كحيلان
29-03-2006, 16:19
هكذا تورد الإبل يا خادم الحرمين (( السياسة الكويتية ))
كتب- أحمد الجار الله
رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتيه
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز, فلولاك ولولا تدخلك ولولا أوامرك وتوجيهاتك, ولولا ملاحقتك الشخصية لهذه الأوامر والتوجيهات, ومتابعتك لتنفيذها, لحلت كارثة بالفعل في سوق الاوراق المالية السعودية, كان سيصعب حلها, وستلحق بها أسواق الخليج.
ان هذه المتابعة المباشرة يا خادم الحرمين, وضعت الجهاز الوظيفي وقياداته من الجهابذة, في حالة لا خيارات لهم فيها, اما ان ينفذوا الاوامر واما ان تقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف, ويصلبوا على جذوع النخل.
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين.
ان الاجراءات التي اتخذتموها كقائد مسؤول عن رعيته أنقذت الكثيرين من المتداولين في البورصة السعودية, والذين يبلغ مجموعهم حوالي اربعة ملايين متداول.. هؤلاء المواطنون اندفعوا للاستثمار في الأسهم لمعرفتهم الاكيدة بان اقتصاد بلدهم قوي, ولا يوجد في الافق المنظور ما يؤشر الى اهتزازه. لقد انتابتهم موجة إرباك في الآونة الأخيرة قال البعض بأنها ستدمرهم, لكن هذه الموجة جاءت من نوع »وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم« اذ بالفعل كانت عامل ضغط قوي على المتداولين جعلتهم يدركون اين يضعون اموالهم, وفي اي اسهم يشتغلون.
ورغم ان الموجة العاتية أشاعت روحاً عالية من الوعي الاستثماري, الا انها ايضا التقت مع اجراءات وأوامر خادم الحرمين, التي تابعها بنفسه, ولم يترك مكتبه الا بعد ان وقع عليها.
من الأمور الشائعة والمعروفة في دول الخليج ان الادارات لا تتحرك الا بعد وقوع الكوارث, اي ان هذه الادارات ليست لديها خطط استباقية لمنع العواصف والزلازل, واذا ما تحركت هذه الادارات فان تحركها يأتي بطيئا وثقيلا كتحرك مركب يبدأ الابحار ولا ينفع في رد القضاء ومنع القدر.
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين.
ان القرارات الكبيرة يمكن ان يعطلها أصغر موظف في الادارة اذا لم يتابع تنفيذها القائد بنفسه. هذا الموظف الصغير بامكانه تعطيل اكبر القرارات بمجرد اعتماده على مشاعره السوداء, وعلى احقاده, وعلى حسده وعلى عقده النفسية المتراكمة, وعلى اهتزاز شخصيته.. هذا الموظف يستنسب استغلال صلاحياته لاشباع عقده الآنفة, فيضع اكبر قرار في أصغر درج من أدراج النسيان, وكما هذا الموظف, كذلك اي قانوني في الادارة, حاقد وقلبه أسود, ويتجاهل عن عمد الجوانب الوردية في القوانين, ويعتمد على الجوانب القاسية المتشددة, وبامكانه ساعتها ان يدعي بان القرارات مخالفة للقانون ولا يجوز تنفيذها, وكما الموظف الحاقد والقانوني المعقد هناك صنف اخر من الموظفين يعطل قرارات القادة عن عمد بحجة القول انها لا تعود عليه بشيء من المنافع »ويش طالع لي منها!«.
وهكذا نرى ان اكثر القرارات الكبيرة تلاقي إحجاماً وتعقيداً من الجهاز الاداري, على الرغم من أنها, اي القرارات, تحاول إخراج الناس من كارثة وقعوا فيها.
