بدر بن عبدالمحسن
01-04-2006, 05:30
كيف نفرق بين الحاسد والمعجب ؟
جـ: المعجب:هو الذي لا يتمنى زوال النعمة بل يتمنى مثلها فإذا وصف ولم يبرك وحضر الشيطان فإنه يؤذي المحسود بتعب عن طريق هذا الشيطان وتأتي من الرجل المحبّ والصالح بدون قصد.
أما الحاسد: والعياذ بالله فهو الذي يتمنى زوال النعمة عن المحسود فإذا وصف ولم يبرّك وحضر شيطانه فإنه يهلك هذا المحسود بإذن الله، وهذه هي القاتلة المهلكة التي تدخل الجمل القدر والرجل القبر وترديه من حالق ولا تأتي إلا من نفس خبيثة لديها خلل في الإيمان بالقضاء والقدر فحسده كحسد اليهود ومن شاكلهم.
س2: ما هي كيفية أخذ الأثر؟ وهل ينفع هذا الأثر إذا علم العائن ؟
جـ: كيفية أخذ الأثر: من أي شيء مسّه العائن من ريق أو عرق لأن المقصود هو رائحة العائن لكي تطرد شيطانه المتسلط على المعيون فيؤخذ مثلاً: بقايا أكله أو شربه أو ما مسه جسده من المباحات كمسح مقبض الباب ولو لمرة واحدة فإنها نافعة بإذن الله كما هو مشاهد. ولا يكرّر أخذ الأثر لأنه أشبه بالتطعيم لمرة واحدة فقط. أما علم العائن بأخذ الأثر فإنه لا يضر فهذا عامر العائن رضي الله عنه قد قال له النبي صلى الله عليه وسلم « اغتسل لأخيك » ، وهو يعلم أنه أصاب سهلاً بعينه.
س3: ما هي طرق الاتهام ؟
جـ : طرق الاتهام: إما أن يسمع أو ينقل له وصفٌ قيل فيه بدون تبريك وإما أن يرى في المنام رؤيا تدل على العائن، وأما أن يحس بضيقة وتكدّر من بعض الأشخاص دونما سبب واضح، وإما أن يقرأ عليه القرآن فيخطر في باله أثناء الرقية عليه عدة أشخاص يظن أنهم العائنون في الغالب، وهذه الطرق ظنية لا يقطع بها ولكن يستأنس بها مع إحسان الظن في الجميع.
س4: كيف نفرق بين الاتهام والتخييل ؟
جـ: الفرق بينهما عظيم فالاتهام إعمال لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح في قوله للمعيون: « من تتهمون » ، وهذا مأمور به بنص حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أما التخييل فهو الاستعانة بالشياطين لمعرفة العين والسحر وهو محرم ولقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الموقرة بتحريم ذلك في فتوى لها برقم ( 20361) في 17/4/1419هـ.
س5: هل تسبب العين أمراضاً عضوية ومشكلات مادية أو اجتماعية ؟
جـ: نعم تتسبَّب العين في عدم شفاء كثير من الأمراض العضوية، بل واستفحالها، وكذلك المشكلات المادية والزوجية والقطيعة وكثير من المصائب،كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين » ([1])، فما دون الموت من المصائب أولى أن تلحق بالعين.
س6: هل يكتفي بأخذ الأثر لمرة واحدة فقط أم لا بد من التكرار ؟
جـ: يكفي الأخذ لمرة واحدة فهو كما أسلفنا كالتطعيم ، ولا يكرّره حتى لا يفتح باباً للوسواس الشيطاني، إلا إن كان من مشهورٍ بالعين فيؤخذ منه مراراً لكثرة شياطينه ، وينبغي إحسان الظن فيمن أخذ منه الأثر، وأن لا يقاطعه أو يبغضه، لأن كل إنسان معرَّض لمثل هذا.
