ابونجم
15-05-2006, 05:15
بين قيس و أسامة
د. عبد المعطي الدالاتي 12/4/1427
10/05/2006
توفّي الرسول عليه الصلاة والسلام وعيّنه على بلاد الشام ..
فوصّيته الأخيرة كانت إنفاذ بَعث أسامة، ودعوته الأخيرة الصامتة كانت لأسامة ..
قال أسامة: مسح على رأسي ونظر إلى السماء، فظننتُ أنه يدعو لي ..
فلماذا كان أسامة هو القائد، وفي الجيش سعدٌ وخالد؟!
ولماذا صار أسامة كأبيه خليقاً بالإمارة؟!
لقد كانت بلاد الشام أعتى صخرة تعترض طريق الدعوة، فلابد من اختيار قائد يطلبها ..
ولقد شهِد أسامة بعينيه مصرع أبيه في مؤتة، وعاد على فرس أبيه وفي قلبه نار ..
ستُطفئ نارََقلبِك يا أسامة.
(اذهبْ إلى مقتَل أبيكَ فأوطئْهم الخيل).
فكيف وطّأ الرسولُ لأسامة القلوبَ والمعاصم؟!
وكيف خطّط ليَمتهِد له الطريق؟!
عند فتح مكة دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكعبة، وما أدخل معه سوى بلال وابن أبي طلحة وأسامة ..
وفي حجة الوداع كانت عيون مئة ألف مسلم ناظرةً إلى رسول الله على ناقته يُلقي عليهم البيان النبوي الأخير، وكان رديفه على الناقة أسامة ..
وفوق ذلك فقد تعهّده بالتربية الصارمة على الحزم وعلى التثبت، ويحفظ لنا التاريخ المعطّر عتابين نبويين للحِبِّ ابن الحِبِّ!
" أتشفع في حدٍّ من حدود الله يا أسامة؟!"
" هلا شققتَ على قلبه؟!"
وأنفذ الصدّيق الأمين بعثَ أسامة.
وقال المؤرخون لم يُر جيشٌ أسلم وأغنم من جيش أسامة ..
..
وفي مشهد مقابل، جيش الأنصار محيط بمكة، يحمل الراية سيدُهم سعد بن عبادة ..
" اليوم يومُ الملحمة، اليوم تُستباح الكعبة"!
وتصل كلمة سعد إلى مسمع النبي الرحيم، فيقول:
(بل اليومَ يوم المرحمة، اليوم تُعظّم الكعبة) ..
ويَعزل سعداً عن القيادة، ويبحث عن البديل الوحيد الذي يُسرُّ به سعد.
وينادي الرسول: أين قيس بن سعد؟!
ويناوله الراية ..
هناك في فتح الشام سلّم الرسول الراية للابن الذي عليه أن يُثخن ويستعلن بالقوة المؤمنة، ليزحزح صخرة الكفر العتيدة ..
وهنا في فتح مكة يُسلم الراية للابن الذي يمسح حزن قلب أبيه، وقبل ذلك يبلّ أرحام الطلقاء بكرم خاتم الأنبياء..
..
أخي الذي تقرأ كلماتي!
أرأيتَ أجمل من تاج محل! وأرحب من سور الصين؟!
فالمعمارُ النبوي أجملُ وأجلّ وأرحب.
وهيهات هيهات لأعظم عدسة أن تعكس للناس سوى مشهد صغير
من عالم النبوة الجميل الكبير.
(وعلّمكَ ما لم تكن تعلَم وكان فضلُ الله عليكَ عظيماً)
صلى الله عليك.
د. عبد المعطي الدالاتي 12/4/1427
10/05/2006
توفّي الرسول عليه الصلاة والسلام وعيّنه على بلاد الشام ..
فوصّيته الأخيرة كانت إنفاذ بَعث أسامة، ودعوته الأخيرة الصامتة كانت لأسامة ..
قال أسامة: مسح على رأسي ونظر إلى السماء، فظننتُ أنه يدعو لي ..
فلماذا كان أسامة هو القائد، وفي الجيش سعدٌ وخالد؟!
ولماذا صار أسامة كأبيه خليقاً بالإمارة؟!
لقد كانت بلاد الشام أعتى صخرة تعترض طريق الدعوة، فلابد من اختيار قائد يطلبها ..
ولقد شهِد أسامة بعينيه مصرع أبيه في مؤتة، وعاد على فرس أبيه وفي قلبه نار ..
ستُطفئ نارََقلبِك يا أسامة.
(اذهبْ إلى مقتَل أبيكَ فأوطئْهم الخيل).
فكيف وطّأ الرسولُ لأسامة القلوبَ والمعاصم؟!
وكيف خطّط ليَمتهِد له الطريق؟!
عند فتح مكة دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكعبة، وما أدخل معه سوى بلال وابن أبي طلحة وأسامة ..
وفي حجة الوداع كانت عيون مئة ألف مسلم ناظرةً إلى رسول الله على ناقته يُلقي عليهم البيان النبوي الأخير، وكان رديفه على الناقة أسامة ..
وفوق ذلك فقد تعهّده بالتربية الصارمة على الحزم وعلى التثبت، ويحفظ لنا التاريخ المعطّر عتابين نبويين للحِبِّ ابن الحِبِّ!
" أتشفع في حدٍّ من حدود الله يا أسامة؟!"
" هلا شققتَ على قلبه؟!"
وأنفذ الصدّيق الأمين بعثَ أسامة.
وقال المؤرخون لم يُر جيشٌ أسلم وأغنم من جيش أسامة ..
..
وفي مشهد مقابل، جيش الأنصار محيط بمكة، يحمل الراية سيدُهم سعد بن عبادة ..
" اليوم يومُ الملحمة، اليوم تُستباح الكعبة"!
وتصل كلمة سعد إلى مسمع النبي الرحيم، فيقول:
(بل اليومَ يوم المرحمة، اليوم تُعظّم الكعبة) ..
ويَعزل سعداً عن القيادة، ويبحث عن البديل الوحيد الذي يُسرُّ به سعد.
وينادي الرسول: أين قيس بن سعد؟!
ويناوله الراية ..
هناك في فتح الشام سلّم الرسول الراية للابن الذي عليه أن يُثخن ويستعلن بالقوة المؤمنة، ليزحزح صخرة الكفر العتيدة ..
وهنا في فتح مكة يُسلم الراية للابن الذي يمسح حزن قلب أبيه، وقبل ذلك يبلّ أرحام الطلقاء بكرم خاتم الأنبياء..
..
أخي الذي تقرأ كلماتي!
أرأيتَ أجمل من تاج محل! وأرحب من سور الصين؟!
فالمعمارُ النبوي أجملُ وأجلّ وأرحب.
وهيهات هيهات لأعظم عدسة أن تعكس للناس سوى مشهد صغير
من عالم النبوة الجميل الكبير.
(وعلّمكَ ما لم تكن تعلَم وكان فضلُ الله عليكَ عظيماً)
صلى الله عليك.