لقد كانت هذه الاحتمالات الاكيدة في مشاعرك يا خادم الحرمين فوقفت بنفسك على متابعة تنفيذ قراراتك, وتابعت القضية بكل تفاصيلها, ونقلت الجمرة من ايدي الناس الى مكانها الطبيعي, اي الى المنقل, وهذا كان الاجراء المطلوب. فالمسألة هنا تتعلق باقتصاد بلد سيظل ينمو ويقوى في مناخ جيد وصحي من الان وحتى المستقبل المنظور. وطبيعي ان يتمتع اقتصاد بهذه النوعية العالية بمدخرات كبيرة. وطبيعي أكثر ألا يتعرض لعبث أصحاب النفوس المريضة, والمعطوبة والمليئة بالعقد وبمشاعر كره الآخرين, وهؤلاء نراهم يعششون في الادارات, ولا يريدون ان يفهموا ان سوق الاوراق المالية هو جزء من اقتصاد هذه ...... الكبيرة والمهمة.
لولا خادم الحرمين ومتابعته الشخصية للتنفيذ لكانت اجراءاته تعرقلت, وتجمدت وخضعت للتفسيرات النابعة من نفوس نحيسة حاقدة حاسدة, او خضعت لتأجيل التنفيذ والتباطؤ فيه, على الرغم من أنها اجراءات لن تكلف ...... سوى رغبتها في ان يشعر المواطن أنها تقف معه بأعلى مراتبها, وتتابع اي خلل يطرأ على اي مرفق من مرافق الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين
ففي ذات مرة أعلن مجلس الوزراء السعودي بأنه يحق لابناء دول مجلس التعاون الخليجي, التملك في اسهم البنوك, ومنذ صدوره قبل سنة لم يطبق هذا القرار, والحجة الداخلية المعطاة لعدم التطبيق هي ان دول الخليج لم تصدر بعد قراراً مماثلاً يسمح لابناء السعودية بتملك اسهم البنوك فيها. ان قرارات من هذا النوع تختص بها سيادة ......, ولا ضرورة للرجوع الى قرارات مجلس التعاون الخليجي لتبرير صدورها. وها هي مملكة البحرين ودولة الامارات تسمحان بالتملك, ولا نراهما تستندان الى قرار من هنا او من هناك, بل الى قرار نابع من ذاتهما ومن صلب مصالحهما. وعندما صدر قرار السماح للمقيمين في المملكة بتداول الاسهم هل كان على ....... السعودية ان تعود الى مجلس التعاون قبل اصدار هذا القرار المهم. ان كلامنا هذا موجه للذين يعيقون تنفيذ قراراتك العظيمة يا خادم الحرمين من اصحاب النفوس المعقدة والقلوب المشحونة بالحقد والحسد.. وعلى كل حال فان خادم الحرمين واقف على أوامره ويطالب بالاسراع بالتنفيذ, وبصورة تاريخية ومباشرة ولولا ذلك لكان من الممكن ان تجد أوامره وقراراته طريقها الى التمييع أو الضياع في دهاليز الادارة, المفعمة بالوطاويط وخيوط العنكبوت.
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين
فالقصد من الاجراءات والأوامر وتنفيذها هو اعادة الثقة, وبلا شك فان هذه الكارثة التي كانت بمثابة تصحيح خشن وقوي لمسار الاسعار في السوق, ومرت على اسواق الخليج كلها, جعلت الناس يفتحون عيونهم على ماذا, وبأي سهم يستثمرون, وأصبحوا يتجهون الى الاسهم التي تعطيهم مردودات عالية.
ان الادارات والاجهزة الوظيفية مليئة بالعيوب التكوينية والنوعية, وولي الامر في العادة أحلامه كبيرة وأجهزته ليست بمستوى تحمل ثقل هذه الاحلام وتنفيذها, فهي الى جانب عيوبها, تمتاز بالكسل, والرغبة بالاعاقة, وبالحسد والحقد, وتنحاز الى كل ما في النفس من عقد, مستفيدة من واقع ان لا احد يحاسبها, او يرد لها أمراً حين تعترض على قرار وتقول إنه غير قانوني.
القوانين تصدر لإسعاد الناس لا لإشقائهم وتدمير مصالحهم, وهذه الحقيقة نحن سعداء بأن ولي الأمر يعرفها ولا تعرفها أجهزته.. ولذلك حرص خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز ان يقف بنفسه على تنفيذ أوامره وتوجيهاته فيما يتعلق بسوق الاوراق المالية السعودي واعادة الثقة فيه, ولهذا على كل المتداولين ان يثمنوا هذه الوقفة التاريخية للملك والتي جنبت الجميع الدخول في كارثة كان سيصعب الخروج منها
كتب- أحمد الجار الله
رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتيه
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز, فلولاك ولولا تدخلك ولولا أوامرك وتوجيهاتك, ولولا ملاحقتك الشخصية لهذه الأوامر والتوجيهات, ومتابعتك لتنفيذها, لحلت كارثة بالفعل في سوق الاوراق المالية السعودية, كان سيصعب حلها, وستلحق بها أسواق الخليج.