س7: الإضافة للماء والزيت المقرؤ فيهما باستمرار هل يضعف تأثيره ؟
جـ: بالعكس لايضعفه أبداً لأن القرآن الكريم شفاء، وهو نور لا ينقطع أبداً، والتجربة تثبت هذا، و يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : « مُدّوهُ من الماء فإنّه لا يزيده إلا طيباً »([2]) ، وهذا القول منه صلى الله عليه وسلم عن فضلة وضوءه الذي أعطاه لبعض الصحابة لنضحه على أرض معبدهم بعد هدمه لبناء مسجدٍ عليه تبركاً به. فإن كان هذا في شأن الماء المبارك منه صلى الله عليه وسلم، فكيف بالماء المبارك بتلاوة كلام الخالق فيه.
س8: إذا أخذ الأثر من العائن فهل يستعمل كما هو أم (يُغلى) ؟
جـ: الأفضل أخذه كما هو ولو جرعة قليلة فيه نافعة لو غُلي أو خفف فلا يضر إن شاء الله.
س9: هل يجمع أثر العائنين في وعاء واحد أم يؤخذ كلٌ على حدة ؟
جـ: كلا الأمرين نافع بإذن الله والأصل المبادرة بالأخذ وسرعة التخلص من العين.
س10: هل أخذ الأثر يسبب عداوة ؟
جـ: أخذ الأثر البسيط نافع بإذن الله ولا يسبب عداوة والاتهام دليل ظني لا يقطع به ولكن يستأنس به.
س11: هل يبقى الأثر على الموضع لمقبض الباب مثلاً ولو كثرت عليه الأيدي أو تقادم عهده ؟
جـ: نعم يبقى بكل تأكيد والمقصود رائحة الإنسان العائن وأصدق مثال على ذلك ال*** يشم الروائح ولو تقادم عهدها فما بالك بالشيطان وهو أكثر شماً ويستأنس بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: « إن الشيطان حسّاس لحّاس فاحذروه على أنفسكم»([3]) .
س12: هل يصاب الإنسان وهو متحصن بالأذكار وهل يصاب العالم ؟
جـ: نعم يصاب الإنسان المتحصن إذا انفعل انفعالاً شديداً وأشدها الغضب وهو من الشيطان فهو يضعف التحصين فيكون منفذاً للشياطين، ولا أدلّ على ذلك من حادثة أباَن بن عثمان فإنه لما حدّث بقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من قال باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء»، جعل المتحدث ينظر إليه وقد أصابه الفالج (شلل بسبب جلطة)، فقال له: مالك تنظر إليّ؟ والله ما كذبت على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنّي غضبت. فهذا العالم الجليل أصيب، وهو يحدّث بهذا الحديث فمن دونه أولى أن يصاب، فمن انفعل فلا بد من إعادة التحصين من جديد .
س13: هل معاداة العائن تقي من العين ؟
جـ: ليس صحيحاً ولا يقي من العين إلا التحصين بإذن الله فهو النافع.
س14: هل يقتصر على العلاج العضوي والنفسي فقط ؟
جـ: ليس صحيحاً فالرقية أصل علاجي وغيرها أسباب دوائية، والأجدر عدم إهدار الأموال الطائلة على أمراض وهمية، وفحوصات وأشعة، ووقت وجهد ومال، تكلّف الدول أموالاً طائلة، وكان بالإمكان تفادي ذلك بفتح باب الرقية تحت مظلة رسمية ومعايير دقيقة في اختيار الرقاة من طلبة العلم المحتسبين، مع الأخذ بالأسباب الدوائية عضوية كانت أو نفسية، مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح: «عليكم بالشفائين القرآن والعسل» ([4]) .
س15: ما هو سر تسلّط الشياطين في وقتنا الحاضر بشكل خاص وانتشار العين ؟
جـ: لا شك أن تسلط شياطين الإنس والجن في هذا الوقت يسترعي الانتباه وذلك راجع إلى اسباب كثيرة منها: ضغوط الحياة ومغرياتها التي صارت شغل الناس الشاغل، ونقضت كثيراً من عرى الإسلام مع قلة الأذكار فحينئذٍ وجد الشيطان فرصته للانقضاض على القلوب الفارغة من ذكر الله.
