شام
24-04-2006, 10:39
بسم الله الرحمن الرحيم
بين العظمة و الغرور
إننا بشكل طبيعي نعيش حياة وظروفاً قاسية لكن لا يجب أن ندع المجال لتلك الظروف أن تتحكم بنا وبمن حولنا وتفرض عليهم آراء ونظريات تبدو بعين صاحبها صحيحة وما هي إلا عبارة عن ردود أفعال لمواقف معينة وظروفاً استثنائية .
إن لكل إنسان آراء و معتقدات خاصة به و لكن الذي نقع به هو عندما تعترينا الأنانية و يصيبنا الغرور إلى حد قد يبعدنا عن عالمنا الجميل وأصدقائنا حتى ترحل كل الأحاسيس الرقيقة و المشاعر الصادقة التي سكنت داخلنا طويلاً وربما بداخل من حولنا وقد كان موطنها في أصغر نقطة في النفس الإنسانية و التي تسمى القلب ليس بمعناه العضوي و إنما بمعناه الرمزي .
بعضنا من يحجم هذه النقطة ويقيدها بسلاسل و يحيطها بحدود ليمنعها من أن تكبر و تتسع أكثر مما هي عليه دون إدراك أن هذا التحجيم سوف يؤدي إلى أن تضاؤل هذه النقطة حتى تصل نهايتها .
وهناك من يفعل العكس حيث يفتح قلبه بادئاً بحب الله عز وجل حتى يتسع لكل الناس و هذا الشخص لديه القدرة على استيعاب كل أنواع البشر فهو الوحيد الذي يدرك أن أسوأ الناس بتصرفاته هو إنسان بالنهاية وفيه شيء من الخير وقد قيل حتى الضعفاء عقلياً لديهم شيء من العقل وأن أشد الناس غضباً لديه شيئاً من الرقة و الشفافية وأن أكثر الناس طيشاً لديهم شيء من الحكمة وأكثرهم كذباً لديه شيء من الصدق و السارق لديه شيء من الأمانة و اللئيم لديه شيء من الابتسامة وأن لكل شيء استثناء كل هذه الاستثناءات لا يدركها إلا من ملك القلب الكبير .
لا يمكن للإنسان الأناني و المغرور أن يرى ذلك في نفوس الناس فهو أصلاً لم يحاول أن يبحث عنها فهو يحكم على الناس بكثير من التكبر و السطحية ، وهناك الكثير ممن اعتقد أن المال و الجاه و العلم سيرفعهم إلى مستوى أكبر و أعظم من غيرهم ، والبعض ممن تملّك المال ظن أنه للعالم مالك و أن هناك بعضاً ممن يصلون درجة عالية من تحصيلهم العلمي يبدأون بالاستهزاء من آراء و أفكار الغير و يهرعون للتباهي بما وصلوا إليه رغم حملهم للقب فقط ، كذلك بعض أصحاب الجاه أو الثروة أو السلطة لا يعرفون سوى إصدار الأوامر و التلفظ بالكلمات القاسية دونما تفكير ولو للحظة بمشاعر من حولهم .
هذه السلوكيات التي تسكن نفس الأناني أو المغرور تلحق الأذى بغيرها دون أن تدري بما فعلت من تجريح لأرواحهم وفطرتهم ناسياً أن احترامه للآخرين نابع من احترامه لنفسه و ذاته الإنسانية وأن تعاطفه مع الآخرين هو تعاطف مع نفسه وإن مساعدته لهم سوف تمنحه شيء من القوة و الصلابة وإن أكثر ما يغلق هذا القلب الغرور و الأنانية حيث يصل الإنسان بهما إلى نتيجة خاطئة وهي أنه أفضل من كل الناس على الإطلاق ..
وأنه يجب ألا يخدم إلا نفسه وانه ليس للآخرين حق عليه بأي شيء ورغم ذلك إن حاول أكثر الناس تعقيداً أن يفتح قلبه مرة واحدة لأدرك أن هذا القلب بحاجة للقليل من المرونة حتى يكبر و يكبر بنا إلى اللانهاية ...
و النتيجة .. الإنسان يصغر عندما تصغر نفسه وإن زاد ماله و علمه فعالمه أصبح محدوداً ولم يعد يرى أبعد من ذاته ولن يخدم إلا ذاته فقلبه مغلق ..
بالمقابل هناك من هو كبير بحبه وتواضعه ومشاركته للآخرين في الهموم فيمد يد المساعدة حتى قبل أن يهمس طالبها و هذا الإنسان يكبر بنفسه ليصل إلى حد اكبر مما نتصور حتى بتسع قلبه للعالم كله فالمرء بأصغريه لسانه و قلبه .