ان هذه المتابعة المباشرة يا خادم الحرمين, وضعت الجهاز الوظيفي وقياداته من الجهابذة, في حالة لا خيارات لهم فيها, اما ان ينفذوا الاوامر واما ان تقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف, ويصلبوا على جذوع النخل.
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين.
ان الاجراءات التي اتخذتموها كقائد مسؤول عن رعيته أنقذت الكثيرين من المتداولين في البورصة السعودية, والذين يبلغ مجموعهم حوالي اربعة ملايين متداول.. هؤلاء المواطنون اندفعوا للاستثمار في الأسهم لمعرفتهم الاكيدة بان اقتصاد بلدهم قوي, ولا يوجد في الافق المنظور ما يؤشر الى اهتزازه. لقد انتابتهم موجة إرباك في الآونة الأخيرة قال البعض بأنها ستدمرهم, لكن هذه الموجة جاءت من نوع »وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم« اذ بالفعل كانت عامل ضغط قوي على المتداولين جعلتهم يدركون اين يضعون اموالهم, وفي اي اسهم يشتغلون.
ورغم ان الموجة العاتية أشاعت روحاً عالية من الوعي الاستثماري, الا انها ايضا التقت مع اجراءات وأوامر خادم الحرمين, التي تابعها بنفسه, ولم يترك مكتبه الا بعد ان وقع عليها.
من الأمور الشائعة والمعروفة في دول الخليج ان الادارات لا تتحرك الا بعد وقوع الكوارث, اي ان هذه الادارات ليست لديها خطط استباقية لمنع العواصف والزلازل, واذا ما تحركت هذه الادارات فان تحركها يأتي بطيئا وثقيلا كتحرك مركب يبدأ الابحار ولا ينفع في رد القضاء ومنع القدر.
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين.
ان القرارات الكبيرة يمكن ان يعطلها أصغر موظف في الادارة اذا لم يتابع تنفيذها القائد بنفسه. هذا الموظف الصغير بامكانه تعطيل اكبر القرارات بمجرد اعتماده على مشاعره السوداء, وعلى احقاده, وعلى حسده وعلى عقده النفسية المتراكمة, وعلى اهتزاز شخصيته.. هذا الموظف يستنسب استغلال صلاحياته لاشباع عقده الآنفة, فيضع اكبر قرار في أصغر درج من أدراج النسيان, وكما هذا الموظف, كذلك اي قانوني في الادارة, حاقد وقلبه أسود, ويتجاهل عن عمد الجوانب الوردية في القوانين, ويعتمد على الجوانب القاسية المتشددة, وبامكانه ساعتها ان يدعي بان القرارات مخالفة للقانون ولا يجوز تنفيذها, وكما الموظف الحاقد والقانوني المعقد هناك صنف اخر من الموظفين يعطل قرارات القادة عن عمد بحجة القول انها لا تعود عليه بشيء من المنافع »ويش طالع لي منها!«.
وهكذا نرى ان اكثر القرارات الكبيرة تلاقي إحجاماً وتعقيداً من الجهاز الاداري, على الرغم من أنها, اي القرارات, تحاول إخراج الناس من كارثة وقعوا فيها.
لقد كانت هذه الاحتمالات الاكيدة في مشاعرك يا خادم الحرمين فوقفت بنفسك على متابعة تنفيذ قراراتك, وتابعت القضية بكل تفاصيلها, ونقلت الجمرة من ايدي الناس الى مكانها الطبيعي, اي الى المنقل, وهذا كان الاجراء المطلوب. فالمسألة هنا تتعلق باقتصاد بلد سيظل ينمو ويقوى في مناخ جيد وصحي من الان وحتى المستقبل المنظور. وطبيعي ان يتمتع اقتصاد بهذه النوعية العالية بمدخرات كبيرة. وطبيعي أكثر ألا يتعرض لعبث أصحاب النفوس المريضة, والمعطوبة والمليئة بالعقد وبمشاعر كره الآخرين, وهؤلاء نراهم يعششون في الادارات, ولا يريدون ان يفهموا ان سوق الاوراق المالية هو جزء من اقتصاد هذه ...... الكبيرة والمهمة.