أما مسألة انتشار العين في هذا الوقت فقد أشار إليها رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين»، وقوله صلى الله عليه وسلم محذراً أصحابه: « ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم» ،أو كما قال. وفي الزمن الماضي كان الجميع يأكلون في أناء واحد ويشربون من أناء واحد فإن كان بينهم حسد انتهى بأخذ الأثر أثناء الأكل والشرب، أما في وقتنا الحاضر فقد استقل كل إنسان بأكله وشربه ولباسه فكثر المس عن طريق العين فبرزت الحاجة الملحة في الآونة الأخيرة إلى فتح عيادات قرآنية وتنظيم الرقية وتقعيدها ، شأنها شأن العلوم الإسلامية الأخرى التي أُصِّلت، ولم يكن المجتمع الإسلامي الأول بحاجة إلى الرقية لأنهم كانوا يمارسون الأذكار جُلَّ وقتهم فلم يكن للشيطان نصيب فيهم، أمّا في وقتنا الحاضر ومع كثرة الأذكار المطبوعة والمسموعة فهي للأسف الشديد لا تطبّق على الوجه المطلوب: فهي لا تقال إلا عند الحاجة، أو على وقت الفراغ ، وتمارس عادة أكثر منها عبادة .
س16: ما سبب إخفاق بعض الرقاة في علاج المرضى؟ وما تعليقكم على الطبيب الذي ينكر دور الرقية الشرعية في علاج المرض العضوي كالكسور، فيقول ما للكسر والرقية، علاجها الجبيرة ؟
جـ: (القرآن الكريم لما قريء له)، هذه قاعدة يجب تأصيلها في نفوسنا، فالقرآن يستخدم في الرقية على ثلاث: 1) شفاء للأمراض العضوية وغيرها. 2) هدىً للناس والجانّ المتلبس بهذا الجسد قال تعالىقُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء(. 3) كما يستخدم لإحراق الجان داخل الجسد!.
وللأسف الشديد فإن غالب الرقاة يُغفل الاستخدامين الأول والثاني ويُعمل الثالث، أعني به (الإحراق) ، فيحصل العنت والتعب للمرقيّ والراقي كليهما من هذا المس فتطول مدة العلاج، وقد تصل إلى سنوات، بينما لو فكّروا في جانب هداية هذا المتلبّس دون مخاطبته لانتهى تماماً في أقل من ثلاثة أيام! ولعادت صحة هذا المريض لسابق عهدها،وقد جرّبنا هذا المنهج الدعوي فنفع نفعاً عظيماً حتى إن الماء و زيت الزيتون إذا قرئ فيه بهذه النية (أعني الشفاء والهداية) نفع نفعاً واضحاً.
ونرجع إلى بقية السؤال وهو:هل الإنسان المصاب بكسر عضوي تنفع معه الرقية؟ نقول نعم بكل تأكيد، بل أنها تُعجّل ببرئه بإذن الله كما هو مشاهد، فإن كان المقرر نزع الجبيرة خلال شهرين تقريباً، فبالرقية الشرعية يبرأُ العضو كما هو مشاهد في أقلّ من شهر بإِذن الله وهذا مثبت في التقارير الطبية،وقبل هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم حجة في هذا الباب في قصة اللديغ وكيف برئَ بالرقية (واللدغة مرض عضوي)، وبيننا وبين كبار الأطباء تعاون كبير بفضل من الله فيمن طبق هذا المنهج .
س17: ما هو ضابط التجربة في الرقية الشرعية حتى تصبح مشروعة؟ وهل الرقية تدخل في جانب العلم أم هي جانب تعبدي ؟
جـ: العلوم العامة والطبية مبنية على التجارب وكذا الرقية الشرعية لها تجاربها الخاصة والضابط في مشروعيتها أمران: الأول: عرضها على علماء الشرع، والثاني: ألاّ تكون شركاً وهذا يصدقه قول النبي صلى الله عليه وسلم : « اعْرِضُوا عَليَّرُقَاكُمْ لاَ بَأْسَبِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ».