بين العظمة و الغرور
إننا بشكل طبيعي نعيش حياة وظروفاً قاسية لكن لا يجب أن ندع المجال لتلك الظروف أن تتحكم بنا وبمن حولنا وتفرض عليهم آراء ونظريات تبدو بعين صاحبها صحيحة وما هي إلا عبارة عن ردود أفعال لمواقف معينة وظروفاً استثنائية .
إن لكل إنسان آراء و معتقدات خاصة به و لكن الذي نقع به هو عندما تعترينا الأنانية و يصيبنا الغرور إلى حد قد يبعدنا عن عالمنا الجميل وأصدقائنا حتى ترحل كل الأحاسيس الرقيقة و المشاعر الصادقة التي سكنت داخلنا طويلاً وربما بداخل من حولنا وقد كان موطنها في أصغر نقطة في النفس الإنسانية و التي تسمى القلب ليس بمعناه العضوي و إنما بمعناه الرمزي .
بعضنا من يحجم هذه النقطة ويقيدها بسلاسل و يحيطها بحدود ليمنعها من أن تكبر و تتسع أكثر مما هي عليه دون إدراك أن هذا التحجيم سوف يؤدي إلى أن تضاؤل هذه النقطة حتى تصل نهايتها .
وهناك من يفعل العكس حيث يفتح قلبه بادئاً بحب الله عز وجل حتى يتسع لكل الناس و هذا الشخص لديه القدرة على استيعاب كل أنواع البشر فهو الوحيد الذي يدرك أن أسوأ الناس بتصرفاته هو إنسان بالنهاية وفيه شيء من الخير وقد قيل حتى الضعفاء عقلياً لديهم شيء من العقل وأن أشد الناس غضباً لديه شيئاً من الرقة و الشفافية وأن أكثر الناس طيشاً لديهم شيء من الحكمة وأكثرهم كذباً لديه شيء من الصدق و السارق لديه شيء من الأمانة و اللئيم لديه شيء من الابتسامة وأن لكل شيء استثناء كل هذه الاستثناءات لا يدركها إلا من ملك القلب الكبير .
لا يمكن للإنسان الأناني و المغرور أن يرى ذلك في نفوس الناس فهو أصلاً لم يحاول أن يبحث عنها فهو يحكم على الناس بكثير من التكبر و السطحية ، وهناك الكثير ممن اعتقد أن المال و الجاه و العلم سيرفعهم إلى مستوى أكبر و أعظم من غيرهم ، والبعض ممن تملّك المال ظن أنه للعالم مالك و أن هناك بعضاً ممن يصلون درجة عالية من تحصيلهم العلمي يبدأون بالاستهزاء من آراء و أفكار الغير و يهرعون للتباهي بما وصلوا إليه رغم حملهم للقب فقط ، كذلك بعض أصحاب الجاه أو الثروة أو السلطة لا يعرفون سوى إصدار الأوامر و التلفظ بالكلمات القاسية دونما تفكير ولو للحظة بمشاعر من حولهم .
هذه السلوكيات التي تسكن نفس الأناني أو المغرور تلحق الأذى بغيرها دون أن تدري بما فعلت من تجريح لأرواحهم وفطرتهم ناسياً أن احترامه للآخرين نابع من احترامه لنفسه و ذاته الإنسانية وأن تعاطفه مع الآخرين هو تعاطف مع نفسه وإن مساعدته لهم سوف تمنحه شيء من القوة و الصلابة وإن أكثر ما يغلق هذا القلب الغرور و الأنانية حيث يصل الإنسان بهما إلى نتيجة خاطئة وهي أنه أفضل من كل الناس على الإطلاق ..
وأنه يجب ألا يخدم إلا نفسه وانه ليس للآخرين حق عليه بأي شيء ورغم ذلك إن حاول أكثر الناس تعقيداً أن يفتح قلبه مرة واحدة لأدرك أن هذا القلب بحاجة للقليل من المرونة حتى يكبر و يكبر بنا إلى اللانهاية ...
و النتيجة .. الإنسان يصغر عندما تصغر نفسه وإن زاد ماله و علمه فعالمه أصبح محدوداً ولم يعد يرى أبعد من ذاته ولن يخدم إلا ذاته فقلبه مغلق ..
بالمقابل هناك من هو كبير بحبه وتواضعه ومشاركته للآخرين في الهموم فيمد يد المساعدة حتى قبل أن يهمس طالبها و هذا الإنسان يكبر بنفسه ليصل إلى حد اكبر مما نتصور حتى بتسع قلبه للعالم كله فالمرء بأصغريه لسانه و قلبه .