمُ
عانَدْتَ وَحْدَكَ أَقْدارًا لَهُمْ سَبَقَتْ=ألا يَرِفَّ لَهُمْ في ساحَةٍ عَلَمُ
وَقَفْتَ وَحْدَكَ تَرْوي النَّفْسُ لَوْعَتَها =وَلَيْسَ في وُسْعِها خَوْفٌ وَلا نَدَمُ
تُصانُ بِالذُّلِّ أَمْـوالٌ وأَمْتِعَةٌ=وَلا يُصانُ بِهِ عِرْضٌ وَلا شَمَمُ
لو جئت تطلب عز الذل مثلهموا=بلغتَ أكثر مما جئتَ تَغتنِم ُ
لكن مثلك لا تُودي الحظوظُ به=إن المروءة من أضدادها عِصَمُ
رَكِبْتَ صَعْبًا مِنَ التّاريخِ ضَيَّعَه=مِنْ قَبْلِكَ الكَيْدُ وَالتَّسْليمُ وَالقِدَمُ
شُموسُ بابِلَ في الآفاقِ ساهِرَةٌ =وَالكَوْنُ تَنْجابُ عَنْ أَنْحائِهِ الظُّلُمُ
َأَرْضُ كَنْعانَ وَجْهٌ لا يُغادِرُهُ =حُلْمُ الدَّعِيِّ وَلا يَحْظى بِهِ حُلُمُ
قَلائِدُ الحَرْفِ أَجْراسٌ مُعَلَّقَة=مِثْلَ النَّوارِسِ يَطْفو حَوْلَها النَّغَمُ
لَوْ قِيلَ مَنْ مَنَحَ الأَيّامَ رَوْنَقَها=وَأَوْدَعَ الحَجَرَ الأَسْرارَ قِيلَ هُمُوا
لكِنَّهُمْ غادَروا في حُلْمِ جَنَّتِهِمْ=وَأَوْرَثوا جَنَّةَ الدُّنْيا لِغَيْرِهِمُوا
ما كانَ حُلْمُكَ وَهْمًا كانَ أُمْنِيَةً =أَنْ يُسْتَعادَ مِنَ الأَمْجادِ ما هَدَموا
مَضَيْتَ وَحْدَكَ إلا فِتْيَةٌ نَهَضوا=مِنَ الرَّمادِ لِيُوفوا العَزْمَ ما عَزَموا
لَمْ يَبْقَ إلا دِماءٌ يَلْطِمونَ بِها=وَجْهَ العَدُوِّ دَمٌ يَمْشي إلَيْهِ دَمُ
تَقَدَّموا المَوْتَ نَحْوَ المَوْتِ وَانْدَفَعوا=لا يَعْبَأونَ بِمَحْذورٍ وَلَوْ سَلِموا
مَنْ قالَ إنَّ المَنايا حَتْمُها زَمَنٌ=أَوْ قالَ إنَّ المَنايا ما لَها قَدَمُ
ذابَ الحَديدُ وَذابوا طَوْعَ أَنْفُسِهِمْ=لَمْ يَبْقَ بُدٌّ، تَساوَى الذُّلُّ وَالعَدَمُ
داسُوا عَلى كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ عِزَّتِهِمْ =عاشوا وَماتَتْ عَلى أَقْدامِهِمْ أُمَمُ
أَبا عَدِيٍّ وَأَنْتَ الآنَ في قَرَنٍ=مَعَ الفَجيعَةِ هَلْ يودي بِكَ الأَلَمُ
لا بَأسَ في فارِسٍ أَوْدَى عَلى شَرَفٍ=وَحَوْلَ نَعْلَيْهِ مَوْجُ الغدر يَلْتَطِمُ
إنَّ العُروبَةَ أُمٌّ أَنْجَبَتْ وَقَضَتْ=وَأَنْتَ آخِرُ مَنْ بَرُّوا بِها وَسَمُوا
آتى بك الشوق من آفاق أمنية=تمشى على الارض إلا انها حلم
ياصاحب القيد هذي الحال ملحمة=وسيد الروح فيها الحزن والالم
ياسيد القيد أعطيت المنى سببا=لم تهزم المسخ لكن سوف ينهزم
فتحتَ للرفضِ باباً كيف يُغلقه=فالكونُ رَحبٌ وفيه غيرنا أممُ
يا سَيِّدَ الرُّوحِ إنَّ الرُّوحَ مَنْزِلَةٌ =مِنَ اليَقينِ بِها المَخْذولُ يَعْتَصِمُ
عاشوا وماتوا على أقدامهم عبثا=وَما عَبَثْتَ فَإنَّ الحُرَّ مُلْتَزِمُ
عَبَرْتَ لُجَّكَ في الأَيّامِ مُقْتَحِمًا=ما العمرُ إلا مدى ما أنت مقتحمُ

نمر ابوغوش
20-05-2006, 14:39
مشكور اخي على هذا النقل


تحية شمرية طائية

القدس

الاصمعي
02-06-2006, 05:53
صح لسانك ولسان قائلها أخي الكريم حمد

قصيدةٌ فارهةٌ فريدةٌ جميلةٌ كأجمل الغيد تليق بسيد القيد وملهم الصناديد القائد الأسطورة حفظه الله ورعاه وفك أسرة وعافاه وجعل الجنة بعد طول عمر مثواه ، وما هو فيه تكفيراً لذنوبه ورفعة درجةٍ عند مولاه فالبلاء على قدر الإيمان ،،

لأنه الأولى لك أخي الكريم سأتركها هنا ، ولعلك في قابل المنقول الجميل تضعه في مكانه (اللطائف في منقول المضائف)

صاحب هذه الذائقة الجميلة لا تخلو جعبته من الفرائد والتي ننتظرها هنا بكل شوق :)

تحياتي