أما الرقية فهي علم قائم بذاته،بل هي أصلٌ للتداوي أُهمل للأسف الشديد، بل عدّها شيخ الإسلام ابن تيمية من أساسيات الجهاد وهو جهاد الأنبياء والمصلحين لهذا العدو غير المنظور وهو الشيطان الرجيم، فهي علم وعبادة، وإذا كان الغرب يسارع في إنشاء العيادات الروحية ويحرص على إيجاد ممثّل لها داخل المستشفيات الغربية، فنحن أمة الإسلام أولى وأحرى ولا سيما أننا أصحاب رسالة، فالرقية الشرعية ليست للبركة فحسب، بل هي علم له ضوابطه، ولا يحسن بالمرء الولوج فيه إلا بعد معرفَةٍ ومعاييرَ خاصّةٍ تتحقّق فيه .
س18: هل أخذ الأثر البسيط من العائن كافٍ أم لا بدّ من الاغتسال ؟
جـ: بحسب التجربة يكفي الأثر البسيط بإذن الله لأن المقصود هو رائحة الإنسان المميزة ،ولو حصل اغتسال فهو أفضل وعلى العموم فالمقصود الرائحة فقط ولو غُلِيَتْ منعاً من العدوى والقذارة فلا بأس.
س19: كيف يتم الاحتراز من الإصابة بالعين ؟
جـ: يتم الاحتراز من العين بإذن الله بطريقين الأول: التحصين بذكر الله المستمر مع أوراد الصباح والمساء. الثاني: ستر محاسن من يخشى عليه العين كما ذكر البغوي([5]) أن عثمان رضي الله عنه رأى صبياً مليحاً فقال: (دسِّموا نونته لئلا تصيبه العين) والنونة: النقرة تكون في ذقن الصبي الصغير.
س20: بعض الرقاة يشترط لرقيته وقتاً معيناً كوقت غروب الشمس مثلاً فما رأيكم ؟
جـ: الرقية علاج إذا احتاجه المريض أخذه دون تخصيص ومن خصّص فعليه الدليل!
جـ: المعجب:هو الذي لا يتمنى زوال النعمة بل يتمنى مثلها فإذا وصف ولم يبرك وحضر الشيطان فإنه يؤذي المحسود بتعب عن طريق هذا الشيطان وتأتي من الرجل المحبّ والصالح بدون قصد.
أما الحاسد: والعياذ بالله فهو الذي يتمنى زوال النعمة عن المحسود فإذا وصف ولم يبرّك وحضر شيطانه فإنه يهلك هذا المحسود بإذن الله، وهذه هي القاتلة المهلكة التي تدخل الجمل القدر والرجل القبر وترديه من حالق ولا تأتي إلا من نفس خبيثة لديها خلل في الإيمان بالقضاء والقدر فحسده كحسد اليهود ومن شاكلهم.
س2: ما هي كيفية أخذ الأثر؟ وهل ينفع هذا الأثر إذا علم العائن ؟
جـ: كيفية أخذ الأثر: من أي شيء مسّه العائن من ريق أو عرق لأن المقصود هو رائحة العائن لكي تطرد شيطانه المتسلط على المعيون فيؤخذ مثلاً: بقايا أكله أو شربه أو ما مسه جسده من المباحات كمسح مقبض الباب ولو لمرة واحدة فإنها نافعة بإذن الله كما هو مشاهد. ولا يكرّر أخذ الأثر لأنه أشبه بالتطعيم لمرة واحدة فقط. أما علم العائن بأخذ الأثر فإنه لا يضر فهذا عامر العائن رضي الله عنه قد قال له النبي صلى الله عليه وسلم « اغتسل لأخيك » ، وهو يعلم أنه أصاب سهلاً بعينه.