لولا خادم الحرمين ومتابعته الشخصية للتنفيذ لكانت اجراءاته تعرقلت, وتجمدت وخضعت للتفسيرات النابعة من نفوس نحيسة حاقدة حاسدة, او خضعت لتأجيل التنفيذ والتباطؤ فيه, على الرغم من أنها اجراءات لن تكلف ...... سوى رغبتها في ان يشعر المواطن أنها تقف معه بأعلى مراتبها, وتتابع اي خلل يطرأ على اي مرفق من مرافق الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين
ففي ذات مرة أعلن مجلس الوزراء السعودي بأنه يحق لابناء دول مجلس التعاون الخليجي, التملك في اسهم البنوك, ومنذ صدوره قبل سنة لم يطبق هذا القرار, والحجة الداخلية المعطاة لعدم التطبيق هي ان دول الخليج لم تصدر بعد قراراً مماثلاً يسمح لابناء السعودية بتملك اسهم البنوك فيها. ان قرارات من هذا النوع تختص بها سيادة ......, ولا ضرورة للرجوع الى قرارات مجلس التعاون الخليجي لتبرير صدورها. وها هي مملكة البحرين ودولة الامارات تسمحان بالتملك, ولا نراهما تستندان الى قرار من هنا او من هناك, بل الى قرار نابع من ذاتهما ومن صلب مصالحهما. وعندما صدر قرار السماح للمقيمين في المملكة بتداول الاسهم هل كان على ....... السعودية ان تعود الى مجلس التعاون قبل اصدار هذا القرار المهم. ان كلامنا هذا موجه للذين يعيقون تنفيذ قراراتك العظيمة يا خادم الحرمين من اصحاب النفوس المعقدة والقلوب المشحونة بالحقد والحسد.. وعلى كل حال فان خادم الحرمين واقف على أوامره ويطالب بالاسراع بالتنفيذ, وبصورة تاريخية ومباشرة ولولا ذلك لكان من الممكن ان تجد أوامره وقراراته طريقها الى التمييع أو الضياع في دهاليز الادارة, المفعمة بالوطاويط وخيوط العنكبوت.
هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين
فالقصد من الاجراءات والأوامر وتنفيذها هو اعادة الثقة, وبلا شك فان هذه الكارثة التي كانت بمثابة تصحيح خشن وقوي لمسار الاسعار في السوق, ومرت على اسواق الخليج كلها, جعلت الناس يفتحون عيونهم على ماذا, وبأي سهم يستثمرون, وأصبحوا يتجهون الى الاسهم التي تعطيهم مردودات عالية.
ان الادارات والاجهزة الوظيفية مليئة بالعيوب التكوينية والنوعية, وولي الامر في العادة أحلامه كبيرة وأجهزته ليست بمستوى تحمل ثقل هذه الاحلام وتنفيذها, فهي الى جانب عيوبها, تمتاز بالكسل, والرغبة بالاعاقة, وبالحسد والحقد, وتنحاز الى كل ما في النفس من عقد, مستفيدة من واقع ان لا احد يحاسبها, او يرد لها أمراً حين تعترض على قرار وتقول إنه غير قانوني.
القوانين تصدر لإسعاد الناس لا لإشقائهم وتدمير مصالحهم, وهذه الحقيقة نحن سعداء بأن ولي الأمر يعرفها ولا تعرفها أجهزته.. ولذلك حرص خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز ان يقف بنفسه على تنفيذ أوامره وتوجيهاته فيما يتعلق بسوق الاوراق المالية السعودي واعادة الثقة فيه, ولهذا على كل المتداولين ان يثمنوا هذه الوقفة التاريخية للملك والتي جنبت الجميع الدخول في كارثة كان سيصعب الخروج منها