س3: ما هي طرق الاتهام ؟
جـ : طرق الاتهام: إما أن يسمع أو ينقل له وصفٌ قيل فيه بدون تبريك وإما أن يرى في المنام رؤيا تدل على العائن، وأما أن يحس بضيقة وتكدّر من بعض الأشخاص دونما سبب واضح، وإما أن يقرأ عليه القرآن فيخطر في باله أثناء الرقية عليه عدة أشخاص يظن أنهم العائنون في الغالب، وهذه الطرق ظنية لا يقطع بها ولكن يستأنس بها مع إحسان الظن في الجميع.
س4: كيف نفرق بين الاتهام والتخييل ؟
جـ: الفرق بينهما عظيم فالاتهام إعمال لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح في قوله للمعيون: « من تتهمون » ، وهذا مأمور به بنص حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أما التخييل فهو الاستعانة بالشياطين لمعرفة العين والسحر وهو محرم ولقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الموقرة بتحريم ذلك في فتوى لها برقم ( 20361) في 17/4/1419هـ.
س5: هل تسبب العين أمراضاً عضوية ومشكلات مادية أو اجتماعية ؟
جـ: نعم تتسبَّب العين في عدم شفاء كثير من الأمراض العضوية، بل واستفحالها، وكذلك المشكلات المادية والزوجية والقطيعة وكثير من المصائب،كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين » ([1])، فما دون الموت من المصائب أولى أن تلحق بالعين.
س6: هل يكتفي بأخذ الأثر لمرة واحدة فقط أم لا بد من التكرار ؟
جـ: يكفي الأخذ لمرة واحدة فهو كما أسلفنا كالتطعيم ، ولا يكرّره حتى لا يفتح باباً للوسواس الشيطاني، إلا إن كان من مشهورٍ بالعين فيؤخذ منه مراراً لكثرة شياطينه ، وينبغي إحسان الظن فيمن أخذ منه الأثر، وأن لا يقاطعه أو يبغضه، لأن كل إنسان معرَّض لمثل هذا.
س7: الإضافة للماء والزيت المقرؤ فيهما باستمرار هل يضعف تأثيره ؟
جـ: بالعكس لايضعفه أبداً لأن القرآن الكريم شفاء، وهو نور لا ينقطع أبداً، والتجربة تثبت هذا، و يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : « مُدّوهُ من الماء فإنّه لا يزيده إلا طيباً »([2]) ، وهذا القول منه صلى الله عليه وسلم عن فضلة وضوءه الذي أعطاه لبعض الصحابة لنضحه على أرض معبدهم بعد هدمه لبناء مسجدٍ عليه تبركاً به. فإن كان هذا في شأن الماء المبارك منه صلى الله عليه وسلم، فكيف بالماء المبارك بتلاوة كلام الخالق فيه.
س8: إذا أخذ الأثر من العائن فهل يستعمل كما هو أم (يُغلى) ؟
جـ: الأفضل أخذه كما هو ولو جرعة قليلة فيه نافعة لو غُلي أو خفف فلا يضر إن شاء الله.
س9: هل يجمع أثر العائنين في وعاء واحد أم يؤخذ كلٌ على حدة ؟
جـ: كلا الأمرين نافع بإذن الله والأصل المبادرة بالأخذ وسرعة التخلص من العين.
س10: هل أخذ الأثر يسبب عداوة ؟
جـ: أخذ الأثر البسيط نافع بإذن الله ولا يسبب عداوة والاتهام دليل ظني لا يقطع به ولكن يستأنس به.
س11: هل يبقى الأثر على الموضع لمقبض الباب مثلاً ولو كثرت عليه الأيدي أو تقادم عهده ؟
جـ: نعم يبقى بكل تأكيد والمقصود رائحة الإنسان العائن وأصدق مثال على ذلك ال*** يشم الروائح ولو تقادم عهدها فما بالك بالشيطان وهو أكثر شماً ويستأنس بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: « إن الشيطان حسّاس لحّاس فاحذروه على أنفسكم»([3]) .
س12: هل يصاب الإنسان وهو متحصن بالأذكار وهل يصاب العالم ؟
جـ: نعم يصاب الإنسان المتحصن إذا انفعل انفعالاً شديداً وأشدها الغضب وهو من الشيطان فهو يضعف التحصين فيكون منفذاً للشياطين، ولا أدلّ على ذلك من حادثة أباَن بن عثمان فإنه لما حدّث بقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من قال باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء»، جعل المتحدث ينظر إليه وقد أصابه الفالج (شلل بسبب جلطة)، فقال له: مالك تنظر إليّ؟ والله ما كذبت على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنّي غضبت. فهذا العالم الجليل أصيب، وهو يحدّث بهذا الحديث فمن دونه أولى أن يصاب، فمن انفعل فلا بد من إعادة التحصين من جديد .
س13: هل معاداة العائن تقي من العين ؟
جـ: ليس صحيحاً ولا يقي من العين إلا التحصين بإذن الله فهو النافع.
س14: هل يقتصر على العلاج العضوي والنفسي فقط ؟
جـ: ليس صحيحاً فالرقية أصل علاجي وغيرها أسباب دوائية، والأجدر عدم إهدار الأموال الطائلة على أمراض وهمية، وفحوصات وأشعة، ووقت وجهد ومال، تكلّف الدول أموالاً طائلة، وكان بالإمكان تفادي ذلك بفتح باب الرقية تحت مظلة رسمية ومعايير دقيقة في اختيار الرقاة من طلبة العلم المحتسبين، مع الأخذ بالأسباب الدوائية عضوية كانت أو نفسية، مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح: «عليكم بالشفائين القرآن والعسل» ([4]) .
س15: ما هو سر تسلّط الشياطين في وقتنا الحاضر بشكل خاص وانتشار العين ؟
جـ: لا شك أن تسلط شياطين الإنس والجن في هذا الوقت يسترعي الانتباه وذلك راجع إلى اسباب كثيرة منها: ضغوط الحياة ومغرياتها التي صارت شغل الناس الشاغل، ونقضت كثيراً من عرى الإسلام مع قلة الأذكار فحينئذٍ وجد الشيطان فرصته للانقضاض على القلوب الفارغة من ذكر الله.
أما مسألة انتشار العين في هذا الوقت فقد أشار إليها رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين»، وقوله صلى الله عليه وسلم محذراً أصحابه: « ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم» ،أو كما قال. وفي الزمن الماضي كان الجميع يأكلون في أناء واحد ويشربون من أناء واحد فإن كان بينهم حسد انتهى بأخذ الأثر أثناء الأكل والشرب، أما في وقتنا الحاضر فقد استقل كل إنسان بأكله وشربه ولباسه فكثر المس عن طريق العين فبرزت الحاجة الملحة في الآونة الأخيرة إلى فتح عيادات قرآنية وتنظيم الرقية وتقعيدها ، شأنها شأن العلوم الإسلامية الأخرى التي أُصِّلت، ولم يكن المجتمع الإسلامي الأول بحاجة إلى الرقية لأنهم كانوا يمارسون الأذكار جُلَّ وقتهم فلم يكن للشيطان نصيب فيهم، أمّا في وقتنا الحاضر ومع كثرة الأذكار المطبوعة والمسموعة فهي للأسف الشديد لا تطبّق على الوجه المطلوب: فهي لا تقال إلا عند الحاجة، أو على وقت الفراغ ، وتمارس عادة أكثر منها عبادة .
س16: ما سبب إخفاق بعض الرقاة في علاج المرضى؟ وما تعليقكم على الطبيب الذي ينكر دور الرقية الشرعية في علاج المرض العضوي كالكسور، فيقول ما للكسر والرقية، علاجها الجبيرة ؟
جـ: (القرآن الكريم لما قريء له)، هذه قاعدة يجب تأصيلها في نفوسنا، فالقرآن يستخدم في الرقية على ثلاث: 1) شفاء للأمراض العضوية وغيرها. 2) هدىً للناس والجانّ المتلبس بهذا الجسد قال تعالىقُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء(. 3) كما يستخدم لإحراق الجان داخل الجسد!.
وللأسف الشديد فإن غالب الرقاة يُغفل الاستخدامين الأول والثاني ويُعمل الثالث، أعني به (الإحراق) ، فيحصل العنت والتعب للمرقيّ والراقي كليهما من هذا المس فتطول مدة العلاج، وقد تصل إلى سنوات، بينما لو فكّروا في جانب هداية هذا المتلبّس دون مخاطبته لانتهى تماماً في أقل من ثلاثة أيام! ولعادت صحة هذا المريض لسابق عهدها،وقد جرّبنا هذا المنهج الدعوي فنفع نفعاً عظيماً حتى إن الماء و زيت الزيتون إذا قرئ فيه بهذه النية (أعني الشفاء والهداية) نفع نفعاً واضحاً.
ونرجع إلى بقية السؤال وهو:هل الإنسان المصاب بكسر عضوي تنفع معه الرقية؟ نقول نعم بكل تأكيد، بل أنها تُعجّل ببرئه بإذن الله كما هو مشاهد، فإن كان المقرر نزع الجبيرة خلال شهرين تقريباً، فبالرقية الشرعية يبرأُ العضو كما هو مشاهد في أقلّ من شهر بإِذن الله وهذا مثبت في التقارير الطبية،وقبل هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم حجة في هذا الباب في قصة اللديغ وكيف برئَ بالرقية (واللدغة مرض عضوي)، وبيننا وبين كبار الأطباء تعاون كبير بفضل من الله فيمن طبق هذا المنهج .
س17: ما هو ضابط التجربة في الرقية الشرعية حتى تصبح مشروعة؟ وهل الرقية تدخل في جانب العلم أم هي جانب تعبدي ؟
جـ: العلوم العامة والطبية مبنية على التجارب وكذا الرقية الشرعية لها تجاربها الخاصة والضابط في مشروعيتها أمران: الأول: عرضها على علماء الشرع، والثاني: ألاّ تكون شركاً وهذا يصدقه قول النبي صلى الله عليه وسلم : « اعْرِضُوا عَليَّرُقَاكُمْ لاَ بَأْسَبِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ».
أما الرقية فهي علم قائم بذاته،بل هي أصلٌ للتداوي أُهمل للأسف الشديد، بل عدّها شيخ الإسلام ابن تيمية من أساسيات الجهاد وهو جهاد الأنبياء والمصلحين لهذا العدو غير المنظور وهو الشيطان الرجيم، فهي علم وعبادة، وإذا كان الغرب يسارع في إنشاء العيادات الروحية ويحرص على إيجاد ممثّل لها داخل المستشفيات الغربية، فنحن أمة الإسلام أولى وأحرى ولا سيما أننا أصحاب رسالة، فالرقية الشرعية ليست للبركة فحسب، بل هي علم له ضوابطه، ولا يحسن بالمرء الولوج فيه إلا بعد معرفَةٍ ومعاييرَ خاصّةٍ تتحقّق فيه .
س18: هل أخذ الأثر البسيط من العائن كافٍ أم لا بدّ من الاغتسال ؟
جـ: بحسب التجربة يكفي الأثر البسيط بإذن الله لأن المقصود هو رائحة الإنسان المميزة ،ولو حصل اغتسال فهو أفضل وعلى العموم فالمقصود الرائحة فقط ولو غُلِيَتْ منعاً من العدوى والقذارة فلا بأس.
س19: كيف يتم الاحتراز من الإصابة بالعين ؟
جـ: يتم الاحتراز من العين بإذن الله بطريقين الأول: التحصين بذكر الله المستمر مع أوراد الصباح والمساء. الثاني: ستر محاسن من يخشى عليه العين كما ذكر البغوي([5]) أن عثمان رضي الله عنه رأى صبياً مليحاً فقال: (دسِّموا نونته لئلا تصيبه العين) والنونة: النقرة تكون في ذقن الصبي الصغير.
س20: بعض الرقاة يشترط لرقيته وقتاً معيناً كوقت غروب الشمس مثلاً فما رأيكم ؟
جـ: الرقية علاج إذا احتاجه المريض أخذه دون تخصيص ومن خصّص فعليه الدليل!